في التاسع عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام 2000، استشهد العميد عبد المعطي حسين السبعاوي (57عاماً)، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ومساعد مدير الشرطة الفلسطينية للعمليات والتخطيط والتنظيم في 19 ديسمبر 2000 استشهد العميد عبد المعطي حسين السبعاوي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومساعد مدير الشرطة الفلسطينية للعمليات والتخطيط والتنظيم، ، بعد إصابته بشظايا قذيفة صاروخية أثناء محاولة إبطال مفعولها في منطقة السودانية، على شاطئ البحر شمالي معسكر الشاطئ. وطبقاً لبيان صدر عن مدير الشرطة الفلسطينية، كان الشهيد "يحاول إبطال مفعول قذيفة مدفع إسرائيلية تم إحضارها إلى وحدة الهندسة في الشرطة من المناطق التي تم قصفها الأسبوع الماضي من قبل القوات الإسرائيلية في منطقة دير البلح، حيث انفجرت القذيفة وتناثرت شظاياها لتصيب جميع أنحاء جسده الطاهر في منطقة العنق والصدر والحوض والقدمين. هذه كانت اخر لحظات لرجل ندر معرفة الفلسطينين بولائه لقضيته وعمله من اجل خدمتها فقد كانت ثقته بشعبه عالية واعتزازه بفلسطينيته مطلقة.
وهو من اوائل من ساهموا، بعيد عن الاضواء، في صناعة تاريخ ثورة شعبه من اجل الحرية والاستقلال.. أحب ارض بلاده وكره البقاء خارجها، لكن الاقدار فرضت عليه ثلث قرن من الهجرة وتنقل بين الاردن وسوريا ولبنان وتونس.
وتحمّل قهر الحنين للوطن بصبر الواثق من العودة.. وظل راسخ الايمان بان "الارض لا تفلحها الا عجولها"، وكان مقداما لدرجة التهور في حرثها وزرعها.
في بداية التحاقه بقوات العاصفة كان ابنا نجيبا؛ امتاز بحب العمل وقلة الكلام وحسن الاستماع لاخوانه ولكل الناس. وكان رائدا في رواد الوحدة الوطنية بامتياز، يحب العمل المنظم ويكره الفوضى وكان دائما في صف الضعفاء والمظلومين، وظل وفيا لرفقة السلاح.
في جنوب الاردن واغواره واحراش جرش وعجلون ناضل الكادر المتقدم عبد المعطي بتفان واخلاص وحام الموت حوله وهو فتى في عز صباه وقابله بشجاعة وانتصر عليه.
لم يعرف المناضل عبد المعطي اليأس في حياته، وظل يؤمن بان الثورة ستبقى حية طالما هناك قهر للفلسطينيين..وظل يحرص على استخلاص دروس التجربة اولا باول… وبعد انحسار غبار حرب اكتوبر عبر المقدم عبد المعطي جبل الشيخ الى لبنان مشيا على الاقدام حاملا على ظهره عدة الشغل الثوري. وهناك بنى علاقة مبدئية كفاحية مع الحركة الوطنية اللبنانية، وناضل بقوة من اجل احترام قرارها.
ونسج علاقات خاصة مع قادة الحركة الوطنية والاسلامية اللبنانية. ولم يبخل في دعم رواد تأسيس حزب الله، وبنى علاقة وثيقة مع مرشده الروحي الشيخ فضل الله وأمينه العام الاول الشهيد الشيخ عباس الموسوي.
مطلع عام ١٩٨٢ أدرك المقدم عبد المعطي بحسه الوطني العالي ان المواجهة الشاملة مع الجيش الاسرائيلي قادمة لا محالة.. وعندما وقعت الواقعة استبسل في الدفاع عن شعبه. وشاهد الموت فاجرا يخطف دون تمييز ارواح الشباب والاطفال والشيوخ والنساء. ورغم صلابته، بكى شهداء صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة والداعوق بكاء مرا. والشيء ذاته حصل يوم فجيعة استشهاد قائده ومعلمه ابو جهاد، واستشهاد ابو اياد وابو الهول وابو محمد العمري. وأقسم لو ان الموت رجل لخنقه بيديه.
ونذ ذلك التاريخ لم يكترث بالموت وتعامل معه بلا مبالاة. وقال "عار علينا الصمت امام استباحة دم قادتنا واطفالنا ونسائنا.. ويجب ان لا نغفر او ننسى فالذاكرة الحية تصون الحقوق وتعبأ الاجيال". واذا كان تاريخ العرب سجل في ملفاته بطولات الفلسطينيين والوطنيين اللبنانيين لفي مقاومة غزو اسرائيل للبنان فالعقيد الركن ابو ياسر احد روادها.
لم يتهاون ابو ياسر يوما في الدفاع ببسالة عن القرار الوطني المستقل.
