الشهيد مهدي ابو الخير واجه الاحتلال وفدى رفاقه ليحقق امنيته بالشهادة
- بفخر واعتزاز تتحدث عائلة الشهيد مهدي محمد محمود ابو الخير عن معاركه ومواجهاته مع الاحتلال والتي كان اخرها كما يقول عمه عاهد ابو الخير رفيق دربه وحياته، تلك الملحمة التي سطرها مع رفاقه الشهداء احمد عزات زيود وعلاء درويش والتي قدموا فيها ارواحهم رخيصة فداءا لأربعة من رفاقهم في سرايا القدس، ويضيف: فالشهيد الذي كان يتمنى الشهادة وهو يواجه المحتل وجها لوجه حقق امنيته
وعندما انهمر رصاص الوحدات الخاصة نحوهم طلب ورفاقه من باقي زملائهم الانسحاب وخاض المعركة حتى استشهد. وقد غابت كل مظاهر الحزن في مقر بلدية السيلة الحارثية التي فتحت ابوابها للشهداء، حيث قال عاهد: لا يمكن ان تغيب عن مشاعر الحزن ولكن نحن نفخر بالملحمة البطولية التي خطها مهدي ورفاقه لذلك نحن نرفض استقبال المعزين وهذه الجموع تتوافد لتقديم التهاني بالشهداء الاحياء ابدا.
الشهيد في سطور
وفي كل لحظة لا يتوقف الاهالي وعائلة الشهيد عن الحديث عن بطولاته وسيرة حياته العامرة بالبطولة والتضحية كما يقول عمه: رغم ظروفه الصعبه والقاسية وكونه مع شقيقه المعتقل عناد وحيدي العائلة من الذكور ويضيف: للحظة واحدة لا يمكن ان ننسى بطولات مهدي الذي كرس حياته من اجل فلسطين والجهاد الاسلامي ليشكل عنوان لملاحم التضحية والفداء في هذا الزمن الصعب والقاسي، والذي كان قاسيا عليه بشكل خاص ولكن لم يستسلم او تضعف له عزيمة رغم انه ومنذ ولادته في 11-8-1980 وهو يعيش الماساة تلو الاخرى فقد رحل والده عام 1989 ولم يكد يبلغ التاسعة ولم تكد العائلة تنهض من تلك الصدمة حتى فجعت بوفاة والدته بعد ذلك بعامين عام 1991 ، فرحيل الوالدين كان له وقع كبير على العائلة وبشكل خاص مهدي كونه اكبر الابناء وسط 7 بنات وشقيق اصغر منه سنه مما اضطره للتوقف عن متابعة تحصيله العلمي وتكريس حياته لاسرته وبكل شجاعة ومسؤولية لم يتردد في التضحية بمستقبله من اجل اعالة اسرته التي تحمل همومها ومسؤوليتها في مرحلة مبكرة من العمر.
طريق الجهاد من اجل فلسطين
هموم الحياة لم تعزل مهدي عن ابناء شعبه وقضيته ووطنه يقول عمه ومثلما كان مخلصا لعائلته كان اكثر اخلاصا لشعبه وانتماءا لقضيته فادرك حقيقة الصراع مع المحتل الغاصب واختار طريق الجهاد الاسلامي ليعبر عن ثورته وحبه لوطنه وكراهيته للمحتل فشارك في كل اشكال المواجهة ودوما اصر على ان يتقدم الصفوف في المواجهات والمسيرات لم يكن يعرف معنى الخوف ويرفض مبدا المهادنة والاستسلام ويقول رفاقه وابناء حركته في الجهاد الاسلامي انه طوال حياته عرف مهدي وتميز بالجراة والشجاعة والبطولة حد التضحية مما عرضه للاستهداف من قبل قوات الاحتلال التي اعتقلته عدة مرات في المرة الاولى كان عمره 17 عاما واعتقل لمدة 8 شهور وما كاد يخرج حتى اعتقل لمدة 11 شهر ثم ستة شهور وبعد تحرره تزوج.
