إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو علي مصطفي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو علي مصطفي







    استشهد يوم الإثنين الموافق 27/8/2001، إثر قصف جوي استهدف مكتبه في مدينة رام الله.

    رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جنانه





    في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو علي مصطفي




    لم يكن رحيل القائد أبو علي مصطفى خسارة فقط للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي بإستشهادة ترك فراغا ًكبيراً فيها على مستوياتها المختلفة القيادية وكذلك مستوى الحضور السياسي، التنظيمي والجماهيري، بل كان إستشهاد أبو علي خسارة للحركة الوطنية الفلسطينية عامة ولمنظمة التحرير خاصة. فأبو علي هو أحد القادة الأبرز للثورة الفلسطينية، وهو أحد أعمدة النضال الوطني الفلسطيني، واحد القادة التاريخيين لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو الذي شغل عضوية كافة هيئاتها ومؤسساتها القيادية بدءاً من اللجنة التنفيذية وإنتهاءاً بالمجلس الوطني. وتعبيراً عن مدى الثقة والإحترام التي كان يحظى بها القائد أبو علي في الساحة الفلسطينية، كان يحسب لرأيه ووجهة نظره ألف حساب فيما يخص الشأن الفلسطيني. وأبو علي مصطفى صاحب مقولة "عدنا لنقاوم لا لنساوم" ترجمها فعلاً ولم يتركها مجرد شعاراً يحلق في الفضاء، رغم أن الكثير من الأصوات حاولت أن تشكك في المقولة وفي الجبهة ومواقفها، وأبو علي أيضاً.. كان إستشهادة خسارة كبيرة لقوى الحالة الديمقراطية الفلسطينية، حيث أن القائد الشهيد عمل بشكل جاد ودؤوب من أجل وحدة قوى هذه الحالة، وصاغ وقدم المشاريع وأوراق العمل الخاصة بذلك، وآمن أن هذا التيار إذا ما أراد ان يحتل له مكانة محترمة في الخارطة السياسية الفلسطينية، فلا بد من توحد تعبيراته السياسية والتنظيمية، لأنه بدون توحد هذه القوى سيبقى دورها وفعلها هامشياً ومحدوداً في الساحة والمجتمع الفلسطيني، وأيضاً الحركة الوطنية العربية وقواها التحررية وتحديداً حركة القوميين العرب ودعاة الفكر القومي والوحدوي، برحيل القائد أبو علي خسروا علما ورمزاً من رموزهم، لعب دوراً بارزاً ورئيساً في صياغة فكرهم وتوجهاتهم وقاد الكثير من معاركهم النضالية في أكثر من قطر وساحة، ودفع ثمناً لذلك سنوات من عمره سجن ومطاردة في أكثر من دولة عربية، وامتد دور هذا الرفيق وسمعته وحضوره إلى المستوى العالمي، حيث أن قوى وحركات وشعوب التحرر الديمقراطية والثورية، كانت تنظر لهذا الرفيق بإحترام عالي وشكل لها نموذجاً وملهماً في كفاحها ونضالاتها.

