13:13 مهما كتبت الأقلام وتحدثت الألسن وفكرت العقول ومهما كان الإلهام الذي سيذكر سير الشهداء الأبطال وتضحياتهم, سيبقى كل ذلك عاجزاً عن وصف حالهم وجهادهم وصبرهم وسعيهم نحو الشهادة مقبلين غير مدبرين.
هؤلاء الرجال الرجال الذين أخلصوا النية لله عز وجل وعملوا بصمت وأبدعوا في الميدان وسعوا بإقدام ليكونوا شهداء عند الرحمن أو تحرير الناس من ظلم بني صهيون.
ونحسب من هؤلاء الأفذاذ الشهيد بإذن الله تعالى إبراهيم سمير العبسي ولا نزكي على الله أحداً, هذا الشاب الذي أعطى الصورة المشرقة للمقاتل العنيد الذي تبنى الفكرة وقضى من أجلها,
وكنت الفارس المعطاء الذي أدرك مبكراً ثمن الحصول على حرية الوطن وبذلت هذا الثمن رخيصاً بكل طيب نفس وهانت له النفس والمال والأهل لتصل للهدف المنشود.
نذكرك شاباً وسيماً خفيف الظل ذو طلعة بهية يحبك كل من عرفك, كريماً معطاءً, وهذا ليس بغريب عن أبناء الإسلام الذين تربوا على القرآن فكان خلقهم القرآن فأحبهم الله وحبب بهم خلقه واصطفاهم شهداء.
الميلاد والنشأة
في ليلة ربيعية هادئة وبالتحديد في الثامن من مارس من العام 1985م كانت عائلة العبسي تنتظر على أحر من الجمر قدوم المولود الجديد خصوصاً وأنه الحفيد الأول لجديه ليتلقى الأستاذ سمير العبسي البشرى بابنه البكر إبراهيم الذي أسماه كذلك على اسم جده.
ولقد كان إبراهيم موضع اهتمام بالغ من أسرته فحرص أهله أن ينشئوه في بيئة إسلامية خالصة ملؤها الحب و التعاون مع باقي أفراد الأسرة, وتذكره دوماً ببلدته الأصلية "الفالوجة" التي هجر منها جده قصراً في العام 1948م.
وكان الطفل إبراهيم كثير النشاط والحيوية لا يخاف من شيء حيث يذكر والده أنه كاد يموت من الخوف عليه وهو يراه يصعد سلماً ارتفاعه أربعة أمتار ولم يكن قد بلغ من العمر سوى عامين فقط.
تعليمه
ودخل الطفل إبراهيم مدرسة "أ" الابتدائية للاجئين في رفح ثم المرحلة الإعدادية في مدرستي "ج" و"أ" الإعداديتين للبنين ثم تلقى التعلم الثانوي في مدرسة شهداء رفح الثانوية, وكان طوال هذه السنوات يحصل على تقدير امتياز ومن المتفوقين في دراسته ومحبوباً بشكل كبير بين معلميه حيث كان مثالاً للطالب النجيب, وكان معروفاً في المدرسة بنشاطه الرياضي ومشاركته الفاعلة في الإذاعة المدرسية مما جعل له حضوراً اجتماعياً مميزا بين أقرانه من الطلاب.
ومن صفاته المميزة مشاكسته المرحة الممزوجة بروح المداعبة لأخوته الأربعة الذين يتلونه ولأهل بيته وكان محبوباً جداً لجدته وكان يكن لها مودة خاصة وهي مستودع أسراره التي يلجأ لها دوماً حين يشعر بضيق أو حرج.
وقد عهده الجميع بجوده منذ صغره فقد كان يؤثر أخوته بمصروفه اليومي حتى أبناء الجيران المعوزين كان لا يبخل علهم بما لديه في بيته لذلك أحبه الجميع صغاراً وكباراً.
أنهى شهيدنا إبراهيم الثانوية العامة في القسم العلمي بمعدل 78% وانتسب للجامعة الإسلامية في كلية التربية قسم علوم فلطالما أراد أن يكون أحد طلاب الصرح الإسلامي العملاق ورفض أن يتقدم لمنح دراسية في الخارج لأنه أجب الجامعة الإسلامية .
