ها هي تتراكم الصور... وتبرز كل يوم حكاية جديدة من حكايا هذا الشعب المرابط وشهداءه... لتضيف إلى سجلهم الحافل بالعطاء والتضحية لوحات عز وفخار.... و لتتحول الحكاية إلى أغنية في سيمفونية الانتفاضة المتواصلة ورحلة العطاء المتدفق.... أو لتتحول إلى صرخة غضب في وجه الموت البشع... أو لنداء المنادي للمقاومة في لحظات الانكسار والتخاذل والتنازل.... أو لشعار يتردد في كل مناسبة... ولكن حكايا الشهداء تبقى الأصعب عن الرواية... والأصعب عن البداية.
فعندما يترجل الفرسان تنحني الكلمات أمام عظمتهم... وتفسح الطريق لهم ليمروا معتلين ظهور الخيل مقبلين كالسيل... تحيطهم هالة من نور.. ويغشاهم الوقار.. و قد طلقت سيوفهم أغمادها.. وودعت نفوسهم أهوائها، يمتشقون الصعاب.. ويهون في سبيل دينهم العذاب، اتخذوا الأرض فراشا.. والسماء لحافا... هاهم على نور القمر يتسامرون.. وفي ساح الوغى يتسابقون... بأشلائهم يخطّون التاريخ.. وبدمائهم يغسلون عار أمتنا.. وبأنفاسهم الأخيرة يحاولون إنعاش رئتنا.
المولد والنشأة
ولد الشهيد محمود نصار يوسف حمدان في قرية الطبقة القريبة من مدينة دورا في مدينة الخليل في عام 1981.
تلقى شهيدنا البطل تعليمه الأساسي في مدرسة الرازي ، وتعليمه الإعدادي في مدرسة صلاح الدين الإعدادية في القرية التي كان يسكنها ، ولقد ترك الشهيد الدراسة وهو في الصف الثامن وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعيشها عائلته لا سيما وان والده توفي وهو لا يتجاوز السبع سنوات ، وكان الشهيد وحيد أمه لأخوات خمسة ، وكان هو المعيل الوحيد لهن.
كان الشهيد من رواد المساجد، حيث واظب على قراءة القرآن وعمل الخير مع جميع الناس ممن عرفهم ومن لم يعرفهم.
محطات عز في حياة الشهيد
في العام 1999 اعتقل الشهيد من قبل سلطة الحكم الذاتي بتهمة محاولة طعن جندي صهيوني في مدينة الخليل، والانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، حيث أمضى الشهيد فترة عشرين يوما في زنازين المقاطعة في الخليل ثم تم الإفراج عنه لاحقا.
شكلت انتفاضة الأقصى المباركة منعطفا هاما في حياة الشهيد، حيث انه كان لا يفوت مسيرة ولا مواجهة إلا وكان في مقدمة الصفوف، وفي بعض الأحيان كان الشهيد يصلي الفجر ويذهب إلى نقاط التماس في مدينة الخليل لرشق جنود الاحتلال بالحجارة.
أصيب الشهيد عدة مرات خلال المواجهات مع قوات الاحتلال إلا انه في كل مرة كان يزداد قوة وعندا وتصميم وتحدي.
في عام 2002 اعتقل الشهيد لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت التهمة التي وجهت إليه انه يخطط لتنفيذ عملية استشهادية، حيث كانت حركة فتح هي المسئولة عن هذه العملية والسبب أن سرايا القدس رفضت مرارا وتكرارا تكليفه بهذه العملية نظرا لأنه الوحيد لأهله.
أمضى الشهيد في سجون الاحتلال عام ونصف، التزم خلالها في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، وتتلمذ في مدرستها اليوسفية على حب الجهاد وعشق الشهادة. وكان من أفضل شباب لحركة داخل السجن من ناحية الالتزام والاحترام، الأمر الذي أهله ليكون أمير الجهد الإسلامي في احد أقسام سجن عوفر.
