تويت
[mark=3300FF]وصية الشهيد المجاهد[/mark]
[mark=FF0000]أحمد فوزي عبد اللطيف أبو دوش [/mark]
[mark=9933CC]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المتقين وعلى آله وصبحه إلى يوم الدين وبعد :[/mark]
يقول الله تعالى: ﴿إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعد عليه في التوراة والإنجيل والقرآن من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك الفوز العظيم﴾.
والقائل: ﴿انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيراً لكم إن كنتم تعلمون﴾.
وصدق رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها».
والقائل: «إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض».
إتباعاً لأوامر الله ورسوله وإيماني العميق بهذا الطريق الذي فرض على كل مسلم ومسلمة وطمعا في مرضاة الله وحبا في جناته من أجل الإسلام والأقصى وفلسطين من أجل اليتامى والأرامل ومن أجل المستضعفين في كل العالم سرنا في هذا الطريق وأشهرت سلاحي في وجه المحتل الغاصب للأقصى وفلسطين أشهرت سلاحي في وجه حياة الذل والاستكبار.
أهلي الأعزاء يا أبي يا أمي يا كل إخوتي يا كل الأعزاء على قلبي تحية طيبة إسلامية طاهرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: إن الحياة بجوار رب العزة لهي أفضل حياة وخير من أي حياة والله إنها لبئس حياة يتحكم بها الطغاة والمستكبرون، والله إنها الشهادة لا تنتهي في ساعة - لا تنتهي في ليلة - ولا يصل الحبيب إلا شريد أو شهيد، وقد اخترت هذا الطريق لإيماني العميق بهذا الطريق - طريق الجنة - طريق مرضاة حبيبي رب العالمين واسأله سبحانه وتعالى أن يتقبلني شهيدا في سبيله فلا تهنوا ولا تحزنوا على فراقي فإذا كان هذا الفراق إلى جوار ملك الملوك فانه خير فراق.
إذا كان هذا فراق الدنيا يرتع فيها الطغاة المجرمين فهو أفضل فراق، وان كان في سبيل الله ودفاعاً عن دين الله وشريعته لهو أكرم فراق، إن كان هذا الفراق إلى خلد في جنات الله لهو خير فراق.
ماض وأعرف ما دربي وما هدفي
إلى أبي وأمي وإخواني وأخواتي:
أوصيكم باتباع منهج الحياة الأبدية، والقرآن الكريم وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام لأنه لا خير ولا نجاة من نار الله وعذاب الله إلا بالسير وراء هذا المنهج الرباني يربح البال والحال. أوصيكم بعدم ترك صلاة الفجر والصلوات كلها.
لان ترك هذا الفرض لهو مصيبة من اكبر المصائب ان تركها يخلف نار جهنم - نار شديدة الحر والله يا إخوتي ويا أهلي وأصحابي إننا لا نقوى على نار جهنم - فلا تحرموا أنفسكم رضا الله وجنته ، اعلم بان الفراق صعب ولكن الجنة تطلبنا والأقصى يستغيث بنا وفلسطين تستنصرنا وتشكي الظلم والقهر عليه وتنادينا إن هبوا لنصرتي
أهلي الأعزاء:
إن الكلمات في أيام المطاردة التي أعيشها ولا اعلم في أي وقت ستأتي اللحظة التي أكون فيها شهيداً في سبيل الله أقول لكم اثبتوا على هذا الدين العظيم وأدوا فرائضه على أكمل وجه وحثوا على معرفة الله واعبدوا الله كأنكم ترونه وابتعدوا عن كل شيء يغضب الله ولا تغرنكم الحياة الدنيا وزيفها فالدنيا دار ممر وليست دار مقر ابتعدوا عن الغيبة والنميمة والفتن والحقد وأصلحوا ذات بينكم .
وبعد أريد أن أوجه عدة رسائل في هذه الوصية أبدأ في الرسالة الأولى لأهلي.
أمي الحنونة:
أرجوا منك أنت وإخوتي عند سماع نبأ استشهادي أن تستقبلينه بزغرودة وتسمعيها لكل الدنيا هذه الزغرودة لأنني ذاهب إلى الحياة من جديد لكن حياة خير وأبقى من هذه الحياة ولا تدمعي ولا تبكي ولا تجعلن العدو يرى الدمعة في عينيكن ولا تجعلنه يرى إلا الفرحة والانتقام منه.
إلى أبي وإخواني:
ارجوا منكم عندما تفتحوا لي بيت التهاني أن تستقبلوا المهنئين بالابتسامات والملابس الجديدة شرط أن لا تكون سوداء.. أمي أبي أخواني أقاربي كل أهلي أرجوا منكم المسامحة جميعا .
·الأصدقاء :
أصدقائي الأعزاء إن أغلى كنز امتلكته في حياتي هو حبي لكم وأرجوا منكم المسامحة إن كنت قد قصرت في حق احد منكم أو قلت كلمة أزعجت أحدكم لان كل إنسان يخطئ مرة أخرى ارجوا منكم أن تسامحوني يا أحبائي وأوصيكم بتقوى الله .
إخواني الأسرى:
تحية لكم من أعماق قلبي والله إني أذكركم كل يوم ولن تغيبوا عن بالي لحظة واحدة حتى في أصعب الظروف التي أمر فيها لأنكم أنتم الشمعة التي تحترق من أجل الوطن وأنتم شمس فلسطين الساطعة فتحية لكم ولصمودكم وارجوا منكم المسامحة جميعا الذي أعرفه والذي لا أعرفه.
·إخواني
في كل الفصائل الفلسطينية أيها الأحبة تحية لكم من أعماق قلبي وأرجوا منكم أن تكونوا يداً واحدة وتضعوا الخلافات على جنب وتتفقوا فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا عليه ، ابتعدوا عن كل الحزازيات وضعوا بين أعينكم هما اسمه الأقصى والإسلام وفلسطين وامرأة أرملة وطفل قتل أبيه وبيت هدم على رؤوس أصحابه.
فتحية لكم جميعا وخاصة أصدقائي وإخوتي في حركة حماس الذي يعرف من اعني معذرة .. معذرة ومن كل الفصائل وارجوا ممن يعرفني وتعامل معي أن يسامحني.
إلى أهل الشهداء والأسرى:
انتم أهلي، وأبنائكم إخواني وإني أتألم عليهم كما تتألمون انتم عليهم ، فعليكم بالصبر وان تحتسبوا عند الله فالشهيد حيا برزق والأسير نجما من نجوم هذا الوطن الحزين وأرجوا منكم المسامحة...
[mark=FF0033]ملاحظة: الوصية لم تكتمل حيث أن الشهيد استشهد قبل أن يكمل كتابتها...[/mark]
16/9/2003 :
استشهد قائد سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلاميّ في منطقةالخليل ، و هو الشهيد أحمد فوزي عبد اللطيف أبو دوش (24 عاماً) ، و ذلك خلالاشتباكٍ مع قوات الاحتلال في بلدة دورا.
تعليق