كلمة تضامن مع السجينات الفلسطينيات في سجون العدو
كلمة تضامن مع السجينات الفلسطينيات في سجون العدو
التاريخ: 1415-6-26 هـ الموافق: 1995-00-00م الساعة: 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير شعبنا.
أيتها الأخوات .
أيها الاخوة .
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
الحمد لله الذي أعزنا بالجهاد وأذلنا بالقعود عنه. الحمد لله الذي فتح أبواب الجنة للمجاهدين، وجعل النار مثوى المنافقين والمتخلفين . الحمد لله الذي شرفنا بالانتساب لهذا الركب الطاهر، ركب الانبياء والرسل ، ركب المجاهدين الأخيار. الحمد لله الذي جعل لنا في كل عمل صالح نعمله سبيلاً إلى الجنة، وجعل لنا في نكبات الدنيا الفانية خيراً وثواباً لدن وجهه الكريم.
نجتمع اليوم لنتذكر معاً أخوات لنا يقبعن في السجن ي، يكدن يذهبن ضحية النسيان، والانشغال بالوهم الذي يروجون له بكل ما ملكت أيديهم ففي اللحظات التي تكاد تصم فيها الآذان إدعاءات اطلاق سراح السجناء ، ما يزال السجناء الصابرون الذين يرفضون مقايضة الحرية بالمبادئ ، ما يزالون صابرين في السجون على البلوى حتى يمن الله عليهم بالفرج. إنهم يعلمون أن الحرية التي ثمنها التوقيع على تعهد بالتخلي عن الجهاد هي عبودية في سجن أقسى وأشد ، هو سجن النفس ، وسجن خسارة الضمير . إن ما يريده اليوم المنادون بجنات الحكم الذاتي هو أن يدين المجاهد نفسه وأن يتنكر لتاريخه ، وأن يعتذر عن المجد والتضحية التي أوصلته إلى عتمة الزنزانة. ولكن هيهات ، فالذي رفض الذل والاستسلام ، لن يرضخ اليوم، ويذهب ضحية الخداع والوهم.
أيتها الأخوات المجاهدات ، أيها الإخوة المجاهدون:
إن أخواتنا السجينات هن الفلسطينيات اللوايت علينا أن نتذكرهن، وأن نناضل من أجل اطلاق سراحهن، بدون قيد أو شرط. فأولئك الرائدات بين النساء حريات أن يكن همنا الذي لا يريم، بما قدمن من أمثولة للأجيال وبما صنعن لنا تاريخاً مشرقا بنفوسهن المؤمنة ، لنتذكر معاً ، عطاف عليان وفاطمة صبري عطاينة ، وأخواتهما المناضلات المجاهدات السجينات. إنهن نجوم على جبين الأمة، نجوم تصعد مع حركة تصعد في زمن يصعد. إنهن نساء ينتزعن الفرحة من كبد القهر، فيلدن ما هو أغلى من الرجال.. يلدن المثال والقدوة والتاريخ الذي يتعلم فيه الرجال كيف يصيرون. ونحن جميعاً ، نتشرب السمو والشفافية من صمودهن، ومن عطائهن الذي لا ينتهي . ونتعلم منهن ما كنا نفتقده في الحركة الإسلامية. لقد قدمن عناوين جديدة للمرأة ، وملأن المساحات الفارغة بمضمون جديد. قبلهن ، كان عنوان الحركة النسائية هو المرأة. وبعدهن صار عنوانها هو الإنسان.. الإنسان الذي يتساوى فيه المجاهد والمجاهدة في الفصل لا في الشكل، وفي تفاصيل أداء الرسالة أمام الله ، وفي حمل التكليف الشرعي بالعبادة وبالجهاد، في وقت كادت فيه العبادة تكون شكلاً ،والجهاد بأضعفه : بالقلب. ولكن المجاهدات الرائدات أصبحن الحالة العلنية للحركة النسائية المسلمة،. وواجهن بالقدوة الحسنة حركات الصالونات والمؤتمرات، التي لا تصنع سوى تجمعات ثرثارة لها شكل وزينات. ولكن المجاهدات السجينات أمثال عطاف وفاطمة فهمن التكليف الشرعي حق الفهم، وخرجن من جدل لا وقت له ولا مكان، حول دور المرأة وزينتها و «بيتوتتها»، ونحن نواجه عدواً لديه المرأة التي تقود الدبابة ، وتغير بالطائرة، وتقف في المختبر، وتحصد في الحقل. ومازال بعضنا يجادل حول السماح للمرأة بدخول المسجد. ولكن المجاهدات يؤصلن ، اليوم ، بفعلهن الجهادي ، لمنهج الحركة النسائية المسلمة.
