بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا هم الشهداء قليلو الكلام، إلا أن فعلهم يدوي، فتنفجر الأجساد لتقضي على الآهات والجراح ليشرق فجر الوطن من جديد، لهباً وانفجاراً وفرحاً جديداً.
إنهم الشهداء... الشهود... شهداء الأمس واليوم والمستقبل... السيرة القديمة التي لم تعرف التوقف ولم تعرف معنى الإحباط أو الهزيمة... فهم ومنذ فجر التاريخ النواميس في معاني الدفاع عن الحق والعدل... الذين لطالما زاوجوا ما بين الحرية والشمس.
ميلاد فارس
ولد الشهيد في اسرة فلسطينية فقيرة محصنة بالايمان بالله والانتماء الصادق للوطن كما تقول والدته فاطمة الجبالي فقد انجبته في مخيم جنين قبل 23 عاما وهو الابن البكر وله شقيق و4 شقيقات، ومنذ صغره تفتحت في قلبه وبصيرته حقيقة المأساة والمعاناه للاجيء الفلسطيني في مخيمات ومنافي الشتات فكان يستمع لحكايات النكبة التي شردت فيها عائلته من قرية بريكي قضاء حيفا وما ارتكبه الصهاينة من مجازر فكان يبكي ويتألم ويزداد غضبا على العدو ومجازره. ونشأ وكبر وسط ظروف صعبة حيث تلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث في مخيم جنين ليتلمس واقع الشتات وارهاصات الواقع الصعب والمأساوي وتنعكس عليه بغضب وحزن ورفض شديد للاحتلال ادى لاعتقاله في سجون الاحتلال. وتضيف والدة الشهيد وانهى ولدي البطل دراسته الثانويه ونجح في امتحان التوجيهي ولكنه ضحى بمستقبله وحياته ورفض التعليم ليشاركني تحمل مسؤوليات شقيقاته فبدأ بالعمل في عدة مجالات وقد اعتقلته قوات الاحتلال لمدة عام ونصف بتهم امنية وبعد خروجه عاد للعمل في عدة مهن في المدينة وداخل ما يسمى الخط الاخضر فكان حريصا على ان يرعى شقيقاته، وقد توقف عن العمل مؤخرا بسبب معاناته من قرحة في المعدة.
عائلة الشهيد
اقام محمد سويطات 58 عاما والد الشهيد في مخيم جنين وتحدى ظروف الحياة الصعبة القاسية في مخيمات اللجوء والمعاناة وتزوج ورزق بأربعة اولاد واربع بنات حيث كان يوسف البكر الذي شاهد معاناة وواقع الحياة المأساوي لاسرته واثر القمع والاحتلال والتعسف الصهيوني وذكريات اللجوء والغربة والاجرام وتعلم في مداس وكالة الغوث الدولية ولكنه لم يكمل العام الاخير بسبب ظروف خاصة.
في المدرسه تميز يوسف بعلاقة اجتماعية مع الطلاب الذين احبوه لدماثه اخلاقه وطيب معشره وكان رفاقه في مقاعد الدراسة اسامة تركمان وابراهيم فايد واسامة ابو الهيجاء واصدقاؤه المقربون اياد المصري وعلاء الصباح وجميعهم استشهدوا لذلك يقول رفاقه اقسم ان لا يهدا ولا يرتاح الا اذا انتقم وثأر لهم والتحق بهم شهيدا.
لمحات جهاية
والد الشهيد ابو يوسف قال منذ صغره كان بطلا ومناضلا بكل معنى الكلمة وجريئا وشجاعا وقد تميز بنشاطه الاجتماعي من خلال علاقته بمراكز الطفولة في المخيم والتي رفعت نسبة وعيه وثقافته والذي عبر عنه من خلال مشاركته في تقديم القصص والمسرحيات الوطنية التي صقلت شخصيته كما شارك في فعاليات الدفاع عن الاسرى وهبة النفق ثم انتفاضة الاقصى التي تغير فيها بشكل كامل فاصبح لا ينقطع عن الصلاة في المسجد والتعبد لله وعن ذلك يقول احد رفاقه ان الشهيد تغير بشكل كبير منذ فترة واصبح لا يؤدي الصلاة الا في المسجد وقبل استشهاده بيوم وخلال خروجي من المسجد بعد تأدية صلاة الفجر شاهدت يوسف قادما بسرعة فاوقفني والدموع في عينيه لانه لم يتمكن من اللحاق بنا وتأدية الصلاة جماعة.
