بوركت الطهارة، بوركت الشهادة، بورك شهيدنا نور عبد القادر أبو عرمانة الذي قال بدمه لا، حتى آخر قطرة من دمه، فأصبح عظيماً في زمن قال فيه المنهزمون نعم، فأمسوا صغاراً صغاراً، لا قِبَلَ لهم بعزم وصدق الشامخين الأبرار، وليدفنهم ثرى وطنٍٍ خضَّبه دم الشهداء ..
بوركت اللحظة التي تقدم فيها نور بكل ما يملك من عشق لهذا الدين ليدافع عن حلمه وحلم كل الفقراء .. ها هو شهيدنا وهو يحمل البندقية الطاهرة .. لتكتب التاريخ الحقيقي انتصاراً ومجداً للجهاد والإسلام .. وهي تكتب على الجانب الآخر أشلاء ممزقة وصرخات بني صهيون سكن صدورهم وعيونهم رصاص المجاهدين..
بطاقة الشهيد
الاسم: نور عبد القادر أبو عرمانة...
الميلاد: 22 /8/1984 م .. مكان الميلاد: البريج .
الانتماء: جندي في جيش الحق (سرايا القدس - الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين).
السرية: عشاق الشهادة.
ولد الشهيد الفارس نور كما جميع أبناء هذا المخيم الصامد في رحلة من العذاب والشقاء، لعائلة متواضعة من عائلات بلدة سَلَمة التي هجّرها الإحتلال الغاصب عام 1948م، فكان لعائلته قدرها من عناء هذه النكبة التي أصابت جميع أبناء فلسطين، ليعيشوا الماضي والحاضر والمستقبل في لحظة صراع مستمرة مع العدو وآلة القهر والظلم التي يمتلكها، فكان لعائلة أبو عرمانة قدرها من هذا الظلم حيث عاشت الشعور بالانتماء الحقيقي لهذا الوطن، فجُبلت شخصية الأبناء في هذه العائلة على العطاء لهذا الوطن، وهذا قدرهم، فربى والد الشهيد أبناءه على الدين والأخلاق الكريمة فكان شهيدنا البطل مثالاً يحتذى في مكارم الأخلاق.
صفات الشهيد:
الشهيد نور شاب قوي البنية، كريم الخُلق يتفانى في خدمة الجميع، فكان لا يرد من طلب خدمته، ورحمه الله كان ودوداُ، لا تفارقه البسمة، يوقر الكبير ويحنو على الصغير، يحبه الجميع لطيب قلبه وحسن معاملته للجميع، شجاعاً رحمه الله لا يهاب شيء في قول الحق، صبوراً على الدنيا ومرارها.
الانتماء والمشوار الحركي للشهيد:
انتسب الشهيد نور لحركة الجهاد الإسلامي، ولشدة صدقه تم اختياره ليكون من أبناء الجناح العسكري (سرايا القدس)، حيث التحق بجهاز السرايا عقب استشهاد صديقيه العزيزين الشهيد محمد حسين .. والشهيد أحمد أبو شمالة.
وخضع الشهيد إلى دورة تدريب مكثفة وشاقة في استخدام الأسلحة الرشاشة بأنواعها المختلفة، والقنابل اليدوية.شارك شهيدنا نور في إطلاق العديد من قذائف الهاون على المستوطنات الصهيونية، كما وقام بزرع العبوات الناسفة في الطرق الالتفافية التي يسلكها جنود الاحتلال في خطوط التماس مع العدو قرب مستوطنات نتساريم وكفار داروم وشرقي مخيم البريج. وأهلته شدة ذكائه وإقدامه للمشاركة في قيادة سرية عشاق الشهادة التابعة للسرايا في منطقة الوسطى لقطاع غزة، وكان قائداً لجميع عناصر الرصد في المنطقة الوسطى، وكان شهيدنا نور وحتى آخر ليلة استشهاده من العيون الساهرة على راحة وأمن سكان منطقة البريج بشكل خاص والوسطى بشكل عام، حيث شارك في صدِّ جميع الإجتياحات التي استهدفت المخيم، وترأس توزيع المجموعات على محاور وجود العدو الصهيوني.
