إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

" ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهيم)

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

    كلمة في يوم التضامن مع الشعب المسلم في البوسنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه
    السادة العلماء
    الإخوة المجاهدون
    مأساة البوسنة عنوانٌ جديد واضح على الحقد الصليبي الذي لم يبرح صدر الغرب ساعة . عنوانٌ على همجية الغرب ودمويته ولا مبالاته بالإنسان ، ودم الإنسان ، وحقوق الإنسان والأمم والشعوب . عنوانٌ على تواطؤ الغرب وليس مجرد تخاذله كما يتوهم البعض.
    بعد الحرب العالمية الثانية، كما بعد الحرب العالمية الأولى جلس المستكبرون على المائدة تناولوا خارطة العالم بالشوكة والسكين. هكذا عنوان حضارتهم، القائمة على منطق الصراع والحقد والقصاص والعقاب والمنفعة . كان نصيب البوسنة في البداية الانسلاخ عن محيطها العثماني والإسلامي ، وعندما انهارت الشيوعية حاول الغرب الرأسمالي أن يبيع شعوب الدول المتساقطة في المزاد العلني ، وكانت يوغسلافيا مجرد نموذج لهذا السقوط والتفكك الذي لم ينته إلى الآن ، بل أصبح مشكلة عالمية كبيرة. لم يسع المسلمون للانفصال ، بل إن علي عزت بيغوفيتش ، الذي كان الرئيس بعد انفصال كرواتيا، حاول أن يطرح صيغة تحافظ على وحدة يوغسلافيا ، ولكن الصرب كانوا يتحركون نحو مخططهم المختزن في ذاكرتهم وتكوينهم منذ القرن الماضي ، وهو أن تصبح صربيا إمبراطورية في وسط أوروبا. وجاء اعتراف البعض بالبوسنة والهرسك كدولة لتصبح أكثر وضوحا في مرمى الأنياب الصربية المتوحشة.
    وهكذا بدأت الحملة التي دُقت طبولها في بلغراد، وليس على أيدي صرب البوسنة (فقط)، وكان عنوانها إبادة المسلمين لأن موقعهم نشاز في أوروبا، وبدأ العالم يتفرج على المذبحة. أمريكا رأت فيما يجري إضعافاً لأوروبا، وإثارة لجرح لن يسمح للوحدة الأوروبية أن تتم بشكل قوي وفعال بحيث يواجه المهيمنة الأمريكية، فكانت السياسة الأمريكية ، ومازالت ، هي المحافظة على المعركة مستمرة دون حسم نهائي.
    أما أوروبا فهي تخاف من اتساع المعركة وترى أن استمرارها في البوسنة أفضل كي لا تنتقل الحرب إلى مقدونيا وكوسوفو واليونان وبلغاريا. والحديث عن تمايز في المواقف الغربية ليس أكثر من لغو ، طالما أن ترجمة هذا التمايز بالفعل ، مرهون بموقف مجلس الأمن وبمجمل حلف الأطلسي.
    الموقف الدولي بشكل عام قائم على النفاق والكذب ، وجنود الأمم المتحدة شاركوا في الاغتصاب وفي السرقة والنهب. هم تجار الخبز والبنزين في سراييفو ،وهم الذين يبيعون ما ينهبه الصرب، أي يقومون بغسل البضائع المهربة، ووظيفة الأمم المتحدة سياسياً أن تكتفي بالبيانات عندما ترى المسلمين يموتون وتتدخل لفرض الهدنة إذا ما حقق المسلمون أي انتصار. وقد أصدرت هذه الأمم المتحدة 28 قراراً بشأن البوسنة لم ينفذ منها إلا قرار 713 الذي يحظر إمداد السلاح لأطراف النزاع، والذي عمليا لم يفرض إلا على المسلمين والحكومة البوسنية ، أما العصابات الصربية المتمردة فتمد بكل السلاح من صربيا وروسيا واليونان ومما في أيدي جنود الأمم المتحدة.
    وهكذا ورغم أن المسلمين البوسنيين هم أوربيون وطنا وعرفاً ، فإن هذا لم يشفع لهم. وطالما أنهم مسلمون فليذبح أبناؤهم، ولتسبي وتغتصب نساؤهم ، وتدمر قراهم ومدنهم، وتسوى بالأرض مساجدهم، في حملة صليبية جديدة تسمى في الغرب المتحضر وعلى أبواب القرن الحادي والعشرين «التطهير العرقي».
    أي عار على جبين الإنسانية التي تسلم قيادها اليوم لحضارة العنف وفقدان الضمير ، تلك التي تمارس مثل هذا التطهير العرقي والعقيدي بقلب متوحش بارد.
    أيها الإخوة
    إن أهم دلالات ما يري في البوسنة هو مدى الحقد البشع على الإسلام ، ليس فقط من قبل الصرب ، ولكن من قبل كل الغرب ، وهو يعطي تفسيراً أكثر وضوحا لما يجري في فلسطين ، إحدى مواقع تجليات هذا الحقد . فإنكان الغرب يتعامل هكذا مع من هم أوروبيون وطناً وعرقاً ولونا، فكيف ستعامل معنا في فلسطين ، حيث وطن باكمله ينزع من أيدي أهله وأصحابه وشعبه ويسلم إلى اليهود القادمين من أربعة جهات الكون ومن وراء البحار، وحيث جرى ولا زال تطهير عرقي وديني؟ بل إن اتفاق أوسلو الذي رعاه الغرب ويحاول فرضه هو ذروة التطهير العرقي والديني وتكريس لجريمة الغرب في فلسطين والمستمرة لثلاثة أرباع القرن.
    إن تمرير مجازر الصرب ضد المسلمين في البوسنة يعني أيضاً تمريرها من جديد في فلسطين وفي غير فلسطين . إن سمحوا بها في قلب أوروبا، فلماذا لا يسمحون بها خارج أوروبا، وحيث تقتضي مصالحهم الاستراتيجية؟ ألم يقل سكرتير الحلف الأطلسي مطلع هذا العام إن الإسلام هو عدونا الاول؟
    ولكن أين يقف أكثر من مليار مسلم مما يجري لإخوانهم في البوسنة؟ أغلب الحكام متواطئون بصمتهم ، متواطئون بانشغالهم بإعلان الحرب على الأصوليين الاسلاميين وهي نفس التهمة التي يرمي بها الغرب مسلمي البوسنة أيضاً . أغلب الحكام متواطئون رغم البيانات الخجولة وحفلات التبرعات الرمزية التي يسمح بها هنا وهناك.
    إنهم وكما يشاركون في إقامة «إسرائيل الكبرى أو العظمى» بفتح عواصمهم وأحضانهم للصهاينة ، فإنهم يفسحون المجال لإقامة «صربيا الكبرى» بتولية أدبارهم لإخوانهم من مسلمي البوسنة الذين قتلوا وزلزلوا وأخرجوا من ديارهم لأنهم مسلمون.
    إن ما يجري في البوسنة فرصة نادرة لتحقيق نوع من الإجماع الإسلامي والقوة الإسلامية ، فأن كان المسلمون غير قادرين على الاجتماع لأجل فلسطين ، ذلك الذي بات محرماً ، شديد التحريم عليهم فإنهم بشأن البوسنة ليسوا في موضع الملامة أو المحاسبة لأن أي سلوك للدولة الإسلامية سيكون مبرراً دوليا وشعبيا.
    إن قطع التبعية مع الغرب فكرياً وسياسياً واقتصادياً ، وبحث سبل التعاون والتضامن الإسلامي الجاد والحقيقي والعمل لأجل وحدة الأمة هو السبيل لمواجهة هجوم الصرب في البوسنة وهجوم الغرب في البوسنة وفلسطين بل على امتداد هذا الوطن العربي والإسلامي المستباح.
    المصدر: من أرشيف حركة الجهاد الإسلامي : (1995) غير محدد التاريخ.
    إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

    تعليق


    • #92
      رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

      كلمة للداخل بمناسبة العيد

      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه
      يا جماهير شعبنا العظيم
      أيها الاسرى البواسل في كافة سجون ومعتقلات العدو
      ايها المطاردون في الكهوف والجبال ومن بيت الى بيت
      يا أمهات الحجارة ويا فتيان الانتفاضة ويامن تضعون ايديكم على الزناد ياكل الشعب الذي اختاره الله رأس رمح في مواجهة علو وافساد بني اسرائيل.
      كل عام وأنتم بخير
      كل عام وانتم مرابطون في بيت المقدس واكناف بيت المقدس، تدافعون عن جدار الامة الاخير.
      كل عام وأنتم ظاهرون على الحق لا يضركم من خالفكم وهم في هذا الزمن الامريكي كثير كثير.
      رغم المجزرة والدم المسفوح كل عام وانتم بخير وامتكم بكم بخير
      اليوم نحتفل بعيد فطرنا بعد شهر من الصيام والقيام والتطهر من ادران الدنيا وأوساخها
      اليوم نحتفل بعيد فطرنا وقبضتنا مشرعة، لا نبكي مع الشاعر القائل عيد بأية حال عدت يا عيدُ بما مضى أم لأمر فيك تجديد
      بل سنحتفل بالعيد وكل عيد فرحاً وغضباً وروحاً وثابة، مهما كانت حالة الانحطاط والانهيار والتفتت والجاهلية والسقوط في الهاوية التي تسكن الوضع العربي.
      مهما استسلم المستسلمون لمشيئة الامبريالية الامريكية واعترفوا بمصالحها على حساب مصالح امتنا وشعوبنا.
      مهما تقدمت امريكا بسلامها المدنس الذي يأخذ بالاعتبار المصالح والاهداف والمواقف الصهيونية ويجعل من شعبنا الفلسطيني كبش فداء سهل الانقياد.
      مهما حاول نظامهم الدولي الجديد لتركع الامة التي لا ينبغى لها ان تركع، ليذهب التاريخ والمجد التليد في زوايا النسيان، لتتبدد الثروة التي وهبنا الله، لتتقطع اوصال الجغرافيا العربية والاسلامية عبر دولة التجزئة» القطرية أو لتخمد الايديولوجيا الحية الباعثة المتمثلة في الاسلام.
      مهما حاول نظامهم الدولي أن يمد العدو الصهيوني بالمال والسلاح والبنين والهجرات ليزداد ميزان القوى اختلالاً فوق اختلال.
      مهما حاولوا ان يستغلوا دمنا كما حاولوا في مجزرة الامس في رفح.
      مهما حاولوا وحاولوا سنحتفل بعيدنا بلا بكاء إلاّ من الفرح، فالروح الوثابة تسكننا ومزاجنا، مزاج أمتنا العنيد لا ولن يعترف بالهزيمة، صحيح أننا خسرنا معركة أو حتى سلسلة من المعارك ولكن الحرب مستمرة وهذا الغرب أضعف مما نتصور ونحن اقوى مما نتصور.
      وهاهي وحيدة، معذبة، محاصرة، يتيمة، ثاكل تمضي الانتفاضة تضيء العتمة وتضع العدو في مأزق حضاري وأخلاقي وتاريخي وسياسي وأمني كبير، فكيف لو هبت الأمة كل الأمة، كيف لو استقام أولو الامر، ورفعوا سيوفهم عن رقابنا ورقاب شعوبهم، كيف لو أنهم لم يُترفوا ونحن نجوع.
      نعم ها هي الانتفاضة تضيء عتمة الأمة، تشهد على العصر، تكشف بغي وجور نظامهم الدولي، تكشف هشاشة دولة التجزئة وتؤكد أن كيانهم العبري الزنيم قابل للجرح والكسر وانه من منظور التاريخ والاستراتيجيا كما من منظور القرآن يبقى محكوماً بالهزيمة محاصر بقوانينها وشروطها كما نحن محكومون بالنصر بوعد من الله وبمشيئته وعلى هدى من سننه.
      نعم هذه هي الانتفاضة» الثورة التي نرفض ويرفض شعبنا أن تكون غطاءً للتراجعات والانهيارات والاستجداء السياسي في مدريد وواشنطن. إنها مشروع استراتيجي للقيام والنهوض ينطلق من القدس مركز الزمن الاسلامي المعاصر ومركز الجغرافيا الاسلامية اليوم ليغسل ارواحنا ويهبنا القوة ويدلنا على الطريق بعيداً عن اوهام السلام السراب وبعيداً عن تمارين اللاجدوى في اروقة الخارجية الامريكية.
      يا شعبنا العظيم
      ايها الطلاب والعمال والتجار والفلاحون
      ايها الثوار المطاردون، يا أمهات الشهداء.. يا ارواحهم الطاهرة
      ايها الاسرى البواسل.. يا نور العين ويا نجمة على الجبين
      في يوم عيدكم اصرخوا في وجه سجانيكم هذه الارض لنا..
      هذا البحر لنا.. هذا النهر لنا، ولنا المسجدُ، لنا البرتقال والزيتون لن تخمدوا صوتنا، مهما كان غازكم المسموم وفولاذكم.. فدمنا بالمرصاد. هذا العدو قام من اول يوم على البطش والارهاب ولا يفهم سوى لغة النار خيارنا الوحيد فما قيمة الدنيا إن كنا سنحياها بذله، ان تهديداتهم تلمس من قلوبنا هوى الاستشهاد، فشدوا ضرباتكم في عيد فطركم ولا تبكوا سوى من فرح.
      تحية العيد والجهاد الى ابطال أم النور والمشيرفة التي حاولوا ان يخبئوها في زوايا النسيان فسطعت على ابواب معسكر جلعاد كالرعد والبرق، كضوء الشمس يكنس اسماءهم واوهامهم ووقتهم.
      تحية الى روح الشهيد رائد الريفي الذي حمل سيفه الى قلب ميدان العدو وصاح بهم هل من مبارز وحصدهم كسيف علي، لم تحمهم من سيفه اسلحتهم الذرية ولا صواريخهم العابرة ولا كل الحصون.
      تحية الى شهداء مجزرة رفح الاخيرة، تبقين ايتها الوردة والدرة ثغراً لايمرون منه وحصناً لايخترقونه
      كل عام وانتم جميعاً بخير
      والوطن رغم القيد والجراح بالف خير
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      المصدر : من أرشيف حركة الجهاد الإسلامي بتاريخ 30/4/1992.
      إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

