إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صلاح شاكر وأنر سكر شهيدا الصاروخ المزدوج في بيت ليد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صلاح شاكر وأنر سكر شهيدا الصاروخ المزدوج في بيت ليد

    الشهيد صلاح عبد الحميد شاكر


    لقد جئت على قدر يا صلاح… تقدمت بدمائك الزكية لتمثل أصعب الأزمنة وأطهر الأمكنة… تقدمت لتعطى الفرصة للفقراء… فما زال هناك وقت للتفاؤل رغم حدة الانكسار… استحضرتك حيرة الحيارة الذين لايملكون قوت أيامهم… استحضرتك نغمة الرصاص وسيمفونية الكلمة… فاخترت الأصعب والأطهر، ركلت الدنيا وسخرت من ضغط الواقع واستمرئت بلهجة الغضب في عرف الاستشهاد… فكان الخيار… ذهبت الى حيث النهايات الأصيلة… بعد أن فجرت نفسك ياقوتاً وسنابل… وتركت لنا باقة مجد تتفتح مع كل نهار، وشفق كل صباح.

    الميلاد
    هناك في مدينة رفح وفي أحد مخيماتها التي كانت ساحة عنيفة من ساحات المواجهة في الانفاضة وبالقرب من الحدود المصرية بقبع بيت شهيدنا البطل صلاح عبد الحميد شاكر محمد، ذلك البيت الذي رأى فيه النور في 19 / 4/ 1969، بعيدا عن بلدته الأصلية «بشيت» التي هاجر منها والده مع أسرته سنة 1948 حيث النكبة الأولى.

    نشأته
    نشأ شهيدنا البطل في أسرة متدينة زراعية في داخله حب الدين وهو لازال صغيراً وكانت أسرته تتكون من ثمانية من الذكور وسبعة من الإناث وقبل ان يكمل شهيدنا تعليمه الإبتدائي تشاء رادة الله سبحانه وتعالى أن ينتقل والده الى الرفيق الأعلى، ثم يكمل شهيدنا دراسته الاعداية ثم الثانوية التي أنهاها بتفوق حيث حصل على 88% ورفض شهيدنا البطل السفر الى ليبيا لدرساته الهندسة لأنه لم يكن يرغب في أن يترك الانتفاضة التي تزامنت مع إنهائه الدراسة الثانوية، وكان يرغب في الالتحاق بجامعة النجاح في مدينة نابلس ولكن إغلاق القطاع المستمر حال بينه وبين ذلك وأخيراً درس العلاج الطبيعي في مستشفى الأهلى في مدينة غزة لمدة ثلاثة سنوات حصل من خلالها على الدبلوم، كما كان شهيدنا فناناً تشكيلياً له العديد من اللوحات الفنية ولوحات الخط الجميلة.

    صفاته
    منذ صغره كان الشهيد يتسم بالهدوء والصمت ودماثة الأخلاق… كان شديد الحب لمساعدة الاخرين… محباً لوالديه مطيعا لهما، محافظا على الصلاة في المسجد القريب من بيته - مسجد الهدى - وكان منضماً لفرقة النشيد التابعة للمجسد.

    كان شهيدنا البطل مثالاً للشجاعة التي لاتهاب الموت… يشهد له من عرفه من أبناء المخيم… كان شهيدنا البطل في الانتفاضة شعلة لاتنطفئ فقد أصيب سبع مرات في الانتفاضة، كان لا يشفى من إصابة الا بعزيمة أكبر من ذي قبل، يروى لنا أحد أصدقائه انه في احدى المواجهات العنيفة التي كان يشهدها المخيم أصيب الشهيد، وكان ذلك في الصباح الباكر وبعد علاجه في المستشفى خرج، ولكن الى الساحة المواجهة مرة اخرى ليصاب للمرة الثانية في نفس اليوم مما أثار ذهول من عرفوه.