وقد قارب الشهيد على إتمام دراسته الجامعية حيث كان في السنة الرابعة وقد تبقى له الفصل الأخير ليتخرج وينال الشهادة الجامعية لكن الله سبحانه وتعالى كانت حكمته أن ينال شهادة أعظم أجرها في الآخرة عظيم.
نعم الشاب الملتزم
كان للأسرة الدور الفاعل في النشأة الإسلامية التي تربى عليها الشهيد إبراهيم فهو من عائلة محافظة عودته منذ صغره أن تكون المساجد طريقه وبالفعل فقد كان مسجد السلام أحب ما يزوره إبراهيم من أماكن لا يكاد يؤدي فيه فريضة حتى يشتاق ليؤدي الفريضة التي تليها فقد تعلق قلبه بحب بيوت الله,ومنها كانت انطلاقته فقد انضم لمركز تحفيظ القرآن الكريم وحاز على دورات الأحكام, ثم تأهل بعد ذلك لأن يكون فرداً في إحدى الأسر الأخوانية التي عهدت منه التزاماً دعوياً منقطع النظير, فكان إبراهيم شعلة متقدة من النشاط الدعوي والعمل في لجان المسجد المختلفة. وأكثر ما كان يحرص عليه في تلك الفترة أن يجلب أصدقائه ومن هم في مثل سنه من الذين يعرفه إلى المسجد فلم يهن عليه أن يراهم بعيدين عن هذا الدرب المنير.
مجاهد جسور لا يعرف الكلل
لم يكن من الصعب على شاب مجتهد مخلص في دعوته ومعروفاً بحسن خلقه أن يكون في صفوف المجاهدين في كتائب الشهيد عز الدين القسام, لكن شهيدنا البطل كان يلح بكثرة على أخوته أن ينضم لهم وكانوا يؤخرونه عن ذلك حتى يتجاوز سن الثامنة عشر ليطمأنوا أن عمله الجهادي لن يؤثر على دراسته فيما كانت كل السبل مذللة له ليكون في ركب المجاهدين.
وتلقى الشهيد عدة دورات عسكرية كان مميزاً فيها بلياقته وقدرته على التحمل مما أهله لأن ينضم للوحدة القسامية الخاصة, فكان احد أبطالها الأشاوس, وكانت له خبرة كبيرة في السلاح الخفيف والثقيل وكان قد أحب الرشاشات الثقيلة فتعلم كيفية استعمالها وتفكيكها حتى صار يشرح كل أمورها لإخوانه , وانضم لوحدة الدفاع الجوي في كتائب القسام فأبلى فيها بلاءً حسناً.
يقول والده أن إبراهيم كان كتوماً جداً في عمله الجهادي ولم يكن يتحدث لأحد عن العمل العسكري حتى لأقرب المقربين له, وكان حريصاً جداً في بيته على سلاحه وعدته العسكرية فكان يخفيها جيداً , وكان إذا أراد الخروج ليلاً ليرابط على الثغور يترك المنزل بخفة وسرعة ولا يشعر أحداً بخروجه وحريص جداً ألا يراه أحد أثناء ذلك.
رغم أن والده كان يعلم بشأن عمله الجهادي لأن ولده تعود على الصراحة معه في كل الأمور.
دينامو يعمل طوال الوقت
وعهده أخوانه المجاهدين صبوراً حليماً يحمل هم أمته, ويتحمل المشاق بكل سعة صدر, وكانت طاقته في العمل جبارة, فيروي أحد أخوته ممن رافقوه في جهاده أنه كان في أحد الأيام يعمل نهاراً بعمل جهادي خاص ثم خرج مع أخوانه إلى شاطئ البحر وهناك اقترب زورق صهيوني من الشاطئ بشكل مفاجئ فأصر على أخوانه أن يقوموا بإطلاق النار عليه من الرشاش الثقيل, وبالفعل شاركهم بذلك رغم المخاطر وإطلاق النار عليهم من الزورق, ثم عاد إلى منطقة سكناه وخرج تلك الليلة مرابطاً وكان عمله في وحدة الدفاع الجوي وتصدى في نفس الليلة للطيران المروحي الصهيوني, ثم أصبح خارجاً إلى جامعته ولم ينم سوى ساعتين فقط وكأنه دينامو يعمل طوال الوقت.