    والرفيق أبو علي كان نموذجاً من طراز خاص، وتجمعت فيه كل المزايا القيادية التنظيمية والسياسية والعسكرية والجماهيرية، ولعب دورأ هاماً وبارزاً في صياغة رؤية الجبهة وتوجهاتها الفكرية والسياسية والتنظيمية، وفي الوقت الذي كانت فيه الجبهة الشعبية، تعيش أجواءاً غير صحية، وأزمة حادة كادت تعصف بوحدتها في فترة ما بعد اوسلو وقبيل إنعقاد المؤتمر السادس، لعب الرفيق الشهيد دوراً مركزياً في تجاوز هذه الأزمة، وشكل وجوده وحضوره في الأرض المحتلة رافعة جدية وحقيقية لأوضاع الجبهة على كافة الصعد، ففي المجال التنظيمي، وحيث أن الجبهة كانت تعيش أوضاعاً صعبة للغاية، حيث التفكك والتحلل التنظيمي وغياب التواصل والحرد والإستنكاف وغيرها، وفي المجال الجماهيري الشعبي حيث التراجع الكبير في حضور ودورالجبهة بين الجماهير، وفي الجانب السياسي، هنا كانت ازمة جدية وحقيقة، فالموقف إتسم باللعم، ناهيك عن عدم الإنسجام والوضوح، وغاب الموقف المركزي وأخذ موقف الجبهة يسمع من الشارع وفي إطار الثرثرة وخارج القنوات التنظيمية، مما يدلل على حجم وعمق الأزمة، وترهل أوضاعها، وغياب وحدتها الفكرية والتنظيمية.. كل هذه الأخطار المحدقة بالجبهة، ألقت أعباء ومهام كبيرة على الرفيق الشهيد، والذي أستطاع ببصيرته الثاقبة، وقدراته وسجاياه التنظيمية والفكرية والأخلاقية، وبساطته وتواصله مع القواعد الحزبية، ومصداقيته والسمعة والثقة العالية التي كان يحظى بها بين الرفاق، أن يلملم أوضاعها ويدب الحياة في الكثير من قنواتها التي عانت من إنسدادات طويلة، وأن يعيد الهبية والإعتبار للجبهة ودورها في الساحة الفلسطينية، وفي أوساط جماهير شعبنا.

    وقد قاد الرفيق الشهيد بنجاح عقد المؤتمر السادس للجبهة الشعبية، والذي اكد على وحدة الجبهة، وعزز الديمقراطية في حياتها الحزبية، وما أن بدأت العجلة بالدوران، حتى داهمت الإنتفاضة الثانية الجبهة وباقي قصائل العمل الوطني، هذه الإنتفاضة التي أكد الشهيد القائد على ضرورة إنخراط الجبهة فيها بكافة هيئاتها ومستوياتها، وأنه على أعضاء الحزب أياً كانت مراتبهم ومواقعهم التنظيمية ضرورة المشاركة والإنخراط فيها، ومن يتخلف عن ذلك فعليه أن يتنحى جانبأ، ولعب دوراً حاسماً في القيادة والتعبئة والتحريض على العمل الإنتفاضي..

    وقد أدرك الإحتلال انه أمام قائد من طراز خاص، ومن هنا فإن الأجهزة الأمنية بمختلف أذرعها، وفي ظل تطور وتنامي دور الجبهة في العمل الإنتفاضي، وإستعادتها لعافيتها وشعبيتها وجماهيريتها، أدرك الإحتلال حجم المخاطر التي يمثلها مثل هذا القائد، ليس فقط لما قام به من جهود كبيرة على صعيد أوضاع الجبهة الشعبية، بل لما لعبه من دور إيجابي على صعيد توحيد الجهد والعمل الإنتفاضي، وتفعيل الاليات التنسيقية بين فصائل العمل الوطني، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في إستخدام كافة خياراته ووسائله من أجل إستعادة حقوقه، بما فيها خيار الكفاح المسلح، الأمر الذي جعل الإحتلال وفي أعلى هرمه السلطوي، يتخذ قراراً بتصفية هذا الرمز والقائد الفلسطيني، والذي كان إغتياله يشكل بداية لإغتيال القيادات السياسية الفلسطينية، في رسالة واضحة من الإحتلال، أنه في ظل إستمرار الإنتفاضة الفلسطينية لا حصانة لأي قائد فلسطيني وتحديداً، من يدعون قولاً وفعلاً لآستمرار الإنتفاضة وتصعيدها، بالأضافة إلى أن الإحتلال، كان يراهن على أنه بإغتيال القائد الشهيد أبو علي مصطفي، فإنه من المحتمل إنهيار الجبهة وتفككها وتحللها، لما للرفيق من دور وحضور مميزين في أوساط الجبهة، وانه بإغتياله يوجه ضربة قاسمة للقيادات التاريخية للنضال الفلسطيني، وأن مثل هذا الإغتيال قد يدفع الجبهة الشعبية أولاً والشعب الفلسطيني ثانياً إلى تغيير خياراتهما وقناعاتهما فيما يتعلق بخيار المقاومة، ولكن جاءت التطورات اللاحقة لتثبت بالملموس، أنه رغم الخسارة الكبيرة التي منيت بها الجبهة بفقدان هذا القائد الكبير، إلا أنها إستطاعت أن تحافظ على بنيتها ودورها وفعلها.

