الاسير المحرر رامز الحلبي في حوار خاص مع الاعلام الحربي
مهما طال الليل فلا بد من بزوغ الفجر، ومهما طال الغياب فلا بد من العودة إلى الديار، وإن طالت سنوات الأسر فلا بد للقيد أن ينكسر وللأسر أن ينجلي، ولا بد للمجاهد من عودة ولو بعد طول غياب.
هذا هو حال أسرانا البواسل في سجون العدو الصهيوني، فرغم عذابات الأسر لا زال أولئك الرجال يسطرون معاني الصمود، وكان الأسير المجاهد "رامز إسماعيل الحلبي" أحد أولئك الرجال الذين يفنون زهرات عمرهم في سجون عدوٍ اغتصب الأرض والحق الفلسطيني.
ففي مارس عام 2000م، اعتقل المجاهد "رامز الحلبي" في من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، في عملية كان هدفها خطف صهاينة بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وبعد الإفراج عن الأسير المجاهد "رامز الحلبي"، أجرى مراسل "الإعلام الحربي" في لواء غزة حواراً خاصاً مع الأسير المحرر، تحدث فيه عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، وإليكم نص الحوار :
سـ1- عرفنا عن بطاقتك الشخصية؟
اسمي "رامز إسماعيل الحلبي"، اسكن في حي الشجاعية بغزة، عمري 35 عاماً، أعزب ، بلدتي الأصلية مدينة المجدل المحتلة، انتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري المظفر "سرايا القدس".
سـ2- كيف تمت عملية اعتقالك ؟
في بداية عام 2000 كان عدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني يزيد عن الآلاف وكان العمل الجهادي المقاوم ضد العدو الصهيوني ضئيل في تلك الفترة، فاتفقت أنا والشهيدين المجاهدين "حمدي انصيو" و"نائل أبو عواد" رحمهم الله تعالى وتقبلهم في عليين، على أن نقوم بعمل عسكري ضد العدو، وهو تواصل مع العمل الذي تقوم به حركة الجهاد الإسلامي، وكان العمل المزمع القيام به أسر صهاينة وإجراء تبادل أسرى مقابل أسرى فلسطينيين ولكن الله قدر غير ذلك هذا وتم أسري واستشهاد عدد من أفراد الخلية العسكرية.
سـ3- ما هي التهم التي نسبها لك العدو؟
وجه العدو الصهيوني عدد من التهم إلي ومنها، الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عملية كانت تستهدف خطف صهاينة ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، والقيام بنشاط عسكري، وغيرها من التهم.
سـ4- تحدث لنا عن مراحل التعذيب في سجون الاحتلال؟
مراحل التعذيب تبدأ منذ اللحظة الأولى للاعتقال حتى لحظة الإفراج، فالمرحلة الأولى تبدأ بما يسمى (التحقيق الميداني) وهو الضرب المركز المصحوب بالاستجواب في مكان الاعتقال، حيث يستمر الضرب المبرح إلى أن يتم نقل الأسير إلى مركز التوقيف والاعتقال وهنا تبدأ المرحلة الثانية وتشمل ما يلي:
أ- الاعتقال في زنازين ضيقة خانقة لاتصلح للاستعمال الآدمي.
ب- الحرمان من النوم لساعات قد تمتد إلى أيام.
ج- التعذيب النفسي من خلال تكالب عشرة محققين أو اقل والبدء بالصراخ لخلق جو مرعب يكون مصحوباً بالدفع والجذب الشديدين.
د- الشبح على الكرسي مع ربط اليدين إلى الخلف لفترات طويلة ومتعبة.
هـ- اعتقال بعض ذوي المجاهد ( ابن ، أم، زوجة ، أخ .... )، للضغط عليه وإمعاناً في تعذيبه نفسياً وجسدياً.
والضرب العنيف الذي قد يؤدي إلى إتلاف بعض أعضاء الجسم بذريعة تكتم الأسير المجاهد على بعض المعلمات العسكرية الخطيرة، علماً بأن محكمة العدل العليا والصهيونية أصدرت قانونا ً بعدم الضرب.
سـ5- هل تنقلت بين سجون الاحتلال ؟
التنقل من سجن إلى آخر يعتبر نوع من أنواع التعذيب الممارس على الأسير، خاصة إذا كان من قيادة الحركة الأسيرة أو العامل في المرافق التنظيمية، والتنقل يخلق جواً نفسياً سلبياً بحيث يشعر الأسير بعدم الاستقرار النفسي، فلا يستطيع أن ينجز أي إنجاز شخصي أو على المستوى الجماعي، وقد تنقلت في محنتي بين العديد من السجون بدأت من سجن عسقلان ثم نفحة ثم السبع وهدريم وريمون.