أيتها الأخوات ، أيها الإخوة؛
السجين شهيد حي . في بلواء السجن تبرعم في روحه المأساة وحرارة الإيمان ، والأمل المفتوح على أفق لا ينتهي. يعيش سجناً داخله سجن آخر. سجن الأسوار المغلقة ، وسجن الجسد الذي يعاني المرض وإرهاق التعذيب ، وقسوة الجوع، والانحسار البطيء عن لذة الحياة. ولكن الأمل المفتوح يرفعه إلى حالة وجدانية، ويرد الطبيعة الوجدانية إلى مفهوم مجرد. هنا الإنسان يستعيد كامل إنسانيته بدون عناصر إضافية. لا توجد في السجن أطماع، ولا شغف بالماديات ولا تهافت على المتاع. كل شيء مفقود داخل السجون. وأعظم الأشياء هو أعظمها حضوراً .. النفس البشرية العارية إلا من الإرادة القوية ، والإيمان الطافح بشروق داخلي يضيء المساحة المعتمة.
أيتها الأخوات ، أيها الإخوة:
لنتذكر معاً ، المؤمنات اللواتي كن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لنتذكر نسيبة بنت كعب ، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم أ؛د: «كلما تلفت حولي رأيتها تقاتل دوني». ولنتذكر الربيع بنت معوذ التي قالت : «كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم ، ونرد الجرحى والقتلى».
ولنتذكر يوم شقت حجب الصمت صرخة امرأة مسلمة، على خليفة مسلم: «وامعتصماه» ، وما زالت الصرخة تتردد في مسامع التاريخ. وما زالت النساء المؤمنات يصرخن في مسامع المسلمين «وارباه .. وأرباه.. وا إسلاماه.. واغوثاه» فهل من ينتصر لزهرات الجهاد الإسلامي ، لزهرات فلسطين اللواتي يقضين أيامهن صابرات محتسبات في سجون الاحتلال؟!
يا سيدي يا رسول الله. ما زالت في فلسطين حفيدات لنسيبة وللربيع ، يقاتلن دونك، في حياض بيت المقدس ، وقد حق القتال اليوم، بنفس الضرورة التي حق بها القتال حينك. ونحن على يقين يا سيد المرسلين، أن الله لن يضيع عملنا، ولن ينسى عباده المؤمنين من رحمته ، وستنال أخواتنا السجينات الثواب الذي وعدهن الله به ، وسينلن المجد الذي استحققنه بصمودهن وتضحياتهن. وسيبقين نجوماً على جبيننا، وشموعاً في نفوسنا، تضيء لنا عتمة الطريق ، وسيبقين ينابيع من الحكمة والقدوة نتعلم منهن كيف يكون الصمود وكيف تكون المرأة المسلمة.
فلنتكاتف معاً ، ولنرفع الصوت عالياً من أجل حريتهن.
«والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون»
صدق الله العظيم
المصدر : من أرشيف حركة الجهاد الإسلامي (1995) غير محدد اليوم
التاريخ: 1415-6-26 هـ الموافق: 1995-00-00م الساعة: 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير شعبنا.
أيتها الأخوات .
أيها الاخوة .
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)
الحمد لله الذي أعزنا بالجهاد وأذلنا بالقعود عنه. الحمد لله الذي فتح أبواب الجنة للمجاهدين، وجعل النار مثوى المنافقين والمتخلفين . الحمد لله الذي شرفنا بالانتساب لهذا الركب الطاهر، ركب الانبياء والرسل ، ركب المجاهدين الأخيار. الحمد لله الذي جعل لنا في كل عمل صالح نعمله سبيلاً إلى الجنة، وجعل لنا في نكبات الدنيا الفانية خيراً وثواباً لدن وجهه الكريم.
نجتمع اليوم لنتذكر معاً أخوات لنا يقبعن في السجن ي، يكدن يذهبن ضحية النسيان، والانشغال بالوهم الذي يروجون له بكل ما ملكت أيديهم ففي اللحظات التي تكاد تصم فيها الآذان إدعاءات اطلاق سراح السجناء ، ما يزال السجناء الصابرون الذين يرفضون مقايضة الحرية بالمبادئ ، ما يزالون صابرين في السجون على البلوى حتى يمن الله عليهم بالفرج. إنهم يعلمون أن الحرية التي ثمنها التوقيع على تعهد بالتخلي عن الجهاد هي عبودية في سجن أقسى وأشد ، هو سجن النفس ، وسجن خسارة الضمير . إن ما يريده اليوم المنادون بجنات الحكم الذاتي هو أن يدين المجاهد نفسه وأن يتنكر لتاريخه ، وأن يعتذر عن المجد والتضحية التي أوصلته إلى عتمة الزنزانة. ولكن هيهات ، فالذي رفض الذل والاستسلام ، لن يرضخ اليوم، ويذهب ضحية الخداع والوهم.
