الشهيد القائد "أحمد سرور": عاش مطارداً بين جبال الخليل حتى نال شرف الشهادة
الإعلام الحربي – خاص:
هذه أكناف سرايا القدس , وهنــا الرجال يخرجون , حيث التربية والتدريب , وهنا نبدأ حكاية أحدهم, على هذه الأرض ما يستحق الحياة , ولا تنتهي حياتهم بالموت أو مواراة الثرى , إنما هي كما عجلة زمان تدور ولا تنتهي , أولئك هم شهداء صبروا وثابروا وعملوا بلا كلل ولا ملل , ليكون لهم بعد رحيلهم ذكرى معطرة أو شذى الذكر الفواح .
أسود صبروا على مرارة دنيا , لم يتبقى صديق قبل عدوا ألا ذاق ويلات المرارة بصدهم وهجرانهم تارة , وبطعنهم تارة أخرى .
رجال لحقوا بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بصبرهم وعملهم طلبا لرضوان الله في دنيا وجنة عرضها الأرض والسماوات في حياة أخرى هي الخلود بوعد الله في رغد وهناء .
تطل علينا اليوم الأحد 3-11-2011، ذكرى رحيل الشهيد القائد "احمد هاشم سرور" احد ابرز قادة سرايا القدس في خليل الرحمن، وشقيق الاستشهادي المجاهد "ولاء سرور" احد أبطال عملية "زقاق الموت" النوعية.
بزوغ الفجر
ولد الشهيد القائد احمد هاشم سرور كما شقيقه الشهيد ولاء الدين في التاسع من يوليو للعام 1983 في منطقة عين سارة في محافظة الخليل لعائلة كريمة مجاهدة جل أبنائها إن لم يكونوا شهداء فهم أسرى في السجون الصهيونية ونشأ نشأة أساسها الإسلام والفكر الإسلامي وتأدب بآدابه ، وعمر الإيمان قلبه ، ووجد فيه ضالته فتربى على طاعة الله .
كما تلقى الشهيد تعليمه الأساسي في مدرسة الصديق الأساسية ثم انتقل إلى المرحلة الثانوية في مدرسة الحسين بن علي ثم انتقل إلى المرحلة الجامعية في جامعة النجاح في نابلس التي بدأ منها رحلة الجهاد والمطاردة حتى انتقل إلى جامعة البوليتكنك التي انتقل إليها بسبب مطاردته من قبل الاحتلال في نابلس.
كان الكتمان والسرية التامة من الصفات التي تمتع بها الشهيد، حيث انه كان يعمل في صفوف الجهاد والمقاومة دون معرفة احد من أهله أو من المقربين منه. كان الشهيد عاشقا للشهادة وكثر حديثه عنها في حياته مع أهله وأصحابه.
مشواره الجهادي
ترعرع الشهيد في رحاب المساجد ورضع لبن العزة والكرامة من خلال الدروس العلمية والتنظيمية والتعبوية حتى نضجت في مشاعره جذوة الجهاد والاستشهاد. ولقد تميز الشهيد بعمله الدءوب لما تتطلبه المرحلة من ضرورة التواجد الإسلامي المكثف في مدينة الخليل.
واكب نشاط الشهيد احمد سرور وقوة حبه للجهاد اشتعال فتيل انتفاضة الأقصى المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المغتصب حتى تقدم الشهيد الصفوف ملبيا نداء المستضعفين، كما عرف عنه ولعه الشديد بالمشاركة في جميع الفعاليات والأنشطة الجهادية بكل أشكالها سواء كانت سياسية أو طلابية أو عسكرية حتى أصبح اسمه على قائمة المطلوبين للاحتلال، ذلك ما جعله يترك دراسته في جامعة النجاح في نابلس والعودة إلى الخليل ليصبح واحدا من المجاهدين المطاردين لقوات الاحتلال الصهيونية وعاش المطاردة بمعناها الحقيقي فاحتضنته جبال الخليل مجاهدا ومقاتلا عنيدا وصلبا ، حتى تمكنت منه أيدي الغدر والخيانة في أحراش وجبال الخليل لينال مرتبة الشرف التي ناضل من اجلها وهي المرتبة العليا التي وعد الله بها المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية فارتقى شهيدا في عملية اغتيال منظمة وحقيرة بمساعدة المأجورين العملاء في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيونية دام لعدة ساعات ، حيث كان الشهيد رمزا للهمة والمعنوية العالية ولم يرعبه صوت الرصاص ولا مكبرات الصوت التي دعته للاستسلام ، واستمر في معركته المباركة حتى الرمق الأخير رافضا الاستسلام والذل والهوان.
