شريف أحمد زقوت
إن الحديث عن هؤلاء المجاهدين هو حديث تعجز الكلمات عن وصفه لأنهم ، أبناء مدرسة النبي محمد بن عبد الله ، أكرم بها من مدرسة ، وأنعم به من معلم ، وهي تنقل الأفراد من عالم دنيويٍ لا تمايز فيه ولا فضل ، إلى عالمٍ سام جليل ، مدرسة لا تخرّج إلاّ الأبطال العظماء، ولا تقبل في صفوفها إلا الأتقياء، مدرسة تسمو من خلالها الأرواح إلى عالم مثالي أروع ، يكون فيه ساق ابن مسعود أثقل عند الله من جبل أحد ، وسمرة بن رباح أنصع من اللبن .
هناك رجال لا يتركون التاريخ يصنعهم فهم يصنعون التاريخ وبدمائهم يسطرون للعالم اسطع صفحات المجد والبطولة و الفداء والبذل في سبيل الله رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فهم يمضون في طريق ذات الشوكة بكل إقدام وبسالة هكذا تربوا علي موائد القران وهاهم أبناء المساجد تربوا على حب الشهادة والشهداء يبذلون كل أوقاتهم من اجل هذا الدين فمنهم من رحل إلى جوار ربه ومنهم ينتظر وهو يسير على طريق ذات الشوكة يقول تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا "
ميلاده ونشأته
شهد عام 1972م ميلاد شهيدنا القسامي القائد المجاهد (شريف زقوت)، الذي أشرقت بمولده أرجاء مخيم جباليا الذي لجأ إليه أهله وأجداده بعد أن هاجروا على يد القوات الصهيونية الغاصبة في نكبة عام 1948م من مدينتهم الساحلية (اسدود).
تربى شهيدنا القسامي القائد شريف –رحمه الله- بين أزقة مخيم جباليا وتعلم من الظروف التي كان يعيشها في المخيم كيف يصنع الرجال، وكيف تكون عزة والنفس والكرامة، فكبر قويا عزيزا، لا يعطي الدنية لأحد أبدا.
نشأ شريف –رحمه الله- في أحضان أسرة مجاهدة مشهود لها بالخير والصلاح، رباه والده فيها على طاعة الله عز وجل والالتزام بتعاليم الدين الحنيف، والسير على خطي النبي الكريم، أما أمه فقد أرضعته لبن حب الأرض وأسقته حليب العزة والأنفة والشموخ، فشب فتيا قويا يحق الحق ويأبى الظلم.
مسيرته التعليمية
تلقى شهيدنا شريف –رحمه الله- تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث اللاجئين في منطقة سوق المخيم، ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة (هايل بن عبد الحميد) الزراعية، حيث أنهى منها الثانوية العامة وليلتحق بعدها بجامعة الأقصى وليتخرج منها بشهادة (الدبلوم في إدارة المؤسسات غير الحكومية).
وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة التي قضاها شهيدنا –رحمه الله- في الدراسة، كان شريف يتحلى بالعديد من الأخلاق والصفات الحسنة، فقد كان صاحب ابتسامة جميلة لا تفارق محياه، وكان هادئا جدا، يأخذ كل الأمور ويتعامل معها بكل حكمة وثقة وهدوء، وكان يحب زملائه ويحترم مدرسيه، والذين كانوا يبادلونه أيضا نفس المشاعر، بعد أن لمسوا فيه طيبة القلب وصفاء الروح.
وفي الحي الذي نشأ فيه شريف، اشتهر–رحمه الله- بأدبه وحبه لجيرانه وأهل حيه، يلزم السكون والهدوء، ويشاركهم في كل مناسباتهم لكن بنفس رزينة، وكان أيضا صاحب لسان يدعو به الناس، فينهي عن المنكر، ويحث على الخير والمعروف وطاعة الله.
