أسطورة الجهاد والمقاومة
عماد حسن عقل
أبوحسين
المولد والنشأة:
ولد في التاسع عشر من يونيو من عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين طل (عماد حسن إبراهيم عقل) إلى الدنيا في مخيم جباليا، وكان الوالد الذي يعمل مؤذناً لمسجد الشهداء في مخيم جباليا قد اختار لابنه الذي جاء ثالثاً بين الذكور هذا الاسم (عماد) تيمناً بالقائد المسلم (عماد الدين زنكي) الذي قارع الصليبيين، وفي الوقت الذي كانت كل القيادات متخاذلة.
نشأ (عماد) وتربى على طاعة الله في هذا البيت المتدين الفخور بعقيدته، وبدأ واضحاً منذ نعومة أظفاره تمتعه بالذكاء والعبقرية، ولهذا صمم والده على أن يواصل مسيرته التعليمية حيث تفوقه بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل، وكما كان متوقعاً أحرز (الشهيد عماد عقل) الترتيب الأول على مستوى المدرسة وبين حانون والمخيم في شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) بعد ذلك تقدم بأوراقه وشهاداته إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنه ما إن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم المقررة حتى وجد جنود الاحتلال يعتقلونه في 23/09/1988م ويقدمونه إلى المحكمة بتهمة الانتماء لحركة (حماس) والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة.
حب الجهاد والمقاومة:
واكبت حركة (عماد) ونشاطه وقوة حبه للجهاد وقتال اليهود اشتعال الانتفاضة الفلسطينية المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المحتل، وما أن أطلقت (حركة الإخوان المسلمون) في قطاع غزة لشبابها وأنصارها العنان لقيادة المظاهرات وتوجيه الجماهير منذ الثامن من كانون أول (ديسمبر) من عم 1987م حتى تقدم الشهيد الصفوف مشكلاً المجموعات من الشباب المسلم في المخيم لملاحقة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين كانوا يعيثون فساداً وتخريباً.
رحلة المطاردة:
في ليلة معتمة كان المجاهدان مجدي حماد ومحسن العايدي على موعد مع القدر، فقد وقع المجاهدان في الأسر أثناء محاولتهما عبور خط الحدود الدولية بين فلسطين المحتلة ومصر بالقرب من مدينة رفح في السادس والعشرين من كانون أول (ديسمبر) 1991م، ليرسلا فوراً إلى قلعة الأبطال (سجن سرايا غزة) حيث يمارس التعذيب البشع والحرب النفسية والإرهابية ضد المجاهدين البطلين حتى تبدأ الصفحة المختفية في الظهور وتبرز الكلمات والخطوط والأسماء أمام عيون الجلادين الصهاينة، فاضطر المجاهد مجدي تحت هذا التعذيب إلى الكشف عن أسماء أعضاء مجموعة (الشهداء) التي كان عضواً فيها، منذ ذلك التاريخ أصبح شهيدنا البطل مطلوباً لقوات الاحتلال وأجهزة مخابراتها ووحداتها الخاصة والمستعربة.
لكن شهيدنا الذي هزم الخوف منذ أن بايع على الشهادة راح يواجه واقعه الجديد بشجاعة وإقدام، وإذا كان مجدي –فك الله أسره- قد اضطر إلى الاعتراف بأن (عماد عقل) هو ضابط اتصال المجموعة، فإن الشهيد القائد لم يرتعب ولم يضعف، بل زاده هذا الأمر شجاعة وفرض عليه في نفس الوقت أن يظل على أهبة الاستعداد يحمل روحه على كفه وبندقيته على كتفه، فقد عزم على الجهاد حتى الشهادة ورفض أن ينسحب من الميدان ويخرج خارج الوطن وبقي وفياً لقسمه، إذ نقل عنه –رحمه الله- عند بداية مطاردته قله: "من الآن فصاعداً فأنا مطارد للاحتلال وعليه سوف أذيقهم العلقم بإذن الله".