لكم وحدكم
عندما يترجل الفرسان قلب الساحة التي لا تحتضن إلا الأبطال نكون قد ازددنا اقتراباً من النصر والعزة ، فالطريق لا يعبد إلا بدماء الشهداء ولا يضاء إلا ببطولتهم التي لا يضيرها خيانة خائن أو غدر منافق أو خذلان جبان ...والله إنه ليصعب على القلم ويشق على بنانه أن يكتب بمداده عن مجاهدين سقطوا على ارض الحق والإيمان شهداء، فكيف بالحديث عن فرسانا رموزا وقادة مجاهدين ؟؟!! لن يستطيع المداد أن يعطيهم حقهم من التكريم وهم الفرسان - كإخوانهم أبطال المقاومة - يرفضون الحديث ويتجنبون الإعلام والدعاية واضعينً نصب عينيهم (قتل الجنود الصهاينة عبادة يتقربون بها إلى الله).
لله دركم أيها الشهداء ما كللتم ولا مللتم ولا ضعفتم ولا وهنتم، فمضيتم وقد أبقيتم درسا لإخوانكم منحوتا في ذاكرة التاريخ، عنوانه: ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون )، وخاتمته : ( والعاقبة للمتقين ) ، فبقي درسكم حافزا متألقا شامخا لمن أراد أن يقرأه ليعتبر به ، ويأخذه بجد وإخلاص وصدق ومثابرة ، فناموا قريري العيون ، هانئي النفوس ، مطمئني القلوب ، فقد وجدت دروسكم التي سطرتموها و مواقفكم النبيلة من إخوانكم آذانا صاغية ، وقلوبا واعية ، ونفوسا صافية ، واستلم الراية ليوث من رفاقكم الأشاوس ليسيروا بها على طريق التضحية والبذل والفداء في ثبات ويقين وحزم وعزم ، إنهم ليوث سرايا القدس المقاتلة ، الذين آلوا على أنفسهم أن يطهروا الأرض من رجس الصليبيين ، ويعيدوا ثمرة جهادكم وخلاصة عرقكم ودمكم بعد أن سرقها اللصوص المارقون ، ويفكوا قيد شعب قعيد ، بعد أن صار أسير الذل والهوان والقهر على أيدي الجلادين العتاة ، فارتفع دوي التكبير عبر أودية الجبال فأعادت لذاكرته صيحات الماضي السحيق ، وتخضب ثراه بدمائكم الزكية الطاهرة فامتزج على صخوره الدم بالدم فتعارف وتآلف ، فما انقطع المسير بقتلكم ، ولا توقفت القافلة بذهابكم، بل ازدادت النفوس حماسا. فإلى جنات الخلد أيها الشهداء الأبطال وهناك الملتقى إن شاء الله.
عائلة الشهداء والأسرى
تشكل العديد من الأسر الفلسطينية في مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، مضرب أمثال في مسيرة الجهاد والمقاومة، ومسيرة التحرر والعزة والكرامة، والخلاص من الاحتلال. غير أن عائلة المواطن هاشم داوود محمد سرور في مدينة الخليل، لا تفارق الخاطر من بين مئات العائلات اللواتي سيبقين في البال أيضا.
وفي السيرة الذاتية للعائلة التي تقيم في شارع عين سارة وسط المدينة، يمكن القول أن السنوات الخمس الأخيرة، فعلت فعلها في حياتها التي تحطمت في لحظة غادرة، ودونما استئذان.
هي دروب وعرة مليئة بالحزن والوجع والدموع على من رحلوا وآخرون ظلوا رهن الاعتقال تقول الأم انعام سرور.
