في الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد محمد الشيخ خليل ونصر برهوم"...مازالت دمائكم تعطر اجواء فلسطين
التاريخ : 2008/09/26 الساعة : 20:46:19
تمر السنين من جديد.. ومع مرورها.. تمر ذكريات مجدٍ تليد.. تتجدد فينا ذاكرة رحيل رجلٍ بألف رجل.. تتجدد فينا ذاكرة قائدٍ صنع فتحاً كفتح خيبر.. وصنع فجراً كفجر بدر الكبرى...
تهل علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوب المجاهدين.. ذكرى أسدٍ هصور.. ذكري رحيل "خطاب فلسطين".. ذاك الأسد.. مخرج الاستشهاديين.. وشقيق عشاق الشهادة (شرف- أشرف- محمود)...
"محمد الشيخ خليل" اسم شق طريقه للشهادة.. اسم دّب الرعب في قلوب بني صهيون.. اسم أبكي شارون.. اسم أرغم قادة صهيون لإعلان الهزيمة في غزة...
تهل ذكراك "أبا خليل".. ولا زالت فلسطين تفتقدك.. لا زال طفلي يحلم بعودةٍ لمجدك التليد.. لا زالت أمي تحلم بعهدٍ كعهدك.. لا زال أبناء المخيم يروّن عهد الانتصارات.. لا زال أبناء الجهاد يحيون ذكراك تحت أزيز نار الصواريخ.. لا زال أسود السرايا يسيرون على خطّاك نحو الشهادة...
تعود بنا ذاكراك.. ولا زال الدم الفلسطيني ينزف.. تعود ذكراك ونحن نحيي فتوحاتك.. "فتح خيبر" "الفتح المبين" "بدر الكبرى" "جسر الموت"...
رحلت سيدي أبـا خليل لتلتحق برفيق الدرب فتحي الشقاقي.. وياسر أبو العيش.. هنيئاً لك سيدي.. هنيئاً لك وأنت مع النبيين.. هنيئاً لك وأنت برفقة الأحباء.. هنيئاً لك وأنت في رحمة مولنا....
محمد الشيخ خليل في سطور
لا تكاد تخلو صور التضحية التي يجسدها الشعب الفلسطيني من خلال مقاومته الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني من بيت أي عائلة فلسطينية، فهنا بيت له شهيد، وهناك بيت فيه جريح وآخر فيه أسير، وغير ذلك من صور الفداء والبطولة التي صنعها جهاد الفلسطينيين، وهناك الكثير من العائلات التي قدمت عدداً من أبنائها شهداء وجرحى وأسرى.. فالشهيد القائد محمد الشيخ خليل.. لم يكن الأول من بين أفراد عائلته الذي يرتقي إلى العلا شهيداً، حيث سبقه إلى الشهادة ثلاثة من أشقائه، وقد حان الموعد ليلتقي بهم في علياء الجنة.
* من هو القائد محمد الشيخ خليل؟
الشهيد القائد الشيخ محمد الشيخ خليل البالغ من العمر 32 عاما هو من مواليد مدينة رفح، وسافر إلى لبنان مطاردا في عام 1989. قرر الرجوع إلى موطنه الأصلي فلسطين بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 ،ولكن تم القبض علية أثناء عودته في مدينة مصر وتم الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف. استشهد شقيقه أشرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 1/7/1991، بينما استشهد شقيقه الثاني شرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح في وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992. بترت ساقه أثناء مهمة جهادية في شهر نوفمبر لعام 2001، وكان برفقته الشهيد ياسر أبو العيش. يعتبر الشيخ محمد الشيخ خليل المطلوب رقم 1لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرض لأربع محاولات اغتيال باءت كلها بالفشل، حيث كان آخرها محاولة اغتياله بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح في شهر أكتوبر لعام 2004، إلا أنه لم يكن متواجدا في المنزل، و أدت محاولة الاغتيال هذه إلى استشهاد شقيقه محمود. و قد نجحت طائرات الاستطلاع الصهيونية مساء يوم الأحد 25/9/2005م، في اغتيال الشيخ خليل بعد أن قصفت سيارته من نوع مرسيدس بينما كان يسير على الطريق الساحلي لمنطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده و مرافقه محمد برهوم و إصابة عدد من المارة.
