إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهيد إياد الحردان..أسد في عرينه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهيد إياد الحردان..أسد في عرينه

    اثنا عشر عاما على الالتحاق بتنظيم الجهاد الإسلامي ، عاشها شهيدا مع وقف التنفيذ الى أن جاء الموعد في 5-4-2001 يوم الخميس الساعة الثانية وعشر دقائق عبر هاتف عمومي مزروع بعبوات الموت والغدر ،كان إياد قد اعتاد التردد عليه لقربه من مبنى المقاطعة في جنين حيث كان يُحتجز، وبعد نصف دقيقة من وضعه لبطاقة الهاتف دوى انفجار كبير ظن البعض أن مقر الأمن الوطني في جنين قد تعرض لقصف صهيوني ،وبعد أن تلاشى الدخان تُكتشف جثة إياد، حيث تسبب الانفجار بإصابته إصابة بالغة في جسده، أدت إلي بقر بطنه وصدره وحرق يديه واستشهاده على الفور.

    اغتيال حردان قائد سرايا القدس في جنين استقبل بالغضب والاستياء الشديد، ففي جامعة النجاح الوطنية قامت الجماعة الإسلامية وهي الحركة الطلابية المنبثقة عن تنظيم الجهاد الإسلامي بتنظيم حفل تأبيني ضخم للشهيدين إياد حردان ومحمد عبد العال، هنأ فيها الدكتور رمضان عبد الله شلح -الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي - الشهيدين على نيل شرف الشهادة، معوّلا على الجيل الجديد الذي فهم المعادلة وقال : "إن كل قطرة دم سالت من إياد الحردان - محمد عبد العال - أنور حمران - إبراهيم بني عودة - حسين عبيات وكل شهداء شعبنا، ستنبت جيلا وسيلا من المقاتلين والمجاهدين الأطهار، وأضاف مؤكدا على خيار الانتفاضة الحتمي : "أن الانتفاضة المباركة والمقاومة الباسلة التي تشعلونها اليوم بدمائكم وأرواحكم وسواعدكم وبنادقكم، ليست ورقة في سوق المساومات، أو المفاوضات، إنها تعبير عن إرادة شعب وإرادة أمة ، إنها خيار الشعب الذي يبذل فيه المهج والأرواح .. إنها الخيار الحتمي والواجب الإلهي بعد أن سقط وهم التسوية الكاذب".

    وعبر د. شلّح عن استيائه من اللقاءات الأمنية الفلسطينية الإسرائيلية : " كونوا على ثقة أن كل الحوارات وكل اللقاءات السرية والعلنية التي يجريها البعض مع العدو ستصل إلى طريق مسدود .. إنهم يحاولون أحداث شرخ وثغرة في الصف الفلسطيني وفي جدار الانتفاضة بالمناورات، والمراوغات والحوارات بينما طائراتهم ودباباتهم تصب جحيمها ونارها وموتها على رؤوس شعبنا الأعزل لا تفرق بين أحد منه ولا تستثني أحدا ".

    وهنأت الكتلة الإسلامية في كلمتها الجهاد الإسلامي على استشهاد المقدم إياد حردان قائد سرايا القدس ، وتوعدت في كلمتها الكيان الصهيوني بالانتقام و"بردّ الصاع صاعين "في إشارة الى عمليات استشهادية قادمة.

    وحسب مصادر إسرائيلية يعتبر إياد حردان (27 عاما ) المطلوب رقم واحد للمخابرات الإسرائيلية منذ ثماني سنوات وتحمله مسؤولية عمليات الجهاد الإسلامي منذ أربع سنوات ضد الكيان الصهيوني .وتنسب المخابرات الإسرائيلية إلى حردان قيامه بالتخطيط وإعداد المتفجرات للعمليات العسكرية الموجعة، التي استهدفت العمق الإسرائيلي والتي أدت أحداها إلى قتل ابن كهانا وزوجته قبل أشهر قليلة .



    قائد عشاق الشهادة في 15 من عمره

    عندما بدأ إياد رحلته في تنظيم الجهاد الإسلامي الذي يهدف إلى اجتثاث الكيان الصهيوني من أرض فلسطين كان لا يتجاوز ال15 من عمره فهو بموجب القوانين الدولية يعتبر طفلا لكن هذا الطفل كان يخفي خلفه رجلا اعتبره الشهيد عصام براهمة من أنجب تلامذته.

    وراهن براهمة على حردان متعهدا إياه بالتدريب والإعداد المتميز قبل أن يفضي الأول شهيدا خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال. وانضم إياد بهذا العمر الى مجموعة عشاق الشهادة الجناح العسكري لحركة الجهاد وبدأ أول عملية له والتي سيتبعها سجل حافل بالعمليات الجريئة والنوعية.

    عملية مستوطنة مابودوتان :

    تمكن حردان من التسلل الى المستوطنة "مابودوتان" الواقعة قرب مسقط رأسه عرّابة، في السادس من تشرين لأول عام 91 م، وتمكن من اختطاف سيارة وقطعة سلاح من نوع عوزي من داخل المستوطنة سلمها لأستاذه الشهيد عصام براهمة. تسارعت الأحداث بعدها ليتمكن اياد من قيادة المجموعة نفسها التي استهدفت عدة منشآت إسرائيلية من ضمنها وضع عبوة ناسفة على شارع المستوطنة المذكورة مما أدى الى حرق سيارة أحد الضباط وإصابته بجروح خطرة، اعتقل إياد على أثرها تعرض لتحقيق قاس وحوكم بالسجن مدة ثلاث سنوات.

