الشهيدان"محمد الشيخ خليل ونصر برهوم"في ذكراكم مازالت دمائكم تعطر اجواء فلسطين
25/09/2008 - 7:38:23
________________________________________
تمر السنين من جديد.. ومع مرورها.. تمر ذكريات مجدٍ تليد.. تتجدد فينا ذاكرة رحيل رجلٍ بألف رجل.. تتجدد فينا ذاكرة قائدٍ صنع فتحاً كفتح خيبر.. وصنع فجراً كفجر بدر الكبرى...
تهل علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوب المجاهدين.. ذكرى أسدٍ هصور.. ذكري رحيل "خطاب فلسطين".. ذاك الأسد.. مخرج الاستشهاديين.. وشقيق عشاق الشهادة (شرف- أشرف- محمود)...
"محمد الشيخ خليل" اسم شق طريقه للشهادة.. اسم دّب الرعب في قلوب بني صهيون.. اسم أبكي شارون.. اسم أرغم قادة صهيون لإعلان الهزيمة في غزة...
تهل ذكراك "أبا خليل".. ولا زالت فلسطين تفتقدك.. لا زال طفلي يحلم بعودةٍ لمجدك التليد.. لا زالت أمي تحلم بعهدٍ كعهدك.. لا زال أبناء المخيم يروّن عهد الانتصارات.. لا زال أبناء الجهاد يحيون ذكراك تحت أزيز نار الصواريخ.. لا زال أسود السرايا يسيرون على خطّاك نحو الشهادة...
تعود بنا ذاكراك.. ولا زال الدم الفلسطيني ينزف.. تعود ذكراك ونحن نحيي فتوحاتك.. "فتح خيبر" "الفتح المبين" "بدر الكبرى" "جسر الموت"...
رحلت سيدي أبـا خليل لتلتحق برفيق الدرب فتحي الشقاقي.. وياسر أبو العيش.. هنيئاً لك سيدي.. هنيئاً لك وأنت مع النبيين.. هنيئاً لك وأنت برفقة الأحباء.. هنيئاً لك وأنت في رحمة مولنا....
محمد الشيخ خليل في سطور
لا تكاد تخلو صور التضحية التي يجسدها الشعب الفلسطيني من خلال مقاومته الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني من بيت أي عائلة فلسطينية، فهنا بيت له شهيد، وهناك بيت فيه جريح وآخر فيه أسير، وغير ذلك من صور الفداء والبطولة التي صنعها جهاد الفلسطينيين، وهناك الكثير من العائلات التي قدمت عدداً من أبنائها شهداء وجرحى وأسرى.. فالشهيد القائد محمد الشيخ خليل.. لم يكن الأول من بين أفراد عائلته الذي يرتقي إلى العلا شهيداً، حيث سبقه إلى الشهادة ثلاثة من أشقائه، وقد حان الموعد ليلتقي بهم في علياء الجنة.
* من هو القائد محمد الشيخ خليل؟
الشهيد القائد الشيخ محمد الشيخ خليل البالغ من العمر 32 عاما هو من مواليد مدينة رفح، وسافر إلى لبنان مطاردا في عام 1989. قرر الرجوع إلى موطنه الأصلي فلسطين بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 ،ولكن تم القبض علية أثناء عودته في مدينة مصر وتم الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف. استشهد شقيقه أشرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 1/7/1991، بينما استشهد شقيقه الثاني شرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح في وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992. بترت ساقه أثناء مهمة جهادية في شهر نوفمبر لعام 2001، وكان برفقته الشهيد ياسر أبو العيش. يعتبر الشيخ محمد الشيخ خليل المطلوب رقم 1لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرض لأربع محاولات اغتيال باءت كلها بالفشل، حيث كان آخرها محاولة اغتياله بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح في شهر أكتوبر لعام 2004، إلا أنه لم يكن متواجدا في المنزل، و أدت محاولة الاغتيال هذه إلى استشهاد شقيقه محمود. و قد نجحت طائرات الاستطلاع الصهيونية مساء يوم الأحد 25/9/2005م، في اغتيال الشيخ خليل بعد أن قصفت سيارته من نوع مرسيدس بينما كان يسير على الطريق الساحلي لمنطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده و مرافقه محمد برهوم و إصابة عدد من المارة.
انتفاضة الأقصى...
وما ان اندلعت انتفاضة الاقصى المباركة، حتى تجدد الامل في نفوس من تبقى من ابنائها للعودة الى خيار الجهاد والمقاومة والانخراط في صفوف المقاومين والمجاهدين، وكان لهم ما ارادوا... حيث بدأ الشهيد القائد محمد الشيخ خليل ببناء النواة الاولى لسرايا القدس في مدينة رفح، ولتبدأ بعدها قصة طويلة من المطاردة والملاحقة ادت الى استشهاد شقيقه محمود قبل نحو عام تقريبا في عملية اغتيال جبانة استهدفته في رفح، ادت بالاضافة الى ذلك، الى اصابة شقيقه احمد والذي بترت يده حيث يرقد الان في احد المشافي المصرية لتلقي العلاج هناك، في حين اصيب الشهيد القائد محمد ببتر جزء من ساقه لم يحل دون تمكنه من مواصلة الجهاد والمقاومة ومقارعة الاعداء...
وتقول ام رضوان والدة محمد الشيخ خليل محمد عندما عاد من مصر بعد اعتقاله خمس سنوات تزوج ورزقه الله بثلاث اولاد وبنت.
وأضافت "أما القائد محمد فقد نجح الاحتلال في الوصول إليه بعد أربع محاولات اغتيال الأولى الحمد لله لم يصب فيها أحد بأذى أما المرة الثانية أطلقت طائرة صهيونية صاروخ فأصيبت عائلة" الكرد" من الجيران بكاملها وفي المرة الثالثة استشهد أخيه محمود وأصيب أحمد، وفي المرة الرابعة تمكنوا فيها من اغتياله برفقة القائد نصر برهوم وذلك في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
الفارس المجهول
تقول ام رضوان والدة الشهيد "أنا كنت أهيئ نفسي دوما لمثل هذا اليوم فقد نال ما تمنى وما أراد وكنت أهيئ نفسي للشهيد الرابع دوما والله انه عزيز علي ولكن هو الواجب الذي لا بد من تقديمه فداء لهذا الدين والوطن المبارك .." هكذا قالت عندما سألناها عن القائد الشهيد محمد الذي لا تلبث تذكر حسناته ومناقبه مضيفة انه كان يردد دوما غدا ستجمعون أشلائي بعد أن تطلق طائرة علي صاروخ".