سـ6- صف لنا شعورك عندما أصدر العدو الحكم ؟
يوم إصدار الحكم على الأسير هو يوم مهزلة واستهتار في قيمة الإنسان، فالحاكم والقاضي والجلاد كلهم واحد، وهو يوم نقفز عنه ولا نسجله في ذاكرتنا لأننا نعرف مسبقاً بأننا أمام قضاء معادي لا ضمير له ولا عدل.
سـ7- ماهي رسالة الأسرى إلى الشعب الفلسطيني المجاهد ؟
لسان حالهم يقول: يا شعبنا من أجلكم نقدم الدماء، من أجلكم نقدم الأرواح، من أجلكم نقدم أعمارنا، لن يغلى عليكم شي ولكن لا تتركونا في السجون الإجرامية الصهيونية، ولا تتركونا عرضة لشذاذ الآفاق، ننتظر منكم لحمةً، ورصاً للصف، وانصهاراً وتوطيداً لكل أشكال الوحدة، فهي طوق نجاتنا، وقارب أملنا.
سـ8- ماهي رسالة الأسرى للمقاومة الفلسطينية ؟
رسالة الأسرى للمقاومة تقول، أما آن لنا نحن المصلوبون في سجون الاحتلال، أن نترجل يا رجال المقاومة الشرفاء، أما آن لكم أن تشحذوا بنادقكم وتصوبوا رميكم، وتوحدوا صفكم ليمن الله علينا وعليكم بالنصر المبين، ويكون التحرير عليكم، نحلم بالحرية وننتظر الفرج على أيديكم، والذي لن يكون إلا بوحدتكم، لا تغرقوا في الهوامش، ولا تذوبوا في التوافه، فالسلاح لا يوجه إلا في وجه العدو، والبوصلة لا يجب أن تنحرف عن محاولة إطلاق سراحنا، ودعونا يا رجال المقاومة الشرفاء نقسو عليكم ونقول لن نقبل معذرة أحد منكم يملك أي شي لإطلاق سراحنا فيقصر، وسنسألكم أمام الله عن ذلك.
سـ9- ما هو شعورك بعد أن منَّ الله عليك بالإفراج من سجون العدو؟
بالتأكيد كان شعوري عند الخروج عن السجن بين الفرحة والأسى، أسى على أولئك الرجال الذين غابوا عن الوجود والشهود، وذابت أسماؤهم وأفعالهم، ومُحيت ملامح وجوههم، ودرست أعمالهم ليصبحوا مجرد أرقام في عملية حسابية، تلفعت بسواد المرحلة، ست آلاف أسير وأسيرة وزيادة يقتاتون القهر ويتجرعون الحرمان ويكتملون بالسهاد، ولا ناصر لهم ولا معين إلا الله، هؤلاء ضلوا غصة في الحلق والذاكرة ولا تنمحي إلا بتسريحهم.
فانتابني شعور لا يوصف وأنا أرجع إلى أمي (غزة) أتنسم ريح الشوق المتدفق من حناجر الأهل الهاتفة، وأشم شداد الحب الفواح المنبعث من وجوه رجال وصبية وأطفال ونساء غزة، ذلك الحب الذي غسل عني ادراف أحد عشر سنة من القهر والحرمان في سجون الصهاينة الجبناء. ففرحتي لن تكتمل إلا بإخراج كافة الأسرى من السجون الصهيونية.
سـ10- كيف تصف لنا معنويات الأسرى في السجون الصهيونية ؟
"الأسرى" هم طائفة عجيبة، فهم مجاهدون مناضلون، أصحاب أعلى القيم الأخلاقية، فهم الذين رؤوا الكآبة على وجوه الشعب والدماء الراعفات من الأنوف النازفات من قلب الأمة المكلومة، فبيدهم مسحوا كل ذلك ودفعوا ضريبة ذلك المسح أعمارهم خلف القضبان، معنوياتهم في السماء عالية، ورغم كل شي إلا أنهم ينزلون إلى أعماق نفوسهم، فيودعون مرارة الحرمان، وعلقم البعد عن الأحبة يودعونها في قرارة نفوسهم، ويوصدون دونهم أبواباً من الكتمان، ويخرجون متطلقوا الوجه، باسموا الثغر كأنهم لا يحملون بين جنبهم هماً ولا كداً.