    وفي ذكرى رحيل أبو على مصطفى، والذي إستشهد دفاعاً عن الثوابت الفلسطينية، دفاعاً عن حقوق شعبنا الفلسطيني، وحقه في الحرية والإستقلال، فإننا ندعو في سبيل المحافظة على من إستشهد أبو على في سبيله، إلى عودة "حماس" عن نتائج حسمها العسكري في القطاع، وتراجع مؤسسة الرئاسة عن إجراءاتها الإدارية والقانونية، والشروع في حوار جاد يفضي لإقامة قيادة وطنية موحدة مؤقته لشعبنا الفلسطيني، تمهد لأقامة حكومة وحدة وطنية على قاعدة ما إتفق عليه في وثيقة الوفاق الوطني – وثيقة الأسرى – وإتفاق آذار 2005 في القاهرة.





    أبو علي مصطفى في سطور..



    أبو علي مصطفى واسمه الكامل مصطفى علي العلي الزبري (1938-2001)، قيادي فلسطيني، شغل منصب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان أول زعيم سياسي فلسطيني من الصف الأول يتم اغتياله من قبل الإسرائيليين خلال انتفاضة الأقصى.

    اسمه الكامل: مصطفى علي العلي الِزبري. ولد في عرابة، قضاء جنين، فلسطين ،عام 1938.كان والده مزارعاً في بلدة عرابة منذ العام 1948، بعد ان عمل في سكة حديد حيفا.

    درس المرحلة الأولى في بلدته، ثم انتقل عام 1950 مع بعض أفراد اسرته إلى عمان، وبدأ حياته العملية وأكمل دراسته فيها. انتسب إلى عضوية حركة القوميين العرب عام 1955 ، وتعرف إلى بعض أعضائها من خلال عضويته في النادي القومي العربي في عمان ( نادي رياضي ، ثقافي إجتماعي ). شارك وزملائه في الحركة والنادي في مواجهة السلطة أثناء معارك الحركة الوطنية الأردنية ضد الأحلاف ، ومن أجل إلغاء المعاهدة البريطانية والأردنية، ومن أجل تعريب قيادة الجيش وطرد الضباط الإنجليز من قيادته وعلى رأسهم غلوب باشا.

    اعتقل لعدة شهور في نيسان عام 1957 إثر إعلان الاحكام العرفية في البلاد، وإقالة حكومة سليمان النابلسي ومنع الأحزاب من النشاط، كما اعتقل عدد من نشطاء الحركة آنذاك، ثم أطلق سراحه وعدد من زملائه، ليعاد اعتقالهم بعد حوالي أقل من شهر وقدموا لمحكمة عسكرية بتهمة مناوئة النظام والقيام بنشاطات ممنوعة والتحريض على السلطة وإصدار النشرات والدعوة للعصيان .

    صدر عليه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات أمضاها في معتقل الجفر الصحراوي.

    اطلق سراحه في نهاية عام 1961، وعاد لممارسة نشاطه في الحركة وأصبح مسؤول شمال الضفة التي أنشأ فيها منظمتان للحركة (الأولى عمل شعبي ، والثانية عسكرية سرية ).

    في عام 1965 ذهب بدورة عسكرية سرية ( لتخريج ضباط فدائيين ) في مدرسة انشاطي الحربية في مصر، وعاد منها ليتولى تشكيل مجموعات فدائية، وأصبح عضواً في قيادة العمل الخاص في إقليم الحركة الفلسطيني .

    اعتقل في حملة واسعة قامت بها المخابرات الأردنية ضد نشطاء الأحزاب والحركات الوطنية والفدائية في عام 1966م توقيف إداري لعدة شهور في سجن الزرقاء العسكري ، ومن ثم في مقر مخابرات عمان، إلى أن أطلق سراحه والعديد من زملائه الآخرين بدون محاكمة .

