الأسير القسامي محمد دخان
خير من ابر بقسمه بالثأر لدماء شقيقه
تقريرـ خاص:
أقسم محمد ليثأر مهما كلفه الأمر ، ودماء بني صهيون جميعا لن تطفئ نار قلبه ، لأنها من وجهة نظره لا تساوي قطرة دم واحدة سالت من شقيقه طارق دخان ، لذلك سرعان ما التحق بكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ليذيق الصهاينة أعداؤه علقم القتل وهاجس الرعب ، متنقلا بين مدينة الخليل ومعسكرات قطاع غزة يقتل ويصيب العشرات تحت أمرة قائده الشهيد عماد عقل . موقع صابرون كشف أسرار كيفية انتقام المجاهد محمد دخان لشقيقه الشهيد طارق بقتل وإصابة العشرات من بني صهيون قبل أن يسقط في قبضة الأسر عقب كمين نصب له ليقضي حكما جائرا بالسجن لمدة ثلاث مؤبدات وعشرين عاما .
والده أحد رجال الإخوان المسلمين ؟؟
وعن أكثر شخصية تأثر بها محمد فهي شخصية والده وهو الأستاذ عبد الفتاح دخان الذي يعتبر من مؤسسي حركة حماس ومن رجال الإخوان المسلمين في فلسطين وقد أبعد الأستاذ دخان إلى مرج الزهور مع العشرات التي أبعدتهم قوات الاحتلال الصهيوني إلى الجنوب اللبناني في عقد التسعينات الماضي كل معاني العطاء التي قدمها الوالد عبد الفتاح كانت سببا رئيسيا في تأثر ابنه القسامي محمد بها .
وعن روحه المعنوية فهو يتمتع بروح معنوية عالية جدا ولكن هذه الروح العظيمة لم تمنعه كما أنها لم تمنع أي أسير من الشعور بالمرارة والأسى ولوعة الفراق خاصة وأن الاحتلال الصهيوني ينكد عليهم معيشتهم ليل ونهار ولكن لسانهم رطب بذكر الله تعالى وبقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
الشبل الغزاوي
ولد الأسير المجاهد "محمد عبد الفتاح دخان" بمعسكر النصيرات في قطاع غزة ، بتاريخ 3/6/1972. وهو الابن الثالث للمربي عبد الفتاح دخان احد مؤسسي الحركة الإسلامية حماس ، فنشأ وترعرع على مبادئ الإسلام الحنيف ، وأغدق عليه والده الحب والمعرفة والعلم وحب الجهاد ، ونمي فيه حب الوطن وحقه في العودة إلى ارض أجداده قريتهم المسلوبة 'عراق سويدان'، لذلك سرعان ما بدت ملامح قوة الشخصية تظهر على الفتى محمد منذ صغره حتى عرف بين أقرانه بشجاعته وجرأته وقدرته على تحمل المسئولية . وما أن أنهى دخان دراسته الإعدادية حتى التحق بالمدرسة الصناعية في مدينة القدس تاركا أهله وذويه رغم صغر سنه ليعيش بمفرده في القدس ليصقل السفر شخصيته ويزيده صلابة وجولة . ولم يمنعه بعده عن الأهل وصغر سنه من المشاركة في أحداث الانتفاضة الأولى في عام 1987 وان يلقي بحجارته على جنود الاحتلال في مدينة القدس حتى عرف بين الجميع أن صانع أحداث الانتفاضة في محيط مدرسته الصناعية ' الشبل الغزاوي ' محمد دخان .
