إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذكرى الثانية عشر لاستشهاد القائد "محمود الخواجا".. احد مؤسسى سرايا القدس وقسم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذكرى الثانية عشر لاستشهاد القائد "محمود الخواجا".. احد مؤسسى سرايا القدس وقسم

    كم هي الذكريات الحزينة التي يحملها لنا شهر حزيران بين طيات أيامه، ذكريات أثقلت كاهلنا منذ خمسة وثلاثين عامًا، ففي الخامس من الشهر نفسه لعام 1967م سقطت القدس بأيدي الصهاينة، ومعها فقدنا بوصلة تفكيرنا ولازلنا نعيش آثارها حتى يومنا الحاضر، وفي الثاني والعشرين من شهر حزيران نفسه ارتحل عنا فارس آخر ورمز من رموز الحركة الإسلامية "المجاهدة" وأحد مؤسسي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي كرس جل حياته للعمل الفدائي الأول المنظم، ألا وهو الشهيد القائد (محمود الخواجا).



    لقد ارتقى شهيدنا القائد إلى علياء السماء مع النبيين والصديقتين والشهداء بإذن الله تعالى، ولكنه باقٍ بيننا بفكره المتقدم وعمله اللافت والمميز، لقد كان الشهيد القائد رجلاً واحدًا وضع أمة كاملة وجيلاً كاملاً ومدرسة عسكرية فريدة رغم قلة الإمكانيات والعدة، ولكنه قدم لنا الأجمل والأروع في أعماله الجهادية لا تزال محل دراسة في كبرى المؤسسات العسكرية، قدم شهيدنا القائد كل الممكن رغم المستحيل وحقق لهذه الحركة تاريخًا عسكريًا نفخر به جميعًا، ومن منا ينسى رائعته المزدوجة في مفترق بيت ليد وعملية كسوفيم (مفترق المطاحن) الشهيد خالد الخطيب وعشرات العمليات الأخرى التي لا يمكن لنا أن نحصرها في سطور قليلة.



    سيدنا وقائدنا (أبو عرفات) نلتمس منك العذر للغوص في أعماق ذكراك التي لن ننساها… أبدًا ما دامت حركة الجهاد الإسلامي..



    النشأة والميلاد



    - في مخيم البطولة.. مخيم الشاطئ.. ولد الشهيد محمود عرفات الخواجا في 27/12/1970م وترعرع وسط أسرة مجاهدة، هاجرت من قرية حمامة عام 1948م ليستقر بها المقام في مخيم الشاطئ ولتعيش حياة مليئة بالألم والمعاناة كما كل الأسر المهاجرة التي سلب الصهاينة أراضيها.



    - تلقى تعلميه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث للاجئين، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة فلسطين الثانوية "القسم العلمي" ثم تلقى تعلميه الجامعي في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة الإجازة العلمية "الليسانس" بعدها التحق بالدراسات العليا بالجامعة وحصل على "دبلوم عام التربية".



    - نشأ الشهيد محمود على الإباء والتحدي بعد استشهاد عمه على يد الاحتلال الصهيوني لتكون هذه الحادثة من بواكير الدوافع النفسية له ليخوض معركته مع الصهاينة والاحتلال…



    انتماؤه ومشواره الجهادي



    - مع بداية ظهور الأفكار الجهادية والثورية في قطاع غزة على يد المفكر الإسلامي الدكتور/ فتحي الشقاقي، كان الشهيد محمود من أوائل الذين آمنوا بتلك الأفكار وتشبعوا بذلك الطرح الجهادي، فأصبح الشهيد عضوًا بارزًا في حركة الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية في الجامعة فترأس كتلة المستقلين الطلابية في الجامعة الإسلامية بغزة، ومسئولاً للجهاد الإسلامي في مخيم الشاطئ ولنشاطه المتميز في مساجد المخيم وخاصة المسجد الأبيض كان الشهيد من أوائل المعتقلين في العام 1983م حيث حكم عليه بالسجن لمدة خمسة شهور، وكان قبلها قد اعتقل لمدة شهر مع آخرين بتهمة حرق العلمين الإسرائيلي والأمريكي في الجامعة الإسلامية.