    في أعقاب حرب حزيران عام 1967 قام وعدد من رفاقه في الحركة بالإتصال مع الدكتور جورج حبش لاستعادة العمل والبدء بالتأسيس لمرحلة الكفاح المسلح، وكان هو أحد المؤسسين لهذه المرحلة ومنذ الإنطلاق للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

    قاد الدوريات الأولى نحو الوطن عبر نهر الأردن، لإعادة بناء التنظيم ونشر الخلايا العسكرية، وتنسيق النشاطات ما بين الضفة والقطاع .

    كان ملاحقاً من قوات الإحتلال واختفى لعدة شهور في الضفة في بدايات التأسيس .

    تولى مسؤولية الداخل في قيادة الجبهة الشعبية، ثم المسؤول العسكري لقوات الجبهة في الأردن إلى عام 1971، وكان قائدها أثناء معارك المقاومة في سنواتها الأولى ضد الإحتلال، كما كان قائدها في حرب أيلول 1970وحرب جرش – عجلون في تموز عام 1971 .

    غادر الأردن سراً إلى لبنان إثر إنتهاء ظاهرة وجود المقاومة المسلحة في أعقاب حرب تموز 1971.

    في المؤتمر الوطني الثالث عام 1972 انتخب نائباً للأمين العام.

    عاد للوطن في نهاية أيلول عام 1999.

    تولى مسؤولياته كاملة كنائب للأمين العام حتى عام 2000، وانتخب في المؤتمر الوطني السادس أمين عام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

    عضويته في مؤسسات م.ت.ف: عضو في المجلس الوطني منذ عام 1968. عضو المجلس المركزي الفلسطيني. عضو اللجنة التنفيذية ما بين عام 1987 – 1991.

    من أقوال الشهيد أبو علي مصطفى
    (بعد عودته إلى أرض الوطن)

    - "في تجربتنا كان هناك صلة دائمة مع الوطن ولاشك أن رفاقنا كانوا دائماً حريصين على أن ينقلوا لنا الصورة بكل زواياها، لكن هناك فرقا بين أن ترى صورة الإنسان وبين أن ترى الإنسان نفسه".

    - "هذا الجيل كبر ونما وأصبحت له تجربته الخاصة، ليس من موقع التناقض مع تجربتنا، ولكن من موقع الإغناء، في مشهد الانتفاضة كان هناك إبداعات لم تبتدعها قيادة الثورة في م.ت.ف، تمثلت في وضع قوانين علاقات اجتماعية ليست مكتوبة، ولكنها قوانين ثورية شعبية في نظم العلاقات العامة، وفي التضامن الاجتماعي، وفي مسائل عديدة أخرى، نبعت من واقع التجربة نفسها".

    - "لقد قرأت عن الاستيطان كثيراً، لكني لم أكن أتصور أنه على هذه الأرض كما رأيته بعينّي، كل من يقرأ عن الاستيطان لا يستطيع أن يقدّر المشهد الحقيقي الذي هو في غاية الخطورة، ليس فقط على مصير الأرض، ولكن على مصير الشعب الفلسطيني بأسره، وهو مشهد ذو طبيعة استراتيجية في العقل الصهيوني".

    - "أنا مقتنع قناعة تامة، ودون مزايدة على أحد أنّ الصراع بيننا وبين العدو الصهيوني هو صراع مصيري تناحري ولا يمكن إزالته إلاّ ذا امتلكنا قوة وطاقة الفعل الوطني على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقتالية، ولابد أن نفكر تفكيراً أشمل، فالاستراتيجية - كما نراها -لا تنبني على ركيزة واحدة، بل على مرتكزات سياسية برنامجية سليمة، ومرتكزات اقتصادية متينة قادرة على إدامة الصراع، ومرتكزات مجتمعية تنظيمية جيدة، وعلى مرتكزات امتلاك الحق في مقاومة الاحتلال. من قال أنّ هناك شعبا في العالم يقع تحت الاحتلال، ويريد أنّ يعالج قضيته بتطييب الخواطر؟ هذا لا يحدث أبداً".

