الإعلام الحربي – غزة:
لم تكن أضحية عائلة مهنا في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس ذات طعمٍ مشابه لباقي العائلات في قطاع غزة بيوم عيد الأضحى, فقد كان لون وطعم الأضحية لهذه العائلة يزين الأرض الندية بدماء نجلها التي سالت في استشهاده بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال الصهيوني ليلة عيد الأضحى المبارك بعدة صواريخ.
فرحة العيد كبيرة بالنسبة للكثير من الأسر الغزية ولكنها غائبة عن أسر الشهداء الذين لازلت جراحهم غائرة على فراق فلذات أكبادها، إلا أنها تختلف تماماً لدى عائلة الشهيد المجاهد عبد الله مهنا ابن سرايا القدس، 26 عاماً التي كانت على موعد مع نبأ استشهاد نجلها الرابع من أصل 9 أشقاء يعيشون وسط أسرة محافظة وبسيطة في منطقة السريج الواقعة في بلدة القرارة شمال شرق المدينة .
فقد استقبل والد الشهيد عبد الله نبأ استشهاد نجله خلال العيد بفرحة المؤمن الواثق بقضاء الله وقدره ، ويصف في لقاء "لحظة استشهاد نجله مساء يوم عرفه وقبيل ساعات من عيد الأضحى بأنها أضافت لهم عيداً جديداً معبداً بدماء نجله الذي ارتقى شهيداً في سبيل الله ملبياً نداء الحق والواجب .
وفي مساء يوم عرفه 5_11_ 2011 وقبيل دخول العيد بساعات أغارت طائرات الاحتلال المروحية على مجموعة من مجاهدي سرايا القدس في بلدة القرارة , وأدى القصف إلى استشهاد عبد الله وإصابة أخريين بجراح متفاوتة, خبرٌ تلقته عائلة الشهيد بصدر رحب واحتسابه شهيداً عند الله .
فالعائلة التي كانت تستعد كبقية العائلات الفلسطينية في قطاع غزة لنحر أضحيتها تقرباً إلى الله عز وجل, انشغلت في تشييع نجلها الشهيد, وكانت على موعد مع طريق الدم والشهادة, حيث فتحت بيت استقبال المهنئين بعيد الأضحى وعيد استشهاد نجلها عبد الله حيث وزعت العائلة خلاله قطع الحلوى داخل بيت عزاء الشهيد الذي أقيم قرب منزله بالقرارة.
وأشار والد الشهيد أن لحظة استشهاد نجله تعد لحظة عظيمة لأنه كان صائماً وهذا فضل كبير علينا من الله عز وجل فعيدنا هذا العام زاد بعرس استشهاد نجلي عبد الله.
وأضاف :" نجلي عبد الله تعلم منذ صغره على حب الجهاد في سبيل الله واضعاً مخافة الله في كل خطوة كان يخطوها ., معتبراً بأن طريقه التي سلكها هي الأصوب والأقرب لتحرير كامل فلسطين .
وعبر والد الشهيد عن أمله بأن يكتب الله له الشهادة قائلاً:" لي شرف كبير بأن يستشهد أحد أبنائي , ورد على جريمة استهداف نجله بالقول :" إذا ظن الاحتلال الصهيوني أن قتل عبد الله سيؤثر أو سيضعف من عزائمنا فهو واهم, وأقول له بأن طريق الشهادة والدم يرفع من معنويات الشعب الفلسطيني ويقويهم في سبيل التضحية والفداء للدين والوطن .
وأكمل حديثه قائلا:" كل أبنائي جنود من أجل الدين , منوهاً إلى أنه لو كان لديه 20 من الشباب لما بخل على الدين بشيء , وبالنسبة لعبد الله فقد ترك خلفه متاع الدنيا من زوجته وأبنائه وهم ثلاثة من الأطفال , مؤكدا بأنه سيشجعهم على طريق إكمال مشوار والدهم الذي سلكه بسلاحه في مقاومة الاحتلال , وإزاحته على الأرض المسلوبة والعمل على إسترجاع الحقوق.
وترك فقدان الشهيد فراغاً كبيراً في الحي الذي يسكنه وكان ذلك واضحاً لدى رفاقه من المجاهدين الذين شهدوا له بعمله وجهاده في محاربه العدو واستهدافه المتواصل.
وعبر شقيقه أبو يوسف بأنهم فقدوا عزيزاً على العائلة , مؤكداً في نفس الوقت المضي قدماً على طريق شقيقه الشهيد .
وأشار بأن الناس خلال العيد قدمت الخراف والأبقار وغيرها , لكننا قدمنا أغلى شيء ثمين على حياتنا فنحن قدمنا "الأخ الغالي عبد الله" في سبيل الله , ونسأل له الجنة إن شاء الله .
وأضاف أبو يوسف: لم يتوانى الشهيد عبد الله لحظة عن ضرب العدو بالصواريخ والقذائف، واصفاً شقيقه بأنه كان باراً وعطوفاً علينا ومجاهداً بكل معاني الكلام.
وترك الشهيد عبد الله خلفه ثلاثة من الأبناء وهم الطفلة مرام تبلغ من العمر 4 أعوام وطفلين أسماهما في وقت سابق تيمناً بشهداء من رفاق دربه ماجد 3 أعوام ومؤمن عامين.
ودعا شقيق الشهيد كافة المقاومين بأن لايقفوا مكتوفي الأيدي حيال الجرائم المتواصلة من قبل الاحتلال الصهيوني, وضرورة الرد على دماء الشهيد التي سالت والأخذ بالثار من اليهود.
تعليق