13:13
--------------------------------------------------------------------------------
دون معاناة يزاح الستار أمام كل القادمين عن مشهد تتكامل فيه الكلمة والإضاءة، الديكور مع الخلفية..
الجانب الأيسر للمسرح يزينه ثلة من الأصوات هي الأعذب في عالم الفن الفلسطيني الهادف والملتزم.. ناهيك عن السفن التي أبحرت بعيدا عن أمواج الشاطئ لتزين خلفية الديكور الذي كان السر وراء جماله.. بساطته..
هكذا بدا المشهد على خشبة مسرح رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة مساء الأحد والاثنين... للوهلة الأولى تتوقع أنك ستشاهد "أوبريت" غنائي وحسب على تلك الخشبة، لكن وبعد بدأ العرض تجد نفسك أمام ملحمة غنائية، مسرحية، وشعرية كذلك..
الاستقلال/ أسماء أبو ناموس..
"عز الدين الفارس".. هو اسم الأوبريت الغنائي الذي زين بطاقات الدعوة التي وصلتنا في أسرة الاستقلال لحضور العرض.. وبصراحة.. لم نتوقع بداية أن نرى شيئا يختلف كثيرا عن الأعمال الأخرى التي يحاول صانعوها أن يضيفوا شيئا فيفشلوا.. مع ذلك قررنا أن نذهب، ربما لأنه يتناول سيرة الدكتور المفكر فتحي الشقاقي، وربما... لا ندري لكن كان هذا القرار.. وبصراحة أكثر.. لم نندم، بل كنا سنندم فعلا لو لم ننل شرف الحضور..
وكان لنا هذا اللقاء مع القائمين والمشاركين في هذا العمل الفني الضخم:
الفكرة والكلمات
الفنان خليل البهتيني مدير شركة رؤى للإنتاج الفني والإعلامي - منتجة العمل وصاحبة الإشراف العام - حدثنا بروح من أجهده العمل وأسره نجاح العمل الذي قرأه في عيون كل من حضر يقول عن ميلاد الفكرة "الفكرة لا تخص شخصا بعينه تعودنا في رؤى أن نتشاور ونعمل بروح المجموع.. منذ سنين كانت الفكرة تراودنا لتخطي حاجز القلق للفتح ملف شخص كبير كالدكتور فتحي الشقاقي، في البداية شجعني الفنان جمال الدريملي الذي كان يقرأ كثيرا ولمدة عامين متواصلين عن حياة الدكتور فتحي الشقاقي، ما أعطاني دفعة قوية، وشجعني للبدء"
وحول سؤالنا للفنان جمال الدريملي كاتب الأوبريت "كيف استطاع أن يصوغ سيرة حياة الدكتور الطويلة والمعقدة في كلمات مسجوعة وجمل مقفاة أجاب "استهوتني أعماله قبل أن أقرأ عنه، أُهديت جزأين من أعماله الكاملة من شركة رؤى وشرعت بالقراءة أكثر، جذبتني شخصيته لدرجة أن قلمي أخذ "يجري" وهو يكتب عنه، وهنا أستذكر كلمة الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي حين قال "الكتابة إليه نزيفي فكيف الكتابة عنه؟" فبدأت أكتب عنه وأنا خائف ألا أوفيه حقه.. وكان من الله سبحانه وتعالى أن كتبنا ما استطعنا عن سيرته لتقرأها الأجيال"..
وأضاف "جميع المواقف في حياة الدكتور فتحي الشقاقي كانت سامية ورائعة لإنسانيته.. بالتالي كنت أشعر أن كل جديد في حياة الدكتور يمثل مرحلة مفصلية تستحق أن تأخذ حقها كاملا في كلماتي"..