ابتلاءات الرجولة
وفور انتهائه من دراسة الثانوية وعودته إلى معسكر النصيرات حتى انضم إلى إحدى اللجان الشعبية لحركة حماس ليشارك الشبان أمثاله في إلقاء الحجارة وكتابة شعارات الانتفاضة على الجدران وتنظيم المسيرات والإضرابات في المعسكر ،ليتعرض لأول محنة حقيقية تصقل معدنه النفيس ، حيث تعرض للاعتقال على يد جيش الاحتلال عام 1991 لمدة ستة شهور ، ليخرج منه وقد ازداد صلابة وحرصا على مواصلة الجهاد لكن بوسيلة اكبر من الحجر وتحدث ألما أكثر تعمق ارتباطه أكثر بحركة حماس وزاد حقده وكراهيته للصهاينة وتصميمه على الانتقام خاصة انه عرف بصلابته وعناده في الحق وبكرهه الظلم والعدوان . الامتحان الحقيقي الذي تعرض له دخان هو استشهاد شقيقه الأكبر طارق الذي غدرت به يد الغدر الصهيونية بتاريخ 10/4/1992 أثناء محاولته مغادرة قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية بعد أن عاش حياة مطارده لجنود الاحتلال أذاقهم فيها العلقم. وتصف لنا والدة دخان كيف تلقى محمد خبر استشهاد شقيقه فقالت بصوت حزين ' تقدمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال إلى منزلنا واقتادت محمد وشقيقه الأكبر ووالده إلى المقبرة وأمروهما بحفر قبر،من ثم حضرت قوة أخرى ومعها جثمان الشهيد طارق ليقوم والده بدفنه والصلاة عليه . وتكمل الأم الحزينة ولم يستطع محمد أن يسمع هذا الخبر ، وان يتجرع ظلم اليهود حتى على الأموات ، وكيف لم يسمح لأحد منا بوداعه ، فاغتاظ وزمجر واقسم يمينه بقوله: والله لأثار لدمائك مهما كلفني الأمر واعتقدت حينها انه اقسم يمينه بثورة غضب على أخيه فقط. ولن يلحق بركب أخيه رغم معرفتي بشجاعته وعناده . وسكتت الأم برهة قبل أن تكمل وقد ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها وكأنها تذكرت موقفا مفرحا ' وما هي إلا أيام قلائل حتى جاءني محمد ومعه سلاح كلاشنكوف،ووضع السلاح أمامي واخذ يطلب مني أن أزوجه، فنظرت إليه باستغراب وقلت : أي زواج تريد ودم أخيك لم يجف بعد ؟ واين قسمك ؟ ام كان مجرد ثورة غضب ؟ لكنى لم أكد أكمل تساؤلاتي حتى قال لي ' أريد أن أتزوج قبل أن استشهد ، فرددت عليه مازحة: 'لماذا تريد الزواج إذا أردت الشهادة ؟.
الثأر المقدس
بتاريخ 22/5/1992 سافر المجاهد دخان متنكرا إلى الضفة الغربية ليشارك القائد "عماد عقل" عملياته العسكرية واهم العمليات العسكرية التي شارك فيها المجاهد دخان وفق لائحة الاتهام الموجهة إليه من قبل النيابة العسكرية الصهيونية. ما أن دخان خرج مع احد أعضاء خليته ليبحث عن فريسة له في شوراع مدينة الخليل بتاريخ 12/12/1993 وكان مسلحا ببندقية كلاشنكوف وزميله ببندقية جاليلو وسارا في سيارتهما لمدة ساعتين ، وعندما لاحظا جيب عسكري فتحوا النار باتجاهه، وكنتيجة لإطلاق النار سقط الجيب العسكري في وادي قريب ، مما أدى إلى قتل الجندي (يوفال توتانجي) وإصابة جندي آخر وواصل دخان وعقل تنفيذ عملياتهم العسكرية قبل أن يعود إلى مدينة غزة مع مطلع عام 1993 ليواصلوا عملهم في داخل القطاع . وتكمل والدته مفتخرة بولدها ' وعاد محمد من مدينة الخليل فرحا سعيدا ، ليبشرني بأنه ثأر لدماء أخيه ، ولن يكتف بما قتله منهم ، بل سيواصل حتى يلاقي ربه شهيدا ، لكن لم يكد يمر ساعات على عودته من الضفة حتى حاصرت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزلنا، فهببت مسرعة ايقظ محمد ليهرب قبل ان يمسكوا به ، والحمد لله استطاع محمد ان يهرب من قبضتهم عبر سطح البيت المجاور واختفى عن اعينهم لتبدأ حياة المطاردة لجيش الاحتلال له ويطاردهم ويصطادهم .