    - اعتقل الشهيد محمود للمرة الثالثة على يد الاحتلال الصهيوني في العام 1985م وقد حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بتهمة حيازة أسلحة وكان من نصيب والده أن اعتقل ستة أشهر على نفس القضية.



    - اعتقل الشهيد للمرة الرابعة لعدة أيام وبعدها وفي يونيو 1993م اعتقل الشهيد مرتين على يد سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود تلك الإعتقالات التي تشهدها الساحة الفلسطينية التي تشهدها الساحة الفلسطينية إثر العمليات الاستشهادية التي ينفذها المجاهدون المسلمون.



    علاقاته الاجتماعية



    - كان الشهيد ابن مخيمه وقليلون هم الذين لا يعرفون الشهيد في حياته، فقد عرفه الطلاب في المساجد كما عرفه أبناء مخيمه آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، وقد كان الشهيد ذا علاقات واسعة مع الكثيرين من أبناء شعبه على اختلاف توجهاتهم السياسية.



    - حرص الشهيد دومًا أن يسودد مخيمه الوئام والوفاق بين الفصائل العاملة على الساحة، لذلك شارك لعدة مرات في لجان الإصلاح وتسوية النزاعات بين الفصائل في ظل الانتفاضة.



    - عرف الشهيد (محمود) بحبه للمستضعفين و خدمة الجماهير، فكان متواضعًا ومتفانيًا في عمله في وكالة الغوث، وكان الصف الهادر ضد الظلم والإجحاف عندما قامت الوكالة بفصل 25 عاملاً من عمالها، تصدر الدفاع عن حقهم في العمل وأصل جهوده إلى أن عادوا جميعًا للعمل بفضل الله.



    - عرف الشهيد محمود بحبه لرياضة كمال الأجسام ورفع الأثقال ولشدة تعلقه بها حرص على اقتناء أدواتها ومن ثم افتتح صالة رياضية لتدريب الناشئة من أبناء شعبنا الفلسطيني.



    الشهيد القائد/ محمود الخواجا والعمل العسكري



    - كان الشهيد القائد (محمود) ذا باع طويل في العمل الإسلامي منذ بداية نشأته، فترأس كتلة المستقلين الطلابية في الجامعة الإسلامية بغزة، ثم كان عمله الأهم والأكبر بتأسيس وقيادة الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "القوى الإسلامية المجاهدة (قسم)" ونفذت في عهده وبمشاركته وتخطيطه أضخم العمليات العسكرية في فلسطين، وخلال فترة وجيزة نسبيًا سجل الجهاز العسكري للجهاز الإسلامي بقيادة الشهيد القائد/ محمود الخواجا إنجازات هامة عبر عملياته العسكرية النوعية، خاصة تلك العمليات الاستشهادية الأولى من نوعها في تاريخ النضال والجهاد الفلسطيني، ولا غرو في ذلك (فالجهاد الإسلامي) دومًا طليعي متفرد.



    ومن أبرز العمليات العسكرية التي خطط وشارك في توجيهها الشهيد القائد/ محمود الخواجا:



    [1] عملية أسدود البطولية: والتي نفذها الشهيد على العماوي من مخيم الشاطئ على محطة تجمع للجنود الصهاينة في أسدود بتاريخ 7/4/1990م سلاح رشاش فقتل اثنين من الضباط أحدهما مسؤول أمن المستوطنات في قطاع غزة وجرح ما لا يقل عن عشرة آخرين، وقد أشرف الشهيد القائد/ محمود الخواجا مباشرة على تدريب الشهيد/ على العماوي على إطلاق النار وفن المواجهة فأحسن التدريب، ولشدة حب الشهيد القائد محمود الخواجا للشهيد علي، فقد جعل اسم طفله الرضيع (على) تيمنًا بالشهيد المجاهد على العماوي.