      تعليق


      • #93
        رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

        نداء الانتفاضة

        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه.
        ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ).
        يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم.. يامن تشرفتم بالرباط فوق الأرض المقدسة، يامن كتب عليكم أن تكونوا أول النشيد وآخر القتال. أول الحرب وذروة الحرب.
        أيها الخارجون بالانتفاضة من القوة الكامنة إلى الفعل المعجز ومن القوة إلى الحرية لتسجلوا بسلاح الإرادة والحجر والاستشهاد، التاريخ الشعبي الحقيقي ضد التاريخ المزيف يامن برق الحجر في ايديكم حين صدأ السلاح في المستودعات. لم يصدأ الحجر حين لم تصدأ الإرادة وصدأ السلاح حين صدأت الروح والقلوب.
        أيها المجاهدون في أقدس الساحات.. منذ بدء الانتفاضة/ الثورة مرر البعض مناخاً يدعو لإيقاف الكفاح والجهاد المسلح بحجة أن الحجر يكفي سقفاً للانتفاضة حتى تستقطب الرأي العام وبحجة الخوف عليها وكي لا نعطي العدو فرصة قمعها بالقوة ولكن يعلم الله، يعلم شعبنا وتعلم طلائعه المجاهدة أن هذا الموقف أو القرار بعدم إطلاق النار لا يعكس تخوفاً على الانتفاضة بقدر مايعكس نهجاً سياسياً نفض يديه من إمكانية حسم الصراع بالقوة، هذا الصراع والذي من دون صراعات العالم اليوم لا يمكن حسمه إلا بالقوة وبالقوة فقط. إن الموقف والقرار يعكس رغبة ما في كيفية التعامل مع الانتفاضة. رغبة يرى اصحابها في تصعيد الانتفاضة عبئاً عليهم وتجاوزاً لسقفهم يمنعهم من استثمارها عاجلاً وسريعاً كما أرادوا منذ الشهر الأول ولا زالوا فلماذا يطلب من الانتفاضة ـ الثورة ألا تخترق هذا السقف المكسور والمشرف على الانهيار لماذا يطلب منها أن تبقى تحت العين وتحت قبضة اليد وهي التي تملك من السحر الكامن من القوة والفطنة أن تكون الطوفان.. الطوفان الواعد والمقدس في زمن القحط والعجز لماذا يُطلب من هذا الطوفان أن يتمهل.. أن يتعقل أن يتبعثر قبل أن تبتل العروق التي أعياها الظمأ، لماذا يُطلب منا وقف النار فيما السارق والقاتل والمغتصب المحتل يُمعن في القتل.. الأجل أن نكسب عطف الرأي العام عامان قد مرا حتى الآن. اثنان وعشرون.. واحد واربعون ماذا فعل الرأي العام. ماذا يُجدي الرأي العام؟ هل يحيي مقتولاً! هل يُعطى صاحب حق حقه؟ هل يرفع عن المظلومين الظلم؟ هذا الرأي العام الذي يمكن لبعض منه أن يشفق حيناً وهو يشهد تكسير عظامنا.. لا يزال أسير الوعد المشؤوم وعد اللورد البريطاني بلفور حيث لنا المواطنية الثانية أو الثالثة أو العاشرة ولليهود حق الوطن وحق الأمان..
        لقد استنفذت الانتفاضة منذ شهورها الأولى أهدافها الاعلامية والدعائية وبقي الطريق إلى الوطن وهذا الرأي العام لا يعيد للضعفاء وطناً ولكنه يحترم من يزد عن حوضه بسلاح فأشهروا سلاحكم أيها المظلومون وانتظروهم على قارعة الطرقات ولا تخافوا جوعاً ولا تركنوا إلى الأرض (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاعُ الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) التوبة: 38 .
        إشهروا سلاحكم ولا تخافوا موتاً وقولوا (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين) {التوبة: 52} ورددوا (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) { آل عمران :169} .
        واستمعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا أخبركم بخير الناس.. رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله) . ويقول : (أفضل الجهاد أن يعقر جوادك ويراق دمك ) فأشهروا السلاح وطاردوهم في كل أزقة الوطن (ولا تهنوا في ابتغاء القوم فإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تالمون وترجون من الله مالا يرجون) {النساء:104} .
        أما الذين يقولون لكم لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فليعلموا أن ما هم فيه من قعود هو التهلكة وهو الذل وأن موتنا في سبيل الله هو الحياة.
        يقول فقهاء المسلمين: (إذا حضر العدو المكان أو البلد الذي يقيم فيه المسلمون فإنه يجب على أهل البلد جميعاً أن يخرجوا لقتاله ولا يحل لأحد أن يتخلى عن القيام بواجبه نحو مقاتلته إذا كان لا يمكن دفعه إلا بتكتلهم عامة ومناجزتهم إياه).
        ومن ناحية أخرى فقد احتل اليهود فلسطيننا مستنفرين كافة القوى الدولية إلى جانبهم ومعتمدين سياسة العنف والبطش والارهاب المستمر ضد شعبنا المظلوم وبدون العنف وبدون الارهاب اليومي ما كان ممكناً أن تستمر الدولة اليهودية حتى الآن ومن هنا فإن دفاعنا عن وطننا بالقوة والعنف هو حق شرعي وقانوني ضد الارهاب الصهيوني والدولي فوق كونه واجباً مقدساً، كما أنه يعمق أيضاً أزمة الكيان الصهيوني، هذا الذي بدا جلياً واضحاً منذ بداية الانتفاضة. إن استعمال السلاح ضد العدو الغاصب حق شرعي وواجب شرعي ويجب أن ننبذ جميعاً الفكرة المزعومة القائلة أن الجهاد المسلح يؤثر سلباً على مسيرة الانتفاضة فتكريس الجهاد المسلح يعطي الثقة لشعبنا بنفسه وبطلائعه المجاهدة التي تنتقم لشهدائه ويدفعه إلى مزيد من التضحية والعطاء وهو يرى الكيان الصهيوني يدفع الثمن مثلما يدفع هو ويألمون مثلما يألم، ألم تطلق معركة الشجاعية الباسلة شرارة الانتفاضة.. ألم تعط عملية قبية البطولية لشعبنا الثقة بالنفس وتدفعه للتقدم والتجاوز.. ألم تشف عملية القسطل التي نفذها المجاهد عبد الهادي صدور المؤمنين والمستضعفين الذين اشتعلوا على امتداد الوطن وصعدوا انتفاضتهم وشددوا ضرباتهم.
        يا جماهير شعبنا المجاهد الصابر.
        لتشتعل نار الجهاد والمقاومة وليوجه كل منا سلاحه إلى قلب المشروع الصهيوني حتى يتم اقتلاعه وحتى تحرير كل فلسطين العربية المسلمة.
        المجد لكم يامن تشحذون الآن سلاحكم.
        المجد للسيوف المشرعة.
        المجد للطلقة
        المجد والخلود لشهدائنا الأبرار والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
        المصدر: بثته إذاعة القدس يوم الجمعة 15/9/1989
        إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

        تعليق


        • #94
          رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

          نداء إلى المرابطين

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه
          والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين
          يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، يا من جاءت انتفاضتكم على قدر ـ جئت على قدر يا موسى ـ تحملون قبس الانتفاضة على أكفكم تضيئون ليل العرب لتنقذوهم من سبي ااستعمار الجديد، تخترقون نهج الرتابة العربي ونهج العجز والتراخي وعدم الاحساس بالمسؤولية، نهج البلاغات والخطب والوعود الكاذبة والهزائم المتكررة.. تشقون أمامهم البحر إلى الأمان وإلى حياة العزة والكرامة . وبدلاً من أن يتبعوكم يقولون لكم ما قالته بنو اسرائيل لموسى عليه السلام .فاذهب انت وربك فقاتلا، إنا هنا قاعدون، وهكذا فإن المشكلة الانتفاضة: إنهم لا يريدون أن يقاتلوا معها يريدونها وحيدة يتيمة، وأن تستمر وحيدة يتيمة، إلا تذكرون جولات رسول الشيطان الاكبر شولتز المكوكية منذ بداية الانتفاضة تلك الجولات المذعورة التي حاول من خلالها تحصين المنطقة ضد الانتفاضة/ الثورة فإن لم يستطع القضاء عليها فلا أقل من محاصرتها ومنعها من التفشي والانتشار في المنطقة.. حتى الاشقاء كثيرون منهم نظر إليها كحالة مزعجة عليهم أن يحصنوا انفسهم ضدها قبل أن تصل عدواها إلى شعوبهم وعليهم ان يحاصروها بالصمت عنها حيناً وبالرصاص المضاد حيناً إذا اقتضت الحاجة.
          إن مشكلة الانتفاضة أنها تواجه معادلة قوى دولية ظالمة وبشعة مهيمنة على المنطقة منذ الحرب الكونية الأولى وإلى الآن.
          معادلة قوى دولية ليس لها من دليل ومرشد للتعامل مع شعبنا المظلوم سوى وعد بلفور الذي منح اليهود الذين كانوا يشكلون أقل من 10% من سكان فلسطين حقاً في إقامة وطناً قومي لهم، أما البقية والذين كانوا يشكلون أكثر من 90%من السكان فهم حسب نص الوعد المشؤوم طوائف أخرى لا تزيد عن حقوقهم المدنية..
          أليس هذا جوهر المشاريع الامريكية؟ أليس هذا جوهر خطة شامير ومبارك المرفوضة؟.
          لقد انتفضتم لأجل كسر هذه المعادلة وكل يوم تحاولون وكل يوم يبدد الآخرون الاشقاء وغير الأشقاء جهودكم كي لا تنجحوا أن جهادكم واستمرار تصعيد انتفاضتكم هو الرد الحاسم كي تنطلق الاتتفاضة من حالة الوحدة إلى مشروع للبعث والنهضة والاستقلال الحقيقي.
          مشكلة الانتفاضة ليست فقط في هؤلاء الذين يريدون الهيمنة عليها واستثمارها عاجلاً وسريعاً في أي مشروع سياسي هزيل ولكن المشكلة أيضاً أن هناك من المخلصين والشرفاء من يصدق دعاواهم وانهم قادرون على ذلك فيتركوهم وهم يائسون ولو أننا دققنا النظر وشددنا ضربتانا لاكتشفنا الوهم وكسرنا هذا الحصار ولانطلقنا إلى آفاق النصر والتحرير فشعبنا المجاهد لم يأتمن على انتفاضته إلا من يحفظها ولا يفرط فيها.
          مشكل الانتفاضة أن المشروع الرسمي المطروح للتعامل معها أقصر من قامتها وأقصر من قامة شعبنا، فهل كان علينا أن نقدم كل هذا العدد من التضحيات حتى يقول مسؤول فلسطيني لوزير خارجية العدو الأسبق ابا إيبان في واشنطن: .منذ صباي كنت أتمنى أن ألقاك وأن أتحدث إليك ، ويقول مسؤول فلسطيني أكبر منه: إنني أشهد الآن أننا كنا مخطئين عندما أعتقدنا أن هذه الأرض لنا وحدنا والآن نكتشف أننا شركاء نحن وانتم.
          كل هذه الحروب وعامان من الانتفاضة والثورة الشعبية هذا الاعتراف لا ندري إلى أي حد يبدو الأمر غريباً أو منطقياً إنه في الوقت الذي ينهض شعبنا ويحقق حلمنا التاريخي في الثورة الشعبية هو نفس الوقت الذي تتراجع فيه قيادات رسمية إلى دهاليز سياسات لا تعيد حقاً ولا ترجع وطناً. ألم تكن الانتفاضة/ الثورة تمرداً على الواقع العربي.. على كامب ديفيد وذيول كامب ديفيد.. فلماذا يقبل البعض أن نحاصر بسقف كامب ديفيد اللعين.
          مشكلة الانتفاضة أنهم يريدونها معزولة عن بعدها العربي والإسلامي فلا تبعث الأمة ولاتفجر طاقتها باتجاه بيت المقدس.. وفي نفس الوقت تبقى العراقيل والعقبات التي يأملون أن تقود شعبنا ـ خاب فألهم ـ إلى اليأس والاحباط وهو لا يرى بجانبه أحدا ظهره إلى الحائط وليس أمامه إلا الاستسلام. اليس هذا ما يدفع وزير حرب العدو أن يقول: لا فائدة... إن اصراركم على المعاناة قولوا له.. إننا أدرى منك بمستقبل هذا الصراع.. وإننا موعودون من الله بالنصر وبدخول المسجد الأقصى وأنهم هم المحكومون بالهزيمة وبالخروج من بيت المقدس ومن كل ساحل المتوسط.
          مشكلة الانتفاضة أن دعم هذا المشروع التاريخي الذي لو انفق العرب كل أموالهم ما تملكوا مستقبلاً له.. هذا الدعم لا يتجاوز فتات الموائد ولا يتجاوز ثمن بضع يخوت من تلك التي تمخر عباب البحر محملة ببنات الروم. والأشد ألماً أن ما يقدم من هذا الفتات يضل الطريق إلى مستحقيه الصغار المستضعفين والمحتاجين والمظلومين والمكلومين.
          إننا نصيح بكل العرب والمسلمين صقورهم وحمائمهم ونقول لهم ها هي الفرصة التاريخية أمامكم.. تضعكم على المحك.. تختبر نواياكم وخطاباتكم واذاعاتكم فماذا انتم فاعلون
          يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم.
          رغم كل هذا فإن قوة الانتفاضة أكبر من كل هذه المشاكل فهي ربانية المنبع.. على قدر تجيء في سياق تاريخ الأمة الحقيقي.. ومن عذابات الجماهير وآلامها وطموحاتها ولا يمكن أن تعود إلى الوراء ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين إننا نعلم أن الطريق إلى بيت المقدس طويل وشاق ولكن ها نحن بانتفاضتنا العملاقة نضع أقدامنا على الطريق الصحيح
          عاشت فلسطين عربية مسلمة محررة من البحر إلى النهر
          عاشت انتفاضتكم شوكة في حلق العدو ومتراساً للأمة
          المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          المصدر : بثته اذاعة القدس يوم الجمعة 22/9/89
          إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

