كلمة في حفل تأبين الشهيد صلاح غندور
كلمة في حفل تأبين الشهيد صلاح غندور
التاريخ: 1412-10-29 هـ الموافق: 1992-05-02م الساعة: 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة العلماء ،
الإخوة المجاهدون والمناضلون،
نحتفل اليوم بانضمام شهيد جديد إلى قافلة الشهداء ، القافلة تستمر لا يوقفها عدل عادل ولا جور جائر ، لا يوقفها الجبروت الامريكي الصهيوني ولا الخذلان العربي الرسمي ، تستمر رغم الليل العربي الطويل اشارة ربانية على رباط الشام القائم وعلى الفئة الظاهرة على الحق في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
في عالم تحكمه معادلة القوة الظالمة يقود الشهداء الطريق الامثل لتحقيق توازن الرعب مع عدو مدجج بكل النفير والسلاح من رفح إلى كفر ملكي تكتمل الدائرة، من صلاح الى صلاح ، من صلاح شاكر بطل عملية بيت ليد إلى صلاح غندور بطل عملية بنت جبيل ، والعالم غير مصدق كيف يمكن لأمة مهزومة تطرق أصابعها فوق السندان صباح مساء أن تطلق مثل هؤلاء الشهداء، كيف يقبلون على مثل هذا الموت ، ما الوسائل التي تتبع لإقناعهم، الله يعلم كيف يبذلون هم كل جهد وضغط لإقناع قادتهم ومسؤوليهم أن يتيحوا لهم فرصة الشهادة لينضموا الى من سبقهم من رفاقهم ليسجلوا لأمتهم لحظات العز والمجد ويهبوها الحياة، فالشهادة هنا هي المعادل الموضوعي للحياة بمعناها الرحب.
بقد نجحت القوى الإسلامية المجاهدة في فلسطين ولبنان في أن تحقق توازن الرعب مع العدو بإمكانات محدودة ولكن بإرادة لا تلين ولا تساوم والفضل للشهداء الذين وجهوا ضربات موجعة للمشروع الأمريكي الصهيوني فلم تتم تصفية القضية الفلسطينية كما كانوا يتوهمون ، كما تم فرملة مؤامرة اختراق المنطقة والتطبيع معها بفضل دم الشهداء الذي يجدد وعي الأمة ويحيي ضميرها.
تنفق أمريكا المليارات وتبذل كل الجهد ومعها كل الغرب والكيان الصهيوني ودول إقليمية وعربية مضبوعة ، تستلهم نفس النهج ونفس الأمر ، ومن حين إلى آخر يأتي مجاهد فرد مثل «الملاك» الذي مر على بنت جبيل قبل أيام فيركم كل أموالهم وجهدهم بعضه على بعض ويجعله هشيما. إن مجاهدينا يؤكدون كل يوم على إمكانية كسر العدو واندحار المشروع الصهيوني وإن المستكبرين وهم يجذفون ضد قضية عادلة لا يمكن ان ينتصروا على شعب حي مقبل على الموت.
إن المجاهدين في لبنان وفلسطين جزء محدود من طاقات الأمة العظيمة ومع ذلك يحققون المعجزة بصمودهم في وجه المؤامرة وتوجيه الضربات لها، فكيف لو نهضت كل الأمة ، كيف لو تحررت من التبعية والاستلاب ، كيف لو لم تصب ثروتها وإمكاناتها في طاحونة الأعداء. إن الدرس الذي لا بد من تعلمه أننا أقوى مما نتصور وأن هذا العدو أضعف مما نتصور ، كيف يمكن للغازي والطارئ القادم من وراء البحار، المنقطع الجذور أن يستبد بالأمة وهي تملك الجغرافيا العبقرية والتاريخ المجدي ، تملك الإمكان البشري الهائل والثروات بلا حدود كما تملك الأيديولوجيا الحية الباعثة، صحيح أن كل هذا مبعثر اليوم بفضل الحكام المستلبين والمضبوعين أمام الجبروت الأميركي الصهيوني ولكنه موجود ويستحيل إفناؤه في حين تشل ضربة هنا وضربة هناك ذلك الغازي والطارئ وتجعله عاجزا عن استمرار التمدد والتمادي.