محطات من البطولة
لم يؤثر ارتباطه وزواجه على مهدي يضيف عاهد بل استمر في معركته حتى اصبح بعد فترة قصيرة من زوجه هدفا لقوات الاحتلال التي بدات بملاحقته بتهمة المشاركة في فعاليات مسلحة لصالح حركة الجهاد الاسلامي , ويقول رفاقه في حركة الجهاد كان الشهيد مهدي نموذجا للجهاد والعمل المخلص والتضحية، فكان يمضي الليل والنهار في الجهاد تارة يزرع العبوات واخرى يقود مجموعات سرايا القدس ومهاجمة دوريات الاحتلال على الشارع الالتفافي المحاذي للبلدة حتى كان لا يقدر على النوم براحه دون اشتباك مع المحتل الذي تمكن من اعتقاله بعد فترة وجيزة من زواجه وصدر عليه حكم بالسجن ورزق بالمولود البكر محمد الذي لم يتمكن من مشاهدته بسبب منع الزيارات.
بطولات خلف القضبان
وعلى مدار فترة حكمه البالغة 3 سنوات ونصف واصل مهدي يقول رفاق الشهيد في حركة الجهاد الاسلامي عطاءه وبطولاته حلف القضبان فالسجن والسجان لم ينالا من عزيمته ومعنوياته فكرس فترة اعتقاله للدراسة والعمل في صفوف الحركة وكان لا يخاف بطش وارهاب ادارة السجون التي طالما عاقبته وتعرض للقمع والعقوبات طوال فترة اعتقاله ولكنه دوما كان يحث رفاقه على الصمود والصبر والاستعداد للتضحية اكثر وخلال ذلك اعتقل شقيقه عناد الذي لا زال يقبع في سجون الاحتلال بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي.
عودة لساحة المواجهة
تجربة السجن يقول عمه لم تنال منه ولم يتراجع بل منذ اليوم الاول للافراج عنه جدد نشاطه في سرايا القدس وعندما كانت تقول له زوجته تذكر ان لديك طفل كان يقول انها طريق الجهاد وما دام الله معنا فهو يتدبر طفلي ككل اطفال فلسطين وفلسطين تستحق التضحية والشهادة والتحق بصفوف مقاتلي السرايا وعندما كان يسمع ان هناك احتلال او مواجهة في اليامون او مخيم جنين او قباطية كان يسارع ليشارك المجاهدين المعركة لم يكن يعرف معنى الخوف ويستبسل في مقاومة المحتلين حتى انه كان يسهر طوال الليل يوميا بانتظار قوات الاحتلال وفي أي توغل او مداهمة كان دوما في طليعة المجاهدين، ويقول رفاقه في سرايا القدس: بندقيته لم تكن ترتاح لحظة ولم تكن تفارقه وهو على جاهزية تامة للمواجهة والشهادة وكان يقول لرفاقه في سرايا القدس انني ادعوا الله ان يرزقني الشهادة في مواجهة القتلة المجرمين.
الملاحقة الجديدة
وهكذا لم تكد تكتمل فرحة الاسير المحرر مهدي وعائلته بتحرره من جحيم السجون الاسرائيلية وعودته لمنزله ليفرح بمولوده البكر محمد الذي انجبته زوجته خلال اعتقاله حتى اصبح هدفا للملاحقة الاسرائيلية التي استمرت منذ تحرره في شهر كانون الثاني من العام الجاري وحتى لحظة استشهاده وهو يغطي رفاقه ليتمكنوا من النفاذ من الكمين الاسرائيلي، كما تقول زوجته ام محمد ففدى مهدي مع اثنين من رفاقه بارواحهم اربع مجاهدين اخرين تمكنوا من النفاذ بينما استشهد مهدي وروى بدمه الطاهرثرى الارض التي احبها والتي امضى الشهور الاربعة يحرس بوابتها من قوات الاحتلال ويدافع عنها حتى حقق حلمه فنال الشهادة وهو يقاوم وحدات الاحتلال فلطالما كان يتمنى مواجهتهم والشهادة وهو يجاهد.
تحدي واصرار
في ظل نشاطه المتميز يقول عمه مرشد اشتدت ملاحقة قوات الاحتلال له والتهديدات بتصفيته وفي 3-2-2007 داهمت قوات الاحتلال منزله وقامت بتحطيم محتوياته وداهمت منازل ابناء عمه واعتقلتهم جميعا واقتادتهم للتحقيق للضغط عليه لتسليم نفسه في تلك اللحظات تلقى مهدي اتصالا هاتفيا من ضابط المخابرات الاسرائيلي قال له فيه: كما ابلغنا مهدي اذا لم تسلم نفسك فورا لا نريدك حيا سنقتلك فقال له مهدي باستهزاء اذا كنت قادرا على الوصول لي تعال فانا انتظرك على ميدان السيلة وسنتواجه واذا قدرت ان تقتلني فافعل واغلق الخط في وجهه وازداد شراسة في مواجهة المحتلين وعندما توجه له بعض اقاربه وحاولوا اقناعه بالتخفيف من نشاطه لان لديه طفل غضب وقال لهم لن اتخلى عن رسالة الجهاد وانا مصمم على الجهاد حتى الشهادة او النصر ولن اكون احب لابني من الله عز وجل فاذا استشهدت فله الله اما انا فقد وهبت نفسي لله عز وجل.
