إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يوم استشهاد أبومصعب الزرقاوي ! (دراما جهادية )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يوم استشهاد أبومصعب الزرقاوي ! (دراما جهادية )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يوم استشهاد أبومصعب الزرقاوي ! (دراما جهادية )



    إعتاد أحمد الخطيب , الرجل المتدين , ذي الثلاثين خريفا , أن يتابع أخبار المجاهدين باستمرار , عن طريق الفضائيات , والأهم من ذلك عن طريق المنتديات الجهادية ..

    لقد إختار إسم (سيف الإسلام الشامي ) ليكون معرفه في منتدى الإخلاص , المنتدى الجهادي الذي أحبه , واعتاد أن

    يتابع بيانات المجاهدين من خلاله ,

    في 15 فبراير , عام 2006 , استيقظ أحمد مبكرا , وكان اليوم هو الجمعة, والجو بارد ماطر ... لبس أحمد سترته و تلحف بغترته, وذهب ليصلي صلاة الفجر في

    المسجد المجاور لمنزله ,

    في سجوده , لم ينس أحمد أن يدعو الدعاء الذي إعتاد أن يدعو به لأمير تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين , الشيخ أبي مصعب الزرقاوي , فقال :

    اللهم يا رب العالمين , إني أسألك باسمك الأعظم , الذي إن سؤلت به أجبت , أن تحفظ شيخ المجاهدين , أبا مصعب الزرقاوي بحفظك , اللهم

    إنه درع الإسلام , وقلعة الإيمان , اللهم فاحفظه بحفظك , وانصره وأيده وسدد رميه ,و اللهم وكن معه , اللهم نصرك الذي وعدت , اللهم نصرك الذي وعدت ..



    اللهم إن قتل أبو مصعب , فمن لأطفال الفلوجة من بعده , من لنساء الأنبار؟ من لشيوخ نينوى ؟
    عندها , هربت دمعة من جفن أحمد , وأحس أن بكاء حارا , قد احتقن في حنجرته , ولما سمع نداء الإمام :


    الله أكبر ,

    تذكر أحمد أنه يصلي في جماعة صلاة الفجر , فنهض من سجوده وأكمل صلاته ,


    لم يدر أحمد , فقد أحس بخوف غريب قد سكن قلبه , ولكنه استعان بالله , وعاد لمنزله عند وقت الشروق , بعد أن اعتكف في المسجد يذكرالله ويسبحه , ويدعو للمجاهدين ,ولشيخهم

    أبي مصعب الزرقاوي...


    دخل أحمد منزله , فتفاجأ بابنته الصغيرة ذات الثلاث سنوات , ليلى قد استيقظت , وهي بانتظاره منذ حوالي ربع ساعة كما
    أخبرته أمها , فعانقها وقبلها , وقال لها :

    ألم نقرأ معا اليوم سورة الفاتحة ؟

    فأجابت ليلى : لا يا أبي

    فقال لها هيا , وبدأوا يقرؤون معا سورة الفاتحة ,

    أثناء ذلك , شردت عينا أحمد إلى التلفاز , حيث كان معيرا على قناة الجزيرة , وقد أغلق الصوت حتى لايعيق ضجيجه التلاوة ...

    وجد خبرا , صغيرا في خط الأخبار السفلي , أفزعه , وجعله ينفض ابنته ليلى من حضنه ,

    كان الخبر يقول : أنباء عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبي مصعب الزرقاوي في قصف لمنزل كان مجتمعا فيه قرب القائم ,


    ارتعشت أطرافه , و احمر وجهه , ولم يعد يشعر بأحد حوله ... لم يعد قادرا حتى على سماع بكاء ابنته ليلى , التى أجهشت بالبكاء , بعد أن رأت أباها ينفضها من حضنه , لأول

    مرة في حياتها القصيرة ,

    ومازال في صدمته , حتى رأى خطا أحمرا كبيرا , يملأ نصف الشاشة ,كتب فيه :


    عاجل : متحدث باسم القوات الأمريكية يؤكد أن الزرقاوي قد يكون بين قتلى قصف منزل القائم ..

