"عندما أمشي بجنبك أشعر أن معي بالدوزر..لا أخشى أحدا من البشر..".
هذه العبارة خرجت من فم الدكتور المعلم فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، موجها إياها إلى الشهيد القائد محمود عرفات الخواجا "أبو عرفات"، لينصف بها هذا الرجل العنيد، الذي لم تلد مثله النساء في هذا الزمان..
لم يبق أحد على وجه البسيطة إلا وسمع عن الشهيد محمود الخواجا، مؤسس القوى الإسلامية المجاهدة "قسم"، إلا أن الكثيرين لا زالوا يجهلون الكثير عن حياة هذا الضرغام ومشواره الجهادي، بل ولا يعرفون حتى إلا الجزء البسيط عن العمليات البطولية لهذا الصنديد ومجموعاته التي لا زالت تحمل همه من خلال تلامذته القابضين على الزناد الماضين على ذات الدرب لا يبدلون ولا يغيَرون.
كان حلم الشهيد أبا عرفات أن يجمع كل قوى المقاومة الإسلامية تحت مظلة "قسم"، التي لم تعن فقط ضم أبناء الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي كان لواء ضمن هذه القوى يعمل تحت مسمى "لواء أسد الله الغالب" في غزة، ولواء "عشاق الشهادة" في الضفة الغربية.
لعل المعاناة التي لاقاها والد الشهيد محمود الخواجا واستشهاد اثنين من أعمامه على يد قوات الاحتلال، أبرز ما أثر في شخصيته التي عرفت بالمتانة والعناد، فولَد ذلك لديه حب الانتقام والقصاص والإمعان في قتل اليهود.
بدأ الشهيد الخواجا مشواره مع الالتزام في المساجد عندما كان في الصف الأول الإعدادي، بعد أن رأى في منامه رؤية قلبت حياته رأسا على عقب، فصار خير مثل لخير رجل، لا يقطع فريضة، يجوع نهاره ويقوم ليله أملا في إرضاء ربه، يقوم باكرا ليوقظ إخوانه لصلاة الفجر.
شخصية هذا الرجل نمت مع نموه وترعرعه، فكان يهابه الكبار ويوقره الصغار، فكان له الفضل في تطهير مخيم الشاطئ من الفساد والمفسدين في الثمانينات.
لقد ترك محمود خلفه جيلا من القادة العظام في المقاومة، وتلامذة مثله تماما، لا يسهل ثني عزيمتهم، شامخين شموخ الجبال، لا يضرهم من خالفهم ولا من عاداهم.
تحمل أبا عرفات مسئولية لا يتحملها أعتى الرجال وهو في الصف الخامس الابتدائي، وكان والده ينظر إليه على أنه أكثر أبناءه جلادة وصلابة، فيوكل إليه المهام الثقال.
الشهيد محمود يشهد له مخيم الشاطئ للاجئين، كما تشهد له جميع أزقة مخيمات ومدن قطاع غزة، فقد منع الرذيلة، ونشر القيم الصالحة، وكان من أهم العادات السيئة التي منعها ما يسمى بيوم شم النسيم، وقهر متعاطي ومروجي المخدرات والسموم، والذين كان يخشاهم الجميع في ذلك الوقت.
في العام 1980 كان الشهيد محمود الخواجا أول من انتمى لحركة الجهاد الإسلامي، لأنه وجد أن فكرها سيلبي رغباته، فكان اليد اليمنى للدكتور الشهيد فتحي الشقاقي، وعمل معه في المجال العسكري في وقت قل فيه الرجال المخلصون الأشداء الذين يقوون على حمل السلاح ونقله واستخدامه.
يذكر أبو إبراهيم، شقيق الشهيد محمود، أن أبا عرفات قام ذات يوم بضرب ثلاثة من جنود حرس الحدود الإسرائيلي، عندما اعترضوه أثناء نقل عمال إلى داخل إسرائيل، وفي حينها كانت الرجال كلها تخشى حرس الحدود.
وعلى صعيد أخلاقه، يروي أبو إبراهيم أن محمود كان مخلصا حتى على مستواه الشخصي، فكان إذا نظر في المرآة ووجد شعره جميلا يقصه فورا، وكان يصوم في أشد أيام الحر، ويقوم الجزء الأكبر من الليل.