          تعليق


          • #95
            رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

            هذا سلام عابر وقائم على موازين قوى عابرة

            ضمن نشاطات اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين "فرع سوريا"، ألقى الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محاضرة ، في مقر الاتحاد بدمشق ، حول واقع الساحة الفلسطينية وتحالفاتها ، يوم السبت 22/10/1994، أعقبتها اسئلة ومناقشات.
            وقد بدأ الدكتور الشقاقي محاضرته بالحديث عن طبيعة اتفاق أوسلو ـ القاهرة وسلطة الحكم الذاتي ، فاعتبرها "النقطة الأكثر ضعفاً في تاريخنا الفلسطيني.." وقال : "على الساحة الفلسطينية هناك سؤال مطروح بإلحاح ، وهو: هل نستمر في مشروع التحرر الوطني الثوري أو نبني السلطة الوطنية فوق الأرض ولو تحت الاحتلال؟ هذا السؤال يمكن أن يفرض على الساحة الفلسطينية أطرافاً عديدة بمقدار الإجابات على هذا السؤال..
            الذين يقولون باستمرار الثورة لديهم إجابتان: الاستمرار وكأن شيئاً لم يكن، وكأن الاتفاق لم يحدث، أو الاستمرار آخذين بعين الاعتبار المتغيرات الكبرى والتغيرات المفصلية التي حدثت خلال الأعوام القليلة الماضية؟!
            والذين يتحدثون عن بناء السلطة الوطنية، بينهم من هو حالم ويتوهم أن بالإمكان قيام مشروع وطني، مهما كان، من بين أنقاض الحكم الذاتي ، وهناك الذين ربطوا مصيرهم نهائياً بمصير المشروع الصهيوني واداروا ظهورهم لشعبهم وأمتهم .. وهناك إجابة خامسة وطرف خامس ،وربما ، وهو القول بأن من الممكن القيام بالمهمتين معاً: الاستمرار في الثورة وبناء السلطة الوطنية الفلسطينية معاً! ولكنني أقول للذين يعتقدون بإمكان البناء على اتفاقات أوسلو والبحث في هذا الحطام عن أي مشروع وطني. أن هؤلاء واهمون لأن هذا الاتفاق مسقوف صهيونياً.. بالإرادة الصهيونية وبموازين القوى الصهيونية..".
            وأضاف الدكتور الشقاقي: "إن سؤالنا الأساسي يتعلق بالقوى المناهضة للاتفاق، والتي تقول باستمرار الثورة ، أين تقف هذه القوى؟ في 16/9/1992م كانت انطلاقة الفصائل الفلسطينية العشرة التي أصبحت فيما بعد تحالفا للقوى الفلسطينية … وكانت استجابة شعبنا لها مثيرة للفخر والاعتزاز، كانت تلك لحظة إشراقه وتطوراً مهماً في تاريخ الحركة السياسية الفلسطينية ، حيث تلتقي قوة قومية وطنية وديمقراطية يسارية ، مع القوى الإسلامية، وهذا تطور على المستوى الفكري والسياسي معاً.. قبل ذلك بشهور لم يكن بإمكاننا أن نجمع عشرة فصائل لنوقع على ورقة واحدة، وأنا أذكر أن زعيماً فلسطينياً قال لي قبل شهور قليلة جداً من تاريخ اجتماع الفصائل العشرة ، أنه ليس بالإمكان أن يوقع على بيان ضد مدريد بين عدة تواقيع ،وأنه يوافق فقط على بيان ثنائي ، ولكنه غير مستعد أن يُفهم من وجود عدة تواقيع، أن هنالك تجمعاً ما يعارض أو يعادي خط التسوية . ولم تمض شهور حتى أنشئ تحالف الفصائل العشرة".
            وتحدث الدكتور الشقاقي عن الأزمة على الساحة الفلسطينية ، فقال: "لقد مرت عشرات السنين من النضال دون حدوث أي تغيير أو تجديد أو تثوير في التنظيمات الفلسطينية ، لا على مستوى الفكرة ولا على مستوى الأداء، ولا على مستوى البناء، بحيث أصبحت هناك درجة من الجمود والتكلس ، رغم ادعاءات التنظير والشعارات التي رفعها كل تنظيم.
            إن أخطاء التنظيمات هي في داخلها وفي الضعف الموجود داخل كل تنظيم. المتغيرات التي تحدث خطيرة ونحن نجمد حتى على أفكارنا الأولية، رغم أنها ليست من المقدسات. بينما المقدسات من الأفكار تتعرض للتجديد. بل إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: "إن الله سبحانه وتعالى يبعث للأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد أمور دينها!!" وفي التنظيم لا يحدث تغيير على مستوى الفكرة ولا على مستوى البناء التنظيمي، وهذا يعني سنوات طويلة من الاستبداد والبيروقراطية والفلهوة التي تحكمت في الفصائل وفي عملنا التنظيمي. فعندما نبحث في معوقات تطوير مشروعنا الوطني يجب أن نبدأ بأنفسنا ، وأن نبحث عن إمكانية التجديد والتثوير على مستوى الفكرة وعلى مستوى الأسلوب وعلى مستوى البناء".
            وتابع الدكتور الشقاقي قائلاً: " ما أثر على الفصائل العشرة وعلى القوى المناهضة لخط التصفية هو وجود أزمة ثقة، وهي ليست أزمة أيديولوجية، وليست فكرية ، فنحن عندما التقينا كنا نعرف بعضنا تماماً على هذا المستوى، ولكن المسألة تأخذ طابعاً سياسياً، والأزمة قائمة على أساس أن فصيلاً هنا أو طرفاً هناك يشك في برنامج الفصيل الآخر ويشك في النوايا السياسية للطرف الآخر، سواء أكان للشك أساس موضوعي وكان شكاً في محله ، أو كان شكاً بدون أساس؛ فنحن نتلقى كثيراً من المعلومات والأخبار عن بعضنا من الصحف ومن الإشاعات، ولا نجتمع ـ بما فيه الكفاية ـ ولا نسمع وجهة نظر بعضنا البعض من المسائل المطروحة كالمشاركة في انتخابات الحكم الذاتي وغيرها. وأزمة الثقة هذه دفعت كثيراً من الأطراف لأن تعمل منفردة بدون تعاون أو تنسيق. وفهم هذه الأزمة ضروري جداً لفهم الشلل الذي وصلت إليه المعارضة، كمجموع ، لإنشاء مشروعها الوطني . بالإضافة إلى ذلك ، علينا أن نعي موقعنا كأمة وكحضارة تعيش الهزيمة. وفي مراحل الهزيمة التي تعيشها الشعوب والحضارات يغلب الخاص على العام. ويبدو الإنسان وكأنه يريد الهرب بجلده ، أو المحافظة على رأسه. ومادام كل طرف يفكر بنفسه ويفكر أنه ينطبق على القضية ، فما هو في مصلحته يكون في مصلحة القضية ، فإن هذا التفكير المزيف يفرض نفسه ونبدأ في أزمة حقيقية.
            وهناك الأسباب الدولية القاهرة ، حيث أن عدونا الأساسي أميركا يتفرد على قمة الدنيا ويتحكم ـ ولو إلى حين ـ بمقدرات العالم، بعد أن حقق الانتصار في الحرب الباردة، وحقق الانتصار في حرب الخليج الثانية… فأميركا تتحكم بقراراتنا وبثرواتنا ، وحالنا مرتهن لإرادتها ، ومعها مجموعة القوى الغربية والاستعمارية المعادية للأمة، التي تعمل بلا كلل لحماية حليفها الصهيوني والكيان الصهيوني، وتعمل بلا كلل لتمرير مشروع السلام الصهيوني لفرضه على المنطقة، وصناعة شرق أوسط جديد يراد من خلاله إذابة الصراع التاريخي وتمييع الصراع ، وتبديل صفة الفرقاء في هذا الصراع، بحيث لا يكون صراعهم على أساس أيديولوجي، ويتحولون إلى شركاء في البيع والشراء تحت مظلة الشركات متعددة الجنسيات وآليات الرأسمالية المعاصرة، أي أنهم يريدون تغيير طبيعة المنطقة لأنه لا يمكن السيطرة عليها إلا إذا أعيد تكوينها وأعيد تفكيكها وتفتيها وأعيد بناؤها من جديد. فالحركة الصهيونية تدرك أن هذه المنطقة يجب أن تعود إلى مكوناتها الحضارية الأولى ، أي قبل ظهور الإسلام ، ليمكن تطبيعها".
            وأضاف الدكتور فتحي الشقاقي :"المطلوب في ظل شرق أوسط جديد أن لا تقوم العلاقات على أساس أيديولوجي ، وإنما على أساس البيع والشراء. وعندما تكون هذه هي طبيعة العلاقات فنحن نعرف من الذي يسيطر ومن الذي يهيمن، خاصة إذا أدركنا أن 5 ملايين يهودي في فلسطين ناتجهم القومي السنوي أكثر من الناتج القومي لكل الدول العربية المجاورة شاملاً مصر والأردن وسوريا وكذلك العراق. لقد طورت إسرائيل الناتج القومي من سنة 1977 إلى سنة 1992. إلى سبعة أضعاف تقريباً في حين لم يستطع أي طرف عربي أن يطور ناتجه القومي إلى اكثر من الضعف، فهكذا شرق أوسط نفهم بوضوح لمن تكون السيطرة فيه ولمن ستكون القوة المركزية الأساسية.
            أضيف نقطة أخيرة في أزمة المعارضة التي نعيشها، فنحن نلحظ لأول مرة في تاريخ الثورة الفلسطينية والمعارضة الفلسطينية أنها تمضي بلا أي غطاء دولي ولا إقليمي، في حين ، على سبيل المثال، استطاع الشعب اللبناني أن يسقط اتفاق 17 أيار بسبب وجود غطاء دولي وبسبب التحالف الوطني مع سوريا ومع القوى الوطنية على الساحة اللبنانية، بالتأكيد أنا لا أجعل هذا الاعتبار أساسياً لتراجع المعارضة أو لنكوصها، أو سبباً لعدم وجود مشروع وطني جاد، فطالما أن المعركة مستمرة طالما نحن نعلن ونؤكد بالقول وبالفعل استمرار فعلنا على الأرض فنحن لم نستنفد أغراضنا، صحيح أن الموج عانتٍ، وبالتالي لا يبدو جهدنا ملحوظاً، مثل الذي يجدف ومثل الذي يحاول بقوة وجهد الوصول إلى شاطئ الأمان ، ولكنه يجد نفسه في النهاية تضربه الأمواج رغم ما يبذله من جهد ولكن في تقديري إن هذه الأمواج لن تبقى قوية باستمرار لابد أن تأتي لحظة أن تضعف خاصة إذا نحن استمررنا على ثباتنا واستمررنا على جهدنا ، بل إن سبباً أساسياً من أسباب تراجع هذه الهجمة ستكون قوتنا وثباتنا على موقفنا وإصرارنا على استمرار المعركة وعدم الهزيمة".
            واختتم الدكتور الشقاقي حديثه قائلاً: "يجب أن نرى مستقبل أمتنا ضمن مفردات القوة الثابتة التي لا يمكن إفناؤها بأي حال من الأحوال، ويجب أن نرى هذا العلو وهذه الهيمنة في سياق إنها استثنائية وطارئة ولا يمكن أن تفرض آراءها على الآمة. هذا السلام لا يمكن أن يمر لأنه يقوم فقط على موازين القوى المفروضة، وهذا السلام الذي صنعوه منذ الحرب العالمية الأولى حتى الآن لم يصنع سلاما لأحد. لم يصنع سلاما لهم ولم يصنع سلاما لنا، لأنه لا يقوم على أي عنصر ثابت وحقيقي. إنهم الآن يحاولون أن يدخلوا الجمل العربي في ثقب الإبرة الإسرائيلية. هذا هو سلامهم، وهو سلام عابر مستحيل.

