هو ارث الأجداد من البطولة يسرى في عروقه.. هو عشق الوطن يتعمشق في جوارحه.. ذات المكان المعبق بعطر أخيه عبد الكريم الذي رحل إلى الجنان قبله يأبى الا ان يعمّده ابراهيم بطهر دمائه.. وذات الإقدام وذات اللهفة للقاء الأحبة الفائزين بالشهادة قبله.. ها هي روحه تحلق بصحبة أبطال السرايا في المخيم .. مع طوالبة وشقيقه عبد الكريم وابو سريّة ومعلمه اياد الحردان .
النشاة
ولد إبراهيم في 26/4/1986 في مخيم جنين . وهو الأخ التوأم لعبد الكريم.. لم يكن إبراهيم طفلا عاديا بل كان بلوغه وعقلانيته تثير دهشة من يحيطون به.. فقد عرفته مذ كان صغيرا .. حديثه كأنما يصدر عن إنسان ناضج متمرس وخبير في الحياة.. مواقفه تقطر بالكرامة ورفض الذل والانصياع لظروف الاحتلال المضروبة على عائلته .. ربما بيئته وكونه ابن الشيخ المجاهد بسام راغب السعدي المجاهد العتيق والقيادي المرموق في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كانت دافعا كبيرا لفصاحته .ذلك البيت الي عاش فيه مع 11 فردا لم يجتمع شملهم في عيد او مائدة إفطار في رمضان منذ نعومة أظفاره فأبوه إما مطارد او اسير او مبعد .ظل إبراهيم وحتى رحيله حنونا على الفقراء والمحتاجين يأخذ من بيته المؤن او المال ويوزعها على الفقراء والايتام .
ترك إبراهيم المدرسة منذ كان في الصف العاشر ليكمل مسيرته الجهادية ويغدو مرافقا لمحمود طوالبة وابرز ضاربي الاكواع في مخيم جنين، فلا يكون اجتياح او توغل في المدينة الا وإبراهيم في مقدمة المتصدين له..تركز دوره في مساعدة المطلوبين وإمدادهم باحتياجاتهم اليومية .. يخرج من بيته في عتمة الليل وقبيل الفجر حاملا الطعام والمؤن وأحيانا السلاح لإيصالها لمجموعة متحصنة في مغارة هنا او أخرى تعد كمينا ضد الصهاينة هناك.
إبراهيم ذلك الفتى الذي أحبه كل من عرفه لدماثة خلقه وطيب معشره وروحه المرحة فابتسامته دائما ترتسم على وجهه ويشيع في قلوب من يحدثهم راحة وسكينه .
اصيب ابرايهم خلال انتفاضة الاقصى ثلاث مرات فقد احدى عينيه في احداها عندما كان يحاول تركيب قطعة سلاح وتم اعتقاله وشقيقه عبد الكريم في سجون السلطة لعدة اشهر والتنكيل بهما .وفي كل مرة كان ابراهيم يتلقى المحنة بصلابة لا تتوافق مع سنين عمره.
كانت زياراته المتكررة لسجن المقاطعة في جنين عاملا مؤثرا في شخصيته بعدما تعرف على الشهيد اياد الحردان المعتقل مع والده وذلك في العام 1995 .بعد رحيل الحردان في نيسان 2001 أصبح إبراهيم أكثر حقدا وكراهية للعدو الصهيوني وبات شغله الشاغل الانتقام والثأر الذي لا ينفك يتحدث به لأهله ولرفاق دربه من أشبال سرايا القدس في المخيم.
اما رحيل شقيقه التوأم عبد الكريم فقد ترك في قلبه جرحا غائرا وطبع في نفسه رغبه عارمة بالانتقام والثأر ..فيوم وداعه لأخيه بكى إبراهيم بحرقة وهو يطبع على جبينه قبله أخيرة وعاهده على اللحاق به قريبا.
الشهادة
وكأن أبواب السماء تلقت دعاءه الخالص وحققت أمنيته بالشهادة التي صار يهذي بها حتى في نومه. تقول والدته الصابرة :" كنت أدرك ان إبراهيم سيلحق بأخيه فقد تعلق قلبه بالشهادة وكان يطلبها بقلب مخلص وكلما ودع رفيقا له من شهداء المخيم بكى بحرقة لأنه سبق للشهادة ".في ذلك الحين وفي فجر يوم 16/11/2002 كان ابراهيم يطوف في جنين عندما توغلت قوة صهيونية معززة بعشرات الآليات وبغطاء جوي من طائرات الاباتشي جنين ومخيمها واقتربت تلك الآليات من حي الزهراء المتاخم لبيت المجاهد بسام السعدي ..في وقت لم تكد فيه تلك الآليات نتسحب اثر عملية عكسرية صهيونية حاقدة وحصار للمدينة والتضييق على أهلها بقطع الهاتف والكهرباء لأربعة عشرا يوما بهدف اغتيال المجاهد إياد صوالحة في رمضان في العام 1423هـ الموافق 9/11/2002 .