الألحان والتوزيع
الفنان وائل اليازجي ملحن الأوبريت الذي قدر عاليا أمانة هذا العمل وثقله قال "تسلمت النص مكتوبا على مراحل وكنت سعيدا جدا به، فالنص كان مكتوبا بصورة قصصية بحتة أكثر من كونه شعريا، بالتالي كان من الصعب علي أن ألحنه.. لكني قررت أن أتحدى نفسي..بدأت بـ"الكوبليه" الأول، الثاني.. في الوسط بدأت أواجه الصعوبات.. لكن بعد أن استوفيت العمل أصبحت الصورة لدي أكثر وضوحا، وبحمد الله وصلنا إلى هذه المرحلة بعد أن عملت جاهدا حتى أديت دور الملحن لهذا الأوبريت"..
ويتابع "لكل فنان صبغة مميزة في أعماله، ومهما حاول التجديد تبقى بصمته الخاصة واضحة في كل عمل من أعماله، ومن خلال هذا العمل تحديدا اعتمدت على بساطة الكلمة وتوصيل العمل الروائي بوضوح بالتعاون مع الفنان محمود عمار الموزع الموسيقي، فكان التنوع في العمل ما بين الصخابة الأوبرالية والتيمة اللحنية العاطفية والتيمة اللحنية الوطنية والتيمة الكلاسيكية.. بالإضافة إلى أن العمل تميز باعتماده بالدرجة الأولى على "الكورال" أكثر من اعتماده على "الصولو""
"روح العمل" العنصر الأهم
ويعلق الفنان البهتيني على طبيعة العمل في الأوبريت "لا نعتمد فقط الجانب المهني في العمل، ما يهمنا هو البعد الآخر المبني على الود والاحترام ما يساعدنا على إضفاء الراحة على كافة أعمالنا.. "لغة التفاهم".. ولعل هذا من أهم عناصر النجاح وهو ما يساعد على تخطي على الصعوبات"..
وختم البهتيني لقاءنا بالشكر الجزيل لـ "استوديوهات مشارق حيث تم تسجيل العمل، الفنان أحمد الوحيدي "الإشراف الفني"، الفنان وائل البيطار "مونتاج العمل"، الطاقم الذي شعرت أن كل من فيه كان متفاعلا ومصرا على أن يكمل هذا العمل رغم ما فيه من متاعب، الفنان/ وائل اليازجي الأستاذ الشاعر بشير عويضة، بالإضافة للثلاثي المتميز الذي شارك في الأوبريت/ الفنان كمال أبو ناصر، الفنان رامز حسن، الفنان يوسف عوض الله، الفنان/ محمد العشي، الفنان/ محمد عساف، والطفلة الفنانة/ روان عليان، والطفلة الفنانة/ مريم لولو، وكل من ساهم في إخراج العمل للنور"..
القلوب تدمع قبل العيون
"بعدك مين يا غالي قلبه حنون وعطوف؟!".. مطلع المقطع الغنائي الذي هز قلوب الحضور فسارعت دموعهم دون وعي منهم... فترى كلا منهم يحاول لملمة ما تبعثر من دموع على الوجنات قبل أن ينته العرض وتضاء القاعة..
هذه الفقرة التي كانت تتحدث عن طفلة الدكتور فتحي الشقاقي بعد والدها، كانت مغناة بصوت الفنانة روان عليان والأداء المسرحي للطفلة الفنانة مريم لولو.. اللتان استطاعتا أن تكملا اللوحة ليبقى أثرها في نفوس كل من حضر..
العمل ليس الأول
هذا ويعتبر أوبريت "عز الدين الفارس" حلقة ضمن سلسة الأعمال التي أنتجتها الشركة منها "أوبريت أرض وحكاية"، "أوبريت "بيتنا أحلى".. وغيرها من الأعمال الفنية المشهود لها على الساحة الفنية إذا ما قارناها بإمكانيات متواضعة تتمتع بها الشركة..
ويبقى أكلة الأكباد على كر الأزمنة فرحين دائما بمقتل حمزة كلما مرت بالمسلمين أحد..