    [2] عملية نتساريم الاستشهادية: والتي نفذها الشهيد المجاهد/ هشام حمد من حي الشيخ رضوان على تجمع عسكري لبني يهود بالقرب من مفترق البوليس الحربي في وسط قطاع غزة قرب مغتصبة نتساريم بواسطة دراجة هوائية مملوءة بالمتفجرات والعبوات الناسفة والتي أدت العملية الاستشهادية إلى مقتل خمسة جنود صهاينة وإصابة 12 آخرين ما بين خطيرة ومتوسطة، وقد جاءت العملية الاستشهادية ردًا على اغتيال الشهيد المجاهد هاني عابد الذي اغتيل في الثاني من الشهر نفسه على أيدي الموساد الصهيوني .



    [3] عملية بيت ليد المعجزة: لقد كانت ومازالت (بيت ليد) الكابوس الذي يقض مضاجع قادة الكيان الصهيوني وجنودهم الجبناء.. حقًا أصبحت (بيت ليد) الكابوس الدائم لجنود الجيش (الذي لا يقهر).. يتوجه الشهيد أنور سكر مع رفيق دربه الشهيد صلاح شاكر (الصاروخ المزدوج) بتاريخ 22/1/1995م ليفجرا أجسادهما الطاهرة وسط أكبر تجمع للجنود الصهاينة ليرتقوا إلى العلى.. ويدحرجوا اثنين وعشرين صهيونيًا إلى الجحيم.. ويصيبوا أكثر من سبعين بإصابات بالغة لعيشوا بقية عمرهم مشوهين وعجزة.. كما شوهوا أهلنا في المخيمات والضفة والقطاع.



    [4] عملية كفارداروم الجهادية: والتي نفذها الشهيد (خالد الخطيب) بتاريخ 9/4/1995م باقتحام سيارته المفخخة لسيارة باص تقل جنودًا صهاينة وقد أسفرت العملية عن مقتل 8 جنود وإصابة 40 جندي آخر.



    مما لا شك فيه أن قيادة الشهيد القائد (محمود الخواجا) لقسم تميز بالحزم والشدة، والتدقيق في كل صغيرة وكبيرة، وكان ذا هيبة في صدور القلائل الذين عرفوه من التنظيم العسكري رغم حبهم الشديد.



    هكذا تم اغتيال الشهيد



    كانت المخابرات الصهيونية تحمل الشكوك لمحمود لدوره الريادي السابق في حركة الجهاد الإسلامي، وكذلك لعلاقاته بالعديد من مطاردي "قسم" الذين شوهدوا عنده في البيت أو يترددون عليه، وهذا ما دعى المخابرات إلى تكثيف المراقبة عليه لاكتشاف الدور الحقيقي الذي يقوم به، فكان أن تم تكليف أحد عملائهم بمتابعة ورصد تحركاته..



    جهاز الأمن الوقائي في غزة من خلال الرصد وجمع المعلومات ومتابعة خيوط قضية اغتياله تمكن مؤخرًا من اعتقال عميل خطير له الضلع والدور الأساسي في اغتيال الشهيد القائد وقد جاء اعتقال هذا العميل مفاجئًا لسكان مخيم الشاطئ ولكل من عرفه.



    العميل (م.ش) جار وقريب الشهيد وليس له سجل تاريخي مشين أمام الناس، سقط في وحل العمالة (حسب اعترافاته) في عام 1982م على يد ضابط المنطقة (أبو طومر) ومارس دوره الخياني حتى تم اعتقاله قبل حوالي الشهرين فقط.



    العميل يبلغ من العمر الآن حوالي 52 عامًا ميسور الحال ماديًا، كما أنه يلقى قبولاً واحترامًا مجتمعيًا نظرًا لأساليب التخفية التي يتبعها، فقد كان محافظًا على الصلوات في المسجد، ولا يبخل بمساعدة أي محتاج، وهو إنسان اجتماعي لبق يتزاور مع الناس ويتودد إليهم!!



    في البداية أمرته المخابرات الصهيونية برصد تحركات المناضلين في منطقة بمعسكر الشاطئ، فكان يجمع المعلومات عن الجميع وبلا استثناء، وبعد بروز القوى الإسلامية المجاهدة (قسم) الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على الساحة، طلبت المخابرات الصهيونية من العمل (م) مراقبة الشهيد محمود ومتابعة تحركاته ورصد من يزوره ويتردد عليه.. كما تم تزويده بجهاز (سلكوم) ليوصل من خلاله المعلومات الأمنية والاستخبارية إلى الضابط المسؤول عنه مباشرة أولاً بأول..