    ركض أحمد إلى جهاز الحاسوب , و دخل بمعرفه ,( سيف الإسلام الشامي ), وأول ما توجت إليه عيناه كان منتدى الأخبار والبيانات ,

    فيقرأ آخر بيان لتنظيم القاعدة :

    تنظيم القاعدة يتبنى إطلاق قذائف هاون على معسكر للصليبيين في تكريت , 14-2- 2006

    فيهدؤ روع أحمد قليلا , ويرتاح لعدم وجود بيان للتنظيم يثبت أو ينفي القصة ,


    توجه بعدها للصفحة الرئيسية , ليجد(قائمة المتواجدون حاليا) قد ملئت بالآلاف من أنصار الجهاد ووصلت إلى عدد قياسي لم يسبق أن حصل من قبل ...توجه إلى منتدى أخبار الثغور

    وأحداث الساعة , ليقرأ عنوانا من أحد أنصار الجهاد وإسمه( المجاهد البغدادي ) يقول فيه :



    أبو مصعب الزرقاوي بخير , وكذب الأمريكان وكذبت قناة الجزيرة ,


    فيشعر أحمد , أو سيف الإسلام الشامي , بارتياح كبير , وكأن جبلا من الكرب قد أزيح عن صدره ,

    فيكتب ردا , سريعا , حتى قبل أن يقرأ الموضوع نفسه أو ردود بقية المشاركين :

    الله أكبر الله أكبر الله أكبر

    جزاك الله خيرا أخي المجاهد البغدادي , صدقت صدقت صدقت , وكذب الامريكان و كذبت قناة الجزيرة ..


    عاد أحمد لقراءة الموضوع , و ردود بقية الأعضاء , على مشاركة المجاهد البغدادي , ليجد أن رده كان رقم 121 ,

    وأن هناك مئة وعشرون رد ا قبله كلها تنص على نفس الفكرة بالفاظ متقاربة :

    كذب الامريكان والجزيرة , وصدق (المجاهد البغدادي ) ,

    كان موضوع البغدادي , بسيطا , بلغة ركيكة , وقد كانت أول جملة فيه تقول :


    أقسم بالله العلي العظيم أن أبا مصعب الزرقاوي لم يقتل , وأنه بخير وسلام , وأن الأمريكان يكذبون لإخفاء هزيمتهم في معركة القائم ,


    لم يكن ذلك البغدادي , مراسلا للمجاهدين , ولم يسبق أن أرسل خبرا واحدا عن الجهاد والمجاهدين في بلاد الرافدين , ولعل معظم مشاركاته التي لم تتجاوز ال 27 , كانت في منتدى

    البيانات , يدعو فيها للمجاهدين ..ويكبر ويهلل ..


    استمر أحمد بمتابعة الأخبار , وعين على منتدى البيانات وعين على قناة الجزيرة , وبينما هو كذلك إذ قرأ موضوعا جديدا , لأحد أنصار الجهاد , يقول فيه :

    هل حقا استشهد أبو مصعب الزرقاوي ؟

    كتبه كاتب نشيط , إعتاد أنصار الجهاد عى مواضيعه الرائعة , إسمه ( ناصر الدين الحجازي) ,
    فدخل أحمد الموضوع , وقرأه بتشكك بالغ , وإذا به منشادة إلى أبي مسيرة العراقي , ليخبرأنصار الجهاد عن حال الشيخ أبي مصعب , واستمر بقراءة الردود المختلفة , والتي كانت

    معظمها من غاضبين.. ساخطين على (طبيعة العنوان )..

    رد أحدهم :

    إتقي الله يا من تسمي نفسك بناصر الدين وما أراك إلا خاذله ,


    وكتب آخر :

    ومنذ متى ونحن نصدق أخبار الجزيرة والأمريكان ,

    ولعل الرد الأكثر حدة , كان من مشارك نشيط أيضا, معروفا بشدة حماسته , وإسمه (الغامدي) , حيث قال :

    أنت يا خاذل الجهاد , ولقد علمنا أنك من المعوقين , وبوقا للصليبيين , هل تعتقد ان أبا ميسرة العراقي قد فتح برنامجا إسمه(ما يطلبه المشاهدون )

    ! نحن لا نصدق أي بيان للأمريكان أو قناة الجزيرة ,
    لم يجرؤ ناصر الدين الحجازي , إلا أن يبدي إعتذاره على الموضوع , ويغير من لهجته , فيقول مستسمحا :

    والله إني من محبي الجهاد , ومن أكثر الناس حبا لأبي مصعب الزرقاوي , ووالله إني لم أصدق الأمريكان أو قناة الجزيرة , ولكن أحببت فقط أن

    يقطع أبو ميسرة العراقي لسان الإعلام الصليبي العربي ..


