بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي اشرف خلق الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والسلام
اما بعد
قال الله تعالي
بسم الله الرحمن الرحيم
{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }
صدق الله العظيم
وقال ايضا
{ محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما }
صدق الله العظيم
القائد ياسر صاحب الروح الجهادية العالية ظهر عليه الالتزام الشديد وعشقه للشهادة فالتحق بالخيار الامل خيار الجهاد والمقاومة وكان صادقا مع الله في توجهه وتحمل الاذى في سبيله وعمل بصمت وقاتل الاعداء حتى اصبح قائد سرايا القدس الميدانى في رفح وبرغم اعاقته وبتر ذراعه بالكامل وساقية الا انه هزم الاعاقة وتحول الى كابوس مرعب للصهاينة
الميلاد والنشأة
كما كل المشردين من ابناء مخيمات اللاجئين ولد الشهيد القائد ياسر عبد الحميد أبو العيش في مخيم القهر في خانيونس عام 1971م وقطنت اسرته في مخيم رفح بعد الهجرة وتعود جذور عائلته الى قرية بشيت من قضاء غزة والتى استولت عليها عصابات الارجون الصهيونية عام 48م
درس ياسر في مدارس رفح لوكالة الغوث للاجئين وانهة دراستة الثانوية عام 1989م ثم عمل في مهنة الخياطة له ثلاثة من الاخوة وهو متزوج وله ثلاثة اولاد وبنتين
اعتقل ياسر في بداية الانتفاضة الاولى عام 1987م وحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات قضى منها ثلاث سنوات وعرف من ابناء جيله الروح الجهادية والنشاط الدائم ورفضه الذل والظلم .
مشواره الجهادي
منذ بداية انتفاضة الاقصى المباركة التحق بصفوف سرايا القدس وبدا عمله الجهادي عام 2000م بالمشاركة الفاعلة في الاشتباكات المسلحة التي كانت تدور على الحدود المصرية الفلسطينية ضد قوات البغي الصهيونية واحترف رماية الهاون فاصبح مسئول مجموعات الهاون في سرايا القدس العاملة في المنطقة الجنوبية وكان ماهرا في زرع العبوات الناسفة وقصف المغتصبات الصهيونية بقذائف الهاون.
اصيب القائد ياسر بتاريخ 29/6/2001م عندما خرج مع مجموعته لقصف مغتصبات خانيونس بالهاون وكان يستخدم مدفع متعدد الفوهات ولدى انسحاب المجموعة انفجرت قذيفة اثناء نقل المعدات ادت الى بتر يده وساقيه الاثنتين فاصبح بمثابة نصف انسان (جعفر الطيار).
تواصل ياسر واستخدم الاطراف الصناعية وكان رجلا مؤمنا بقضاء الله وقدره وشكل من جديد الكابوس المرعب للصهاينة حتى اصبح القائد الميدانى العام لسرايا القدس وكان المسئول المباشر عن تنفيذ عملية خزاعة التى ادت الى مقتل ضابط وجندى صهيونيين بالتعاون مع كتائب شهداء الاقصى وكان احد المسئولين عن عملية رفيح يام والتى ادت الى مقتل جندى صهيوني واستشهد فيها الاستشهاديين طارق ابو حسنين وايمن الجزار ؛ واشرف على اطلاق عشرات الصواريخ قدس 1وقدس 2على المغتصبات الصهيونية
رحلة مع الشهادة
توجه القائد ياسر الى منزله في حي تل السلطان غرب رفح ليشارك اهله عيد الاضحى المبارك وعند الساعة الثالثة فجرا توغلت قوات الاحتلال الصهيوني منطقته من مستوطنة رفيح يام المجاورة لحي تل السلطان غر ب مدينة رفح و مصحوبة بعدد من الدبابات والاليات وبغطاء جوي من طائرات الاباتشي وسط قصف عنيف بالاسلحة الرشاشة وقام بمحاصرة عشرات المنازل مستهدفة منزل القائد ياسر ابو العيش وعبر مكبرات الصوت طالبته بتسليم نفسه الا انه رفض ذلك وابي الا ان يقتل شهيدا ، واشتبك مع الجيش الصهيوني ودار اشتباكا مسلحا بين الجانبين لمدة ساعتين مما ادى الى استشهاده ، كما استشهد شقيقة حسين ابو العيش خلال تبادل اطلاق النار والقصف العنيف من قبل الجيش الصهيوني .
وتصدى المسلحين الفلسطينيين لقوات الاحتلال ودارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين مما ادى الى استشهاد القائد المجاهد: مجدي محمود الخطيب (ابومحمود)25 عاما قائد كتائب شهداء الاقصى والشهيد المجاهد :بهاء حاتم جودة 20 عاما من كتائب الشهيد عز الدين القسام .