    - "نحن نحتاج إلى مراجعة سياسية شاملة، تضمن استقراء كيفية فهم العدو، بموضوعية. وهذا يتطلب شجاعة في نقد الذات والمساءلة".

    أبو علي مصطفى: مسيرة عطاء.. وسيرة عطرة


    يقول غسان كنفاني في قصة "المدفع": "كم هو بشع الموت، وكم هو جميل أن يختار الإنسان القدر الذي يريد".

    اختار أبو علي مصطفى قدره عندما اختار طريق النضال، أن يكون حيث يؤمن ويقتنع، حيث اللهب ومتطلبات النضال، حتى لو كلفه ذلك حياته. ولأن أبو علي اختار قدره فقد اختاره القدر ليكون قائدا قدوة في النضال والتضحية.

    إذا كان الإنسان هو مجموع صفاته، فيمكن القول عن الشهيد القائد أبو علي مصطفى أنه تحلى بالصفات التالية: الصدق، البساطة والتواضع والتقشف والابتعاد عن الاستعراض، المواجهة، الشجاعة، المبدأية والدفاع عن القناعات والمواقف...

    أبو على مصطفى مسيرة وسيرة، مسيرة طويلة من النضال والعطاء والتضحية تكللت بالشهادة، وسيرة نبيلة وعطرة جعلته يتبوأ مكانة كبيرة في التاريخ الوطني الفلسطيني وفي قلوب الفلسطينيين، ويكون علامة بارزة في العطاء والفداء.

    لقد تم اغتيال أبو علي مصطفى وهو في مكتبه في مدينة البيرة بواسطة صواريخ موجهة من طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع، وبقرار من أعلى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية الصهيونية.

    أبو علي مصطفى، منذ طفولته إلى شبابه إلى كهولته، منذ ولادته إلى مماته، إنسان طلع من قلب الشعب، كان شعببياً لا نخبوياً، يجمع بين اللطافة في التعامل والحزم في المواقف، صاحب نكتة لكنه قابل للغضب إزاء الظلم والعوج والانتهاكات. درس المرحلة التعليمية الأولى، لكنه تعلم على نفسه وكان قارئاً ممتازاً ومثابراً، ما جعله يمتلك ثقافة واسعة وعميقة ومتنوعة. وعندما كان نائباً للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ثم أميناً عاماً لها، كان ذلك عن جدارة واستحقاق، نضالياً وتنظيمياً وثقافياً.

    أبو علي مصطفى هو من القلة القليلة من القادة الذين يتصفون بالمحبة والاحترام والهيبة. وعندما وُلد في عرابة عام 1938 ودفن في ترابها عام 2001، بعد 63 عاماً من الكدح والكفاح والعطاء، في صفوف الشعب وفي صفوف المناضلين، في الوطن.. في المنافي.. ثم في الوطن، فإنه لم يفعل سوى أن خاض رحلة إنساني حقيقي، غاية في البساطة والانسجام: من الجذور.. إلى الجذور!








    قالوا في أبو علي مصطفى..


    - "إننا أمام ذكرى أليمة وحزينة، ولكننا بالمقابل أمام ذكرى رجل، كرّس جلّ حياته للنضال من أجل شعبه، من أجل وطنه وقضيته، من أجل الفقراء والمحرومين، ومن أجل الحق والعدالة والكرامة الوطنية. إننا أمام رجل كرس جُلَ حياته ، لوضع القيم والمُثل السياسية والفكرية والأخلاقية والإنسانية موضع التنفيذ. أبو علي الفلسطيني القومي العربي الأممي بدأ مسيرته محارباً من أجل تحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني، واستشهد محارباً على أرض الوطن". الرفيق جورج حبش (الحكيم) مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الذكرى الأولى لاستشهاد الرفيق أبو علي مصطفى.