عمليات شارك فيها ونذكر منها:
- عملية إطلاق صاروخين مضادين للدروع هو ورفيق دربه فضل أبو عطيوي على قافلة على طريق كارني نتساريم، أدت إلى مقتل جنديين صهيونيين في وقت لاحق.
- شارك شهيدنا نور في إطلاق العديد من قذائف الهاون على المستوطنات الصهيونية.
- قام بزرع عدة عبوات ناسفة في الطرق الإلتفافية التي يسلكها جنود الإحتلال في خطوط التماس مع العدو.
المعركة البطولية وجهاً لوجه : أثناء اجتياح القوات الصهيونية مدعومة بعشرات الدبابات والجيبات العسكرية، تدعمها الطائرات مستهدفة الشهيد البطل/ نور أبو عرمانة وكذلك القائد في سرايا القدس المجاهد/ فارس شاهين، وبعد محاصرة القوات الصهيونية للمنزلين والاشتباك العنيف تمكن القائد المجاهد/ فارس من الانسحاب تكلؤه عين مولاه، وتحصن شهيدنا نور في منزل عمه، وكَمَنَ للوحدة الصهيونية في البيت، وعند دخولهم المنزل يطلبون رأسه الشريف، باغتهم شهيدنا نور بقنابله اليدوية وسلاحه الرشاش فسقطت الوحدة كاملة مضرجة بدمها مع كلب جلبوه لحراستهم، ، حيث اعترف العدو الصهيوني بمقتل جندي وإصابة 6 آخرين، مات منهم جنديان آخران في اليوم التالي للمعركة البطولية.
وقد عثر مجاهدو سرايا القدس عقب المعركة على بزة عسكرية تحمل الرقم (2645781) للجندي "آفي بو رمن".
بعد ذلك صب الجنود الصهاينة جام غضبهم على المنزل واستدعوا تعزيزات إضافية للقضاء على فارس وأسد السرايا نور وبعد اشتباكات مستمرة ارتقى نور الى العلياء شهيداً كما العظماء، محتضناً سلاحه الرشاش يأبى فراقه، وصعدت روحه إلى بارئها طيبة مباركة فرحة بما قامت به في سبيل الله وانتصاراً للمعذبين والمستضعفين من أبناء مخيمه الصامد. وبكل الفخر والاعتزاز يتناول أطفال وشباب البريج مجريات المعركة الذي سطرها نور ابن سرايا القدس، الذي مرغ أنف صهيون التراب على حداثه سنه.
وتعليقاً على الاجتياح مخيم البريج قالت المصادر الصهيونية: إن المعركة التي قادها شهيدنا نور في مواجهة القوات الاسرائيلية لهي من أصعب وأعنف المعارك التي لا قاها الصهاينة في الاجتياحات السابقة.
رحمك الله يانور .. يا من سطَّرت أروع الملاحم والبطولات في معسكرك الصامد ..
وأحلت جندهم وأمتعتهم أشلاءً يلهو بها الصبيان .. ليُحفر في قلوب أطفالنا .. فارس وبطل اسمه نور ...
الشهيد نور أبو عرمانة..قضى على وحدة كاملة من لواء جولاني الصهيوني
قليل هم الذين يحملون المبادئ، و قليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ، و قليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم و دمائهم من أجل نصرة هذه المبادئ و القيم ، فهم قليل من قليل من قليل، و لا يمكن أن يوصل إلى المجد إلا عبر هذا الطريق، وهذا الطريق وحده ..
"قد لا تنتهي الدنيا عندما نفقد من نحب.. ولكنها تصبح فارغة من الحياة"... كلمات تنساب بهمس عند الحديث عن الشهيد القائد نور أبو عرمانة؛ حديث مبحر في غمار الماضي المرتسم على تعابير الوجوه المتفاعلة مع كل حرف يغزل سكنات نور الساكن في صميم قلوب أهله ورفاق دربه وأحبته..