    كان شهيدنا نموذجاً للشاب المسلم الذي يعرف طريقه الى قلوب الناس كان ذا علاقة طيبة مع كل أبناء الاتجاهات الوطنية منها والإسلامية، يحبه الجميع حيث كان على علاقة طيبة جداً مع أخوانه في حركة المقاومة الإسلامية حماس داعياً للوحدة معهم.

    كان ايضا ذو علاقة طيبة مع أخوانه من أبناء الاتجاه الوطني يشاركهم في نصب الكمائن للجيش في كل المواجهات العنيفة ورغم انشغال الشهيد البطل بالدراسة ورغم مشاركته الفعالة في الانتفاضة كان محباً لكل أنواع الرياضات يمارس كرة القدم والجرى لمسافات طويلة حيث اشترك في أكثر من سباق للمارثون، وكان يمارس لعبة الكاراتيه والكنغ فو وكان آخر رياضة مارسها شهيدنا البطل هي رفع الأثقال.

    انتماؤه
    عرف شهيدنا البطل صلاح شاكر الإسلام منذ صغره، وعرف بحركته حركة الجهاد الإسلامي، وهو لايزال شبلاً في المرحلة الابتدائية حيث كان دائم الاشتراك في المعسكرات الصيفية التي كان تعقدها الحركة كإحدى وسائلها لنشرة فكرة الجهاد في قلوب الناس وذلك في بداية الثمانينات في مسجد الشهيد حسن البنا في منطقة عنان وذلك على شاطيء البحر… وكبرت في داخله بذرة الجهاد الى أن جاءت الانتفاضة المباركة لينتمى صلاح الى اللجان الشعبية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي حيث كان مشهوراً بخطه الجميل الذي كان يزين جدران المخيم ولوحات العزاء للشهداء وقد تم اعتقاله ضمن الضربة الشهيرة التي قامت بها المخابرات الصهيونية ضد حركة الجهاد الإسلامي وذلك في شهر 12/ 89 ليخرج شهيدنا البطل بعد 18 يوماً قاهراً جلاده رافضاً الاعتراف ليواصل طريقه مرة أخرى ولينضم أخيراً الى الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين (القوى الإسلامية المجاهدة - قسم) مجدداً معها العهد على مواصلة طريقه حتى نيل الشهادة التي طالما كانت حمله الكبير.

    استشهاده
    كانت الشهادة حمله الكبير الذي يكبر معه في كل يوم وهو يرى الحقد الإسرائيلي بنصب فوق رؤوس أبناء شعبه حيث لم يبق بيت واحد في مخيمه الا وفيه شهيد او جريح او معتقل، وقد نال بيته نصيب من ذلك فقد شاهد الجيش الإسرائيلي؛ وهو يعتقل أخيه المهندس احمد ليمضى في السجن ثلاث سنوات وشاهد الجيش مرة أخرى وهو قادم لاعتقال اخيه الدكتور محمود لمدة عام ونصف، وحتى هونفسه لم يسلم من الاعتقال كما أسلفنا ولا من الإصابة وتشاء إرادة الله ان يكون شهيدنا يوم مجزرة الأقصى 8/10/ 90 يقضى فترة تدريبه في أحد مستشفيات القدس ليشارك في إسعاف جرحى المجزرة وليرى بأم عينيه فظائع ومجازر جديدة في تاريخ شعبه… كانت تلك الاحداث تنمى في نفسه دافع الشهادة ليتأثر لكل المعذبين من أبناء شعبه ودينه وليرسم البسمة ولو للحظة قليلة على وجوه المجروحين والحيارى.

    ورغم ذلك كانت شهادته بهذا الشكل مفاجأة للجميع - يقول أخوه المهندس أحمد: كنا نتوقع أن يستشهد صلاح لأنه كان دائم الحديث عن الشهادة وكان دوماً في مقدمة الصفوف في المواجهات ضد العدو في الانتفاضة ولكن طبيعته الهادئه والكتومة لم تجعلنا نتوقع ان يستشهد في عملية عسكرية نوعية كالتي حدثت

    أما والدة الشهيد أنور عزيز فكما تروى انها بكت على صلاح كثيراً ربما أكثر من ابنها الشهيد أنور لأنها لم تتوقع ان يكون هذا الشاب الطيب الهادئ الذي يحرص على زيارتها دوماً هو الشهيد منفذ هذه العملية البطولية المباركة.