            المصدر: محاضرة دعي إليها اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بدمشق يوم 22/10/1994.
            إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

            تعليق


            • #96
              رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

              بطة سودا حلوة: الشهيد فتحي الشقاقي.................. احدي المدوناتالمصريه

              ده الشهيد فتحي الشقاقي
              مؤسس الجهاد الفلسطيني اللي رئيسها منبعده
              الدكتور رمضان عبد الله شلح
              الدكتور فتحي الشقاقي اتعلم هنا في مصرواتخرج من كلية
              الطب جامعة الزقازيق
              وبدل ما يقعد في مصر ويفتح عيادة رجعغزة
              واسس الجهاد الفلسطيني وهي اتأسست قبل حماس
              والجهاد الفلسطيني مشهورةبعملياتها النوعية ومشهورة بانها
              لا تستهدف الا العسكريين فقط لا غير
              والجهادالفلسطيني رفضت المشاركة في الانتخابات لانها ضد اوسلو
              والجهاد الفلسطينيالوحيدة اللي ما كانتش بتحط نار على زيت حار على الحرب الاهلية
              الشهيد فتحيالشقاقي نموذج للمجاهد المثقف
              كان شاعر وطبيب ومقاتل ورابين قتله واعترف انهم هماللي قتلوه
              وقال تعقيبا على استشهاده: الحياة بدونه افضل
              واتقتل رابين بعدهاباسبوع واحد بس
              وعلى ايد ايجال عمير
              الشهيد فتحي الشقاقي عاش بيعمل في صمتويجاهد في صمت
              ولم يترك لاهله واولاده دينار ولا دولار ولا شيكل
              ولا كان وراهدولة ولا قوة عظمى
              ولا كان له اطماع سلطوية ولا عمره فكر يترشح في ايحاجة
              غير لما بيجيله برد بس بيرشح
              ولا صوره بتتحط على العربيات ولا التيشيرتات
              وذكراه الرابعة عشر عدت يوم ست وعشرين اكتوبر
              ولا حتى نقابة دودةالقطن احتفلت بيه
              ياللا الدنيا تلاهي
              http://tahyyes.blogspot.com/2007/10/blog-post_27.html

              Posted by
              جبهة التهييس الشعبية
              at 3:34 AM
              إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

              تعليق


              • #97
                رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                فاتورة ايجار
                لمدة 2000 عام

                في الوقت الذي تردد فيه إسرائيل على مسامع العالم هيامها بالسلام يؤكد سلوكها العملي تحديها للرأي العام العالمي والمحلي بإصرارها على إقامة المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة والاستمرار في تهويد مدينة القدس التي تشكل جزءا من تاريخ وعقيدة المسلمين في كل مكان..
                والمتتبع لتصريحات الزعماء الإسرائيليين يعجب من سهولة توزيعهم للتصريحات والبيانات وبناء المستوطنات دون أي اهتمام برفض العالم أو سخطه وكأنهم يقومون بواجب ديني لا يحق لأحد غير [إيلوهيم:الله) أن يسألهم عنه بل هم كذلك فعلا وكأن التوراة التي بين أيديهم أصبحت مستندات تمليك أو أوراق طابور أبدية ، وعلى العرب بالإضافة لخروجهم من هذه الأرض أن يدفعوا فاتورة إيجار لمدة ألفي (2000) عام.. وبما كان على الفلسطينيين وأهل الجنوب اللبناني دفع جزء من فاتورة الحساب هذه الأيام!
                والذي يفهم اليهود.. لا يستغرب أي شئ من هذا ففي نظرهم أن كل شئ خارج الأقاليم الثلاثة المشهورة [إيلوهيم ـ أرض إسرائيل اليهود] إما عقبة يجب إزالتها أو مطية يجب استغلالها، فالإنجليز مطايا والأمريكيون مطايا والروس كذلك أما العرب فينقسمون حسب وجهة النظر هذه إلى عقبات ومطايا.
                واليهود لا يعرفون أو لا يعلنون لهم حدودا محددة لأن التوراة تقول لهم في سفر يشوع 4:1 [وعد الله شعبه المختار بإعطائه كل موضع تدوسه يداه] كما تقول لهم في سفر التكوين [18:15-20].
                "منح الله قيمة شعبه المختار كل الأرض الواقعة بين النيل والفرات" ولهذا نجد حاييم وايزمان يقول في مذكراته ص474: [إنني أعلم بأن الله قد وعد أبناء إسرائيل بفلسطين ولكني لا أعرف الحدود التي رسمها]!
                وهكذا يتناسى اليهود تحت سيطرة خيالات وأوهام القوة أنهم كعبرانيين جاءوا إلى فلسطين كقبيلة غازية طردت الكنعانيين الذين أقاموا فيها حضارة قبلهم بألف ومائتي عام.
                وعندما سأل الجنرال ديجول بن غوريون في يونيو 1960.
                ـ ما هي أحلامك بشأن الحدود الحقيقية لإسرائيل؟ أخبرني .. فلن أنقل حديثك لأحد . [لاحظ أننا كنا وقتها نتكلم عن الكماشة أو الكسارة والبندقة وقرب انتهاء إسرائيل تحت زعامة الأنظمة الاشتراكية والثورية!] لم يجب وقتها بن غوريون ولكنه بعد سبع سنين في ديسمبر 1967 أرسل يقول لديجول:
                [ لو سألتني هذا السؤال لخمس وعشرين سنة خلت لأجبتك أن نهر الليطاني هو حدودنا الشمالية وشرق الأردن حدودنا في الشرق]!
                وهكذا فالمستوطنات ليست ألا ظاهرة من ظواهر العقل اليهودي لا يحق لأحد غير [إيلوهيم] أن يسألهم عنها.. فهل يمكن قبل ذلك أن تسأل هؤلاء الذين رفض وفدهم دخول فندق يحمل اسم فلسطين بالاسكندرية أثناء مفاوضات الإدارة الذاتية.. هل يمكن أن نسألهم أن يتكرموا حبا في عيون السلام أن ينزلوا اللافتة المكتوبة على واجهة الكنيست [أرضك يا إسرائيل من النيل إلى الفرات].
                أراهن
                المصدر : مجلة المختار الإسلامي ـ العدد الأول السنة الأولى ـ يوليو 1979

                إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                تعليق


                • #98
                  رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                  التاريخ لماذا ..؟
                  كان التاريخ ولا يزال قضية الإنسان منذ الأزل يؤثر فيه ويصنعه ضمن الظروف الموضوعية التي تمر بها مراحل التاريخ البشري..
                  ضمن النواميس الكونية التي وضعها الله سبحانه ..
                  وعندما تتعرض أمة ما لهزة عنيفة في حياتها فإنها إما تهب من نومها لتنظر في تاريخها تبحث من جديد شروط وجودها .. وإما إنها تهب من نومها لتنظر إلى التاريخ شذراً تتهمه ثم تعود ثانية إلى سباتها العميق.
                  وهكذا أيضاً .. عندما تستغل أمة أو جماعة فإنها تتنبه بداية إلى تاريخها، فتتقدم تدرس وتحلل وتنقد.. تعيد الترتيب والصياغة لتتعرف على مواقفها الحالية، ثم تنطلق إلى آفاق المستقبل.. بينما في الجانب الآخر ـ أي في حالة العجز والضياع ـ تنام الجماعات عن تاريخها، بل وتقف منه موقفاً سلبياً ومتهماً .. من هنا ندرك نحن ـ الأبناء الحقيقيين ـ أهمية وعي التاريخ وانه المفتاح الذي بين ايدينا كي نفهم وعي ماضينا ونعي دروسه وتجاربه وعبره ، وبالتالي نؤثر في حاضرنا ولا نكتفي بالجلوس في مقاعد المتفرجين..
                  هذا الفهم وهذا التاريخ كلاهما سيقودان بالتالي إلى امتلاك المستقبل .. ولقد عانينا كثيراً تراجع وعينا التاريخي ففقدنا حسّنا بهويتنا وأصالتنا ووقفنا عاجزين عن تحديد مواقع أقدامنا ناهيك عن إمكانية استشراف المستقبل…
                  وكما عاش الوطن الإسلامي بعمومه هذا الغياب فإن الكثير من الحركات الإسلامية لم تفلت من هذا الشراك ولئن كنا حتى وقت قريب نعتقد أن تلك الحركات قد أدركت الشرط الذاتي لوجودها ، وإنها لم تدرك بعد الشرط الموضوعي … فقد كنا نرتكب مغالطة كبيرة لسببين:
                  1ـ كيف يمكن أن يقال عن إنسان غاب وعيه التاريخي أنه اكتشف ذاته أو اكتشف الشرط الذاتي لوجوده.
                  2ـ إن هذا التصور جهل بالعلاقة الجدلية القائمة بين وعي الذات ووعي الموضوع، وهكذا فإنه بالرغم من غلالة الثقة التي تغلف تصرفات الكثير من التنظيمات داخل صفوف الحركة الإسلامية اليوم فإننا نجد هذه التنظيمات ـ وتحت الدراسة الموضوعية ـ تعيش في حالة اغتراب وضعت أفرادها في دوامة انهيار القيم وفوضى المفاهيم ومن ثم اليأس في أحيان كثيرة…
                  ومن هنا كان اهتمامنا بالتاريخ ليس كمفردات للتسلية والمتعة والانبهار أمام سيرة السلف الصالح ، ولكن كاستمرار يخضع للدراسة والتحليل والنقد من خلال منهج خاص ورؤية خاصة .. أي من خلال صبغة خاصة ارتضاها الله سبحانه وتعالي (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة).
                  ورغم أن الحركة الإسلامية ـ في مفهومها الحديث ـ لم تتبلور بشكل واضح إلا بعد أن حدث التماس الخطير بين الحملة الصليبية التي قادها ذلك الشاب الكورسيكي المغامر نابليون بونابرت وبين الوطن الإسلامي ، إلا أننا لا نستطيع أن نغفل دور الحركة الوهابية كبادرة أولى ناضلت على طريق العودة إلى نقاء السلف الصالح فكانت أول حركة جادة بعد مرور قرون على ظهور المجدد العظيم ابن تيمية.
                  ولأننا ننظر للحملة الصليبية التي قادها نابليون كنقطة بداية في أخطر التحديات التي واجهها الوطن الإسلامي منذ ظهوره فإننا سنبدأ من هنا تأريخنا للحركة الإسلامية دون إغفال الوهابية كحركة رائدة..
                  رغم الشهداء الذين قدمتهم الجماهير الإسلامية مؤكدة أصالتها في مواجهة طلائع الغزو الصليبي الأولى قبل ان تتمكن تلك الطلائع من الاستقرار في مصر كجزء مهم من الوطن الإسلامي ، إلا أن الصدمة كانت قاسية ونحن نكتشف أي عزلة وجمود وعجز عن الاجتهاد والتجديد كنا نعيش .. الأمر الذي مكن لتلك الطلائع والأجيال التي تلتها أن تفعل فعلتها فتسقط النظام السياسي الإسلامي.. تسقط تطبيقنا لشريعتنا بعد أن نفذت إلى عيوننا ومسام جلودنا عبر البعثات التي أوفدت إلى باريس وأوروبا ثم عادت لتدمر أخلاقنا وثقافتنا ، وليحمل بعضها ، ربما بحسن نية في البداية ـ الرؤية الغربية للحياة والتحديث، هذه البعثات التي استمر تتابعها في أفواج ، إلى أن تمكن هذا التحدي .. الغزو.. الاستعمار من تكوين جيل من المفكرين يحملون أسماءنا وأفكاره .. أجسادهم على أرضنا وقلوبهم مشدودة إلى هناك… وما هذا الطفح القذر على سطح الوطن الإسلامي من مفكرين مهزومين وكتاب كلاب وقردة إلا استمرار آخر لهذا التتابع .. وهكذا ما إن أخذت الأمور أمامنا تتضح شيئا فشيئا حتى وجدنا أنفسنا إزاء خمسة أوضاع أو خمسة فئات كانت إفرازا للتحدي أو رداً عليه بشكل أو بآخر:
                  1ـ المسلمون التقليديون: الذين غابوا عن الوجود والشهود تماماً وعاشوا في حالة اغتراب تام عن الذات والموضوع ومن سمع منهم بالتحدي القادم أحس من بعيد أنه شر محض، وبقي الدعاء على المنابر لسلاطين رحلوا من قرون.
                  2ـ المسلمون السلفيون المحافظون: كالوهابية والمهدية والسنوسية وسنتكلم عنهم بإسهام بعد قليل.
                  3ـ المسلمون السلفيون المتنورون: بقيادة جمال الدين الأفغاني وسيأتي الحديث عنهم أيضاً.
                  4ـ المجموعة الرابعة : وهو ما اصطلح بعض الكتاب على تسميتهم بـ (المسلمون العلمانيون)…
                  ونعتذر عن استخدام هذا المصطلح للتناقض الذي يحمله ، حيث من الضروري استخدامه وبشكل مؤقت للتمييز بين المجموعتين الثالثة والرابعة… ولكي نكون أكثر وضوحا نقول:
                  إن الكلمة الأولى من الاصطلاح تعني أن افراد هذه المجموعة انتسبوا تاريخياً إلى الإسلام بينما تعني الكلمة الثانية حقيقة موقفهم.. وجوهر تفكيرهم رفض للإسلام كبعث حقيقي وكسلطة حقيقية، والاقتراب من الرؤية الغربية في فصل الدين عن الدولة. وطلائع هذه المجموعة وإن كانت قد وقفت موقفاً مشترطاً من العلمنة في البداية بحيث تتوقف هذه عند حدود العقيدة إلا إنها تدريجياً وبشكل منطقي انتهت فيما بعد إلى حمل الرؤية العلمانية الكاملة…
                  ويأتي على رأس هذه المجموعة قاسم أمين ، سعد زغلول ، أحمد لطفي السيد وطه حسين...
                  5ـ المسيحيون المغتربون والمتغربون: (والمصطلح هنا كما هو الحال في المصطلح الذي أطلق على المجموعة السابقة للدكتور هشام شرابي ، مغتربون لأنهم أحسوا بالغربة عن الوطن الإسلامي ومتغربون لأنهم أدركوا ان تمسكهم بقيم وأهداف الغرب ورؤيته الحضارية إنقاذ لهم من معاناة الغربة في الوطن الإسلامي).
                  ولقد قاد هؤلاء محاولات العلمنة في وطننا لأنهم فهموا أنه من المستحيل حل مشكلة اغترابهم فيه دون علمنة الرؤية التاريخية وعلمنة المؤسسات والأسس التي يقوم عليها المجتمع والدولة، أي ضرب عملية بعث الإسلام كأيديولوجية قادرة على الفعل في وجه التحدي القادم.. (فرح أنطون ، شبل شميل ، ولويس عوض).
                  وحيث أننا هنا بصدد دراسة الحركة الإسلامية الحديثة في مواجهة التحدي الغربي الحديث بمرحلتيه الكبيرتين ـ الأولى تبدأ بالحملة الفرنسية وتمد حتى عام 1928 م ، والثانية بدءاً منذ عام 1928م وحتى الآن ـ فإننا سننظر إلى المجموعتين الثانية والثالثة على أنهما كانتا تكونان ما نصطلح على تسميته بالمرحلة الأولى من مراحل الحركة الإسلامية الحديثة..
                  لقد كان السلفيون يشقيهم المحافظ والمتنور أو الثوري.. كانوا أول رد حقيقي على التحدي القادم، ودلالة على القدرة الفذة التي لهذا الدين على التجاوز والفعل فكانت هذه الحركة وبحق عاملاً أساسياً في اليقظة الإسلامية الحديثة، قاومت الغزو الفكري ، وناضلت ببسالة ضد المخططات الصليبية الاستعمارية. ولا ننسى في غمار الحديث عن هذه المرحلة أن ننوه بالدور الذي قدمه الغزالي وابن تيمية وابن قيم الجوزية لهذه الحركة وفي هذه المرحلة رغم ظهورهم قبلها بقرون..
                  فإذا نظرنا لكل مجموعة على حدة ، وجدنا أن الوهابيين الذين ظهروا في منتصف القرن الثاني عشر ، أي قبل مجيء الحملة الفرنسية بحوالي نصف قرن (ولد محمد بن عبد الوهاب 1703م) كانوا يمثلون أول رفض قوي للفساد الذي عم المجتمع الإسلامي ومحاولة جادة للعودة بالإسلام إلى صفاته الأولى ، التي سادت عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدين والسلف الصالح .. ورأى ابن عبد الوهاب أن مشكلة المسلمين هي في ضعف عقيدتهم وأن الحل هو العودة إلى القرآن الكريم والسنة ، وحارب البدع وأنكر تأويل القرآن ودعا المسلمين إلى الزهد والتقشف والجهاد من أجل بناء المجتمع الإسلامي ، كما فتح باب الاجتهاد الذي ظل قبله مغلقاً لقرون طويلة…
                  ثم كانت الحركة السنوسية (مؤسسها محمد بن علي السنوسي 1787ـ 1859) والتي كانت متأثرة إلى حد كبير بالوهابية من ناحية العودة بالإسلام إلى صفاته الأولى والعودة إلى القرآن والسنة، ومحاربة البدع وفتح باب الاجتهاد، ولكنهم آمنوا أيضاً بالرؤية والاتصال والكشف التي تحدثت عنها الصوفية… وقدر لهذه الحركة أن تنجح في إصلاح المجتمع البدوي ، وتحويله إلى مجتمع متعاون ومنتج وأن تقيم سلطة إسلامية على مناطقها ، وأن تنشر العلم عن طريق زواياها المنتشرة في صحراء أفريقيا وأن تصل إلى القبائل الوثنية هناك ناشرة الإسلام فيما بينها… ورغم الخطأ الذي ارتكبه المهدي الابن ـ 1859 : 1902 ـ بمحاولة الابتعاد عن المنازعات إلا أن الحركة وتحت قيادة الابن نفسه اضطرت إلى إعلان الجهاد ـ عندما وضع تقدم العدو الفرنسي في الصحراء الأمور في نصابها ـ فأصبح لا مفر من الحرب والجهاد كسبيل للاستمرار..
                  وإضافة إلى ذلك فقد كانت هناك المهدية في السودان (ولد المهدي الأول 1844ـ 1885) والتي نادت أيضاً بالعودة بالإسلام إلى نقائه الأول وبالتوحيد بين مذاهب أهل السنة وبمحاربة البدع ومحاربة الفساد السياسي ، وقد قام المهدي بعد أن جمع حوله الأنصار واستتب له الأمر بإعلان الثورة ضد الإنجليز ، واستطاع أن ينزل بهم هزائم كبيرة ، وقد كان ينوي أن يتوجه إلى غزو مصر بعد احتلال الخرطوم وعين وقتها ولاة على الشام ومراكش ،دون أن تصل سلطته السياسية لأكثر من حدود السودان.
                  ولم تقتصر الحركة السلفية المحافظة على هذه الاتجاهات الكبرى فقط ، بل كانت هناك الألوسية في العراق نسبة إلى (أبي الثناء الألوسي) الذي نادى بتنقية الدين من الشوائب واتباع السلف الصالح في مسائل العقيدة، وكانت هناك أيضاً حركة الشوكاني صاحب نيل الأوطار في اليمن(ولد سنة 1760م) ، والتي كانت في حقيقة الأمر صدى للوهابية في شبه جزيرة العرب ، وفي المغرب كانت هناك حركة المولى سليمان الذي حمل له الحجاج دعوة محمد بن عبد الوهاب فأعجب بها وعمل على نشرها ، وكذلك المولى حسن ثم الشيخ أبو شعيب الدكاني والشيخ ابن العربي العلوي، ولكن برغم الدور العظيم الذي قام به السلفيون المحافظون فإنه من الصعب عليهم أن يتجاوزوا أزمة التحدي الغربي الحديث، وذلك لتخلفهم عن إدراك الشرط الموضوعي ، الأمر الذي أدى إلى فقدهم لسلاح مهم وخطير في المعركة الكبرى ، وهذا هو عين ما أدركه السلفيون المتنورون بقيادة الثائر العظيم جمال الدين الأفغاني (1839ـ1896) الذي حدد منذ البداية (كل مسلم مريض دواؤه القرآن).
                  وكان من أهم القضايا التي طرحها ضرورة البعث الإسلامي وأن يفهم المسلمون دينهم الفهم الصحيح ويطبقوا تعاليمه ، وفي نفس الوقت كان مهتماً بجعل الوطن الإسلامي قوة سياسية ناجحة وظل يصرخ في كل مكان داعياً المسلمين إلى النهضة ورفض الاحتلال ومحاربته … كما رفض الإصلاح التربوي الذي اعتمده بعد ذلك تلميذه محمد عبده كوسيلة حاسمة للتغيير وإعادة مجد الإسلام مؤمناً بالثورة السياسية وبأنها الوسيلة المثلى لإعادة الإسلام .. وقد قامت مجلته (العروة الوثقى) بتحليل وضع المسلمين وسبب تأخرهم وشرحت معنى الخلافة وأسباب تدهورها ودعت للمحافظة عليها بصفتها آخر معقل لتجميع الأمة الإسلامية ، وقد كان يأمل خيراً في ثورة المهدي وفي تغيير الوضع في إيران وإصلاح الخلافة.
                  ويكتب ألبرت حوراني في كتابه (الفكر العربي في عصر النهضة) قائلا: (ترك الأفغاني في جميع من عرفوه انطباعاً قوياً ولو لم يكن مبهجاً عن رجل مخلص لعقيدته عنيد ومتقشف، سريع الغضب للشرف والدين ، عفيف يستحيل ترويضه)، ويقول عنه محمد عبده ( أشد من رأيت محافظة على أصول مذهبه).
                  ورغم أن الآراء كادت تجتمع على أن الأفغاني كان شيعيا إلا أن مذهبه الذي كان يعنيه الإمام محمد عبده هو المذهب الحقيقي.
                  وقد كان ينادي دوما بإزالة الخلافات بين المسلمين حتى تلك التي بين الشيعة والسنة.
                  ودعا اكثر من مرة الفرس والأفغان إلى الاتحاد رغم كونهم شيعة وسنة…
                  ولكن يبدو أن الأفغاني .. هذه العبقرية الفذة .. قد جاء فرداً متميزاً متقدماً على عصره ، حيث يعم الجهل والتخلف وترك الاجتهاد والتخاذل عن الجهاد في مرحلة المد الاستعماري الصليبي في كل الوطن الإسلامي… ولكن على الرغم من ذلك فإن أطروحاته بقيت مناراً لأجيال ستأتي…
                  ويقف مع جمال الدين الأفغاني في هذه المرحلة كسلفي متنور الإمام محمد عبده خاصة في المرحلة الأولى من حياته حيث تأثر بجمال الدين الأفغاني تأثراً بالغاً وكان أحياناً كثيرة الناطق الرسمي باسمه ، والمعبر عن أفكاره (لم يكن الأفغاني يحب الكتابة كثيراً..) وعندما نفي الأفغاني بعد دخول الإنجليز مصر، دخل محمد عبده السجن لوقوفه ـ وأخيراًـ بجانب حركة عرابي ومشاركته فيها، لينفى بعدها إلى خارج البلاد حيث يلتحق بالأفغاني وينتقل من بيروت إلى باريس فلندن وتونس.. ويحاول محمد عبده بعد ذلك دخول السودان عن طريق مصر متنكراً للاتصال بالمهدي ولكنه يفشل ويعود إلى بيروت ثانية… وفي عام 1888 م عاد الإمام محمد عبده إلى مصر ثانية ليبدأ مرحلة جديدة في حياته وضح فيها تماماً غياب تأثير الأفغاني وتبنيه للاتجاه الاصلاحي التربوي ، ورفضه للنضال السياسي كوسيلة للثورة. وهكذا لم تكن هذه المرحلة من حياته فوق الشبهات خاصة أنه عاد بعد نفيه إلى العمل الرسمي، بعد أن تعهد بالهدوء تجاه الخديوي للورد كرومر الذي توسط له في إرجاعه إلى عمله .. وقد وقف منه المناضل المسلم مصطفى كامل موقفاً نقدياً رافضاً في هذه المرحلة وعاب عليه اهتمامه بالنفوذ الرسمي ، وفي المقابل شكك محمد عبده في النتائج المرجوة لنضال مصطفى كامل السياسي، والذي يدعنا نقول أن المرحلة الثانية من حياة الإمام محمد عبده ليست فوق الشبهات ليس فقط ما ذكر بل أيضاً تخرج طابور من العلمانيين كانوا قد تتلمذوا على يد الإمام.. ولا ينفي ذلك زعم رشيد رضا ـ تلميذ الإمام عبده ـ والذي يعتبر أيضاً رائداً سلفياً بأن هؤلاء قد خرجوا على خط الإمام. وقبل أن ننتهي من الحديث عن هذه المرحلة لابد من الإشارة إلى حلقة الشيخ طاهر الجزائري (1851 ـ 1920) في سوريا حيث كانت قضية البعث الإسلامي ، وتجاوز أزمة التحدي ووحدة العالم الإسلامي هي موضوع الحلقة المركزية .. كما لا يمكننا أن نغفل عناصر ثورية إسلامية ومتنورة كمصطفى كامل وعبد الله النديم وكذلك محمد إقبال في باكستان الذي دعا إلى تضافر العقل والوجدان والإرادة لبناء مجتمع إسلامي ذلك من خلال فلسفة جديدة ومنظومة شعرية رائعة..
                  وهكذا انتهت مرحلة بكاملها ، لتبدأ مرحلة جديدة تحت ظل خطر الليبرالية العلمانية المتصاعدة فكرياً وسياسياً وتحت ظل الخطر الناجم عن سقوط دولة الخلافة وتحت تأثير أفكار الأفغاني ورشيد وإقبال وتيار الجماعة الإسلامية بشكل عام ، مرحلة جديدة تبدأ عام 1928 هي مرحلة التنظيم الاجتماعي الفعال الذي تمثل بحركة الإخوان المسلمين في مصر والعالم العربي لتشمل بعد ذلك الوطن الإسلامي وحركة الجماعة الإسلامية في باكستان والهند.
                  وإذا كان الأفغاني يقف علماً على رأس المرحلة الأولى فإن الإمام الشهيد حسن البنا يقف علماً على رأس المرحلة الثانية… هذه المرحلة التي تميزت إلى ثلاثة أجيال بدءاً من عام 1928م…
                  الجيل الأول (1928ـ 1949) أو جيل البعث:
                  وفيه طرح الإمام الشهيد الإسلام بكل شموله شريعة تنظم كل جوانب الحياة من اقتصاد وسياسة واجتماع بالإضافة إلى كونه عقيدة وعبادة، وخلال عشرين عاماً استطاع الإمام أن يبعث هذه الأمة من تحت الركام ، وأن يطور مفاهيم الحركة خلال هذه الفترة بتسارع ثوري متقدم ، مستلهماً القرآن والسنة وسيرة السلف الصالح بالإضافة إلى الممارسات اليومية التي كانت تصوب هذه المفاهيم. وقد استطاع هذا الجيل من الحركة إعادة الثقة إلى الفرد المسلم وللمثقف المسلم وللمجتمع المسلم ، ولطرح الإسلام بشكل ثوري ضد البدائل العلمانية التي طرحها الاستعمار منذ ظهور التحدي وحتى ذلك الوقت… ولقد كانت حرب فلسطين التي خاضتها الحركة الإسلامية تتويجاً لوعي وفهم ذاك الجيل لطبيعة التحدي الغربي الحديث، الذي بدأ يتجسد في فلسطين صداما عسكرياً محتوماً… ولكن تنطلق رصاصات غادرة في فبراير عام 1949 ويتوقف نبض الإمام لتبدأ ملامح جيل جديد…
                  الجيل الثاني (1949ـ 1967م) جيل التردد والمحنة:
                  لا نستطيع أن نقول إن عملية البعث التي بدأت مع الجيل الأول قد توقفت ولكن مما لا شك فيه أن ضربة قاسية ـ وقاسية جداً ـ قد وجهت الى الحركة الإسلامية التي وقعت في الحيرة والتفكك (يراجع النصوص الأولى من كتاب حسن عشماوي "الإخوان والثورة").
                  وبقدر ما كانت هزيمة 1954، ذات أبعاد خارجية ، فإنها كانت وبنفس القدر ـ بل أشد ـ تحمل عوامل داخلية بحتة.. وفي جانب من جوانب التحليل فإنها كانت تعني أن الحركة الإسلامية طيلة خمس سنوات لم تستطع استيعاب الضرب التي وجهت إليها باغتيال الإمام الشهيد .. بل في ظل تخبط واضح استطاع انقلاب يوليو 1952 م أن يحدث انقساماً داخل حركة الإخوان المسلمين مستميلاً بعض العناصر حتى تلك التي كانت في الجمعية التأسيسية أو في مكتب الإرشاد.. ورغم أن الضربة كانت قد وجهت عام 1954 إلا أن التحليل التنظيمي لهذا الجيل أصبح ظاهراً للعيان في نهاية الخمسينات ، حيث خرج من المعتقلات الكثيرون ممن تنكروا للتنظيم وأحنوا رؤوسهم للسلطة بينما بقيت بعض العناصر في الجهاز الخاص وأقلية اخرى تعاني من قسوة إرهاب السلطة التي سحبت البساط من تحت أقدام الحركة الإسلامية.
                  لا ننكر قسوة المد العلماني الرهيب في تلك المرحلة وظهور ما يسمى بالحركات الوطنية الثورية سواء بسقوط الإمبراطورية الهولندية في أقصى الشرق في اندونيسيا أم بسقوط فرنسا في ريف المغرب والجزائر، وذلك على الجانب العربي وإن كان الإسلام هو الذي أشعل روح الجهاد على قطبي هذا المحور وامتداده (محور طنجة جاكرتا حسب تعبير المفكر المسلم مالك بن نبي) فإن الملامح الإسلامية كانت تتوارى باقتراب استلام ما سميت بالقيادات الوطنية للسلطة.. حتى أوشكت هذه الملامح على الاختفاء تماماً..
                  وبالإضافة الى ما تقدم فإن هذا يعود أيضاً للغياب التام للحركة الإسلامية كحركة ثورية تملك نظرية متكاملة في مواجهة تكنولوجيا الغرب وعملائه ولعدم وضوح الرؤية كنتيجة لغياب التحليل العلمي وفوضى للمفاهيم التي لم تستطع أن تتصور الهدف والمنطلق والوسيلة ، بالإضافة لغياب الوعي التاريخي وانعدام التثقيف السياسي لكوادر الحركة.. أي باختصار الجهل بأغلب عناصر المعادلة الرئيسية المطروحة : معادلة التحدي الغربي الحديث للوطن الإسلامي..
                  كما واجه هذا الجيل أيضاً بالإضافة لتفشي هذه الظواهر الوطنية المسماة ثورية.. واجه ظهور اليسار أو ما عرف بالعقائد الاجتماعية ذات المحتوى التقدمي، كموضة جديدة تحمل جاذبية خاصة ولكنها هنا أيضاً وقفت سلبية عاجزة عن طرح البديل وغابت من أمام هذا السيل الجارف… وسط كل هذا عاش الجيل الثاني منكفئا على ذاته.. يجتر آلامه وأمجاد السلف الصالح البعيد والقريب بل ووقف متهماً رافضاً لمحاولات التجديد.. ولكن قبل أن نترك هذا الجيل لابد من الإشارة إلى محاولة حزب التحرير الإسلامي للخروج من دائرة المحنة والتردد…
                  ولكن هل استطاع الحزب ان يخرج فعلاً.. والى أي درجة، وما الذي قدمه؟ كل هذا لابد من ان يكون مجال دراسة موسعة ان شاء الله…
                  أما المحاولة الأخرى فهي المحاولة الجادة للشهيد سيد قطب لإنقاذ الحركة الإسلامية بطرح مفاهيم بشكل محدود جذري وثوري.
                  ولكن هذه المحاولة التي تمثلت في الشكل التنظيمي الذي طرحه سيد قطب في كتابه الرائد (معالم في الطريق) بالإضافة الى تفسيره العظيم (في ظلال القرآن)… هذه المحاولة ستترك آثارها الحقيقية على الجيل الثالث وعلى شباب هذا الجيل أكثر مما انعكست على الجيل الثاني الذي فشل في استيعابها بل ووقف منها موقف المتشكك والمتردد والمتهم.. ومع قولنا بجدية وعظمة هذه المحاولة فإننا نقف موقفاً نقدياً صارماً تجاه من اسموا أنفسهم بالقطبيين ومن ساروا على دربهم في التأويل المتعسف لأفكار سيد قطب.. هذا التعسف الذي قاد في النهاية الى ظهور (جماعة المسلمين) أو ما يسمى (بالتكفير والهجرة).
                  الجيل الثالث (1967)م وحتى الآن.. أو جيل الوعي والثورة:
                  وفجأة تكشف كل شيء في سماء المنطقة وتبين أن هذا المد الثوري الوطني لم يكن إلا خدعة كبرى في حياتنا، فجأة تبين أن الاستعمار الذي انسحب عسكرياً، عاد أشد خبثاً بالوسائل الاقتصادية والسياسية ووسائله الخفية الأخرى… وأن ما سمي بمرحلة الثورة الوطنية لم تكن إلا فترة كمون سلخ فيها الاستعمار جلده وعاد أشد شراسة.. فجأة اتضح أن الدول الاستعمارية ازدادت ترفاً ،وأننا ازددنا تخلفا فتقدموا كمجتمعات منتجة وانحدرنا كحيوانات استهلاكية .. لقد كانت نكبة 67 تحولا دراماتيكياً مذهلاً جمد كل شيء في مكانه لتصحو أمتنا على نعي مرحلة بأكملها.. نهاية قاسية قادت إليها مرحلة طويلة من التبديد والضياع.
                  ولكن هل كان على العدو أن يستسلم .. هل كان على قيم الخنوع والاستهلاك التي فرضتها التكنولوجيا أن تنسحب من حياتنا بسهولة ، وهل كان على الثورة الإيرانية أن تمر على طريق مفروش بالزهور لأجل أن تحقق انتصارها المذهل على قيم الخنوع والاستهلاك..
                  انتصار الإيمان والطهارة والروح في عصر التكنولوجيا.. بالتأكيد لا .. بل بدا أن الأمور تسير بشكل أسوأ في البداية.. فالأنظمة العميلة التي أبرزت تلونت بوجوه مختلفة .. وأصبحت المخابرات الأمريكية، أو هيئة الأمن القومي الفرنسية موجودة بشكل رسمي أو شبه رسمي ، مسيطرة على مجريات الأمور في كثير من دول الوطن الإسلامي ومناطق أخرى في أمريكا اللاتينية وأفريقيا.. هذا بالإضافة للوجود السرطاني في نفس المنطقة للشركات الاحتكارية المتعددة الجنسية..
                  (إن الإسلام وحده كدين وحضارة هو الشرط الوحيد لبقائنا واستمرارنا كأمة وثقافة في وجه التحدي الغربي الحديث، السياسي والثقافي على السواء) (توفيق الطيب)..
                  وهكذا سيتجاوز جيل الوعي والثورة مرحلة المحنة والتردد ،وسيتقدم بعملية البعث إلى نهاياتها المنطقية مستلهما في المنطقة العربية بالذات تجربة الإمام الشهيد حسن البنا، ويقدم أطروحة الوعي والثورة والشهادة…
                  لقد كان ظهور هذا الجيل أمراً حتمياً على الصعيدين الداخلي والخارجي ، ولم يكن بالإمكان استمرار السكونية والجمود وتصلب الشرايين..
                  لم يكن بالإمكان استمرار غياب مثل هذا الجيل والبدائل الاستعمارية العلمانية تتهاوى وتسقط.. ومنذ البداية كان على هذا الجيل أن يخوض معركته على مستويين ، الأول حيث المعركة الحاسمة مع الجاهلية والطواغيت والبقايا المهترئة للبدائل التي طرحها الاستعمار ، والثاني حيث المعركة التي قد يضطر لدخولها مع الأجنحة المتخلفة في الحركة الإسلامية نفسها ، هذه الأجنحة التي عجزت عن فهم نفسها وفهم الآخرين وفهم العصر والعلاقات القائمة.. أو تلك الأجنحة التي تركز على جانب من الإسلام أو تلك وتهمل الجانب الآخر ، أو تلك التي تقبل مهادنة الأنظمة الكافرة وتراهن بذلك على الجانب المظلم المتنحي من التاريخ ، كما يحدث في الأردن ومصر الى حد ما.
                  إن أمام جيل الوعي والثورة مهام شاقة في إعداد نفسه … وأحداث البعث الإسلامي والاستمرار في الثورة بعد أن يحدد المفاهيم والمنطلقات والوسائل والأهداف بشكل علمي من خلال الدراسات العميقة الجادة والتحليل والنقد.. ذلك أن الوعي هنا يعني الوعي العميق بالإسلام وبالمشكلات الإسلامية المعاصرة وهذا يتطلب منا إيمانا أساسه المعرفة.. وعملاً أساسه العلم… ووعياً سياسياً بواقع العصر والتزاماً خلقيا بمعايير الإسلام..
                  المصدر : مجلة الطليعة الإسلامية (العدد 11 ـ تشرين ثان ـ 1983) جدير بالذكر أن هذه الدراسة اشترك في إعدادها أيضا مع الشهيد رفيق جهاده الباحث الفلسطيني أحمد صادق.
                  إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                  تعليق