"نور أبو عرمانة " المجاهد المغوار المتنقل بين حواري الوطن الحزين.. الساكن في أزقته ولد في مخيم البريج وتربى في منطقة بلوك 1؛ وهو الابن الأكبر بين اخوته ، فتى شقيٌّ لا يعرف الهدوء، لمعرفة خبايا الأشياء واسرارها جعلت منه طفلاً خفيف الظل لا تكاد تسلم من استكشافاته لعبة أو حتى آلة استغنى الأهل عنها..
في بداية انتفاضة الأقصى المباركة انضم شهيدنا إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ومن ثم التحق بجهازها العسكري (سرايا القدس)، تاركاً طموحاته الدنيوية وتطلعاته نحو مستقبل مفترش بالراحة، كانت الشهادة حلمه الذي كبر مع الزمن.. شابٌ حزم أمتعة أيامه ليسكن المحاور وتسكنه.. من أزقة البريج حيث بدأت مسيرة جهاده، إلى نتساريم وكفار داروم ومستوطنات الشمال.
أدى نور تكليفه الشرعي بالجهاد والدفاع عن مقدسات الأمة ملتزماً بأدق التفاصيل، وقد التحق بالعديد من الدورات العسكرية العادية والتخصصية ما جعلته يضطلع بالعديد من المهام الصعبة فيشارك في إعدادها وتنفيذها..
رجلٌ هاجرت روحه إلى اللّه، وسلكت طريق تعبده طائعة، فتجلت أمام عينيه حقيقة الدنيا، ورمق ببصيرته الحياة الاخرة.. لقد جذب روحه لتصبح خالصةً للّّه لا يشوبها شائبة، فاستحق الشهادة التي منّ اللّه بها عليه.. المجاهد الصامت الذي لا أحد يعرف طبيعة عمله، كان يخفف عن والدته التي تواكبه بالأسئلة عن حاله، بأشياء تريح قلق نفسها، فيسرّ لها بما لا دخل له بحقيقة عمله، فتهدأ نفسها وتلهج شفتاها بالدعاء له ولأخوته المجاهدين، وهو يستعد للذهاب ليواكب رفاق الدرب وزملاء المسيرة.
وجهاً لوجه:
أثناء اجتياح القوات الصهيونية لمخيم البريج في (25/9/2003) مدعومة بعشرات الدبابات والجيبات العسكرية تدعمها الطائرات مستهدفة الشهيد القائد/ نور أبو عرمانة ، وبعد محاصرة تلك القوات للمنزل واشتباك عنيف تمكن شهيدنا نور من التحصن في منزل عمه وكمن للوحدة الصهيونية في البيت، وعند دخول المنزل فاجئهم نور بقنابله اليدوية وسلاحه الرشاش وقضى على الوحدة كاملة مع كلب الحراسة الموجود معهم، بعد ذلك صب الجنود الصهاينة جام غضبهم على المنزل واستدعو تعزيزات إضافية للقضاء على الفارس أسد السرايا نور وبعد اشتباكات مستمرة استشهد نور كما العظماء محتضناً سلاحه الرشاش رافضاً تركه و صعدت روحه إلى بارئها طيبة مباركة فرحة بما قامت به في سبيل الله وانتصاراً للمعذبين والمستضعفين من أبناء مخيمه الصامد، وبكل فخر واعتزاز يتحدث أطفال وشباب البريج عن المعركة الذي سطرها نور ابن سرايا القدس والذي مرغ أنف الصهاينة في التراب رغم صغر سنه.
وتعليقاً على الاجتياح على مخيم البريج قالت المصادر الصهيونية أن المعركة التي واجهتها القوات الصهيونية من أصعب وأعنف المعارك التي شهدتها في الاجتياحات السابقة، وقد علّق قائد الحملة على شراسة المواجهة التي لاقاها جنوده من شاب صغير لا يتجاوز عمره التاسعة عشر من عمره، كيف ولا وهم أبناء الجهاد الإسلامي أصحاب الطلقة الأولى والصائبة بإذن الله تعالى.