خرج الشهيد من السجن بعد أن قضى مدة حكمه فيه، حيث يقول احد المقربين منه انه كان بعد خروجه من السجن دائم اللقاء بقادة سرايا القدس في الخليل خصوصا الشهيد عبد الرحيم التلاحمة، حيث كان الشهيد يقدم المساعدة للتلاحمة حين كان مطاردا فكان يؤويه ويوفر له ما يحتاج هو وإخوانه المطاردين في سرايا القدس.
عرض الشهيد على عبد الرحيم أن يوفر له السلاح لكي يقوم بعملية استشهادية لكن عبد الرحيم كان دائما يرفض لان محمود كان وحيد ألام والأب.
في عام 2002 نفذت سرايا القدس عملية استشهادية نوعية في وادي النصارى ( زقاق الموت ) حيث قتل فيها أربعة عشر صهيونيا وعلى رأسهم القائد العسكري للمنطقة وأصيب عشرات آخرون، بعدها بدأت قوات الاحتلال بتصفية قادة سرايا القدس في المحافظة بادئة بالشهيد القائد محمد سدر ومرورا وأبو دوش وأخيرا بذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة، الحدث الذي كان له أثرا كبيرا في نفس الشهيد محمود لأنه كان على علاقة متميزة بكل هؤلاء الأبطال وخصوصا الشهيد عبد الرحيم التلاحمة.
يوم الشهادة
في يوم 26/9/2003 وبالتحديد بعد اغتيال الشهيد عبد الرحيم التلاحمة بيومين قرر الشهيد الانتقام للشهداء الذين طالتهم أيدي الغدر والخيانة، وصواريخ الحقد الصهيونية، فكان للشهيد محمود شرف الرد الأول على تلك الجرائم، فسطر بدمه ورسم بروحه ودشن بجمجمته مرحلة جديدة من المواجهة التي أتقن فيها فن صناعة الموت، وطارد الشهادة وقرع بجمجمته أبواب الجنة فحقق نصرا مدويا كان ثمرة التضحية الزكية، فحقق له الله مراده بان ارتقى شهيدا على ارض الكرامة ارض خليل الرحمن في معركته المباركة التي خاضها مع العدو الصهيوني في مستعمرة ( نقاهوت ) التي اقتحمها ونجح في الوصول إلى قلبها رغم صعوبة تحصيناتها حاملا سلاحا من نوع أم 16 كان الشهيد عبد الرحيم التلاحمة قد أودعها عنده قبل استشهاده، واخذ يطلق رصاصه المبارك في كل حد وصوب في أرجاء المستوطنة، وقتل مستوطن وجرح أربعة آخرين حسب اعترافات العدو، ومن ثم وصلت إليه رصاصات حاقدة، ليرتقي للعلياء شهيدا محققا أمنيته بالشهادة.
لكم وحدكم
لله دركم أيها الشهداء ما كللتم ولا مللتم ولا ضعفتم ولا وهنتم، فمضيتم وقد أبقيتم درسا لإخوانكم منحوتا في ذاكرة التاريخ، عنوانه: ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون )، وخاتمته: ( والعاقبة للمتقين )، فبقي درسكم حافزا متألقا شامخا لمن أراد أن يقرأه ليعتبر به، ويأخذه بجد وإخلاص وصدق ومثابرة، فناموا قريري العيون، هانئي النفوس، مطمئني القلوب، فقد وجدت دروسكم التي سطرتموها و مواقفكم النبيلة من إخوانكم آذانا صاغية، وقلوبا واعية، ونفوسا صافية، واستلم الراية ليوث من رفاقكم الأشاوس ليسيروا بها على طريق التضحية والبذل والفداء في ثبات ويقين وحزم وعزم، إنهم ليوث سرايا القدس المقاتلة، الذين آلوا على أنفسهم أن يطهروا الأرض من رجس الصليبيين، ويعيدوا ثمرة جهادكم وخلاصة عرقكم ودمكم بعد أن سرقها اللصوص المارقون، ويفكوا قيد شعب قعيد، بعد أن صار أسيرالذل والهوان والقهر على أيدي الجلادين العتاة. فإلى جنات الخلد أيها الشهداء الأبطال وهناك الملتقى إن شاء الله.