تحرك إبراهيم وعاد الى المخيم حاملا رشاشه واشتبك مع قوة صهيونية على مقربة من بيته قبل ان تصيبه رصاصة قناص حاقد إصابة مباشرة في صدره فسقط أرضا ليكمل ذات القناص إطلاق النار عليه ويرديه ويصيب عددا آخر ممن يحيطون به.
ووسط حالة الهرج والمرج التي سادت في الساحة الخلفية لمنزل المجاهد بسام السعدي عقب محاولة إنعاش إبراهيم استمر إطلاق النار بكثافة من المدفعية الثقيلة للدبابات التي عطلت وصول إبراهيم الى المشفى فارتقى إلى العلى ليكون الشهيد الرابع في عائلته وفي اقل من اشهر خمسة.
صبر وثبات
لحظات ثقيلة مرت وكل صغير وكبير في مخيم جنين يبكي بحرقة ومرارة لذلك المنظر الذي عانقت به الصابرة ام إبراهيم فلذة كبدها وبكرها إبراهيم وتحسست وجهه ورأسه مزيلة بعض آثار الدماء عن رأسه قائلة:"هنيئا لك الشهادة.. بلغ سلامي واشواقي لاخيك عبد الكريم" وبصبر وثبات قل ان يتحلى به إنسان فارق من الأحبة الكثير تطلب من الناس الا يبكوا ابنها وان يفرحوا له قائلة:" هو عريس هذا اليوم فزفوه وهنئوني به".
واما أبوه الشيخ بسام والذي كان مطاردا منذ أعوام فقد حرم من إلقاء نظرة الوداع على نجله إبراهيم كما حرم قبل 75 يوما من إلقائها على ابنه عبد الكريم.
ان مخيما يزهو بهذه النماذج الرائعة للبذل والعطاء يستحق عن جدارة ان يغدو قبلة الجهاد وقلعة شموخ ومنار يستمد منه العزم والكرامة في ليل الزاحفين والمتخاذلين عن نصرة الاسلام والمسلمين في فلسطين.. لن تهزم هذه الأرض طالما فيها اب كابي إبراهيم وأبناء كإبراهيم وعبد الكريم.
منقول
النشاة
ولد إبراهيم في 26/4/1986 في مخيم جنين . وهو الأخ التوأم لعبد الكريم.. لم يكن إبراهيم طفلا عاديا بل كان بلوغه وعقلانيته تثير دهشة من يحيطون به.. فقد عرفته مذ كان صغيرا .. حديثه كأنما يصدر عن إنسان ناضج متمرس وخبير في الحياة.. مواقفه تقطر بالكرامة ورفض الذل والانصياع لظروف الاحتلال المضروبة على عائلته .. ربما بيئته وكونه ابن الشيخ المجاهد بسام راغب السعدي المجاهد العتيق والقيادي المرموق في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كانت دافعا كبيرا لفصاحته .ذلك البيت الي عاش فيه مع 11 فردا لم يجتمع شملهم في عيد او مائدة إفطار في رمضان منذ نعومة أظفاره فأبوه إما مطارد او اسير او مبعد .ظل إبراهيم وحتى رحيله حنونا على الفقراء والمحتاجين يأخذ من بيته المؤن او المال ويوزعها على الفقراء والايتام .
ترك إبراهيم المدرسة منذ كان في الصف العاشر ليكمل مسيرته الجهادية ويغدو مرافقا لمحمود طوالبة وابرز ضاربي الاكواع في مخيم جنين، فلا يكون اجتياح او توغل في المدينة الا وإبراهيم في مقدمة المتصدين له..تركز دوره في مساعدة المطلوبين وإمدادهم باحتياجاتهم اليومية .. يخرج من بيته في عتمة الليل وقبيل الفجر حاملا الطعام والمؤن وأحيانا السلاح لإيصالها لمجموعة متحصنة في مغارة هنا او أخرى تعد كمينا ضد الصهاينة هناك.
إبراهيم ذلك الفتى الذي أحبه كل من عرفه لدماثة خلقه وطيب معشره وروحه المرحة فابتسامته دائما ترتسم على وجهه ويشيع في قلوب من يحدثهم راحة وسكينه .
