إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

    ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)
    أيها الاخوة المجاهدون


    في عرس جديد من أعراس الشهادة تلتقون. على حب الشهيد وعلى دربه تجتمعون، لتؤكدوا أن الشهيد لا يذهب إلى الموت، بل يذهب الى الاشتباك المستمر، لا ينهي الانفجارُ أو الرصاصةُ دورَهُ في المقاومة. كل ما يحدث أن الروح القلقة الخوافة تتحرر من القلق والخوف، ومن أي شيء وعلى أي شيء، وتبدأ في نقر الارواح الميتة والنائمة والمتقاعسة لتوقظها وتحررها وتطلقها لتصطف في المعركة. الشهداء يُعيدون تشكيل الحياة بزخم اكبر وبابداع أعظم لتبقى الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة، فلا حياة ولا تاريخ لنا بدون الشهداء، لا ماضي ولا مجد ولا عبرة، هم الذين يصنعون لنا المستقبل وليس المرجفون او المعاهدون على الصمت والنكوص.


    "مقدمة كلمة الدكتور فتحي الشقاقي في حفل تابين القائد هاني عابد"
    السماء الزرقاء تنتصر


  • #2
    رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

    القائد الشهيد/ هاني عابد " عضو مؤسس لحركة الجهاد


    عقد من الزمان يبعدنا عن أول جريمة اغتيال في عهد اوسلو البائسة التي أضحى فيها الاغتيال عادة صهيونية يومية يصعد فيها عشرات الشهداء إلى ربهم في معركة الخلاص والانعتاق من الاحتلال.

    الشهيد القائد هاني عابد كان بدمه الزكي الذي سال في 2/11/1994 يرمز الى المرحلة وشكلها القادم، فهو امتشق خيار المقاومة وأصر على حمل أعباءه رغم ان كل ما حوله كان يحتفي بوهم التسوية والسلام مع الكيان الصهيوني، وتقبل أطراف عربية على التطبيع والتوقيع مع الكيان الصهيوني على اتفاقيات سلام.

    السلام الصهيوني اتضحت معالمه منذ البداية في دم الشهيد القائد هاني عابد والذي أثبتت تجارب الاعوام الأحد عشرة السابقة جوهره باستسلام كامل للشروط الصهيونية وتخلي الفلسطينيين عن حقوقهم المشروعة، وبتأخير دام ستة اعوام أدرك الفلسطينيون هذه الحقيقة ليمتشقوا مجددا سلاح المقاومة ضد الكيان الصهيوني ويرفضوا الرضوخ لرغباته وألاعيبه السياسية.

    دم هاني عابد كان مؤشرا لشكل المرحلة القادمة في أجواء بدا فيها ان كل شيء قد حسم لصالح تيار الأسرلة في الحركة الفلسطينية السياسية، وان لا سبيل آخر أمام الفلسطينيين سوى استمرار اللعبة التفاوضية مع الكيان الصهيوني إلا أن كل ما قدمته اوسلو للكيان الصهيوني من مكاسب، وما أقدمت عليه السلطة التي أنشأتها اوسلو من تعاون وتنسيق مع أجهزة الأمن الصهيونية وزجها لعشرات المقاومين في سجونها وما مارسته من تعذيب بحقهم عامي 95، 96 لم يكن كافيا لتل ابيب حتى تسلم بأي من حقوق الفلسطينيين وتتقدم نحو خطوة حقيقية نحو إنهاء احتلالها للأرض الفلسطينية، وتواصلت المراوغة الصهيونية بين حكومات الكيان المختلفة من اليسار واليمين بتأجيل تطبيق اتفاقيات مرحلية وحسم القضايا الأساسية للمسألة الفلسطينية حتى صيف عام 2000 حيث كشف اليسار الصهيوني بقيادة براك عن وجهه الحقيقي في رؤيته للسلام بمحاولته عبر الرئيس كلنتون إجبار الفلسطينيين على التخلي عن حق العودة وأجزاء واسعة من أرضهم والقبول بسيادة منقوصة على جزء من الأرض المحتلة.