وعائلة سرور ليست ككل العائلات، فهي عائلة الأسرى بتميز، وأكثر من ذلك عائلة الشهداء بتميز أيضا، ذلك أن اثنين من أبنائها أحمد (21 عاماً)، وولاء (19 عاماً) من ابرز قادة سرايا القدس، استشهدا في مواجهات مع قوات الاحتلال، في معركة "زقاق الموت" الشهيرة التي نفذتها السرايا في العام 2002.
وتقول الأم المكلومة: سلطات الاحتلال تمارس منذ استشهاد ولديّ شتى أنواع العقاب والعذاب، ولكن أنا راضية بما قدره الله، وسعيدة لاستشهاد ولدي، لأن أمنيتيهما بالشهادة قد تحققت.
ولا يفوت الأم سرور الافتخار الدائم بولديها، الشهيد أحمد الذي كان مطارداً من قبل قوات الاحتلال لفترة طويلة، والذي كان يدرس تكنولوجيا المعلومات في جامعة بوليتكنك فلسطين، وكان متفوقاً في دروسه، ومواظباً على واجباته، ومكافحا في حياته، وكذلك الشهيد ولاء الخلوق الملتزم بالدين الذي كان في السنة الثانية من دراسته للهندسة في ذات الجامعة.
وقصة عائلة سرور لا تنتهي عند استشهاد ابنيها أحمد وولاء، أو اعتقال هاشم ومحمود وبهاء وزياد، ذلك أن العائلة نذرت حياتها للكفاح، كل واحد في مجاله وعلى طريقته، يسطرون مآثر يومية دونما ضجيج أو إطراء من أحد.
إنها عائلة تشكل قوة مثال جديرة، لاسيما فيما يتصل بجسارة القلب في المواجهة غير المنقطعة مع قوات الاحتلال، حيث لا تدّعي، ولا يدعي من يعيشون حولها، إنها عائلة استثنائية أو بطلة، هي فقط عائلة فلسطينية تشبثت بكل ما تبقى لها من جهد وبايمانها المطلق بالتحرر والخلاص من الاحتلال، وكفاحها يصلح أن يكون مادة للاعتبار.
الإعلام الحربي – خاص:
هذه أكناف سرايا القدس , وهنــا الرجال يخرجون , حيث التربية والتدريب , وهنا نبدأ حكاية أحدهم, على هذه الأرض ما يستحق الحياة , ولا تنتهي حياتهم بالموت أو مواراة الثرى , إنما هي كما عجلة زمان تدور ولا تنتهي , أولئك هم شهداء صبروا وثابروا وعملوا بلا كلل ولا ملل , ليكون لهم بعد رحيلهم ذكرى معطرة أو شذى الذكر الفواح .
أسود صبروا على مرارة دنيا , لم يتبقى صديق قبل عدوا ألا ذاق ويلات المرارة بصدهم وهجرانهم تارة , وبطعنهم تارة أخرى .
رجال لحقوا بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته بصبرهم وعملهم طلبا لرضوان الله في دنيا وجنة عرضها الأرض والسماوات في حياة أخرى هي الخلود بوعد الله في رغد وهناء .
تطل علينا اليوم الأحد 3-11-2011، ذكرى رحيل الشهيد القائد "احمد هاشم سرور" احد ابرز قادة سرايا القدس في خليل الرحمن، وشقيق الاستشهادي المجاهد "ولاء سرور" احد أبطال عملية "زقاق الموت" النوعية.
بزوغ الفجر
ولد الشهيد القائد احمد هاشم سرور كما شقيقه الشهيد ولاء الدين في التاسع من يوليو للعام 1983 في منطقة عين سارة في محافظة الخليل لعائلة كريمة مجاهدة جل أبنائها إن لم يكونوا شهداء فهم أسرى في السجون الصهيونية ونشأ نشأة أساسها الإسلام والفكر الإسلامي وتأدب بآدابه ، وعمر الإيمان قلبه ، ووجد فيه ضالته فتربى على طاعة الله .