لقد كان بحق نصيرا للضعفاء والمقهورين، يخلص حقوقهم من الظالمين المتجبرين، لا يهمه عائلة تتباهى بكثرة عدتها وعتادها، فكانت يده تسبق لسانه ضاربة الباطل، منصفة المظلومين.
لربما كان أكبر حلم يحلم به الشهيد أبا عرفات قتل اثنين يهود، لكن كرامات الله التي منحها لهذا البطل أهلته لينال شرف الإمعان في المحتل وقتل العشرات من الإسرائيليين، بعد أن أسس "قسم" التي لا زالت حية في قلوب ثلة من المخلصين.
لقد قاد محمود عمليات قسم الأولى من السجن، آخذا كافة الاحتياطات الأمنية، فضرب به المثل في الأمن، ولن ننصفه في هذا المجال حتى لو كتبنا المجلدات والدواوين.
وإلى جانب الأمن، امتاز الشهيد الخواجا بالأمانة والحرص على مقتنيات الجهاز العسكري، يسأل عن كل صغيرة وكبيرة أين تم استخدامها، فكان يحاسب أفراد المجموعات على الرصاصة الواحدة، ولا يرضى الخطأ في التنفيذ، يعلم أبناءه على التفاني والإخلاص.
بعد أن أنهى دراسة الثانوية العامة، رفض أبا عرفات الخروج لألمانيا ليدرس الطب، وقال لليهود عبارة عميقة المعنى "سأظل في غزة مثل الشوكة في حلوقكم".
بعض عملياته الجهادية..
الجميع سمع عن عملية بيت ليد الشهيرة..لكن لم يعرفوا إلا اليسير عن العمليات البطولية التي نفذتها المجموعات التي شكلها الشهيد القائد محمود الخواجا..
لقد حرص أبا عرفات على سرية العمل، فلم يعرف أحد من هو الشخص الذي يقود العمليات العسكرية، حتى الدكتور فتحي الشقاقي ما علم بهذا الأمر إلا بعد وقت طويل.
ومن شدة حرصه، لم يكن الشهيد الخواجا يعتمد على الأشخاص المطلوبين والشخصيات المعروفة، بل كان ينتقي منفذي العمليات بدقة متناهية، وبعقلية العسكري الذي يفتقد في هذا الزمان.
ومن بين العمليلات التي نسبت للواء أسد الله الغالب، ومجموعات الجهاد الإسلامي التي عملت ضمن القوى الإسلامية المجاهدة "قسم"، والتي نفذت ما بين الأعوام 1992 و1995:-
1- خطف باص تابع لوكالة الغوث بواسطة الشهيد أنور عزيز ودهس مدير الجمارك الإسرائيلي قرب ميناء غزة وقتله.
2-إطلاق نار داخل مقهى لليهود في منطقة دمرة القريبة من معبر إيرز "بيت حانون" بواسطة الشهيد معين البرعي وقتل وإصابة عدد كبير من الإسرائيليين.
3-إلقاء قنابل داخل باص إسرائيلي في منطقة اسدود يوم توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، حيث تمكن الشهيد علاء الدين الكحلوت من قتل إسرائيلي وإصابة عدد آخر بجراح.
4-عملية "فك الحصار"/ وهي أول عملية للمجموعة السرية الضاربة نفذت عام 1993، واستهدفت ضباطا في الجيش الإسرائيلي كانوا يخرجون من منطقة ميناء غزة بثلاثة جيبات من نوع جي أم سي.
وقد نفذت العملية في منطقة الرمال قرب محلات كاظم، حيث تم إطلاق نار مكثف تجاه الجيبات الثلاثة، ففر الجيب الأول، وتراجع الثالث، فيما استفردت المجموعة المجاهدة بالجيب الثاني الذي قتل كل من كان بداخله.
وقد سميت هذه العملية باسم فك الحصار لأن مجموعات لواء الجهاد الإسلامي في قسم كانت تتابع أهدافا لها لعدة أيام، وعند التنفيذ لا يوفقوا، فيما أن هذه العملية تم رصدها وتنفيذها خلال 24 ساعة فقط.
5-محاولة قتل جندي إسرائيلي قرب ميناء غزة بواسطة الشهيد علي العيماوي، إلا أن العملية لم تنجح بسبب تجمهر الفلسطينيين حول جنود الاحتلال.
