قبل ان يصل الاسير الفلسطيني الى سجن النقب جنوب فلسطين المحتلة عام 1948 يمر في رحلة عذاب يطلق عليها الاسرى ( رحلة البوسطة ) وخصوصا القادمين من شمال الضفة الغربية من السجون المركزية مثل هداريم و شطة و تلموند و جلبوع و مجدو والقادمين من معتقل عوفر قرب رام الله فهؤلاء يمكثون في ناقلة يطلق عليها البوسطة وهم مقيدون بسلاسل وقيود حديدية اكثر من خمس ساعات متواصلة . ويتحدث الاسرى عن مشاهد العذاب لموقع شبكة فلسطين اليوم الإخباري قائلين : رغم المعاناة التي نتكبدها الا اننا نعيش لحظات من السعادة ونحن نسير على ارض فلسطين التي حرمنا من التجول فيها بسبب الاجراءات الصهيونية وها نحن اليوم ندخلها رغم انفهم وتحت حراسة جنودهم ..
وصول البوسطة
في نهاية الرحلة تبدأ رمال النقب الزاحفة تتكشف لتستقبل ضيوفا من نوع اخر لتحضنهم بعد فراق طويل ورغم ان قدومهم جاء على شكل اعتقال في تلك اللحظة يسود اوساط الاسرى الصمت ولحظات من التأمل كأن على رؤوسهم الطير وكأنهم في لحظة عناق حقيقية مع هذه الارض ويشرع الجنود المرافقون للبوسطة ارتداء الستر الواقية استعدادا للنزول عند اول محطة لاستقبال المعتقلين من اجل التفتيش والفحص وتوزيعهم على اقسام السجن ، وهناك يبدأ الفرز لكل من يحمل وثيقته ورقمه فالصهاينة يعتبرون المعتقلين مجرد ارقام مجردة لا قيمة لها ويعيدون التاريخ النازي من جديد .
وبعد توثيق الرقم يجبر المعتقل على وضعه على صدره ليتم تصويره وهذه اللحظة يعيشها المعتقل بالمعاملة العنصرية الصهيونية اليهودية فكانت هذه الطريقة تستعمل في العهد النازي وفي الدول التي تمارس السياسة العنصرية وعلى رأسها دولة الكيان الصهيوني.
الأسرى...... بين مطرقة الإهمال وسندان التحرك الموسمي
أما الأسير المحرر من سجن النقب محمد البايض 30 عاما من مخيم الجلزون شمال رام الله و القيادي في حركة الجهاد الاسلامي فيقول: " من خلال قراءة فاحصة لآلية التعامل مع قضية الأسرى الفلسطينيين وبالذات عند المفاصل التاريخية ألمس -كما لم يلمس الكثيرون- أن هذه القضية قد أخذت موقعها الحقيقي على سلم الأولويات كما نتغنى في شعاراتنا وفي أدبياتنا، لا بل كنا نشعر في كثير من الأحيان أن هذه القضية باتت بالنسبة لكثير من أصحاب القرار وصناعه على رف النسيان وفي زوايا التاريخ.
وفي أحيان أخرى - وحتى لا نكون سوداويين- كنا نلمس تحركات هنا أوهناك في مجملها عفوية وبالذات في مناسبة كمناسبة يوم الأسير الفلسطيني أو لأحداث غير عادية تقع في سجون الاحتلال كالاضراب المفتوح عن الطعام، وما أن تذهب هذه المناسبة أو هذه الأحداث حتى تقف هذه التحركات ويدخل القائمون عليها في سبات عميق.
وبين هذه الحالة وتلك تحرق السنون أعمار المعتقلين ويعمل القيد في أجسادهم عمله الرهيب، وتصادر أحلامهم وآمالهم في الحياة إلى أجل غير معروف، بل وترصد الميزانيات ويستدعيه الجنرال من كل حدب وصوب لتطوير آلة القهر والتعذيب لقتل روحهم وتمييع فكرهم وللدوس على ما تبقى من كرامتهم.