انتفاضة الأقصى...
وما ان اندلعت انتفاضة الاقصى المباركة، حتى تجدد الامل في نفوس من تبقى من ابنائها للعودة الى خيار الجهاد والمقاومة والانخراط في صفوف المقاومين والمجاهدين، وكان لهم ما ارادوا... حيث بدأ الشهيد القائد محمد الشيخ خليل ببناء النواة الاولى لسرايا القدس في مدينة رفح، ولتبدأ بعدها قصة طويلة من المطاردة والملاحقة ادت الى استشهاد شقيقه محمود قبل نحو عام تقريبا في عملية اغتيال جبانة استهدفته في رفح، ادت بالاضافة الى ذلك، الى اصابة شقيقه احمد والذي بترت يده حيث يرقد الان في احد المشافي المصرية لتلقي العلاج هناك، في حين اصيب الشهيد القائد محمد ببتر جزء من ساقه لم يحل دون تمكنه من مواصلة الجهاد والمقاومة ومقارعة الاعداء...
وتقول ام رضوان والدة محمد الشيخ خليل محمد عندما عاد من مصر بعد اعتقاله خمس سنوات تزوج ورزقه الله بثلاث اولاد وبنت.
وأضافت "أما القائد محمد فقد نجح الاحتلال في الوصول إليه بعد أربع محاولات اغتيال الأولى الحمد لله لم يصب فيها أحد بأذى أما المرة الثانية أطلقت طائرة صهيونية صاروخ فأصيبت عائلة" الكرد" من الجيران بكاملها وفي المرة الثالثة استشهد أخيه محمود وأصيب أحمد، وفي المرة الرابعة تمكنوا فيها من اغتياله برفقة القائد نصر برهوم وذلك في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
الفارس المجهول
تقول ام رضوان والدة الشهيد "أنا كنت أهيئ نفسي دوما لمثل هذا اليوم فقد نال ما تمنى وما أراد وكنت أهيئ نفسي للشهيد الرابع دوما والله انه عزيز علي ولكن هو الواجب الذي لا بد من تقديمه فداء لهذا الدين والوطن المبارك .." هكذا قالت عندما سألناها عن القائد الشهيد محمد الذي لا تلبث تذكر حسناته ومناقبه مضيفة انه كان يردد دوما غدا ستجمعون أشلائي بعد أن تطلق طائرة علي صاروخ".
وتضيف قائلة: لم أكن أعلم أن له كل هذا القدر وله هذه المحبة في قلوب الكثيرين فقد كان دوما كتوما في يتعلق بالمقاومة ولم أشعر بالحزن لان كل هذا في سبيل الله والحمد لله الذي أعطاه هذه النعمة التي لا تقدر بثمن ".
أما الانسحاب الذي فرح فيه الكثيرين فقد أزعج القائد محمد الذي ظن ان قطار الشهادة قد فاته، كما قالت لنا والدته فقد كان دوما يقول "يبدوا أني أغضبت ربي كيف يخرج الصهاينة دون أن أنال الشهادة".
اليوم الأخير
وعن الليلة الاخيرة التي سبقت عملية اغتيال الشهيد القائد محمد، حيث بدت ام رضوان قلقة، فسألها الشهيد القائد عن سبب ذلك، فقالت وهي تشير إلى الباب الذي وقف عنده قائلة" لقد كان يقف هناك وسألني لماذا تبكي ألست هنا بخير فما كان مني إلا أن ضممته إلى صدري وقبلته".