ويروي رفاق الشهيد انه كان نشيطاً في المسيرات والفعاليات الشعبية ولكنه تاثر بشكل بالغ بعد استشهد رفاقه تركمان والمصري وفايد وابو الهيجاء. ويضيف عندما كان يستشهد احدهم كان يمسح دمه ويقسم على الثأر ويحمل نعشه وعندما شاهد احداث بيت ريما تأثر وصدم وبكى واقسم ان يلقن الصهاينة درسا لن ينسوه .وفي صلاته في مسجد المخيم شوهد وهو ينتصب رافعا يديه للسماء عندما حاصرت قوات الاحتلال جنين ويدعو الله ان يرزقه الشهادة وشرف الجهاد. وكان يدعو رفاقه للعودة للاسلام والصلاة والانخراط في مسيرة الجهاد والمقاومة ومواجهة المحتل الغاصب وقد جسد ذلك بوصيته التي كتبها بخط يده وجاء فيها (ان اعظم الامور في هذه الحياة الصلاة في وقتها والجهاد في سبيل الله. لذلك اوصيكم بتقوى الله لانها تنجينا وبالصبر والطاعة والثبات ومقاومة العدو المجرم الجبان وكونوا حريصين على دعوة البناء والاسلام في الارض لانها الاساس لبناء وتحرير الانسان) وجاء في الوصية ايضا ولا تتوقفوا عن مقاومة اليهود من اجل تحرير المسجد الاقصى من دنس اليهود. اخواني كونوا على اهبة الاستعداد للشهادة في سبيل الله وانتقاما لدم الشهداء وانني اهدي عمليتنا الى ارواح الشهداء القائد فتحي الشقاقي وابراهيم الفايد واسامة بدوي واسامة ابو الهيجاء وعلاء الصباح واياد المصري).
ولم ينس الشهيد في لحظات الوداع عائلته فخاطبها قائلا اوصيكم يا اهلي بتقوى الله وان لا تبكوا في عرسي بل وزعوا الحلوى وزغردوا في عرس الشهادة اما امي الصابرة والغالية ووالدي واخوتي فاهديكم جميعا تحية الاسلام ولا تحزنوا فانها الشهادة واسالكم ان تدعوا لي ولجميع المسلمين بالنصر على الظالمين.
مقاتل صلب
وعرف الشهيد بصلابته وقوة عزيمته واستعداده للتضحية فقد كان في مقدمة المقاومين والمدافعين عن المخيم عندما حاول الجيش اقتحامه ويرفص الراحة فيشارك في المعارك ودوريات الحراسة وكان يقول دوما إن اليهود اعداؤنا ويجب محاربتهم وقد احب الشهادة مؤخرا وامن بها حتى اصبحت حلم حياته لذلك استبسل دوما في التصدي ومهاجمة العدو حتى قابله وجها لوجه وبعد الحجارة للسلاح على ارض الخضيرة في العملية الاستشهادية التي نفذت باسم مجموعة الشهيدة الطفلة رهام الورد في ذكرى الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وادت لمقتل واصابة عدد من الصهاينة.
كلمات من الأعماق
ووسط مشاعر الفرحه والاعتزاز قال شقيق الشهيد افتخر باخي لانه اخترق كل الحواجز والحصار ونفذ عمليه جريئه بكل شجاعة وبطولة وخرج من المخيم ليقتحم كل هذه الدبابات والمجنزرات والقوات ويلقنهم درسا في البطوله والجهاد .وقالت والدته انها حاولت عدة مرات اقناع يوسف بالزواج والارتباط ولكنه رفض وكان يتحدث دوما عن عرس الشهادة. ولكن عمه نايف سويطات عضو اللجنه الحركيه العليا لحركة فتح في الضفة قال الدافع الرئيسي للعملية ان اسرائيل لم تبق مجالا للكلام فقد مارست كل اشكال القمع والتسلط لدرجه ان الناس جميعا حشروا في الزاويه ولم يبق امامهم سوى خيار الدفاع عن انفسهم ووجودهم وحياتهم كما ان العملية اكدت سقوط نظرية شارون في توفير الامن والاستقرار من خلال القوة العسكريه وهذا ايضا خلق حلقه من العنف المتبادل ستستمر ما دام الاحتلال يجثم على صدور شعبنا ويحتل ارضنا ويحاصره ويمنعه من ابسط حقوقه الانسانية لذلك فان المقاومة حق مشروع في مواجهة محتل يكرس كل ادواته وامكاناته لتصفية وجودنا وشطبنا.