وعندما شنت قيادة حركة امل حروبها القذرة ضد المخيمات اعتمد مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع، وقاد مع رفاقه في السلاح التمدد الفلسطيني الى مغدوشة والقرية وجنسنايا شرق عين الحلوة والمية ومية، واجبروا المعتدين ومن ساندهم فك الحصارعن المخيمات.. واذا كان الخبراء والبحاثة العسكريين والاجتماعيين اعتبروا صمود المخيمات في الحصار حدثا كبيرا، فابحاثهم تبقى ناقصة ان لم تؤكد دوره ودور آمنة وعلى ابو طوق ولطفي عيسى ويوسف في صنعه.
ومع انطلاقة الانتفاضة السابقة في الضفة والقطاع انتفض الثائر عبد المعطي وثار ثورة جديدة. ورآى في الانتفاضة اشراقة نور التحرير والعودة الاستقلال. حاول التسلل من جنوب لبنان ليكون مع المنتفضين لكنه اصطدم بعوائق عربية كثيرة. واقتنع ان اهل الانتفاضة ادرى بشجونها ودروبها، وانطلق من عين الحلوة في حركة دائمة لدعمها دون كلل او ملل.
بعد حرب الخليج وتحول الجيوش العربية للخلف ايد العقيد المعطي عملية السلام، واعتبرها نافذه جديدة تفتح على العودة والاستقلال. ولم ينتظر ظهور الخيط الابيض من الاسود واسرع في العودة الى حبيبته غزة. ورست سفينته في ميناء السلطة الوطنية وانخرط فورا في سلك الشرطة وظل يدافع ببسالة عن حقوق ناس الضعفاء ولم يبحث عن ملذات الحياة.
وبعد تلاعب القيادة الاسرائيلية بالاتفاقات، قال "عدنا للوطن ونحن مقتنعين بصنع السلام الشامل فوجدنا مجتمعا اسرائيليا غير ناضج لسلام عادل، وقيادة عنجهية لا ترى ما هو ابعد من انفها، تحاول شطب تاريخ الشهداء وتحويل السلام الى استسلام.
الاخوة المناضلون الاخوات المناضلات
بعد عودتنا للوطن لم اكن اتوقع ان أرثي صديقا عاش ٥٥ عاما من اجل فلسطين وقهر الموت مرات ومرات. واليوم يفتقده ناس الانتفاضة في كفاحهم من أجل تخليص انتفاضتهم من النواقص والثغرات. وسنحتاجه أكثر في مواجهة شارون عندما يصبح رئيس وزراء.
وسيبقى الوطنيون الفلسطينيون يتذكرون مواقف الشهيد المبدئية الجريئة، يستلهمون منها العزيمة في بناء ما تم تحريره وتحرير ما لم يتحرر وصيانة تاريخ ثورتنا وحماية كرامة الشهداء. ومواجهة المنافقين والمتسلقين ومنعهم سرقة بعضه وتزوير بعضه الآخر.
واذا كانت الحياة تخلد الافكار القيمة فتراث الاخ والرفيق المناضل عبد المعطي السبعاوي ثمين يستحق التدوين. وستبقى ذكراه العطرة حية بيننا ولن تموت.
وأخيرا وليس بيننا أخر لك منا ألف سلام أيها البطل والي جنان عرضها السموات والأرض.
وهو من اوائل من ساهموا، بعيد عن الاضواء، في صناعة تاريخ ثورة شعبه من اجل الحرية والاستقلال.. أحب ارض بلاده وكره البقاء خارجها، لكن الاقدار فرضت عليه ثلث قرن من الهجرة وتنقل بين الاردن وسوريا ولبنان وتونس.
وتحمّل قهر الحنين للوطن بصبر الواثق من العودة.. وظل راسخ الايمان بان "الارض لا تفلحها الا عجولها"، وكان مقداما لدرجة التهور في حرثها وزرعها.
في بداية التحاقه بقوات العاصفة كان ابنا نجيبا؛ امتاز بحب العمل وقلة الكلام وحسن الاستماع لاخوانه ولكل الناس. وكان رائدا في رواد الوحدة الوطنية بامتياز، يحب العمل المنظم ويكره الفوضى وكان دائما في صف الضعفاء والمظلومين، وظل وفيا لرفقة السلاح.
في جنوب الاردن واغواره واحراش جرش وعجلون ناضل الكادر المتقدم عبد المعطي بتفان واخلاص وحام الموت حوله وهو فتى في عز صباه وقابله بشجاعة وانتصر عليه.
لم يعرف المناضل عبد المعطي اليأس في حياته، وظل يؤمن بان الثورة ستبقى حية طالما هناك قهر للفلسطينيين..وظل يحرص على استخلاص دروس التجربة اولا باول… وبعد انحسار غبار حرب اكتوبر عبر المقدم عبد المعطي جبل الشيخ الى لبنان مشيا على الاقدام حاملا على ظهره عدة الشغل الثوري. وهناك بنى علاقة مبدئية كفاحية مع الحركة الوطنية اللبنانية، وناضل بقوة من اجل احترام قرارها.