وفي الحالتين يقتضي الواجب وتستدعي معاني الانتماء فينا مراجعة أنفسنا وتقييم دورنا على صعيد هذه القضية المقدسة والوقوف عند مسئولياتنا المختلفة تجاهها، وإلا فلنبحث لنا عن موقع على هوامش التاريخ وحواف الطريق، ونندب حظنا العاثر!!
إن قضية الاسرى عمرها من عمر الاحتلال، حيث تعرض للاعتقال حسب بعض الاحصائيات أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني، وهي إلى ذلك قضية مقدسة لأنها تمثل الانسان الذي له الحق أن يعيش في وطنه، بين أهله بحرية وسلام، ناهيك عن انعكاساتها المختلفة وبالذات النفسية والاجتماعية. والتي طالت كل بيت فلسطيني، قضية بهذا الحجم وبهذه القداسة، أعتقد أنها تمثل رقماً صعباً في معادلة الصراع لا يصح، بل يحرم تجاوزه، وحاله حسب تقريري "لا ينفع معها الانفعال اللحظي أو الحماسة الطارئة أو التحرك الموسمي.
وهنا وحتى لا أغرق في التفاصيل التي باتت معروفة للجميع، وحتى لا أجتر هموم الأسرى التي تتفطر لها القلوب كمداً، أخلص إلى ضرورة التخطيط الاستراتيجي ابتداءً لدعم وإسناد هذه القضية بعيداً عن العفوية التي تحكمها العواطف الجياشة أو بعض المصالح الفئوية الضيقة، ومن ثم العمل على الصعد التالية بالتوازي ضمن برنامج عمل واضح يراعي تعقيدات الواقع وافرازاته".
اقسام المعتقل وعذاب الزيارة ...
بعد اجراء التفتيش ينتقل المعتقلون في بوسطة ' باص ' اخرى الى داخل المعتقل وبعد دقائق يصلون الى اقسام السجن واول ما يشاهدون الاقفاص المحاطة بجدران اسمنتية والسقف يكون من ا لسلاسل والشبك المقوى وفي الحقيقة يمكن وصف القفص بقبر واسع يضم مئات الاحياء ..
وخلال لقاء "فلسطين اليوم" مع الاسرى والتجوال في اقسام المعتقل العنصرية فقد أفاد الاسرى ان المعتقل الحالي تم افتتاحه في اعقاب انتفاضة الاقصى واكتظاظ السجون الصهيونية بالاسود الرابضة بعد ان كان قد اغلق عام 1996 وكان اعادة افتتاحه عبارة عن مخالفة قانونية دولية باعتباره سجناً معزولاً في وسط الصحراء..
وهنا نستذكر مقولة رئيس الوزراء الصهيوني المقتول رابين عندما قال ( سأفتح سجنا في النقب لمعاقبة الاهالي القادمين من شمال الضفة وسجنا اخر في شمال الضفة ( مجدو) لمعاقبة الاهالي القادمين من جنوب الضفة ) ، وكان يقصد بذلك زيارة الاهالي لذويهم المعتقلين ... حيث يضطر اهالي المعتقلين من الانطلاق من مناطق سكناهم الى مقرات الصليب الاحمر حيث يتم نقلهم في باصات الصليب الاحمر من بعد منتصف الليل ليتمكنوا من الوصول الى المعتقل في بالوقت المحدد للزيارة .. ولا يسمع بالزيارة الا لكبار السن والنساء والاطفال ..
تقول عائلات للاسرى لمراسل موقع شبكة "فلسطين اليوم الإخبارية" ان العذاب الذي يلاقونه لايمكن وصفه خصوصا الصغار حيث يبقى في الحافلة اكثر من 12 ساعة ذهابا وايابا من اجل زيارة لا تتجاوز مدتها 40 دقيقة ويمنع الصغار من معانقة ذويهم ويكون الشبك من الجانبين حاجزا بينهما .