--------------------------------------------------------------------------------
دون معاناة يزاح الستار أمام كل القادمين عن مشهد تتكامل فيه الكلمة والإضاءة، الديكور مع الخلفية..
الجانب الأيسر للمسرح يزينه ثلة من الأصوات هي الأعذب في عالم الفن الفلسطيني الهادف والملتزم.. ناهيك عن السفن التي أبحرت بعيدا عن أمواج الشاطئ لتزين خلفية الديكور الذي كان السر وراء جماله.. بساطته..
هكذا بدا المشهد على خشبة مسرح رشاد الشوا الثقافي بمدينة غزة مساء الأحد والاثنين... للوهلة الأولى تتوقع أنك ستشاهد "أوبريت" غنائي وحسب على تلك الخشبة، لكن وبعد بدأ العرض تجد نفسك أمام ملحمة غنائية، مسرحية، وشعرية كذلك..
الاستقلال/ أسماء أبو ناموس..
"عز الدين الفارس".. هو اسم الأوبريت الغنائي الذي زين بطاقات الدعوة التي وصلتنا في أسرة الاستقلال لحضور العرض.. وبصراحة.. لم نتوقع بداية أن نرى شيئا يختلف كثيرا عن الأعمال الأخرى التي يحاول صانعوها أن يضيفوا شيئا فيفشلوا.. مع ذلك قررنا أن نذهب، ربما لأنه يتناول سيرة الدكتور المفكر فتحي الشقاقي، وربما... لا ندري لكن كان هذا القرار.. وبصراحة أكثر.. لم نندم، بل كنا سنندم فعلا لو لم ننل شرف الحضور..
وكان لنا هذا اللقاء مع القائمين والمشاركين في هذا العمل الفني الضخم:
الفكرة والكلمات
الفنان خليل البهتيني مدير شركة رؤى للإنتاج الفني والإعلامي - منتجة العمل وصاحبة الإشراف العام - حدثنا بروح من أجهده العمل وأسره نجاح العمل الذي قرأه في عيون كل من حضر يقول عن ميلاد الفكرة "الفكرة لا تخص شخصا بعينه تعودنا في رؤى أن نتشاور ونعمل بروح المجموع.. منذ سنين كانت الفكرة تراودنا لتخطي حاجز القلق للفتح ملف شخص كبير كالدكتور فتحي الشقاقي، في البداية شجعني الفنان جمال الدريملي الذي كان يقرأ كثيرا ولمدة عامين متواصلين عن حياة الدكتور فتحي الشقاقي، ما أعطاني دفعة قوية، وشجعني للبدء"
وحول سؤالنا للفنان جمال الدريملي كاتب الأوبريت "كيف استطاع أن يصوغ سيرة حياة الدكتور الطويلة والمعقدة في كلمات مسجوعة وجمل مقفاة أجاب "استهوتني أعماله قبل أن أقرأ عنه، أُهديت جزأين من أعماله الكاملة من شركة رؤى وشرعت بالقراءة أكثر، جذبتني شخصيته لدرجة أن قلمي أخذ "يجري" وهو يكتب عنه، وهنا أستذكر كلمة الدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي حين قال "الكتابة إليه نزيفي فكيف الكتابة عنه؟" فبدأت أكتب عنه وأنا خائف ألا أوفيه حقه.. وكان من الله سبحانه وتعالى أن كتبنا ما استطعنا عن سيرته لتقرأها الأجيال"..
وأضاف "جميع المواقف في حياة الدكتور فتحي الشقاقي كانت سامية ورائعة لإنسانيته.. بالتالي كنت أشعر أن كل جديد في حياة الدكتور يمثل مرحلة مفصلية تستحق أن تأخذ حقها كاملا في كلماتي"..