    يوم استشهاده
    في صباح يوم الأحد الموافق 22/ 1/ 95 ينطلق شهيدنا البطل هو ورفيق دربه الشهيد البطل أنور سكر نحو الحلم الذي طالما انتظرا تحقيقه، ويكون الهدف محطة لنقل الجنود الإسرائيليين الذين طالما أذاقوا أبناء شعبنا المرارة - ينطلق الفارسان وعلى أجسادهم الطاهرة كمية كبيرة من المتفجرات حيث تقدم الفارس الأول الشهيد أنور سكر مفجراً نفسه ليسقط عدد من القتلى والجرحى، وشهيدنا البطل تتحرك عيناه في انتظار اللحظة الحاسمة دقيقة تمر ثم أخرى وأخرى ثالثة حتى تجمع عدد كبير من الجنود وفجأة وعلى غير توقع ينطلق الانفجار الثاني لتصعد روح الشهيد البطل الى حيث أرادت وتخرج أرواح الجنود الصهاينة من أجسادهم القذرة الى حيث يكرهون، وتبدأ أرقام القتلى في الارتفاع لتكون النتيجة اثنين وعشرين خنزيراً قتلى وإصابة أكثر من 60 آخرين في عملية اهتزت لها الدولة العبرية، وليخرج رابين بعد ساعات من وقوع العملية معلناً عجزه عن مواجهة الشهداء حيث قال «ماذا تريدون منى أن أفعل… هل أعاقبهم بالموت فهم يرغبون فيه» ولتخرج الصحف العبرية لتعلن أن دولة كاملة تبكى وليفرح أبناء شعبنا بعد أن شفا صدورهم بقتل اليهود.

    يقول أخو الشهيد المهندس أحمد في معرض دره على سؤالنا عن كيفية تلقى خبر استشهاد شقيقه فيقول:

    «خرج الشهيد في الساعة الحادية عشرة ليلاً دون أن يخبرنا أنه لن يعود في تلك الليلة على عكس عادته مما جعلنا في الصباح الباكر نشعر بالقلق عليه فذهبنا الى أصدقائه الذين لم يكن عندهم أية أخبار عنه، وزاد قلقنا عندم سمعنا نبأ العملية حيث بدأ أقرباؤنا والجيران يأتون لسؤالنا عن صلاح وازداد قلقنا الى أن سمعنا الخبر من إحدى وكالات الأنباء عن إعلان حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تبنى العملية باسم شهيدى القوى الإسلامية المجاهدة - قسم - صلاح شاكر وأنور سكر فحمدنا الله سبحانه وتعالى ورضينا بقضاء الله وقدره».

    أما والدة الشهيد الحاجة أم علي فتقول: «أنها كانت تشعر أن صلاح يريد الشهادة لأنه كان دائم الحديث عنها وكان يرفض الزواج دون سبب واضح رغم توافر كل الظروف المناسبة لذلك» وتضيف أم علي قائلة: قبل العملية بيوم واحد كنت أنا وصلاح نتناول طعام الأفطار فقلت يا ولدي لقد رأيت حلماً أريد أن اقصه عليك، لقد رأيت يا ولدي والدك المرحوم الليلة يبنى بيتاً أبيض اللون فسألته عن هذا البيت لي أم لصلاح فلم يجب ثم استيقظت وأنا ألم يا ولدي ان رؤية الميت وهو يبنى بيتاً أنه يريد أحداً الى جواره فرد عليها الشهيد صلاح أنه رأى هو الآخر حلماً حيث رأى انه وفي طريقة الى المسجد شاهد جملا أبيض جلس أمامه فركب الشهيد على ظهره وفجأة وإذ بجناحين يظهران للجمل ويطير الى السماء، مما أثار الفرح في نفسه لأنه في شوق الى الصعود الى السماء.