أيامه الأخيرة قبل استشهاده
يروي والده أنه لاحظ على ولده كثرة صيامه في أخر أيامه وكان الوقت الذي يقضيه في البيت قليلاً لكثرة ما يحمل نفسه من أعباء, فعاتبه والده على دراسته خشية أن يقصر فيها فقال له لا تقلق على الدراسة وسأكون عند حسن ظنك فقال له والده أنني لم أعد أراك كثيراً, إني بعتك لله , فخرج إبراهيم من المنزل وهو يقول ضاحكاً ربح البيع ربح البيع.
ويتابع والده أنني كنت في آخر أيامه حين أراه أمعن في النظر فيه جيداً من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه دون أدري لماذا, ولم أكن أعلم أنني أودعه.
ويتابع والده أنه كان يوم استشهاده صائماً فأفطر وصلى العشاء في المسجد ثم سلم على أصدقاءه وخرج للعمل ليلاً, وظل إبراهيم مجاهداً حتى آخر لحظاته, فيسمع الجميع أصوات القصف من الطائرات وتحس الأم بشعور غريب والوالد والجدة كذلك لتأتي بعد ذلك بشريات الشهادة ليتجهز الجميع لعرس الشهيد الذي فاحت من دمائه الطاهرة ريح المسك وأشع وجهه نوراً كأنه البدر المنير.
ليرحل إبراهيم بعد أن أودع في كل من عرفه وردة مغروسة وسط قلوبهم, ينظر إليها الناس فيذكرونه قد أودعهم هذه الأمانة.... فقد سقاها بدمه وبقي يحن لرحاب الأقصى الطاهر.
فمضى إبراهيم شهيداً ليفوز ركب الشهداء الأحرار ولتنبت الوردة في قلوب من أحبه بعد أن سجل وإخوانه المجاهدين مفخرة جديدة في تاريخ الأمة.
13:13
هؤلاء الرجال الرجال الذين أخلصوا النية لله عز وجل وعملوا بصمت وأبدعوا في الميدان وسعوا بإقدام ليكونوا شهداء عند الرحمن أو تحرير الناس من ظلم بني صهيون.
ونحسب من هؤلاء الأفذاذ الشهيد بإذن الله تعالى إبراهيم سمير العبسي ولا نزكي على الله أحداً, هذا الشاب الذي أعطى الصورة المشرقة للمقاتل العنيد الذي تبنى الفكرة وقضى من أجلها,
وكنت الفارس المعطاء الذي أدرك مبكراً ثمن الحصول على حرية الوطن وبذلت هذا الثمن رخيصاً بكل طيب نفس وهانت له النفس والمال والأهل لتصل للهدف المنشود.
نذكرك شاباً وسيماً خفيف الظل ذو طلعة بهية يحبك كل من عرفك, كريماً معطاءً, وهذا ليس بغريب عن أبناء الإسلام الذين تربوا على القرآن فكان خلقهم القرآن فأحبهم الله وحبب بهم خلقه واصطفاهم شهداء.
الميلاد والنشأة
في ليلة ربيعية هادئة وبالتحديد في الثامن من مارس من العام 1985م كانت عائلة العبسي تنتظر على أحر من الجمر قدوم المولود الجديد خصوصاً وأنه الحفيد الأول لجديه ليتلقى الأستاذ سمير العبسي البشرى بابنه البكر إبراهيم الذي أسماه كذلك على اسم جده.
ولقد كان إبراهيم موضع اهتمام بالغ من أسرته فحرص أهله أن ينشئوه في بيئة إسلامية خالصة ملؤها الحب و التعاون مع باقي أفراد الأسرة, وتذكره دوماً ببلدته الأصلية "الفالوجة" التي هجر منها جده قصراً في العام 1948م.