    لقد كان الجو العام في المنتدى , يكذب الخبر , ويسخر منه و يعتبره بروباغاندا معادية , لكسر عزيمة المجاهدين , و بث روح الخذلان بينهم ,

    ولقد أعجب احمد الخطيب , أو (سيف الإسلام الشامي) , موضوع آخر كتبه أحد أنصار الجهاد , يذكر فيه الناس أن الأمريكان قد إدعوا ثلاث

    مرات من قبل أنهم تمكنوا من قتل أو جرح الزرقاوي , وكلها كانت خرافات صليبية ,وأوهام علقمية , وهذه ليست إلا رابعتها ..

    ذهب أحمد , وصلى صلاة شكر على سلامة الزرقاوي !, بعد ان استعاد قوته , وذهب ليعتذر إلى ليلى , حبيبة قلبه , لما سببه من خوف لها , ليجدها قد غطت في النوم , فقبلها

    قبلتين , و غطاها باللحاف , ودعا الله أن يحفظها ,

    عاد أحمد إلى غرفة التلفاز , ليقرأ خبرا عاجلا جديدا لقائد القوات الامريكية في العراق , يعلن تأكيد خبر مقتل الزرقاوي , وأن مؤتمرا صحفيا

    سيعقدونه في الساعة التاسعة صباحا , وسيظهرون صورا لجثة أبي مصعب الزرقاوي !

    لم يصدق أحمد , أو لم يشأ أن يصدق , ولكن كلمة ( صورا لجثة الزرقاوي ) قد زلزلته , وأخافته خوفا لم يعرف طعمه من قبل , فدخل المنتدى من جديد ,


    ليجد الصمت والهدوء قد سادا فيه, ولم تعد هناك موضوعات جديدة , تؤكد أن الزرقاوي (لم يقتل ),


    لم ينقل أحد من آلاف أنصار الجهاد , خبر المؤتمر الصحفي , ولا قصة الصور , بل سادت حالة جمود وارتقاب بين أنصار الجهاد ,وكأن على رؤوسهم الطير ,فلهجة الامريكان هذه المرة

    ,مختلفة , وكأنهم يعنون ما يقولون ..

    وقبل أن تأتي الساعة التاسعة صباحا , قطعت الجزيرة ,بثها , لتتوجه إلى بغداد , لنقل المؤتمر الصحفي الذي يجريه الامريكان , قبل نصف ساعة من موعده المقرر ,

    خرج زلماي خليل زاده , السفير الأمريكي في العراق , في خيلاء الطاووس , وقد ارتسمت بسمة خبيثة شيطانية على شفتيه

    , وقال :

    لقد تمكنا منه , لقد قتلنا الزرقاوي , وأرسلنا جزءا من حمضه النووي إلى الأردن للتحقق من شخصه ,
    إن ما ترونه امامكم هي صور للزرقاوي (مقتول )..بعد أن قصفت مقاتلات إف 16 مقرا يعتقد أن الزرقاوي كان يعقد إجتماعا فيه مع كبار قادته ...


    ظهرت الصور ونظر أحمد إليها ...

    , شعر أحمد بتجمد الزمان , و توقف الأرض عن الدوران ,

    لقد خيم الصمت ,

    و عم الخشوع ,

    شعر أحمد للحظة , أن الرجل المقتول في الصورة هو أبو مصعب !

    أبو مصعب الزرقاوي ميت !

    تلك الجملة التي لم يكن أحمد يجرؤ على تلفظها , فضلا عن تخيلها , فضلا عن تصديقها ..

    أبو مصعب الزرقاوي , الحبيب , القريب , الفارس المقدام , البطل الهمام ..
    , من كان يحبه أكثر من نفسه , بل وأكثر من ليلى , ابنته الصغيرة ...

    إغرورقت عينا أحمد , بين مد وجزر , وتصديق و تكذيب ..

    إحمر وجهه , وشعر أن كهرباء غريبة تسري في عروقه ,

    كانت لحظات طويلة جدا , وكأنها سرمدية ,


    هل مات أبو مصعب الزرقاوي ؟

    هل رحل ؟

    هل ترجل ؟

    ظلام وصمت ...شقهما دبيب همس , في صدر أحمد , يقول :

    لم يمت أبو مصعب

    لم يمت أبو مصعب ,

    لم يمت الزرقاوي ..