وتضيف قائلة: لم أكن أعلم أن له كل هذا القدر وله هذه المحبة في قلوب الكثيرين فقد كان دوما كتوما في يتعلق بالمقاومة ولم أشعر بالحزن لان كل هذا في سبيل الله والحمد لله الذي أعطاه هذه النعمة التي لا تقدر بثمن ".
أما الانسحاب الذي فرح فيه الكثيرين فقد أزعج القائد محمد الذي ظن ان قطار الشهادة قد فاته، كما قالت لنا والدته فقد كان دوما يقول "يبدوا أني أغضبت ربي كيف يخرج الصهاينة دون أن أنال الشهادة".
اليوم الأخير
وعن الليلة الاخيرة التي سبقت عملية اغتيال الشهيد القائد محمد، حيث بدت ام رضوان قلقة، فسألها الشهيد القائد عن سبب ذلك، فقالت وهي تشير إلى الباب الذي وقف عنده قائلة" لقد كان يقف هناك وسألني لماذا تبكي ألست هنا بخير فما كان مني إلا أن ضممته إلى صدري وقبلته".
وعن عزائه الذي تحول إلى عرس قالت : يوم استشهاد محمد كان بمثابة عيد وفرح وزعت الحلوى وجاء الكثير من الناس من جميع الفصائل للمشاركة في تهنئتي بهذا العرس ، وتحول هذا العزاء إلى عرس فلسطيني وهذا ما صبرني خاصة عندما رأيت كم كان محبوبا،وهذا تكريم من الله له في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله له نعيم مقيم ".
موعد مع الشهادة
خرج محمد الشيخ خليل بتاريخ 25-9-20005 من منزله الكائن في مدينة رفح والذي يعتبر احد أهم المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرّض لأربع محاولات اغتيال ومنذ ذلك اليوم ولا زال الكيان يبحث عنه في كل مكان أو أثناء سيرهما بسيارة الشهيد نصر برهوم على الطريق الساحلي بغزة قصفت طائرة استطلاع السيارة التي كانوا يستقلونها وهي من نوع مرسيدس ولونها أبيض، بصاروخ واحد على الأقل أثناء مرورها أمام مطعم "شعفوط" في شارع البحر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد القيادي محمد الشيخ خليل و الشهيد نصر برهوم ورجح شهود عيان أن يكون القصف عبر الزوارق الحربية المنتشرة في عرض بحر غزة.
ردود فعل صهيونية
* تصفيق صهيوني في مركز الليكود بعد اغتيال محمد الشيخ خليل
بدا الفرح في الكيان الصهيوني يعود بعد الجريمة البشعة التي استهدفت القائد البارز في سرايا القدس الشهيد محمد الشيخ خليل "الهشت"، ومرافقه الشخصي محمد برهوم.
وفي ظاهرة هي الأولى من نوعها صفق المئات من أعضاء مركز الليكود الصهيوني عندما أعلن رئيس مركز الليكود الوزير (تساحي هنغبي) على الملأ ان جيش الاحتلال اغتال قياديا في الجهاد الإسلامي.
وقال هنغبي اننا نحيي وزير (الدفاع) شاؤل موفاز على هذا الانجاز الرائع بحق اخطر المطلوبين الذين آذوا (إسرائيل) كثيراً، حسب تعبير الوزير الصهيوني.
* موفاز أراد اغتيال محمد الشيخ خليل في ذكرى مقتل عائلة عنتئيل
عندما قرر حزب الليكود الصهيوني إجراء الانتخابات الداخلية لترشيح أرائيل شارون أو بنامين نتانياهو كان موفاز يقرر في نفسيته اتخاذا إجراءات أمنية لنجاح الانتخابات وعدم تكرار "خروقات" المقاومة الفلسطينية لمثل هذه الانتخابات، ففي عام 2002م كان نشطاء كتائب شهداء الأقصى متواجدين في مركز الليكود ليشنوا الحرب على شارون وحزبه بتنفيذ عملية جريئة داخل مقر الليكود في مدينة بيسان " بيت شأن" في وقت كان فيه أعضاء الليكود يتقدمون أيضاً لانتخاب شارون أو نتانياهو، وفي عام 2004م كان مستوطنو قطاع غزة من مؤيدي الليكود يجهزون أنفسهم لانتخابات داخلية جديدة والمنافسة كما هي شارون أو نتانياهو لكن مقاتلي سرايا القدس قضوا على تلك الانتخابات وعلى آمال شارون بالعيش بأمان في كل انتخابات فكانت الرصاصات تنطلق في كل مكان من أرجاء مستوطنة كيوسوفيم والتي قتل فيها 6 مستوطنين من مؤيدي الليكود من بينهم عائلة عنتئيل، ليأمر شارون موفاز بتدمير رأس محمد الشيخ خليل باعتباره المسؤول الأول والأخير عن عملية كيوسوفيم.
محمد الشيخ خليل تبني العملية باسم سرايا القدس فكان هدفاً لصواريخ الاحتلال بعد أسبوع من العملية في كيوسوفيم لكنه نجا ليستشهد شقيقه محمود الشيخ خليل، في محاولات من الصهاينة لمزيد من عمليات الاغتيال للشيخ خليل.
عام 2005م شهد تطوراً ملحوظ في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود، المستوطنون وجيش الاحتلال انسحبوا من غزة، والضفة محاصرة وعمليات الاغتيال لم تتوقف في غزة أو الضفة، فلم يكن للمقاومة الفلسطينية أي تسجيل عمليات في مراكز الليكود أو مؤيدي الليكود.
موفاز قرر أن تكون هذه الانتخابات هادئة وكان له ما يريد، ليتوجه برائحة الموت لمؤتمر الليكود وتهنئة شارون بخبر تمزيق جسد محمد الشيخ خليل الذي لطالما وجه الضربات "للصهاينة" ولمستوطني الليكود خاصة وجعل من مستوطنتي موراج وكوسوفيم حربا مفتوحة بينه وبين "الصهاينة"، وكان يتمني شارون أن يكون ذلك الرأس في يده منذ بداية الانتفاضة.
مقابلات صحفية مع الشيخ خليل قبل استشهاد
* الشيخ خليل مقاوم عنيد أمتشق سلاحه منذ نعومة أظفاره وبقي حذرا حتى اغتياله
أكد محمد الشيخ خليل القائد البارز في سريا القدس قبل أيام من استشهاده ، إلى أن الانتفاضة الفلسطينية تميزت عن كل الانتفاضات والهبات التي سبقتها كونها اخذت البعد والطابع العسكري منذ انطلاقتها ، لان الشعب الفلسطيني أدرك بان المسيرات والقاء الحجارة أدوات غير فعالة في معركة التحرير والصراع مع الاحتلال ومن هنا أدركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين طبيعة المعركة الجديدة مع العدو وفهمت بشكل دقيق أدوات ووسائل تلك المعركة المفصلية التي ستمتد لأشهر وسنوات ، ومن هنا عملت سرايا القدس على تشكيل خلاياها في قطاع غزة والضفة الغربية ، وقامت بأعداد عناصرها وتدريبهم وتجهيزهم بشكل جيد .