وكان الطفل إبراهيم كثير النشاط والحيوية لا يخاف من شيء حيث يذكر والده أنه كاد يموت من الخوف عليه وهو يراه يصعد سلماً ارتفاعه أربعة أمتار ولم يكن قد بلغ من العمر سوى عامين فقط.
تعليمه
ودخل الطفل إبراهيم مدرسة "أ" الابتدائية للاجئين في رفح ثم المرحلة الإعدادية في مدرستي "ج" و"أ" الإعداديتين للبنين ثم تلقى التعلم الثانوي في مدرسة شهداء رفح الثانوية, وكان طوال هذه السنوات يحصل على تقدير امتياز ومن المتفوقين في دراسته ومحبوباً بشكل كبير بين معلميه حيث كان مثالاً للطالب النجيب, وكان معروفاً في المدرسة بنشاطه الرياضي ومشاركته الفاعلة في الإذاعة المدرسية مما جعل له حضوراً اجتماعياً مميزا بين أقرانه من الطلاب.
ومن صفاته المميزة مشاكسته المرحة الممزوجة بروح المداعبة لأخوته الأربعة الذين يتلونه ولأهل بيته وكان محبوباً جداً لجدته وكان يكن لها مودة خاصة وهي مستودع أسراره التي يلجأ لها دوماً حين يشعر بضيق أو حرج.
وقد عهده الجميع بجوده منذ صغره فقد كان يؤثر أخوته بمصروفه اليومي حتى أبناء الجيران المعوزين كان لا يبخل علهم بما لديه في بيته لذلك أحبه الجميع صغاراً وكباراً.
أنهى شهيدنا إبراهيم الثانوية العامة في القسم العلمي بمعدل 78% وانتسب للجامعة الإسلامية في كلية التربية قسم علوم فلطالما أراد أن يكون أحد طلاب الصرح الإسلامي العملاق ورفض أن يتقدم لمنح دراسية في الخارج لأنه أجب الجامعة الإسلامية .
وقد قارب الشهيد على إتمام دراسته الجامعية حيث كان في السنة الرابعة وقد تبقى له الفصل الأخير ليتخرج وينال الشهادة الجامعية لكن الله سبحانه وتعالى كانت حكمته أن ينال شهادة أعظم أجرها في الآخرة عظيم.
نعم الشاب الملتزم
كان للأسرة الدور الفاعل في النشأة الإسلامية التي تربى عليها الشهيد إبراهيم فهو من عائلة محافظة عودته منذ صغره أن تكون المساجد طريقه وبالفعل فقد كان مسجد السلام أحب ما يزوره إبراهيم من أماكن لا يكاد يؤدي فيه فريضة حتى يشتاق ليؤدي الفريضة التي تليها فقد تعلق قلبه بحب بيوت الله,ومنها كانت انطلاقته فقد انضم لمركز تحفيظ القرآن الكريم وحاز على دورات الأحكام, ثم تأهل بعد ذلك لأن يكون فرداً في إحدى الأسر الأخوانية التي عهدت منه التزاماً دعوياً منقطع النظير, فكان إبراهيم شعلة متقدة من النشاط الدعوي والعمل في لجان المسجد المختلفة. وأكثر ما كان يحرص عليه في تلك الفترة أن يجلب أصدقائه ومن هم في مثل سنه من الذين يعرفه إلى المسجد فلم يهن عليه أن يراهم بعيدين عن هذا الدرب المنير.
مجاهد جسور لا يعرف الكلل
لم يكن من الصعب على شاب مجتهد مخلص في دعوته ومعروفاً بحسن خلقه أن يكون في صفوف المجاهدين في كتائب الشهيد عز الدين القسام, لكن شهيدنا البطل كان يلح بكثرة على أخوته أن ينضم لهم وكانوا يؤخرونه عن ذلك حتى يتجاوز سن الثامنة عشر ليطمأنوا أن عمله الجهادي لن يؤثر على دراسته فيما كانت كل السبل مذللة له ليكون في ركب المجاهدين.
