الشهيد القائد "بشير عبد الكريم الدبش": مسيرة جهاد أرعبت العدو وقضت مضاجعه
الإعلام الحربي – خاص:
لقد شاءت إرادة الله العلي القدير أن تحيى الأمم بالنماذج الفذة، بالرجال الذين أخلصوا لله نواياهم وجعلوا الله غاية ، والرسول قدوة ، يكونون في مجتمعاتهم غرباء وطرداء ولكن المجتمعات تفخر بهم وبجهادهم وتضحياتهم ، وكان على الطريق سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الإمام المجدد " فتحي الشقاقي" "أبا إبراهيم" ، وكان على الدرب والعهد محمود الخواجا ومقلد حميد وعزيز الشامي ومحمود جودة ومحمود الزطمة وخالد الدحدوح وماجد الحرازين وحسام جرادات ومحمد الشيخ خليل، وكان الموعد مع سيد القادة مع شيخ السرايا وقائدها العام وسيف الله المسلط على رقاب بني صهيون ، وكان الموعد يقترب من شيخنا القائد بشير الدبش "أبا جهاد " فكانت الجنة بانتظار الروح الطاهرة ، وكانت الحور تجهز نفسها للقاء الحبيب ، وكانت فلسطين على موعد مع الدم ، وشاء الله أن ترحل روح القائد الفذ الشهيد إلى عنان السماء لتلحق بالصادقين على درب الإيمان والوعي والثورة علي درب الحق والعزة والكرامة والإباء، ليرتقى شيخنا إلى عليين ليلحق بسيده الشقاقي ومحبه عزيز وصديقه مقلد وشمس يومه محمود الخواجا . كل كلماتي تائهة في بحر العشق والأحرف مبعثرة تبعثر أوراق الخريف تناديك تستصرخك : أقبل فقد طال المغيب سيدي ماذا نقول ؟ كيف نُعبر عن الحنين ؟ عن الشوق لمرآك نوراً يسطع فينا !
سيدي نحن من عشق الشهادة وعشق الجهاد ، فكنت نِعمَ القائد ونِعمَ المربي ونعم الرجل في كل الميادين .
نحن هنا لا لنرثيك ولكنا نشهد بما عهدناه بك فلتعلُ بيارقنا ولتصدح حناجرنا للقادم على صهوة المجد للرد الذي سيشفى غليلنا وسنقول لكل العالم أن لا دم إلا دمنا ودمنا هو محرك الأمة نحو القدس وأقصانا الجريح الذي يتعرض اليوم إلي أبشع الجرائم التي ترتكب بحقه ولا احد يحرك ساكناً.
سلام على روحك الطاهرة "أبا جهاد" ، سلام على الأرواح التي سالت مسكاً لتنير لأمتنا عتمة الليل الطويل .. إنا على العهد ، لن نبيع ولن نهادن ونقول بأعلى أصواتنا سيخلف القائد ألف قائد ويحمل اللواء فارس جديد ، ولن نبيع الأرض وسنبقى نقاوم ولن ننكسر مهما حِيك ضدنا وسنمضى بإذن الله نحو الفردوس بأشلائنا المتناثرة، بأرواحنا الصاعدة لبارئها ونشدد على أن القتل في سبيل الله حياه ، فما أعظم اللقاء على حوض الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ما أجمل أن نجتمع ونحن نردد الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر، طوبى لك سيدي أبا جهاد وطوبى لجهادك وجهاد سرايانا المظفرة الضاربة في عمق يهود.
أيها القادم رغم كل الحدود ستبكيك الأرض السماء ستبكيك العمليات الاستشهادية النوعية التي تخطط لها.
سيدي لا يعلم العشاق أين سيلتقون في السجن أم في الموت أم في ظل وردة ، تحية لروحك الطاهرة وعهداً أن لا نلين ولا نستكين ، وسنمضى صوب العلياء ونطرق أبواب الجنة بقتل يهود ، فالسلام على دمك ، على روحك ، على جسدك الطيب.
الميلاد والنشأة
- نشأ شهيدنا المجاهد "بشير الدبش" في أسرة بسيطة مؤمنة بالله تعرف واجبها نحو دينها ووطنها، وكباقي العائلات الفلسطينية هُجِّرت عائلته من قرية "القبيبة" قضاء الرملة في العام 1948م، ليستقر بها المقام في قطاع غزة.