وأوضح محمد الشيخ خليل في حديثة أن سرايا القدس كانت منذ اندلاع الانتفاضة في كامل الاستعداد لخوض المعركة مع العدو فكانت أول عملية استشهاديه نفذتها سرايا القدس في قلب المواقع العسكرية الصهيونية المتمركزة على خط كسوفيم حيث فجر الاستشهادي نبيل العرعير جسده الطاهر في موقع للجيش الإسرائيلي مما شكل حربا نفسية صعبة و بداية الرعب في جنود الاحتلال ، وشكلت عاملا مساعدا للفصائل المقاومة للانخراط في العمل المقاوم المسلح.
وأكد انه كان لسرايا القدس الدور الكبير في إدخال العمل الاستشهادي إلى المناطق المحتلة عام 48 فقد نفذت سرايا القدس عملية القدس بواسطة سيارة مفخخة ، وقتل في هذه العملية صهيونيين حسب اعترافات العدو ...
واستمرت السرايا في عملياتها المتنوعة ضد المحتلين ، مما دفع إلى تأجيج وتفعيل العمل المسلح وخلق نوع من التنافس بين فصائل المقاومة هدفه ضرب العدو أينما تواجد ، وهذا بدوره انعكس على حجم العمليات التي تم تنفيذها ضد قوات الاحتلال .
وأكد الشيخ خليل بأنه نتيجة لاشتداد ضربات المقاومة وبسالتها ، أقدمت قوات الاحتلال على اجتياح المدن والمخيمات الفلسطينية ، مما دفع السرايا إلى تطويرها لنفسها بشكل سريع فعملت على تشكيل وحدات مهمتها التصدي لعمليات الاجتياح والتوغلات التي تقوم بها قوات الاحتلال ، فقام أبطال السرايا بتصنيع العبوات الناسفة الكبيرة من اجل وقف تقدم الدبابات والاليات الضخمة التي نشرت الرعب والقتل والدمار في صفوف المدنين وممتلكاتهم ، وكذلك إدخال قذيفة الـ (ار بي جي) وغيرها من الوسائل القتالية التي تمكن المجاهدين من التصدي للقوات الاحتلال .
تحطيم أسطورة المركافاة:
و أشار أبو خليل إلى أن سرايا القدس كان لها الشرف العظيم بتفجير دبابتين مركافاة في اقل من يومين وأدت كلاهما إلى مقتل اثني عشر جندي إسرائيلي في كلا من حي الزيتون ، ومدينة رفح على الشريط الحدودي وشاهد العالم بأسره أسطورة المركفاة وهي تتدمر ويجمع أشلاء جنود طاقمها ، بتوفيق من الله وعز وجل وإصرار المجاهدين على النيل من المحتلين الجبناء .
بالإضافة إلى عملية زقاق الموت في مدينة الخليل التي اثبت على الجاهزية الكاملة والروح العسكرية التي تتمتع بها سرايا القدس التي تدلل بشكل قاطع على أننا بمعرفة ودراية كاملة بتحركات العدو ، واثبت أن العقلية العسكرية لسرايا القدس برغم من الإمكانيات المتواضعة الآ أنها أثبتت مدى فاعليتها فكانت هذه العملية مثالا يدرس في الكليات العسكرية ، وقد أوقعت هذه العملية ما يزيد عن اثني عشر جندي و إصابة 15 آخرين بجروح مختلفة .
ويوضح محمد الشيخ خليل أن العمل المسلح الذي كانت تقوم به سرايا القدس كان يمشي في خطوات متسارعة، من اجل الصمود أمام الهجمة الإسرائيلية الكبيرة ضد أبناء شعبنا من أطفال ونساء وشيوخ ورجال ، فكانت تعمل على نقل المعركة بشكل دقيق إلى قلب الكيان الصهيوني من اجل إرباكه وإضعافه من الداخل ، بهدف تشكيل ضغط نفسي كبير على الحكومة الصهيونية وجنود الاحتلال .
فقامت سرايا القدس بتوجيه ضربات نوعية في كلا من حيفا .. تل أبيب .. نتانيا ..الخضيرة وغيرها من مدن فلسطين المحتلة ، وقال الشيخ حتى جعل المحتلين يتخبطون في قراراتهم وتوجيهاتهم والتي دلت على ترنحهم بفعل الضربات التي وجهتها لهم سرايا القدس وعلى رأسها الشهيد محمود طوالبة، الذي قاد معركة جنين بكل بسالة، وإخلاص حتى نال الشهادة التي بحث عنها ، فهذا الرجل لم يفر من المعركة ولم يهرب بل واجه المحتلين بكل شجاعة .
ويؤكد القائد العسكري محمد الشيخ خليل بأن الهدف من معركة جنين وإقدام قوات الاحتلال على ارتكاب مجاز بشعة في داخل المخيم ، هو القضاء على سرايا القدس وخلاياه العسكرية ، وعلى رأسها القائد الشيخ محمود طوالبة الذي زرع الرعب في قلوب حكومة الاحتلال وجنوده ومستوطنيه نتيجة للعمليات المكثفة والمركزة التي كانت تقوم بها قياداتها.
الصواريخ:
ويقول محمد الشيخ خليل : " مع إجراءات المحتل المشددة وفرض حصاره الشديد لكل المنافذ والمعابر والطرقات خاصة بعد جدار الفصل العنصري اتجهت سرايا القدس إلى إحداث نقلة نوعية في عملها العسكري ، حيث اتجهت السرايا إلى تطوير جهادها بإدخال الصواريخ وقذائف الهاون وعمليات الاقتحام للمستوطنات الصهيونية ، فعملت على تصنيع صاروخ( القدس ، والقدس 1) ، ثم قامت بعد وقت قصير بتطوير صواريخها وعتادها فكانت صواريخ( سرايا 1) و(سرايا 2) ، لتصبح بعد ذلك قوة مؤثرة في عملية الردع وادارة الصراع مع المحتل بكفاءة عالية .
وقد دفعت سرايا القدس الثمن باهض من رجالها وقادتها من اجل الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني فسقط الشهيد محمود الزطمة الذي عمل على تطوير وصناعة الصواريخ والعبوات القوية والتي استخدمت في عمليات بيت ليد وديزنكوف، والشهيد مقلد حميد ،أياد صوالحة ،أياد الحردان وبشير الدبش وغيرهم من خيرة أبناء السرايا.