    وبحكم القرابة بين العميل والشهيد إضافة إلى الجوار فقد كان يتردد على بيت الشهيد بكثرة وفي أوقات متقاربة، وفي إحدى المرات دخل البيت بلا استئذان وحاول الدخول إلى غرفة كان يجلس فيها بعض المجاهدين، ومعهم أسلحتهم، فما كان من محمود إلا أن دفعه خارجًا بعنف وأغلق الباب في وجهه.



    التقرب المتزايد من العميل جعل محمود يتوجس منه خيفة ويحذر منه وبات متأكدًا من أن (م) إنسان عميل خصوصًا بعد أن كان يقوم بتفحص السيارات التي كان شقيق محمود يتاجر فيها، ويدقق بها النظر كالباحث عن دليل لشيء.



    كان (م) يراقب محمود والمترددين عليه ويقوم بنقل أوصافهم للمخابرات الصهيونية، وبعد فترة من المراقبة طلب الضابط الصهيوني منه أن يتفرغ لمتابعة محمود تمامًا وأن يدقق في متابعة تحركاته وساعات خروجه ودخوله بالضبط.



    وقبل حادث الاغتيال بعشرة أيام خضع العميل (م) لدورة مكثفة في الرسم الهندسي (الكروكي) وطلب منه ضابط المخابرات أن يرسم الشوارع التي تحيط بمحمود ومنطقة عمله بالتفصيل.. كما طلب منه أن يلازم مراقبة محمود بصورة أكثف وأدق..



    عندما قتلوا محمود



    كالعادة.. توجه محمود إلى عمله بعد صلاة الفجر.. استيقظ من نومه مبتهجًا وأخبر زوجته برؤيا رآها في المنام بأن ثلاثة أشخاص أطلقوا عليه النار فاستشهد.. وودع زوجته وخرج..



    كان خط سير الشهيد محددًا ومعروفًا، يخرج من بيته إلى مكان عمله في ساعة لا تتغير وخط سير لا يتغير.. كان العميل (م) بالمرصاد يرصد ويتابع الشهيد من شرفة منزله.. ويوصل المعلومات أولاً بأول عبر جهاز (سلكوم) أعطاه له ضابط المخابرات.. محمود يصل إلى مكان عمله.. وهكذا حتى غاب محمود عن بصره، ثم دخل إلى غرفته ليتناول طعام الإفطار..!!



    وحسب الاعترافات التي أدلى بها العميل فقد خرج مثله كباقي الناس على الأصوات التي تعالت في المخيم أن محمود قد اغتيل.. وأنكر العميل في التحقيق معرفته بفرقة الاغتيال أو مشاركته بهن، أو حتى سماعه لصوت الرصاص الذي أطلق على محمود..



    تفاصيل الاغتيال



    كان الاغتيال قد تم حسب شهود العيان بين الساعة السادسة والنصف والسابعة صباحًا من يوم 22/6/1995م، كانت الشوارع خالية إلا من عدد قليل جدًا من المارة أغلبهم من طلبة التوجيهي الذين كانوا متوجهين لتأدية امتحان في مدرسة قريبة من هناك.



    ومن بين شهود العيان سيدة طلبت عدم ذكر اسمها قالت "كنت على سطح البيت في لحظة اغتيال أبو عرفات وشاهدت سيارة بيجو 404 لونها ما بين الأزرق الخفيف والبني، نزلوا من منحدر الشارع بسرعة كبيرة باتجاه محمود ولم يكونوا ملثمين أطلق أحدهم رصاصة من خلف محمود، ثم ترجلوا من السيارة وحاول محمود أن يضربهم بالعربة التي كان يقودها، ولكنهم عاجلوه برصاصات أخرى من مسدسات كواتم للصوت، ليسقط مضرجًا بالدم وتنطلق السيارة بأقصى سرعة".