هادئا ومخلصا مع والديه
ومع والديه، كان شريف هادئا ومخلصا في معاملته لهم، يرعاهم ويعطف عليهم، يحبهم حبا شديدا ولا يبخل عليهم بأي شيء، بارا بهم أشد البر، حسن المعاملة معهم، فيساعد والده في عمله ويعين أمه في بعض مشاغل البيت ويخفف عنها، قصده ورجاؤه من كل هذا الفوز برضا الله -عز وجل-، منفذا بهذا أمر الله حين قال: "وبالوالدين إحسانا"، وقال تعالى :" ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"، فكان لين الجانب حلو الكلام، شديد الحب والعطف، حسن التعامل سريع الإجابة.
لم تقتصر هذه العلاقة الأسرية المتينة على والديه فحسب ، بل كان شهيدنا شريف –رحمه الله- نعم الزوج الصالح لزوجته، العطوف عليها الحنون بها، أنجب منها 5 أطفال 3 منهم ذكور 2 إناث، واستطاع –رحمه الله- أن يحقق التوازن ما بين عمله الجهادي العسكري وعمله الدعوي في صفوف حماس، وما بين علاقته الأسرية الناجحة المتينة، فقد كان قريبا من أبناءه وزوجته يلبي لهم كل رغباتهم، ليكون بهذا نعم الأب الصالح والزوج الحنون.
التحاقه بصفوف حماس
كان شهيدنا القسامي القائد (شريف زقوت) من أوائل الناس التحاقا بصفوف حركة المقاومة الإسلامية –حماس-، حيث انضم إلى صفوفها منذ عام 1990م وذلك في منتصف الانتفاضة الأولي بعد التزامه في المسجد (لشرقي) القريب من بيته، وبدأ يتلقى على يد دعاة ومشايخ الحركة العديد من الدروس والدورات الدينية والدعوية إلى أن أصبح في عام 1993م أحد أبناء جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.
كان لشريف –رحمه الله- باع طويل في العمل الدعوي، وتاريخ حافل من الخدمة في سبيل الله عز وجل، والدعوة إلى دينه، منتقلا خلال هذا التاريخ ما بين 3 مساجد، مبتدأ بالمسجد (لشرقي) مارا بمسجد (عماد عقل) ومنتهيا بمسجد (الألباني) واضعا في كل مسجد بصمة خاصة له، وكان أكثر ما يميزه علاقاته الاجتماعية الواسعة والمتعددة والمتينة مع الجميع والتي استطاع من خلالها التأثير على الكثير من الناس الذين هداهم الله على يديه، ومنهم من مضى إلى ربه شهيدا وآخرون ما زالوا ينتظرون .
شارك شهيدنا شريف –رحمه الله- في جميع نشاطات الحركة من مسيرات ومهرجانات ولقاءات وندوات، بارا بعهده وبيعته، وضاربا أروع الأمثلة في الولاء لحركته.
عمل شهيدنا المجاهد شريف –رحمه الله- في صفوف القوة التنفيذية والتي تم إنشائها وتكوينها من أجل حماية المواطنين من أيدي العابثين والمنفلتين، حيث كان من أوائل الجنود العاملين ، وبعد أن أثبت كفاءته ومهنيته ثم انتقل للعمل في جهاز (الأمن الداخلي) حيث كان يحمل رتبة (نقيب)، ولقد كان –رحمه الله- رجلا شجاعا مقداما في كل الميادين.
حياته الجهادية
انضم شهيدنا القسامي القائد المجاهد (شريف زقوت) –رحمه الله- إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في عام 2000م، بعد إلحاح وإصرار على قيادة المجاهدين، وبعد أن قام بشراء سلاحه على حسابه الشخصي الأمر الذي يسر له الله به الانضمام إلى صفوف القسام، وأيضا لما له من تاريخ في الجهاد التطوعي، فقد عمل مدة عام كامل قبل تجنيده جندي متطوع يساعد المجاهدين وينقل لهم العدة والعتاد.
وانطلق شريف –رحمه الله- مع إخوانه المجاهدين في ذلك الوقت يقاتلون أعداء الله اليهود الغاصبين في كل مكان، يخوضون مع العدو بعددهم وعتادهم القليل المعارك والمواجهات بكل ثقة واطمئنان، فهم يعلمون أن الله معهم وأن الغلبة لهم، شعارهم في هذا قول الله عز وجل: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"...