موعد مع الشهادة:
لبى شهيدنا البطل الذي كان صائماً في ذلك اليوم، طلب بعض الشباب بأن يتناول طعام الإفطار معهم في بيت الآل فرحات بجانب سوق الجمعة ومسجد الإصلاح بحي الشجاعية بمدينة غزة، وبعد تناوله الإفطار بمدة نصف ساعة، أي من الساعة الخامسة والربع من مساء الأربعاء الموافق 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1993م، والذي يصادف الذكرى الرابعة لاستشهاد الشيخ (عبدالله عزام)، وبعد أربعة أيام من ذكرى استشهاد الشيخ (عزالدين القسام)، شعر البطل بأن المكان محاصر من قبل قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود لم يشهد لها سكان الشجاعية مثيلاً من قبل، حيث قدرت بأكثر من (60) سيارة عسكرية مختلفة الأنواع والأحجام، إضافة لسيارة إسعاف عسكري وسيارة لخبراء المتفجرات ومطاردة طائرة مروحية حلقت فوق المكان إلى جانب عدد كبير من سيارات الوحدات الخاصة، وشمل الحصار العسكري الذي شارك فيه المئات من الجنود الصهاينة وعدد من ضباط الاستخبارات بقيادة قائد المنطقة الجنوبية كافة أنحاء المنطقة الشرقية من حي الشجاعية ومنطقة سوق الجمعة واعتلى العشرات من هؤلاء الجنود أسطح المنازل المحيطة بالمنزل الذي تحصن فيه الشهيد القائد.
وفيما بدت المنطقة أشبه بثكنة عسكرية حيث تواصل قدوم التعزيزات العسكرية أخذ أسطورة غزة بالانتقال من مكان إلى آخر باتجاه جنود الاحتلال من مسدس عيار 14ملم كان بحوزته، يروي أصحاب المنزل بأن الشهيد القائد قال: "حضر الآن موعد استشهادي"، ثم صعد بعدها إلى سطح المنزل وقام بأداء ركعتين لله تعالى، وفي هذه الأثناء كانت قوات الاحتلال التي فرضت منع التجول على تلك المنطقة تقوم بعملية تمشيط واسعة بحثاً عن المجاهدين الذين نجحوا في الانسحاب والعودة إلى قاعدتهم، شملت البيارات المجاورة والعديد من المنازل، كما قصف جنود العدو منزل آل فرحات بالصواريخ المضادة للدبابات وأطلقوا النار بغزارة من أسلحتهم الرشاشة باتجاه المطارد الذي لم تحدد سلطات الاحتلال شخصيته حتى تلك اللحظة، فأصيب بطلنا وهو يصلي برصاصة في ساقه، إلا أن تلك الإصابة لم تمنعه من القفز من أعلى المنزل باتجاه الأرض صارخاً الله أكبر وتبادل إطلاق النار مع جنود الاحتلال الذين يحاصرون المنزل حتى فاز بالشهادة، فقد أصابت إحدى القذائف المضادة للدروع الشهيد ومزقت جسده أشلاء حيث كانت الإصابة مباشرة في منطقة الرأس التي تناثرت إلى عدة قطع لدرجة أن أجزاء من رأسه قد أزيلت وملامح وجهه الطاهر لم يتعد تظهر على الإطلاق طبقاً لما رواه الشاب الشهيد نضال فرحات الذي قام بنقل جسد الشهيد خارج المنزل.
وإذا كان الرصاص قد نال من (عماد عقل) وفاز بالجنة التي عمل وسعى لها، فإن الشهيد القائد قد أحاط بجنود العدو قبل أن يتمكنوا منه وأوقع فيهم عدة إصابات.
القائد عماد عقل.. سيد الشهداء المظفر وفارس الميامين الأغر.
ما نبكيك حزناً يا سيد الشهداء... بل نبكيك فرحاً وأنت من المصطفين الأخيار مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
رحماك يا ملحمة الشجاعية وسفر الرجولة والبسالة...
رحماك أيها القائد الذي دوخ العدو عقلاً وتخطيطاً وتنفيذاً...