    كان من الطبيعي بعد سنوات ست عن دم الشهيد القائد هاني عابد ان تنفجر ثورة الفلسطينيين مجددا في وجه المحتل وتشهد ان دمه كان اول الدماء في مواجهة حقائق الصراع مع الكيان الصهيوني فما يريده ليس سوى اغتصاب مزيد من الارض الفلسطينية وفرض الأمر الواقع عليها بالاستيطان والمستوطنات مع التخلص من اكبر عدد من السكان الفلسطينيين.

    جوهر السلام الصهيوني اماط اللثام عنه دم الشهيد هاني عابد الذي مثل شعلة من الحركة الدائبة نحو ترسيخ مفاهيم ومعالم الصراع والمعركة مع الكيان الصهيوني في كل مواقع مسؤوليته في حركة الجهاد الاسلامي من الجماعة الاسلامية وليس انتهاء بالمسئولية عن التنظيم السياسي لحركة الجهاد في قطاع غزة.

    في حينه في الثاني من تشرين ثاني 1994 بدا وكأن غير الشهادة والمقاومة يمكن أن تحقق نصرا على الأعداء وطريقا نحو الحرية إلا أن هاني عابد كان يبشر بالحقيقة التي يكتشفها الفلسطينيون اليوم فقد كان خيار المقاومة والجهاد نهجه الدائم عمل عليه في جميع أوقاته ومواقفه التنظيمية، ولم تحرفه كل المغريات في حينه وأوهام انطلت على البعض، فبقى قابضا على الحجر متمسكا بخياره وعقيدته مطاردا في شهور حياته الأخيرة من قبل استخبارات الكيان الصهيوني الذي كان يؤرقه في حينه هجوم الجهاد الإسلامي المكثف ممثلا في ذراعه العسكري قسم " القوى الإسلامية المجاهدة "في جميع أنحاء فلسطين فإذا كان الشهيد على العيماوي يضرب في عمق العدو ويقتل جنودا برصاصاته ورشاشاته في السدود والشهيد علاء الكحلوت يضرب في المجدل بسكينه ويهاجم باصا، فإن آخرين كانوا يهاجمون في ايرز وقرب مستوطنة موراج مواقع عسكرية ويقتلون خمسة ويصيبون أكثر من عشرة.

    هذا العنفوان الجهادي جعل العدو الصهيوني يختار هاني عابد كهدف اعتقد أنه مكمن الخطورة، ومصدر انقضاض الجهاد وتكاثر عملياته ولهذا طورد، ثم اعتقل لدى السلطة الفلسطينية بناء على طلب صهيوني ليكون أول سجين يدخل معتقلاتها وبعد خروجه كان العدو يرقب خطواته إلى أن تمكن عبر عملاته من تفخيخ سيارته وتفجيرها في خانيونس.

    اعتقد الكيان الصهيوني باغتياله لهاني عابد أن طريق المقاومة والجهاد ستتوقف وسيضرب قدرة حركة الجهاد الإسلامي في مواصلة عملياتها دون أن يدرك أن الأيديولوجية التي انطلقت بها جذوة الجهاد في بداية الثمانينات قادرة على إنجاب القادة والكوادر والاستشهاديين والاندفاع نحو خيار المقاومة والجهاد بصلابة وإرادة أقوى وإيمان مضاعف وليس آخرهم الاستشهادي حسن ابو زيد.

    كانت النتيجة التالية للاغتيال دليلا واضحا للأعداء على هذه الحقيقة ففي يوم تأبينه الاثنين 10/11/1994 يتقدم الاستشهادي هشام حمد بدراجته الهوائية على مفترق الشهداء قرب مستوطنة نتساريم المقتلعة فيقتل أربعة جنود ويصيب آخرين ....وفي العشرين من يناير 1995 يتقدم الاستشهاديين صلاح شاكر وأنور سكر في عملية استشهادية مزدوجة هي الأولى من نوعها في تاريخ المقاومة الفلسطينية في محطة بيت ليد فيوقعان 23 قتيلا بين الجنود الصهاينة وعشرات الجرحى.

    بهذه الروح واستمرار الانقضاض على العدو كان إجابة الجهاد الإسلامي على اغتيال الشهيد هاني عابد والتأكيد على مواصلة الطريق نحو المقاومة والجهاد، وهو ما يؤكده الجهاد الإسلامي اليوم من مجيدو حتى نتساريم وكفار دروم والخضرة.

