وكأن على أبناء الإسلام العظيم في فلسطين أن يدفعوا مهر الجنة من بداية الطريق... حيث أريق دمك يا ذياب في أول محاولة تطهيرية.. لكي يعلن هذا الدم الساطع الزكي الطاهر بداية الصعود الشامخ على ارض المجد والرباط، و لكي تأخذ قضية فلسطين بعدها الحقيقي... ليس عبر الشعارات، بل عبر شلال دم نوراني لم يتوقف، حيث كنت أيها البطل احد روافده... فمضيت مسبحا بحمد ربك الذي جعلك ورفاقك المجاهدين لتكونوا سيوفا منتقمين على رقاب الصهاينة المجرمين... وجعلكم جنود العزة والكرامة لهذا الدين العظيم... ولتشددوا ضرباتكم الموجعة ضد هذا العدو المجرم في عمق عمقه. .. وتسددوا رمياتكم... وتصوبوا بنادقكم... وتضغطوا على أحزمة التفجير... ولتحرقوا الأرض، وتشعلوها لهيبا من فوقهم ومن تحتهم.... ولكي لا تجعلوا لغة سوى لغة الجهاد والمقاومة سبيلا لتحرير الأرض والإنسان.
ومضيتم... مرابطين فوق ارض الرباط حين عز الرباط... وخضتم القتال واعنف القتال حين عز القتال... وحملتم السلاح في زمن عز فيه السلاح... قبضتم على جمرة الدين وجمرة الوطن... وصعدتم والدنيا من حولكم في هبوط وانحطاط... واشتعلتم بالفرح والأمل والدم حين انطفأ الآخرون... وانتم ذاهبون إلى الشهادة فداء للأمة والوطن فيما قادة الأمة ماضون في غيهم... فكان موعدكم مع التاريخ، وكانت الأمة على موعد مع ثورتكم الباسلة، التي ولدت عملاقة، وشمخت بسواعدكم، فكانت الخليل على أبواب الوطن هي الملتقى... وهناك طاب اللقاء ذياب... عبد الرحيم... محمد... يوسف، التقيتم محدقين ومحدقين في وجوه أبناء القردة والخنازير.... ومطلقين رصاصكم، ومحطمين بشجاعتكم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ومفجرين بجماجمكم أسطورة شعب الله المختار.
المولد والنشأة
في الثالث من مارس لعام 1977 كان ميلاد الفارس المقدام ذياب، حيث ولد في مدينة الخليل لعائلة كريمة، وتربى الشهيد تربية حسنة في رحاب المساجد، حيث غمر الإيمان قلبه، وتغلغل القرآن في صدره، فكان الشهيد يحفظ 17 جزء من القرآن الكريم.
تلقى شهيدنا البطل تعليمه في مدرسة الشرعية للبنبن، ثم أنهى فيها دراسته الثانوية ثم التحق بجامعة الخليل التي درس فيها لمدة عام ونصف في قسم الشريعة الإسلامية لكنه لم يكمل تعليمه فيها بسبب مطاردته من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
توفي والده وهو في الرابعة عشرة من عمره، وبذلك كانت الظروف المعيشية التي عاشها الشهيد قاسية ومتدنية، حيث عاش الشهيد طفولته مكافحا من اجل تحصيل رزقه وعائلته لكي يستطيع تغطية مصاريف دراسته بسبب عدم وجود أي معيل للعائلة غيره.
له من الإخوة 6 ومن الأخوات 7
متزوج من اثنتين، حيث رزق بطفله الوحيد يوسف من زوجته الأولى نسرين صلاح وهو يبلغ من العمر الآن 3 سنوات، و اسماه يوسف تيمنا برفيق دربه على الشهادة الشهيد يوسف بشارات. أما زوجته الثانية فهي تقبع الآن في السجون الصهيونية باتهامها أنها تنوي القيام بعملية استشهادية انتقاما لزوجها.
صفاته
كان الشهيد هادئ الطباع وخجولا، دائم الاطمئنان والإيمان بالله وواثق دوما بنصره، وكان الشهيد شديد الفطنة والذكاء، وأحب الخير لكل الناس ولم يتوانى عن فعل الخيرات في لحظة من لحظات حياته، كان رجل إصلاح ويهتم بهموم من حوله.