تدرج شريف –رحمه الله- في عمله الجهادي، فبعد أن كان أحد الجنود المجاهدين، أصبح أميرا لإحدى المجموعات القسامية، ثم بعد أن أثبت كفاءته العسكرية وقدرته على القيادة تم اختياره ليكون أميرا لفصيل كامل من المجاهدين ولرتقي بعدها ويصبح في نفس الوقت (نائب أمير سرية).
اعماله الجهادية
وخلال فترة جهاده التي قضاها شهيدنا ضمن صفوف القسام، شارك شريف –رحمه الله- في العديد من المهام الجهادية والتي كان أبرزها :
• كان شهيدنا –رحمه الله- من أوائل المرابطين وبشكل دوري على حدود مخيم جباليا وشمال القطاع.
• شارك شريف في صد جميع الاجتياحات الصهيونية التي كانت تستهدف مخيم جباليا من بدايتها حتى آخر اجتياح قبل استشهاده.
• كان أحد أبطال معركة (أيام الغضب القسامية) التي استمرت مدة 17 يوما ثبت فيها مخيم جباليا في وجه فلول الغزاة من الصهاينة الجبناء.
• كان أحد أبطال وقادة معركة (الحساب المفتوح) التي خاضت فيها المنطقة الشرقية لمخيم جباليا حربا شرسة ضروس مع فلول الغزاة الصهاينة الذين اندحروا خاسرين خاسئين.
• شارك في علميات قصف ودك المغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية بالعديد من قذائف الهاون وصواريخ القسام.
• شارك في إعداد وتجهيز العديد من الأنفاق.
وبين إخوانه المجاهدين، كان شريف –كما يروي إخوانه المجاهدون- هادئ الطباع وحنونا جدا، متواضعا لا يعرف الكبر والغطرسة، حليم يملك نفسه عند الغضب ويصبر على ما يصيبه.
رحيل الفارس
في يوم الجمعة الموافق 29/8/2008م كان شريف –رحمه الله- على موعد مع الشهادة التي لطالما تمناها وسعى لها وعمل من أجل الظفر بها ونيلها.
كان على موعد مع فراق هذه الدنيا الفانية والرحيل إلى جنة قطوفها دانية حيث الخلد والنعيم برفقة الأنبياء والصديقين والشهداء ورؤية الله عز وجل.
ففي هذا اليوم المبارك من عند الله عز وجل، خرج شهيدنا –رحمه الله –في (مسير عسكري) من مخيم جباليا في شمال القطاع متجها إلى مدينة (خان يونس) في جنوب القطاع وذلك بعد أن أدى وإخوانه المجاهدين صلاة الفجر، وأثناء السير خلال هذه المسافة الطويلة طلب المجاهدون من شريف –رحمه الله- أن يركب الجيب الموجود من أجل أن يريح نفسه، فهم يعلمون بمرضه وما يعاينه من مرض في قلبه، إلا أنه –رحمه الله- رفض بشدة وأصر أن يسير مثله مثل باقي الشباب المجاهدين رافضا أن يحول المرض بينه وبين الجهاد، وبعد أن وصل المجاهدون وأثناء إجرائهم لمناورتهم العسكرية، أصيب شهيدنا شريف بأزمة قلبية حادة أدت إلى استشهاده على الفور، لتطير روحه الوثابة مفارقة هذه الدنيا إلى جنان الخلود بإذن الله.
وارتقى شريف –رحمه الله- شهيدا كما كان يتمنى، ارتقى شهيدا في ميدان الإعداد، هذا الميدان الذي أمر الله المسلمين بالتواجد فيه حيث قال (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا..
...رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته...
...وإنا على دربه الذي قضى فيه شهيدا، درب الجهاد والمقاومة لسائرون بإذن الله...