    باشتعاله غير المتوقف تحول الشهيد هاني عابد إلى كتلة من الحركة الدائمة في كل لحظات حياته حتى أصبحت ساعات اليوم الـ 24 غير كافية ليقوم بجميع لقاءاته وأعماله الحركية حتى قال أحد المقربين منه " لو كان اليوم عند أبو معاذ 48 ساعة لما كانت كافية "، في الحركة والخفة والتواصل والالتزام كان نموذجا يحتذى في أوساط حركة الجهاد الإسلامي وجميع من عرف هاني عابد، ولهذا كان التقدير والاحترام الذي حظي به كبيرا انعكس في الحب الذي يكنه إليه الجميع حتى الآن فيتحول عرس استشهاده إلى مظاهرة كبيرة سار فيها أحباؤه وأصدقاؤه على أرجلهم عدة كيلو مترات حتى مقبرة الشهداء ورى الثرى.

    تبدو كل الكلمات أضعف من أن ترسم ملامح الشهيد القائد هاني عابد الذي غادر في مرحلة كانت حركةالجهاد الإسلامي من خلال عمله الدؤوب وحركته المستمرة تعيش انطلاقة وعنفوانا في أنشطتها المختلفة في ظل روح العطاء الكبير الذي مثلته حياته في اعادة لعطاء الجيل المؤسس في حركة الجهاد الاسلامي إذ أن صلته شبه اليومية مع الشهيد المعلم فتحي الشقاقي الذي لحقه إلى الشهادة بعد عام في عملية اغتيال نفذها الموساد الصهيوني في مالطا لعبت دورا هاما في الروح الإيمانية والعطاء الكبير الذي ميز هاني عابد أول الشهداء وأول السجناء في عهد السلام الموهوم.

    محطات في حياة الشهيد القائد : هاني محمود عابد " أبو معاذ "


    *ولد الشهيد في قطاع غزة في سنة 1962م

    *هاجر أهله في سنة 1948 من قرية سمسم الواقعة في الشمال الشرقي لقطاع غزة واستقر بهم المقام في قطاع غزة 0

    *تقيم عائلة الشهيد في مزل بمدينة غزة بالقرب من مسجد اليرموك بمنطقة الغفري 0

    *تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس القطاع ومن ثم التحق بكلية العلوم في الجامعة الإسلامية ـ غزة وحصل منها على بكالوريوس العلوم ( تخصص كيمياء ) سنة 1985 م0

    *أكمل دراسته العليا في جامعة النجاح الوطنية ـ نابلس وحصل منها على درجة الماجستير في الكيمياء سنة 1988م

    *كان الشهيد أبا لأربعة من الأبناء أكبرهم يبلغ 5 سنوات وأصغرهم عام ونصف وهم ( ولاء ـ معاذ ـ محمود ـ أفنان ) وأب لجنين "قسم" التي رأت النور بعد استشهاده باربعة شهور 0

    *عمل الشهيد محاضرا في كلية العلوم والتكنولوجيا ـ خانيونس منذ عام 1993 وحتى استشهاده

    *كان الشهيد هاني عابد أبو معاذ "عضوا وقياديا بارزا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وأحد المسئولين الهامين فيها حيث تنقل في عدة مواقع قيادية 0

    *عمل الشهيد مديرا عاما لجريدة الاستقلال الأسبوعية التي صدرت في قطاع غزة قبل اسبوعين من استشهاده.

    *في 30|4|1994 م قامت قوات الاحتلال الصهيوني ( الجيش والقوات الخاصة ) بمداهمة منزله لاعتقاله وقامت بتفتيش المنزل وتصويره كاملا، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مطلوبا لقوات الاحتلال التي لم تتمكن من اعتقاله 0

    *في 24/5/1994م قامت قوات أمن السلطة الفلسطينية باعتقاله دون توضيح الأسباب مما أدى إلى احتجاجات عنيفة وردود فعل غاضبة اضطرت السلطة الفلسطينية للإفراج عنه في 10|6|1994م، وكان بذلك أول سجين سياسي في ظل السلطة الفلسطينية 0