هاهم شهدائنا يعيدون فينا ذاكرة التاريخ.. إلى حيث عهد صحابة رسول الله.. فيقتدون بهم ويمضون خطّاهم حيث يجب أن يكون المسير.. هم رجالاً قرءوا سيرة العظماء.. فساروا على نهجهم كما يسير الفارس إلى معركة الحق.. كيف لا يكونوا كذلك وهم الأطهار المختارين.. حاملين لواء الإسلام العظيم...
يرحل أولئك الأخيار في كل يوم وفي كل حين.. إلى حيث يرحلون حول عرش الرحمن.. ساروا النهج السليم.. ورضوا أن تكون دمائهم القربان لله.. ففعلوا ما يعجز عن فعله أحداً.. وكانوا السباقين إلى الخطّى العظيم...
... موعدنا اليوم مع ذكرى استشهاد فارسٍ جديد.. مع رجلٍ كتب سره بالدم.. مع الفارس الكتّوم "نصر برهوم".. كيف لا يكون هو مثل هؤلاء العظّماء.. وها هو يقتدي بالصحابي الكتوم "أمين سر رسول الله".. كيف لا وهو القارئ لسيرة الصحابي الجليل "حذيفة بن اليمّان".. فكان حقاً له أن يأبي إلا الارتقاء شهيداً مقبلاً غير مدبر...
ذكرى عطرة هي يوم استشهادك أبا جميل.. فها أنت ترحل مع من تحب.. وتشدو خطّاك إلى الجنة برفقة ذاك الأسد الهصّور.. تتجدد فينا ذكرى رحيلكم.. تتجدد فينا هذه الذكرى ودموع أطفال فلسطين لا زالت تندبكم.. تعود ذكراكم ورائحة انتصاراتكم لا زالت تهفو قلوب الموحدين.. ولا زال بني صهيون يحيون ذكرى قتلاهم.. ولا زال بني صهيون يحيون ذكرى المجد التليد.. من "فتح خيبر" إلى "بدر الكبرى" مروراً بـ "صوفا"...
هنيئاً لك سيدي وأنت ترتحل إلى عليين.. هنيئاً لك وفلسطين تذرف الدموع علي وداعك.. هنيئاً لك الشهادة.. هنيئاً لك رفقة الأحباب في علياء الجنان...
"نصر برهوم" في سطور
نصر برهوم شاب يافع ورجل همام ارتضى أن يكون احد المجاهدين وان يلهب بيمينه الأعداء وان يسربلهم بالدماء فهو صاحب الاستشهاديين والشهداء ورافق القادة العظماء وخرج مقداما شجاعا يدك الأعداء وشارك في تنفيذ العديد من العمليات النوعية مع إخوانه المجاهدين وارتحل (نصر ) مجاهدا ومقاتلا بطلا وشهيدا في سبيل الله واستشهد عندما اغتالته قوات الاحتلال عبر قصف طائرة استطلاعية بالصواريخ لسيارته في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة مساء الأحد 25-9-2005.
من هو الشهيد القائد "نصر برهوم"
ميلاد من نور
ولد الشهيد نصر محمد برهوم في مدينة رفح لعام 1971م لعائلة فلسطينية مجاهدة تعود جذورها إلى بئر السبع واستقر بعائلته الحال في مخيم رفح وسكن علي مع أسرته في بيت متواضع في منطقة البراهمة بجوار مخيم يبنا للاجئين على الشريط الحدودي.
نشأته الأولى
نشأ نصر نشأة إسلامية وتربى على موائد القرءان وعاش طفولته في المخيم حتى كبر عوده ، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس رفح للاجئين والتحق نصر بصفوف لجان المقاومة الشعبية مع اندلاع هبة انتفاضة الأقصى وشارك في العديد من عملياتها النوعية ومنها إطلاق مئات قذائف الهاون على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة ومن ثم توجه نصر لمرافقة الشهيد القائد محمد الشيخ خليل وكان احد أبناء سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين .
نصر والإصابة
أصيب نصر إصابة بالغة حيث بتر جزء صغير من ساقه في شهر نوفمبر لعام 2001 خلال خطأ فني وقع مع مجموعته عندما استهدفت مجموعته المستوطنات الإسرائيلية بمجموعة من قذائف الهاون وكان برفقته الشهيد القائد ياسر أبو العيش والشهيد القائد محمد الشيخ خليل.
العمليات الجهادية التي شارك فيها:
عملية صوفا التي ادت إلي مقتل 3 مستوطنين وجرح اثنين
عملية كوسوفيم الاستشهادي ابراهيم حماد
عملية فتح خيبر الاستشهادي محمد العزازي
عملية رفيح يام الاستشهادية ايمن الجزار
عملية جان اور الاستشهادي عمر نوفل ورمزي الجعبير
يعد الشهيد القائد المسؤل العسكري العام في المنطقة الجنوبية، حيث انتمي لصفوف سرايا القدس مع بداية انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000.
لقب شهيدنا الفارس بلقب الرجل الصامت وكان فعلا لقب واسما علي مسمي في التواضع والاحترام والتقدير والشجاعة والإقدام في نفس الوقت وكان يتمتع بالكتمان والسرية لأبعد الحدود رحمه الله .
ويعتبر من اشد المقربين للشهداء القادة القائد زياد الغنام وياسر ابو العيش ويوسف ابو مطر وخالد عواجة ومحمد الشيخ خليل رحمه الله عليهم .
موعد مع الشهادة
خرج نصر بتاريخ 25-9-20005 من منزله الكائن في مخيم بدر غرب رفح في مهمة جهادية لمرافقة الشهيد القائد محمد الشيخ خليل الذي يعتبر احد أهم المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرّض لأربع محاولات اغتيال ومنذ ذلك اليوم ولا زالت إسرائيل تبحث عنه في كل مكان أو أثناء سيرهما بسيارة الشهيد نصر على الطريق الساحلي بغزة قصفت طائرة استطلاع السيارة التي كانوا يستقلونها وهي من نوع مرسيدس ولونها أبيض، بصاروخ واحد على الأقل أثناء مرورها أمام مطعم "شعفوط" في شارع البحر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد نصر مع القيادي محمد الشيخ خليل و رجح شهود عيان أن يكون القصف عبر الزوارق الحربية المنتشرة في عرض بحر غزة
25/09/2008 - 7:38:23
________________________________________
تمر السنين من جديد.. ومع مرورها.. تمر ذكريات مجدٍ تليد.. تتجدد فينا ذاكرة رحيل رجلٍ بألف رجل.. تتجدد فينا ذاكرة قائدٍ صنع فتحاً كفتح خيبر.. وصنع فجراً كفجر بدر الكبرى...