امنية الشهادة
فمنذ عرفته تقول زوجته ورغم انه لم يمضي معي سوى فترات وجيزة بسبب اعتقالاته المتلاحقة الا انه كان دوما يتمنى الشهادة ويجاهد في سبيلها منذ التحق في صفوف سرايا وحتى بعد رحلة اعتقاله الطويلة رفض ان يستريح فقد عاد لحمل بندقية السرايا ومواجهة المحتل ولا يسعني الا الدعاء لله ان يرحمه ويتقبل شهادته ونحن صابرون بحمد الله.
التضحية والفداء
يتذكر اهالي السيلة الشهيد مهدي بالبطولة والتضحية والعطاء والمقاومة والطيبة التي جعلته يحظى باحترام وتقدير ومحبة الجميع التي تجسدت في يوم استشهاده عندما خرجت البلدة عن بكرة ابيها لزفافه مع رفيقه في مسيرة حاشدة، ويقول رفاقه ان حكاية استشهاد مهدي تشكل رمزا للبطولة والتضحية والفداء ففي ذلك يوم الجمعة، كان مهدي مع مجموعة من رفاقه المجاهدين يجلسون في منطقة العزبة المطلة على البلدة بعد اداء مهمة جهادية وخلال ذلك شاهدوا سيارة تقترب من الموقع ويضيف الشهود تحرك سائق السيارة وهو من مجاهدي السرايا لنقل سيارتهم التي كانت تغلق الشارع ولكنه لاحظ حركة السيارة القادمة الغير طبيعي فصرخ على مهدي ورفاقه وحدات خاصة.
المقاومة
استنفر مهدي ورفاقه وطلب من المجموعة المغادرة بينما يقوم هو بالتغطية عليهم ويقول الشهود سارع مهدي وعلاء واحمد لمواجهة الوحدات الخاصة واشتبكوا معهم بينما انسحبت باقي المجموعة ولكن مهدي ورفاقه حوصروا من الوحدات الخاصة الا انهم رفضوا الاستسلام وقاموا حتى استشهدوا ويقول رفاقه الناجين ان مهدي ورفاقه قدموا ارواحهم لانقاذنا وشجاعتهم وبسالتهم وبطولتهم منعت تصفيتنا جميعا فالواضح ان الوحدات الخاصة كانت تتسلل وتحاصرنا من اكثر من موقع ان مهدي ورفاقه خاضوا المواجهة مع الوحدات الخاصة وجها لوجه ومكان استشهاده عثرنا على 26 رصاصه اطلقها على الوحدات الخاصة.
شهادة مبروكة
ورغم حزنها والالامها خاصة وانها حامل في الشهر الثالث قالت الزوجة ام محمد ما يخفف حزني ان مهدي استشهد محققا حلمه ورفض الاستسلام ونال الشهادة وهو يواجههم فكل الرصاصات التي اصابته كانت في المقدمة في الراس والوجه والصدر ونحن فخورين به ونبارك له شهادته اما ابن عمه فقال خسارتنا كبيرة لانه كان قائدا مخلصا حمل راية سراياالقدس ولم يخذل رفاقه الشهداء والاحياء فلطالما تمنى ان يلتحق برفاقه الشهداء وان يكون شهيدا في معركة وقد خاض المعركة وعاش بطل واستشهد بطلا لن تنساه فلسطين وسرايا القدس.