عملية جباليا
وتذكر لائحة الاتهام التي تحمل 14 تهمة ضده احد عملياته العسكرية في مدينة غزة . ففي تاريخ 20/3/1993 وردت معلومات إلى جهاز الرصد إلى القائد "عماد عقل" بان دورية من جبين من قوات الاحتلال تمر الساعة الثالثة يوميا في طريق جباليا شمال قطاع غزة فخرج القائد عقل ودخان وزميل ثالث لهما إلى مكان صيد العدو وكمنوا للدورية حيث كان عقل ودخان مسلحين ببندقية أم 16 قصيرة و"رائد الحلاق" يحمل سلاح كلاشن كوف وعندما مرت الدورية أطلق ثلاثتهم وابل نيرانهم على سيارتي الجيب العسكريتين الصهيونيتين على بعد أمتار معدودة عنهم ثم انسحب ثلاثتهم من المكان دون ان يصيب احدهما الأخر بأذى، بينما اصطادت نيرانهم الجندي "يوبي سبتاي" حيث أصيب برأسه وقتل على أثرها .
الكثرة غلبت الشجاعة
وحول كيف استطاع العدو أن يظفر بالمجاهد "محمد دخان" رغم انه بايع على الشهادة وان يقاوم حتى الموت ، تقول والدته الصابرة 'مع بزوغ فجر يوم 11/4/1993 ارتفع صوت المجرمين الصهاينة بالمناداة بفرض حظر تجول على معسكر النصيرات ،وإذ بمحمد يعتلي إحدى جدران منزلنا يريد أن يودعنا بعد أن زار قبر شقيقه طارق دخان فنصحته أن يهرب قبل أن يشتد الحصار على المخيم خاصة أننا نعرف ان فرض منع التجول يعني أن المخابرات الصهيونية لديها معلومات أكيدة أن احد المطاردين مختبئ في المعسكر فخفت عليه . وتضيف الأم بنبرة حزينة:لم يمر على خروجه من المنزل ساعة تقريبا حتى هز أركان المعسكر صوت انفجارات وإطلاق نار كثيف وحينها لم ادر ماذا افعل هل أهدأ من روع أبنائي الذين أصروا على كسر منع التجوال لإنقاذ ولدي أم انزل إلى الشارع لاطفىء نار قلبي واطمئن على ولدي ؟ وتكمل الأم وهي تمسح دموعها وتمسك ببنطال كابوي ممزق: ' لكن لا خيار أمامي سوى الانتظار حتى يهدأ إطلاق النار بعدها نزلت إلى المكان وإذ ببنطال كابوي مشقوق نصفين ورصاص جيش الاحتلال لم يدع شبرا واحد منه إلا اخترقه ويشار إلى أن المجاهد "محمد" حاول بعد خروجه من منزل والده أن يعود إلى غزة لكنه لم يستطع بسبب كثرة جيش الاحتلال الذي ملأ شوارع المخيم فاصطدم بأحد الدوريات المارة على الشارع الرئيسي ، مفضلا الموت على الاعتقال ، رافضا الاستسلام ، وظل يقاوم ويطلق وابل رصاصه حتى سقط مغشيا عليه مدرجا بدمائه ،ليقع رهن الاعتقال ، وليقضي حكما بالأسر لمدة ثلاثة مؤبدات وعشرين عاما، أي ما يعادل 327 عاما .
رحلة المعاناة مع سبعة سجون احتلالية ؟؟
أما عن رحلته الشاقة مع سجون الاحتلال الظالمة فقد زار محمد سبعة سجون صهيونية ذاق فيها ألم المعاناة وسوء التعامل مع أخبث ملة عرفها التاريخ إنه الاحتلال الصهيوني وهو ذاته الذي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني فقد زار أول سجن وهو سجن أنصار غزة ثم نقل إلى سجن النقب وبعده كانت له أيام عصيبة عاشها في سجن عسقلان بالمجدل وسجن الرملة وسجن بئر السبع وسجن نفحة ثم سجن هداريم الصهيوني وكل هذه السجون أعدها الاحتلال الصهيوني للنيل من كرامة الإنسان الفلسطيني ولكن أنى له ذلك فهاهم الأبطال مازالوا يقبعون خلف القضبان تزداد أعدادهم وتزيد صلاتهم وتصلب إرادتهم وترتفع عزائمهم ويقوى إيمانهم بالله سبحانه وتعالى والأمل ما زال موجودا في فك قيدهم .