تهل علينا اليوم ذكرى عزيزة على قلوب المجاهدين.. ذكرى أسدٍ هصور.. ذكري رحيل "خطاب فلسطين".. ذاك الأسد.. مخرج الاستشهاديين.. وشقيق عشاق الشهادة (شرف- أشرف- محمود)...
"محمد الشيخ خليل" اسم شق طريقه للشهادة.. اسم دّب الرعب في قلوب بني صهيون.. اسم أبكي شارون.. اسم أرغم قادة صهيون لإعلان الهزيمة في غزة...
تهل ذكراك "أبا خليل".. ولا زالت فلسطين تفتقدك.. لا زال طفلي يحلم بعودةٍ لمجدك التليد.. لا زالت أمي تحلم بعهدٍ كعهدك.. لا زال أبناء المخيم يروّن عهد الانتصارات.. لا زال أبناء الجهاد يحيون ذكراك تحت أزيز نار الصواريخ.. لا زال أسود السرايا يسيرون على خطّاك نحو الشهادة...
تعود بنا ذاكراك.. ولا زال الدم الفلسطيني ينزف.. تعود ذكراك ونحن نحيي فتوحاتك.. "فتح خيبر" "الفتح المبين" "بدر الكبرى" "جسر الموت"...
رحلت سيدي أبـا خليل لتلتحق برفيق الدرب فتحي الشقاقي.. وياسر أبو العيش.. هنيئاً لك سيدي.. هنيئاً لك وأنت مع النبيين.. هنيئاً لك وأنت برفقة الأحباء.. هنيئاً لك وأنت في رحمة مولنا....
محمد الشيخ خليل في سطور
لا تكاد تخلو صور التضحية التي يجسدها الشعب الفلسطيني من خلال مقاومته الباسلة ضد الاحتلال الصهيوني من بيت أي عائلة فلسطينية، فهنا بيت له شهيد، وهناك بيت فيه جريح وآخر فيه أسير، وغير ذلك من صور الفداء والبطولة التي صنعها جهاد الفلسطينيين، وهناك الكثير من العائلات التي قدمت عدداً من أبنائها شهداء وجرحى وأسرى.. فالشهيد القائد محمد الشيخ خليل.. لم يكن الأول من بين أفراد عائلته الذي يرتقي إلى العلا شهيداً، حيث سبقه إلى الشهادة ثلاثة من أشقائه، وقد حان الموعد ليلتقي بهم في علياء الجنة.
* من هو القائد محمد الشيخ خليل؟
الشهيد القائد الشيخ محمد الشيخ خليل البالغ من العمر 32 عاما هو من مواليد مدينة رفح، وسافر إلى لبنان مطاردا في عام 1989. قرر الرجوع إلى موطنه الأصلي فلسطين بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 ،ولكن تم القبض علية أثناء عودته في مدينة مصر وتم الحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ونصف. استشهد شقيقه أشرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال بتاريخ 1/7/1991، بينما استشهد شقيقه الثاني شرف الشيخ خليل في اشتباك مسلح في وسط البحر بالقرب من مخيم نهر البارد بتاريخ 2/1/ 1992. بترت ساقه أثناء مهمة جهادية في شهر نوفمبر لعام 2001، وكان برفقته الشهيد ياسر أبو العيش. يعتبر الشيخ محمد الشيخ خليل المطلوب رقم 1لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرض لأربع محاولات اغتيال باءت كلها بالفشل، حيث كان آخرها محاولة اغتياله بصاروخ أطلقته طائرة استطلاع على بيته في مخيم يبنا جنوب رفح في شهر أكتوبر لعام 2004، إلا أنه لم يكن متواجدا في المنزل، و أدت محاولة الاغتيال هذه إلى استشهاد شقيقه محمود. و قد نجحت طائرات الاستطلاع الصهيونية مساء يوم الأحد 25/9/2005م، في اغتيال الشيخ خليل بعد أن قصفت سيارته من نوع مرسيدس بينما كان يسير على الطريق الساحلي لمنطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاده و مرافقه محمد برهوم و إصابة عدد من المارة.
انتفاضة الأقصى...
وما ان اندلعت انتفاضة الاقصى المباركة، حتى تجدد الامل في نفوس من تبقى من ابنائها للعودة الى خيار الجهاد والمقاومة والانخراط في صفوف المقاومين والمجاهدين، وكان لهم ما ارادوا... حيث بدأ الشهيد القائد محمد الشيخ خليل ببناء النواة الاولى لسرايا القدس في مدينة رفح، ولتبدأ بعدها قصة طويلة من المطاردة والملاحقة ادت الى استشهاد شقيقه محمود قبل نحو عام تقريبا في عملية اغتيال جبانة استهدفته في رفح، ادت بالاضافة الى ذلك، الى اصابة شقيقه احمد والذي بترت يده حيث يرقد الان في احد المشافي المصرية لتلقي العلاج هناك، في حين اصيب الشهيد القائد محمد ببتر جزء من ساقه لم يحل دون تمكنه من مواصلة الجهاد والمقاومة ومقارعة الاعداء...
وتقول ام رضوان والدة محمد الشيخ خليل محمد عندما عاد من مصر بعد اعتقاله خمس سنوات تزوج ورزقه الله بثلاث اولاد وبنت.
وأضافت "أما القائد محمد فقد نجح الاحتلال في الوصول إليه بعد أربع محاولات اغتيال الأولى الحمد لله لم يصب فيها أحد بأذى أما المرة الثانية أطلقت طائرة صهيونية صاروخ فأصيبت عائلة" الكرد" من الجيران بكاملها وفي المرة الثالثة استشهد أخيه محمود وأصيب أحمد، وفي المرة الرابعة تمكنوا فيها من اغتياله برفقة القائد نصر برهوم وذلك في الخامس والعشرين من الشهر الماضي.
الفارس المجهول
تقول ام رضوان والدة الشهيد "أنا كنت أهيئ نفسي دوما لمثل هذا اليوم فقد نال ما تمنى وما أراد وكنت أهيئ نفسي للشهيد الرابع دوما والله انه عزيز علي ولكن هو الواجب الذي لا بد من تقديمه فداء لهذا الدين والوطن المبارك .." هكذا قالت عندما سألناها عن القائد الشهيد محمد الذي لا تلبث تذكر حسناته ومناقبه مضيفة انه كان يردد دوما غدا ستجمعون أشلائي بعد أن تطلق طائرة علي صاروخ".