    سيدة أخرى رأت محمود بعد إطلاق النار عليه، قالت "كان ابني الطفل خارج البيت عندما سمعت طلقات مكتومة، وجاء الطفل يجري مذعورًا ويصرخ قتلوا محمود.. قتلوا محمود.. فخرجت لأرى محمود مكومًا على الرصيف غارقًا في دمائه، وخرج زوجي ليحمل محمود وينقله برفقة آخرين إلى المستشفى في سيارته.. ويتابع الشاهد الذي حمل محمود وضعت يداي تحت رأس محمود لأحمله، فإذا بأصابعي تدخل في جمجمته بعد أن فجر الرصاص رأسه من الخلف، وكان يلفظ أنفاسه الأخيرة حين حملناه إلى السيارة وانطلقنا به إلى المستشفى، وقبل أن نصل تنفس محمود نفسًا عميقًا ثم فارق الدنيا إلى الآخرة، وترك الأرض إلى السماء.. فيما تبعثرت أجزاء من رأسه على فرش السيارة.



    يقول أحد أخوة محمود: كأن رحمه الله بعد استشهاده مصابًا بتسع رصاصات اخترقت إحداها الرأس ما بين الحاجبين، والثانية أسفل عينه فيما اخترقت الثالثة رقبته، وتوزعت باقي الرصاصات في صدره.



    وارتقى الشهيد إلى العلا بعد أن لبى نداء ربه بأداء الواجب، فكان نبراسًا يضيء وشعلة لا تنطفئ، تقتبس منه الأجيال لتواصل السير على دربه والجهاد في الله حق جهاده.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء












    الشهيد القائد / محمود الخواجة



    الولادة والنشأة والدراسة
    في مخيم البطولة.. مخيم الشاطئ.. ولد الشهيد محمود عرفات الخواجا في السابع والعشرين من شهر يناير لعام 1960، وعلى ساحل البحر الأبيض المتوسط نشأ وترعرع في أحضان أسرته التي هاجرت من قرية حمامة في العام 1948، ليستقر بها المقام في مخيم الشاطئ، ولتعيش كما الآلاف من الأسر الفلسطينية حياة ملؤها الألم والمعاناة لغربتها عن مواطنها الأصلي في ظل الأوضاع الجديدة للاجئين الفلسطينيين.

    وما إن تفتحت عينا الشهيد على الحياة حتى كان الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة في العام 1967 ليشهد رفض والده العودة إلى عمله في الشرطة في ظل الاحتلال وكذا استشهاد عمه، فينشأ الشهيد على الإباء والرفض وتفضيل حياة البؤس والشقاء ويتغذى منذ نعومة أظافره على كراهية الاحتلال.

    التحق الشهيد بالجمعية الإسلامية بمخيم الشاطئ ــــ والتي كان يرأسها في حينه الأستاذ / خليل القوقا، والذي أبعدته سلطات الاحتلال في بداية الانتفاضة ــــ فتربى الشهيد في مقتبل عمره على مبادئ الإسلام العظيم وعشق تلاوة القرآن، الكريم، مما كان له الأثر في التحاقه بالجامعة الإسلامية وتفضيله ذلك على السفر للخارج حيث حصل الشهيد على قبول في كلية الطب في كل من ألمانيا والجزائر، وهكذا يكبر الشهيد ويكبر معه حبه للعلم والوطن، فتشهد ساحة الجامعة جانباً عن عطائه للإسلام ونضاله ضد الاحتلال. ونتيجة لعطائه ونشاطه الطلابي أصبح الشهيد عضواً في مجلس طلاب الجامعة.. مما يسر له ولزملائه أداء فريضة الحج لذلك العام.

    علاقاته الاجتماعية
    كان الشهيد ابن مخيمه وقليلون هم الذين لا يعرفون الشهيد في حياته، فقد عرفه الطلاب في الجامعة على مقاعد الدراسة، وعرفه الأشبال والشباب في ساحات المساجد، كما عرفه أبناء مخيمه آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، وقد كان الشهيد ذا علاقات واسعة مع الكثيرين من أبناء شعبه على اختلاف توجهاتهم السياسية.