بوركت اللحظة التي تقدم فيها نور بكل ما يملك من عشق لهذا الدين ليدافع عن حلمه وحلم كل الفقراء .. ها هو شهيدنا وهو يحمل البندقية الطاهرة .. لتكتب التاريخ الحقيقي انتصاراً ومجداً للجهاد والإسلام .. وهي تكتب على الجانب الآخر أشلاء ممزقة وصرخات بني صهيون سكن صدورهم وعيونهم رصاص المجاهدين..
بطاقة الشهيد
الاسم: نور عبد القادر أبو عرمانة...
الميلاد: 22 /8/1984 م .. مكان الميلاد: البريج .
الانتماء: جندي في جيش الحق (سرايا القدس - الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين).
السرية: عشاق الشهادة.
ولد الشهيد الفارس نور كما جميع أبناء هذا المخيم الصامد في رحلة من العذاب والشقاء، لعائلة متواضعة من عائلات بلدة سَلَمة التي هجّرها الإحتلال الغاصب عام 1948م، فكان لعائلته قدرها من عناء هذه النكبة التي أصابت جميع أبناء فلسطين، ليعيشوا الماضي والحاضر والمستقبل في لحظة صراع مستمرة مع العدو وآلة القهر والظلم التي يمتلكها، فكان لعائلة أبو عرمانة قدرها من هذا الظلم حيث عاشت الشعور بالانتماء الحقيقي لهذا الوطن، فجُبلت شخصية الأبناء في هذه العائلة على العطاء لهذا الوطن، وهذا قدرهم، فربى والد الشهيد أبناءه على الدين والأخلاق الكريمة فكان شهيدنا البطل مثالاً يحتذى في مكارم الأخلاق.
صفات الشهيد:
الشهيد نور شاب قوي البنية، كريم الخُلق يتفانى في خدمة الجميع، فكان لا يرد من طلب خدمته، ورحمه الله كان ودوداُ، لا تفارقه البسمة، يوقر الكبير ويحنو على الصغير، يحبه الجميع لطيب قلبه وحسن معاملته للجميع، شجاعاً رحمه الله لا يهاب شيء في قول الحق، صبوراً على الدنيا ومرارها.
الانتماء والمشوار الحركي للشهيد:
انتسب الشهيد نور لحركة الجهاد الإسلامي، ولشدة صدقه تم اختياره ليكون من أبناء الجناح العسكري (سرايا القدس)، حيث التحق بجهاز السرايا عقب استشهاد صديقيه العزيزين الشهيد محمد حسين .. والشهيد أحمد أبو شمالة.
وخضع الشهيد إلى دورة تدريب مكثفة وشاقة في استخدام الأسلحة الرشاشة بأنواعها المختلفة، والقنابل اليدوية.شارك شهيدنا نور في إطلاق العديد من قذائف الهاون على المستوطنات الصهيونية، كما وقام بزرع العبوات الناسفة في الطرق الالتفافية التي يسلكها جنود الاحتلال في خطوط التماس مع العدو قرب مستوطنات نتساريم وكفار داروم وشرقي مخيم البريج. وأهلته شدة ذكائه وإقدامه للمشاركة في قيادة سرية عشاق الشهادة التابعة للسرايا في منطقة الوسطى لقطاع غزة، وكان قائداً لجميع عناصر الرصد في المنطقة الوسطى، وكان شهيدنا نور وحتى آخر ليلة استشهاده من العيون الساهرة على راحة وأمن سكان منطقة البريج بشكل خاص والوسطى بشكل عام، حيث شارك في صدِّ جميع الإجتياحات التي استهدفت المخيم، وترأس توزيع المجموعات على محاور وجود العدو الصهيوني.
عمليات شارك فيها ونذكر منها:
- عملية إطلاق صاروخين مضادين للدروع هو ورفيق دربه فضل أبو عطيوي على قافلة على طريق كارني نتساريم، أدت إلى مقتل جنديين صهيونيين في وقت لاحق.