جهاده
استجاب ذياب لصرخات الشهداء و رؤاهم، واختار الجهاد والمقاومة، خياراً مقدساً وملاذاً للقضية والشعب والأمة، من مناخ البؤس والإحباط الذي حاول البعض تسويقه طيلة عقود مضت، والمنارة التي استهدى بها عندما داهمته الأخطار، وانتشر الضباب الذي يحجب الرؤى، فمضى الشهيد حالما وواثقا بنصر الله متمنيا إحدى الحسنيين، وفي الوقت الذي لم نرى فيه إلا السقوط المدوي، والتعري الواضح، وفي الوقت الذي أصبحت كل أشكال وأصناف الوطنية والإسلامية "تَطرُّف" و" إرهاب"، وفي الزمن الذي انقلبت فيه المفاهيم بحيث أصبح الظالم مظلوماً، والإرهابي الحقيقي داعية للسلام وحقوق الإنسان..حمل ذياب لواء العزة والكرامة لواء حركة الجهاد الإسلامي، وعمل في صفوفها، وخطط للعديد من العمليات الفدائية التي ضربت العدو الصهيوني في عمق عمقه، والتي كانت من بينها عملية وادي النصارى، وعملية التلة الفرنسية التي نفذها ابن عمه الشهيد حاتم الشويكي بعد أن دربه ذياب وجهزه بما يلزم لتنفيذها، بالإضافة إلى عملية بيت شيمش التي نفذها الاستشهاديان علي الحلاحلة ونبيل النتشة، أضف إلى ذلك عملية عتنائيل التي نفذها الشهداء احمد الفقيه ومحمد شاهين وماجد أبو دوش، حتى أصبح على قائمة المطلوبين التي أعدها الإرهابي شارون باعتباره القائد الميداني في سرايا القدس في خليل الرحمن.
تعرض الشهيد للاعتقال عدة مرات، حيث تم اعتقاله مرتين من قبل القوات الإسرائيلية، وقضى 14 شهر في السجن في أول مرة، وفي المرة الثانية قضى 6 اشهر، كما اعتقل لدى السلطة الفلسطينية، وأمضى في المرة الأولى عاما ونصف وفي المرة الثانية ستة شهور في حملة الاعتقالات السياسية التي اعتمدتها السلطة الفلسطينية ضد المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني. ولكن الشهيد كان يخرج كل مرة من سجنه وكله إصرارا على مواصلة الطريق حتى دحر الاحتلال.كما تعرض الشهيد لعدة محاولات اغتيال كان ينجو منها بأعجوبة بفضل الله.
مدة طويلة قضاها الشهيد في صفوف المقاومة مطاردا في الجبال، لم يسلم فيها أهل بيته من الإجراءات القمعية التعسفية الصهيونية، حتى أهل زوجته لم يسلموا من القمع وهدم وحرق منزلهم عدة مرات بحجة اختباء ذياب فيه، وكل ذنبهم أنهم زوجوه ابنتهم، وتعرض منزلهم للمراقبة 24 ساعة / 24 تحسبا لقدوم ذياب عليه، وازدادت محاصرة المنزل ومراقبته بعد أن ولد طفله الوحيد يوسف الذي حرم من رؤيته عند ولادته في المستشفى بسبب محاصرة الجنود للمستشفى التي تواجد فيها الطفل وأمه. كما اعتقل والد زوجته على يد قوات الاحتلال بحجة حمايته له ومنع من الخروج من الخليل حتى عام 2010.