    وقد حرص الشهيد دوماً أن يسود مخيمه الوئام والوفاق بين الفصائل العاملة على الساحة، لذلك شارك لعدة مرات في لجان الإصلاح وتسوية النزاعات بين الفصائل في ظل الانتفاضة.

    كما عرف الشهيد بحبه للمستضعفين وخدمة الجماهير، فكان متواضعاً ومتفانياً في عمله في وكالة الغوث، وكان الصوت الهادر ضد الظلم والإجحاف عندما قامت الوكالة بفصل 25 ممن عمالها، تصدر للدفاع عن حقهم في العمل وواصل جهوده إلى أن عادوا لعملهم بفضل الله.

    حبه للعلم
    عرف الشهيد بتفوقه الدراسي وحبه للعلم، فبعد حصوله على الإجازة العالية "الليسانس" من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية ــــ وبعد خروجه من المعتقل ورغم التزاماته الأسرية ــــ التحق الشهيد ببرنامج الدراسات العليا وحصل في العام 1993 على "دبلوم عام التربية".

    حبه للرياضة
    تعلق الشهيد بالرياضة منذ كان شبلاً في الجمعية الإسلامية ومارس الرياضة في نادي الشاطئ الرياضي وخاصة رياضة كمال الأجسام ورفع الاثقال، ولشدة حبه لها وتعلقه بها حرص على اقتناء أدواتها من ثم افتتح صالة رياضية لتدريب الناشئة، وفيما بعد خصص الجزء الأسفل من بيته لهذا الغرض.

    انتماؤه ومشواره الجهادي
    ومع بداية ظهور الأفكار الجهادية والثورية في قطاع غزة على يد المفكر الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي. كان الشهيد محمود من أوائل الذين آمنوا بتلك الأفكار وتشبعوا بذلك الطرح الجهادي، فأصبح الشهيد عضواً بارزاً في حركة الجهاد الإسلامي والجماعة الإسلامية في الجامعة والتي ترأس قائمتها في انتخاب مجلس الطلبة بعد ذلك.

    وعلى إثر نشاطه الطلابي ومشاركته الفاعلة اعتقل الشهيد للمرة الأولى لمدة شهر على يد قوات الاحتلال مع زملاء آخرين بتهمة حرق العلمين الإسرائيلي والأمريكي في الدعاية الإعلامية لانتخابات مجلس طلاب الجامعة الإسلامية.

    ولم يتوقف عطاء الشهيد على نشاطه داخل الجامعة بل امتد إلى مخيمه حيث نشأ فشارك في العديد من نشاطات الشباب المسلم في مساجد المخيم.. ولدوره الطليعي والبارز في نشر الفكرة الإسلامية والوعي الثوري اعتقل الشهيد مع مجموعة من إخوانه في العام 1983م، ليقضي في السجن خمسة أشهر بتهمة التحريض ضد الاحتلال ونشر كتيبات تدعو إلى تدمير إسرائيل.

    وقد ترك السجن أثراً بالغاً في نفسية الشهيد الذي تربى على الإيمان وحب الوطن والجهاد في سبيل الله، ذلك السجن الذي شهد اعتقال أبيه وأخيه من قبل.

    فخرج الشهيد من السجن وكله إصرار على مواصلة الجهاد ضد العدو بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، وواصل الشهيد جهاده ونضاله فحاول الحصول على السلاح والمتفجرات، وكان له ذلك، ولكنه ما لبث أن اعتقل ليقضي مدة محكوميته البالغة أربع سنوات متنقلاً في سجون الاحتلال، وكان من نصيب والده أن اعتقل ستة أشهر على نفس القضية.

    وفيما بعد وسيراً على طريق الجهاد والنضال اعتقل الشهيد إدارياً لمدة ستة أشهر ليشكل ذلك الاعتقال الخامس في حياة الشهيد في ظل الاحتلال.