    *اغتيل على أيدي الموساد الصهيوني وعملائه الأنذال في 2 تشرين ثاني 1994 م بتفجير سيارته أثناء صعوده فيها والواقفة في الساحة المجاورة لكلية العلوم والتكنولوجيا حيث يعمل الشهيد وذلك في الساعة الثالثة إلا خمس دقائق من عصر يوم الأربعاء نقل على أثرها إلى المستشفى حيث استشهد في الساعة الخامسة والنصف من مساء ذلك اليوم 0

    السماء الزرقاء تنتصر

    تعليق


    • #3
      رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

      كلمة الدكتور فتحي لشقاقي في تأبين الشهيد هاني عابد

      التاريخ: 1415-6-7 هـ الموافق: 1994-11-11م الساعة: 00:00:00

      بسم الله الرحمن الرحيم

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

      ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)
      أيها الاخوة المجاهدون


      في عرس جديد من أعراس الشهادة تلتقون. على حب الشهيد وعلى دربه تجتمعون، لتؤكدوا أن الشهيد لا يذهب إلى الموت، بل يذهب الى الاشتباك المستمر، لا ينهي الانفجارُ أو الرصاصةُ دورَهُ في المقاومة. كل ما يحدث أن الروح القلقة الخوافة تتحرر من القلق والخوف، ومن أي شيء وعلى أي شيء، وتبدأ في نقر الارواح الميتة والنائمة والمتقاعسة لتوقظها وتحررها وتطلقها لتصطف في المعركة. الشهداء يُعيدون تشكيل الحياة بزخم اكبر وبابداع أعظم لتبقى الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة، فلا حياة ولا تاريخ لنا بدون الشهداء، لا ماضي ولا مجد ولا عبرة، هم الذين يصنعون لنا المستقبل وليس المرجفون او المعاهدون على الصمت والنكوص.

      الشهداء ينزرعون في الارض، يورقون ويثمرون وتخضر بهم حياتنا ويبنون لامتهم التاريخ والمجد والمستقبل.

      والمرجفون يحرصون على حياتهم.. على أي حياة، وينغمسون في نهمهم وذواتهم حتى لو تماهت مع العدو أو لحقت به إلى جحر الضب، حتى لو كانت النتيجة سلاماً مفخخاً.

      لقد قاتل شعبنا الفلسطيني لاكثر من سبعين عاماً بلا توقف وواجه أخطر التحديات في حياة الأمة العربية والاسلامية على امتداد تاريخها الطويل، تحدي التحالف الغربي الصهيوني الحديث. وعلى مدى هذا التاريخ كانت فلسطين مركز الصراع الكوني والقضية المركزية لكل عربي ولكل مسلم.

      لم يكن هذا خياراً عاطفيا، بل وجعاً يومياً يعيشه العربي والمسلم المقهور أمام جبروت الاستعمار الغربي والاختراق الصهيوني والدولة الظالمة المستبدة. كانت مركزية فلسطين، وبالتالي مركزية الغزو إنطلاقاً من فلسطين، واقعاً يراه العربي والمسلم في تلوث الهواء وشُح المياه وطوابير الخبز، يراه في الجهل والمرض كما يراه في الكرامة الممتهنة وفي الاذلال اليومي.

      كانت فلسطين وقضية فلسطين تحمل في داخلها من الحزن والالم والصدقية والعدالة والبوصلة الواعية والقدسية ما يكفي لتفجير بؤس هذا العالم واعادة صياغته من جديد.

      ولذا عندما انطلقت الثورة الفلسطينية قبل ثلاثين عاماً بدت حينها كوردة تطلعُ على الدنيا من الجرح والوجع لتعَد إبن المخيم وكل الانسان بعالمٍ جديد وغدٍ حر مشرق.

      ثلاثون عاماً من الثورة والعنفوان وعناوين الصحف لنستيقظ اليوم على سلام مفخخ في شريط ضيق محاصر، سلام اسوأ من أي حرب، سلام ينزعُ عن فلسطين كل عناصر القوة الكامنة والقداسة ويسلمها طائعة إلى أعداء الأمة.

      سلام يمرُ على اجسادنا ليكرس هيمنة بني اسرائيل على كل المنطقة وليجعل العلاقة بين دول المنطقة وشعوبها علاقة البائع بالمشتري، متجاوزاً صراع الحضارة والايديولوجيا والقومية والسياسة.