- شارك شهيدنا نور في إطلاق العديد من قذائف الهاون على المستوطنات الصهيونية.
- قام بزرع عدة عبوات ناسفة في الطرق الإلتفافية التي يسلكها جنود الإحتلال في خطوط التماس مع العدو.
المعركة البطولية وجهاً لوجه : أثناء اجتياح القوات الصهيونية مدعومة بعشرات الدبابات والجيبات العسكرية، تدعمها الطائرات مستهدفة الشهيد البطل/ نور أبو عرمانة وكذلك القائد في سرايا القدس المجاهد/ فارس شاهين، وبعد محاصرة القوات الصهيونية للمنزلين والاشتباك العنيف تمكن القائد المجاهد/ فارس من الانسحاب تكلؤه عين مولاه، وتحصن شهيدنا نور في منزل عمه، وكَمَنَ للوحدة الصهيونية في البيت، وعند دخولهم المنزل يطلبون رأسه الشريف، باغتهم شهيدنا نور بقنابله اليدوية وسلاحه الرشاش فسقطت الوحدة كاملة مضرجة بدمها مع كلب جلبوه لحراستهم، ، حيث اعترف العدو الصهيوني بمقتل جندي وإصابة 6 آخرين، مات منهم جنديان آخران في اليوم التالي للمعركة البطولية.
وقد عثر مجاهدو سرايا القدس عقب المعركة على بزة عسكرية تحمل الرقم (2645781) للجندي "آفي بو رمن".
بعد ذلك صب الجنود الصهاينة جام غضبهم على المنزل واستدعوا تعزيزات إضافية للقضاء على فارس وأسد السرايا نور وبعد اشتباكات مستمرة ارتقى نور الى العلياء شهيداً كما العظماء، محتضناً سلاحه الرشاش يأبى فراقه، وصعدت روحه إلى بارئها طيبة مباركة فرحة بما قامت به في سبيل الله وانتصاراً للمعذبين والمستضعفين من أبناء مخيمه الصامد. وبكل الفخر والاعتزاز يتناول أطفال وشباب البريج مجريات المعركة الذي سطرها نور ابن سرايا القدس، الذي مرغ أنف صهيون التراب على حداثه سنه.
وتعليقاً على الاجتياح مخيم البريج قالت المصادر الصهيونية: إن المعركة التي قادها شهيدنا نور في مواجهة القوات الاسرائيلية لهي من أصعب وأعنف المعارك التي لا قاها الصهاينة في الاجتياحات السابقة.
رحمك الله يانور .. يا من سطَّرت أروع الملاحم والبطولات في معسكرك الصامد ..
وأحلت جندهم وأمتعتهم أشلاءً يلهو بها الصبيان .. ليُحفر في قلوب أطفالنا .. فارس وبطل اسمه نور ...
الشهيد نور أبو عرمانة..قضى على وحدة كاملة من لواء جولاني الصهيوني
قليل هم الذين يحملون المبادئ، و قليل من هذا القليل الذين ينفرون من الدنيا من أجل تبليغ هذه المبادئ، و قليل من هذه الصفوة الذين يقدمون أرواحهم و دمائهم من أجل نصرة هذه المبادئ و القيم ، فهم قليل من قليل من قليل، و لا يمكن أن يوصل إلى المجد إلا عبر هذا الطريق، وهذا الطريق وحده ..
"قد لا تنتهي الدنيا عندما نفقد من نحب.. ولكنها تصبح فارغة من الحياة"... كلمات تنساب بهمس عند الحديث عن الشهيد القائد نور أبو عرمانة؛ حديث مبحر في غمار الماضي المرتسم على تعابير الوجوه المتفاعلة مع كل حرف يغزل سكنات نور الساكن في صميم قلوب أهله ورفاق دربه وأحبته..