كما تلقى الشهيد تعليمه الأساسي في مدرسة الصديق الأساسية ثم انتقل إلى المرحلة الثانوية في مدرسة الحسين بن علي ثم انتقل إلى المرحلة الجامعية في جامعة النجاح في نابلس التي بدأ منها رحلة الجهاد والمطاردة حتى انتقل إلى جامعة البوليتكنك التي انتقل إليها بسبب مطاردته من قبل الاحتلال في نابلس.
كان الكتمان والسرية التامة من الصفات التي تمتع بها الشهيد، حيث انه كان يعمل في صفوف الجهاد والمقاومة دون معرفة احد من أهله أو من المقربين منه. كان الشهيد عاشقا للشهادة وكثر حديثه عنها في حياته مع أهله وأصحابه.
مشواره الجهادي
ترعرع الشهيد في رحاب المساجد ورضع لبن العزة والكرامة من خلال الدروس العلمية والتنظيمية والتعبوية حتى نضجت في مشاعره جذوة الجهاد والاستشهاد. ولقد تميز الشهيد بعمله الدءوب لما تتطلبه المرحلة من ضرورة التواجد الإسلامي المكثف في مدينة الخليل.
واكب نشاط الشهيد احمد سرور وقوة حبه للجهاد اشتعال فتيل انتفاضة الأقصى المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المغتصب حتى تقدم الشهيد الصفوف ملبيا نداء المستضعفين، كما عرف عنه ولعه الشديد بالمشاركة في جميع الفعاليات والأنشطة الجهادية بكل أشكالها سواء كانت سياسية أو طلابية أو عسكرية حتى أصبح اسمه على قائمة المطلوبين للاحتلال، ذلك ما جعله يترك دراسته في جامعة النجاح في نابلس والعودة إلى الخليل ليصبح واحدا من المجاهدين المطاردين لقوات الاحتلال الصهيونية وعاش المطاردة بمعناها الحقيقي فاحتضنته جبال الخليل مجاهدا ومقاتلا عنيدا وصلبا ، حتى تمكنت منه أيدي الغدر والخيانة في أحراش وجبال الخليل لينال مرتبة الشرف التي ناضل من اجلها وهي المرتبة العليا التي وعد الله بها المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية فارتقى شهيدا في عملية اغتيال منظمة وحقيرة بمساعدة المأجورين العملاء في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيونية دام لعدة ساعات ، حيث كان الشهيد رمزا للهمة والمعنوية العالية ولم يرعبه صوت الرصاص ولا مكبرات الصوت التي دعته للاستسلام ، واستمر في معركته المباركة حتى الرمق الأخير رافضا الاستسلام والذل والهوان.
لكم وحدكم
عندما يترجل الفرسان قلب الساحة التي لا تحتضن إلا الأبطال نكون قد ازددنا اقتراباً من النصر والعزة ، فالطريق لا يعبد إلا بدماء الشهداء ولا يضاء إلا ببطولتهم التي لا يضيرها خيانة خائن أو غدر منافق أو خذلان جبان ...والله إنه ليصعب على القلم ويشق على بنانه أن يكتب بمداده عن مجاهدين سقطوا على ارض الحق والإيمان شهداء، فكيف بالحديث عن فرسانا رموزا وقادة مجاهدين ؟؟!! لن يستطيع المداد أن يعطيهم حقهم من التكريم وهم الفرسان - كإخوانهم أبطال المقاومة - يرفضون الحديث ويتجنبون الإعلام والدعاية واضعينً نصب عينيهم (قتل الجنود الصهاينة عبادة يتقربون بها إلى الله).