    وكما العشرات من مجاهدي ومناضلي الشعب الفلسطيني اعتقل الشهيد مرتين على يد سلطة الحكم الإداري الذاتي المحدود؛ تلك الاعتقالات التي تشهدها الساحة الفلسطينية إثر العمليات الاستشهادية التي ينفذها المجاهدون المسلمون.
    مشواره الجهادي ../
    في بداية العام 1987م أسس الشهيد محمود الخواجة والشهيد الدكتور فتحي الشقاقي علي جناح عسكري ألا وهو القوى الإسلامية المجاهدة قسم
    والجناح المسلح للحركة والذي واجه العدو بكل بسالة وشرف
    وقد أشرف الشهيد محمود علي عمليات ومنها العمليات النوعية جدا

    1 ـ عملية مفرق الشجاعية
    وهي أول عملية تفجير في قطاع غزة والتي نفذت علي هيئة إسعاف مفخخ وقتل في العملية 4 جنود صهاينة وأصابة العديد منهم

    2 ـ عملية إسدود البطولية ..والتي نفذت في مدينة إسدود والتي قتل فيها ضابط صهيوني وهو مسؤول أمن المستوطنات في قطاع غزة ومقتل مرافقه وإصابة 4 منهم الجنود
    والذي نفذها الشهيد / علي طالب العيماوي

    3 ـ عملية كفار داروم البطولية ...وهي العملية ولحتي الأن أقوى عملية في قطاع غزة والتي قتل فيها 9 جنود صهاينة وإصابة 40 أخرين في عملية تفجير سيارة مخخه
    المنفذ الشهيد / خالد الخطيب

    4 ـ عملية بيت ليد ..وهي العملية التي سميت عند اليهود الكابوس الأسود والتي شهدها رابين أن ذاك وهي العملية المزدوجة والتي قتل فيها أكثر من 25 قتيل وإصابة 60 أخرين والذي نفد العملية صلاح شاكر وأنور سكر
    والذان نفذاها في مقهى يستخدمه الجنود الصهاينة في بيت ليد وحينها بكا رابين علي قتلاه

    5 ـ عملية موراج
    والتي كانت إشتباكات بين الجنود الصهاينة والمجاهدين والتي كان بها الشهيد محمود وشارك بها والتي قتل بها 4 جنود وإصابة 5 أخرين ورجع المجاهدون والقائد بسلام

    6 ـ عملية نتساريم " البوليس الحربي "والتي نفذها الشهيد هشام حمد
    والتي كانت عملية في قمة الروعة التخطيط حيث دخل الشهيد علي هيئة مستوطن ومعه دراجة هوائية حيث دخل الشهيد منطقة البوليس الحربي
    وفجر نفسة في الجنود وقتل في العملية 4 جنود وإصابة 8 أخرين .

    7 ـ عملية في مخيم الشاطئ
    رمي قنابل يدوية علي دورية للجنود والتي جرح فيها عدد كبير من الجنود والتي لم ينسها حتي المواطنون في الشاطئ
    والكثير من العمليات التي أشرف عيها الشهيد محمود

    حبه للشهادة والشهداء
    لقد كان شهيدنا البطل طوال حياته مجاهداً في سبيل الله، محباً للشهادة وكان يرجو الله دائماً أن يرزقه الشهادة في سبيله، ولشدة حبه للشهداء فقد جعل اسم طفله الرضيع "علي" تيمناً بالشهيد علي العيماوي، وقد رزق الشهيد بخمسة أطفال أكبرهم مريم أحد عشر عاماً وشيماْ ونعيمة وعرفات وأصغرهم علي والذي بلغ خمسة وثلاثين يوماً، يوم استشهاد والده.

    استشهاده عُرف الشهيد منذ ريعان شبابه بانتمائه لــ (حركة الجهاد الإسلامي). وفي السنوات الأخيرة وربما العام 1993م عمل الشهيد مع الجهاز العسكري لــ (حركة الجهاد)؛ ذلك الجهاز الذي استطاع وخلال فترة وجيزة نسبياً تسجيل إنجازات هامة عبر عملياته العسكرية النوعية، خاصة تلك العمليات الاستشهادية الأولى من نوعها في تاريخ النضال والجهاد الفلسطيني، ولا غرو في ذلك (فالجهاد الإسلامي) دوماً طليعي متفرد.