وتلقى الشهيد عدة دورات عسكرية كان مميزاً فيها بلياقته وقدرته على التحمل مما أهله لأن ينضم للوحدة القسامية الخاصة, فكان احد أبطالها الأشاوس, وكانت له خبرة كبيرة في السلاح الخفيف والثقيل وكان قد أحب الرشاشات الثقيلة فتعلم كيفية استعمالها وتفكيكها حتى صار يشرح كل أمورها لإخوانه , وانضم لوحدة الدفاع الجوي في كتائب القسام فأبلى فيها بلاءً حسناً.
يقول والده أن إبراهيم كان كتوماً جداً في عمله الجهادي ولم يكن يتحدث لأحد عن العمل العسكري حتى لأقرب المقربين له, وكان حريصاً جداً في بيته على سلاحه وعدته العسكرية فكان يخفيها جيداً , وكان إذا أراد الخروج ليلاً ليرابط على الثغور يترك المنزل بخفة وسرعة ولا يشعر أحداً بخروجه وحريص جداً ألا يراه أحد أثناء ذلك.
رغم أن والده كان يعلم بشأن عمله الجهادي لأن ولده تعود على الصراحة معه في كل الأمور.
دينامو يعمل طوال الوقت
وعهده أخوانه المجاهدين صبوراً حليماً يحمل هم أمته, ويتحمل المشاق بكل سعة صدر, وكانت طاقته في العمل جبارة, فيروي أحد أخوته ممن رافقوه في جهاده أنه كان في أحد الأيام يعمل نهاراً بعمل جهادي خاص ثم خرج مع أخوانه إلى شاطئ البحر وهناك اقترب زورق صهيوني من الشاطئ بشكل مفاجئ فأصر على أخوانه أن يقوموا بإطلاق النار عليه من الرشاش الثقيل, وبالفعل شاركهم بذلك رغم المخاطر وإطلاق النار عليهم من الزورق, ثم عاد إلى منطقة سكناه وخرج تلك الليلة مرابطاً وكان عمله في وحدة الدفاع الجوي وتصدى في نفس الليلة للطيران المروحي الصهيوني, ثم أصبح خارجاً إلى جامعته ولم ينم سوى ساعتين فقط وكأنه دينامو يعمل طوال الوقت.
أيامه الأخيرة قبل استشهاده
يروي والده أنه لاحظ على ولده كثرة صيامه في أخر أيامه وكان الوقت الذي يقضيه في البيت قليلاً لكثرة ما يحمل نفسه من أعباء, فعاتبه والده على دراسته خشية أن يقصر فيها فقال له لا تقلق على الدراسة وسأكون عند حسن ظنك فقال له والده أنني لم أعد أراك كثيراً, إني بعتك لله , فخرج إبراهيم من المنزل وهو يقول ضاحكاً ربح البيع ربح البيع.
ويتابع والده أنني كنت في آخر أيامه حين أراه أمعن في النظر فيه جيداً من أعلى رأسه وحتى أخمص قدميه دون أدري لماذا, ولم أكن أعلم أنني أودعه.
ويتابع والده أنه كان يوم استشهاده صائماً فأفطر وصلى العشاء في المسجد ثم سلم على أصدقاءه وخرج للعمل ليلاً, وظل إبراهيم مجاهداً حتى آخر لحظاته, فيسمع الجميع أصوات القصف من الطائرات وتحس الأم بشعور غريب والوالد والجدة كذلك لتأتي بعد ذلك بشريات الشهادة ليتجهز الجميع لعرس الشهيد الذي فاحت من دمائه الطاهرة ريح المسك وأشع وجهه نوراً كأنه البدر المنير.
ليرحل إبراهيم بعد أن أودع في كل من عرفه وردة مغروسة وسط قلوبهم, ينظر إليها الناس فيذكرونه قد أودعهم هذه الأمانة.... فقد سقاها بدمه وبقي يحن لرحاب الأقصى الطاهر.
فمضى إبراهيم شهيداً ليفوز ركب الشهداء الأحرار ولتنبت الوردة في قلوب من أحبه بعد أن سجل وإخوانه المجاهدين مفخرة جديدة في تاريخ الأمة.
13:13