                  • #99
                    رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                    قصيدة: كانوا خمسة
                    كانوا خمسة…
                    في يد كل منهم منجل..
                    في يسرى كل منهم قفة..
                    كانوا يا أصحابي خمسة..
                    وقفوا في صف مكسور..
                    في أعينهم نامت مدن وبحور..
                    بهذا الصف المكسور..
                    خذ حذرك..
                    مولانا هلت طلعته..
                    يا صاحبي حضر المأمور..
                    مولانا كفا في كف ضرب..
                    في العين لهب..
                    في الصدر غضب..
                    مولانا كالعادة صاح:
                    عرب.. فوضى عرب..
                    ***
                    كانوا خمسة..
                    في يمنى كل منهم منجل..
                    في يسرى كل منهم قفة..
                    تركوا (الدرق) الأخضر(*)
                    قالوا: يوماً يومين ولا اكثر
                    يا عمال بلادي..
                    هرمت غابات الزعتر..
                    وانسكب الزيت وغصن الزيتون تكسر..
                    يا قلب الأرض تحجر
                    لا تزهر أبداً لا تزهر..
                    إلا غضباً.. إلا بركاناً يتفجر..
                    ***
                    كانوا خمسة ..
                    وجه واحد .. وجه مسيح..
                    مصلوب يا سادة..
                    أي والله مصلوب وجريح..
                    والوجه السادس وجه قبيح..
                    وجه يهودا القادم من خلف البحر..
                    المانع في علب الليل قدوم الفجر..
                    القاتل والمقتال..
                    يبحث عن عمال..
                    يتقدم صوب الخمسة..
                    هيا يا صحبي..
                    استيقظ في قلب الخمسة حزن دهور..
                    في أعينهم تلمح قطرات من نور..
                    في جوفهم تمتد جذور وجذور..
                    يا رعشة في صدري..
                    يا بركاناً أخذ يثور..
                    لا.. لا يا هذا المأمور..
                    يطعنهم..
                    والسكين في قاع القلب يغور..
                    يا جرحُ تفتح يا جرحُ..
                    يا جرح تفتح يا جرح..
                    يا أهلي هاتوا الملح..
                    حتى يبقى حياً هذا الجرح..
                    حتى يبزغ من ظلم الليل الصبح..
                    لن أغفر لك..
                    لن أغفر لك..
                    تلعنني أمي إن كنت غفرت..
                    تلفظني القدس إن كنت نسيت..
                    تلفظني الفاء..
                    تلفظني اللام..
                    تلفظني السين..
                    تلفظني الطاء..
                    تلفظني الياء..
                    تلفظني النون..
                    تلفظني كل حروفك يا فلسطين..
                    تلفظني كل حروفك يا وطني المغبون..
                    إن كنت غفرت..
                    أو كنت نسيت..
                    (فتحي…)
                    المصدر: المختار الإسلامي ـ العدد 1ـ السنة الأولى ـ يوليو 1979م

                    إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                    تعليق


                    • رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                      جانب الكف .. ام جانب المخرز

                      حدثنا الرواة أن جنود النظام المصري في منتصف الستينات كانوا يتلقون الأوامر بالتوجه فوراً ومحاصرة أي مدرسة أو مكتبة أو منزل يتم الإبلاغ عن وجود نسخة من كتاب (معالم في الطريق) فيه وكانت صحافة النظام لا تتورع بعد ذلك عن كتابة نصوص مختلفة تنسبها إلى الكتاب.. وفي ظل حملة إعلامية شرسة تقهر الأرواح وتشل عقب الأغلبية عن التفكير.. كان الناس مضطرين للتصديق وقراءة نصوص أخرى أو كتاب آخر على أنه (معالم في الطريق).. ولم يتصور الطغاة وقتها أنه سيأتي وقت يصبح فيه (معالم في الطريق) أكثر الكتب العربية انتشاراً في الوطن الإسلامي وأنه سيكون نواة لنظرية إسلامية ثورية يتجمع حولها مئات الألوف من الشباب المسلم اليوم.
                      تذكرت كل هذا وأنا أشاهد هذا الحرب غير المقدسة ضد (الطليعة الإسلامية) .. ليت الأمر وقف عند حملات التشهير والأكاذيب والافتراء، إذ يأتي البعض إلا أن يستعير مما سبق أسوأ الممارسات فيبدأ حملات المطاردة والمحاصرة والاختطاف والسرقة.. أي والله اختطاف إعداد (الطليعة الإسلامية) وسرقتها وذلك في محاولة يائسة لحجب كلمة الحق عن الناس ومنع بذور الثورة أن تجد مكانها في التربة وأن تضرب جذورها عميقاً في الأرض.
                      وحتى الآن لا وجه للغرابة ولكن هناك ألف وجه للغرابة والألم حين نعرف أن هذا البعض ينتسب للإسلام بل وجزء من الحركة الإسلامية ، والألم هنا ليس مرده محاربة. الطليعة الإسلامية ، فنحن نعرف أنها سنة الله وأنها إحدى اشكاليات الأفكار التغيرية العظيمة ولكنا نرثى لهؤلاء الأبناء الأبرياء الذي ينفذون المهمة بحماس دون أن ينتاب الكثيرون منهم ـ وحتى الآن ـ أي إحساس بالذنب وغير مدركين أنهم يحاربون أكثر الرؤى الإسلامية اقتراباً من الله وأكثر المحاولات الإسلامية جدية نحو صياغة نظرية إسلامية ثورية مؤهلة لطرح برنامج عمل إسلامي متكامل في مواجهة المرحلة الصعبة ورموزها: الغرب الصليبي.. العلو الإسرائيلي.. الجاهلية العربية.
                      "الطليعة الإسلامية" أيها الأبناء الطيبون هي الكف الذي يواجه المخرز.. الكف المرفوعة كالواجب اليومي ضد المرحلة.. فلماذا اخترتم جانب المخرز؟ ولماذا تقفون مع صعوبة المرحلة؟! وهل حقا أنكم اخترتم.. هل قرأتم كلماتها .. تأملتموها.. ثم اخترتم جانب المخرز والمرحلة!! نحن في أشد الريبة.. الذي يقترب من كلمات "الطليعة الإسلامية" بدون هوى لا بد وأن تتحسس أنفاس محرريها الملتهبة.. طهارة قلوبهم وأكفهم وزيف كل الأضاليل عن مجلتهم. مجلتكم.. ساحتكم وساحة كل المسلمين..
                      أبناء "الطليعة الإسلامية" ـ أيها الأبناء الطيبون ـ مع المنهج الإسلامي المتكامل والبرنامج الواضح المحدد وبنقاء محمدي خالص يقفون ضد الارتباطات والعلاقات التي لا يقرها الإسلام.. وهم مع القضية الفلسطينية كقضية مركزية للحركة الإسلامية كقضية يتمحور حولها النشاط السياسي الإسلامي باتجاه وعد الله بالنصر والتمكين.. كقضية تمثل ـ قرآنياً وتاريخياً وواقعياً ـ ذروة التماس مع الكفر وهي بذلك ليست بديلاً عن دولة الإسلام كما يزيف البعض.. إنما هي لحظة التفجير المقدسة باتجاه انتصار الإسلام النهائي ، أبناء "الطليعة الإسلامية" مع الثورة الإسلامية في إيران وفي أفغانستان وفي الفلبين.. مع كل المستضعفين وضد المحور الأمريكي ـ الإسرائيلي ـ السعودي الذي يحاول أن يهيمن على المنطقة.
                      وصدقونا أيها الأبناء الطيبون.. إنه لا يوجد سبب حقيقي آخر لمحاربتها إلا ما ذُكر أعلاه.
                      في العام الماضي.. كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يطاردون مجلة "النور" في باحات المسجد الأقصى.. يختطفونها من أيدي المصلين ويمنعونهم من قراءتها..
                      يا إلهي.. هل يمكن أن يقوم أبناء طيبون ينتسبون إلى القرآن وفي هذا العام بنفس الدور.. يا إلهي.. نتوسل إليك .. ليس لأجلنا فقط بل لأجلهم أكثر .. أن تنقذ أيديهم المتوضئة من تنفيذ هذه المهمة!!.. أن ترفع الغشاوة عن أعينهم وأعيننا وقبل ذلك عن أعين (الكبار!) حتى لا يزجوا بهم في خصومة خاسرة مع الله ورسوله.
                      اللهم هبنا جميعاً الإيمان والقوة.. واغفر لنا.. وارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء.. واملأ قلوبنا بنورك الذي لا يخبو.