رحماك أيها الثائر الذي جاب رحاب غزة وخانيونس وجباليا ورفح والخليل، مؤسساً لقواعد المقاومة ومدرباً لرجالها وقائداً لبطولاتها في وجه الصهاينة الغادرين. درس الدروس، وعبرة العبر، وحفظتها الأجيال عن يا سيد الشهداء المظفر. لن نلقي سلاحنا ... سلاحنا بقاؤنا.
وبقاؤنا المقاومة، فاستبشر أيها المسجى بنور الإسلام، المجبول بتكبيرات الإله، الراقد على ثرى الوطن الذي أبيت مغادرته، (فزت ورب الكعبة).
هنيئاً لك شربة الفوز من حوض قائدك العظيم ورائدك في درب الجهاد الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم... وعهدنا هو العهد.. وقسمنا هو القسم.. وثأرنا هو الثأر... ولكل قطرة من دمك الطهور أيها القائد الشهيد، سيطير رأس صهيوني غادر.
قصيدة لروح الشهيد المجاهد: عماد عقل:
فيأيها الحي الذي مات الورى
***** من حوله وهو الشهاب الساري
نفديك منا أنفس وثابة
***** لا تعرف الشكوى لغير الباري
بكت المآذن في الخليل وغزة
***** وبكت قدس الله في الأسحار
وكتائب القسام بعدك يتم
***** ومنابر الإسلام في استغفار
لهفي على ليث الجهاد وسيفه
***** لهفي على الأوطان والثوار
ما بين غزة والخليل جعلتهم
***** يتساقطون كشاهد منهار
رويت غزة بالدماء فأثمرت
***** وملأت روض المجد بالأزهار
يا أرض غزة أبشري نلت المنى
***** فثراك مثوى العزم والإصرار
يا جند عز الدين فاز عمادكم
***** فوز الشهيد بصحبة الأخيار
ما مت من فرحت مقتله العدا
***** وبكت عليه كتائب الأحرار
ولا تنسونا من صالح دعائكم
عماد حسن عقل
أبوحسين
المولد والنشأة:
ولد في التاسع عشر من يونيو من عام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين طل (عماد حسن إبراهيم عقل) إلى الدنيا في مخيم جباليا، وكان الوالد الذي يعمل مؤذناً لمسجد الشهداء في مخيم جباليا قد اختار لابنه الذي جاء ثالثاً بين الذكور هذا الاسم (عماد) تيمناً بالقائد المسلم (عماد الدين زنكي) الذي قارع الصليبيين، وفي الوقت الذي كانت كل القيادات متخاذلة.
نشأ (عماد) وتربى على طاعة الله في هذا البيت المتدين الفخور بعقيدته، وبدأ واضحاً منذ نعومة أظفاره تمتعه بالذكاء والعبقرية، ولهذا صمم والده على أن يواصل مسيرته التعليمية حيث تفوقه بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل، وكما كان متوقعاً أحرز (الشهيد عماد عقل) الترتيب الأول على مستوى المدرسة وبين حانون والمخيم في شهادة الثانوية العامة (التوجيهي) بعد ذلك تقدم بأوراقه وشهاداته إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنه ما إن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم المقررة حتى وجد جنود الاحتلال يعتقلونه في 23/09/1988م ويقدمونه إلى المحكمة بتهمة الانتماء لحركة (حماس) والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة.
حب الجهاد والمقاومة:
واكبت حركة (عماد) ونشاطه وقوة حبه للجهاد وقتال اليهود اشتعال الانتفاضة الفلسطينية المباركة وتصاعد وتيرتها وامتدادها على طول رقعة الوطن المحتل، وما أن أطلقت (حركة الإخوان المسلمون) في قطاع غزة لشبابها وأنصارها العنان لقيادة المظاهرات وتوجيه الجماهير منذ الثامن من كانون أول (ديسمبر) من عم 1987م حتى تقدم الشهيد الصفوف مشكلاً المجموعات من الشباب المسلم في المخيم لملاحقة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين كانوا يعيثون فساداً وتخريباً.