إن الحديث عن هؤلاء المجاهدين هو حديث تعجز الكلمات عن وصفه لأنهم ، أبناء مدرسة النبي محمد بن عبد الله ، أكرم بها من مدرسة ، وأنعم به من معلم ، وهي تنقل الأفراد من عالم دنيويٍ لا تمايز فيه ولا فضل ، إلى عالمٍ سام جليل ، مدرسة لا تخرّج إلاّ الأبطال العظماء، ولا تقبل في صفوفها إلا الأتقياء، مدرسة تسمو من خلالها الأرواح إلى عالم مثالي أروع ، يكون فيه ساق ابن مسعود أثقل عند الله من جبل أحد ، وسمرة بن رباح أنصع من اللبن .
هناك رجال لا يتركون التاريخ يصنعهم فهم يصنعون التاريخ وبدمائهم يسطرون للعالم اسطع صفحات المجد والبطولة و الفداء والبذل في سبيل الله رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله فهم يمضون في طريق ذات الشوكة بكل إقدام وبسالة هكذا تربوا علي موائد القران وهاهم أبناء المساجد تربوا على حب الشهادة والشهداء يبذلون كل أوقاتهم من اجل هذا الدين فمنهم من رحل إلى جوار ربه ومنهم ينتظر وهو يسير على طريق ذات الشوكة يقول تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا "
ميلاده ونشأته
شهد عام 1972م ميلاد شهيدنا القسامي القائد المجاهد (شريف زقوت)، الذي أشرقت بمولده أرجاء مخيم جباليا الذي لجأ إليه أهله وأجداده بعد أن هاجروا على يد القوات الصهيونية الغاصبة في نكبة عام 1948م من مدينتهم الساحلية (اسدود).
تربى شهيدنا القسامي القائد شريف –رحمه الله- بين أزقة مخيم جباليا وتعلم من الظروف التي كان يعيشها في المخيم كيف يصنع الرجال، وكيف تكون عزة والنفس والكرامة، فكبر قويا عزيزا، لا يعطي الدنية لأحد أبدا.
نشأ شريف –رحمه الله- في أحضان أسرة مجاهدة مشهود لها بالخير والصلاح، رباه والده فيها على طاعة الله عز وجل والالتزام بتعاليم الدين الحنيف، والسير على خطي النبي الكريم، أما أمه فقد أرضعته لبن حب الأرض وأسقته حليب العزة والأنفة والشموخ، فشب فتيا قويا يحق الحق ويأبى الظلم.
مسيرته التعليمية
تلقى شهيدنا شريف –رحمه الله- تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث اللاجئين في منطقة سوق المخيم، ثم انتقل لدراسة المرحلة الثانوية في مدرسة (هايل بن عبد الحميد) الزراعية، حيث أنهى منها الثانوية العامة وليلتحق بعدها بجامعة الأقصى وليتخرج منها بشهادة (الدبلوم في إدارة المؤسسات غير الحكومية).
وخلال هذه الفترة الزمنية الطويلة التي قضاها شهيدنا –رحمه الله- في الدراسة، كان شريف يتحلى بالعديد من الأخلاق والصفات الحسنة، فقد كان صاحب ابتسامة جميلة لا تفارق محياه، وكان هادئا جدا، يأخذ كل الأمور ويتعامل معها بكل حكمة وثقة وهدوء، وكان يحب زملائه ويحترم مدرسيه، والذين كانوا يبادلونه أيضا نفس المشاعر، بعد أن لمسوا فيه طيبة القلب وصفاء الروح.
وفي الحي الذي نشأ فيه شريف، اشتهر–رحمه الله- بأدبه وحبه لجيرانه وأهل حيه، يلزم السكون والهدوء، ويشاركهم في كل مناسباتهم لكن بنفس رزينة، وكان أيضا صاحب لسان يدعو به الناس، فينهي عن المنكر، ويحث على الخير والمعروف وطاعة الله.