      فإن كان الانتاج القومي لاسرائيل، التي تشكل سدس سكان مصر أضعاف الناتج القومي لمصر. بل ان الانتاج القومي الاسرائيلي اكثر من الانتاج القومي لجميع دول الطوق بما في ذلك العراق، فأي خللٍ جديد مذهل سيدخل على توازن القوى عندما تصبح العلاقة علاقة بائع ومشتري.

      غزة» اريحا بوابة لفرض الحكم الذاتي على المنطقة، وليس بوابة لتحقيق الاستقلال. فالنص الصهيوني أقوى من أي نص مهزوم ولا يقبل سوى التفسير الصهيوني، والارادة الصهيونية تواجه تفتت الارادات وميزان القوى لا يعمل الا لصالح العدو طالما أنهم يقتلون فينا وبايدينا كل منابع القوة.

      ورغم ذلك فأوهام القوة والغطرسة لاتصنع سلاماً طالما غاب الحق والعدل. وسيبقى مستقبل فلسطين معلقاً بسيوفنا، سيستمر التطاحن من حولها قدر المنطقة، وسنستمر في حمل شهدائنا في قلوبنا، في عيوننا وعلى اكتافنا ونمضي بهم، ندق بوابات هذا العصر حتى يُفتح لنا هذا التاريخ من جديد، ومن بوابة فلسطين التي لا تضيع ولن تضيع لأنها آية من الكتاب ولا تبديل لآيات الله ولا كلماته. وهي آية مباركة لايمكن أن يهبها لمن غضب عليهم وعاثوا في الارض علواً وفساداً. وهي أيضا أية من الكتاب، من نسيها نسى الكتاب، ومن نسى الكتاب فقد نسى القدرة على الوعي والرؤيا.

      وهاني عابد امتلك الوعي والرؤيا وهو يعلن بالاشلاء المتناثرة أن عنوان المرحلة هو الشهادة وليس السلطة .. أن عنوان المرحلة هو الدم وليس أمن العدو.


      ايها المجاهدون


      في عرس القائد الشهيد هاني عابد أؤكد اننا مع وحدة الشعب كل الشعب، ووطن الشعب كل وطنه، وأؤكد اننا لا ننازع أحداً سلطة او منصباً او كرسيا او مصلحة، ننازعهم حقنا في استمرار جهادنا في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، جهادنا الذي لا يوقفه عدل عادل ولاجور جائر.


      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      السماء الزرقاء تنتصر

      تعليق


      • #4
        رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

        في زمن اصبحت الشهادة تدخل في تفاصيل حياة الفلسطيني اليومية.. فتحول ليلهم ونهارهم الى اعراس يرتقون فيها الى العلا.. ليكون قانون الشهادة خيارهم وسبيلهم الوحيد وطريقهم نحو النصر والتحرير، فيما يبدو ما عداه سراباً وهماً كبيراً.. تقبل علينا في تشرين الثاني ذكرى اخرى للشهيد القائد هاني عابد (أبومعاذ).

        في الثاني من نوفمبر تشرين ثاني 1994 م بدا وكأن غير الشهادة والمقاومة يمكن ان تحقق نصراً على الاعداء وطريقاً نحو الحرية الا ان هاني عابد كان يبشر بالحقيقة التي يكتشفها الفلسطينيون فقد كان خيار المقاومة والجهاد نهجه الدائم يعمل عليه في جميع اوقاته ومواقعه التنظيمية لم تحرفه كل المغريات في حينه واوهام انطلت على البعض، فبقي قابضاً على الجمر متمسكاً بخياره وعقيدته مطارداً في شهور حياته الاخيرة من قبل استخبارات الكيان الصهيوني الذي يؤرقه هجوم الجهاد الاسلامي المكثف الممثل في ذراعه العسكري في حينه القوى الاسلامية المجاهدة "قسم" في جميع انحاء فلسطين.


        فإذا كان الشهيد علي العيماوي يضرب في عمق العدو فيقتل صوراً برصاصات رشاشه في اسدود، والشهيد علاء الكحلوت يضرب في المجدل بسيفه ويهاجم باصاً، فإن مجاهدين آخرين كانوا يهاجمون في ايرز وقرب مستوطنة موراج مواقع عسكرية ويقتلون خمسة جنود ويصيبون آخرين.