رحلة المطاردة:
في ليلة معتمة كان المجاهدان مجدي حماد ومحسن العايدي على موعد مع القدر، فقد وقع المجاهدان في الأسر أثناء محاولتهما عبور خط الحدود الدولية بين فلسطين المحتلة ومصر بالقرب من مدينة رفح في السادس والعشرين من كانون أول (ديسمبر) 1991م، ليرسلا فوراً إلى قلعة الأبطال (سجن سرايا غزة) حيث يمارس التعذيب البشع والحرب النفسية والإرهابية ضد المجاهدين البطلين حتى تبدأ الصفحة المختفية في الظهور وتبرز الكلمات والخطوط والأسماء أمام عيون الجلادين الصهاينة، فاضطر المجاهد مجدي تحت هذا التعذيب إلى الكشف عن أسماء أعضاء مجموعة (الشهداء) التي كان عضواً فيها، منذ ذلك التاريخ أصبح شهيدنا البطل مطلوباً لقوات الاحتلال وأجهزة مخابراتها ووحداتها الخاصة والمستعربة.
لكن شهيدنا الذي هزم الخوف منذ أن بايع على الشهادة راح يواجه واقعه الجديد بشجاعة وإقدام، وإذا كان مجدي –فك الله أسره- قد اضطر إلى الاعتراف بأن (عماد عقل) هو ضابط اتصال المجموعة، فإن الشهيد القائد لم يرتعب ولم يضعف، بل زاده هذا الأمر شجاعة وفرض عليه في نفس الوقت أن يظل على أهبة الاستعداد يحمل روحه على كفه وبندقيته على كتفه، فقد عزم على الجهاد حتى الشهادة ورفض أن ينسحب من الميدان ويخرج خارج الوطن وبقي وفياً لقسمه، إذ نقل عنه –رحمه الله- عند بداية مطاردته قله: "من الآن فصاعداً فأنا مطارد للاحتلال وعليه سوف أذيقهم العلقم بإذن الله".
موعد مع الشهادة:
لبى شهيدنا البطل الذي كان صائماً في ذلك اليوم، طلب بعض الشباب بأن يتناول طعام الإفطار معهم في بيت الآل فرحات بجانب سوق الجمعة ومسجد الإصلاح بحي الشجاعية بمدينة غزة، وبعد تناوله الإفطار بمدة نصف ساعة، أي من الساعة الخامسة والربع من مساء الأربعاء الموافق 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1993م، والذي يصادف الذكرى الرابعة لاستشهاد الشيخ (عبدالله عزام)، وبعد أربعة أيام من ذكرى استشهاد الشيخ (عزالدين القسام)، شعر البطل بأن المكان محاصر من قبل قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود لم يشهد لها سكان الشجاعية مثيلاً من قبل، حيث قدرت بأكثر من (60) سيارة عسكرية مختلفة الأنواع والأحجام، إضافة لسيارة إسعاف عسكري وسيارة لخبراء المتفجرات ومطاردة طائرة مروحية حلقت فوق المكان إلى جانب عدد كبير من سيارات الوحدات الخاصة، وشمل الحصار العسكري الذي شارك فيه المئات من الجنود الصهاينة وعدد من ضباط الاستخبارات بقيادة قائد المنطقة الجنوبية كافة أنحاء المنطقة الشرقية من حي الشجاعية ومنطقة سوق الجمعة واعتلى العشرات من هؤلاء الجنود أسطح المنازل المحيطة بالمنزل الذي تحصن فيه الشهيد القائد.