اصيب ابرايهم خلال انتفاضة الاقصى ثلاث مرات فقد احدى عينيه في احداها عندما كان يحاول تركيب قطعة سلاح وتم اعتقاله وشقيقه عبد الكريم في سجون السلطة لعدة اشهر والتنكيل بهما .وفي كل مرة كان ابراهيم يتلقى المحنة بصلابة لا تتوافق مع سنين عمره.
كانت زياراته المتكررة لسجن المقاطعة في جنين عاملا مؤثرا في شخصيته بعدما تعرف على الشهيد اياد الحردان المعتقل مع والده وذلك في العام 1995 .بعد رحيل الحردان في نيسان 2001 أصبح إبراهيم أكثر حقدا وكراهية للعدو الصهيوني وبات شغله الشاغل الانتقام والثأر الذي لا ينفك يتحدث به لأهله ولرفاق دربه من أشبال سرايا القدس في المخيم.
اما رحيل شقيقه التوأم عبد الكريم فقد ترك في قلبه جرحا غائرا وطبع في نفسه رغبه عارمة بالانتقام والثأر ..فيوم وداعه لأخيه بكى إبراهيم بحرقة وهو يطبع على جبينه قبله أخيرة وعاهده على اللحاق به قريبا.
الشهادة
وكأن أبواب السماء تلقت دعاءه الخالص وحققت أمنيته بالشهادة التي صار يهذي بها حتى في نومه. تقول والدته الصابرة :" كنت أدرك ان إبراهيم سيلحق بأخيه فقد تعلق قلبه بالشهادة وكان يطلبها بقلب مخلص وكلما ودع رفيقا له من شهداء المخيم بكى بحرقة لأنه سبق للشهادة ".في ذلك الحين وفي فجر يوم 16/11/2002 كان ابراهيم يطوف في جنين عندما توغلت قوة صهيونية معززة بعشرات الآليات وبغطاء جوي من طائرات الاباتشي جنين ومخيمها واقتربت تلك الآليات من حي الزهراء المتاخم لبيت المجاهد بسام السعدي ..في وقت لم تكد فيه تلك الآليات نتسحب اثر عملية عكسرية صهيونية حاقدة وحصار للمدينة والتضييق على أهلها بقطع الهاتف والكهرباء لأربعة عشرا يوما بهدف اغتيال المجاهد إياد صوالحة في رمضان في العام 1423هـ الموافق 9/11/2002 .
تحرك إبراهيم وعاد الى المخيم حاملا رشاشه واشتبك مع قوة صهيونية على مقربة من بيته قبل ان تصيبه رصاصة قناص حاقد إصابة مباشرة في صدره فسقط أرضا ليكمل ذات القناص إطلاق النار عليه ويرديه ويصيب عددا آخر ممن يحيطون به.
ووسط حالة الهرج والمرج التي سادت في الساحة الخلفية لمنزل المجاهد بسام السعدي عقب محاولة إنعاش إبراهيم استمر إطلاق النار بكثافة من المدفعية الثقيلة للدبابات التي عطلت وصول إبراهيم الى المشفى فارتقى إلى العلى ليكون الشهيد الرابع في عائلته وفي اقل من اشهر خمسة.
صبر وثبات
لحظات ثقيلة مرت وكل صغير وكبير في مخيم جنين يبكي بحرقة ومرارة لذلك المنظر الذي عانقت به الصابرة ام إبراهيم فلذة كبدها وبكرها إبراهيم وتحسست وجهه ورأسه مزيلة بعض آثار الدماء عن رأسه قائلة:"هنيئا لك الشهادة.. بلغ سلامي واشواقي لاخيك عبد الكريم" وبصبر وثبات قل ان يتحلى به إنسان فارق من الأحبة الكثير تطلب من الناس الا يبكوا ابنها وان يفرحوا له قائلة:" هو عريس هذا اليوم فزفوه وهنئوني به".
واما أبوه الشيخ بسام والذي كان مطاردا منذ أعوام فقد حرم من إلقاء نظرة الوداع على نجله إبراهيم كما حرم قبل 75 يوما من إلقائها على ابنه عبد الكريم.
ان مخيما يزهو بهذه النماذج الرائعة للبذل والعطاء يستحق عن جدارة ان يغدو قبلة الجهاد وقلعة شموخ ومنار يستمد منه العزم والكرامة في ليل الزاحفين والمتخاذلين عن نصرة الاسلام والمسلمين في فلسطين.. لن تهزم هذه الأرض طالما فيها اب كابي إبراهيم وأبناء كإبراهيم وعبد الكريم.
منقول
تعليق