دعوات لا تتوقف للشهيد
ومنذ تلقيها نبأ استشهاده فإن ام نضال التي تجاوزت العقد الرابع لم يتوقف قلبها ولسانها عن الدعاء له والرضاء عليه بل وقالت >ابارك لنضال الشهادة التي كان يتمناها واقول له انني ارفع رأسي به وجميعنا فخورون ببطولته ونعتز بشهادته المشرفة ودمه لن يذهب هدرا وسيلاقي ربه عز وجل في وجه حسن انها الامانة التي حملنا اياها عز وجل في ارض الرباط لنبقى في جهاد ورباط حتى يوم القيامة وسنبقى على درب نضال حتى ندحر العدو الغازي ونقيم دولتنا ونحقق احلام واهداف الشهداء الابطال في شعبنا.
مسيرة جهادية حافلة
وقال رفاق الشهيد انه تغير منذ اندلاع الانتفاضة المجيدة كثيرا وبدا يتردد على المسجد بشكل كبير ولا يقطع فرضا، كما انخرط في صفوف الانتفاضة فشارك في المسيرات والمواجهات فكان دوما في مقدمة الصفوف يواجه جنود العدو بصدره العاري الا من الايمان. فنضال منذ اكثر من 10 شهور وحديثه الدائم عن الشهادة كما قال خاله علي الجبالي في كل مجلس ولحظة يتحدث عن كرامات الشهيد واهمية الجهاد وفي صلاته نسمعه وهو يدعو الله ان يرزقه كرامة الشهادة وكان يأتي لجدته ويقبل يدها ويطلب منها ان تدعو له بالشهادة وحول شعوره لدى سماعه نبأ تنفيذ نضال -ابن شقيقته العملية -قال علي 38 عاما اننا نفتخر بابننا لانه ضحى بدمه وحياته في سبيل عزة الاسلام وقضية شعبه وعلى العالم ان يدرك ان الاحتلال هو السبب في كل ما يجري وان جرائمه لن ترهب شعبنا او تنال من عزيمته.
تحدى دبابتهم
اما سائده -17عاما -وهي شقيقة نضال التي خاطبها في وصيته مطالبا اياها بعدم تأجيل زفافها الذي كان مقررا بعد عيد الفطر القادم وهي من اقرب شقيقاته اليه فقد خنقت الدموع ومنعتها حتى لا تغضب شقيقيها الشهيد وقالت ابارك لاخي شهادته ورغم حزني لفراقه فأنا سعيدة لهذا الموقف البطولي المشرف فقد تحداهم تحدى دباباتهم وصواريخهم وحصارهم وحواجزهم ونفذ عمليته الجريئة التي رفعت رؤوسنا عاليا لانه انتقم لدماء الشهداء ولقنهم درساً عليهم ان لا ينسوه ابدا فدمنا ليس مباحا وثمنه غاليا، واكدت انها لن تؤجل زفافها وستلبي وصيه نضال البطل وستحتفل مرتين بزفافها وزفافه شهيدا للاقصى وفلسطين وجنات الخلد.
على العهد
في صبيحة يوم 28-10 غادر نضال منزله بعد ان جلس مع اسرته كمن يودعنا تقول والدته كانت لهجته مختلفة ويداه دافئتين ثم خرج وهو يطلب مني الرضا عليه وبعد العصر سمعت بالخبر وانه بطل من ابطال سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ونفذ عملية بطولية انتقاما لروح الشهيدة الطفلة رهام الورد وانتقاما لارواح جميع الشهداء في البداية صدمت ولكن تذكرت وجه وكلمات نضال فصليت لله ركعتين وشكرته ثم عانقت صورته وقلت له نم قرير العين لان الوصيه وصلت وسنحفرها في قلب وذاكرة ووجدان كل فرد من شعبنا البطل وسنبقى على العهد.