وتضيف قائلة: لم أكن أعلم أن له كل هذا القدر وله هذه المحبة في قلوب الكثيرين فقد كان دوما كتوما في يتعلق بالمقاومة ولم أشعر بالحزن لان كل هذا في سبيل الله والحمد لله الذي أعطاه هذه النعمة التي لا تقدر بثمن ".
أما الانسحاب الذي فرح فيه الكثيرين فقد أزعج القائد محمد الذي ظن ان قطار الشهادة قد فاته، كما قالت لنا والدته فقد كان دوما يقول "يبدوا أني أغضبت ربي كيف يخرج الصهاينة دون أن أنال الشهادة".
اليوم الأخير
وعن الليلة الاخيرة التي سبقت عملية اغتيال الشهيد القائد محمد، حيث بدت ام رضوان قلقة، فسألها الشهيد القائد عن سبب ذلك، فقالت وهي تشير إلى الباب الذي وقف عنده قائلة" لقد كان يقف هناك وسألني لماذا تبكي ألست هنا بخير فما كان مني إلا أن ضممته إلى صدري وقبلته".
وعن عزائه الذي تحول إلى عرس قالت : يوم استشهاد محمد كان بمثابة عيد وفرح وزعت الحلوى وجاء الكثير من الناس من جميع الفصائل للمشاركة في تهنئتي بهذا العرس ، وتحول هذا العزاء إلى عرس فلسطيني وهذا ما صبرني خاصة عندما رأيت كم كان محبوبا،وهذا تكريم من الله له في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله له نعيم مقيم ".
موعد مع الشهادة
خرج محمد الشيخ خليل بتاريخ 25-9-20005 من منزله الكائن في مدينة رفح والذي يعتبر احد أهم المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرّض لأربع محاولات اغتيال ومنذ ذلك اليوم ولا زال الكيان يبحث عنه في كل مكان أو أثناء سيرهما بسيارة الشهيد نصر برهوم على الطريق الساحلي بغزة قصفت طائرة استطلاع السيارة التي كانوا يستقلونها وهي من نوع مرسيدس ولونها أبيض، بصاروخ واحد على الأقل أثناء مرورها أمام مطعم "شعفوط" في شارع البحر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد القيادي محمد الشيخ خليل و الشهيد نصر برهوم ورجح شهود عيان أن يكون القصف عبر الزوارق الحربية المنتشرة في عرض بحر غزة.
ردود فعل صهيونية
* تصفيق صهيوني في مركز الليكود بعد اغتيال محمد الشيخ خليل
بدا الفرح في الكيان الصهيوني يعود بعد الجريمة البشعة التي استهدفت القائد البارز في سرايا القدس الشهيد محمد الشيخ خليل "الهشت"، ومرافقه الشخصي محمد برهوم.
وفي ظاهرة هي الأولى من نوعها صفق المئات من أعضاء مركز الليكود الصهيوني عندما أعلن رئيس مركز الليكود الوزير (تساحي هنغبي) على الملأ ان جيش الاحتلال اغتال قياديا في الجهاد الإسلامي.
وقال هنغبي اننا نحيي وزير (الدفاع) شاؤل موفاز على هذا الانجاز الرائع بحق اخطر المطلوبين الذين آذوا (إسرائيل) كثيراً، حسب تعبير الوزير الصهيوني.
* موفاز أراد اغتيال محمد الشيخ خليل في ذكرى مقتل عائلة عنتئيل
عندما قرر حزب الليكود الصهيوني إجراء الانتخابات الداخلية لترشيح أرائيل شارون أو بنامين نتانياهو كان موفاز يقرر في نفسيته اتخاذا إجراءات أمنية لنجاح الانتخابات وعدم تكرار "خروقات" المقاومة الفلسطينية لمثل هذه الانتخابات، ففي عام 2002م كان نشطاء كتائب شهداء الأقصى متواجدين في مركز الليكود ليشنوا الحرب على شارون وحزبه بتنفيذ عملية جريئة داخل مقر الليكود في مدينة بيسان " بيت شأن" في وقت كان فيه أعضاء الليكود يتقدمون أيضاً لانتخاب شارون أو نتانياهو، وفي عام 2004م كان مستوطنو قطاع غزة من مؤيدي الليكود يجهزون أنفسهم لانتخابات داخلية جديدة والمنافسة كما هي شارون أو نتانياهو لكن مقاتلي سرايا القدس قضوا على تلك الانتخابات وعلى آمال شارون بالعيش بأمان في كل انتخابات فكانت الرصاصات تنطلق في كل مكان من أرجاء مستوطنة كيوسوفيم والتي قتل فيها 6 مستوطنين من مؤيدي الليكود من بينهم عائلة عنتئيل، ليأمر شارون موفاز بتدمير رأس محمد الشيخ خليل باعتباره المسؤول الأول والأخير عن عملية كيوسوفيم.
محمد الشيخ خليل تبني العملية باسم سرايا القدس فكان هدفاً لصواريخ الاحتلال بعد أسبوع من العملية في كيوسوفيم لكنه نجا ليستشهد شقيقه محمود الشيخ خليل، في محاولات من الصهاينة لمزيد من عمليات الاغتيال للشيخ خليل.
عام 2005م شهد تطوراً ملحوظ في الانتخابات الداخلية لحزب الليكود، المستوطنون وجيش الاحتلال انسحبوا من غزة، والضفة محاصرة وعمليات الاغتيال لم تتوقف في غزة أو الضفة، فلم يكن للمقاومة الفلسطينية أي تسجيل عمليات في مراكز الليكود أو مؤيدي الليكود.
موفاز قرر أن تكون هذه الانتخابات هادئة وكان له ما يريد، ليتوجه برائحة الموت لمؤتمر الليكود وتهنئة شارون بخبر تمزيق جسد محمد الشيخ خليل الذي لطالما وجه الضربات "للصهاينة" ولمستوطني الليكود خاصة وجعل من مستوطنتي موراج وكوسوفيم حربا مفتوحة بينه وبين "الصهاينة"، وكان يتمني شارون أن يكون ذلك الرأس في يده منذ بداية الانتفاضة.
مقابلات صحفية مع الشيخ خليل قبل استشهاد
* الشيخ خليل مقاوم عنيد أمتشق سلاحه منذ نعومة أظفاره وبقي حذرا حتى اغتياله
أكد محمد الشيخ خليل القائد البارز في سريا القدس قبل أيام من استشهاده ، إلى أن الانتفاضة الفلسطينية تميزت عن كل الانتفاضات والهبات التي سبقتها كونها اخذت البعد والطابع العسكري منذ انطلاقتها ، لان الشعب الفلسطيني أدرك بان المسيرات والقاء الحجارة أدوات غير فعالة في معركة التحرير والصراع مع الاحتلال ومن هنا أدركت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين طبيعة المعركة الجديدة مع العدو وفهمت بشكل دقيق أدوات ووسائل تلك المعركة المفصلية التي ستمتد لأشهر وسنوات ، ومن هنا عملت سرايا القدس على تشكيل خلاياها في قطاع غزة والضفة الغربية ، وقامت بأعداد عناصرها وتدريبهم وتجهيزهم بشكل جيد .