فعندما يترجل الفرسان تنحني الكلمات أمام عظمتهم... وتفسح الطريق لهم ليمروا معتلين ظهور الخيل مقبلين كالسيل... تحيطهم هالة من نور.. ويغشاهم الوقار.. و قد طلقت سيوفهم أغمادها.. وودعت نفوسهم أهوائها، يمتشقون الصعاب.. ويهون في سبيل دينهم العذاب، اتخذوا الأرض فراشا.. والسماء لحافا... هاهم على نور القمر يتسامرون.. وفي ساح الوغى يتسابقون... بأشلائهم يخطّون التاريخ.. وبدمائهم يغسلون عار أمتنا.. وبأنفاسهم الأخيرة يحاولون إنعاش رئتنا.
المولد والنشأة
ولد الشهيد محمود نصار يوسف حمدان في قرية الطبقة القريبة من مدينة دورا في مدينة الخليل في عام 1981.
تلقى شهيدنا البطل تعليمه الأساسي في مدرسة الرازي ، وتعليمه الإعدادي في مدرسة صلاح الدين الإعدادية في القرية التي كان يسكنها ، ولقد ترك الشهيد الدراسة وهو في الصف الثامن وذلك بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي كانت تعيشها عائلته لا سيما وان والده توفي وهو لا يتجاوز السبع سنوات ، وكان الشهيد وحيد أمه لأخوات خمسة ، وكان هو المعيل الوحيد لهن.
كان الشهيد من رواد المساجد، حيث واظب على قراءة القرآن وعمل الخير مع جميع الناس ممن عرفهم ومن لم يعرفهم.
محطات عز في حياة الشهيد
في العام 1999 اعتقل الشهيد من قبل سلطة الحكم الذاتي بتهمة محاولة طعن جندي صهيوني في مدينة الخليل، والانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، حيث أمضى الشهيد فترة عشرين يوما في زنازين المقاطعة في الخليل ثم تم الإفراج عنه لاحقا.
شكلت انتفاضة الأقصى المباركة منعطفا هاما في حياة الشهيد، حيث انه كان لا يفوت مسيرة ولا مواجهة إلا وكان في مقدمة الصفوف، وفي بعض الأحيان كان الشهيد يصلي الفجر ويذهب إلى نقاط التماس في مدينة الخليل لرشق جنود الاحتلال بالحجارة.
أصيب الشهيد عدة مرات خلال المواجهات مع قوات الاحتلال إلا انه في كل مرة كان يزداد قوة وعندا وتصميم وتحدي.
في عام 2002 اعتقل الشهيد لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت التهمة التي وجهت إليه انه يخطط لتنفيذ عملية استشهادية، حيث كانت حركة فتح هي المسئولة عن هذه العملية والسبب أن سرايا القدس رفضت مرارا وتكرارا تكليفه بهذه العملية نظرا لأنه الوحيد لأهله.
أمضى الشهيد في سجون الاحتلال عام ونصف، التزم خلالها في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، وتتلمذ في مدرستها اليوسفية على حب الجهاد وعشق الشهادة. وكان من أفضل شباب لحركة داخل السجن من ناحية الالتزام والاحترام، الأمر الذي أهله ليكون أمير الجهد الإسلامي في احد أقسام سجن عوفر.
خرج الشهيد من السجن بعد أن قضى مدة حكمه فيه، حيث يقول احد المقربين منه انه كان بعد خروجه من السجن دائم اللقاء بقادة سرايا القدس في الخليل خصوصا الشهيد عبد الرحيم التلاحمة، حيث كان الشهيد يقدم المساعدة للتلاحمة حين كان مطاردا فكان يؤويه ويوفر له ما يحتاج هو وإخوانه المطاردين في سرايا القدس.