إيها الاخوة
على الأمة أن تعي جيداً ، على قواها الوطنية والإسلامية أن تعي ، على الحركات الإسلامية في العالم أجمع أن تعي أن المؤامرة على القوى الإسلامية في فلسطين ولبنان هي أخطر المؤامرات اليوم، لأن نجاحها ـ لا سمح الله ـ يعني أن تفقد هذه القوى والحركات ما يمدها بالمعني والزخم، يعني استباحة المنطقة بلا حدود ، يعني القضاء على النبض المقاوم والجدار الأخير للامة، كل شيء سيصبح حينها مباحاً والمؤامرة أشد ما تتقدم وتتجسد عبر اتفاق أوسلو الذي نذكر أنه قام على ثلاثة محاور رئيسية الأول وقف الانتفاضة وضرب المجاهدين والتحرر من جحيم غزة دون تركها الثاني حراسة أمن الكيان الصهيوني والمحور الثالث اختراق المنطقة والهيمنة عليها عبر فتح ساحات جديدة للتطبيع ،وتقوم على تنفيذ ذلك سلطة الحكم الذاتي التي تتجسد في مجرد جيش من الشرطة وأجهزة أمن وقمع مدعومة من أمريكا والغرب مدعومة بعشرات ومئات الملايين من الدولارات التي انفقت جميعها على تعزيز القمع العرفاتي ولم يتم حتى الآن تنفيذ أي مشروع حيوي داخل قطاع غزة لتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشترك السلطة مع العدو الصهيوني في تعميقها لفرض المزيد من الإحباط والضغوط على الشعب الفلسطيني وطلائعه المجاهدة.
الغرب الديمقراطي جداً يدفع لعرفات ويدفع عرفات كل يوم لقمع المجاهدين ويتفرج على الاعتقالات المستمرة والأحكام الجائرة مطالباً بالمزيد. أمريكا تشارك في الإرهاب حتى في قطاع غزة ومن ثم تصمنا بالإرهاب لمجرد أننا نقاتل في ساحة بيت المقدس دفاعاً عن بيتنا وعن حياة حرة كريمة داخل هذا البيت، أمريكا تسم دولا عربية واسلامية برعاية الارهاب لأنها تؤيد حقنا في المقاومة والحرية ، مع أن امريكا نفسها هي صانعة الإرهاب وليس مجرد راعية له ، إرهاب الدولة العظمى، إرهاب الاستكبار العالمي للمستضعفين في كل الأرض. وعندما حدث انفجار أوكلاهوما، تعرض ملايين العرب والمسلمين ، تعرض الأمريكيون من أصل عربي واسلامي إلى إرهاب الدولة واعلامها وادواتها، حتى أنهم لم يستطيعوا الخروج من منازلهم ثم تأكد انه إرهاب امريكي مضاد ، إرهاب الحضارة الامريكية نفسها ، هذا هو الارهاب الحقيقي الذي لا يفهم له باعث أو مبرر ، أما نحن فمقاومين لأجل حريتنا في حدود أرضنا ووطننا.
انظروا لأمريكا اليوم وتحت قيادة ضعيفة ومفلسة كإدارة كلينتون لا يصدر عنها قرار يتعلق بالاسلام أو بما يسمونه الشرق الاوسط إلا كان من منظور صهيوني اسرائيلي بما في ذلك القرار الامريكي بفرض المقاطعة التجارية ضد الجمهورية الإسلامية وهو ليس إرهاباً لإيران والمسلمين فقط وإنما اضرار كبير بمصلحة الشعب الأمريكي نفسه لحساب الكيان الصهيوني أساسا، ولتعلم الإدارة الامريكية أن هذا القرار سيجلب مزيداً من التوتر للمنطقة ولن يفت في عضدنا بل سيزيد من إصرارنا على المقاومة والجهاد.
أمريكا تحاول في المنطقة إدخال الجمل العربي والإسلامي في ثقب الإبرة الصهيوني وتشارك الكيان الصهيوني في تمرير مؤامرة أوسلو وكلاهما يمني عرفات بمزيد من النفوذ في الضفة الغربية إذا ما نجح في قمع المجاهدين، وعرفات المستمر في القمع يسرب الإشاعات عن استعداد المجاهدين لوقف العمل العسكري داخل قطاع غزة لهذه الفترة أو تلك ، ولقد أكدنا منذ أول يوم حاولت السلطة فيه تمرير إشاعاتها وأمنياتها كما أكدنا منذ حضور السلطة ومنذ أوسلو ومن قبل ذلك ، أكدنا بالفعل وبالقول أننا لن نوقف جهادنا في أي مكان من فلسطين وأن إطلاق النار على الاحتلال في غزة سوف يستمر طالما استمر الاحتلال وتواجد الجيش والمستوطنات.