                      المصدر: الطليعة الإسلامية ـ العدد 9 ـ السنة الأولى ـ ذو القعدة ـ 1403 هـ ـ سبتمبر 1983م .
                      إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                      تعليق


                      • رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                        القسام نهوض مستمر

                        كانت السيارة قد تجاوزت مدينة جنين..مرت الدقائق.. رفع صديقي يده باتجاه محدد وقال: هذه قرية يعبد.. الأحراش هناك خلف القرية.. إنها غابة ضخمة، أحسست بقشعريرة تهزني.. نشوة تتملكني..حاولت أن أغالب دمعي دون جدوى إذن هنا كان محط رحالة ومهراق دمه.. مولانا الشيخ عزالدين القسام.. القادم من (جبلة) حتى دميت قدماه إلى (يعبد) ،ما بين جبلة ويعبد كانت تحولات التاريخ تدور تلقي بنا إلى مزيد من الغربة والمعاناة والألم.
                        ما بين جبلة ويعبد كان القسام يحمل في قلبه آلامه ويمضي . يتوقف في الطرقات.. الحوانيت.. في البيوت.. على أبواب المدارس.. في ساحات المساجد.. فوق المنابر يتوكأ على بندقيته.. كان (الشامي) القادم من جبلة يرسم لفلسطين خارطة جديدة ضد التحولات وضد المرحلة..
                        ضد التجزئة وهو يتواصل ويتكامل من جبلة إلى يعبد.
                        ضد الغرب .. يعلو صوته.. يغسل أرواح الناس المسلوبة.
                        ضد الغرب.. يرفع بندقيته إلى صدور عساكرهم.
                        القسام يوم متجاوز وسط أيام عجاف ولحظة مشرقة كالبرق.. ومضة خاطفة ولكنها خصبة.. مسكونة بكل الرموز القادرة على بعث الثورة وتحقيق ديمومتها.
                        القسام ذهب في خوابي الماء.. امتزج بكل طمي فلسطين وآن لنا أن نلملمه.
                        مولانا الشيخ.. في زمن الردة.. نناديك باسمك فانهض وامسح على قلب الأمة دون الأيام المتسخة.

                        المصدر: الطليعة الإسلامية ـ العدد 29 ـ السنة الثالثة ـ يونيو 1985م.
                        إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                        تعليق


                        • رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                          القسام المنارة الشامخة على امتداد تاريخنا الطويل

                          يعبد هنا كان محط رحالة ومهراق دمه مولانا الشيخ "عز الدين القسام" القادم من (جبلة) حتى دميت قدماه إلى (يعبد) ما بين (جبلة) و (يعبد) كانت تحولات التاريخ تدور تلقي بنا إلى مزيد من الغربة والمعاناة والألم، ما بين جبلة ويعبد كان القسام يحمل جرحه ويمضي.. يتوقف في الطرقات .. في الحوانيت .. في البيوت .. في ساحات القرى في باحات المساجد.. فوق المنابر يتوكأ على بندقيته . كان القادم من جبلة يرسم لفلسطين خارطة جديدة ضد التحولات وضد المرحلة ضد التجزئة كان وهو يتواصل ويتكامل من جبلة إلى يعبد.
                          ضد الغرب.. يعلو صوته ـ يغسل أرواح الناس المسلوبة.
                          ضد الغرب.. يرفع بندقيته إلى صدور عساكرهم.
                          القسام يوم متجاوز ولحظة مشرقة في أيام صعبة.. وومضة خاطفة ولكنها خصبة وولود مسكونة بكل الرموز القادرة على بعث الثورة وتحقيق ديمومتها.
                          ونحن نقف اليوم على بعد أكثر من أربعين عاماً من كلمة السر ـ عز الدين القسام ـ وفك رموزها. إنها محاولة صعبة.. فالقسام ذهب في خوابي الماء.. امتزج بكل طمى فلسطين فأنى لنا أن نلملمه؟! ولكنها محاولة تستحق السفر. محاولة البحث عن ملامح عالم الدين.
                          وهذا يقودنا دوماً إلى سؤال هام يكمن في إجابته جوهر القسام وسره.. حول دور رجل أو عالم الدين! السؤال في حياتنا يمتد قرناً من الزمان ويرتبط جدلياً بالهجمة الغربية ضد الزمان ويرتبط جدلياً بالهجمة الغربية ضد الوطن الإسلامي.. قبل ذلك.. لم يكن مسوغاً أو مبرراً لطرحه فالإسلام أساساً لا يعرف فصلاً بين دين وسياسة حتى يسأل بعد ذلك عن علاقة بينهما فتتعدد الإجابات، وتتباين ويدور الجدل والحوار ونعود من حيث عاد كثير من الباحثين.
                          الإسلام أيها الناس ليس مجرد ملة.. ليس طقوساً.. ليس مسجداً منفصلاً عن المدرسة والمصنع والبيت وساحة الحرب.. الإسلام نظام وقوانين؛ الإدارة الحياة كأشمل ما يكون النظام والقوانين وكأوسع ما تكون الحياة.. هذا هو الدين عندما نتحدث عن الإسلام.. السؤال الأهم.. لماذا يغيب هذا المفهوم عن حياتنا ونستمر في السؤال عن العلاقة بموضوعية باردة.. خبيثة أو ساذجة.. من الذي غيب هذا المفهوم عن حياتنا.. من الذي حدد لعالم الدين دور مفتي الحيض والنفاس والطلاق والزواج فيفاجأ عندما يرى القسام مجاهداً أو قائداً للأمة.. هل كان محمد صلى الله عليه وسلم قائد العلماء وسيدهم ونبيهم وأسوقهم أسوة واجبة الانتفاع قال تعالي : (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).. هل كان هكذا مفتياً للطلاق والزواج فحسب.. مجرد ساعْ لإصلاح ذات البين.
                          السؤال مرة أخرى.. لماذا يغيب دور عالم أو رجل الدين؟ ومن الذي يأخذ دوره؟ وما هي النتائج؟ إنها المؤامرة ضد الإسلام على مدى قرنين من الزمان.. مؤامرة إزاحته كصخرة تحطم عليها دوماً طموح الغرب وغروره أما الذي يأخذ دوره فهو المفكر المغترب والسياسي المغترب.. وكلاء الغرب في الجامعات والسوق وحتى ساحات الحرب.. كيف ستبدو المواجهة إذن وكلاء الغرب ضد الغرب!!
                          إن دور عالم أو رجل الدين يبدو واضحاً عندما نعلم أن السياسي يستطيع أن يخاطب الجماهير قائلاً هذا مفيد وهذا ضار.. هذا من مصلحة الوطن وهذا في غير مصلحته بينما المواطن تحت ضغط مصالحه وباختلاف موقعه الفكري قد يرى رأياً آخر.
                          الدين ـ مكنون الأمة ـ يقدم جداراً صعب الاختراق.. الجدار الذي تلجأ إليه الجماهير.. تستلهم في ظله معاني الحياة.. الجدار الذي تتجاوز صلابته هذه الدنيا الفانية المحدودة بالله.. الوجود المطلق.. والفعل المطلق الذي يهيمن على هذه الدنيا ويعطيها من روحه معنى وقيمة.
                          ورغم كل محاولات التدمير لازال مجموع الأمة يرى في الإسلام عقيدته وتراثه وتاريخه وكينونته.. لازال الإنسان المسلم يتوجه إلى الشيخ سائلاً.. هل هذا حرام أم حلال؟ أهذا شرعي أم غير شرعي؟
                          ومن هنا يصبح عالم الدين البسيط والعادي شيئاً هاماً في حياة الناس.. أما عالم الدين المجاهد والثوري فهو بدون شك الأقدر على القيادة والبعث والإلهام أمام الصورة المشوهة لأصحاب العمائم والواقع المشبوه لبعضهم فهي جزء من المؤامرة ضد الإسلام. المؤامرة التي أنتجت نماذج تبسمل وتحوقل وهي تشارك في زفة الباطل. نماذج لا تمت للإسلام بصلة، إن أمثال هذه النماذج المسروقة لا يمكن أن تعطل دور رجال الدين المناضلين.. المنارات الشامخة على امتداد تاريخنا المجيد.
                          وهكذا كان القسام بخروجه التاريخي رمزاً لكل السائرين على درب الإسلام الإسلام العظيم .. رمز انتصار الواجب على الإمكان.

                          المصدر: المجاهد ـ العدد 10 ـ 3 تشرين ثاني 1989م

                          إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                          تعليق


                          • رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                            أشرف الشيخ خليل
                            كيف عبرت إلى الوطن وتركتنا؟

                            في جنوب فلسطين ، في مدينة رفح ولد أشرف بعد ثلاث سنوات على احتلال مدينته الباسلة، لم يشهد المهرجانات العربية ، لم يستمع لأناشيد الطغاة وأنصاف الآلهة ولا لموسيقى الجاز، لم يتعرف على فنادق الخمسة نجوم ولا تذوق ترف الثوار ولا أكل من خيرات الثورة!! أشرف كان يشهد يومياً أحذية الجنود الصهاينة، يحدق في بنادقهم ويستنشق رائحة الغاز اليومي ويكبر، أشرف أصبح صبياً كبيراً، أشرف اليوم رجل يدخل السجن ويخرج.. يدخل السجن ويخرج ، طارد دوريات الاحتلال بالزجاجات الحارقة كما انضم إلى مجموعة القصاص من كبار العملاء، وعندما أدركه العدو وطارده.. اجتاز الحدود القريبة إلى مصر، ومنذ أن غادر لأكثر من عامين لم ينس أنه سيعود إلى مجموعة مقاتلة للحركة قد سبقته إلى جنوب الوطن، لم يكن يعلم أنه سوف يسبقهم إلى رفح فقد اعترضتهم أجهزة الأمن المصرية .. اعترضت كالعادة مجموعة المجاهدين واقتادتهم إلى غياهب السجن ، كما اقتادته إليه عندما غادر الوطن مطارداً من جنود الاحتلال.
                            أشرف وصل رفح عبر كل فلسطين .. جاءها قادماً من الشمال إلى الجنوب، وقف على حدود فلسطين الشمالية.. قاتل العدو مع إخوانه ببطولة نادرة.. وعندما استشهد لم يجدوا جثمانه، لقد حفر طريقه تحت الأرض ووصل إلى رفح التي اشتاق إليها.. كان دمه جواز سفره ، فقد تحرر من عقدة جواز السفر ووثيقة السفر. وعقدة المطارات المحرمة وعقدة السجون الشقيقة، لم يعد باستشهاده هذا الفلسطيني التائه ترده المنافي العربية والمطارات العربية ، كم هو جميل هذا الموت الذي يحمل الشهيد إلى الوطن، وكم هو يائس هذا المنفي الكبير باتساع الوطن العربي الكبير الذي يتسع (لإسرائيل الصغرى والكبرى).. يتسع ليهود العالم ولنصف مليون جندي أمريكي ولا يتسع لفلسطيني يصرخ بلا مأوى…
                            أشرف الشيخ خليل.
                            كيف عبرت إلى الوطن.. إلى نسيم الوطن ودفء الوطن وتركتنا في العراء.. كيف جمعت ولخصت وحشرت العواصم والحدود في قطرة دمك لقد فزت بالجائزة.. بالشهادة والوطن.. وبالإنعتاق من قيد المنافي ورعب المنافي وضغط المنافي على الأرواح..