هادئا ومخلصا مع والديه
ومع والديه، كان شريف هادئا ومخلصا في معاملته لهم، يرعاهم ويعطف عليهم، يحبهم حبا شديدا ولا يبخل عليهم بأي شيء، بارا بهم أشد البر، حسن المعاملة معهم، فيساعد والده في عمله ويعين أمه في بعض مشاغل البيت ويخفف عنها، قصده ورجاؤه من كل هذا الفوز برضا الله -عز وجل-، منفذا بهذا أمر الله حين قال: "وبالوالدين إحسانا"، وقال تعالى :" ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما"، فكان لين الجانب حلو الكلام، شديد الحب والعطف، حسن التعامل سريع الإجابة.
لم تقتصر هذه العلاقة الأسرية المتينة على والديه فحسب ، بل كان شهيدنا شريف –رحمه الله- نعم الزوج الصالح لزوجته، العطوف عليها الحنون بها، أنجب منها 5 أطفال 3 منهم ذكور 2 إناث، واستطاع –رحمه الله- أن يحقق التوازن ما بين عمله الجهادي العسكري وعمله الدعوي في صفوف حماس، وما بين علاقته الأسرية الناجحة المتينة، فقد كان قريبا من أبناءه وزوجته يلبي لهم كل رغباتهم، ليكون بهذا نعم الأب الصالح والزوج الحنون.
التحاقه بصفوف حماس
كان شهيدنا القسامي القائد (شريف زقوت) من أوائل الناس التحاقا بصفوف حركة المقاومة الإسلامية –حماس-، حيث انضم إلى صفوفها منذ عام 1990م وذلك في منتصف الانتفاضة الأولي بعد التزامه في المسجد (لشرقي) القريب من بيته، وبدأ يتلقى على يد دعاة ومشايخ الحركة العديد من الدروس والدورات الدينية والدعوية إلى أن أصبح في عام 1993م أحد أبناء جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين.
كان لشريف –رحمه الله- باع طويل في العمل الدعوي، وتاريخ حافل من الخدمة في سبيل الله عز وجل، والدعوة إلى دينه، منتقلا خلال هذا التاريخ ما بين 3 مساجد، مبتدأ بالمسجد (لشرقي) مارا بمسجد (عماد عقل) ومنتهيا بمسجد (الألباني) واضعا في كل مسجد بصمة خاصة له، وكان أكثر ما يميزه علاقاته الاجتماعية الواسعة والمتعددة والمتينة مع الجميع والتي استطاع من خلالها التأثير على الكثير من الناس الذين هداهم الله على يديه، ومنهم من مضى إلى ربه شهيدا وآخرون ما زالوا ينتظرون .
شارك شهيدنا شريف –رحمه الله- في جميع نشاطات الحركة من مسيرات ومهرجانات ولقاءات وندوات، بارا بعهده وبيعته، وضاربا أروع الأمثلة في الولاء لحركته.
عمل شهيدنا المجاهد شريف –رحمه الله- في صفوف القوة التنفيذية والتي تم إنشائها وتكوينها من أجل حماية المواطنين من أيدي العابثين والمنفلتين، حيث كان من أوائل الجنود العاملين ، وبعد أن أثبت كفاءته ومهنيته ثم انتقل للعمل في جهاز (الأمن الداخلي) حيث كان يحمل رتبة (نقيب)، ولقد كان –رحمه الله- رجلا شجاعا مقداما في كل الميادين.
حياته الجهادية
انضم شهيدنا القسامي القائد المجاهد (شريف زقوت) –رحمه الله- إلى صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسام في عام 2000م، بعد إلحاح وإصرار على قيادة المجاهدين، وبعد أن قام بشراء سلاحه على حسابه الشخصي الأمر الذي يسر له الله به الانضمام إلى صفوف القسام، وأيضا لما له من تاريخ في الجهاد التطوعي، فقد عمل مدة عام كامل قبل تجنيده جندي متطوع يساعد المجاهدين وينقل لهم العدة والعتاد.
وانطلق شريف –رحمه الله- مع إخوانه المجاهدين في ذلك الوقت يقاتلون أعداء الله اليهود الغاصبين في كل مكان، يخوضون مع العدو بعددهم وعتادهم القليل المعارك والمواجهات بكل ثقة واطمئنان، فهم يعلمون أن الله معهم وأن الغلبة لهم، شعارهم في هذا قول الله عز وجل: "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"...