عرض الشهيد على عبد الرحيم أن يوفر له السلاح لكي يقوم بعملية استشهادية لكن عبد الرحيم كان دائما يرفض لان محمود كان وحيد ألام والأب.
في عام 2002 نفذت سرايا القدس عملية استشهادية نوعية في وادي النصارى ( زقاق الموت ) حيث قتل فيها أربعة عشر صهيونيا وعلى رأسهم القائد العسكري للمنطقة وأصيب عشرات آخرون، بعدها بدأت قوات الاحتلال بتصفية قادة سرايا القدس في المحافظة بادئة بالشهيد القائد محمد سدر ومرورا وأبو دوش وأخيرا بذياب الشويكي وعبد الرحيم التلاحمة، الحدث الذي كان له أثرا كبيرا في نفس الشهيد محمود لأنه كان على علاقة متميزة بكل هؤلاء الأبطال وخصوصا الشهيد عبد الرحيم التلاحمة.
يوم الشهادة
في يوم 26/9/2003 وبالتحديد بعد اغتيال الشهيد عبد الرحيم التلاحمة بيومين قرر الشهيد الانتقام للشهداء الذين طالتهم أيدي الغدر والخيانة، وصواريخ الحقد الصهيونية، فكان للشهيد محمود شرف الرد الأول على تلك الجرائم، فسطر بدمه ورسم بروحه ودشن بجمجمته مرحلة جديدة من المواجهة التي أتقن فيها فن صناعة الموت، وطارد الشهادة وقرع بجمجمته أبواب الجنة فحقق نصرا مدويا كان ثمرة التضحية الزكية، فحقق له الله مراده بان ارتقى شهيدا على ارض الكرامة ارض خليل الرحمن في معركته المباركة التي خاضها مع العدو الصهيوني في مستعمرة ( نقاهوت ) التي اقتحمها ونجح في الوصول إلى قلبها رغم صعوبة تحصيناتها حاملا سلاحا من نوع أم 16 كان الشهيد عبد الرحيم التلاحمة قد أودعها عنده قبل استشهاده، واخذ يطلق رصاصه المبارك في كل حد وصوب في أرجاء المستوطنة، وقتل مستوطن وجرح أربعة آخرين حسب اعترافات العدو، ومن ثم وصلت إليه رصاصات حاقدة، ليرتقي للعلياء شهيدا محققا أمنيته بالشهادة.
لكم وحدكم
لله دركم أيها الشهداء ما كللتم ولا مللتم ولا ضعفتم ولا وهنتم، فمضيتم وقد أبقيتم درسا لإخوانكم منحوتا في ذاكرة التاريخ، عنوانه: ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون )، وخاتمته: ( والعاقبة للمتقين )، فبقي درسكم حافزا متألقا شامخا لمن أراد أن يقرأه ليعتبر به، ويأخذه بجد وإخلاص وصدق ومثابرة، فناموا قريري العيون، هانئي النفوس، مطمئني القلوب، فقد وجدت دروسكم التي سطرتموها و مواقفكم النبيلة من إخوانكم آذانا صاغية، وقلوبا واعية، ونفوسا صافية، واستلم الراية ليوث من رفاقكم الأشاوس ليسيروا بها على طريق التضحية والبذل والفداء في ثبات ويقين وحزم وعزم، إنهم ليوث سرايا القدس المقاتلة، الذين آلوا على أنفسهم أن يطهروا الأرض من رجس الصليبيين، ويعيدوا ثمرة جهادكم وخلاصة عرقكم ودمكم بعد أن سرقها اللصوص المارقون، ويفكوا قيد شعب قعيد، بعد أن صار أسيرالذل والهوان والقهر على أيدي الجلادين العتاة. فإلى جنات الخلد أيها الشهداء الأبطال وهناك الملتقى إن شاء الله.
تعليق