    لقد كان صوت الهمس يرتفع تدريجيا ,

    لم يمت أبو مصعب ,

    لم يمت الزرقاوي ,

    لم يستشهد الزرقاوي ..



    لم يستطع أحمد أن يصمد ,

    لقد كانت عيناه تعرض أمامه شريط بطولات أبي مصعب الزرقاوي :

    وهو ينادي في أمته :


    أين أهل المروءات ,

    إلحق بالقافلة ,

    أينقص الدين وانا حي ,


    لقد تخيل , صورة أبي مصعب الزرقاوي , وهم يحمل رأس نيكولاس بيرغ , بعد أن قطعه ثأرا لما تعرضه له المسلمون في سجن أبي غريب ,

    هل فعلا مات ذلك الأسد ؟

    هل رحل أبومصعب قبل الموعد؟


    لقد كانت بطولات أبي مصعب , تمر في مخيلته وكأنها برقا منيرا ,أو سراجا وهاجا ,يرسل أنواره ليمزق رداء الظلام , الذي رقد على عينيه ..



    تذكر أحمد غضبة أبي مصعب الزرقاوي , للمرأة المسكينة , من المستضعفات من نساء الفلوجة , وهي تصرخ باكية ,



    لقد قبلت قدم الرافضي الحاقد , لكي لا يسلمني للأمريكان ,
    ففعل ,ولم يرحم ضعفها ..

    فيرسل أبو مصعب الزرقاوي 30 مفخخة إلى بغداد ,ويجعل دماء الأمريكان والروافض أنهارا في طرقات عاصمة الرشيد , حتى جعل الإستشهادي ,

    يسير في طرق بغداد , فلايجد هدفا يفجره ..


    لقد بدى جسد أبي مصعب في الصور متعبا , منهكا , ودمه الطاهر يخضب لحيته التي بدت أطول مما كان يظهر في صور الشيخ ..
    لقد تسللت إلى فروة رأسه شعيرات بيضاء , شابت في سبيل الله ...
    لقد كانت عيناه , مغلقتان , وكأنهما في سنة , وراحة , من بعد طول سهر ويقظة ..

    لقد كانت على شفتيه بسمة , مطمئنة , وكأنها تخبر عن سعادة صاحبها ,

    لقد تمزقت ملابس الشيخ , و وملأت الجروح جسده , إلا أن الله سلم وجهه ,

    فبدى منيرا مشرقا , كأن لم يره أحد من قبل ,

    فلقد كان يرقد في تلك الصورة أعظم مجاهد عرفته الأمة في القرون الأخيرة , الشيخ الفارس المغوار أبو مصعب الزرقاوي , كانت تلك صور لأطهر جسد حمل أطهر روح ..



    بدأ أحمد يلهج بكلام متضارب , متناقض , وكأنها هلوسة , ولدتها الصدمة الكبرى ..

    نعم ,

    هذا هو أبو مصعب ,

    هذا هو جسده ,

    هذا الرجل الميت هو أبو مصعب ,

    لا لا ...

    ليس هذا أبا مصعب ,

    هذا شهيد , بلا شك , بل لعله من قادة تنظيم القاعدة , لكنه ليس أبا مصعب ,

    أبو مصعب سينتصر , ويخرج الامريكان من العراق , ويقيم إمارة الإسلام ,

    أبو مصعب لن يموت الآن , فلقد دعوت له اليوم , وإن شاء الله يقبل الله مني دعائي..

    أبومصعب من الذين آمنوا وعملوا الصالحات , وسيستخلفه الله في الأرض ..لا أشك في ذلك ,ولا يشك فيه إلا منافق ..



    بل هو أبو مصعب , هذا الجثمان , يقول أنا أبو مصعب , هذه السنة , هذه البسمة , هذا الوجه الصبوح , يذكرنا بوجه أبي هاجر عبد العزيز بن المقرن ,

    إنه أبو مصعب ,

    فهل مات أبومصعب ؟

    لا لا ..

    حسم هذا الصراع , صرخة عالية ,

    بصوت مجهش بالبكاء ,

    صرخة أفزعت ليلى مرة أخرى ,وجعلتا تبكي مجددا ,

    صرخة عالية :

    لماذا !!!!!!!