التعذيب بالجراح
وحول وضعه الصحي بعد الاعتقال، ذكر تقرير صادر عن دار الحق والقانون بتاريخ 30 يونيو 1994 أن المجاهد "محمد دخان" أصيب بثماني عيارات نارية، ثلاثة منها في القدم اليسرى، وثلاثة أخرى في الساق اليمنى ، واثنتان في البطن وأكد التقرير أن المخابرات الصهيونية مارست التحقيق معه فور خروجه من غرفة العمليات ، حيث مارس المحقق تصافي الصهيوني التنكيل والتعذيب بدخان أثناء التحقيق بضرب قدمه اليسرى الملفوفة بالجبس في حديد السرير الذي يرقد عليه وهدده بانه مهما صرخ او تألم لن ينفعه احد الا الاعتراف بجرائمه بحق دولة 'إسرائيل' حسب زعمه مما يؤكد أن جميع الطاقم الطبي في مستشفي معتقل السبع متآمرين , وبين التقرير أن التحقيق والتعذيب كان يمارس ضد دخان لمدة 6 ساعات متواصلة ، ومن ثم يدخل عليه جنود يمارسون ضده التعذيب والتنكيل وعلى مدى ثمانية أيام ثم يستبدل الجنود برجال من الشرطة يعذبونه بنفس الدرجة من الوحشية . من ثم نقل إلى زنازين عسقلان دون أن يكمل علاجه . يذكر أن الأسير دخان ما زال يعاني من عجز دائم في ساقه اليمنى نتيجة قصر طولها 2 سم عن الأخرى، اثر الإصابات المتعددة التي تعرضت لها من كسر في عظم الساق .كما يعاني من تشوهات في عضلات وكامل الساق الأيمن ، وبتر لإصبع القدم وتصلب في باقي الأصابع
خير من ابر بقسمه بالثأر لدماء شقيقه
تقريرـ خاص:
أقسم محمد ليثأر مهما كلفه الأمر ، ودماء بني صهيون جميعا لن تطفئ نار قلبه ، لأنها من وجهة نظره لا تساوي قطرة دم واحدة سالت من شقيقه طارق دخان ، لذلك سرعان ما التحق بكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس ليذيق الصهاينة أعداؤه علقم القتل وهاجس الرعب ، متنقلا بين مدينة الخليل ومعسكرات قطاع غزة يقتل ويصيب العشرات تحت أمرة قائده الشهيد عماد عقل . موقع صابرون كشف أسرار كيفية انتقام المجاهد محمد دخان لشقيقه الشهيد طارق بقتل وإصابة العشرات من بني صهيون قبل أن يسقط في قبضة الأسر عقب كمين نصب له ليقضي حكما جائرا بالسجن لمدة ثلاث مؤبدات وعشرين عاما .
والده أحد رجال الإخوان المسلمين ؟؟
وعن أكثر شخصية تأثر بها محمد فهي شخصية والده وهو الأستاذ عبد الفتاح دخان الذي يعتبر من مؤسسي حركة حماس ومن رجال الإخوان المسلمين في فلسطين وقد أبعد الأستاذ دخان إلى مرج الزهور مع العشرات التي أبعدتهم قوات الاحتلال الصهيوني إلى الجنوب اللبناني في عقد التسعينات الماضي كل معاني العطاء التي قدمها الوالد عبد الفتاح كانت سببا رئيسيا في تأثر ابنه القسامي محمد بها .
وعن روحه المعنوية فهو يتمتع بروح معنوية عالية جدا ولكن هذه الروح العظيمة لم تمنعه كما أنها لم تمنع أي أسير من الشعور بالمرارة والأسى ولوعة الفراق خاصة وأن الاحتلال الصهيوني ينكد عليهم معيشتهم ليل ونهار ولكن لسانهم رطب بذكر الله تعالى وبقول حسبنا الله ونعم الوكيل .