مهما طال الليل فلا بد من بزوغ الفجر، ومهما طال الغياب فلا بد من العودة إلى الديار، وإن طالت سنوات الأسر فلا بد للقيد أن ينكسر وللأسر أن ينجلي، ولا بد للمجاهد من عودة ولو بعد طول غياب.
هذا هو حال أسرانا البواسل في سجون العدو الصهيوني، فرغم عذابات الأسر لا زال أولئك الرجال يسطرون معاني الصمود، وكان الأسير المجاهد "رامز إسماعيل الحلبي" أحد أولئك الرجال الذين يفنون زهرات عمرهم في سجون عدوٍ اغتصب الأرض والحق الفلسطيني.
ففي مارس عام 2000م، اعتقل المجاهد "رامز الحلبي" في من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، في عملية كان هدفها خطف صهاينة بهدف مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.
وبعد الإفراج عن الأسير المجاهد "رامز الحلبي"، أجرى مراسل "الإعلام الحربي" في لواء غزة حواراً خاصاً مع الأسير المحرر، تحدث فيه عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، وإليكم نص الحوار :
سـ1- عرفنا عن بطاقتك الشخصية؟
اسمي "رامز إسماعيل الحلبي"، اسكن في حي الشجاعية بغزة، عمري 35 عاماً، أعزب ، بلدتي الأصلية مدينة المجدل المحتلة، انتمي إلى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجناحها العسكري المظفر "سرايا القدس".
سـ2- كيف تمت عملية اعتقالك ؟
في بداية عام 2000 كان عدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني يزيد عن الآلاف وكان العمل الجهادي المقاوم ضد العدو الصهيوني ضئيل في تلك الفترة، فاتفقت أنا والشهيدين المجاهدين "حمدي انصيو" و"نائل أبو عواد" رحمهم الله تعالى وتقبلهم في عليين، على أن نقوم بعمل عسكري ضد العدو، وهو تواصل مع العمل الذي تقوم به حركة الجهاد الإسلامي، وكان العمل المزمع القيام به أسر صهاينة وإجراء تبادل أسرى مقابل أسرى فلسطينيين ولكن الله قدر غير ذلك هذا وتم أسري واستشهاد عدد من أفراد الخلية العسكرية.
سـ3- ما هي التهم التي نسبها لك العدو؟
وجه العدو الصهيوني عدد من التهم إلي ومنها، الانتماء إلى حركة الجهاد الإسلامي، والمشاركة في عملية كانت تستهدف خطف صهاينة ومبادلتهم بأسرى فلسطينيين، والقيام بنشاط عسكري، وغيرها من التهم.
سـ4- تحدث لنا عن مراحل التعذيب في سجون الاحتلال؟
مراحل التعذيب تبدأ منذ اللحظة الأولى للاعتقال حتى لحظة الإفراج، فالمرحلة الأولى تبدأ بما يسمى (التحقيق الميداني) وهو الضرب المركز المصحوب بالاستجواب في مكان الاعتقال، حيث يستمر الضرب المبرح إلى أن يتم نقل الأسير إلى مركز التوقيف والاعتقال وهنا تبدأ المرحلة الثانية وتشمل ما يلي:
أ- الاعتقال في زنازين ضيقة خانقة لاتصلح للاستعمال الآدمي.
ب- الحرمان من النوم لساعات قد تمتد إلى أيام.
ج- التعذيب النفسي من خلال تكالب عشرة محققين أو اقل والبدء بالصراخ لخلق جو مرعب يكون مصحوباً بالدفع والجذب الشديدين.
د- الشبح على الكرسي مع ربط اليدين إلى الخلف لفترات طويلة ومتعبة.
هـ- اعتقال بعض ذوي المجاهد ( ابن ، أم، زوجة ، أخ .... )، للضغط عليه وإمعاناً في تعذيبه نفسياً وجسدياً.
والضرب العنيف الذي قد يؤدي إلى إتلاف بعض أعضاء الجسم بذريعة تكتم الأسير المجاهد على بعض المعلمات العسكرية الخطيرة، علماً بأن محكمة العدل العليا والصهيونية أصدرت قانونا ً بعدم الضرب.
سـ5- هل تنقلت بين سجون الاحتلال ؟
التنقل من سجن إلى آخر يعتبر نوع من أنواع التعذيب الممارس على الأسير، خاصة إذا كان من قيادة الحركة الأسيرة أو العامل في المرافق التنظيمية، والتنقل يخلق جواً نفسياً سلبياً بحيث يشعر الأسير بعدم الاستقرار النفسي، فلا يستطيع أن ينجز أي إنجاز شخصي أو على المستوى الجماعي، وقد تنقلت في محنتي بين العديد من السجون بدأت من سجن عسقلان ثم نفحة ثم السبع وهدريم وريمون.