    لم يكن يعلم أحمد من يسأل , أو لماذا , أو كيف ,

    لقد كان سؤالا عميقا , يكشف مدى التخبط الذي يعيشه أحمد في تلك اللحظة ,

    فلقد كان يؤمن أن نصر الله لأبي مصعب الزرقاوي , سيكون عاجلا , في الدنيا , حيث سيمكنه الله في الأرض , ويقر عينيه بخلافة راشدة في بلاد الرافدين ,

    لقد كان هذا جزءا من يقين أحمد , الذي ربما ألبسه لباس القدسية , وجعله بمرتبة الإعتقاد ,

    أبومصعب سيهزم الامركان , وسيقيم دولة الخلافة في بلاد الرافدين ,ويسكون هو أمير المؤمنين , ويدعو أسامة بن لادن , ليحضر إلى إمارة الإسلام , معززا مكرما ...

    دخل أحمد إلى منتدى الإخلاص من جديد , في آخر محاولة لنفي الخبروتثبيت يقينه المترنح , فنظر إلى منتدى البيانات , فلم يجد إلا صمتا قاتما , فتوجه إلى منتدى أخبار الثغور ,

    ليجد أن أنصار الجهاد قد وضعوا عشرات المواضيع , بين مصدق ومكذب ,

    وأكثر ما أثار فضول أحمد , هو ما كتبه الكاتب اللامع في شبكة الإخلاص , (محب السنة الكناني ), حيث كتب

    موضوعا طويلا عنوانه :

    الدليل الأصوب , على أن القتيل ليس أبا مصعب !(أدلة على كذب قصة الصور )

    ويستمر (محب السنة الكناني ) في كلامه ويقول :

    ليست صور هذا القتيل إلا من إنتاج هوليوود , حيث رسموا البسمة , و وضعوا موادا مبيضة على وجهه , لتبدو وكأنها كرامة شهيد , ليصدقها المغفلون من أنصار الجهاد ,

    وهذه هي عشرة فروق , بين صور الزرقاوي الحقيقية , و الصور المزعومة :

    أولا : طول اللحية , فلايعقل أن يترك الزرقاوي لحيته لتصل إلى هذا الطول , والمعلوم أنه مطارد , فهذا يدل على

    محاولة الأمريكان , إخفاء الملامح والفروق تحت اللحية ..

    ثانيا : عرض الجبين , والمسافة بين الحاجبين , فالذي يلاحظ الصور , يجد أن .....

    كان أحمد يقرأ الموضوع , وهو غير مقتنع بما يقال, فكلما نظر إلى الصور المنشورة ليقارن , زاد يقينه أنها فعلا , للشيخ المجاهد أبو مصعب الزرقاوي ...

    لم يكن لما كتبه الكناني أي قيمة موضوعية في نظر أحمد ..

    فأرسل أحمد ردا, إقتبسه من المشارك الذي قبله ,

    أرسله وهو غير مقتنع , به , ولكنه فعل ذلك , بفتور , وذهول , وهروب من الواقع , فأرسل مشاركته المقتبسة :

    بارك الله فيك أخي الكناني , فلقد فضحت كذب الأمريكان , وهذا هو أفضل رد على المخذلين ..


    ترك أحمد المنتدى ...

    وقد تخضبت لحيته من دموعه , وإحمرت عيناه من بكائه , وبدا منكسرا حيرانا, مصدوما ,

    كان المؤذن قد أذن لصلاة الجمعة , فاغتسل أحمد وتوجه إلى المسجد , وعقله غارق في قضية استشهاد الزرقاوي ..

    لم يتذكر أحمد شيئا من خطبة الإمام , إلا أول جملة قالها الخطيب :

    يا عباد الله , إن الإسلام اهتم بقضية الزراعة , وجعلها من أهم مصادر الزرق ...وفي الحديث :

    إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ...!!

    عاد أحمد إلى المنزل , واستجمع شجاعته وفتح التلفاز من جديد , ليرى متحدثا باسم الحكومة الأردنية , يؤكد أن أقارب أبي مصعب الزرقاوي قد تعرفوا عليه , وأكدوا أنه هو القتيل ..