الشبل الغزاوي
ولد الأسير المجاهد "محمد عبد الفتاح دخان" بمعسكر النصيرات في قطاع غزة ، بتاريخ 3/6/1972. وهو الابن الثالث للمربي عبد الفتاح دخان احد مؤسسي الحركة الإسلامية حماس ، فنشأ وترعرع على مبادئ الإسلام الحنيف ، وأغدق عليه والده الحب والمعرفة والعلم وحب الجهاد ، ونمي فيه حب الوطن وحقه في العودة إلى ارض أجداده قريتهم المسلوبة 'عراق سويدان'، لذلك سرعان ما بدت ملامح قوة الشخصية تظهر على الفتى محمد منذ صغره حتى عرف بين أقرانه بشجاعته وجرأته وقدرته على تحمل المسئولية . وما أن أنهى دخان دراسته الإعدادية حتى التحق بالمدرسة الصناعية في مدينة القدس تاركا أهله وذويه رغم صغر سنه ليعيش بمفرده في القدس ليصقل السفر شخصيته ويزيده صلابة وجولة . ولم يمنعه بعده عن الأهل وصغر سنه من المشاركة في أحداث الانتفاضة الأولى في عام 1987 وان يلقي بحجارته على جنود الاحتلال في مدينة القدس حتى عرف بين الجميع أن صانع أحداث الانتفاضة في محيط مدرسته الصناعية ' الشبل الغزاوي ' محمد دخان .
ابتلاءات الرجولة
وفور انتهائه من دراسة الثانوية وعودته إلى معسكر النصيرات حتى انضم إلى إحدى اللجان الشعبية لحركة حماس ليشارك الشبان أمثاله في إلقاء الحجارة وكتابة شعارات الانتفاضة على الجدران وتنظيم المسيرات والإضرابات في المعسكر ،ليتعرض لأول محنة حقيقية تصقل معدنه النفيس ، حيث تعرض للاعتقال على يد جيش الاحتلال عام 1991 لمدة ستة شهور ، ليخرج منه وقد ازداد صلابة وحرصا على مواصلة الجهاد لكن بوسيلة اكبر من الحجر وتحدث ألما أكثر تعمق ارتباطه أكثر بحركة حماس وزاد حقده وكراهيته للصهاينة وتصميمه على الانتقام خاصة انه عرف بصلابته وعناده في الحق وبكرهه الظلم والعدوان . الامتحان الحقيقي الذي تعرض له دخان هو استشهاد شقيقه الأكبر طارق الذي غدرت به يد الغدر الصهيونية بتاريخ 10/4/1992 أثناء محاولته مغادرة قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية بعد أن عاش حياة مطارده لجنود الاحتلال أذاقهم فيها العلقم. وتصف لنا والدة دخان كيف تلقى محمد خبر استشهاد شقيقه فقالت بصوت حزين ' تقدمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال إلى منزلنا واقتادت محمد وشقيقه الأكبر ووالده إلى المقبرة وأمروهما بحفر قبر،من ثم حضرت قوة أخرى ومعها جثمان الشهيد طارق ليقوم والده بدفنه والصلاة عليه . وتكمل الأم الحزينة ولم يستطع محمد أن يسمع هذا الخبر ، وان يتجرع ظلم اليهود حتى على الأموات ، وكيف لم يسمح لأحد منا بوداعه ، فاغتاظ وزمجر واقسم يمينه بقوله: والله لأثار لدمائك مهما كلفني الأمر واعتقدت حينها انه اقسم يمينه بثورة غضب على أخيه فقط. ولن يلحق بركب أخيه رغم معرفتي بشجاعته وعناده . وسكتت الأم برهة قبل أن تكمل وقد ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها وكأنها تذكرت موقفا مفرحا ' وما هي إلا أيام قلائل حتى جاءني محمد ومعه سلاح كلاشنكوف،ووضع السلاح أمامي واخذ يطلب مني أن أزوجه، فنظرت إليه باستغراب وقلت : أي زواج تريد ودم أخيك لم يجف بعد ؟ واين قسمك ؟ ام كان مجرد ثورة غضب ؟ لكنى لم أكد أكمل تساؤلاتي حتى قال لي ' أريد أن أتزوج قبل أن استشهد ، فرددت عليه مازحة: 'لماذا تريد الزواج إذا أردت الشهادة ؟.