هكذا هم الشهداء قليلو الكلام، إلا أن فعلهم يدوي، فتنفجر الأجساد لتقضي على الآهات والجراح ليشرق فجر الوطن من جديد، لهباً وانفجاراً وفرحاً جديداً.
إنهم الشهداء... الشهود... شهداء الأمس واليوم والمستقبل... السيرة القديمة التي لم تعرف التوقف ولم تعرف معنى الإحباط أو الهزيمة... فهم ومنذ فجر التاريخ النواميس في معاني الدفاع عن الحق والعدل... الذين لطالما زاوجوا ما بين الحرية والشمس.
ميلاد فارس
ولد الشهيد في اسرة فلسطينية فقيرة محصنة بالايمان بالله والانتماء الصادق للوطن كما تقول والدته فاطمة الجبالي فقد انجبته في مخيم جنين قبل 23 عاما وهو الابن البكر وله شقيق و4 شقيقات، ومنذ صغره تفتحت في قلبه وبصيرته حقيقة المأساة والمعاناه للاجيء الفلسطيني في مخيمات ومنافي الشتات فكان يستمع لحكايات النكبة التي شردت فيها عائلته من قرية بريكي قضاء حيفا وما ارتكبه الصهاينة من مجازر فكان يبكي ويتألم ويزداد غضبا على العدو ومجازره. ونشأ وكبر وسط ظروف صعبة حيث تلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث في مخيم جنين ليتلمس واقع الشتات وارهاصات الواقع الصعب والمأساوي وتنعكس عليه بغضب وحزن ورفض شديد للاحتلال ادى لاعتقاله في سجون الاحتلال. وتضيف والدة الشهيد وانهى ولدي البطل دراسته الثانويه ونجح في امتحان التوجيهي ولكنه ضحى بمستقبله وحياته ورفض التعليم ليشاركني تحمل مسؤوليات شقيقاته فبدأ بالعمل في عدة مجالات وقد اعتقلته قوات الاحتلال لمدة عام ونصف بتهم امنية وبعد خروجه عاد للعمل في عدة مهن في المدينة وداخل ما يسمى الخط الاخضر فكان حريصا على ان يرعى شقيقاته، وقد توقف عن العمل مؤخرا بسبب معاناته من قرحة في المعدة.
عائلة الشهيد
اقام محمد سويطات 58 عاما والد الشهيد في مخيم جنين وتحدى ظروف الحياة الصعبة القاسية في مخيمات اللجوء والمعاناة وتزوج ورزق بأربعة اولاد واربع بنات حيث كان يوسف البكر الذي شاهد معاناة وواقع الحياة المأساوي لاسرته واثر القمع والاحتلال والتعسف الصهيوني وذكريات اللجوء والغربة والاجرام وتعلم في مداس وكالة الغوث الدولية ولكنه لم يكمل العام الاخير بسبب ظروف خاصة.
في المدرسه تميز يوسف بعلاقة اجتماعية مع الطلاب الذين احبوه لدماثه اخلاقه وطيب معشره وكان رفاقه في مقاعد الدراسة اسامة تركمان وابراهيم فايد واسامة ابو الهيجاء واصدقاؤه المقربون اياد المصري وعلاء الصباح وجميعهم استشهدوا لذلك يقول رفاقه اقسم ان لا يهدا ولا يرتاح الا اذا انتقم وثأر لهم والتحق بهم شهيدا.
لمحات جهاية
والد الشهيد ابو يوسف قال منذ صغره كان بطلا ومناضلا بكل معنى الكلمة وجريئا وشجاعا وقد تميز بنشاطه الاجتماعي من خلال علاقته بمراكز الطفولة في المخيم والتي رفعت نسبة وعيه وثقافته والذي عبر عنه من خلال مشاركته في تقديم القصص والمسرحيات الوطنية التي صقلت شخصيته كما شارك في فعاليات الدفاع عن الاسرى وهبة النفق ثم انتفاضة الاقصى التي تغير فيها بشكل كامل فاصبح لا ينقطع عن الصلاة في المسجد والتعبد لله وعن ذلك يقول احد رفاقه ان الشهيد تغير بشكل كبير منذ فترة واصبح لا يؤدي الصلاة الا في المسجد وقبل استشهاده بيوم وخلال خروجي من المسجد بعد تأدية صلاة الفجر شاهدت يوسف قادما بسرعة فاوقفني والدموع في عينيه لانه لم يتمكن من اللحاق بنا وتأدية الصلاة جماعة.