    فزاد ذلك من حزن أحمد وعمق كربته ,وبدا بصيص الأمل نحيلا , كخيط رفيع أبيض , في غابة من الظلام ...


    إشتعلت قناة الجزيرة , وإمتلأت بالمحللين و المنظرين , هذا يؤكد أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين قد انتهى , وآخر يقول أنه لم ينته ولكنه فقد قوته ,وآخر يتحدث عن محادثات سلام مع

    الأمريكان ..

    كان هناك أشبه بعرس في قنوات العربية والحرة والفرات...وغيرها من أبواق الصلبان , وبدأ الروافض بتبادل التهاني والتبريكات بمقتل مروعهم الأكبر الزرقاوي ,

    الحكومة الأردنية أعلنت عن تبريكها لجهود الأمريكان لقتلهم أبي مصعب الزرقاوي ..المطلوب الأمني للأردن ..

    وقناة العربية استضافت عروسي تفجيرات عمان , الذين أعربا عن سعادتهما بالخبر و تسليهما بمقتل الزرقاوي ,واضاف العريس شامتا , فرحا :

    اليوم فقط إكتمل فرح زفافي بمقتل قاتل أبي !!

    لم يكن أحمد قادر عى تحمل كل هذا المقدار من الشماتة والرقص على الجراح ...

    لقد كان هناك موجة فرح مفتعلة , يقودها الروافض والعلمانيون و السلوليون ,

    لم يستطع أحمد أن يكمل مشاهدة التلفاز , وعندما هم بإغلاقه , استوقفه كلام المذيع في قناة الجزيرة , حين قال :

    الأن نتوجه بكم إلى البيت الأبيض لنقل المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي جورج بوش ..

    فأراد أحمد أن يسمع ما يقوله قائد الحملات الصليبية , بوش الصغير ....

    ظهر بوش مختالا فخورا , وهو يحاول إخفاء فرحته الطفولية , وقال :

    في الأمس صدام , واليوم الزرقاوي وغدا بن لادن ...إننا ننتصر ..

    فأقفل أحمد التلفاز , وأغلق الحاسوب , و توجه لينام قليلا , بعد أن أصبح يعيش حالة إنهيار كامل ,

    كان أحمد في أمس الحاجة , لتلك السويعات من النوم , ليستجمع فيها قواه الخائرة ,

    لقد تغشاه النعاس كما تغشى صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , بعد غزوة أحد :

    ((إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ))

    فلقد تحطمت أحلام النصر الذي تخيلها أحمد , وتكسرت سلسة الأحداث التي كان ينتظرها , لقد استيقظ أحمد , من حلمه , ليجد واقعا مريرا , يشهد فيه مقتل أبي مصعب الزرقاوي



    بعد ساعات قليلة , استيقظ أحمد في وقت الغروب , ولقد فاتته صلاة العصر ...


    لقد كانت هذه أول صلاة ينام عنها أحمد منذ مدة طويلة , وبعد أن صلى أحمد صلواته المكتوبة في منزله حيث شعر أن جسده قد أمسى عليلا وغير قادر على إيصاله إلى المسجد , ذهب إلى جهاز

    الحاسوب , ودخل إلى منتدى البيانات في شبكة الإخلاص , لعل معجزة تحدث , وينفي تنظيم القاعدة الخبر ...
    لعلها آخر قشة تعلق بها أحمد ...قبل أن يغرق في بحر الهزيمة المعنوية ..
    ولكنه تفاجأ بما ينهي كل آماله ..

    فلقد قرأ عنوان هذا البيان من تنظيم القاعدة :

    ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا , تنظيم القاعدة ينعى الشيخ أبا مصعب الزرقاوي ..

    فانفجر أحمد بالبكاء من جديد , حتى كان يسمع لصدره أنين كأنين المرجل , فلقد نكأ البيان جراحه ,



    فأغلق أحمد جهازالحاسوب , وأغلق التلفاز , وذهب إلى غرفة القراءة , وبدأ يقرأ كتاب الله , فلقد كان بحاجة للتجلد , ونسيان مصابه , و تجديد إيمانه ,

    في اليوم التالي ..