    وأضافت والدة الشهيد انه في ليلة العملة شعرت بالقلق لأنه لم يخبرنى أين سيبيت ليلته فطلبت من أخواته البحث عنه فلم يجدوه. وتضيف والدته أن الشهيد ترك لها وصية يطلب فيها منها أن تحج الى بيت الله الحرام من نقوده التى أدخرتها له لزواجه، وقد نفذت الوصية وحجت ودعت له هناك، وهي فخورة بصلاح وصديقه أنور حيث أسمعتنا أبيات خرجت من قلبها لتعبر عن فرحتها:

    «صلاح استشهد الله يرحمه وسلامة أخوته

    وشباب فلسطين مطرحه

    يا صلاح شاكر يا أسمر يا حبيبي

    فجرت القنابل في بيت ليد

    يا أنور سكر يا أنور سكر

    فجرت القنابل بين العسكر

    ولاتحسبونا من حمل القنابل كلينا

    حلمنا القنابل وفجرنا القنابل

    ونطقنا الله أكبر

    وعلى النبي صلينا

    وعوض الله علينا»

    ولقد وجهت والدة الشهيد صلاح شاكر في نهاية حديثها لنا نداء حار الى الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والى جمعيات حقوق الأنسان وكل أصحاب الضمائر الحية أن يحاولوا إعادة جثمان ابنها ليدفن قريباً منها فهي كما تقول ليس حزينة لاستشهاده ولكن الحزن لأنها في شوق لزيارته ولاتقدر لأنه بين أيدي أعداء الله.

    مقتطفات من وصيته

    («يا أيها الذين آمنوا ما لكم إُذا قيل لكم إنفروا في سبيل الله أثاقلتم الى الأرض» فلم نخلق لكي نعيش ونرتع في دنيا لن نخلد فيها، بل لتأدية رسالة الله في الأرض ولتبليغ دعوته للعالمين…

    إن من يسعى الى الخلود ليس له الا طريق واحد… هو الشهادة فطوبى لمن باع دنياه بآخرته، والويل لمن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني…

    أقول لمن تولى عن السعى للشهادة… ان لم نضح أنا وأنت فمن يضحى… علينا ان نستعد للتضحيات والله يختار من يشاء…

    «شعبنا المرابط البطل: يقول الله تعالى: «ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين» فالمحن والإبتلاءات هي نعمة يمن الله بها على المؤمن ليزداد إيماناً وثباتاً ليلقى الله عزوجل خالصاً نقياً.

    «عليكم بالثبات والصبر والصمود وكونوا صفوفاً متماسكة كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، كونوا القوامين على الحق الناطقين به».

    _____

    أنور سكر..أضاء بدمه عتمة ليل المضطهدين وسحق بعظامه المعتدين



    هم الشهداء يمنحونا دوماً المزيد من الطاقة لمواصلة الدرب، هم المدافعون عن الحق دوماً. هي بيت ليد المعجزة، الرد الأقوى على سيف الجلاد الظالم الرد الأقوى على ظلم العالم… لنقول لهم: نحن الأقوى بقرآننا وإسلامنا… الأقوى بدمنا وأشلائنا… الأقوى على الدوام برصاصنا وانفجاراتنا… كانت المعجزة… وكانت الهزيمة والهستيريا لهم، والانتصار والفرح الدائم لنا… ومن نصر الى نصر…

    الميلاد والنشأة

    ولد الشهيد أنور محمد سكر في حي الشجاعية بمدينة غزة في 10/ 12/ 1972م… هاجرت أسرته من قرية تسمى (بيت جرجا) الواقعة على مسافة (15) كيلومترا الى الشمال الشرقي من غزة وقد دمرها اليهود عام 1948 وشردوا سكانها.