        هذا العنفوان الجهادي جعل العدو الصهيوني يختار هاني عابد كهدف اعتقد انه مكمن الخطورة ومصدر انقضاض الجهاد الاسلامي وتكاثر عملياته ضد العدو، ولهذا طورد، ثم اعتقل لدى السلطة الفلسطينية ليكون اول سجين يدخل معتقلاتها، وبعد خروجه كان العدو يتربص به الى ان تمكن عبر عملائه من تفخيخ سيارته وتفجيرها في خانيونس، ليكون بذلك اول شهيد ايضاً في عهد السلطة الفلسطينية.


        اعتقد الكيان الصهيوني باغتياله هاني عابد ان طريق المقاومة والجهاد ستتوقف وسيضرب قدرة حركة الجهاد الاسلامي في مواصلة ضربها دون ان يدرك ان الايديولوجية التي انطلقت بها جذوة الجهاد في بداية الثمانينات قادرة على انجاب القادة والكوادر والاستشهاديين والاندفاع نحو خيار المقاومة والجهاد بصلابة وارادة اقوى وثبات وايمان مضاعف.


        كانت النتيجة الثانية للاغتيال دليلاً واضحاً للاعداء على هذه الحقيقة، ففي يوم تأبينه الجمعة 10/11/1994 يتقدم الاستشهادي هشام حمد بدراجته الهوائية على مفترق نتساريم فيقتل اربعة جنود ويصيب آخرين.


        وفي العشرين من يناير 1995 يتقدم الاستشهاديان صلاح شاكر وانور سكر في عملية استشهادية مزدوجة هي الاولى من نوعها في تاريخ المقاومة الفلسطينية في محطة يت ليد فيوقعان 23 قتيلاً بين الجنود الصهاينة وعشرات الجرحى.


        بهذه الروح واستمرار الانقضاض على العدو كانت اجابة الجهاد الاسلامي على اغتيال الشهيد هاني عابد والتأكيد على مواصلة الطريق نحو المقاومة والجهاد.


        باشتعاله غير المتوقف تحوّل الشهيد الى كتلة من الحركة الدائمة في كل لحظات حياته حتى اصبحت ساعات اليوم الـ 24


        غير كافية ليقوم بجميع لقاءاته واعماله الحركية، حتى قال احد المقربين منه "لو كان اليوم عند ابو معاذ 48 ساعة لما كانت كافية".


        كان رحمه الله نموذجاً يحتذى في اوساط حركة الجهاد الاسلامي بخلقه وتواصله والتزامه، ولهذا كان التقدير والاحترام الذي حظي به كبيراً وانعكس في الحب الذي يكنه اليه الجميع حتى الآن، فيتحول عرس استشهاده الى مظاهرة كبيرة سار فيها احباؤه واصدقاؤه على ارجلهم عدة كيلومترات حتى مقبرة الشهداء حيث ووري الثرى.


        تبدو كل الكلمات اضعف من ان ترسم ملامح الشهيد القائد هاني عابد الذي غادر الى العلا في مرحلة كانت حركة الجهاد الاسلامي من خلال عمله الدؤوب وحركته المستمرة تعيش انطلاقة وعنفواناً في انشطتها المختلفة في ظل روح العطاء الكبير الذي مثلته حياة ابي معاذ في اعادة العطاء الجليل لحركة الجهاد ولعبت صلته المباشرة شبه اليومية مع الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي الذي لحقه الى الشهادة بعد اقل من عام في عملية اغتيال ايضاً نفذها الموساد الاسرائيلي في مالطا دوراً هاماً في الروح الايمانية والعطاء الكبير الذي ميز هاني عابد.


        بصعوده نحو الشهادة اكتشف في وقت مبكر طبيعة المرحلة المقبلة على الشعب الفلسطيني، وبعد سبعة اعوام يصحو الفلسطينيون على شكل السلام المفخخ الذي تتضح معالمه كل يوم اكثر فأكثر تدميراً وقتلاً وإذلالا وتجريفاً..