الألحان والتوزيع
الفنان وائل اليازجي ملحن الأوبريت الذي قدر عاليا أمانة هذا العمل وثقله قال "تسلمت النص مكتوبا على مراحل وكنت سعيدا جدا به، فالنص كان مكتوبا بصورة قصصية بحتة أكثر من كونه شعريا، بالتالي كان من الصعب علي أن ألحنه.. لكني قررت أن أتحدى نفسي..بدأت بـ"الكوبليه" الأول، الثاني.. في الوسط بدأت أواجه الصعوبات.. لكن بعد أن استوفيت العمل أصبحت الصورة لدي أكثر وضوحا، وبحمد الله وصلنا إلى هذه المرحلة بعد أن عملت جاهدا حتى أديت دور الملحن لهذا الأوبريت"..
ويتابع "لكل فنان صبغة مميزة في أعماله، ومهما حاول التجديد تبقى بصمته الخاصة واضحة في كل عمل من أعماله، ومن خلال هذا العمل تحديدا اعتمدت على بساطة الكلمة وتوصيل العمل الروائي بوضوح بالتعاون مع الفنان محمود عمار الموزع الموسيقي، فكان التنوع في العمل ما بين الصخابة الأوبرالية والتيمة اللحنية العاطفية والتيمة اللحنية الوطنية والتيمة الكلاسيكية.. بالإضافة إلى أن العمل تميز باعتماده بالدرجة الأولى على "الكورال" أكثر من اعتماده على "الصولو""
"روح العمل" العنصر الأهم
ويعلق الفنان البهتيني على طبيعة العمل في الأوبريت "لا نعتمد فقط الجانب المهني في العمل، ما يهمنا هو البعد الآخر المبني على الود والاحترام ما يساعدنا على إضفاء الراحة على كافة أعمالنا.. "لغة التفاهم".. ولعل هذا من أهم عناصر النجاح وهو ما يساعد على تخطي على الصعوبات"..
وختم البهتيني لقاءنا بالشكر الجزيل لـ "استوديوهات مشارق حيث تم تسجيل العمل، الفنان أحمد الوحيدي "الإشراف الفني"، الفنان وائل البيطار "مونتاج العمل"، الطاقم الذي شعرت أن كل من فيه كان متفاعلا ومصرا على أن يكمل هذا العمل رغم ما فيه من متاعب، الفنان/ وائل اليازجي الأستاذ الشاعر بشير عويضة، بالإضافة للثلاثي المتميز الذي شارك في الأوبريت/ الفنان كمال أبو ناصر، الفنان رامز حسن، الفنان يوسف عوض الله، الفنان/ محمد العشي، الفنان/ محمد عساف، والطفلة الفنانة/ روان عليان، والطفلة الفنانة/ مريم لولو، وكل من ساهم في إخراج العمل للنور"..
القلوب تدمع قبل العيون
"بعدك مين يا غالي قلبه حنون وعطوف؟!".. مطلع المقطع الغنائي الذي هز قلوب الحضور فسارعت دموعهم دون وعي منهم... فترى كلا منهم يحاول لملمة ما تبعثر من دموع على الوجنات قبل أن ينته العرض وتضاء القاعة..
هذه الفقرة التي كانت تتحدث عن طفلة الدكتور فتحي الشقاقي بعد والدها، كانت مغناة بصوت الفنانة روان عليان والأداء المسرحي للطفلة الفنانة مريم لولو.. اللتان استطاعتا أن تكملا اللوحة ليبقى أثرها في نفوس كل من حضر..
العمل ليس الأول
هذا ويعتبر أوبريت "عز الدين الفارس" حلقة ضمن سلسة الأعمال التي أنتجتها الشركة منها "أوبريت أرض وحكاية"، "أوبريت "بيتنا أحلى".. وغيرها من الأعمال الفنية المشهود لها على الساحة الفنية إذا ما قارناها بإمكانيات متواضعة تتمتع بها الشركة..
ويبقى أكلة الأكباد على كر الأزمنة فرحين دائما بمقتل حمزة كلما مرت بالمسلمين أحد..
تعليق