6- بتاريخ 17-4-1994، نفذ الشهيد علي العيماوي عمليته الاستشهادية في مدينة اسدود، حيث أطلق النار من سلاح "عوزة" تجاه إسرائيليين قرب محطة أتوبيسات، فقتل مدير أمن المستوطنات، وجنديان ومجندة، وأصاب عددا كبيرا بجراح. وقد ظهرت كرامات الشهيد علي العيماوي بعد هذه العملية وتحدث عنها الإسرائيليون قبل الفلسطينيين.
7-عملية البرازيل في رفح عام 1994، والتي استهدفت جيبا لجنود الاحتلال وقتل فيها كل من كان داخل الجيب.
8-عملية يبنا عام 1994 في رفح، وقتل فيها عدد من الجنود الإسرائيليين.
9-عملية موراج "1"، والتي استهدفت جنودا في مستوطنة موراج، واستخدم فيها المجاهدون شاحنة تم خطفها، وصنعوا موقعا لإطلاق النار فوق الشاحنة بسبب ارتفاع الهدف عن سطح الارض، إلا أن العملية لم تنجح بسبب خلل فني في الأسلحة الرشاشة.
10-عملية موراج "2"، والتي نفذت على الشارع العام داخل مستوطنة موراج، وقتل فيها إسرائيليان بينهما دكتور روسي الأصل.
11-عملية كفار داروم، حيث تم اقتحام مستوطنة كفار داروم من الجهة الشمالية، وقتل جندي إسرائيلي بواسطة الشهيدين عمار الأعرج وأيمن الرزاينة.
12-عملية تل السلطان برفح، والتي استهدفت جيبا عسكريا قتل كل من كان بداخله.
13-عمليات إطلاق نار ناجحة في خان يونس، لم يتم الإعلان عنها في حينها.
14-عملية نتساريم الاستشهادية، والتي نفذها الاستشهادي هشام حمد عام 1994 بواسطة دراجة مفخخة جهزها الشهيد محمود الزطمة، وقتل في العملية سبعة من ضباط النخبة في الجيش الإسرائيلي، وأصيب عدد آخر بجراح. وقد نفذت العملية انتقاما لاستشهاد القائد هاني عابد.
15-عملية بيت ليد الشهيرة، والتي نفذها الاستشهاديان أنور سكر وصلاح شاكر، وقتل فيها عشرات الإسرائيليين.
16-عملية كفار داروم الاستشهادية، ونفذها الشهيد خالد الخطيب بداية عام 1995، حيث استهدفت باصا لجنود الاحتلال بين مستوطنتي كفار داروم وغوش قطيف، واستخدم فيها الاستشهادي سيارة مفخخة محملة بالخضار. وقتل في هذه العملية تسعة جنود وأصيب عدد كبير بجراح.
17-اشتباك كع جنود موقع كسوفيم لمدة تزيد عن 15 دقيقة، قتل خلال ستة جنود إسرائيليين.
18-قتل آلن سيدرك، حارس رئيس حكومة الاحتلال في حينها يتسحاق رابين،وذلك بداية العام 1993.
19-عشرات العمليات الفدائية تم تنفيذها ولم يعلن عنها، وآثر أصحابها أن تكون طي الكتمان إلى يومنا هذا.
وبرغم هذا الكم الهائل من العمليات التي نفذتها مجموعات الشهيد محمود الخواجا، فإن أحدا من المنفذين لم يصب بطلق من الجيش الإسرائيلي خلال التنفيذ، ولم يستشهد إلا من أولكت له عملية استشهادية. فقد كان مفتاح نجاح هذه الثلة المؤمنة دعاءهم الشهير "بسم الله وبالله، والصلاة والسلام على رسول الله وآل رسول الله، اللهم احفظنا بحفظ الإيمان من بين أيدينا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا ومن فوقنا ومن تحتنا ومن قبلنا ومن بعدنا، وادفع عنا بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك".
كمان أن الإخلاص في البيعة لله وللشهداء قبل بدء العمل أو التنظيم في صفوف قسم كان له دور في نجاح عمليات هذا الجهاز.
بعد استشهاد القائد محمود الخواجا في حادثة الاغتيال المعروفة، انتقم له تلامذته بعملية ديزنقوف الشهيرة، والتي نفذها الشهيد رامز عبيد وقتل خلالها 27 إسرائيليا وأصيب 270 آخرون بجراح.
فنم قرير العين يا أيها الرجل المقدام، تلامذتك لا يزالون على العهد...