الشهيد في حوار مع قناة أل mbc الفضائية في المستشفى الأهلي في يوم اغتيال الشهيد محمد سدر
" يشرفني أن أكون المطلوب الأول على قائمة شارون، نحن نواجههم بأية طريقة إن كان هنا أو عندهم أو في عمق العمق متى قدرنا أن نصل إليهم سنصل بإذن الله، نحن كل حياتنا بذلناها في سبيل الله، وهذا الأمر من اجله التحقنا بهذه الطريق والقرآن الكريم يقول ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) ونحن نلبي ما يأمرنا به القرآن، نحن نقاتلهم كما قاتلونا ونخرجهم من حيث أخرجونا، والجهاد الإسلامي بالتحديد هو أكثر تنظيم كان حريصا على استهداف الجنود بالرغم من أن موقفنا يقول أن كل من يعيش على ارض ليست له فهو باغية ظالم حتى النساء والشيوخ هم باغون لان أرضهم ليست هنا، هم أتونا واستحلوا أرضنا، ونحن نتمنى أن نضحي بأجسادنا وأنفسنا، نحن نتمنى الشهادة وأنا أتمنى أن تأتيني بعد لقاءكم هذا " الشهيد الحي ذياب" كما قال "
موعد مع الشهادة
تضم الدنيا كل أصناف البشر..هناك شرفاء.. هناك عملاء... وهناك شهداء.. وهناك مهرولون.. وهناك ثوار.. وهناك مجرمون.. وهناك مجاهدون لوجه الله خرجوا في سبيله، ففي يوم الخامس والعشرين من أيلول للعام 2003 كان الموعد مع ذياب وزوجته وابنه للقائهم في الجبال حيث كان مطاردا، ولكن قبل أن يصل يوسف وأمه إلى والده وصل إليه الرصاص الأخرس في وطن ملطخ بالجواسيس وبالخطايا، بعد أن حاصرته قوة عسكرية كبيرة من جنود الاحتلال مدعومة بالدبابات والتعزيزات العسكرية، وبغطاء مروحي من الطائرات، متخذة من شقيقه عمار درعا بشريا لكي يصل إلى ذياب ويوصل رسالة الأعداء له التي طالبوه عبرها للاستسلام، فرفض وقاوم حتى آخر نبضة في قلبه، ولم ترعبه الطائرات ولا مكبرات الصوت التي نادته بالاستسلام، وجرى اشتباك مسلح بين الطرفين، ثم قامت الطائرات بقصف المكان بالصواريخ الحاقدة فاستشهد على الفور ذياب ورفيقه عبد الرحيم التلاحمة وأصيب عمار الشويكي إصابة خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ليرتقي ذياب ورفيقه شهداء يوزعوا دمهم الطاهر على جداول فلسطين، وليستلم الراية منهم فرسان الغد الجديد الواعد بالنصر المحتوم القادم من عيونهم ومن أفواه بنادقهم، فهنيئا لكم أيها الأبطال، وسلام عليكم في الخالدين، وسلام على رفاقكم المجاهدين، في الخليل وحرمها، وفي جنين ومخيمها، وفي غزة وبحرها، ونابلس وقلعتها، وبيت لحم وكنيستها.
ومضيتم... مرابطين فوق ارض الرباط حين عز الرباط... وخضتم القتال واعنف القتال حين عز القتال... وحملتم السلاح في زمن عز فيه السلاح... قبضتم على جمرة الدين وجمرة الوطن... وصعدتم والدنيا من حولكم في هبوط وانحطاط... واشتعلتم بالفرح والأمل والدم حين انطفأ الآخرون... وانتم ذاهبون إلى الشهادة فداء للأمة والوطن فيما قادة الأمة ماضون في غيهم... فكان موعدكم مع التاريخ، وكانت الأمة على موعد مع ثورتكم الباسلة، التي ولدت عملاقة، وشمخت بسواعدكم، فكانت الخليل على أبواب الوطن هي الملتقى... وهناك طاب اللقاء ذياب... عبد الرحيم... محمد... يوسف، التقيتم محدقين ومحدقين في وجوه أبناء القردة والخنازير.... ومطلقين رصاصكم، ومحطمين بشجاعتكم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ومفجرين بجماجمكم أسطورة شعب الله المختار.
المولد والنشأة
في الثالث من مارس لعام 1977 كان ميلاد الفارس المقدام ذياب، حيث ولد في مدينة الخليل لعائلة كريمة، وتربى الشهيد تربية حسنة في رحاب المساجد، حيث غمر الإيمان قلبه، وتغلغل القرآن في صدره، فكان الشهيد يحفظ 17 جزء من القرآن الكريم.