وأكدنا أننا لن نفرط بقطعة واحدة من سلاحنا. هذا سلاح عز الدين السام وعبد القادر الحسيني وعباس الموسوي ومحمد الجمل وعماد عقل ، تركوه أمانة في أيدينا ولن نسلمه لأحد مهما كان ، سيبقى مشرعا في وجه الاحتلال في كل آن ، وفي حين يمكننا المشاركة في كل جهد ميداني لتجنب الاقتتال كما أكدنا قبل دخول السلطة وبعد دخولها وإلى اليوم فإننا نرفض رفضاً قاطعاً أي حوار سياسي مع هذه السلطة الأداة القائمة والقائمة فقط على حراسة أمن العدو.
إن الذي يظن ان الجهاد الإسلامي يمكن أن يوقف معركته ضد الاحتلال على أي سنتيمتر من فلسطين ، واهم أشد الوهم والذي يروج لذلك ليس وطنيا وليس إسلاميا بل عرفات وعملاء عرفات هم الذين يروجون لذلك.
وللأسف بعض الذين ينامون على حرير ، وبدلاً من نفي أكاذيب عرفات يزايدون على المجاهدين الذين تسحق عظامهم منذ العام 1981 ، دون أن يلينوا أو يستسلموا . بعض الذين ينامون على حرير ، وربما يزعمون الانتساب للإسلام ، يشاركون في ملة عرفات في الترويج لهذه الاوهام ويهاجمون المجاهدين وهم في الحقيقة يريدون إيهام الناس بصحة إشاعات عرفات.
ليس الجهاد الإسلامي هو الذي يساوم على استمرار المعركة ضد الاحتلال.
بعد اسبوع على عرس الشهيد «الملاك» نؤكد على استمرار الجهاد وعلى استمرار الشهادة وأن غداً لناظره لقريب.
المصدر : القيت في حفل تأبين الشهيد صلاح غندور (ملاك) بطل عملية بنت جبيل الاستشهادية الذي أقامه حزب الله في 2/5/1995 ببيروت
كلمة في حفل تأبين الشهيد صلاح غندور
التاريخ: 1412-10-29 هـ الموافق: 1992-05-02م الساعة: 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة العلماء ،
الإخوة المجاهدون والمناضلون،
نحتفل اليوم بانضمام شهيد جديد إلى قافلة الشهداء ، القافلة تستمر لا يوقفها عدل عادل ولا جور جائر ، لا يوقفها الجبروت الامريكي الصهيوني ولا الخذلان العربي الرسمي ، تستمر رغم الليل العربي الطويل اشارة ربانية على رباط الشام القائم وعلى الفئة الظاهرة على الحق في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
في عالم تحكمه معادلة القوة الظالمة يقود الشهداء الطريق الامثل لتحقيق توازن الرعب مع عدو مدجج بكل النفير والسلاح من رفح إلى كفر ملكي تكتمل الدائرة، من صلاح الى صلاح ، من صلاح شاكر بطل عملية بيت ليد إلى صلاح غندور بطل عملية بنت جبيل ، والعالم غير مصدق كيف يمكن لأمة مهزومة تطرق أصابعها فوق السندان صباح مساء أن تطلق مثل هؤلاء الشهداء، كيف يقبلون على مثل هذا الموت ، ما الوسائل التي تتبع لإقناعهم، الله يعلم كيف يبذلون هم كل جهد وضغط لإقناع قادتهم ومسؤوليهم أن يتيحوا لهم فرصة الشهادة لينضموا الى من سبقهم من رفاقهم ليسجلوا لأمتهم لحظات العز والمجد ويهبوها الحياة، فالشهادة هنا هي المعادل الموضوعي للحياة بمعناها الرحب.
بقد نجحت القوى الإسلامية المجاهدة في فلسطين ولبنان في أن تحقق توازن الرعب مع العدو بإمكانات محدودة ولكن بإرادة لا تلين ولا تساوم والفضل للشهداء الذين وجهوا ضربات موجعة للمشروع الأمريكي الصهيوني فلم تتم تصفية القضية الفلسطينية كما كانوا يتوهمون ، كما تم فرملة مؤامرة اختراق المنطقة والتطبيع معها بفضل دم الشهداء الذي يجدد وعي الأمة ويحيي ضميرها.