وعن عزائه الذي تحول إلى عرس قالت : يوم استشهاد محمد كان بمثابة عيد وفرح وزعت الحلوى وجاء الكثير من الناس من جميع الفصائل للمشاركة في تهنئتي بهذا العرس ، وتحول هذا العزاء إلى عرس فلسطيني وهذا ما صبرني خاصة عندما رأيت كم كان محبوبا،وهذا تكريم من الله له في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله له نعيم مقيم ".
موعد مع الشهادة
خرج محمد الشيخ خليل بتاريخ 25-9-20005 من منزله الكائن في مدينة رفح والذي يعتبر احد أهم المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرّض لأربع محاولات اغتيال ومنذ ذلك اليوم ولا زال الكيان يبحث عنه في كل مكان أو أثناء سيرهما بسيارة الشهيد نصر برهوم على الطريق الساحلي بغزة قصفت طائرة استطلاع السيارة التي كانوا يستقلونها وهي من نوع مرسيدس ولونها أبيض، بصاروخ واحد على الأقل أثناء مرورها أمام مطعم "شعفوط" في شارع البحر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد القيادي محمد الشيخ خليل و الشهيد نصر برهوم ورجح شهود عيان أن يكون القصف عبر الزوارق الحربية المنتشرة في عرض بحر غزة.
ردود فعل صهيونية
* تصفيق صهيوني في مركز الليكود بعد اغتيال محمد الشيخ خليل
بدا الفرح في الكيان الصهيوني يعود بعد الجريمة البشعة التي استهدفت القائد البارز في سرايا القدس الشهيد محمد الشيخ خليل "الهشت"، ومرافقه الشخصي محمد برهوم.
وفي ظاهرة هي الأولى من نوعها صفق المئات من أعضاء مركز الليكود الصهيوني عندما أعلن رئيس مركز الليكود الوزير (تساحي هنغبي) على الملأ ان جيش الاحتلال اغتال قياديا في الجهاد الإسلامي.
وقال هنغبي اننا نحيي وزير (الدفاع) شاؤل موفاز على هذا الانجاز الرائع بحق اخطر المطلوبين الذين آذوا (إسرائيل) كثيراً، حسب تعبير الوزير الصهيوني.
* موفاز أراد اغتيال محمد الشيخ خليل في ذكرى مقتل عائلة عنتئيل
عندما قرر حزب الليكود الصهيوني إجراء الانتخابات الداخلية لترشيح أرائيل شارون أو بنامين نتانياهو كان موفاز يقرر في نفسيته اتخاذا إجراءات أمنية لنجاح الانتخابات وعدم تكرار "خروقات" المقاومة الفلسطينية لمثل هذه الانتخابات، ففي عام 2002م كان نشطاء كتائب شهداء الأقصى متواجدين في مركز الليكود ليشنوا الحرب على شارون وحزبه بتنفيذ عملية جريئة داخل مقر الليكود في مدينة بيسان " بيت شأن" في وقت كان فيه أعضاء الليكود يتقدمون أيضاً لانتخاب شارون أو نتانياهو، وفي عام 2004م كان مستوطنو قطاع غزة من مؤيدي الليكود يجهزون أنفسهم لانتخابات داخلية جديدة والمنافسة كما هي شارون أو نتانياهو لكن مقاتلي سرايا القدس قضوا على تلك الانتخابات وعلى آمال شارون بالعيش بأمان في كل انتخابات فكانت الرصاصات تنطلق في كل مكان من أرجاء مستوطنة كيوسوفيم والتي قتل فيها 6 مستوطنين من مؤيدي الليكود من بينهم عائلة عنتئيل، ليأمر شارون موفاز بتدمير رأس محمد الشيخ خليل باعتباره المسؤول الأول والأخير عن عملية كيوسوفيم.
محمد الشيخ خليل تبني العملية باسم سرايا القدس فكان هدفاً لصواريخ الاحتلال بعد أسبوع من العملية في كيوسوفيم لكنه نجا ليستشهد شقيقه محمود الشيخ خليل، في محاولات من الصهاينة لمزيد من عمليات الاغتيال للشيخ خليل.
.
تعليق