سـ6- صف لنا شعورك عندما أصدر العدو الحكم ؟
يوم إصدار الحكم على الأسير هو يوم مهزلة واستهتار في قيمة الإنسان، فالحاكم والقاضي والجلاد كلهم واحد، وهو يوم نقفز عنه ولا نسجله في ذاكرتنا لأننا نعرف مسبقاً بأننا أمام قضاء معادي لا ضمير له ولا عدل.
سـ7- ماهي رسالة الأسرى إلى الشعب الفلسطيني المجاهد ؟
لسان حالهم يقول: يا شعبنا من أجلكم نقدم الدماء، من أجلكم نقدم الأرواح، من أجلكم نقدم أعمارنا، لن يغلى عليكم شي ولكن لا تتركونا في السجون الإجرامية الصهيونية، ولا تتركونا عرضة لشذاذ الآفاق، ننتظر منكم لحمةً، ورصاً للصف، وانصهاراً وتوطيداً لكل أشكال الوحدة، فهي طوق نجاتنا، وقارب أملنا.
سـ8- ماهي رسالة الأسرى للمقاومة الفلسطينية ؟
رسالة الأسرى للمقاومة تقول، أما آن لنا نحن المصلوبون في سجون الاحتلال، أن نترجل يا رجال المقاومة الشرفاء، أما آن لكم أن تشحذوا بنادقكم وتصوبوا رميكم، وتوحدوا صفكم ليمن الله علينا وعليكم بالنصر المبين، ويكون التحرير عليكم، نحلم بالحرية وننتظر الفرج على أيديكم، والذي لن يكون إلا بوحدتكم، لا تغرقوا في الهوامش، ولا تذوبوا في التوافه، فالسلاح لا يوجه إلا في وجه العدو، والبوصلة لا يجب أن تنحرف عن محاولة إطلاق سراحنا، ودعونا يا رجال المقاومة الشرفاء نقسو عليكم ونقول لن نقبل معذرة أحد منكم يملك أي شي لإطلاق سراحنا فيقصر، وسنسألكم أمام الله عن ذلك.
سـ9- ما هو شعورك بعد أن منَّ الله عليك بالإفراج من سجون العدو؟
بالتأكيد كان شعوري عند الخروج عن السجن بين الفرحة والأسى، أسى على أولئك الرجال الذين غابوا عن الوجود والشهود، وذابت أسماؤهم وأفعالهم، ومُحيت ملامح وجوههم، ودرست أعمالهم ليصبحوا مجرد أرقام في عملية حسابية، تلفعت بسواد المرحلة، ست آلاف أسير وأسيرة وزيادة يقتاتون القهر ويتجرعون الحرمان ويكتملون بالسهاد، ولا ناصر لهم ولا معين إلا الله، هؤلاء ضلوا غصة في الحلق والذاكرة ولا تنمحي إلا بتسريحهم.
فانتابني شعور لا يوصف وأنا أرجع إلى أمي (غزة) أتنسم ريح الشوق المتدفق من حناجر الأهل الهاتفة، وأشم شداد الحب الفواح المنبعث من وجوه رجال وصبية وأطفال ونساء غزة، ذلك الحب الذي غسل عني ادراف أحد عشر سنة من القهر والحرمان في سجون الصهاينة الجبناء. ففرحتي لن تكتمل إلا بإخراج كافة الأسرى من السجون الصهيونية.
سـ10- كيف تصف لنا معنويات الأسرى في السجون الصهيونية ؟
"الأسرى" هم طائفة عجيبة، فهم مجاهدون مناضلون، أصحاب أعلى القيم الأخلاقية، فهم الذين رؤوا الكآبة على وجوه الشعب والدماء الراعفات من الأنوف النازفات من قلب الأمة المكلومة، فبيدهم مسحوا كل ذلك ودفعوا ضريبة ذلك المسح أعمارهم خلف القضبان، معنوياتهم في السماء عالية، ورغم كل شي إلا أنهم ينزلون إلى أعماق نفوسهم، فيودعون مرارة الحرمان، وعلقم البعد عن الأحبة يودعونها في قرارة نفوسهم، ويوصدون دونهم أبواباً من الكتمان، ويخرجون متطلقوا الوجه، باسموا الثغر كأنهم لا يحملون بين جنبهم هماً ولا كداً.
تعليق