                            المصدر: الأمة ـ العدد التجريبي الأول ـ 1/9/1991م 23 صفر ـ 1412هـ
                            إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                            تعليق


                            • رد: " ملف خاص " سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي الشهيد القائد فتحي الشقاقي (أبو إبراهي

                              15 أيار

                              يوم من أصعب أيام التاريخ العربي والإسلامي ، ففي هذا اليوم حقق المشروع الاستعماري الغربي أهم وأخطر أهدافه: إقامة الكيان الصهيوني في القلب من الوطن الإسلامي ليكون عنوانا على تجسيد التحدي كاملاً ؛ عقيدياً وحضارياً ، وسياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، فلم تعد المسألة مجرد مشروع ثقافي معادي، إنه الإنسان الغربي نفسه يحمل أحقاد الصليبيين وأوهام التوراتيين والتلموديين ويحتل درة البيت مسلحاً بمنهج الغرب القائم على الصراع والتفتيت والغطرسة والهيمنة وأدوات الغرب في البطش والإرهاب.
                              15 مايو / أيار 1948
                              أصعب من سقوط بغداد على يد التتار ـ كان ذلك اليوم ـ أو سقوط الأندلس بيد الفرنجة الأسبان وأصعب من سقوط بيت المقدس نفسه على أيدي الصليبيين ، لم تحدد تلك الأيام على قسوتها مصير الأمة كما حدد ولازال ذلك اليوم الأسود، كانت الأمة تملك من أسباب الحياة والاستمرار والمقاومة والجهاد ما يكفي لوقف التتار وتذويبهم واستيعابهم ، وما يكفي لرد الصليبيين وهزيمتهم ، وما يكفي لتجاوز مأساة الأندلس والتي كانت رغم خسارتها المؤلمة ضربة في الجناح لا في القلب.
                              في هذا اليوم قبل أربعة وأربعين عاما تم تدشين مرحلة العلو والإفساد الإسرائيلي في المنطقة ليعربد الكيان الصهيوني على مدى العقود الأربعة الماضية فيكمل احتلال بيت المقدس ويدنس المسجد الأقصى، يضرب في صعيد مصر وشط تونس ووسط أفريقيا ومشارف بغداد ليؤكد أن حدوده الأمنية تمتد من شمال أفريقيا إلى باكستان ومن استانبول الى عنتيبي ولاجوس، كما يدخل قادة العدو وسط الصمت العربي وبكل الزهو إلى بيروت الذبيحة وترفرف نجمة داوود في سماء قاهرة المعز وتنعكس على صفحة النيل المكبل ساخرة مستهزئة بالأزهر الشامخ لألف عام وبآلاف المآذن وبكل مجد العرب.
                              في 15 مايو (أيار) 1992 أصبح واضحاً كالنهار ما خفي عنا قبل أربعين أو ثلاثين عاماً ، لم تكن فلسطين هي الهدف وإنما المركز والمنطلق: مركز الهجمة ضد كل الوطن الإسلامي ومنطلق علوهم وإفسادهم في كل المنطقة، لقد بات واضحاً أن الكيان الصهيوني في فلسطين هو أهم وأخطر تجليات العدوان الاستعماري ضد المنطقة منذ ظهور الإسلام وحتى الآن ،وأن هذا الكيان هو أداة النظام الدولي القديم والجديد في قهر الأمة، في فرض التجزئة والهيمنة عليها وسرقة ثرواتها وتركها نهباً للحوادث والأعاصير، لا رأي ولا دور لها فيما يجري من حولها أو يُراد بها. ولذا يعمل النظام الدولي على تكريس النفوذ الإسرائيلي ويجعل حماية الدولة العبرية من أهم أهدافه فيزودهم بالمال والسلاح والبنين في حين يمعن في تقسيم الحوض العربي الإسلامي قومياً وإقليمياً وطائفياً ويجعل من فكرة إقامة شارع واسع بين عاصمتين عربيتين مسألة خطيرة تحتاج إلى رضا دولي، يمنع عنا السلاح بكل الطرق الممكنة في حين يطورون أسلحة العدو ويخزنون أسلحتهم الخاصة في مخازنه ، وكل هذا في مظاهرة زائفة خادعة تسمى مؤتمر السلام ، مؤتمر فرض الإرادة الأمريكية وإعادة ترتيب المنطقة وفق الشروط الإسرائيلية.
                              إن شعوبنا تدرك اليوم كل هذا وأصبح ضروريا أن يدرك حكام العرب والمسلمين أن الخطر بات يهدد مخادعهم وليس مجرد أطراف حدودهم، يهدد ترفهم ورفاهيتهم وليس مجرد حليب الأطفال وخبز الشعب. وحدهم أطفال فلسطين في الذكرى الرابعة والأربعين لاغتصابها يدافعون عن كرامة الأمة وحدودها وجدارها الأخير، وحدهم فتيان الانتفاضة يخرجون من بين الخرائب والأنقاض ليستمروا في المقاومة حتى يغيب وجه الهجمة في غبار التاريخ ، وحدها الانتفاضة ـ الثورة تلوح في الأفق هلالاً من نار ونور تضيء ليل العرب الطويل، نجمة على جبين الأمة وفي سماء الوطن الكبير تدل على الطريق طريق الاستقلال والحرية والنهضة والعدالة تصيح: هلموا من ورائي يا كل المؤمنين، يا كل التائهين والحيارى، هلموا من ورائي ، الانتفاضة ـ الثورة ثغرتنا في جبهة العدو وطريق خروجنا من ذكرى النكبة ومأزق النكبة.
                              في الذكرى الرابعة والأربعين لاغتصاب جوهرة الإسلام ، يسكن الحزن الفؤاد ولكن يسكن الغضب كل شرايين الدم ونرفع قبضتنا في وجه الغزو وكلنا أمل وثقة أن علوهم إلى اندحار وأن غزوهم إلى زوال.

                              المصدر: اللواء البيروتية بمناسبة الذكرى الأليمة لإقامة الكيان الصهيوني 15/5/1992م.
                              إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                              تعليق


                              • ملف خاص بسيد الشهداء .الشهيد القائد فتحي الشقاقي

                                بسم الله الرحمن الرحيم



                                فى هذا الشهر المبارك تمر علينا ذكرى استشهاد المفكر المعلم فتحى الشقاقى ففى ذكراه لابد لنا ان نبقى الاوفياء لدمه اطاهر ولفكره الواضح وضوح الشمس
                                فهذا الموضوع يتحث عن المعلم الفارس فى جميع نواحى حياته وماذا قالوا عنه ولماذا
                                اغتالوه




                                " ملف خاص " .. سيد شهداء حركة الجهاد الإسلامي..الشهيد القائد فتحي الشقاقي ( أبو إبراهيم)..فجر الأمة الجديد



                                سلاماً فتحي الشقاقي، سلاماً يا عاشق الشهادة والإباء، يا أول الغيث في مطر السماء، سلاماً ممهوراً بجدائل العشاق، تتلو آيات الله صباحاً مساء. سلاماً للجيل المتمرد يقذف حجارة صماء، سلاماً لسرايا القدس ورجالها الأشداء. سلاماً لروحك الطاهرة وتلاميذك الأبرار..

                                فتحي الشقاقي يا أول طرق النصر المبين، يُعَبّد طريق النصر بالدم الغزير، أيها المسكون بفرح العارفين الموصولين بالخالق الكريم. فعندما أظلمت الدنيا، وأصبح عشق الوطن كالجمر بين الحنايا، وحاولوا قلب معادلة الحق، برز نور وجهك مع المجاهدين يشعّ على الكون المظلم وخططتم بدمكم ملحمة التحدي، في القدس، في العفولة، في تل أبيب، في الخليل، في بحر غزة.. لتثبتون من جديد أن الأمة حيّة، وأن الأعداء مهما حاولوا أن يطمسوا عقيدة الأمة، وأن يهدموا أصالتها ويقطعوا أوصالها، فأثبتم أن دم المجاهدين يرسم الغد المشرق لأمتنا.. أتقنتم التعبير عن دموع الأطفال التي شقّت سهولاً وودياناً، وعن بسمة شهيد اختار الموت/ الحياة حضوراً مكثفاً لوجوده ولوجود الأمة، فأعطى أرواحنا من خلاله ثورة قوية، وعطاء لا محدود، يعبّر عن وطن سليب وأمة ملتاعة محاصرة بين أنقاض اللوعة وغربة الأبناء ..

                                فتحي الشقاقي، قم الآن انثر دمنا على مساحة الوطن، شاهد القبور تُصيّر رعشة الموت ميلاداً جديداً، أطلق نبضاً، احمل الروح، خذ امتداد الأمل واجتح القلوب كلها ..

                                فتحي الشقاقي: يا زقزقة عصفور، وبسمة طفل شهيد، ويا صخرة من بلادي حطّمت غرورهم في تل أبيب ..

                                سيدي، امسح أدران الوهن عنّا، وابعث الأمة قياماً من جديد، فمن دمك روينا كل ساحاتنا عشقاً ولهباً، وتفجّر انتفاضة في الأقصى من جديد ..

                                الاسم: فتحي الشقاقي

                                العمر: 44 عاماً

                                السكن: رفح.

                                الوضع العائلي: متزوج، وله ثلاثة أولاد

                                تاريخ الاستشهاد: 26/10/1995.


                                مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

                                'هو الواجب المقدس في صراع الواجب والإمكان، هو روح داعية مسئولة في وسط بحر من اللامبالاة والتقاعس، وهو رمز للإيمان والوعي والثورة والإصرار على عدم المساواة' هذا هو 'عزّ الدِّين القسَّام' في عيني 'فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي'

                                الشهيد المعلم الدكتور فتحي إبراهيم عبد العزيز الشقاقي: مؤسس وأمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، من قرية "زرنوقة " بالقرب من يافا في فلسطين المحتلة عام 1948. شردت عائلة الشهيد المعلم من القرية بعد تأسيس الكيان الصهيوني عام 1948 وهاجرت إلى قطاع عزة حيث استقرت في مدينة رفح، وأسرة الشهيد المعلم الشقاقي هي أسرة فقيرة حيث يعمل الأب عاملاً.

                                ولد الشهيد المعلم فتحي الشقاقي في مخيم رفح للاجئين عام 1951، وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته ، درس في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم جامعة الزقازيق، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مشفى المطلع بالقدس وبعد ذلك عمل طبيباً في قطاع غزة.

                                لم يكن الشقاقي بعيدًا عن السياسة، فمنذ عام 1966م أي حينما كان في الخامسة عشرة من عمره كان يميل للفكر الناصري، إلا أن اتجاهاته تغيرت تمامًا بعد هزيمة 67، وخاصة بعد أن أهداه أحد رفاقه في المدرسة كتاب 'معالم في الطريق' للشهيد سيد قطب، فاتجه نحو الاتجاه الإسلامي، ثم أسَّس بعدها 'حركة الجهاد الإسلامي' مع عدد من رفاقه من طلبة الطب والهندسة والسياسة والعلوم حينما كان طالبًا بجامعة الزقازيق.

                                كان الشهيد المعلم فتحي الشقاقي قبل العام 1967 ذا ميول ناصرية، ولكن هزيمة العام 1967، أثرت تأثيراً بارزاً على توجهات الشهيد المعلم، حيث قام بالانخراط في سنة 1968 بالحركة الإسلامية إلا أنه اختلف مع الإخوان المسلمين، وبرز هذا الخلاف بعد سفر الشهيد لدراسة الطب في مصر عام 1974 م فأسس الشهيد المعلم ومجموعة من أصدقائه حركة الجهاد الإسلامي أواخر السبعينيات. اعتقل الشهيد المعلم في مصر في 1979 بسبب تأليفه لكتابه «الخميني، الحل الإسلامي والبديل»، ثم أعيد اعتقاله في 20/7/1979 بسجن القلعة على خلفية نشاطه السياسي والإسلامي لمدة أربعة أشهر. غادر الشهيد المعلم مصر إلى فلسطين في 1/11/1981 سراً بعد أن كان مطلوباً لقوى الأمن المصرية.

                                قاد بعدها الشهيد المعلم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وسجن في غزة عام 1983 لمدة 11 شهراً، ثم أعيد اعتقاله مرة أخرى عام 1986 وحكم عليه بالسجن الفعلي لمدة 4 سنوات و5 سنوات مع وقف التنفيذ: لارتباطه بأنشطة عسكرية والتحريض ضد الاحتلال الصهيوني ونقل أسلحة إلى القطاع" وقبل انقضاء فترة سجنه قامت السلطات العسكرية الإسرائيلية بإبعاد الشهيد المعلم من السجن مباشرة إلى خارج فلسطين بتاريخ 1 أغسطس (آب) 1988 بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. تنقل بعدها الشهيد المعلم فتحي الشقاقي بين العواصم العربية والإسلامية لمواصلة جهاده ضد الاحتلال الصهيوني إلى أن اغتالته أجهزة الموساد الصهيوني في مالطا يوم الخميس26/10/1995 وهو في طريق عودته من ليبيا إلى دمشق بعد جهود قام بها لدى العقيد القذافي بخصوص الأوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني على الحدود المصرية.

                                ويعد الشهيد المعلم الدكتور فتحي الشقاقي أحد أبرز رموز التيار المستنير داخل الحركة الإسلامية لما يتمتع به من ثقافة موسوعية، واستيعاب عقلاني لمشكلات الحركات الإسلامية وقضاياها في العالم العربي والإسلامي. كما يعتبر الشهيد المعلم مجدد الحركة الإسلامية الفلسطينية وباعثها في اتجاه الاهتمام بالعمل الوطني الفلسطيني، وإعادة تواصلها مع القضية الفلسطينية عبر الجهاد المسلح، فدخلت بذلك طرفاً رئيسياً ضمن قوى الإجماع الوطني الفلسطيني بعد طول غياب
                                3/1/2008 ذكرى استشهاد الشيخ القائد الميداني / سامي فياض

                                تعليق

                                يعمل...
                                X