إلى روح الشهيد فتحي الشقاقي
--------------------------------------------------------------------------------
حروف ليست للرثاء
… ما قيمة الحرف عندما يخرج متثائباً على الشفاه المرتجفة ، نحاول في كل مرة أن
نلعب لعبة الثرثرة بالكلام في موسم الإخضرار ، نحاول دوماً أن نزرع العوسج في صحراء الكلمات
اليباب في الوقت الذي تزرعون فيه الدرب الطويل عزاً وشموخاً وكبرياء … نشعر
بالقشعريرة تسري في عروقنا ولا تسعفنا الكلمات … أخبروني يا سادتي الشهداء كيف تمسي
الكلمات زيتوناً ونخيل شموخ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها أم أننا لا نصلح أن نكون ركباناً
في قافلة الراحلين …
ما هو سر رحيلكم السريع أيها العظماء … هل نحن لا نتقن فن الرحيل أم أعجبتنا الديار ،
وغرسنا فيها حتى الجباه ، وتثاقلنا حتى الخمول … رحلتم يا سادتي وما زلنا نسائل أمواج
البحر … هل سئمتم زماننا أم اشتقتم إلى الخلود ، دعونا نقتبس من نوركم ، علّ قلوبنا
يدغدغها الشوق إلى الرحيل … رحلت ( أبو إبراهيم ) ولم تزل القدس تنتظرك قبيل الأصيل ،
ينتظرك الكادحون عند باب العمود ، أولئك الذين طالما ندى جبينك لرؤيتهم وهم يصطفون قبل
طلوع الشمس يبحثون عن رغيف الخبز ليطعمون صغارهم …
تنتظرك الأمهات الثكالى والأرامل اللاتي أقسمت من أجلهن أن تجعل حياة المجرمين جحيم …
وعلى أبواب المخيم ينتظرك الأطفال الأيتام بأكفهم الصغيرة وأحلامهم الكبيرة الذين كنت وما
زلت تزرع في عيونهم الأمل وأنت تعلمهم سورة الأنفال … مضيت ( أبو إبراهيم ) ولم تزل
هناك خطوات ولم ندرِ سر الرحيل … مابالكم يا سادتي تستعجلون الرحيل ، مضيت … ثم
مضى ( عيّاش ) بعد أن علمنا أن الأرض لم تزل بكراً وباستطاعتها أن تنجب كل حين وتبقى
بكراً إلى أن يشاء الله ،
وأراد ( مشعل ) الرحيل فاستحلفناه أن يبقى فاستجاب الله الدعاء …
ظن الأغبياء أنكم إذا رحلتم ستغلق بوابة الرحيل ، ولم يدروا أن المؤمنين إما راحلٌ أو منتظر
للرحيل ،
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).
فالى جنات الخلد يا شهيدنا وقائدنا ومعلمنا
بجانب الانبياء والصديقين .
اقسمت بالله ان لن انساك يا قسمو
دم فتحي لا يعلو علاك دمو
التوقيع .................................................. ..........
رعد السرايا
--------------------------------------------------------------------------------
حروف ليست للرثاء
… ما قيمة الحرف عندما يخرج متثائباً على الشفاه المرتجفة ، نحاول في كل مرة أن
نلعب لعبة الثرثرة بالكلام في موسم الإخضرار ، نحاول دوماً أن نزرع العوسج في صحراء الكلمات
اليباب في الوقت الذي تزرعون فيه الدرب الطويل عزاً وشموخاً وكبرياء … نشعر
بالقشعريرة تسري في عروقنا ولا تسعفنا الكلمات … أخبروني يا سادتي الشهداء كيف تمسي
الكلمات زيتوناً ونخيل شموخ تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها أم أننا لا نصلح أن نكون ركباناً
في قافلة الراحلين …
ما هو سر رحيلكم السريع أيها العظماء … هل نحن لا نتقن فن الرحيل أم أعجبتنا الديار ،
وغرسنا فيها حتى الجباه ، وتثاقلنا حتى الخمول … رحلتم يا سادتي وما زلنا نسائل أمواج
البحر … هل سئمتم زماننا أم اشتقتم إلى الخلود ، دعونا نقتبس من نوركم ، علّ قلوبنا
يدغدغها الشوق إلى الرحيل … رحلت ( أبو إبراهيم ) ولم تزل القدس تنتظرك قبيل الأصيل ،
ينتظرك الكادحون عند باب العمود ، أولئك الذين طالما ندى جبينك لرؤيتهم وهم يصطفون قبل
طلوع الشمس يبحثون عن رغيف الخبز ليطعمون صغارهم …
تنتظرك الأمهات الثكالى والأرامل اللاتي أقسمت من أجلهن أن تجعل حياة المجرمين جحيم …
وعلى أبواب المخيم ينتظرك الأطفال الأيتام بأكفهم الصغيرة وأحلامهم الكبيرة الذين كنت وما
زلت تزرع في عيونهم الأمل وأنت تعلمهم سورة الأنفال … مضيت ( أبو إبراهيم ) ولم تزل
هناك خطوات ولم ندرِ سر الرحيل … مابالكم يا سادتي تستعجلون الرحيل ، مضيت … ثم
مضى ( عيّاش ) بعد أن علمنا أن الأرض لم تزل بكراً وباستطاعتها أن تنجب كل حين وتبقى
بكراً إلى أن يشاء الله ،
وأراد ( مشعل ) الرحيل فاستحلفناه أن يبقى فاستجاب الله الدعاء …
ظن الأغبياء أنكم إذا رحلتم ستغلق بوابة الرحيل ، ولم يدروا أن المؤمنين إما راحلٌ أو منتظر
للرحيل ،
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ).
فالى جنات الخلد يا شهيدنا وقائدنا ومعلمنا
بجانب الانبياء والصديقين .
اقسمت بالله ان لن انساك يا قسمو
دم فتحي لا يعلو علاك دمو
التوقيع .................................................. ..........
رعد السرايا
تعليق