الثأر المقدس
بتاريخ 22/5/1992 سافر المجاهد دخان متنكرا إلى الضفة الغربية ليشارك القائد "عماد عقل" عملياته العسكرية واهم العمليات العسكرية التي شارك فيها المجاهد دخان وفق لائحة الاتهام الموجهة إليه من قبل النيابة العسكرية الصهيونية. ما أن دخان خرج مع احد أعضاء خليته ليبحث عن فريسة له في شوراع مدينة الخليل بتاريخ 12/12/1993 وكان مسلحا ببندقية كلاشنكوف وزميله ببندقية جاليلو وسارا في سيارتهما لمدة ساعتين ، وعندما لاحظا جيب عسكري فتحوا النار باتجاهه، وكنتيجة لإطلاق النار سقط الجيب العسكري في وادي قريب ، مما أدى إلى قتل الجندي (يوفال توتانجي) وإصابة جندي آخر وواصل دخان وعقل تنفيذ عملياتهم العسكرية قبل أن يعود إلى مدينة غزة مع مطلع عام 1993 ليواصلوا عملهم في داخل القطاع . وتكمل والدته مفتخرة بولدها ' وعاد محمد من مدينة الخليل فرحا سعيدا ، ليبشرني بأنه ثأر لدماء أخيه ، ولن يكتف بما قتله منهم ، بل سيواصل حتى يلاقي ربه شهيدا ، لكن لم يكد يمر ساعات على عودته من الضفة حتى حاصرت قوة كبيرة من جيش الاحتلال منزلنا، فهببت مسرعة ايقظ محمد ليهرب قبل ان يمسكوا به ، والحمد لله استطاع محمد ان يهرب من قبضتهم عبر سطح البيت المجاور واختفى عن اعينهم لتبدأ حياة المطاردة لجيش الاحتلال له ويطاردهم ويصطادهم .
عملية جباليا
وتذكر لائحة الاتهام التي تحمل 14 تهمة ضده احد عملياته العسكرية في مدينة غزة . ففي تاريخ 20/3/1993 وردت معلومات إلى جهاز الرصد إلى القائد "عماد عقل" بان دورية من جبين من قوات الاحتلال تمر الساعة الثالثة يوميا في طريق جباليا شمال قطاع غزة فخرج القائد عقل ودخان وزميل ثالث لهما إلى مكان صيد العدو وكمنوا للدورية حيث كان عقل ودخان مسلحين ببندقية أم 16 قصيرة و"رائد الحلاق" يحمل سلاح كلاشن كوف وعندما مرت الدورية أطلق ثلاثتهم وابل نيرانهم على سيارتي الجيب العسكريتين الصهيونيتين على بعد أمتار معدودة عنهم ثم انسحب ثلاثتهم من المكان دون ان يصيب احدهما الأخر بأذى، بينما اصطادت نيرانهم الجندي "يوبي سبتاي" حيث أصيب برأسه وقتل على أثرها .