مهدي اني للاسود اودعو
والعين باكيتوالقلب يخشعو
اضميتني يا صاحبي وتركتني
انادي ولا من يسمعو
فوداعا يا صاحبي ويا قائدي ويا معلمي ابا محمد وداعا يا شهيدنا المجاهد المغوار
عهدا على الايام ان لا تهزموا
فالنصر ينبت حيث يرويه الدم
شعب دعائمه الجماجم والدم
تتحطم الدنيا ولا يتحطم
الى جنات الخلد يا مهدي
ان الشهادة تاج لا يلبسه الا تقى كريم النفس مقدام
وانه لجهاد نصر او استشهاد
- بفخر واعتزاز تتحدث عائلة الشهيد مهدي محمد محمود ابو الخير عن معاركه ومواجهاته مع الاحتلال والتي كان اخرها كما يقول عمه عاهد ابو الخير رفيق دربه وحياته، تلك الملحمة التي سطرها مع رفاقه الشهداء احمد عزات زيود وعلاء درويش والتي قدموا فيها ارواحهم رخيصة فداءا لأربعة من رفاقهم في سرايا القدس، ويضيف: فالشهيد الذي كان يتمنى الشهادة وهو يواجه المحتل وجها لوجه حقق امنيته
وعندما انهمر رصاص الوحدات الخاصة نحوهم طلب ورفاقه من باقي زملائهم الانسحاب وخاض المعركة حتى استشهد. وقد غابت كل مظاهر الحزن في مقر بلدية السيلة الحارثية التي فتحت ابوابها للشهداء، حيث قال عاهد: لا يمكن ان تغيب عن مشاعر الحزن ولكن نحن نفخر بالملحمة البطولية التي خطها مهدي ورفاقه لذلك نحن نرفض استقبال المعزين وهذه الجموع تتوافد لتقديم التهاني بالشهداء الاحياء ابدا.
الشهيد في سطور
وفي كل لحظة لا يتوقف الاهالي وعائلة الشهيد عن الحديث عن بطولاته وسيرة حياته العامرة بالبطولة والتضحية كما يقول عمه: رغم ظروفه الصعبه والقاسية وكونه مع شقيقه المعتقل عناد وحيدي العائلة من الذكور ويضيف: للحظة واحدة لا يمكن ان ننسى بطولات مهدي الذي كرس حياته من اجل فلسطين والجهاد الاسلامي ليشكل عنوان لملاحم التضحية والفداء في هذا الزمن الصعب والقاسي، والذي كان قاسيا عليه بشكل خاص ولكن لم يستسلم او تضعف له عزيمة رغم انه ومنذ ولادته في 11-8-1980 وهو يعيش الماساة تلو الاخرى فقد رحل والده عام 1989 ولم يكد يبلغ التاسعة ولم تكد العائلة تنهض من تلك الصدمة حتى فجعت بوفاة والدته بعد ذلك بعامين عام 1991 ، فرحيل الوالدين كان له وقع كبير على العائلة وبشكل خاص مهدي كونه اكبر الابناء وسط 7 بنات وشقيق اصغر منه سنه مما اضطره للتوقف عن متابعة تحصيله العلمي وتكريس حياته لاسرته وبكل شجاعة ومسؤولية لم يتردد في التضحية بمستقبله من اجل اعالة اسرته التي تحمل همومها ومسؤوليتها في مرحلة مبكرة من العمر.
طريق الجهاد من اجل فلسطين
هموم الحياة لم تعزل مهدي عن ابناء شعبه وقضيته ووطنه يقول عمه ومثلما كان مخلصا لعائلته كان اكثر اخلاصا لشعبه وانتماءا لقضيته فادرك حقيقة الصراع مع المحتل الغاصب واختار طريق الجهاد الاسلامي ليعبر عن ثورته وحبه لوطنه وكراهيته للمحتل فشارك في كل اشكال المواجهة ودوما اصر على ان يتقدم الصفوف في المواجهات والمسيرات لم يكن يعرف معنى الخوف ويرفض مبدا المهادنة والاستسلام ويقول رفاقه وابناء حركته في الجهاد الاسلامي انه طوال حياته عرف مهدي وتميز بالجراة والشجاعة والبطولة حد التضحية مما عرضه للاستهداف من قبل قوات الاحتلال التي اعتقلته عدة مرات في المرة الاولى كان عمره 17 عاما واعتقل لمدة 8 شهور وما كاد يخرج حتى اعتقل لمدة 11 شهر ثم ستة شهور وبعد تحرره تزوج.
محطات من البطولة
لم يؤثر ارتباطه وزواجه على مهدي يضيف عاهد بل استمر في معركته حتى اصبح بعد فترة قصيرة من زوجه هدفا لقوات الاحتلال التي بدات بملاحقته بتهمة المشاركة في فعاليات مسلحة لصالح حركة الجهاد الاسلامي , ويقول رفاقه في حركة الجهاد كان الشهيد مهدي نموذجا للجهاد والعمل المخلص والتضحية، فكان يمضي الليل والنهار في الجهاد تارة يزرع العبوات واخرى يقود مجموعات سرايا القدس ومهاجمة دوريات الاحتلال على الشارع الالتفافي المحاذي للبلدة حتى كان لا يقدر على النوم براحه دون اشتباك مع المحتل الذي تمكن من اعتقاله بعد فترة وجيزة من زواجه وصدر عليه حكم بالسجن ورزق بالمولود البكر محمد الذي لم يتمكن من مشاهدته بسبب منع الزيارات.