    نشأ شهيدنا أنور في بيت جعل من الإسلام ركائزه الأساسية… وأنور هو المولود البكر لوالديه، ولديه من الأخوة والأخوات تسعة… وقد تلقى شهيدنا أنور تعليمه الابتدائي والإعدادي وجزءاً من الثانوي في مدارس حي الشجاعية، وبعد ذلك تعلم مهنة النجارة (نجارة الموبيليا) على يد أبيه، وظل شهيدنا أنور يعمل كنجار للموبيليا حتى استشهاده.

    صفاته وعلاقاته

    تميز شيهدنا البطل أنور منذ صغره بأخلاقه العالية وأدبه العظيم، وكان كل من يعرفه يحبه لتعامله القرآني مع الجميع… فلم يكن يغضب أحداً وكان يتمتع بشخصية مرحة جداً… ينشر المرح والسرور أينما حل… وكان ذكياً وسريع البديهة… وعطوفاً على كبار السن والأطفال… لا يتأخر عن مساعدة الآخرين… وكان دوماً سمح الوجه. تعلو شفتيه دوماً ابتسامة رقيقة تبعث النور مع بوادرها… وكان يتمتع بشخصية قيادية حازمة…

    انتماؤه ومشواره الجهادي

    أنضم شهيدنا أنور الى صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 1986م أي قبل اندلاع الانتفاضة، وعمل في جهازها الاعلامي والثقافي… وتتلمذ على يديه الكثير من الأشبال الذين أكملوا مسيرة الجهاد معه… ومع بداية الانتفاضة كان من الأوائل الذين أسسوا اللجان السياسية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في حي الشجاعية … وكان كتلة من النشاط… فبالإضافة لعمله في اللجان السياسية كان شهيدنا البطل مسئولا عن النشاط الثقافي في مسجده (مسجد الشهداء بحي الشجاعية) ومسئولا عن إدارة الندوات والدروس الإسلامية داخل المسجد… وقد اعتقل الشهيد أنور المرة الأولى في (1989م) وحكم عليه بالسجن لمدة 11شهراً بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في فعالياتها… وقد أمضى مدة اعتقاله في معتقل النقب الصحراوي (كتسبعوت)…

    اعتقل الشهيد للمرة الثانية على أيدي جنود الاحتلال في شهر رمضان عام 1994م لمدة شهر ونصف قضاها في معتقل أنصار - 2 بغزة… وخرج بعد ذلك ليواصل نشاطه السابق بزخم أكبر… واعتقل المرة الثالثة في عهد السلطة الفلسطينية بتاريخ 11/ 11/94م عقب العملية الاستشهادية في مفترق الشهداء جنوب غزة والتي نفذها الشهيد هشام حمد من مجاهدي حركة الجهاد الاسلامي والتي ادت الى مقتل ثلاثة جنود صهاينة واصابة اخرين، واعتقل شهيدنا في سجن السرايا لمدة عشرين يوماً.

    ما قبل الشهادة

    يقول أحد أقاربه ان الشهيد أنور أثرت فيه جداً حادثة اغتيال الشهيد القائد هاني عابد (أبو معاذ) وأنه توجه رغم المطر الشديد الى منزل الشهيد القائد ليستفسر عن هذه الحادثة الإجرامية… وكما قرأنا في وصية شهيدنا أنور بأنه كان يتمنى ان يكون المنتقم الأول للشهيد القائد أبو معاذ… ولكن سبقه اليها الشهيد هشام حمد… وكان دوماً ذاكرا للشهادة ويتحدث عن أجر الشهيد عند الله عز وجل…

    أما أسرته فتقول أنه ليلة استشهاده كان على سجيته، ولم تكن تظهر عليه أي بوادر ارتباك أو خوف ولم يكن مطلقا شارد الذهن أو أي شيء آخر على الرغم من أنه صبيحة اليوم التالي ستتناثر أشلاؤه ويفارق هذه الدنيا… مما يدل على الإيمان الكبير الذي كان يعتمر في قلب شهيدنا «أبو محمد»…