هذه العبارة خرجت من فم الدكتور المعلم فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، موجها إياها إلى الشهيد القائد محمود عرفات الخواجا "أبو عرفات"، لينصف بها هذا الرجل العنيد، الذي لم تلد مثله النساء في هذا الزمان..
لم يبق أحد على وجه البسيطة إلا وسمع عن الشهيد محمود الخواجا، مؤسس القوى الإسلامية المجاهدة "قسم"، إلا أن الكثيرين لا زالوا يجهلون الكثير عن حياة هذا الضرغام ومشواره الجهادي، بل ولا يعرفون حتى إلا الجزء البسيط عن العمليات البطولية لهذا الصنديد ومجموعاته التي لا زالت تحمل همه من خلال تلامذته القابضين على الزناد الماضين على ذات الدرب لا يبدلون ولا يغيَرون.
كان حلم الشهيد أبا عرفات أن يجمع كل قوى المقاومة الإسلامية تحت مظلة "قسم"، التي لم تعن فقط ضم أبناء الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي كان لواء ضمن هذه القوى يعمل تحت مسمى "لواء أسد الله الغالب" في غزة، ولواء "عشاق الشهادة" في الضفة الغربية.
لعل المعاناة التي لاقاها والد الشهيد محمود الخواجا واستشهاد اثنين من أعمامه على يد قوات الاحتلال، أبرز ما أثر في شخصيته التي عرفت بالمتانة والعناد، فولَد ذلك لديه حب الانتقام والقصاص والإمعان في قتل اليهود.
بدأ الشهيد الخواجا مشواره مع الالتزام في المساجد عندما كان في الصف الأول الإعدادي، بعد أن رأى في منامه رؤية قلبت حياته رأسا على عقب، فصار خير مثل لخير رجل، لا يقطع فريضة، يجوع نهاره ويقوم ليله أملا في إرضاء ربه، يقوم باكرا ليوقظ إخوانه لصلاة الفجر.
شخصية هذا الرجل نمت مع نموه وترعرعه، فكان يهابه الكبار ويوقره الصغار، فكان له الفضل في تطهير مخيم الشاطئ من الفساد والمفسدين في الثمانينات.
لقد ترك محمود خلفه جيلا من القادة العظام في المقاومة، وتلامذة مثله تماما، لا يسهل ثني عزيمتهم، شامخين شموخ الجبال، لا يضرهم من خالفهم ولا من عاداهم.
تحمل أبا عرفات مسئولية لا يتحملها أعتى الرجال وهو في الصف الخامس الابتدائي، وكان والده ينظر إليه على أنه أكثر أبناءه جلادة وصلابة، فيوكل إليه المهام الثقال.
الشهيد محمود يشهد له مخيم الشاطئ للاجئين، كما تشهد له جميع أزقة مخيمات ومدن قطاع غزة، فقد منع الرذيلة، ونشر القيم الصالحة، وكان من أهم العادات السيئة التي منعها ما يسمى بيوم شم النسيم، وقهر متعاطي ومروجي المخدرات والسموم، والذين كان يخشاهم الجميع في ذلك الوقت.
في العام 1980 كان الشهيد محمود الخواجا أول من انتمى لحركة الجهاد الإسلامي، لأنه وجد أن فكرها سيلبي رغباته، فكان اليد اليمنى للدكتور الشهيد فتحي الشقاقي، وعمل معه في المجال العسكري في وقت قل فيه الرجال المخلصون الأشداء الذين يقوون على حمل السلاح ونقله واستخدامه.
يذكر أبو إبراهيم، شقيق الشهيد محمود، أن أبا عرفات قام ذات يوم بضرب ثلاثة من جنود حرس الحدود الإسرائيلي، عندما اعترضوه أثناء نقل عمال إلى داخل إسرائيل، وفي حينها كانت الرجال كلها تخشى حرس الحدود.
وعلى صعيد أخلاقه، يروي أبو إبراهيم أن محمود كان مخلصا حتى على مستواه الشخصي، فكان إذا نظر في المرآة ووجد شعره جميلا يقصه فورا، وكان يصوم في أشد أيام الحر، ويقوم الجزء الأكبر من الليل.
لقد كان بحق نصيرا للضعفاء والمقهورين، يخلص حقوقهم من الظالمين المتجبرين، لا يهمه عائلة تتباهى بكثرة عدتها وعتادها، فكانت يده تسبق لسانه ضاربة الباطل، منصفة المظلومين.