ودمرت قوات الاحتلال منزل الشهيد ياسر أبو العيش بعد ان أجبرت سكانه على الخروج منه دون ان تسمح لهم بإخراج أمتعتهم وتركتهم في العراء ، قبل ان تنسحب من المنطقة وتعود ادراجها الى مستوطنة رفيح يام ، مما ادى الى تضرر عدد من المنازل المجاورة .
ابنه يروى تفاصيل الجريمة:
بعيون دامعة وقف محمد (12عاماً) الابن البكر للشهيد ياسر أبو العيش (35 عاماً) على أطلال منزلهم المدمر في حي تل السلطان، وأشار بيده نحو بقع كبيرة من الدماء، وقال: "هنا استشهد والدي.. هنا قتله المجرمون الصهاينة، لقد حرموني أنا واخوتي الصغار من حنانه في عيد الأضحى المبارك".
وجلس محمد يبكى وسط أسرته المكونة من والدته وأخوته (شرف) و(إبراهيم) و(زينب) و(فاطمة) ولم يستطع إكمال حديثه معنا وتعالت صيحات الأطفال من كل جانب.
وأخذ محمد يتنقل صامتاً كشاهد على الجريمة وهو يشير إلى دماء والده التي غطت كافة أرجاء المنزل، وبعد أن واسيناه.. اخذ محمد متأثرا جدا يروى تفاصيل جريمة اغتيال والده.
وأضاف: "استيقظنا بفزع علي اصوات الانفجارات واطلاق الرصاص والقذائف واصوات الطائرات وكنا قد ادركنا ان الخنازير اليهود قد جاءوا لاغتيال ابي حيث كان ابي نائما بدون اطرافه المساعدة حينها اطلق الصهاينة النار علي غرفته مباشرة وما هي الا لحظات وقد طلبوا من ابي ان يسلم نفسه حيث قالوا عبر مكبرات الصوت (ياسر ابو العيش سلم نفسك العناد لا ينفع سلم نفسك يا ياسرانت رجل مقعد من اجل سلامة اطفالك لا داعي للمقاومة )وتدحرج ابي من علي سريره ساحبا سلاحه وذخيرته البسيطة متجها الي النافذة واصبح في وجه الخنازير مباشرة وقام باطلاق النار عليهم مما ادي الي زج الرعب في قلوبهم وهو بصوت عالي يكبر(الله أكبر) ..انه الاسد القائد المقعد ياسر ابو العيش رافضا الدنيا واشتري الاخرة بدمه الطاهر، واخذ يطلق النار بيده اليسرى لعدة ساعات وبعدها جاءت الدبابات والجرافات الصهيونية، واقتربت من المكان، وأخذت تطلق نيران أسلحتها تجاه المنزل".
وواصل محمد حديثه عن الفاجعة والجريمة التي حلت بأسرته:"عندها أدركت أمي أننا في خطر وان أبي في خطر، فأخذنا ندعوا لأبي بان ينجيه الله من الغدر الصهيوني، وما هي إلا لحظات حتى اخذ جنود الاحتلال ينادون على أبي بتسليم نفسه عبر مكبرات الصوت، وكذلك ينادون علينا للخروج من المنزل، ولكننا رفضنا التحرك حمايةً لوالدنا، وبعد أن اشتدت المقاومة والتي شارك فيها عمي حسين التف جنود الاحتلال من الخلف، وأصابوا والدي بعدة طلقات في أنحاء جسده، وسمعناه وهو يكبر عدة مرات ثم نطق الشهادة واستشهد، ومن ثم واصل عمي حسين المقاومة واشتبك مع الجنود واستشهد هو الآخر ليلحقوا بالشهيد عمي عبد الحميد الذي استشهد العام الماضي".
وكانت عائلة أبو العيش قدَّمت العديد من الشهداء خلال انتفاضة الاقصي الثانية ابتداءا بشهيدها المجاهد :عبد الحميد أبو العيش (25 عاماً) مهندس عملية رفيح يام وهو الشقيق التوأم لياسر الذي استشهد بتاريخ 15/4/ 2003 اثناء قيامه بتأديت واجبه الجهادي في رفح
ولم تتوقف قافلة الشهداء في هذه العائلة المباركة حيث قدمت ثلة من خيرة ابنائها:
الشهيد المجاهد :عبد الحميد عبد الحميد ابو العيش
الشهيد القائد :ياسرعبد الحميد ابو العيش
والشهيد المجاهد: حسين عبدالحميد ابو العيش
والشهيد المجاهد: سعدي عبد الفتاح ابو العيش
والشهيد الشبل :صلاح الدين عبد الفتاح ابو العيش
ومـــــنـــهـــم من ينتظر.
من جعفرالطيار الي جعفر فلسطين لن تسقط رايه (لا اله الا الله)
وسنبقي للاسلام حصونا وجسورا
في ذكراكم والله لن ننساكم ونجدد العهد والبيعة امام الله ان نبقي الاوفياء لدمائكم
تعليق