تلقى شهيدنا البطل تعليمه في مدرسة الشرعية للبنبن، ثم أنهى فيها دراسته الثانوية ثم التحق بجامعة الخليل التي درس فيها لمدة عام ونصف في قسم الشريعة الإسلامية لكنه لم يكمل تعليمه فيها بسبب مطاردته من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
توفي والده وهو في الرابعة عشرة من عمره، وبذلك كانت الظروف المعيشية التي عاشها الشهيد قاسية ومتدنية، حيث عاش الشهيد طفولته مكافحا من اجل تحصيل رزقه وعائلته لكي يستطيع تغطية مصاريف دراسته بسبب عدم وجود أي معيل للعائلة غيره.
له من الإخوة 6 ومن الأخوات 7
متزوج من اثنتين، حيث رزق بطفله الوحيد يوسف من زوجته الأولى نسرين صلاح وهو يبلغ من العمر الآن 3 سنوات، و اسماه يوسف تيمنا برفيق دربه على الشهادة الشهيد يوسف بشارات. أما زوجته الثانية فهي تقبع الآن في السجون الصهيونية باتهامها أنها تنوي القيام بعملية استشهادية انتقاما لزوجها.
صفاته
كان الشهيد هادئ الطباع وخجولا، دائم الاطمئنان والإيمان بالله وواثق دوما بنصره، وكان الشهيد شديد الفطنة والذكاء، وأحب الخير لكل الناس ولم يتوانى عن فعل الخيرات في لحظة من لحظات حياته، كان رجل إصلاح ويهتم بهموم من حوله.
جهاده
استجاب ذياب لصرخات الشهداء و رؤاهم، واختار الجهاد والمقاومة، خياراً مقدساً وملاذاً للقضية والشعب والأمة، من مناخ البؤس والإحباط الذي حاول البعض تسويقه طيلة عقود مضت، والمنارة التي استهدى بها عندما داهمته الأخطار، وانتشر الضباب الذي يحجب الرؤى، فمضى الشهيد حالما وواثقا بنصر الله متمنيا إحدى الحسنيين، وفي الوقت الذي لم نرى فيه إلا السقوط المدوي، والتعري الواضح، وفي الوقت الذي أصبحت كل أشكال وأصناف الوطنية والإسلامية "تَطرُّف" و" إرهاب"، وفي الزمن الذي انقلبت فيه المفاهيم بحيث أصبح الظالم مظلوماً، والإرهابي الحقيقي داعية للسلام وحقوق الإنسان..حمل ذياب لواء العزة والكرامة لواء حركة الجهاد الإسلامي، وعمل في صفوفها، وخطط للعديد من العمليات الفدائية التي ضربت العدو الصهيوني في عمق عمقه، والتي كانت من بينها عملية وادي النصارى، وعملية التلة الفرنسية التي نفذها ابن عمه الشهيد حاتم الشويكي بعد أن دربه ذياب وجهزه بما يلزم لتنفيذها، بالإضافة إلى عملية بيت شيمش التي نفذها الاستشهاديان علي الحلاحلة ونبيل النتشة، أضف إلى ذلك عملية عتنائيل التي نفذها الشهداء احمد الفقيه ومحمد شاهين وماجد أبو دوش، حتى أصبح على قائمة المطلوبين التي أعدها الإرهابي شارون باعتباره القائد الميداني في سرايا القدس في خليل الرحمن.
تعرض الشهيد للاعتقال عدة مرات، حيث تم اعتقاله مرتين من قبل القوات الإسرائيلية، وقضى 14 شهر في السجن في أول مرة، وفي المرة الثانية قضى 6 اشهر، كما اعتقل لدى السلطة الفلسطينية، وأمضى في المرة الأولى عاما ونصف وفي المرة الثانية ستة شهور في حملة الاعتقالات السياسية التي اعتمدتها السلطة الفلسطينية ضد المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني. ولكن الشهيد كان يخرج كل مرة من سجنه وكله إصرارا على مواصلة الطريق حتى دحر الاحتلال.كما تعرض الشهيد لعدة محاولات اغتيال كان ينجو منها بأعجوبة بفضل الله.