- يعتبر شهيدنا القائد "بشير" الابن الثاني لوالده، وله من الأخوة ثلاثة كما له أخت واحدة.
- تتكون أسرة شهيدنا المجاهد "بشير" من زوجته وأبناءه الثمانية، أكبرهم التوأم (دعاء وجهاد) ثلاثة عشر عاماً، وأصغرهم هناء التي تبلغ من العمر عام ونصف تقريباً، أما باقي الأبناء فهم (مؤمن – أسامة – منى – خلود - حسام).
- درس شهيدنا القائد المجاهد "بشير" بمدرسة ذكور الشاطئ التابعة لوكالة الغوث للاجئين كما درس الإعدادية في مدرسة غزة الجديدة للاجئين أيضاً، وبعدها إلتحق بمدرسة الصناعة فأنهى "دورة في العمل المهني - التبليط" وعمل في هذه المهنة فترة طويلة من حياته، وكان ماهراً في صنعته، واستمر فيها إلى أن أصبح مطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني وذلك مع اندلاع انتفاضة الأقصي.
- توفيت والدته في العام 1971م وهو ابن ست سنين فتربى في أحضان جدته وجده وكان يعيش في بيتهما القريب من بيت والده في مخيم الشاطئ.
صفاته وعلاقته بالآخرين
- اتصف شهيدنا القائد "بشير الدبش" بالشجاعة وعدم الخوف، فكان لا يهاب مواجهة الأعداء وعُرف بصلابته في التحقيقات ومواقفه الشجاعة في سجن عتليت والنقب، فكان يرفض بشدة الانصياع لأوامر الضباط والجنود الصهاينة والتي تهدف إلى إذلال المعتقلين.
- الخجل والحياء سمتان اتصف بهما شهيدنا القائد المجاهد "بشير"، فكان محباً للآخرين ترتسم على وجهه ابتسامة بريئة تتواصل معه وتُظهر طيب معدنه.
- العناد صفة ملازمه له، إصرار على الحق الذي يعتقد، وثبات على الموقف ودفاع مستميت.
- الوحدة الإسلامية والوطنية هَمّ يُلازمه، ودوماً كان حريصاً على العمل المشترك مع الفصائل الإسلامية والوطنية ويتورع عن الخوض في المشكلات التي تنشأ بين الفصائل السياسية العاملة على الساحة، ويؤكد دوماً على ضرورة حفظ الدم الفلسطيني.
- علاقته بأصدقاءه علاقة ود واحترام ووفاء، كان حريصاً على مجاملتهم ومساعدتهم وعدم التقصير معهم.
- كان وفياً لقائده الشهيد "محمود الخواجا" "أبا عرفات" يبر بأصدقائه ويحفظ وصيته تجاههم.
- كان شهيدنا القائد "بشير" محباً لحركته متفانياً في خدمتها، يبذل الغالي والنفيس في سبيل تحقيق أهدافها، وذات يوم باع مصاغ زوجته لينفق منه على نشاطات للحركة إذ كانت في ضائقة مالية في حينه.
- كان يحب أسرته كثيراً، يهتم بدروس أبنائه، يحاول أن يوفر لهم كل ما يحتاجونه في دراستهم، كان متعلقاً جداً بطفله حسام (ثلاث سنوات ونصف)، وكان دائماً ما يحمله معه في تنقلاته القريبة من البيت.
- ربطته علاقات الأخوة والتعاون مع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة، فشارك في عدة عمليات مشتركة مع الإخوة في كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى.
- ارتبط شهيدنا الفارس "بشير الدبش" بعلاقات حميمة بالشهداء الأبطال: (عزيز الشامي، مقلد حميد، محمود جودة، رامي عيسى، محمود الزطمة، إياد الراعي).