الكثرة غلبت الشجاعة
وحول كيف استطاع العدو أن يظفر بالمجاهد "محمد دخان" رغم انه بايع على الشهادة وان يقاوم حتى الموت ، تقول والدته الصابرة 'مع بزوغ فجر يوم 11/4/1993 ارتفع صوت المجرمين الصهاينة بالمناداة بفرض حظر تجول على معسكر النصيرات ،وإذ بمحمد يعتلي إحدى جدران منزلنا يريد أن يودعنا بعد أن زار قبر شقيقه طارق دخان فنصحته أن يهرب قبل أن يشتد الحصار على المخيم خاصة أننا نعرف ان فرض منع التجول يعني أن المخابرات الصهيونية لديها معلومات أكيدة أن احد المطاردين مختبئ في المعسكر فخفت عليه . وتضيف الأم بنبرة حزينة:لم يمر على خروجه من المنزل ساعة تقريبا حتى هز أركان المعسكر صوت انفجارات وإطلاق نار كثيف وحينها لم ادر ماذا افعل هل أهدأ من روع أبنائي الذين أصروا على كسر منع التجوال لإنقاذ ولدي أم انزل إلى الشارع لاطفىء نار قلبي واطمئن على ولدي ؟ وتكمل الأم وهي تمسح دموعها وتمسك ببنطال كابوي ممزق: ' لكن لا خيار أمامي سوى الانتظار حتى يهدأ إطلاق النار بعدها نزلت إلى المكان وإذ ببنطال كابوي مشقوق نصفين ورصاص جيش الاحتلال لم يدع شبرا واحد منه إلا اخترقه ويشار إلى أن المجاهد "محمد" حاول بعد خروجه من منزل والده أن يعود إلى غزة لكنه لم يستطع بسبب كثرة جيش الاحتلال الذي ملأ شوارع المخيم فاصطدم بأحد الدوريات المارة على الشارع الرئيسي ، مفضلا الموت على الاعتقال ، رافضا الاستسلام ، وظل يقاوم ويطلق وابل رصاصه حتى سقط مغشيا عليه مدرجا بدمائه ،ليقع رهن الاعتقال ، وليقضي حكما بالأسر لمدة ثلاثة مؤبدات وعشرين عاما، أي ما يعادل 327 عاما .
رحلة المعاناة مع سبعة سجون احتلالية ؟؟
أما عن رحلته الشاقة مع سجون الاحتلال الظالمة فقد زار محمد سبعة سجون صهيونية ذاق فيها ألم المعاناة وسوء التعامل مع أخبث ملة عرفها التاريخ إنه الاحتلال الصهيوني وهو ذاته الذي يقتل أبناء الشعب الفلسطيني فقد زار أول سجن وهو سجن أنصار غزة ثم نقل إلى سجن النقب وبعده كانت له أيام عصيبة عاشها في سجن عسقلان بالمجدل وسجن الرملة وسجن بئر السبع وسجن نفحة ثم سجن هداريم الصهيوني وكل هذه السجون أعدها الاحتلال الصهيوني للنيل من كرامة الإنسان الفلسطيني ولكن أنى له ذلك فهاهم الأبطال مازالوا يقبعون خلف القضبان تزداد أعدادهم وتزيد صلاتهم وتصلب إرادتهم وترتفع عزائمهم ويقوى إيمانهم بالله سبحانه وتعالى والأمل ما زال موجودا في فك قيدهم .
التعذيب بالجراح
وحول وضعه الصحي بعد الاعتقال، ذكر تقرير صادر عن دار الحق والقانون بتاريخ 30 يونيو 1994 أن المجاهد "محمد دخان" أصيب بثماني عيارات نارية، ثلاثة منها في القدم اليسرى، وثلاثة أخرى في الساق اليمنى ، واثنتان في البطن وأكد التقرير أن المخابرات الصهيونية مارست التحقيق معه فور خروجه من غرفة العمليات ، حيث مارس المحقق تصافي الصهيوني التنكيل والتعذيب بدخان أثناء التحقيق بضرب قدمه اليسرى الملفوفة بالجبس في حديد السرير الذي يرقد عليه وهدده بانه مهما صرخ او تألم لن ينفعه احد الا الاعتراف بجرائمه بحق دولة 'إسرائيل' حسب زعمه مما يؤكد أن جميع الطاقم الطبي في مستشفي معتقل السبع متآمرين , وبين التقرير أن التحقيق والتعذيب كان يمارس ضد دخان لمدة 6 ساعات متواصلة ، ومن ثم يدخل عليه جنود يمارسون ضده التعذيب والتنكيل وعلى مدى ثمانية أيام ثم يستبدل الجنود برجال من الشرطة يعذبونه بنفس الدرجة من الوحشية . من ثم نقل إلى زنازين عسقلان دون أن يكمل علاجه . يذكر أن الأسير دخان ما زال يعاني من عجز دائم في ساقه اليمنى نتيجة قصر طولها 2 سم عن الأخرى، اثر الإصابات المتعددة التي تعرضت لها من كسر في عظم الساق .كما يعاني من تشوهات في عضلات وكامل الساق الأيمن ، وبتر لإصبع القدم وتصلب في باقي الأصابع
تعليق