بطولات خلف القضبان
وعلى مدار فترة حكمه البالغة 3 سنوات ونصف واصل مهدي يقول رفاق الشهيد في حركة الجهاد الاسلامي عطاءه وبطولاته حلف القضبان فالسجن والسجان لم ينالا من عزيمته ومعنوياته فكرس فترة اعتقاله للدراسة والعمل في صفوف الحركة وكان لا يخاف بطش وارهاب ادارة السجون التي طالما عاقبته وتعرض للقمع والعقوبات طوال فترة اعتقاله ولكنه دوما كان يحث رفاقه على الصمود والصبر والاستعداد للتضحية اكثر وخلال ذلك اعتقل شقيقه عناد الذي لا زال يقبع في سجون الاحتلال بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الاسلامي.
عودة لساحة المواجهة
تجربة السجن يقول عمه لم تنال منه ولم يتراجع بل منذ اليوم الاول للافراج عنه جدد نشاطه في سرايا القدس وعندما كانت تقول له زوجته تذكر ان لديك طفل كان يقول انها طريق الجهاد وما دام الله معنا فهو يتدبر طفلي ككل اطفال فلسطين وفلسطين تستحق التضحية والشهادة والتحق بصفوف مقاتلي السرايا وعندما كان يسمع ان هناك احتلال او مواجهة في اليامون او مخيم جنين او قباطية كان يسارع ليشارك المجاهدين المعركة لم يكن يعرف معنى الخوف ويستبسل في مقاومة المحتلين حتى انه كان يسهر طوال الليل يوميا بانتظار قوات الاحتلال وفي أي توغل او مداهمة كان دوما في طليعة المجاهدين، ويقول رفاقه في سرايا القدس: بندقيته لم تكن ترتاح لحظة ولم تكن تفارقه وهو على جاهزية تامة للمواجهة والشهادة وكان يقول لرفاقه في سرايا القدس انني ادعوا الله ان يرزقني الشهادة في مواجهة القتلة المجرمين.
الملاحقة الجديدة
وهكذا لم تكد تكتمل فرحة الاسير المحرر مهدي وعائلته بتحرره من جحيم السجون الاسرائيلية وعودته لمنزله ليفرح بمولوده البكر محمد الذي انجبته زوجته خلال اعتقاله حتى اصبح هدفا للملاحقة الاسرائيلية التي استمرت منذ تحرره في شهر كانون الثاني من العام الجاري وحتى لحظة استشهاده وهو يغطي رفاقه ليتمكنوا من النفاذ من الكمين الاسرائيلي، كما تقول زوجته ام محمد ففدى مهدي مع اثنين من رفاقه بارواحهم اربع مجاهدين اخرين تمكنوا من النفاذ بينما استشهد مهدي وروى بدمه الطاهرثرى الارض التي احبها والتي امضى الشهور الاربعة يحرس بوابتها من قوات الاحتلال ويدافع عنها حتى حقق حلمه فنال الشهادة وهو يقاوم وحدات الاحتلال فلطالما كان يتمنى مواجهتهم والشهادة وهو يجاهد.
تحدي واصرار
في ظل نشاطه المتميز يقول عمه مرشد اشتدت ملاحقة قوات الاحتلال له والتهديدات بتصفيته وفي 3-2-2007 داهمت قوات الاحتلال منزله وقامت بتحطيم محتوياته وداهمت منازل ابناء عمه واعتقلتهم جميعا واقتادتهم للتحقيق للضغط عليه لتسليم نفسه في تلك اللحظات تلقى مهدي اتصالا هاتفيا من ضابط المخابرات الاسرائيلي قال له فيه: كما ابلغنا مهدي اذا لم تسلم نفسك فورا لا نريدك حيا سنقتلك فقال له مهدي باستهزاء اذا كنت قادرا على الوصول لي تعال فانا انتظرك على ميدان السيلة وسنتواجه واذا قدرت ان تقتلني فافعل واغلق الخط في وجهه وازداد شراسة في مواجهة المحتلين وعندما توجه له بعض اقاربه وحاولوا اقناعه بالتخفيف من نشاطه لان لديه طفل غضب وقال لهم لن اتخلى عن رسالة الجهاد وانا مصمم على الجهاد حتى الشهادة او النصر ولن اكون احب لابني من الله عز وجل فاذا استشهدت فله الله اما انا فقد وهبت نفسي لله عز وجل.
