إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خنساء الأمة في وداع ابنها أحمد: بلغ إخوانك أن دمعي لا يتوقف شوقا لهم وملتقانا الفردوس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خنساء الأمة في وداع ابنها أحمد: بلغ إخوانك أن دمعي لا يتوقف شوقا لهم وملتقانا الفردوس

    خنساء الأمة في وداع الشهيد "أحمد": بلغ إخوانك أن دمعي لا يتوقف شوقاً لهم وملتقانا "الفردوس"



    الإعلام الحربي – خاص:


    لها وحدها يصطف التاريخ.. يحاول الوصول إلى كلمة السر التي تحرك هذه المرأة لتجعلها تتجاوز الإرادة والعاطفة والتاريخ.. لها وحدها نحاول تطويع الكلمات والبحث في مفردات اللغة والبلاغة للوصول إلى ما يناسبها ويعطيها حقها.

    لها وحدها.. أم رضوان.. أم الشهداء.. "اشرف وشرف ومحمود ومحمد وأخيراً أحمد" وخلالهما كانت تقدم أيضاً حفيدين وزوج لابنتها وفي الماضي القريب قدمت أخيها.

    لها يصطف الباحثون عن معلقات الشعر وكتابات النثر والبلاغة يستجمعون أقلامهم ومفرداتهم ليحاولوا رسم اللوحة دون انتقاص، لوحة امرأة بلغت أكثر من ستين عاماً ورغم ذلك لم تنل لا السنين ولا الأحزان ولا المصائب من عزيمتها أو إرادتها.

    عندما نتحدث عن نسوة صابرات محتسبات من نساء شعبنا المعطاء العظيم وذلك لقاء ما أصابهن من ألم وجرح عميق بفقدانهن فلذات أكبادهم فنحن ندخل في قاموس طويل من الأمهات والذي تصدرته أم الشهداء الخمس خنساء الأمة وسيدة نساء الجهاد الإسلامي أم رضوان الشيخ خليل.

    هذه الأم الصابرة المحتسبة التي أصابها مصاب جلل يصعب على الإنسان أن يصدقه أو يتخيله وذلك باستشهاد خمسة من فلذات أكبادها, الذين ينتمون جميعهم لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين فمنهم من استشهد أثناء تنفيذه لعملية استشهادية وآخر في استهداف لمنزله بينما كان يصنع عبوات ليقتل بها أعداء الله، والثلاثة الآخرين قام الاحتلال باغتيالهم بطائرات غدره .

    عندما تتحدث معها تقف أمامنا ثابتة, صابرة , محتسبة وتقول:" لهذا المشروع أنا أنشأتهم وربيتهم ولهذه اللحظات أعددتهم والحمد لله أن اصطفاهم الله لجواره، واسأل الله أن التحق بهم واطلب من الله متذللة له أن يكافئني على صبري بأن يكون جزائي لقاء صبري هذا ليس الجنة ولكن" الفردوس الأعلى" هكذا تتمنى أم الشهداء أم رضوان الشيخ خليل التي قدمت 5 من فلذات أكبادها.

    وتقول خنساء الأمة إنها زغردت عندما علمت باستشهاد ابنها الأول اشرف وسألت الله أن يتغمده بواسع رحمته، وتكمـــــــــل ... وصبرت عند سماعي نبأ استشهاد ابني شرف وحمدت الله عند سماعي نبأ استشهاد ابني الثالث محمود، وأجهشت بالبكاء بسماعي نبأ استشهاد ابني الرابع محمد وتمنيت الفردوس الأعلى له، عندما ودعت وعانقت ابني الخامس احمد قلت له سلم لي على إخوتك الذين اشتقت لهم وابلغهم أن دمع أمكم لا يتوقف شوقاً لكم و ابلغهم أن ملتقانا جميعاً بإذن المولى عز و جل جنة الفردوس.

    فهي صعقت كل من قابلها أو حاول مقابلتها وكل من سمعها وشاهدها وهي تحكي بصبرٍ لم تقرأ عنه في التاريخ ولا في الأساطير وهي تودع أبنائها وتحكي سيرهم ولحظاتهم معها.. هي ليست كغيرها من النساء ولا حتى من الذين قرأنا عنهن في كتب السير والتاريخ.

    فهي ودعت خمسة من أبنائها دون ان تراهم حتى أولئك الذين استشهدوا في حضورها لم ترى ملامح وجوههم في نظرة الوداع الأخيرة بفعل صواريخ الحقد والإجرام الصهيونية، التي غيبت ملامحهم وأعادتهم إليها بقايا أجساد ممزقة.

    فعذراً أم الشهداء عذراً يا خنساء الأمة والتاريخ، عذراً ونحن نحاول ان نكتب أو نقترب من حدود الصبر اللا محدود الساكن داخلك.. عذراً ان سمحنا لأنفسنا ولو مجرد المحاولة الكتابة عن امرأة ربما لم ولن تتكرر في التاريخ، ليس لأنها أم لخمس شهداء فحسب، ولكن لأنها قدمت نموذجاً قلما يمكن ان يتكرر في حياتنا وتاريخنا.

    وحسبكِ انكِ قدمتي ليس خمسة أسماء وإنما خمسة أقمار لونّوا وجه المرحلة وغيروا شكل الصراع وادخلوا العدو في رعب متواصل، رعب الفعل والتضحية والعطاء، والى ان يجمعكي الله بهم في الفردوس الأعلى بإذن الله تعالى.. لكِ منا كل سلام يا خنساء الأمة والتاريخ وفلسطين.
يعمل...
X