وأوضح محمد الشيخ خليل في حديثة أن سرايا القدس كانت منذ اندلاع الانتفاضة في كامل الاستعداد لخوض المعركة مع العدو فكانت أول عملية استشهاديه نفذتها سرايا القدس في قلب المواقع العسكرية الصهيونية المتمركزة على خط كسوفيم حيث فجر الاستشهادي نبيل العرعير جسده الطاهر في موقع للجيش الإسرائيلي مما شكل حربا نفسية صعبة و بداية الرعب في جنود الاحتلال ، وشكلت عاملا مساعدا للفصائل المقاومة للانخراط في العمل المقاوم المسلح.
وأكد انه كان لسرايا القدس الدور الكبير في إدخال العمل الاستشهادي إلى المناطق المحتلة عام 48 فقد نفذت سرايا القدس عملية القدس بواسطة سيارة مفخخة ، وقتل في هذه العملية صهيونيين حسب اعترافات العدو ...
واستمرت السرايا في عملياتها المتنوعة ضد المحتلين ، مما دفع إلى تأجيج وتفعيل العمل المسلح وخلق نوع من التنافس بين فصائل المقاومة هدفه ضرب العدو أينما تواجد ، وهذا بدوره انعكس على حجم العمليات التي تم تنفيذها ضد قوات الاحتلال .
وأكد الشيخ خليل بأنه نتيجة لاشتداد ضربات المقاومة وبسالتها ، أقدمت قوات الاحتلال على اجتياح المدن والمخيمات الفلسطينية ، مما دفع السرايا إلى تطويرها لنفسها بشكل سريع فعملت على تشكيل وحدات مهمتها التصدي لعمليات الاجتياح والتوغلات التي تقوم بها قوات الاحتلال ، فقام أبطال السرايا بتصنيع العبوات الناسفة الكبيرة من اجل وقف تقدم الدبابات والاليات الضخمة التي نشرت الرعب والقتل والدمار في صفوف المدنين وممتلكاتهم ، وكذلك إدخال قذيفة الـ (ار بي جي) وغيرها من الوسائل القتالية التي تمكن المجاهدين من التصدي للقوات الاحتلال .
تحطيم أسطورة المركافاة:
و أشار أبو خليل إلى أن سرايا القدس كان لها الشرف العظيم بتفجير دبابتين مركافاة في اقل من يومين وأدت كلاهما إلى مقتل اثني عشر جندي إسرائيلي في كلا من حي الزيتون ، ومدينة رفح على الشريط الحدودي وشاهد العالم بأسره أسطورة المركفاة وهي تتدمر ويجمع أشلاء جنود طاقمها ، بتوفيق من الله وعز وجل وإصرار المجاهدين على النيل من المحتلين الجبناء .
بالإضافة إلى عملية زقاق الموت في مدينة الخليل التي اثبت على الجاهزية الكاملة والروح العسكرية التي تتمتع بها سرايا القدس التي تدلل بشكل قاطع على أننا بمعرفة ودراية كاملة بتحركات العدو ، واثبت أن العقلية العسكرية لسرايا القدس برغم من الإمكانيات المتواضعة الآ أنها أثبتت مدى فاعليتها فكانت هذه العملية مثالا يدرس في الكليات العسكرية ، وقد أوقعت هذه العملية ما يزيد عن اثني عشر جندي و إصابة 15 آخرين بجروح مختلفة .
ويوضح محمد الشيخ خليل أن العمل المسلح الذي كانت تقوم به سرايا القدس كان يمشي في خطوات متسارعة، من اجل الصمود أمام الهجمة الإسرائيلية الكبيرة ضد أبناء شعبنا من أطفال ونساء وشيوخ ورجال ، فكانت تعمل على نقل المعركة بشكل دقيق إلى قلب الكيان الصهيوني من اجل إرباكه وإضعافه من الداخل ، بهدف تشكيل ضغط نفسي كبير على الحكومة الصهيونية وجنود الاحتلال .
فقامت سرايا القدس بتوجيه ضربات نوعية في كلا من حيفا .. تل أبيب .. نتانيا ..الخضيرة وغيرها من مدن فلسطين المحتلة ، وقال الشيخ حتى جعل المحتلين يتخبطون في قراراتهم وتوجيهاتهم والتي دلت على ترنحهم بفعل الضربات التي وجهتها لهم سرايا القدس وعلى رأسها الشهيد محمود طوالبة، الذي قاد معركة جنين بكل بسالة، وإخلاص حتى نال الشهادة التي بحث عنها ، فهذا الرجل لم يفر من المعركة ولم يهرب بل واجه المحتلين بكل شجاعة .
ويؤكد القائد العسكري محمد الشيخ خليل بأن الهدف من معركة جنين وإقدام قوات الاحتلال على ارتكاب مجاز بشعة في داخل المخيم ، هو القضاء على سرايا القدس وخلاياه العسكرية ، وعلى رأسها القائد الشيخ محمود طوالبة الذي زرع الرعب في قلوب حكومة الاحتلال وجنوده ومستوطنيه نتيجة للعمليات المكثفة والمركزة التي كانت تقوم بها قياداتها.
الصواريخ:
ويقول محمد الشيخ خليل : " مع إجراءات المحتل المشددة وفرض حصاره الشديد لكل المنافذ والمعابر والطرقات خاصة بعد جدار الفصل العنصري اتجهت سرايا القدس إلى إحداث نقلة نوعية في عملها العسكري ، حيث اتجهت السرايا إلى تطوير جهادها بإدخال الصواريخ وقذائف الهاون وعمليات الاقتحام للمستوطنات الصهيونية ، فعملت على تصنيع صاروخ( القدس ، والقدس 1) ، ثم قامت بعد وقت قصير بتطوير صواريخها وعتادها فكانت صواريخ( سرايا 1) و(سرايا 2) ، لتصبح بعد ذلك قوة مؤثرة في عملية الردع وادارة الصراع مع المحتل بكفاءة عالية .
وقد دفعت سرايا القدس الثمن باهض من رجالها وقادتها من اجل الدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني فسقط الشهيد محمود الزطمة الذي عمل على تطوير وصناعة الصواريخ والعبوات القوية والتي استخدمت في عمليات بيت ليد وديزنكوف، والشهيد مقلد حميد ،أياد صوالحة ،أياد الحردان وبشير الدبش وغيرهم من خيرة أبناء السرايا.