تدرج شريف –رحمه الله- في عمله الجهادي، فبعد أن كان أحد الجنود المجاهدين، أصبح أميرا لإحدى المجموعات القسامية، ثم بعد أن أثبت كفاءته العسكرية وقدرته على القيادة تم اختياره ليكون أميرا لفصيل كامل من المجاهدين ولرتقي بعدها ويصبح في نفس الوقت (نائب أمير سرية).
اعماله الجهادية
وخلال فترة جهاده التي قضاها شهيدنا ضمن صفوف القسام، شارك شريف –رحمه الله- في العديد من المهام الجهادية والتي كان أبرزها :
• كان شهيدنا –رحمه الله- من أوائل المرابطين وبشكل دوري على حدود مخيم جباليا وشمال القطاع.
• شارك شريف في صد جميع الاجتياحات الصهيونية التي كانت تستهدف مخيم جباليا من بدايتها حتى آخر اجتياح قبل استشهاده.
• كان أحد أبطال معركة (أيام الغضب القسامية) التي استمرت مدة 17 يوما ثبت فيها مخيم جباليا في وجه فلول الغزاة من الصهاينة الجبناء.
• كان أحد أبطال وقادة معركة (الحساب المفتوح) التي خاضت فيها المنطقة الشرقية لمخيم جباليا حربا شرسة ضروس مع فلول الغزاة الصهاينة الذين اندحروا خاسرين خاسئين.
• شارك في علميات قصف ودك المغتصبات والمواقع العسكرية الصهيونية بالعديد من قذائف الهاون وصواريخ القسام.
• شارك في إعداد وتجهيز العديد من الأنفاق.
وبين إخوانه المجاهدين، كان شريف –كما يروي إخوانه المجاهدون- هادئ الطباع وحنونا جدا، متواضعا لا يعرف الكبر والغطرسة، حليم يملك نفسه عند الغضب ويصبر على ما يصيبه.
رحيل الفارس
في يوم الجمعة الموافق 29/8/2008م كان شريف –رحمه الله- على موعد مع الشهادة التي لطالما تمناها وسعى لها وعمل من أجل الظفر بها ونيلها.
كان على موعد مع فراق هذه الدنيا الفانية والرحيل إلى جنة قطوفها دانية حيث الخلد والنعيم برفقة الأنبياء والصديقين والشهداء ورؤية الله عز وجل.
ففي هذا اليوم المبارك من عند الله عز وجل، خرج شهيدنا –رحمه الله –في (مسير عسكري) من مخيم جباليا في شمال القطاع متجها إلى مدينة (خان يونس) في جنوب القطاع وذلك بعد أن أدى وإخوانه المجاهدين صلاة الفجر، وأثناء السير خلال هذه المسافة الطويلة طلب المجاهدون من شريف –رحمه الله- أن يركب الجيب الموجود من أجل أن يريح نفسه، فهم يعلمون بمرضه وما يعاينه من مرض في قلبه، إلا أنه –رحمه الله- رفض بشدة وأصر أن يسير مثله مثل باقي الشباب المجاهدين رافضا أن يحول المرض بينه وبين الجهاد، وبعد أن وصل المجاهدون وأثناء إجرائهم لمناورتهم العسكرية، أصيب شهيدنا شريف بأزمة قلبية حادة أدت إلى استشهاده على الفور، لتطير روحه الوثابة مفارقة هذه الدنيا إلى جنان الخلود بإذن الله.
وارتقى شريف –رحمه الله- شهيدا كما كان يتمنى، ارتقى شهيدا في ميدان الإعداد، هذا الميدان الذي أمر الله المسلمين بالتواجد فيه حيث قال (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة).
نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا..
...رحم الله شهيدنا وأسكنه فسيح جناته...
...وإنا على دربه الذي قضى فيه شهيدا، درب الجهاد والمقاومة لسائرون بإذن الله...
تعليق