    بيت ليد… المعجزة

    وفي الصباح كانت المعجزة… كانت بيت ليد… الكابوس الدائم لجنود الجيش (الذي لايقهر!)… يتوجه الشهيد أنور مع رفيقه الشهيد صلاح شاكر ليفجرا أجسادهما الطاهرة وسط أكبر تجمع للجنود الصهاينة… ليرتقيا الى العلا…ويدحرجوا اثنين وعشرين جندياً صهيونياً الى الجحيم… ويصيبوا اكثر من ستة وستين جنديا بإصابات بالغة ليعيشوا بقية عمرهم مشوهين وعجزة…

    لقد جعل أنور وصديقه صلاح دولة الكيان كلها تبكي… وجميعكم شاهد{ الجنود الصهاينة يبكون كما النساء… حتى أنه ظهرت على جنود بني صهيون (أعراض بيت ليد)!!!

    فكانت وما زالت (بيت ليد) الكابوس الذي يقض مضاجع قادة دولة الكيان الصهيوني وجنودهم الجبناء…

    فكانت بيت ليد المعجزة التي رسمت أول خيوط فجر الانتصار القادم لا محالة… وها هم الشهداء يصنعون فجر الانتصار القادم، ويواصلون درب الشهيد هشام وأنور وصلاح وخالد… فالمجد كل المجد لصاروخ الجهاد الإسلامي… الصاروخ المزدوج (أنور وصلاح)… المجد لكل شهدائنا الأبطال… ومن نصر الى نصر…

    التعديل الأخير تم بواسطة أبو جندل غزة; الساعة 18-07-2007, 11:01 AM.

  • #2
    وهذه صورة الشهيد القائد صلاح شاكر

    تعليق


    • #3
      عملية بيت ليد المزدوجة... اثنى عشر عاما على وقوعها ولا زالت من أقوى العمليات الفلسطينية


      جثماني الشهيدين لا زالا رهن الاعتقال!!

      عملية بيت ليد المزدوجة... اثنى عشر عاما على وقوعها ولا زالت من أقوى العمليات الفلسطينية


      " في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، يكون قد مضى على عملية بيت ليد الاستشهادية البطولية، اثنى عشر عاما تلك العملية التي هزت أركان الدولة العبرية، سواء من حيث طريقة التنفيذ حيث كانت أول عملية استشهادية فلسطينية مزدوجة تقوم بها حركة الجهاد الإسلامي عام 1995، أو من حيث النتائج الكبيرة التي حققتها حيث بلغ عدد القتلى في صفوف جنود الاحتلال 24 جنديا ونحو ثمانين جريحا.

      الثنائي المزدوج صلاح شاكر وأنور سكر ، ترجلا بملابس الجيش أمام مفترق بيت ليد قرب مدينة أم خالد المحتلة والتي تعرف صهيونيا باسم "نتانيا"، ليتقدم أنور سكر ويفجر نفسه وسط تجمع الجنود ، وما تكاد تمر دقائق حتي يفاجؤا بانفجار ثاني لاستشهادي اخر وهو صلاح شاكر ، لتتوالي بعد ذلك أرقام القتلى والجرحى ، فيسقط 24 قتيل وما يقارب 80 جريحا".

      فارسان وحلم واحد

      صلاح، أنور، هكذا ارتبط اسميهما ، فارسان وحلم واحد ، فصلاح شاكر، ابن مخيم رفح ، الحامل لشهادة الدبلوم في العلاج الطبيعي ، والذي كان شاهدا علي مجزرة الاقصي 1990 ، فعمل في طواقم الإسعاف ، وقد أصيب 7 مرات في مواجهات الانتفاضة واعتقل لمدة 18 يوما.

      وأنور سكر ابن الرابعة والعشرين، من حي الشجاعية بمدينة غزة، كان يعمل نجارا للموبيليا، امتاز بنشاطه الدؤوب خلال انتفاضة العام 1987، وانضم للجان حركة الجهاد الإسلامي قبل اندلاع الانتفاضة، واعتقلته قوات الاحتلال مرتين بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمرة الثالثة اعتقل لدي السلطة الفلسطينية وامضى ما يقارب الشهر .