امنية الشهادة
فمنذ عرفته تقول زوجته ورغم انه لم يمضي معي سوى فترات وجيزة بسبب اعتقالاته المتلاحقة الا انه كان دوما يتمنى الشهادة ويجاهد في سبيلها منذ التحق في صفوف سرايا وحتى بعد رحلة اعتقاله الطويلة رفض ان يستريح فقد عاد لحمل بندقية السرايا ومواجهة المحتل ولا يسعني الا الدعاء لله ان يرحمه ويتقبل شهادته ونحن صابرون بحمد الله.
التضحية والفداء
يتذكر اهالي السيلة الشهيد مهدي بالبطولة والتضحية والعطاء والمقاومة والطيبة التي جعلته يحظى باحترام وتقدير ومحبة الجميع التي تجسدت في يوم استشهاده عندما خرجت البلدة عن بكرة ابيها لزفافه مع رفيقه في مسيرة حاشدة، ويقول رفاقه ان حكاية استشهاد مهدي تشكل رمزا للبطولة والتضحية والفداء ففي ذلك يوم الجمعة، كان مهدي مع مجموعة من رفاقه المجاهدين يجلسون في منطقة العزبة المطلة على البلدة بعد اداء مهمة جهادية وخلال ذلك شاهدوا سيارة تقترب من الموقع ويضيف الشهود تحرك سائق السيارة وهو من مجاهدي السرايا لنقل سيارتهم التي كانت تغلق الشارع ولكنه لاحظ حركة السيارة القادمة الغير طبيعي فصرخ على مهدي ورفاقه وحدات خاصة.
المقاومة
استنفر مهدي ورفاقه وطلب من المجموعة المغادرة بينما يقوم هو بالتغطية عليهم ويقول الشهود سارع مهدي وعلاء واحمد لمواجهة الوحدات الخاصة واشتبكوا معهم بينما انسحبت باقي المجموعة ولكن مهدي ورفاقه حوصروا من الوحدات الخاصة الا انهم رفضوا الاستسلام وقاموا حتى استشهدوا ويقول رفاقه الناجين ان مهدي ورفاقه قدموا ارواحهم لانقاذنا وشجاعتهم وبسالتهم وبطولتهم منعت تصفيتنا جميعا فالواضح ان الوحدات الخاصة كانت تتسلل وتحاصرنا من اكثر من موقع ان مهدي ورفاقه خاضوا المواجهة مع الوحدات الخاصة وجها لوجه ومكان استشهاده عثرنا على 26 رصاصه اطلقها على الوحدات الخاصة.
شهادة مبروكة
ورغم حزنها والالامها خاصة وانها حامل في الشهر الثالث قالت الزوجة ام محمد ما يخفف حزني ان مهدي استشهد محققا حلمه ورفض الاستسلام ونال الشهادة وهو يواجههم فكل الرصاصات التي اصابته كانت في المقدمة في الراس والوجه والصدر ونحن فخورين به ونبارك له شهادته اما ابن عمه فقال خسارتنا كبيرة لانه كان قائدا مخلصا حمل راية سراياالقدس ولم يخذل رفاقه الشهداء والاحياء فلطالما تمنى ان يلتحق برفاقه الشهداء وان يكون شهيدا في معركة وقد خاض المعركة وعاش بطل واستشهد بطلا لن تنساه فلسطين وسرايا القدس.
مهدي اني للاسود اودعو
والعين باكيتوالقلب يخشعو
اضميتني يا صاحبي وتركتني
انادي ولا من يسمعو
فوداعا يا صاحبي ويا قائدي ويا معلمي ابا محمد وداعا يا شهيدنا المجاهد المغوار
عهدا على الايام ان لا تهزموا
فالنصر ينبت حيث يرويه الدم
شعب دعائمه الجماجم والدم
تتحطم الدنيا ولا يتحطم
الى جنات الخلد يا مهدي
ان الشهادة تاج لا يلبسه الا تقى كريم النفس مقدام
وانه لجهاد نصر او استشهاد
تعليق