لربما كان أكبر حلم يحلم به الشهيد أبا عرفات قتل اثنين يهود، لكن كرامات الله التي منحها لهذا البطل أهلته لينال شرف الإمعان في المحتل وقتل العشرات من الإسرائيليين، بعد أن أسس "قسم" التي لا زالت حية في قلوب ثلة من المخلصين.
لقد قاد محمود عمليات قسم الأولى من السجن، آخذا كافة الاحتياطات الأمنية، فضرب به المثل في الأمن، ولن ننصفه في هذا المجال حتى لو كتبنا المجلدات والدواوين.
وإلى جانب الأمن، امتاز الشهيد الخواجا بالأمانة والحرص على مقتنيات الجهاز العسكري، يسأل عن كل صغيرة وكبيرة أين تم استخدامها، فكان يحاسب أفراد المجموعات على الرصاصة الواحدة، ولا يرضى الخطأ في التنفيذ، يعلم أبناءه على التفاني والإخلاص.
بعد أن أنهى دراسة الثانوية العامة، رفض أبا عرفات الخروج لألمانيا ليدرس الطب، وقال لليهود عبارة عميقة المعنى "سأظل في غزة مثل الشوكة في حلوقكم".
بعض عملياته الجهادية..
الجميع سمع عن عملية بيت ليد الشهيرة..لكن لم يعرفوا إلا اليسير عن العمليات البطولية التي نفذتها المجموعات التي شكلها الشهيد القائد محمود الخواجا..
لقد حرص أبا عرفات على سرية العمل، فلم يعرف أحد من هو الشخص الذي يقود العمليات العسكرية، حتى الدكتور فتحي الشقاقي ما علم بهذا الأمر إلا بعد وقت طويل.
ومن شدة حرصه، لم يكن الشهيد الخواجا يعتمد على الأشخاص المطلوبين والشخصيات المعروفة، بل كان ينتقي منفذي العمليات بدقة متناهية، وبعقلية العسكري الذي يفتقد في هذا الزمان.
ومن بين العمليلات التي نسبت للواء أسد الله الغالب، ومجموعات الجهاد الإسلامي التي عملت ضمن القوى الإسلامية المجاهدة "قسم"، والتي نفذت ما بين الأعوام 1992 و1995:-
1- خطف باص تابع لوكالة الغوث بواسطة الشهيد أنور عزيز ودهس مدير الجمارك الإسرائيلي قرب ميناء غزة وقتله.
2-إطلاق نار داخل مقهى لليهود في منطقة دمرة القريبة من معبر إيرز "بيت حانون" بواسطة الشهيد معين البرعي وقتل وإصابة عدد كبير من الإسرائيليين.
3-إلقاء قنابل داخل باص إسرائيلي في منطقة اسدود يوم توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، حيث تمكن الشهيد علاء الدين الكحلوت من قتل إسرائيلي وإصابة عدد آخر بجراح.
4-عملية "فك الحصار"/ وهي أول عملية للمجموعة السرية الضاربة نفذت عام 1993، واستهدفت ضباطا في الجيش الإسرائيلي كانوا يخرجون من منطقة ميناء غزة بثلاثة جيبات من نوع جي أم سي.
وقد نفذت العملية في منطقة الرمال قرب محلات كاظم، حيث تم إطلاق نار مكثف تجاه الجيبات الثلاثة، ففر الجيب الأول، وتراجع الثالث، فيما استفردت المجموعة المجاهدة بالجيب الثاني الذي قتل كل من كان بداخله.
وقد سميت هذه العملية باسم فك الحصار لأن مجموعات لواء الجهاد الإسلامي في قسم كانت تتابع أهدافا لها لعدة أيام، وعند التنفيذ لا يوفقوا، فيما أن هذه العملية تم رصدها وتنفيذها خلال 24 ساعة فقط.
5-محاولة قتل جندي إسرائيلي قرب ميناء غزة بواسطة الشهيد علي العيماوي، إلا أن العملية لم تنجح بسبب تجمهر الفلسطينيين حول جنود الاحتلال.