أيتها الأخوات المجاهدات ، أيها الإخوة المجاهدون:
إن أخواتنا السجينات هن الفلسطينيات اللوايت علينا أن نتذكرهن، وأن نناضل من أجل اطلاق سراحهن، بدون قيد أو شرط. فأولئك الرائدات بين النساء حريات أن يكن همنا الذي لا يريم، بما قدمن من أمثولة للأجيال وبما صنعن لنا تاريخاً مشرقا بنفوسهن المؤمنة ، لنتذكر معاً ، عطاف عليان وفاطمة صبري عطاينة ، وأخواتهما المناضلات المجاهدات السجينات. إنهن نجوم على جبين الأمة، نجوم تصعد مع حركة تصعد في زمن يصعد. إنهن نساء ينتزعن الفرحة من كبد القهر، فيلدن ما هو أغلى من الرجال.. يلدن المثال والقدوة والتاريخ الذي يتعلم فيه الرجال كيف يصيرون. ونحن جميعاً ، نتشرب السمو والشفافية من صمودهن، ومن عطائهن الذي لا ينتهي . ونتعلم منهن ما كنا نفتقده في الحركة الإسلامية. لقد قدمن عناوين جديدة للمرأة ، وملأن المساحات الفارغة بمضمون جديد. قبلهن ، كان عنوان الحركة النسائية هو المرأة. وبعدهن صار عنوانها هو الإنسان.. الإنسان الذي يتساوى فيه المجاهد والمجاهدة في الفصل لا في الشكل، وفي تفاصيل أداء الرسالة أمام الله ، وفي حمل التكليف الشرعي بالعبادة وبالجهاد، في وقت كادت فيه العبادة تكون شكلاً ،والجهاد بأضعفه : بالقلب. ولكن المجاهدات الرائدات أصبحن الحالة العلنية للحركة النسائية المسلمة،. وواجهن بالقدوة الحسنة حركات الصالونات والمؤتمرات، التي لا تصنع سوى تجمعات ثرثارة لها شكل وزينات. ولكن المجاهدات السجينات أمثال عطاف وفاطمة فهمن التكليف الشرعي حق الفهم، وخرجن من جدل لا وقت له ولا مكان، حول دور المرأة وزينتها و «بيتوتتها»، ونحن نواجه عدواً لديه المرأة التي تقود الدبابة ، وتغير بالطائرة، وتقف في المختبر، وتحصد في الحقل. ومازال بعضنا يجادل حول السماح للمرأة بدخول المسجد. ولكن المجاهدات يؤصلن ، اليوم ، بفعلهن الجهادي ، لمنهج الحركة النسائية المسلمة.
أيتها الأخوات ، أيها الإخوة؛
السجين شهيد حي . في بلواء السجن تبرعم في روحه المأساة وحرارة الإيمان ، والأمل المفتوح على أفق لا ينتهي. يعيش سجناً داخله سجن آخر. سجن الأسوار المغلقة ، وسجن الجسد الذي يعاني المرض وإرهاق التعذيب ، وقسوة الجوع، والانحسار البطيء عن لذة الحياة. ولكن الأمل المفتوح يرفعه إلى حالة وجدانية، ويرد الطبيعة الوجدانية إلى مفهوم مجرد. هنا الإنسان يستعيد كامل إنسانيته بدون عناصر إضافية. لا توجد في السجن أطماع، ولا شغف بالماديات ولا تهافت على المتاع. كل شيء مفقود داخل السجون. وأعظم الأشياء هو أعظمها حضوراً .. النفس البشرية العارية إلا من الإرادة القوية ، والإيمان الطافح بشروق داخلي يضيء المساحة المعتمة.
أيتها الأخوات ، أيها الإخوة:
لنتذكر معاً ، المؤمنات اللواتي كن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لنتذكر نسيبة بنت كعب ، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم أ؛د: «كلما تلفت حولي رأيتها تقاتل دوني». ولنتذكر الربيع بنت معوذ التي قالت : «كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم فنسقي القوم ، ونرد الجرحى والقتلى».
ولنتذكر يوم شقت حجب الصمت صرخة امرأة مسلمة، على خليفة مسلم: «وامعتصماه» ، وما زالت الصرخة تتردد في مسامع التاريخ. وما زالت النساء المؤمنات يصرخن في مسامع المسلمين «وارباه .. وأرباه.. وا إسلاماه.. واغوثاه» فهل من ينتصر لزهرات الجهاد الإسلامي ، لزهرات فلسطين اللواتي يقضين أيامهن صابرات محتسبات في سجون الاحتلال؟!
يا سيدي يا رسول الله. ما زالت في فلسطين حفيدات لنسيبة وللربيع ، يقاتلن دونك، في حياض بيت المقدس ، وقد حق القتال اليوم، بنفس الضرورة التي حق بها القتال حينك. ونحن على يقين يا سيد المرسلين، أن الله لن يضيع عملنا، ولن ينسى عباده المؤمنين من رحمته ، وستنال أخواتنا السجينات الثواب الذي وعدهن الله به ، وسينلن المجد الذي استحققنه بصمودهن وتضحياتهن. وسيبقين نجوماً على جبيننا، وشموعاً في نفوسنا، تضيء لنا عتمة الطريق ، وسيبقين ينابيع من الحكمة والقدوة نتعلم منهن كيف يكون الصمود وكيف تكون المرأة المسلمة.
فلنتكاتف معاً ، ولنرفع الصوت عالياً من أجل حريتهن.
«والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون»
صدق الله العظيم
المصدر : من أرشيف حركة الجهاد الإسلامي (1995) غير محدد اليوم
تعليق