ويتكون النقب من خمسة اقسام وكل قسم يتسع الى حوالي الف ومائة معتقل وحاليا فان كل الاقسام مغلقة باستثناء القسم المسمى ( هـ ) ويتكون من عدة اقسام داخلية كل قسم فيه يقسم الى جناحين مفصولين بقضبان . وهناك معلومات من قبل ادارة المعتقل انها تنوي افتتاح القسم المسمى ( د ) في اوائل شهر 9 من العام الحالي 2007، ويقبع حاليا في النقب ما يقارب 1200 معتقل فلسطيني من مختلف مناطق الضفة وقطاع غزة منهم حوالي 800 معتقل اداري ( أي ليس لديه أي تهمة اللهم ان احست المخابرات الصهيونية تشعر انه خطير على امنها بدون اقل دليل .. ويمكن وصف المعتقل أنه عبارة عن قلعة محاطة بسواتر رملية يزيد ارتفاعها عن الخمسة متار حيث تمنع رؤية امتداد الصحراء عن المعتقلين وفوق هذه السواتر الرملية شوارع لدوريات الحراسة وابراج المراقبة التي تحيط بالمعتقل بشكل دائري وحركة الحراس المستمرة . فالسجن محاط احاطة السوار بالمعصم ولا يرى المعتقل الفلسطيني سوى اللون الاصفر ( لون السواتر الرملية )
استنفار ورعب لدى الجنود الصهاينة
تحدث الاسرى الذين التقى بهم موقع "فلسطين اليوم" عن هبة وانتفاضة للمعتقلين اطلق عليها الاسرى اسم استنفار ، رشق فيها المعتقلون الجنود بالمعلبات والصابون و حفروا الارض لكي يستخرجوا منها الحجارة ، وقد اصيب اكثر من 60 معتقلا واستمر لمدة اربع ساعات واطلق الجنود خلاله الاف القنابل من الغاز المسيل للدموع والاعيرة المطاطية ، مما ادى الى اصابتهم برضوض شديدة واختناقات خطيرة وحالات اغماء شديد .
ويصف الاسرى الاستنفار بأنه معركة حقيقية غير متكافئة ، وقد اضطرت ادارة السجن الى الطلب من المعتقلين عبر مكبرات الصوت التابعة للمعتقل بانهاء حالة الاستنفار .. ولارهاب المعتقلين تلجأ الادارة الى اجراء تدريبات مستمرة بين الاقسام يشاهد فيها جنود الاحتلال وهم مدججون بالسلاح ويستمر هذا التدريب مدة نصف ساعة يعلم بها الجنود من خلال صافرة انذار تدوي في ارجاء المعتقل.. وقد انذر مدير السجن احد المعتقلين المكلفين بالحديث مع الادارة ( والتكليف يقع من المعتقلين وليس للادارة أي حق في اختياره ) فقال له : ان أي محاولة هرب من أي معتقل ستنتهي الى قتل الهارب حيث ان الجنود يحيطون بالسجن تماما والجنود لديهم اوامر باطلاق النار على من يحاول الهرب..
العدد - التفقد - ومشاهد الذل
ومن مشاهد الذل التي يتعرض لها كافة المعتقلين بشكل يومي من قبل ادارة السجن (العدد) حيث يجبر المعتقلون الجلوس على الارض ثلاث مرات يوميا في الصباح ووقت الظهيرة وفي المساء وبعد الجلوس يأتي جنود الاحتلال لعدهم بطريقة مذلة دون مراعاة للظروف الجوية القاسية وخصوصا وقت الظهر عندما تكون الشمس حارقة ، ويشبه المعتقلون ظاهرة العدد بأنها هي السجن الحقيقي لان المعتقل يشعر بالذل ثلاث مرات يوميا ويعتبر الصهاينة العدد مقدساً لديهم ..
انتهى الموضوع ولم تنته المشاهد الأليمة التي يعيشها شعبنا ساعة بساعة ويوما بيوم على ايدي الصهاينة المجرمين .