6- بتاريخ 17-4-1994، نفذ الشهيد علي العيماوي عمليته الاستشهادية في مدينة اسدود، حيث أطلق النار من سلاح "عوزة" تجاه إسرائيليين قرب محطة أتوبيسات، فقتل مدير أمن المستوطنات، وجنديان ومجندة، وأصاب عددا كبيرا بجراح. وقد ظهرت كرامات الشهيد علي العيماوي بعد هذه العملية وتحدث عنها الإسرائيليون قبل الفلسطينيين.
7-عملية البرازيل في رفح عام 1994، والتي استهدفت جيبا لجنود الاحتلال وقتل فيها كل من كان داخل الجيب.
8-عملية يبنا عام 1994 في رفح، وقتل فيها عدد من الجنود الإسرائيليين.
9-عملية موراج "1"، والتي استهدفت جنودا في مستوطنة موراج، واستخدم فيها المجاهدون شاحنة تم خطفها، وصنعوا موقعا لإطلاق النار فوق الشاحنة بسبب ارتفاع الهدف عن سطح الارض، إلا أن العملية لم تنجح بسبب خلل فني في الأسلحة الرشاشة.
10-عملية موراج "2"، والتي نفذت على الشارع العام داخل مستوطنة موراج، وقتل فيها إسرائيليان بينهما دكتور روسي الأصل.
11-عملية كفار داروم، حيث تم اقتحام مستوطنة كفار داروم من الجهة الشمالية، وقتل جندي إسرائيلي بواسطة الشهيدين عمار الأعرج وأيمن الرزاينة.
12-عملية تل السلطان برفح، والتي استهدفت جيبا عسكريا قتل كل من كان بداخله.
13-عمليات إطلاق نار ناجحة في خان يونس، لم يتم الإعلان عنها في حينها.
14-عملية نتساريم الاستشهادية، والتي نفذها الاستشهادي هشام حمد عام 1994 بواسطة دراجة مفخخة جهزها الشهيد محمود الزطمة، وقتل في العملية سبعة من ضباط النخبة في الجيش الإسرائيلي، وأصيب عدد آخر بجراح. وقد نفذت العملية انتقاما لاستشهاد القائد هاني عابد.
15-عملية بيت ليد الشهيرة، والتي نفذها الاستشهاديان أنور سكر وصلاح شاكر، وقتل فيها عشرات الإسرائيليين.
16-عملية كفار داروم الاستشهادية، ونفذها الشهيد خالد الخطيب بداية عام 1995، حيث استهدفت باصا لجنود الاحتلال بين مستوطنتي كفار داروم وغوش قطيف، واستخدم فيها الاستشهادي سيارة مفخخة محملة بالخضار. وقتل في هذه العملية تسعة جنود وأصيب عدد كبير بجراح.
17-اشتباك كع جنود موقع كسوفيم لمدة تزيد عن 15 دقيقة، قتل خلال ستة جنود إسرائيليين.
18-قتل آلن سيدرك، حارس رئيس حكومة الاحتلال في حينها يتسحاق رابين،وذلك بداية العام 1993.
19-عشرات العمليات الفدائية تم تنفيذها ولم يعلن عنها، وآثر أصحابها أن تكون طي الكتمان إلى يومنا هذا.
وبرغم هذا الكم الهائل من العمليات التي نفذتها مجموعات الشهيد محمود الخواجا، فإن أحدا من المنفذين لم يصب بطلق من الجيش الإسرائيلي خلال التنفيذ، ولم يستشهد إلا من أولكت له عملية استشهادية. فقد كان مفتاح نجاح هذه الثلة المؤمنة دعاءهم الشهير "بسم الله وبالله، والصلاة والسلام على رسول الله وآل رسول الله، اللهم احفظنا بحفظ الإيمان من بين أيدينا ومن خلفنا وعن يميننا وعن شمالنا ومن فوقنا ومن تحتنا ومن قبلنا ومن بعدنا، وادفع عنا بحولك وقوتك، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك".
كمان أن الإخلاص في البيعة لله وللشهداء قبل بدء العمل أو التنظيم في صفوف قسم كان له دور في نجاح عمليات هذا الجهاز.
بعد استشهاد القائد محمود الخواجا في حادثة الاغتيال المعروفة، انتقم له تلامذته بعملية ديزنقوف الشهيرة، والتي نفذها الشهيد رامز عبيد وقتل خلالها 27 إسرائيليا وأصيب 270 آخرون بجراح.
فنم قرير العين يا أيها الرجل المقدام، تلامذتك لا يزالون على العهد...
تعليق