    مسح أحمد جميع القتوات الإخبارية والرافضية من جهازمستقبل الفضائيات , وعاهد نفسه على عدم دخول المنتديات الجهادية مجددا ,

    لقد أحس أحمد بحاجته لأعادة تربية نفسه , وبناء عقيدته ,

    لقد بدأ يكثر من العبادات والقربات , ويهجر الأخبار والمنتديات , بل و الإذاعات والفضائيات , لقد أصبح قليلا ما يزور إخوته في الله , و أصبح طريقه مثلث الأبعاد :

    المنزل , العمل , المسجد ,

    بدأ أحمد يكثر من القراءة في كتب الملاحم والفتن , وخروج المهدي , وظهور السفياني , ونزول عيسى , وفتنة الدجال ,

    بل لقد أصبح عضوا فاعلا في منتدى الفتن والملاحم ,

    أصبح مغرما بقراءة الرؤا و تفاسيرها ,

    كان أكثر ما يتجنبه أحمد هي الأخبار بكل أنواعها واطيافها , فلقد شعرأحمد أنها محزنة للقلب , و مضيعة للوقت ...وفتنة في الدين ...

    لقد تسربت السلبية إلى قلبه ,

    لقد إنكسرت الروح القتالية فيه , وذهبت عزيمته مع موت أبي مصعب ,



    مضى سنة على موت أبي مصعب الزرقاوي , وأحمد في عزلة تامة شعورية , وإجتماعية وسياسية , لا يدري ما يحدث حوله

    من أحداث , فلقد كان يرفض أن يضع الطعام عى الجرائد حتى لا يضطر لقراءة أي خبر عابر ...

    سنة من العزلة الكاملة , جعلت من أحمد متأخرا سنة كاملة عن الأحداث في الأمة الإسلامية ,

    لقد كان 15 فبراير 2006 هو حقا تاريخ وفاة نصير الجهاد أحمد الخطيب ..


    وفي يوم من الأيام , وأحمد يحتسي كوبا من الشاي في وقت الصباح الباكر , وهو يقرأ في كتاب وسوسة هرمجدون لدى بوش ,

    Bush’s Armagaddon obsession

    للكاتب : أورتيز هيل ..

    أراد أحمد أن يرسل رسالة بريدية للكاتب , ليسأله عن أحد مصارده التي أشار إليها في الكتاب , فلقد كان أحمد يتقن الإنجليزية , كونه يعمل معلم لغة إنجليزية في إحدى المدارس الإعدادية

    الخاصة,

    كاد أن ينسى أحمد كلمة السر وكأخطأ في كتابتها مرتين , بالرغم من أنها كانت على إسم أكثر رجل أحبه ,

    Alzerqawi

    تأثر أحمد كثيرا عندما كتبها , وترحم على الشيخ أبي مصعب الزرقاوي , شعر بندم لدخوله بريده , فلقد نكأ عليه أعمق جرح في ذاكرة أحمد ...
    , دخل إلى إيميله ,
    ليجد رسالة , من مجموعة الأنصار الجهادية التي كان من أنشط أعضائها قبل أن يهجرها قبل عام , تقول :

    حمل غزوة الشيخ أبي مصعب الزرقاوي و التي تمكن المجاهدون خلالها من الأستيلاء على السفارة الامريكية في بغداد !

    لم يشأ أحمد أن يصدق الخبر ,

    لقد طلق أخبار الجهاد طلاق بينونة كبرى , ولم يعد يرغب في ان يعيش حزنا جديدا ,



    ذهبت عيناه تقلبان رسائل مجموعة الأنصار , حتى وقعتا على هذا الخبر ..



    حمل إعلان الشيخ القائد أبو عبد الرحمن العراقي-حفظه الله - , عن قيام إمارة العراق الإسلامية في الانبار ونينوى ..

    كانت قبل شهر كامل من اليوم ,

    إنتاب أحمد خوف جديد , لكنه خوف من الفرحة هذه المرة ,

    ذكر الله , وقال الله أكبر الله أكبر الله أكبر ,

    لقد شعر أنه استيقظ من كابوس مقيت , مفزع ,

    دخل إلى منتدى الإخلاص من جديد , ليكون أول دخول لأحمد منذ سنة كاملة , فوجد بريده الخاصة قد امتلأ برسائل إخوته أنصار الجهاد, الثابتين على الطريق , ممن قلقوا على غياب أخيهم

    أحمد ..