ويروي رفاق الشهيد انه كان نشيطاً في المسيرات والفعاليات الشعبية ولكنه تاثر بشكل بالغ بعد استشهد رفاقه تركمان والمصري وفايد وابو الهيجاء. ويضيف عندما كان يستشهد احدهم كان يمسح دمه ويقسم على الثأر ويحمل نعشه وعندما شاهد احداث بيت ريما تأثر وصدم وبكى واقسم ان يلقن الصهاينة درسا لن ينسوه .وفي صلاته في مسجد المخيم شوهد وهو ينتصب رافعا يديه للسماء عندما حاصرت قوات الاحتلال جنين ويدعو الله ان يرزقه الشهادة وشرف الجهاد. وكان يدعو رفاقه للعودة للاسلام والصلاة والانخراط في مسيرة الجهاد والمقاومة ومواجهة المحتل الغاصب وقد جسد ذلك بوصيته التي كتبها بخط يده وجاء فيها (ان اعظم الامور في هذه الحياة الصلاة في وقتها والجهاد في سبيل الله. لذلك اوصيكم بتقوى الله لانها تنجينا وبالصبر والطاعة والثبات ومقاومة العدو المجرم الجبان وكونوا حريصين على دعوة البناء والاسلام في الارض لانها الاساس لبناء وتحرير الانسان) وجاء في الوصية ايضا ولا تتوقفوا عن مقاومة اليهود من اجل تحرير المسجد الاقصى من دنس اليهود. اخواني كونوا على اهبة الاستعداد للشهادة في سبيل الله وانتقاما لدم الشهداء وانني اهدي عمليتنا الى ارواح الشهداء القائد فتحي الشقاقي وابراهيم الفايد واسامة بدوي واسامة ابو الهيجاء وعلاء الصباح واياد المصري).
ولم ينس الشهيد في لحظات الوداع عائلته فخاطبها قائلا اوصيكم يا اهلي بتقوى الله وان لا تبكوا في عرسي بل وزعوا الحلوى وزغردوا في عرس الشهادة اما امي الصابرة والغالية ووالدي واخوتي فاهديكم جميعا تحية الاسلام ولا تحزنوا فانها الشهادة واسالكم ان تدعوا لي ولجميع المسلمين بالنصر على الظالمين.
مقاتل صلب
وعرف الشهيد بصلابته وقوة عزيمته واستعداده للتضحية فقد كان في مقدمة المقاومين والمدافعين عن المخيم عندما حاول الجيش اقتحامه ويرفص الراحة فيشارك في المعارك ودوريات الحراسة وكان يقول دوما إن اليهود اعداؤنا ويجب محاربتهم وقد احب الشهادة مؤخرا وامن بها حتى اصبحت حلم حياته لذلك استبسل دوما في التصدي ومهاجمة العدو حتى قابله وجها لوجه وبعد الحجارة للسلاح على ارض الخضيرة في العملية الاستشهادية التي نفذت باسم مجموعة الشهيدة الطفلة رهام الورد في ذكرى الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وادت لمقتل واصابة عدد من الصهاينة.
كلمات من الأعماق
ووسط مشاعر الفرحه والاعتزاز قال شقيق الشهيد افتخر باخي لانه اخترق كل الحواجز والحصار ونفذ عمليه جريئه بكل شجاعة وبطولة وخرج من المخيم ليقتحم كل هذه الدبابات والمجنزرات والقوات ويلقنهم درسا في البطوله والجهاد .وقالت والدته انها حاولت عدة مرات اقناع يوسف بالزواج والارتباط ولكنه رفض وكان يتحدث دوما عن عرس الشهادة. ولكن عمه نايف سويطات عضو اللجنه الحركيه العليا لحركة فتح في الضفة قال الدافع الرئيسي للعملية ان اسرائيل لم تبق مجالا للكلام فقد مارست كل اشكال القمع والتسلط لدرجه ان الناس جميعا حشروا في الزاويه ولم يبق امامهم سوى خيار الدفاع عن انفسهم ووجودهم وحياتهم كما ان العملية اكدت سقوط نظرية شارون في توفير الامن والاستقرار من خلال القوة العسكريه وهذا ايضا خلق حلقه من العنف المتبادل ستستمر ما دام الاحتلال يجثم على صدور شعبنا ويحتل ارضنا ويحاصره ويمنعه من ابسط حقوقه الانسانية لذلك فان المقاومة حق مشروع في مواجهة محتل يكرس كل ادواته وامكاناته لتصفية وجودنا وشطبنا.