تنفق أمريكا المليارات وتبذل كل الجهد ومعها كل الغرب والكيان الصهيوني ودول إقليمية وعربية مضبوعة ، تستلهم نفس النهج ونفس الأمر ، ومن حين إلى آخر يأتي مجاهد فرد مثل «الملاك» الذي مر على بنت جبيل قبل أيام فيركم كل أموالهم وجهدهم بعضه على بعض ويجعله هشيما. إن مجاهدينا يؤكدون كل يوم على إمكانية كسر العدو واندحار المشروع الصهيوني وإن المستكبرين وهم يجذفون ضد قضية عادلة لا يمكن ان ينتصروا على شعب حي مقبل على الموت.
إن المجاهدين في لبنان وفلسطين جزء محدود من طاقات الأمة العظيمة ومع ذلك يحققون المعجزة بصمودهم في وجه المؤامرة وتوجيه الضربات لها، فكيف لو نهضت كل الأمة ، كيف لو تحررت من التبعية والاستلاب ، كيف لو لم تصب ثروتها وإمكاناتها في طاحونة الأعداء. إن الدرس الذي لا بد من تعلمه أننا أقوى مما نتصور وأن هذا العدو أضعف مما نتصور ، كيف يمكن للغازي والطارئ القادم من وراء البحار، المنقطع الجذور أن يستبد بالأمة وهي تملك الجغرافيا العبقرية والتاريخ المجدي ، تملك الإمكان البشري الهائل والثروات بلا حدود كما تملك الأيديولوجيا الحية الباعثة، صحيح أن كل هذا مبعثر اليوم بفضل الحكام المستلبين والمضبوعين أمام الجبروت الأميركي الصهيوني ولكنه موجود ويستحيل إفناؤه في حين تشل ضربة هنا وضربة هناك ذلك الغازي والطارئ وتجعله عاجزا عن استمرار التمدد والتمادي.
إيها الاخوة
على الأمة أن تعي جيداً ، على قواها الوطنية والإسلامية أن تعي ، على الحركات الإسلامية في العالم أجمع أن تعي أن المؤامرة على القوى الإسلامية في فلسطين ولبنان هي أخطر المؤامرات اليوم، لأن نجاحها ـ لا سمح الله ـ يعني أن تفقد هذه القوى والحركات ما يمدها بالمعني والزخم، يعني استباحة المنطقة بلا حدود ، يعني القضاء على النبض المقاوم والجدار الأخير للامة، كل شيء سيصبح حينها مباحاً والمؤامرة أشد ما تتقدم وتتجسد عبر اتفاق أوسلو الذي نذكر أنه قام على ثلاثة محاور رئيسية الأول وقف الانتفاضة وضرب المجاهدين والتحرر من جحيم غزة دون تركها الثاني حراسة أمن الكيان الصهيوني والمحور الثالث اختراق المنطقة والهيمنة عليها عبر فتح ساحات جديدة للتطبيع ،وتقوم على تنفيذ ذلك سلطة الحكم الذاتي التي تتجسد في مجرد جيش من الشرطة وأجهزة أمن وقمع مدعومة من أمريكا والغرب مدعومة بعشرات ومئات الملايين من الدولارات التي انفقت جميعها على تعزيز القمع العرفاتي ولم يتم حتى الآن تنفيذ أي مشروع حيوي داخل قطاع غزة لتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تشترك السلطة مع العدو الصهيوني في تعميقها لفرض المزيد من الإحباط والضغوط على الشعب الفلسطيني وطلائعه المجاهدة.
الغرب الديمقراطي جداً يدفع لعرفات ويدفع عرفات كل يوم لقمع المجاهدين ويتفرج على الاعتقالات المستمرة والأحكام الجائرة مطالباً بالمزيد. أمريكا تشارك في الإرهاب حتى في قطاع غزة ومن ثم تصمنا بالإرهاب لمجرد أننا نقاتل في ساحة بيت المقدس دفاعاً عن بيتنا وعن حياة حرة كريمة داخل هذا البيت، أمريكا تسم دولا عربية واسلامية برعاية الارهاب لأنها تؤيد حقنا في المقاومة والحرية ، مع أن امريكا نفسها هي صانعة الإرهاب وليس مجرد راعية له ، إرهاب الدولة العظمى، إرهاب الاستكبار العالمي للمستضعفين في كل الأرض. وعندما حدث انفجار أوكلاهوما، تعرض ملايين العرب والمسلمين ، تعرض الأمريكيون من أصل عربي واسلامي إلى إرهاب الدولة واعلامها وادواتها، حتى أنهم لم يستطيعوا الخروج من منازلهم ثم تأكد انه إرهاب امريكي مضاد ، إرهاب الحضارة الامريكية نفسها ، هذا هو الارهاب الحقيقي الذي لا يفهم له باعث أو مبرر ، أما نحن فمقاومين لأجل حريتنا في حدود أرضنا ووطننا.
