الإعلام الحربي – غزة:
دعا الأسير القائد عبد الرحمن شهاب أحد قادة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال الصهيوني، أبناء الشعب الفلسطيني إلى الوحدة والتماسك ونبذ الخلاف والفُرقة، وأن يوجّهوا البوصلة نحو هدفها الصحيح "القدس" و"الأقصى"، مشددا على أن الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال لم تمتلك القدرة والإرادة لمواجهة بشاعة السجان الصهيوني المحتل لأسباب عديدة أهمها الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وقال الأسير شهاب -يقضي حكما بالمؤبد منذ 24 سنة- إن الانقسام أرخى بظلاله على وحدة الصف الوطني داخل السجون، "وأضحى العمل العام من أغلب التنظيمات داخل السجون منصبّا على غاية واحدة تخدم الإطار التنظيمي الضيّق على حساب المصلحة العامة للحركة الأسيرة".
وأضاف شهاب في مقابلة مع صحيفة "الاستقلال": "نحن -أسرى الجهاد داخل سجون الاحتلال- استطعنا تغيير تعريف الاحتلال للسجن، فهو الذي يهدف إلى قتل روح الإنسان الفلسطيني وإيقاف إنتاجه، واستطعنا تغيير تعريف علم الاجتماع للسجن الذي يرى أن السجن ما يسلبك زمنك ويعطيك زمنا آخر تعيشه".
وتابع: "عشنا أفضل زمن يمكن أن نعيشه، والزمن الذي عشناه في السجن ليس زمنا آخر بل إنه زمننا الحقيقي، وهو الذي لا يمكن فصله عنا في المكان الذي لم يستطع أن يحيط بروحنا التي ترنو للحرية، فأنبتت فلسطين في السجون المقامة على أرضها نباتا حسنا، لم تسر علينا قوانين الاحتلال ولا قوانين علم الاجتماع، بل هي قوانين الإنسان الفلسطيني الذي تنبأ له الشهيد المعلم فتحي الشقاقي بأن العالم سيردد يوما: آمنت برب فلسطين، هو الشهيد الذي نشتم رائحته ونحن نتنقل في "البوسطات" من سجن لسجن، لقد علمنا رفيقنا ومعلمنا كيف نجعل الزمن يتراجع أمام سرعتنا في استقلاله".
واستطرد الأسير قائلا: "حتى أوسلو كوانا بناره خلف القضبان عندما كان يجري الإفراج عن إخواننا الأسرى من الفصائل الأخرى فيما كنا تستثنى لأن فصائلنا رفضت المشاركة في هذا الهوان".
وأكد شهاب أن مواقف أبناء الجهاد الإسلامي داخل السجون ثابتة ولم تتغير، "فمفاهيم الصراع لدى أبناء الجهاد هي مفاهيم شرعية غير خاضعة لأي مصلحة تنظيمية، ولهذا كان جسد التنظيم داخل السجون دائما مستهدفا من إدارة الاحتلال، فدفعنا الثمن مرارا شهداء وجرحى وعزلا"، وزاد قائلا: "كما أننا لم نزل ندفع ثمن الانقسام الجاهل بين فتح وحماس، فجسد التنظيم مشتت بين أقسام فتح وأقسام حماس مما يصعب علينا توحيد جسدنا وتضميد جراحنا، فنحن ملتزمون بموقف الحركة لناضج بعدم الانحياز لأحد، بل رغم كل ذلك لعبنا أدوارًا مهمة وأساسية في وأد الفتن وتقريب وجهات النظر، وهذا عزز من مكانة حركة الجهاد وجعلها موضع احترام وتقدير لدى الجميع".
وردا عن سؤال: "كيف تقيمون تعاطي القوى والفصائل الإسلامية والوطنية ومؤسسات العمل الأهلي خارج السجون مع ملف الأسرى؟"، أجاب الأسير شهاب: "هناك خلل كبير في التعاطي مع ملف الأسرى من القوى والفصائل والمؤسسات، ومعها أيضا الأوساط السياسية المختلفة.. ليكن معلوما لدى الجميع أولا أنه لا عمل أو خدمة تقدم للأسرى غير العمل الجاد والمنتج لتحريرهم من الأسر، أما ثانيا وللأسف فأغلب الصور النمطية المنطبعة لدى أكثرية قوانا الحية هي مشوهة ومخجلة ومؤلمة.. يظن البعض أن الأموال والمساعدات المادية المقدمة للأسرى هي قمة العطاء المطلوب"، مؤكدا رفض الأسرى النظر إليهم على أسس خيرية بحتة.
وفيما يتعلق بما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من هجمة صهيونية شرسة قال الأسير شهاب: "القدس تعني لنا في عقيدتنا آية من القرآن الكريم، وليس لنا أسمى من غاية يكتب لنا فيها الصلاة في رحابها الطاهر، أما ما نراه من حلول ممكنة لإنقاذ المدينة من عمليات التهويد التي طالت كل ركن في القدس فيتمثل في إيجاد برنامج وطني شامل يجمع أطياف العمل الوطني والإسلامي بالمدينة وينبذ الفرقة والخلاف ويوحد الهدف، ويجعل من المقاومة القاسم المشترك الأول"
تعليق