    إنطلق إلى منتدى البيانات , ليجد المشرفين قد ثبتوا موضوع إعلان الإمارة ,

    وليجد أخبارا أخرى مثبتة, كلها بشريات , لم يكن يتخيلها أحمد إلا تحت إمارة أبي مصعب , كان منها :

    حمل شريط إعترافات المرتد غازي الياور !

    وآخر :

    حمل شريط تنفيذ حكم الله بعشرة من فلول الأمريكان في الأعظمية !



    بدأت دموع أحمد بالنزول مجددا , بدأ يبكي كالطفل , توجه إلى الأرض وسجد لله سجدة شكر ,

    فتح التلفاز على قناة الجزيرة , وبدأ يقرأ الأخبار في الخط الإخباري السفلي :

    الرئيس بوش يرفض الإستقالة بسبب خسارته للحرب في العراق والكونغرس يفكر بخلعه ..

    إيران تعلن أنها لن تعترف بالإمارة الإسلامية في الأنبارونينوى ..

    جماعة أنصار الإسلام تغتال ثاني رجل في حزب برزاني و تؤكد نيتها الإنضمام للإمارة الإسلامية في الأنبار ونينوى ...

    أمير إمارة الأنبار ونينوى أبو عبد الرحمن العراقي يعلن أن الحرب لن تنتهي قبل فرض السيطرة على بقية أراضي العراق ..

    إستمرار تدفق المتطوعين العرب إلى الأنبار ونينوى ..



    إختلطت دموع أحمد بابتسامته ,

    وتنشقت أنفاسه عبق العزة و الفخار , وردد لسانه هاتفا :

    أشهد أن لا إله إلا الله , محمد رسول الله !

    صدق الله وكذب أحمد , اللهم إغفر لي خطيئتي ,

    علم أحمد أن نصر الله لجنوده ليس مرتبطا بشخص أو أشخاص مهما قدموا من تضحيات في سبيل الله , وأن الزرقاوي وبن لادن والظواهري معرضون للموت أو القتل أو الأسر .. , ولكن

    راية الجهاد لن تموت ,ولن تهزم و لن تسقط ..

    قد يحرم الله بعض قادة الجهاد من رؤية نعمة النصر , كما حرم حمزة بن عبد المطلب و مصعب بن عمير وأنس بن النضر , ولكن وعد الله لعباده الصالحين لن يخلف :

    “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم

    أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون” (النور 55).


    منقول:

    كتبه أخوكم\

    الدكتور الإسلامي
    مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
    كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

  • #2
    ابكيت مقلتي يا اخي

    في رثاء اسد الاسود :

    ماذا نكتب فكل الحروف صماء
    وكل القلوب عمياء
    انتظرنا الشتاء .. فلم تأتي الا الغيوم السوداء
    حتى القمر في اعالي السماء .. كان ينتحب من البكاء ..
    ما رحلت فانت الضياء ..
    ما زال صهيل خيلك يصدح في الارجاء
    كنت شمساً .. كنت قمراً
    كنت في ساح الوغى على الاعدى بلاء
    لا زال زئيرك يدوي في كل الانحاء
    نسأل الله لك الجنة ..
    وان يقبلك من الشهداء



    8/6/2006 ابو دجانة عاشق الحوراء
    إن سلاحنا هو شرفنا .. إن سلاحنا هو عرضنا وكرامتنا .. وبندقيتنا لن نقايضها الا بفلسطين المحررة



    لا تنسوا وصايا الشهداء

    تعليق


    • #3
      مشكور يا اخي

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        بارك الله فيكم أخوتي في الله على هذا المرور والرد الطيب..
        مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
        كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

        تعليق


        • #5
          رحم الله الشهيد ابو مصعب الزرقاوى

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            بارك الله فيك أخي في الله ابو فؤاد على هذا المرور ....
            مما قال أسد الاسلام الشيخ أسامة بن لادن
            كما و أني أطمئن أهلي في فلسطين خاصة بأننا سنوسع جهادنا بإذن الله , ولن نعترف بحدود سايكس بيكو , ولا بالحكام الذين وضعهم الاستعمار , فنحن والله ما نسيناكم بعد أحداث الحادي عشر , وهل ينسى المرء أهله ؟

            تعليق


            • #7
              رحم الله شهدائنا الابرار واسكنهم فسيح جناته

              جزاك الله كل خير

              دمت بحفظ الرحمن
              إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
              نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
              جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

              تعليق

              يعمل...
              X