    - "أيها القائد الذي اختار هو مكان استشهاده. فأرض الوطن هي الأكثر دفئاً، وهي التي تحول جثمان الشهيد إلى آلاف ومئات آلاف البنادق، وإلى ملايين حبوب الحنطة، وزهور الليمون". الشهيد جورج حاوي

    - "إنه أول أمين عام يستشهد فوق أرض فلسطين. قبله، خارج أرضه، سقط فتحي الشقاقي بنبل وفروسية. أما أبو علي مصطفى فها هو يسقط اليوم متسربلا بالكرامة والغضب معا، بعدما أمضى في مقارعة السجون والأسلاك الشائكة نحو خمس وأربعين سنة متواصلة". صقر أبو فخر

    - "ذلك الإنسان الكريم، والفلسطيني النموذجي انتهى كما أراد. ولم يصل إلى ما أراد أن يصل إليه، إلا لأنه كان إنساناً حقيقياً، قبل أن يكون فلسطينياً يحفظ، عن ظهر قلب، مفردات الشرف والكرم والعدالة، ويحوّل المفردات كلها إلى مقاومة وطنية، تبدأ بفلسطين، وتنتهي إلى أحلام أخرى". فيصل دراج

    - "كان أبو علي مصطفى رمزاً من رموز الثورة الخالدة، وكان مثالاً وقدوة في الإخلاص والتضحية والتفاني والإقدام والشجاعة، وكان ومازال يمثل بمسيرته الكفاحية واستشهاده شعلة للفجر القادم، فجر الحرية والاستقلال". يحيى يخلف
    - "يقينا أن الرجل الذي انهمك في العمل العام، سريّة وعلنية، مذ كان فتى، قد بقي في مركز الخطر منذ البداية. ويقينا أيضا، أن الخطر على حياة الرجل قد اشتد، منذ عودته الأخيرة إلى أرض الوطن في العام 1999، ثم اشتد أكثر مع اشتعال الانتفاضة وانهماكه في نشاطاتها. الرجل المشهور بمثابرته على العمل، منذ الصباح الباكر حتى آخر المساء، لا يجهل الخطر الذي يكتنفه، هو شخصيا، كما يكتنف سواه. لكن هذا الإنسان المتمرس بمواجهة الخطر، لم يبلغ وقتها حد الاعتقاد، بأن أوان اغتياله قد حان". فيصل حوراني

    - "أصغيت إلى أبو علي مصطفى، بعد الهجوم الإسرائيلي على جنين، يدلي بحديث إلى الـ«بي.بي.سي» العربية ويقول فيه، بصلابته المعهودة، أن إسرائيل ستدفع الثمن غالياً بالدماء إذا حاولت العودة إلى الاحتلال وان جنودها ودباباتها سيواجهون بالرصاص. أمس، ظهراً، سمعت على الـ«بي.بي.سي» نعيه في رام الله. وأمس تذكرت ذلك السؤال الساذج، البالغ السذاجة، الذي خطر لي عندما عاد أبو علي مصطفى إلى رام الله: ماذا ذهب الزعيم الجديد للجبهة الشعبية يفعل هناك؟ لقد ذهب يناضل هناك. وذهب يستشهد هناك". سمير عطا الله

    - "عاد «أبو علي» مصطفى إلى التراب الذي يحب. بهجة القاتل لن تدوم طويلا. غداً، يعشب قبره وتتطاول قطرات دمه شجرا عنيدا سامقا، يرد الظلم عن القرى والنوافذ والأطفال حكاية كحكاية خليل الوزير ووديع حداد، حكاية رجال يتقدمون الصفوف حتى الاحتراق. حكاية رجال يهزمون قبورهم". غسان شربل



    موضوع عن قصص الجواسيس العرب واحدات مهمة ارجو المتابعة
    22:2

  • #2
    رحم الله الشهيد الرفيق ابو علي مصطفى قمر الشهداء واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن الائك رفيقا
    [gdwl]
    الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
    [/gdwl]

    ابو سالم

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك


      رحم الله شهدائنا جميعا

      تعليق

      يعمل...
      X