وفيما بدت المنطقة أشبه بثكنة عسكرية حيث تواصل قدوم التعزيزات العسكرية أخذ أسطورة غزة بالانتقال من مكان إلى آخر باتجاه جنود الاحتلال من مسدس عيار 14ملم كان بحوزته، يروي أصحاب المنزل بأن الشهيد القائد قال: "حضر الآن موعد استشهادي"، ثم صعد بعدها إلى سطح المنزل وقام بأداء ركعتين لله تعالى، وفي هذه الأثناء كانت قوات الاحتلال التي فرضت منع التجول على تلك المنطقة تقوم بعملية تمشيط واسعة بحثاً عن المجاهدين الذين نجحوا في الانسحاب والعودة إلى قاعدتهم، شملت البيارات المجاورة والعديد من المنازل، كما قصف جنود العدو منزل آل فرحات بالصواريخ المضادة للدبابات وأطلقوا النار بغزارة من أسلحتهم الرشاشة باتجاه المطارد الذي لم تحدد سلطات الاحتلال شخصيته حتى تلك اللحظة، فأصيب بطلنا وهو يصلي برصاصة في ساقه، إلا أن تلك الإصابة لم تمنعه من القفز من أعلى المنزل باتجاه الأرض صارخاً الله أكبر وتبادل إطلاق النار مع جنود الاحتلال الذين يحاصرون المنزل حتى فاز بالشهادة، فقد أصابت إحدى القذائف المضادة للدروع الشهيد ومزقت جسده أشلاء حيث كانت الإصابة مباشرة في منطقة الرأس التي تناثرت إلى عدة قطع لدرجة أن أجزاء من رأسه قد أزيلت وملامح وجهه الطاهر لم يتعد تظهر على الإطلاق طبقاً لما رواه الشاب الشهيد نضال فرحات الذي قام بنقل جسد الشهيد خارج المنزل.
وإذا كان الرصاص قد نال من (عماد عقل) وفاز بالجنة التي عمل وسعى لها، فإن الشهيد القائد قد أحاط بجنود العدو قبل أن يتمكنوا منه وأوقع فيهم عدة إصابات.
القائد عماد عقل.. سيد الشهداء المظفر وفارس الميامين الأغر.
ما نبكيك حزناً يا سيد الشهداء... بل نبكيك فرحاً وأنت من المصطفين الأخيار مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
رحماك يا ملحمة الشجاعية وسفر الرجولة والبسالة...
رحماك أيها القائد الذي دوخ العدو عقلاً وتخطيطاً وتنفيذاً...
رحماك أيها الثائر الذي جاب رحاب غزة وخانيونس وجباليا ورفح والخليل، مؤسساً لقواعد المقاومة ومدرباً لرجالها وقائداً لبطولاتها في وجه الصهاينة الغادرين. درس الدروس، وعبرة العبر، وحفظتها الأجيال عن يا سيد الشهداء المظفر. لن نلقي سلاحنا ... سلاحنا بقاؤنا.
وبقاؤنا المقاومة، فاستبشر أيها المسجى بنور الإسلام، المجبول بتكبيرات الإله، الراقد على ثرى الوطن الذي أبيت مغادرته، (فزت ورب الكعبة).
هنيئاً لك شربة الفوز من حوض قائدك العظيم ورائدك في درب الجهاد الرسول القائد محمد صلى الله عليه وسلم... وعهدنا هو العهد.. وقسمنا هو القسم.. وثأرنا هو الثأر... ولكل قطرة من دمك الطهور أيها القائد الشهيد، سيطير رأس صهيوني غادر.
قصيدة لروح الشهيد المجاهد: عماد عقل:
فيأيها الحي الذي مات الورى
***** من حوله وهو الشهاب الساري
نفديك منا أنفس وثابة
***** لا تعرف الشكوى لغير الباري
بكت المآذن في الخليل وغزة
***** وبكت قدس الله في الأسحار
وكتائب القسام بعدك يتم
***** ومنابر الإسلام في استغفار
لهفي على ليث الجهاد وسيفه
***** لهفي على الأوطان والثوار
ما بين غزة والخليل جعلتهم
***** يتساقطون كشاهد منهار
رويت غزة بالدماء فأثمرت
***** وملأت روض المجد بالأزهار
يا أرض غزة أبشري نلت المنى
***** فثراك مثوى العزم والإصرار
يا جند عز الدين فاز عمادكم
***** فوز الشهيد بصحبة الأخيار
ما مت من فرحت مقتله العدا
***** وبكت عليه كتائب الأحرار
ولا تنسونا من صالح دعائكم
تعليق