"نور أبو عرمانة " المجاهد المغوار المتنقل بين حواري الوطن الحزين.. الساكن في أزقته ولد في مخيم البريج وتربى في منطقة بلوك 1؛ وهو الابن الأكبر بين اخوته ، فتى شقيٌّ لا يعرف الهدوء، لمعرفة خبايا الأشياء واسرارها جعلت منه طفلاً خفيف الظل لا تكاد تسلم من استكشافاته لعبة أو حتى آلة استغنى الأهل عنها..
في بداية انتفاضة الأقصى المباركة انضم شهيدنا إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، ومن ثم التحق بجهازها العسكري (سرايا القدس)، تاركاً طموحاته الدنيوية وتطلعاته نحو مستقبل مفترش بالراحة، كانت الشهادة حلمه الذي كبر مع الزمن.. شابٌ حزم أمتعة أيامه ليسكن المحاور وتسكنه.. من أزقة البريج حيث بدأت مسيرة جهاده، إلى نتساريم وكفار داروم ومستوطنات الشمال.
أدى نور تكليفه الشرعي بالجهاد والدفاع عن مقدسات الأمة ملتزماً بأدق التفاصيل، وقد التحق بالعديد من الدورات العسكرية العادية والتخصصية ما جعلته يضطلع بالعديد من المهام الصعبة فيشارك في إعدادها وتنفيذها..
رجلٌ هاجرت روحه إلى اللّه، وسلكت طريق تعبده طائعة، فتجلت أمام عينيه حقيقة الدنيا، ورمق ببصيرته الحياة الاخرة.. لقد جذب روحه لتصبح خالصةً للّّه لا يشوبها شائبة، فاستحق الشهادة التي منّ اللّه بها عليه.. المجاهد الصامت الذي لا أحد يعرف طبيعة عمله، كان يخفف عن والدته التي تواكبه بالأسئلة عن حاله، بأشياء تريح قلق نفسها، فيسرّ لها بما لا دخل له بحقيقة عمله، فتهدأ نفسها وتلهج شفتاها بالدعاء له ولأخوته المجاهدين، وهو يستعد للذهاب ليواكب رفاق الدرب وزملاء المسيرة.
وجهاً لوجه:
أثناء اجتياح القوات الصهيونية لمخيم البريج في (25/9/2003) مدعومة بعشرات الدبابات والجيبات العسكرية تدعمها الطائرات مستهدفة الشهيد القائد/ نور أبو عرمانة ، وبعد محاصرة تلك القوات للمنزل واشتباك عنيف تمكن شهيدنا نور من التحصن في منزل عمه وكمن للوحدة الصهيونية في البيت، وعند دخول المنزل فاجئهم نور بقنابله اليدوية وسلاحه الرشاش وقضى على الوحدة كاملة مع كلب الحراسة الموجود معهم، بعد ذلك صب الجنود الصهاينة جام غضبهم على المنزل واستدعو تعزيزات إضافية للقضاء على الفارس أسد السرايا نور وبعد اشتباكات مستمرة استشهد نور كما العظماء محتضناً سلاحه الرشاش رافضاً تركه و صعدت روحه إلى بارئها طيبة مباركة فرحة بما قامت به في سبيل الله وانتصاراً للمعذبين والمستضعفين من أبناء مخيمه الصامد، وبكل فخر واعتزاز يتحدث أطفال وشباب البريج عن المعركة الذي سطرها نور ابن سرايا القدس والذي مرغ أنف الصهاينة في التراب رغم صغر سنه.
وتعليقاً على الاجتياح على مخيم البريج قالت المصادر الصهيونية أن المعركة التي واجهتها القوات الصهيونية من أصعب وأعنف المعارك التي شهدتها في الاجتياحات السابقة، وقد علّق قائد الحملة على شراسة المواجهة التي لاقاها جنوده من شاب صغير لا يتجاوز عمره التاسعة عشر من عمره، كيف ولا وهم أبناء الجهاد الإسلامي أصحاب الطلقة الأولى والصائبة بإذن الله تعالى.
تعليق