    عملية بدية :

    في عام 1995 خرج شهيدنا من السجن ليرأس خلية عسكرية مسلحة مكونة من( محمود العارضة، أمجد العارضة، وسعيد لحلوح) والتي قتلت ضابطاً في الشرطة وزوجته تمكنت قوات الاحتلال على أثرها من اعتقال أفراد الخلية بعد كمين نصب لهم وهم في طريقهم لقيام بهجوم مسلح على أحد التجمعات الإسرائيلية وتم توقيف اياد من قبل السلطة الفلسطينية لمدة 6 أشهر.

    عملية محناه يهودا :

    في عام 1997 بدأ الشهيدان إياد و أنور حمران رفيق دربه، والذي اغتيل في 11-12-200_ أثناء خروجه من جامعة القدس المفتوحة في نابلس_ بتجهيز استشهاديين للقيام بعملية داخل التجمعات الإسرائيلية، حيث جند الشهيد حمران الاستشهاديين ( سليمان طحاينة، ويوسف الزغير) وقام إياد بالتخطيط وإعداد المتفجرات للعملية التي نفذت في سوق محنا يهودا في القدس في أيلول عام 1998 والتي أدت إلى إصابة أكثر من 24 إسرائيلي حسب اعتراف الجهات الإسرائيلية واستشهاد منفذي العملية.

    إياد والاعتقال السياسي :

    اعتقل إياد على اثر هذه العملية من قبل السلطة الفلسطينية في سجن أريحا بحجة حمايته من الاغتيال، وبعد 11 شهرا من الاعتقال تمكن من الهرب من داخل السجن مع اثنين من زملائه، أُعيد اعتقاله بعدها بثلاثة أسابيع إلى سجن أريحا و مكث فيه خمسة أشهر، انتقل بعدها إلى سجن الظاهرية في الخليل، حيث تعرض لأقسى أنواع التعذيب الجسدي مما تسبب له بآلام في الظهر نتيجة شبحه لساعات طويلة ظل يعاني منها حتى آخر أيامه حسب ما أكدت والدته.

    مع بداية عام 2000 أنتقل إلى سجن الجنيد في نابلس، وأُفرج عنه كباقي السجناء بسبب أحداث انتفاضة الأقصى ذلك بعد تهديد الجهات االإسرائيلية له بالقصف ولاحقا أُعيد اعتقال 14 مطلوبا سياسيا كان إياد من بينهم حيث اعتقل في سجن جنين المركزي منذ ذلك الوقت إلى أن استشهد على بعد مترين من مقر الأمن الوطني الفلسطيني، حيث تحفظت عليه السلطة الفلسطينية خوفا عليه من الاغتيال على حد تعبيرها.

    لماذا الآن ؟؟

    قال المحلل العسكري للقناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي "يهود يعاري" في سؤال عن الخطر الذي بدأ يشكله حردان في لقاء تلا استشهاده بساعات أن الشهيد بدأ بنسج علاقات مع بقية التنظيمات العسكرية الفلسطينية وخاصة التابعة لحركة حماس وحركة فتح، وأن الهدف من هذه العلاقات القيام بعمليات عسكرية واسعة ومما سهل هذا التنسيق كون إياد شخصية تتمتع بالاحترام والقبول لدى جميع الأنظمة والاتجاهات الوطنية.

    في وداع القائد :

    لم تشهد مدينة جنين القسام موكبا مهيبا للتشيع كالذي أقامته لوداع القائد المميز ابنها البار إياد الحردان، فقد خرجت جموع المشيعين من نساء ورجال أطفال وشيوخ ترفع أكفهم الجثمان الطاهر إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه عرّابة، فقد قدر عدد الجماهير المحتشدة لوداع القائد بعشرات الآلاف، وذكر شهود عيان أن مدينة جنين لم تشهد حدثا أو مسيرة مشابهة لجنازة الحردان التي كان أولها في مخيم جنين وآخرها في وسط المدينة.

    وقد أقيم في وسط المدينة مهرجانا تأبينياً استهل بإطلاق الأعيرة النارية في الهواء تحية للشهيد، وقد ألقى الدكتور رمضان عبد الله الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي كلمة عبر الهاتف قال فيها:" إن إياد ابن الجهاد الذي التحق بحركة الجهاد الإسلامي وهو ابن الحادية عشرة من عمره، حين كان طفلا في عمر الورد، ولكن بصلابة الصخر في أحراش يعبد، أخي إياد أيها القائد المحمدي الأصيل … أناديك باسمك يا صانع الرجال، لماذا ترجلت أيها القائد، أناديك أنت وكل إخوانك الأبطال يا إياد الحردان، وأنور حمران، وأسامة التركمان، ومحمد عبد العال. لماذا ترحلون سريعا هكذا يا اخوتي والطريق الى القدس بعد طويل.

    و عبر د. رمضان عن ما يجيش في قلب كل فلسطيني في كلمات وداع مؤثرة، فهكذا يودع الأمين العام أحد أبنائه … يودعه بكلمات تنزف وتبكي حزنا على إياد فيقول : "قم يا اياد.. قم لتمسح عن قلوبنا أوساخ الدنيا وهمومها وعذاباتها ... قم لتمحو بدمك أكاذيب السلام الفخخ ...

    قم وانبعث فينا من جديد لتسقي أحفاد القردة والخنازير بسيف "السرايا" كؤوس المنايا... قم أيها القائد العملاق لتثبت للجميع أن الشهداء لا يموتون ... انهم يعودون انفجارا ولهيبا يحرق الأعداء ... قم يا إياد حتى يعرف الجميع أن الشهداء يبنون كل ما يهدمه الآخرون ...

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    رحمه الله وتقبله وأسكنه فسيح جنانه


    أموت فى النور ولا أعيش فى الظلام

    تعليق

    يعمل...
    X