        هذه الصورة من المشهد الفلسطيني جسدها اغتيال الشهيد القائد هاني عابد منذ البداية، فكانت ناقوس خطر يدق في كل لحظة، الا ان الكثيرين لم يدركوا ذلك في حينه، فإذا بهم اليوم يعيدون الذاكرة الى البداية التي كانت مع هاني... بداية لا تنتهي الا بالانتصار على الكيان الصهيوني.


        محطات في حياة الشهيد القائد هاني عابد


        - ولد في قطاع غزة في سنة 1962م.


        - هاجر اهله في سنة 1948 من قرية سمسم الواقعة في الشمال الشرقي لقطاع غزة واستقر بهم المقام في قطاع غزة.


        - تلقى تعليمه الاساسي والثانوي في مدارس القطاع ومن ثم التحق بكلية العلوم في الجامعة الاسلامية - غزة وحصل منها على بكالوريوس العلوم (تخصص كيمياء) سنة 1985 م.


        - أكمل دراسته العليا في جامعة النجاح الوطنية - نابلس وحصل منها على درجة الماجستير في الكيمياء سنة 1988 م. -


        عمل الشهيد محاضرا في كلية العلوم والتكنولوجيا - خانيونس منذ العام 1993 وحتى استشهاده .


        - كان الشهيد اباً لاربعة من الابناء (ولاء - معاذ - محمود - افنان) وقسم التي رأت النور بعد استشهاده بعدة شهور.


        - كان الشهيد هاني عابد "ابو معاذ" عضوا بارزا في حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين واحد كبار المسئولين فيها حيث تنقل في عدة مواقع قيادية.


        - عمل الشهيد مديرا عاما لجريدة >الاستقلال< الاسبوعية التي اسسها قبل عدة اسابيع واستشهد بعد صدور العدد الثاني منها.


        - في العام 1992 اعتقل اداريا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.


        - في 30/4/1994 اصبح مطلوبا لقوات الاحتلال الاسرائيلية التي لم تتمكن من اعتقاله.


        - في 24/5/1994 قامت قوات امن السلطة الفلسطينية باعتقاله دون توضيح الاسباب مما ادى الى احتجاجات عنيفة وردود فعل غاضبة اضطرت السلطة الفلسطينية للافراج عنه في 10/6/1994م. وكان بذلك اول سجين سياسي في ظل السلطة الفلسطينية.


        - اغتيل على ايدي الموساد الاسرائيلي وعملائه الانذال في 2 نوفمبر 1994 بتفجير سيارته اثناء صعوده فيها والواقعة في الساحة المجاورة لكلية العلوم والتكنولوجيا حيث يعمل الشهيد وذلك في الساعة الثالثة الا خمس دقائق من عصر يوم الاربعاء 2/11/1994 نقل على اثرها الى المستشفى حيث استشهد في الساعة الخامسة والنصف من مساء ذلك اليوم.

        تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

        تعليق


        • #5
          رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد


          في ذكراكم يتجدد الدم ،،، ويستمر العطاء


          هنيئاً لك الشهادة سيدي أبا معاذ

          هنياً لك وأن تتـرجل إلى جنان الخلد

          هنيئاً لك وأنت اليوم في صحبة الأمين

          وكل المخلصين من المجاهدين الصادقين
          التعديل الأخير تم بواسطة شيخ السرايا; الساعة 02-11-2011, 10:42 AM.
          إن كنتُ أرثيكَ الغداةَ تألماً فـ لكم رثى قلبِ الجريحُ لـِ حاليا
          فلكَ السلامُ مع الكواكبِ ما بدت أو طارَ طيرٌ أو ترنّمَ شاديا

          تعليق


          • #6
            رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

            رحم الله صاحب الفكر المقاوم
            قَصْدي المُؤَمَّلُ في جَهْري و إِسْرَاري...
            ومَطْلَبي مِن إلـهي الواحدِ الباري.شَهادةً في سبيلهِ خالِصَةً ، تَمْحُو ذُنُوبي وتُنْجِيني منَ النّارِ.إنَّ المعاصيَ رِجْسٌ لا يُطَهِّرُها إلّا الصَّوارِمُ في أَيْمانِ كُفّاري..وأَرْجُو بِذلكَ ثَوابَ الله ، وما عِنْدَهُ منَ النَّعيمِ المُقِيمِ في جنّاتِ عَدْنٍ في الفِرْدَوسِ الأعلى..فجنّتهم همُ الدُّنيا.وجنّتُنا نحنُ في الآخِرة..ولَنا منَ النّعيمِ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ ،ولا خَطَــرَ على قَلْــبِ بَشَــرْ.