هاهم شهدائنا يعيدون فينا ذاكرة التاريخ.. إلى حيث عهد صحابة رسول الله.. فيقتدون بهم ويمضون خطّاهم حيث يجب أن يكون المسير.. هم رجالاً قرءوا سيرة العظماء.. فساروا على نهجهم كما يسير الفارس إلى معركة الحق.. كيف لا يكونوا كذلك وهم الأطهار المختارين.. حاملين لواء الإسلام العظيم...
يرحل أولئك الأخيار في كل يوم وفي كل حين.. إلى حيث يرحلون حول عرش الرحمن.. ساروا النهج السليم.. ورضوا أن تكون دمائهم القربان لله.. ففعلوا ما يعجز عن فعله أحداً.. وكانوا السباقين إلى الخطّى العظيم...
... موعدنا اليوم مع ذكرى استشهاد فارسٍ جديد.. مع رجلٍ كتب سره بالدم.. مع الفارس الكتّوم "نصر برهوم".. كيف لا يكون هو مثل هؤلاء العظّماء.. وها هو يقتدي بالصحابي الكتوم "أمين سر رسول الله".. كيف لا وهو القارئ لسيرة الصحابي الجليل "حذيفة بن اليمّان".. فكان حقاً له أن يأبي إلا الارتقاء شهيداً مقبلاً غير مدبر...
ذكرى عطرة هي يوم استشهادك أبا جميل.. فها أنت ترحل مع من تحب.. وتشدو خطّاك إلى الجنة برفقة ذاك الأسد الهصّور.. تتجدد فينا ذكرى رحيلكم.. تتجدد فينا هذه الذكرى ودموع أطفال فلسطين لا زالت تندبكم.. تعود ذكراكم ورائحة انتصاراتكم لا زالت تهفو قلوب الموحدين.. ولا زال بني صهيون يحيون ذكرى قتلاهم.. ولا زال بني صهيون يحيون ذكرى المجد التليد.. من "فتح خيبر" إلى "بدر الكبرى" مروراً بـ "صوفا"...
هنيئاً لك سيدي وأنت ترتحل إلى عليين.. هنيئاً لك وفلسطين تذرف الدموع علي وداعك.. هنيئاً لك الشهادة.. هنيئاً لك رفقة الأحباب في علياء الجنان...
"نصر برهوم" في سطور
نصر برهوم شاب يافع ورجل همام ارتضى أن يكون احد المجاهدين وان يلهب بيمينه الأعداء وان يسربلهم بالدماء فهو صاحب الاستشهاديين والشهداء ورافق القادة العظماء وخرج مقداما شجاعا يدك الأعداء وشارك في تنفيذ العديد من العمليات النوعية مع إخوانه المجاهدين وارتحل (نصر ) مجاهدا ومقاتلا بطلا وشهيدا في سبيل الله واستشهد عندما اغتالته قوات الاحتلال عبر قصف طائرة استطلاعية بالصواريخ لسيارته في حي الشيخ عجلين جنوب غرب مدينة غزة مساء الأحد 25-9-2005.
من هو الشهيد القائد "نصر برهوم"
ميلاد من نور
ولد الشهيد نصر محمد برهوم في مدينة رفح لعام 1971م لعائلة فلسطينية مجاهدة تعود جذورها إلى بئر السبع واستقر بعائلته الحال في مخيم رفح وسكن علي مع أسرته في بيت متواضع في منطقة البراهمة بجوار مخيم يبنا للاجئين على الشريط الحدودي.
نشأته الأولى
نشأ نصر نشأة إسلامية وتربى على موائد القرءان وعاش طفولته في المخيم حتى كبر عوده ، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس رفح للاجئين والتحق نصر بصفوف لجان المقاومة الشعبية مع اندلاع هبة انتفاضة الأقصى وشارك في العديد من عملياتها النوعية ومنها إطلاق مئات قذائف الهاون على المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة ومن ثم توجه نصر لمرافقة الشهيد القائد محمد الشيخ خليل وكان احد أبناء سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين .
نصر والإصابة
أصيب نصر إصابة بالغة حيث بتر جزء صغير من ساقه في شهر نوفمبر لعام 2001 خلال خطأ فني وقع مع مجموعته عندما استهدفت مجموعته المستوطنات الإسرائيلية بمجموعة من قذائف الهاون وكان برفقته الشهيد القائد ياسر أبو العيش والشهيد القائد محمد الشيخ خليل.
العمليات الجهادية التي شارك فيها:
عملية صوفا التي ادت إلي مقتل 3 مستوطنين وجرح اثنين
عملية كوسوفيم الاستشهادي ابراهيم حماد
عملية فتح خيبر الاستشهادي محمد العزازي
عملية رفيح يام الاستشهادية ايمن الجزار
عملية جان اور الاستشهادي عمر نوفل ورمزي الجعبير
يعد الشهيد القائد المسؤل العسكري العام في المنطقة الجنوبية، حيث انتمي لصفوف سرايا القدس مع بداية انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000.
لقب شهيدنا الفارس بلقب الرجل الصامت وكان فعلا لقب واسما علي مسمي في التواضع والاحترام والتقدير والشجاعة والإقدام في نفس الوقت وكان يتمتع بالكتمان والسرية لأبعد الحدود رحمه الله .
ويعتبر من اشد المقربين للشهداء القادة القائد زياد الغنام وياسر ابو العيش ويوسف ابو مطر وخالد عواجة ومحمد الشيخ خليل رحمه الله عليهم .
موعد مع الشهادة
خرج نصر بتاريخ 25-9-20005 من منزله الكائن في مخيم بدر غرب رفح في مهمة جهادية لمرافقة الشهيد القائد محمد الشيخ خليل الذي يعتبر احد أهم المطلوبين لقوات الاحتلال الصهيوني، حيث تعرّض لأربع محاولات اغتيال ومنذ ذلك اليوم ولا زالت إسرائيل تبحث عنه في كل مكان أو أثناء سيرهما بسيارة الشهيد نصر على الطريق الساحلي بغزة قصفت طائرة استطلاع السيارة التي كانوا يستقلونها وهي من نوع مرسيدس ولونها أبيض، بصاروخ واحد على الأقل أثناء مرورها أمام مطعم "شعفوط" في شارع البحر في حي تل الهوى غرب مدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد نصر مع القيادي محمد الشيخ خليل و رجح شهود عيان أن يكون القصف عبر الزوارق الحربية المنتشرة في عرض بحر غزة
تعليق