المشوار الجهادي
- منذ نعومة أظفاره تعرف شهيدنا القائد "بشير الدبش" على حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، فكان من أبنائها المخلصين، تفتحت عيناه على فكرها وختم حياته شهيداً وقائداً مؤسساً ورئيساً في سراياها المجاهدة.- تعرف شهيدنا القائد "بشير - أبا جهاد" منذ كان شاباً يافعاً على الشهيد القائد "محمود الخواجا" وكان ذلك مع بداية الثمانينات لدى بروز حركة الجهاد الإسلامي في الساحة الفلسطينية، فكان القائد "بشير" من أوائل الملتحقين في صفوفها.
- عرفه المسجد الأبيض مصلياً ملتزماً في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وناشطاً فاعلاً في جلساتها في المسجد ومدافعاً صلباً عن أفكارها.
- شارك الشهيد القائد "بشير" في معظم نشاطات حركة الجهاد الإسلامي في مرحلة الثمانينات (جلسات في المساجد – ندوات في البيوت – مهرجانات – الإحياء السنوي لليلة القدر في المسجد الأقصى الشريف - حضور خُطب الجمعة في مسجد عنان ومسجد القسام ببيت لاهيا).
- تمتع شهيدنا المجاهد "بشير" بذاكره جيده وممتازة وقادرة على الحفظ فكان يحفظ خطب الجمعة والتي كان يلقيها الشيخ الداعية "عبد العزيز عودة" في الثمانينات في مسجد القسام ببيت لاهيا، وأكثر من ذلك حيث قام بكتابة العديد منها في دفاتره.
- مارس شهيدنا القائد"أبا جهاد" الدعوة إلى الله في المساجد فكان يخطب الجمعة في عدد من المساجد في فترة سابقة على عمله في الجهاز العسكري للحركة.
- حضر شهيدنا المجاهد القائد "بشير" العديد من الندوات للدكتور "فتحي الشقاقي" رحمه الله، والتي كان يعقدها _ الشقاقي_ في البيوت في بداية الثمانينات ويشرح فيها أفكاره ويدعو فيها للجهاد في سبيل الله ويؤكد من خلالها على مركزية القضية الفلسطينية ووجوب مقاتلة العدو دون إنتظار.
- اعتقل شهيدنا القائد "بشير" مع بداية الانتفاضة الأولى (ديسمبر 1987م) لمدة ستة أشهر، فكان من أوائل المعتقلين في الانتفاضة وذلك في سجن عتليت الصهيوني، وتنقل منه إلى سجن النقب الصحراوي "كيلي شيفع".
- كما اعتقل شهيدنا القائد "بشير" بتاريخ 19/1/1989م ليمضي في السجن عشرة أشهر بتهمة الانتماء لتنظيم الجهاد الإسلامي والقيام بفعاليات لصالح حركة الجهاد الإسلامي.
- كما اعتقل شهيدنا القائد "بشير" في شهر مايو 1994م لمدة ثلاثة شهور "إداري"، في سجن النقب الصحراوي.
- واصل شهيدنا انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي بعد خروجه من المعتقل وعمل في الجناح السياسي للحركة كمسئول مجموعات وكضابط اتصال بين المناطق.
- التحق الشهيد القائد "بشير" في العام 1994م بالجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي والذي عُرف في حينه بالقوى الإسلامية المجاهدة "قَسم" والذي تأسس في العام 1992م على يد الشهيد القائد "محمود الخواجا" فكان الشهيد القائد "بشير" ممن قدموا خدمات جليلة للجهاز العسكري.
- اعتقل شهيدنا القائد "بشير" على أيدي أجهزة أمن السلطة الفلسطينية عدة مرات على خلفية علاقته بحركة الجهاد الإسلامي وجهازها العسكري وباعتباره من كوادرها الرئيسية، فكان الاعتقال الأول في العام 1995م لمدة عشرة أيام لدي المخابرات العامة الفلسطينية، وكان الاعتقال الثاني لمدة خمسة شهور وذلك لدي جهاز الأمن الوقائي في شهر إبريل 1997م، وتكرر اعتقاله ثالثاً لمدة أسبوع في النصف الثاني من العام 2003م تعرض فيه للضرب المبرح بأعقاب البنادق فجُرح في رأسه، وكل ذلك ضمن الحملات الاعتقالية التي كانت تشنها أجهزة السلطة الفلسطينية ضد مجاهدي شعبنا الأبطال.