            تعليق


            • #7
              رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

              رحمك الله يا أبا معاذ
              وبورك نهجكم المخضب بدمكم

              تعليق


              • #8
                رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                أبا معاذ ..
                سلام عليـك فـِ الخالديــن ..

                تعليق


                • #9
                  رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                  سلام الله عليك ابا معاذ
                  سلام عليك وانت زرعت روح الجهاد المقاوم فينا
                  سلام على ترابك الطاهر
                  سلام على من وصل الامانة
                  سلام على من خط بدمه علامات الإنتصار

                  رحمة الله عليك والملتقى بإذن الله بالجنان...
                  قال الرسول _ص_ ( يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظالله يحفظك ،احفظالله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، ( رفعت الأقلام وجفت الصحف)

                  تعليق


                  • #10
                    رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                    رحمك الله يا صاحب القلم والبندقية
                    إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                    تعليق


                    • #11
                      رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                      لقد هضم حق ابا معاذ اعلاميا فمن المسئول لانعلم .... ولكن هو عند من لايضيع عنده حق ابدا اااااااااا

                      تعليق


                      • #12
                        رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                        هم الذين أشعلوا شرارة الفكر المقاوم فى زمن التيه والنسيان ,,, وهم من رسم لفلسطين اجمل لوحة مقاومة بريشة المتعلم والمثقف

                        رحمك الله يا هانى عابد ,,,, انت واخوانك كنتم خير مثل للمجاهدين الصادقين

                        تعليق


                        • #13
                          رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                          سلاما " أبا معاذ " سلاما يا عاشق الشهاده والاباء ..
                          يا أول الغيث فى مطر السماء .. سلاما ممهورا بجدائل العشاق , تتلو آيات الله صبح مساء ..
                          سلاما للجيل المتمرد يقذف حجارة صماء .. سلاما لسرايا القدس ورجالها الأشداء ..
                          سلاما لروحك الطاهرة ولتلاميذك الأبرار ..

                          تعليق


                          • #14
                            رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                            " هانى عابد " يا أول طريق النصر المبين , يعبد طريق الاسراء بالدم الغزير ..
                            أيها المسكون بفرح العارفين الموصولين بالخالق الكريم ,
                            فعندما أظلمت الدنيا , وأصبح عشق الوطن
                            كالجمر بين الحنايا , وحاولوا قلب معادلة الحق ,
                            برز نور وجهك مع المجاهدين يشع الكون المظلم .. وخططتم بفكركم ودمكم ملحمة التحدى ..
                            فمن حرب السكاكين البسيطة .. الى تدمير سفارة اسرائيل بالأرجنتين ..
                            ومن معركة الشجاعية الملحمة .. الى ملحمة الطوالبة فى جنين ..

                            ومن كفار داروم التألق .. الى بيت ليد المعجزة .. لتثبتون من جديد أن الأمة حية ,
                            وأن الأعداء مهما حاولوا أن يطمسوا عقيدة الأمة , وأن يهدموا أصالتها ويقطعوا أوصالها ,
                            فأثبتم أن دم المجاهدين يرسم الغد المشرق لأمتنا .. أتقنتم التعبير
                            عن دموع الأطفال التى شقت سهولا ووديانا ..
                            وعن بسمة شهيد اختارت الموت \ الحياة حضورا مكثفا لوجوده ووجود الأمة ,
                            فأعطى أرواحنا من خلال ثورة قوية , وعطاء لا محدود , يعبر عن وطن سليب
                            وأمة ملتاعة محاصرة بين أنقاض اللوعة وغربة الأبناء ..


                            سيدى " أبا معاذ " يبقى حبر الكلمات صاغرا أمام شلال دمك النازف !

                            تعليق


                            • #15
                              رد: اليوم الذكرى السنوية لإرتقاء الشهيد القائد هاني عابد

                              هانى عابد .. سلاما لروحك الطاهرة فى الخالدين ..

                              تعليق

                              يعمل...
                              X