لله دركم أيها الشهداء ما كللتم ولا مللتم ولا ضعفتم ولا وهنتم، فمضيتم وقد أبقيتم درسا لإخوانكم منحوتا في ذاكرة التاريخ، عنوانه: ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون )، وخاتمته : ( والعاقبة للمتقين ) ، فبقي درسكم حافزا متألقا شامخا لمن أراد أن يقرأه ليعتبر به ، ويأخذه بجد وإخلاص وصدق ومثابرة ، فناموا قريري العيون ، هانئي النفوس ، مطمئني القلوب ، فقد وجدت دروسكم التي سطرتموها و مواقفكم النبيلة من إخوانكم آذانا صاغية ، وقلوبا واعية ، ونفوسا صافية ، واستلم الراية ليوث من رفاقكم الأشاوس ليسيروا بها على طريق التضحية والبذل والفداء في ثبات ويقين وحزم وعزم ، إنهم ليوث سرايا القدس المقاتلة ، الذين آلوا على أنفسهم أن يطهروا الأرض من رجس الصليبيين ، ويعيدوا ثمرة جهادكم وخلاصة عرقكم ودمكم بعد أن سرقها اللصوص المارقون ، ويفكوا قيد شعب قعيد ، بعد أن صار أسير الذل والهوان والقهر على أيدي الجلادين العتاة ، فارتفع دوي التكبير عبر أودية الجبال فأعادت لذاكرته صيحات الماضي السحيق ، وتخضب ثراه بدمائكم الزكية الطاهرة فامتزج على صخوره الدم بالدم فتعارف وتآلف ، فما انقطع المسير بقتلكم ، ولا توقفت القافلة بذهابكم، بل ازدادت النفوس حماسا. فإلى جنات الخلد أيها الشهداء الأبطال وهناك الملتقى إن شاء الله.
عائلة الشهداء والأسرى
تشكل العديد من الأسر الفلسطينية في مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، مضرب أمثال في مسيرة الجهاد والمقاومة، ومسيرة التحرر والعزة والكرامة، والخلاص من الاحتلال. غير أن عائلة المواطن هاشم داوود محمد سرور في مدينة الخليل، لا تفارق الخاطر من بين مئات العائلات اللواتي سيبقين في البال أيضا.
وفي السيرة الذاتية للعائلة التي تقيم في شارع عين سارة وسط المدينة، يمكن القول أن السنوات الخمس الأخيرة، فعلت فعلها في حياتها التي تحطمت في لحظة غادرة، ودونما استئذان.
هي دروب وعرة مليئة بالحزن والوجع والدموع على من رحلوا وآخرون ظلوا رهن الاعتقال تقول الأم انعام سرور.
وعائلة سرور ليست ككل العائلات، فهي عائلة الأسرى بتميز، وأكثر من ذلك عائلة الشهداء بتميز أيضا، ذلك أن اثنين من أبنائها أحمد (21 عاماً)، وولاء (19 عاماً) من ابرز قادة سرايا القدس، استشهدا في مواجهات مع قوات الاحتلال، في معركة "زقاق الموت" الشهيرة التي نفذتها السرايا في العام 2002.
وتقول الأم المكلومة: سلطات الاحتلال تمارس منذ استشهاد ولديّ شتى أنواع العقاب والعذاب، ولكن أنا راضية بما قدره الله، وسعيدة لاستشهاد ولدي، لأن أمنيتيهما بالشهادة قد تحققت.
ولا يفوت الأم سرور الافتخار الدائم بولديها، الشهيد أحمد الذي كان مطارداً من قبل قوات الاحتلال لفترة طويلة، والذي كان يدرس تكنولوجيا المعلومات في جامعة بوليتكنك فلسطين، وكان متفوقاً في دروسه، ومواظباً على واجباته، ومكافحا في حياته، وكذلك الشهيد ولاء الخلوق الملتزم بالدين الذي كان في السنة الثانية من دراسته للهندسة في ذات الجامعة.
وقصة عائلة سرور لا تنتهي عند استشهاد ابنيها أحمد وولاء، أو اعتقال هاشم ومحمود وبهاء وزياد، ذلك أن العائلة نذرت حياتها للكفاح، كل واحد في مجاله وعلى طريقته، يسطرون مآثر يومية دونما ضجيج أو إطراء من أحد.
إنها عائلة تشكل قوة مثال جديرة، لاسيما فيما يتصل بجسارة القلب في المواجهة غير المنقطعة مع قوات الاحتلال، حيث لا تدّعي، ولا يدعي من يعيشون حولها، إنها عائلة استثنائية أو بطلة، هي فقط عائلة فلسطينية تشبثت بكل ما تبقى لها من جهد وبايمانها المطلق بالتحرر والخلاص من الاحتلال، وكفاحها يصلح أن يكون مادة للاعتبار.