ونسج علاقات خاصة مع قادة الحركة الوطنية والاسلامية اللبنانية. ولم يبخل في دعم رواد تأسيس حزب الله، وبنى علاقة وثيقة مع مرشده الروحي الشيخ فضل الله وأمينه العام الاول الشهيد الشيخ عباس الموسوي.
مطلع عام ١٩٨٢ أدرك المقدم عبد المعطي بحسه الوطني العالي ان المواجهة الشاملة مع الجيش الاسرائيلي قادمة لا محالة.. وعندما وقعت الواقعة استبسل في الدفاع عن شعبه. وشاهد الموت فاجرا يخطف دون تمييز ارواح الشباب والاطفال والشيوخ والنساء. ورغم صلابته، بكى شهداء صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة والداعوق بكاء مرا. والشيء ذاته حصل يوم فجيعة استشهاد قائده ومعلمه ابو جهاد، واستشهاد ابو اياد وابو الهول وابو محمد العمري. وأقسم لو ان الموت رجل لخنقه بيديه.
ونذ ذلك التاريخ لم يكترث بالموت وتعامل معه بلا مبالاة. وقال "عار علينا الصمت امام استباحة دم قادتنا واطفالنا ونسائنا.. ويجب ان لا نغفر او ننسى فالذاكرة الحية تصون الحقوق وتعبأ الاجيال". واذا كان تاريخ العرب سجل في ملفاته بطولات الفلسطينيين والوطنيين اللبنانيين لفي مقاومة غزو اسرائيل للبنان فالعقيد الركن ابو ياسر احد روادها.
لم يتهاون ابو ياسر يوما في الدفاع ببسالة عن القرار الوطني المستقل.
وعندما شنت قيادة حركة امل حروبها القذرة ضد المخيمات اعتمد مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع، وقاد مع رفاقه في السلاح التمدد الفلسطيني الى مغدوشة والقرية وجنسنايا شرق عين الحلوة والمية ومية، واجبروا المعتدين ومن ساندهم فك الحصارعن المخيمات.. واذا كان الخبراء والبحاثة العسكريين والاجتماعيين اعتبروا صمود المخيمات في الحصار حدثا كبيرا، فابحاثهم تبقى ناقصة ان لم تؤكد دوره ودور آمنة وعلى ابو طوق ولطفي عيسى ويوسف في صنعه.
ومع انطلاقة الانتفاضة السابقة في الضفة والقطاع انتفض الثائر عبد المعطي وثار ثورة جديدة. ورآى في الانتفاضة اشراقة نور التحرير والعودة الاستقلال. حاول التسلل من جنوب لبنان ليكون مع المنتفضين لكنه اصطدم بعوائق عربية كثيرة. واقتنع ان اهل الانتفاضة ادرى بشجونها ودروبها، وانطلق من عين الحلوة في حركة دائمة لدعمها دون كلل او ملل.
بعد حرب الخليج وتحول الجيوش العربية للخلف ايد العقيد المعطي عملية السلام، واعتبرها نافذه جديدة تفتح على العودة والاستقلال. ولم ينتظر ظهور الخيط الابيض من الاسود واسرع في العودة الى حبيبته غزة. ورست سفينته في ميناء السلطة الوطنية وانخرط فورا في سلك الشرطة وظل يدافع ببسالة عن حقوق ناس الضعفاء ولم يبحث عن ملذات الحياة.
وبعد تلاعب القيادة الاسرائيلية بالاتفاقات، قال "عدنا للوطن ونحن مقتنعين بصنع السلام الشامل فوجدنا مجتمعا اسرائيليا غير ناضج لسلام عادل، وقيادة عنجهية لا ترى ما هو ابعد من انفها، تحاول شطب تاريخ الشهداء وتحويل السلام الى استسلام.
الاخوة المناضلون الاخوات المناضلات
بعد عودتنا للوطن لم اكن اتوقع ان أرثي صديقا عاش ٥٥ عاما من اجل فلسطين وقهر الموت مرات ومرات. واليوم يفتقده ناس الانتفاضة في كفاحهم من أجل تخليص انتفاضتهم من النواقص والثغرات. وسنحتاجه أكثر في مواجهة شارون عندما يصبح رئيس وزراء.
وسيبقى الوطنيون الفلسطينيون يتذكرون مواقف الشهيد المبدئية الجريئة، يستلهمون منها العزيمة في بناء ما تم تحريره وتحرير ما لم يتحرر وصيانة تاريخ ثورتنا وحماية كرامة الشهداء. ومواجهة المنافقين والمتسلقين ومنعهم سرقة بعضه وتزوير بعضه الآخر.
واذا كانت الحياة تخلد الافكار القيمة فتراث الاخ والرفيق المناضل عبد المعطي السبعاوي ثمين يستحق التدوين. وستبقى ذكراه العطرة حية بيننا ولن تموت.
وأخيرا وليس بيننا أخر لك منا ألف سلام أيها البطل والي جنان عرضها السموات والأرض.
تعليق