انظروا لأمريكا اليوم وتحت قيادة ضعيفة ومفلسة كإدارة كلينتون لا يصدر عنها قرار يتعلق بالاسلام أو بما يسمونه الشرق الاوسط إلا كان من منظور صهيوني اسرائيلي بما في ذلك القرار الامريكي بفرض المقاطعة التجارية ضد الجمهورية الإسلامية وهو ليس إرهاباً لإيران والمسلمين فقط وإنما اضرار كبير بمصلحة الشعب الأمريكي نفسه لحساب الكيان الصهيوني أساسا، ولتعلم الإدارة الامريكية أن هذا القرار سيجلب مزيداً من التوتر للمنطقة ولن يفت في عضدنا بل سيزيد من إصرارنا على المقاومة والجهاد.
أمريكا تحاول في المنطقة إدخال الجمل العربي والإسلامي في ثقب الإبرة الصهيوني وتشارك الكيان الصهيوني في تمرير مؤامرة أوسلو وكلاهما يمني عرفات بمزيد من النفوذ في الضفة الغربية إذا ما نجح في قمع المجاهدين، وعرفات المستمر في القمع يسرب الإشاعات عن استعداد المجاهدين لوقف العمل العسكري داخل قطاع غزة لهذه الفترة أو تلك ، ولقد أكدنا منذ أول يوم حاولت السلطة فيه تمرير إشاعاتها وأمنياتها كما أكدنا منذ حضور السلطة ومنذ أوسلو ومن قبل ذلك ، أكدنا بالفعل وبالقول أننا لن نوقف جهادنا في أي مكان من فلسطين وأن إطلاق النار على الاحتلال في غزة سوف يستمر طالما استمر الاحتلال وتواجد الجيش والمستوطنات.
وأكدنا أننا لن نفرط بقطعة واحدة من سلاحنا. هذا سلاح عز الدين السام وعبد القادر الحسيني وعباس الموسوي ومحمد الجمل وعماد عقل ، تركوه أمانة في أيدينا ولن نسلمه لأحد مهما كان ، سيبقى مشرعا في وجه الاحتلال في كل آن ، وفي حين يمكننا المشاركة في كل جهد ميداني لتجنب الاقتتال كما أكدنا قبل دخول السلطة وبعد دخولها وإلى اليوم فإننا نرفض رفضاً قاطعاً أي حوار سياسي مع هذه السلطة الأداة القائمة والقائمة فقط على حراسة أمن العدو.
إن الذي يظن ان الجهاد الإسلامي يمكن أن يوقف معركته ضد الاحتلال على أي سنتيمتر من فلسطين ، واهم أشد الوهم والذي يروج لذلك ليس وطنيا وليس إسلاميا بل عرفات وعملاء عرفات هم الذين يروجون لذلك.
وللأسف بعض الذين ينامون على حرير ، وبدلاً من نفي أكاذيب عرفات يزايدون على المجاهدين الذين تسحق عظامهم منذ العام 1981 ، دون أن يلينوا أو يستسلموا . بعض الذين ينامون على حرير ، وربما يزعمون الانتساب للإسلام ، يشاركون في ملة عرفات في الترويج لهذه الاوهام ويهاجمون المجاهدين وهم في الحقيقة يريدون إيهام الناس بصحة إشاعات عرفات.
ليس الجهاد الإسلامي هو الذي يساوم على استمرار المعركة ضد الاحتلال.
بعد اسبوع على عرس الشهيد «الملاك» نؤكد على استمرار الجهاد وعلى استمرار الشهادة وأن غداً لناظره لقريب.
المصدر : القيت في حفل تأبين الشهيد صلاح غندور (ملاك) بطل عملية بنت جبيل الاستشهادية الذي أقامه حزب الله في 2/5/1995 ببيروت
تعليق