وصول البوسطة
في نهاية الرحلة تبدأ رمال النقب الزاحفة تتكشف لتستقبل ضيوفا من نوع اخر لتحضنهم بعد فراق طويل ورغم ان قدومهم جاء على شكل اعتقال في تلك اللحظة يسود اوساط الاسرى الصمت ولحظات من التأمل كأن على رؤوسهم الطير وكأنهم في لحظة عناق حقيقية مع هذه الارض ويشرع الجنود المرافقون للبوسطة ارتداء الستر الواقية استعدادا للنزول عند اول محطة لاستقبال المعتقلين من اجل التفتيش والفحص وتوزيعهم على اقسام السجن ، وهناك يبدأ الفرز لكل من يحمل وثيقته ورقمه فالصهاينة يعتبرون المعتقلين مجرد ارقام مجردة لا قيمة لها ويعيدون التاريخ النازي من جديد .
وبعد توثيق الرقم يجبر المعتقل على وضعه على صدره ليتم تصويره وهذه اللحظة يعيشها المعتقل بالمعاملة العنصرية الصهيونية اليهودية فكانت هذه الطريقة تستعمل في العهد النازي وفي الدول التي تمارس السياسة العنصرية وعلى رأسها دولة الكيان الصهيوني.
الأسرى...... بين مطرقة الإهمال وسندان التحرك الموسمي
أما الأسير المحرر من سجن النقب محمد البايض 30 عاما من مخيم الجلزون شمال رام الله و القيادي في حركة الجهاد الاسلامي فيقول: " من خلال قراءة فاحصة لآلية التعامل مع قضية الأسرى الفلسطينيين وبالذات عند المفاصل التاريخية ألمس -كما لم يلمس الكثيرون- أن هذه القضية قد أخذت موقعها الحقيقي على سلم الأولويات كما نتغنى في شعاراتنا وفي أدبياتنا، لا بل كنا نشعر في كثير من الأحيان أن هذه القضية باتت بالنسبة لكثير من أصحاب القرار وصناعه على رف النسيان وفي زوايا التاريخ.
وفي أحيان أخرى - وحتى لا نكون سوداويين- كنا نلمس تحركات هنا أوهناك في مجملها عفوية وبالذات في مناسبة كمناسبة يوم الأسير الفلسطيني أو لأحداث غير عادية تقع في سجون الاحتلال كالاضراب المفتوح عن الطعام، وما أن تذهب هذه المناسبة أو هذه الأحداث حتى تقف هذه التحركات ويدخل القائمون عليها في سبات عميق.
وبين هذه الحالة وتلك تحرق السنون أعمار المعتقلين ويعمل القيد في أجسادهم عمله الرهيب، وتصادر أحلامهم وآمالهم في الحياة إلى أجل غير معروف، بل وترصد الميزانيات ويستدعيه الجنرال من كل حدب وصوب لتطوير آلة القهر والتعذيب لقتل روحهم وتمييع فكرهم وللدوس على ما تبقى من كرامتهم.
وفي الحالتين يقتضي الواجب وتستدعي معاني الانتماء فينا مراجعة أنفسنا وتقييم دورنا على صعيد هذه القضية المقدسة والوقوف عند مسئولياتنا المختلفة تجاهها، وإلا فلنبحث لنا عن موقع على هوامش التاريخ وحواف الطريق، ونندب حظنا العاثر!!
إن قضية الاسرى عمرها من عمر الاحتلال، حيث تعرض للاعتقال حسب بعض الاحصائيات أكثر من ثلث الشعب الفلسطيني، وهي إلى ذلك قضية مقدسة لأنها تمثل الانسان الذي له الحق أن يعيش في وطنه، بين أهله بحرية وسلام، ناهيك عن انعكاساتها المختلفة وبالذات النفسية والاجتماعية. والتي طالت كل بيت فلسطيني، قضية بهذا الحجم وبهذه القداسة، أعتقد أنها تمثل رقماً صعباً في معادلة الصراع لا يصح، بل يحرم تجاوزه، وحاله حسب تقريري "لا ينفع معها الانفعال اللحظي أو الحماسة الطارئة أو التحرك الموسمي.