- مع بداية انتفاضة الأقصى (سبتمبر 2000م)، وقبل ذلك بشهور سعى شهيدنا "بشير" لتشكيل مجموعات عسكرية لمقاومة الاحتلال فكان من المؤسسين للجناح العسكري الجديد لحركة الجهاد الإسلامي والمعروف الآن باسم "سرايا القدس" مع رفاق له منهم الشهيد القائد/ "محمود الزطمة" "أبا الحسن" وآخرين.
- يعتبر الشهيد القائد "بشير الدبش" قائداً عاماً ومركزياً في سرايا القدس يُشرف على العديد من المجموعات العسكرية عبر مناطق مختلفة في قطاع غزة.
- اهتم الشهيد القائد "بشير" بالعمل المشترك بين الفصائل لإيمانه المتواصل بالوحدة الإسلامية والوطنية كما أسلفنا، فكان ينسق ويخطط ويشارك إخوانه من باقي التنظيمات في الكثير من العمليات الجهادية والبطولية المشتركة لاسيما مع إخوانه في كتائب القسام وكتائب الأقصى.
استشهاده
في عصر يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شعبان 1425هـ، الموافق 5/10/2004م، خرج شهيدنا القائد "بشير الدبش" برفقة مساعده الشهيد المجاهد "ظريف العرعير" لزيارة بعض إخوانهم المصابين والجرحي في مستشفي الشفاء، ولدى عودتهما وبالتحديد في شارع عز الدين الدين القسام مقابل مدارس الوكالة وبمحاذاة وزارة الشباب والرياضة قامت طائرة الاستطلاع الصهيونية بإطلاق صاروخها الحاقد على السيارة التي كانا يستقلانها، الأمر الذي أدى إلى استشهاد الشهيد القائد "بشير الدبش" على الفور، حيث كات إصابته في الرأس مباشرة، فيما أصيب زميله الشهيد المجاهد "ظريف العرعير" بجراح خطيرة وقد فارق الحياة بعد وصوله المستشفى بقليل.
وفي موكب جنائزي مهيب تم تشييع الشهيد القائد "بشير" إلى مثواه الأخير في مقبرة الشيخ رضوان، فيما وري جثمان زميله الشهيد المجاهد "ظريف العرعير" في مقبرة الشهداء.
رحم الله شهيدينا ونسأل الله أن يتقبلهما عنده من الشهداء، وأن يجمعهما مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنة الرضوان.
بعضاً من الأعمال الجهادية التي أشرف عليها الشهيد القائد المؤسس/ بشير عبد الكريم الدبش (أبا جهاد)
- إرسال المجاهد "مراد أبو معيلق" بتاريخ 17/6/2001م لتنفيذ عملية استشهادية من خلال كارة يجرها حمار ضد موقع عسكري صهيونى بالقرب من منطقة "الدهنية" في رفح.
- عملية الإقتحام الجريئة بتاريخ 20/9/2001م، والتي قادها الشهيد القائد "منير أبو موسى" في منطقة الدفيئات الزراعية بالقرب من مستوطنة "كفار داروم".
- التخطيط مع الشهيد القائد "رامي عيسى" للعملية الجريئة بتاريخ 20/12/2002م، عند مدخل مستوطنة "كيسوفيم" والتي قُتل فيها عميد حاخامات المستوطنين في قطاع غزة.
- تجهيز أحد استشهاديي سرايا القدس، والذي اشترك مع الاستشهادي "سمير فودة" من كتائب القسام، لتنفيذ عملية نتساريم الاستشهادية المشتركة بتاريخ 24/10/2003م، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح، وقد استشهد في العملية الاستشهادي "سمير فودة" من كتائب القسام وعاد الاستشهادي من سرايا القدس إلى قاعدته سالماً تحفظه عناية الرحمن.
- تجهيز الإستشهادي "رامي البيك" من سرايا القدس، والذي اشترك مع الاستشهادي "محمد أبو بيض" من كتائب القسام، والاستشهادي "موسى سحويل" من كتائب الأقصى في تنفيذ عملية إيرز المشتركة بتاريخ 8/6/2004م والتي أدت إلى مقتل أربعة جنود صهاينة وإصابة آخرين بجراح.
تعليق