مدة طويلة قضاها الشهيد في صفوف المقاومة مطاردا في الجبال، لم يسلم فيها أهل بيته من الإجراءات القمعية التعسفية الصهيونية، حتى أهل زوجته لم يسلموا من القمع وهدم وحرق منزلهم عدة مرات بحجة اختباء ذياب فيه، وكل ذنبهم أنهم زوجوه ابنتهم، وتعرض منزلهم للمراقبة 24 ساعة / 24 تحسبا لقدوم ذياب عليه، وازدادت محاصرة المنزل ومراقبته بعد أن ولد طفله الوحيد يوسف الذي حرم من رؤيته عند ولادته في المستشفى بسبب محاصرة الجنود للمستشفى التي تواجد فيها الطفل وأمه. كما اعتقل والد زوجته على يد قوات الاحتلال بحجة حمايته له ومنع من الخروج من الخليل حتى عام 2010.
الشهيد في حوار مع قناة أل mbc الفضائية في المستشفى الأهلي في يوم اغتيال الشهيد محمد سدر
" يشرفني أن أكون المطلوب الأول على قائمة شارون، نحن نواجههم بأية طريقة إن كان هنا أو عندهم أو في عمق العمق متى قدرنا أن نصل إليهم سنصل بإذن الله، نحن كل حياتنا بذلناها في سبيل الله، وهذا الأمر من اجله التحقنا بهذه الطريق والقرآن الكريم يقول ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم ) ونحن نلبي ما يأمرنا به القرآن، نحن نقاتلهم كما قاتلونا ونخرجهم من حيث أخرجونا، والجهاد الإسلامي بالتحديد هو أكثر تنظيم كان حريصا على استهداف الجنود بالرغم من أن موقفنا يقول أن كل من يعيش على ارض ليست له فهو باغية ظالم حتى النساء والشيوخ هم باغون لان أرضهم ليست هنا، هم أتونا واستحلوا أرضنا، ونحن نتمنى أن نضحي بأجسادنا وأنفسنا، نحن نتمنى الشهادة وأنا أتمنى أن تأتيني بعد لقاءكم هذا " الشهيد الحي ذياب" كما قال "
موعد مع الشهادة
تضم الدنيا كل أصناف البشر..هناك شرفاء.. هناك عملاء... وهناك شهداء.. وهناك مهرولون.. وهناك ثوار.. وهناك مجرمون.. وهناك مجاهدون لوجه الله خرجوا في سبيله، ففي يوم الخامس والعشرين من أيلول للعام 2003 كان الموعد مع ذياب وزوجته وابنه للقائهم في الجبال حيث كان مطاردا، ولكن قبل أن يصل يوسف وأمه إلى والده وصل إليه الرصاص الأخرس في وطن ملطخ بالجواسيس وبالخطايا، بعد أن حاصرته قوة عسكرية كبيرة من جنود الاحتلال مدعومة بالدبابات والتعزيزات العسكرية، وبغطاء مروحي من الطائرات، متخذة من شقيقه عمار درعا بشريا لكي يصل إلى ذياب ويوصل رسالة الأعداء له التي طالبوه عبرها للاستسلام، فرفض وقاوم حتى آخر نبضة في قلبه، ولم ترعبه الطائرات ولا مكبرات الصوت التي نادته بالاستسلام، وجرى اشتباك مسلح بين الطرفين، ثم قامت الطائرات بقصف المكان بالصواريخ الحاقدة فاستشهد على الفور ذياب ورفيقه عبد الرحيم التلاحمة وأصيب عمار الشويكي إصابة خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ليرتقي ذياب ورفيقه شهداء يوزعوا دمهم الطاهر على جداول فلسطين، وليستلم الراية منهم فرسان الغد الجديد الواعد بالنصر المحتوم القادم من عيونهم ومن أفواه بنادقهم، فهنيئا لكم أيها الأبطال، وسلام عليكم في الخالدين، وسلام على رفاقكم المجاهدين، في الخليل وحرمها، وفي جنين ومخيمها، وفي غزة وبحرها، ونابلس وقلعتها، وبيت لحم وكنيستها.
تعليق