دعوات لا تتوقف للشهيد
ومنذ تلقيها نبأ استشهاده فإن ام نضال التي تجاوزت العقد الرابع لم يتوقف قلبها ولسانها عن الدعاء له والرضاء عليه بل وقالت >ابارك لنضال الشهادة التي كان يتمناها واقول له انني ارفع رأسي به وجميعنا فخورون ببطولته ونعتز بشهادته المشرفة ودمه لن يذهب هدرا وسيلاقي ربه عز وجل في وجه حسن انها الامانة التي حملنا اياها عز وجل في ارض الرباط لنبقى في جهاد ورباط حتى يوم القيامة وسنبقى على درب نضال حتى ندحر العدو الغازي ونقيم دولتنا ونحقق احلام واهداف الشهداء الابطال في شعبنا.
مسيرة جهادية حافلة
وقال رفاق الشهيد انه تغير منذ اندلاع الانتفاضة المجيدة كثيرا وبدا يتردد على المسجد بشكل كبير ولا يقطع فرضا، كما انخرط في صفوف الانتفاضة فشارك في المسيرات والمواجهات فكان دوما في مقدمة الصفوف يواجه جنود العدو بصدره العاري الا من الايمان. فنضال منذ اكثر من 10 شهور وحديثه الدائم عن الشهادة كما قال خاله علي الجبالي في كل مجلس ولحظة يتحدث عن كرامات الشهيد واهمية الجهاد وفي صلاته نسمعه وهو يدعو الله ان يرزقه كرامة الشهادة وكان يأتي لجدته ويقبل يدها ويطلب منها ان تدعو له بالشهادة وحول شعوره لدى سماعه نبأ تنفيذ نضال -ابن شقيقته العملية -قال علي 38 عاما اننا نفتخر بابننا لانه ضحى بدمه وحياته في سبيل عزة الاسلام وقضية شعبه وعلى العالم ان يدرك ان الاحتلال هو السبب في كل ما يجري وان جرائمه لن ترهب شعبنا او تنال من عزيمته.
تحدى دبابتهم
اما سائده -17عاما -وهي شقيقة نضال التي خاطبها في وصيته مطالبا اياها بعدم تأجيل زفافها الذي كان مقررا بعد عيد الفطر القادم وهي من اقرب شقيقاته اليه فقد خنقت الدموع ومنعتها حتى لا تغضب شقيقيها الشهيد وقالت ابارك لاخي شهادته ورغم حزني لفراقه فأنا سعيدة لهذا الموقف البطولي المشرف فقد تحداهم تحدى دباباتهم وصواريخهم وحصارهم وحواجزهم ونفذ عمليته الجريئة التي رفعت رؤوسنا عاليا لانه انتقم لدماء الشهداء ولقنهم درساً عليهم ان لا ينسوه ابدا فدمنا ليس مباحا وثمنه غاليا، واكدت انها لن تؤجل زفافها وستلبي وصيه نضال البطل وستحتفل مرتين بزفافها وزفافه شهيدا للاقصى وفلسطين وجنات الخلد.
على العهد
في صبيحة يوم 28-10 غادر نضال منزله بعد ان جلس مع اسرته كمن يودعنا تقول والدته كانت لهجته مختلفة ويداه دافئتين ثم خرج وهو يطلب مني الرضا عليه وبعد العصر سمعت بالخبر وانه بطل من ابطال سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ونفذ عملية بطولية انتقاما لروح الشهيدة الطفلة رهام الورد وانتقاما لارواح جميع الشهداء في البداية صدمت ولكن تذكرت وجه وكلمات نضال فصليت لله ركعتين وشكرته ثم عانقت صورته وقلت له نم قرير العين لان الوصيه وصلت وسنحفرها في قلب وذاكرة ووجدان كل فرد من شعبنا البطل وسنبقى على العهد.
تعليق