    ومنذ ذلك الحين وأجهزة الأمن الصهيونية تحاول إجهاض ذل العمل البطولي عبر العديد من الإجراءات ومن بينها اغتيال أولئك الفرسان القابضين على الجمر والذين أقضوا مضاجع بني صهيون وحققوا توازن الرعب مع الكيان الغاصب للقدس.

    إرهاصات الشهادة وكأنه على موعد مع الشهادة، فقبل استشهاده بأيام قليلة اصطحب أولاده لزيارة مقبرة الشهداء، وفي البيت طلب من زوجته أن ترافقه لزيارة الشهداء كل يوم خميس، وفي اليوم الأخير قبل استشهاده توجه الشهيد على غير العادة لزيارة العديد من أقربائه وكذلك أهله وأخوته، وفي صباح يوم اغتياله أخبر زوجته أنه رأى في المنام ثلاثة مقنعين يطاردونه.

    في صباح يوم الخميس 24 من المحرم 1416هــ الموافق 22 من يونيو 1995م حيث الشهيد متوجهاً لعمله، امتدت يد الغدر والخيانة لتصيب ذلك الفارس برصاصات غادرة، وتأكيداً للدور الموسادي في عملية الاغتيال، حلقت طائرة عسكرية إسرائيلية فوق المخيم ما يقارب نصف ساعة قبل اغتياله وحتى الساعة العاشرة صباحاً تقريباً، فيما كان المجرمون الثلاثة ينسلون من سيارة بيجو 404 ليصوبوا نيران أسلحتهم الحاقدة والكاتمة للصوت باتجاه بطلنا المجاهد.

    لقد ترك الشهيد ذكرى طيبة في نفوس من عرفوه وخاصة أولئك الذين ظنوا أن الشهيد قد ابتعد عن الخيار الأمل حيث كان منعكفاً على نفسه ومبتعداً عن كل ما يتعلق بالجهاد الإسلامي من نشاطات، رغم أنه كان يقترب أكثر فأكثر من قلب العمل العسكري حاملاً روحه على كفه منتظراً الشهادة في كل لحظة، وقد علم بعد استشهاده أنه كان من القيادات العسكرية الهامة في حركته.

    وهكذا ينضم شهيد جديد إلى قافلة الشهداء.. مجاهدي فلسطين.. وعاشقي القدس.. ودوما سيبقى المجاهدون شوكة في حلق بني صهيون ومن والاهم، ولن تستطيع يد الغدر والخيانة أن تنال من صمودهم وإصرارهم.










    التعديل الأخير تم بواسطة ابو مجاهد1; الساعة 23-06-2007, 06:17 PM.

  • #2
    رحمك الله يا علم الجهاد واسكنك الجنة

    تعليق


    • #3
      الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة
      [foq][all1=FF0000][a7la1=FFFF00]أسد السرايا وأسد فلسطين[/a7la1][/all1][/foq]

      تعليق


      • #4

        تعليق


        • #5
          رحمك الله شهيدنا الفارس المؤسس

          وأسكنك ربي الفردوس الأعلى


          وقسما سنبقى الأوفياء لك ولدمك الطاهر

          وقسما سنبقى نحمل فكرك وننهل منه دوما

          وفي ذكراك نجدد البيعة والعهد مع الله

          أن نبقى حافظين لواصاياكم حافظين لنهجكم

          لنعيد أرضنا المغتصبة


          ورحمك الله ولروحك الطاهرة

          كل التحية من أبنائك

          أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
          وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
          واذاق قلبي من كؤوس مرارة
          في بحر حزن من بكاي رماني !

          تعليق


          • #6
            بارك الله بك , شكراً أخي الكريم
            القناعة كنز لا يفنى

            تعليق


            • #7
              رحم الله الشهيد
              ومشكور أبو مجاهد
              http://www.21za.com/pic/flower001_files/4.gif

              تعليق


              • #8
                رحم الله شهدائنا الابرار واسكنهم فسيح جناته

                جزاك الله كل خير

                دمت بحفظ الرحمن
                إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
                نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
                جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

                تعليق

                يعمل...
                X