      عملية هزت الأرض من تحتهم

      فقد شكلت عملية بيت ليد البطولية فارق خطير لدي الكيان الصهيوني، باعتبارها تطور نوعي كارثي يهدد أمن

      ( الدولة العبرية)، حيث أنها كانت أول عملية ازدواجية تمكنت من اختراق التحصينات والاحتياطات الأمنية الصهيونية، لتستهدف موقع عسكري صهيوني ، محطة لنقل الجنود وتسقط عددا كبيرا من القتلى والجرحى الجنود ، والذين كان من ضمنهم ضباط أيضا .

      وقد جاءت ردود الفعل الصهيونية مرتبكة، تدل على عمق المأزق وعجزهم عن مواجهة هذا النوع من الاستشهاديين، فعلي الأثر خرج إسحاق رابين _ رئيس وزراء الكيان في حينه_ ليعلن هزيمته أمام شعبه بقوله: " ماذا تريدونني ان افعل ؟ أعاقبهم بالموت ؟ هم يريدونه ! ".

      سياسة ما بعد بيت ليد

      لم تتوقف ردود الفعل الصهيونية عند هذا الحد، ففضلا عن موجة الاستياء والخوف التي ضربت الكيان الصهيوني، فان هذه العملية أثارت الرأي العام الصهيوني، مطالبا الساسة التعامل بشكل جدي إزاء العمليات الاستشهادية ومن يقف ورائها، والحيلولة دون وقوع بيت ليد ( جديدة ) باتخاذ اجرارءات أمنية صارمة . وهو ما دفع رابين بالتفكير في وضع خطة لفصل دولة الكيان عن الضفة الغربية وقطاع غزة، واتباع سياسة الاغتيالات لتصفية كل من يقف وراء مثل هذا النوع من العمليات، ولازالت دولة الكيان حتى اليوم تتبع سياسة الاغتيالات ، بالفعل، فقد تم استهداف العقول المدبرة لبيت ليد، فطالت أيدي الموساد الشهيد القائد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي، ومن قبله مؤسس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي محمود الخواجا، ومن بعدهما الشهيد المهندس محمود الزطمة والذي تمكنت قوات الاحتلال من اغتياله خلال الانتفاضة الحالية، هذا بالإضافة إلى اعتقال عدد من كوادر الجناح المسلح لـ"الجهاد" بتهمة المشاركة في التخطيط لتلك العملية.

      جثامني الشهيدان

      هذا وبالرغم من مرور اثنى عشرعاما على وقوع العملية، الا ان سلطات الاحتلال الصهيوني لا زالت تحتفظ بجثماني الشهيدين ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية في هذا السياق، وبحسب تقرير اعدته منظمة "بتسليم " الصهيونية لحقوق الإنسان مؤخرا أن جثماني الشهيدين أنور سكر وصلاح شاكر ضمن 24 جثة تواصل دولة الاحتلال احتجازها وترفض إعادتها.

      من جهتها طالبت والدة الشهيد أنور سكر: "الجهات المعنية بالعمل علي إعادة الجثة، وكنا نستبشر في كل صفقة تبادل أن تكون جثة أنور من ضمنها ، ولا نزال ننتظر ".

      أما والدة الشهيد صلاح شاكر فتقول: " طوال الاثنى عشر عاما ونحن نأمل ان يساعدنا الصليب الأحمر وجمعيات حقوق الإنسان باستعادة الجثة، ولكن لا فائدة "، وتضيف أم صلاح: "اعرف ان جثة ابني ليست الوحيدة لدي الاحتلال، فهناك كثير من الشهداء الذين نفذوا عمليات استشهادية في العمق الصهيوني ولم تعد جثثهم بعد.

      تعليق

      يعمل...
      X