الإعلام الحربي – خاص:
اليوم تستمر قافلة الشهداء من جديد لتشرق لنا شمس وبشائر النصر لتغطي الأفق وتبرز ملامح التاريخ لتؤكد للجميع إن الدم هو قانون المرحلة الذي يرسم ويخط الطريق نحو فلسطين التاريخ و الهوية , هي بحق الدماء تستمر مسيرة النور باضاءات من أنوار الشهادة , والدماء تقطر على درب النصر والتحرير , والزرع يثمر بداء تسقي الأرض ولا تنبت إلا نصرا وحرية في درب نحو الأقصى والثأر لطهر دماء سال مدافعا ومزمجرا كرامة وعزة في طريق النصرة للحق والنور , وفي وحدة الصواريخ جنود ميدان كبركان ثار يشعلون براكين الغضب لتصنع معادلة النصر وتصيغها مع كل صاروخ صرخة عز في وجه احتلال غاصب يموت خوفا كلما ثار مجاهد بدمائه يسقي طهر الأرض .
الميلاد والنشأة
محمد إبراهيم حمد الغمري (أبا جهاد ) ذلك الرجل الفارس الأسد المتمترس، الذي بزغت فلسطين بنوره المتوهج والمولود في الخامس والعشرون من أيلول لعام ألف وتسعمائة وتسع وثمانون، 25-9-1989م في مخيم المغازي وسط قطاع غزة بين أكناف أسرة وعائلة مجاهدة تعرف تعاليمه الإسلامية وواجبها الجهادي المقدس نحو فلسطين ،تلك العائلة التي هاجرت من بلدتها الأصلية جولس عام 48م كباقي العائلات الفلسطينية التي هجرت قصرا بالقوة من أراضيهم الأصلية ،تتكون أسرة الشهيد محمد من الوالدين وخمسة من الأخوة وخمسة من الأخوات وترتيبه الرابع ،درس شهيدنا المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مخيم المغازي في مدارس الغوث لتشغيل اللاجئين، ثم انتقل للدارسة في مدرسة المنفلوطي الثانوية وحصل على الثانوية العامة بنجاح باهر، ودرس في جامعة الأقصى لكن لم يكمل مشواره العلمي بسبب ظروف الحياة المعيشة الصعبة لينتقل للعمل مع والده .
صفاته وأخلاقه
تميز محمد بالأخلاق الحميدة التي يشهد له الجميع في أخلاقة وصفاته المتميزة، حيث كانت دائما لاتفارق البسمة من وجه، ويعد شهيدنا من أقمار مسجد الشهيد يحي عياش وكان ملتزم بصلاة الفجر في المسجد، وكان لايكره ولا يحقد على احد ومتسامح إلى أقصي الحدود ويحب الجميع .
علاقته بأسرته وأصدقائه
الشهيد الفارس يتميز بعلاقاته الجيدة بين والديه و إخوانه حيث يعد حسب احد إخوانه بأنه كان الأخ الحنون وانه بمثابة الصديق بيننا ومحب وزائر الأرحام ومتفقد للأقارب دائما .
محمد كان الصديق الوفي لكل من عرفه من أبناء مخيم المغازي وشعبنا المرابط لأن شهيدنا من لايعرفه كان يجهله حيث هو القائد والصديق والفارس المجاهد.
مشواره الجهادي
ومع البدايات الأولى لانتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م انتمي شهيدنا أبا جهاد لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في مخيم المغازي حيث كان من الأشبال البازغين في الحركة وقد عمل بكل جهد وعطاء متميز في جهاز الفعاليات والتحق بالرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي وكان أميرها في مدارس المغازي وكان دائما يلح على قيادة سرايا القدس للانضمام لصفوفها لحبه للجهاد والقتال في سبيل الله حيث تدرب على يد الشهيد القائد الميداني بكر خضورة وكان معه العديد من أصدقائه الشهداء مصطفي قطوش ويوسف موسى وجهاد جبر الذين سبقوه إلى الفردوس الأعلى وقد شارك الشهيد محمد الغمري بالعديد من المهمات الجهادية ومنها الرباط وإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون ولقد تعرض شهيدنا للعديد من الإصابات في هذه المهمات الجهادية ومنها أثناء تصديه لاجتياح مخيم المغازي عام 2006م واستهدف شرق المغازي عندما كان يستقل جيب في احدي العمليات مما أدي لأصابته ، وبسبب شجاعة وباسلة وإقدام أبا جهاد قررت قيادة سرايا القدس بان يكون احد فرسان الوحدة الصاروخية بلواء الوسطى وقائدها في مخيم المغازي.
ابرز العمليات التي شارك بها الشهيد الفارس محمد الغمري:
*إطلاق قذيفة أر بي جي على جرافة صهيونية شرق المغازي برفقة الشهيد جهاد جبر عام 2007م.
* الاشتباك مع قوة خاصة صهيونية شرق المغازي وجه لوجه وأصابه العديد من الصهاينة وارتقي الشهيد يوسف موسى عام 2007م .
* القيام بنصب كمين لجنود يترجلون بالقرب من الحدود شرق المغازي ولكن لم تنجح العملية وقام الطيران المروحي بقصف السيارة التي كان المجاهدين يستقلونها مما أدي إلي أصابه الشهيد محمد الغمري بجراح طفيفة .
* المشاركة في كافة الاجتياحات التي تعرض لها مخيم المغازي من قبل قوات الاحتلال .
* دك البلدات والمغتصابات الصهيونية المحتلة المحاذية لقطاع غزة بالعديد من القذائف الصاروخية .
الموعد مع الفردوس الأعلى
في مساء يوم الجمعة الموافق 9-3-2012م، قام العدو الصهيوني الجبان باستهداف الأمين العام لألويه الناصر صلاح الدين الشهيد زهير القيسي، ليخترق التهدئة الهشة ليعم النفير العام في صفوف سرايا القدس وخاصة الوحدة الصاروخية، للرد على هذه الجرائم ولتدك البلدات الصهيونية بالعديد من الصواريخ القدسية والجراد، فخرج المجاهد الشهيد محمد ممتشقا في قلبه الأيمان بكل إصرار وعزيمة لينتقم من هذا العدو ليعلن أن الدم بالدم والدمار بالدمار ويدك ويطلق العديد من دفعات الصواريخ ليتم استهدافه فجر السبت 10-3-2012م بصاروخين من طائرة استطلاع عندما كان يستقل سيارته على مدخل مدينة دير البلح ليرتقي إلى العلياء شهيدا مقبلاً غير مدبر ، فالي جنات الخلد مع الشهداء والأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا .
تعليق