وهنا وحتى لا أغرق في التفاصيل التي باتت معروفة للجميع، وحتى لا أجتر هموم الأسرى التي تتفطر لها القلوب كمداً، أخلص إلى ضرورة التخطيط الاستراتيجي ابتداءً لدعم وإسناد هذه القضية بعيداً عن العفوية التي تحكمها العواطف الجياشة أو بعض المصالح الفئوية الضيقة، ومن ثم العمل على الصعد التالية بالتوازي ضمن برنامج عمل واضح يراعي تعقيدات الواقع وافرازاته".
اقسام المعتقل وعذاب الزيارة ...
بعد اجراء التفتيش ينتقل المعتقلون في بوسطة ' باص ' اخرى الى داخل المعتقل وبعد دقائق يصلون الى اقسام السجن واول ما يشاهدون الاقفاص المحاطة بجدران اسمنتية والسقف يكون من ا لسلاسل والشبك المقوى وفي الحقيقة يمكن وصف القفص بقبر واسع يضم مئات الاحياء ..
وخلال لقاء "فلسطين اليوم" مع الاسرى والتجوال في اقسام المعتقل العنصرية فقد أفاد الاسرى ان المعتقل الحالي تم افتتاحه في اعقاب انتفاضة الاقصى واكتظاظ السجون الصهيونية بالاسود الرابضة بعد ان كان قد اغلق عام 1996 وكان اعادة افتتاحه عبارة عن مخالفة قانونية دولية باعتباره سجناً معزولاً في وسط الصحراء..
وهنا نستذكر مقولة رئيس الوزراء الصهيوني المقتول رابين عندما قال ( سأفتح سجنا في النقب لمعاقبة الاهالي القادمين من شمال الضفة وسجنا اخر في شمال الضفة ( مجدو) لمعاقبة الاهالي القادمين من جنوب الضفة ) ، وكان يقصد بذلك زيارة الاهالي لذويهم المعتقلين ... حيث يضطر اهالي المعتقلين من الانطلاق من مناطق سكناهم الى مقرات الصليب الاحمر حيث يتم نقلهم في باصات الصليب الاحمر من بعد منتصف الليل ليتمكنوا من الوصول الى المعتقل في بالوقت المحدد للزيارة .. ولا يسمع بالزيارة الا لكبار السن والنساء والاطفال ..
تقول عائلات للاسرى لمراسل موقع شبكة "فلسطين اليوم الإخبارية" ان العذاب الذي يلاقونه لايمكن وصفه خصوصا الصغار حيث يبقى في الحافلة اكثر من 12 ساعة ذهابا وايابا من اجل زيارة لا تتجاوز مدتها 40 دقيقة ويمنع الصغار من معانقة ذويهم ويكون الشبك من الجانبين حاجزا بينهما .
ويتكون النقب من خمسة اقسام وكل قسم يتسع الى حوالي الف ومائة معتقل وحاليا فان كل الاقسام مغلقة باستثناء القسم المسمى ( هـ ) ويتكون من عدة اقسام داخلية كل قسم فيه يقسم الى جناحين مفصولين بقضبان . وهناك معلومات من قبل ادارة المعتقل انها تنوي افتتاح القسم المسمى ( د ) في اوائل شهر 9 من العام الحالي 2007، ويقبع حاليا في النقب ما يقارب 1200 معتقل فلسطيني من مختلف مناطق الضفة وقطاع غزة منهم حوالي 800 معتقل اداري ( أي ليس لديه أي تهمة اللهم ان احست المخابرات الصهيونية تشعر انه خطير على امنها بدون اقل دليل .. ويمكن وصف المعتقل أنه عبارة عن قلعة محاطة بسواتر رملية يزيد ارتفاعها عن الخمسة متار حيث تمنع رؤية امتداد الصحراء عن المعتقلين وفوق هذه السواتر الرملية شوارع لدوريات الحراسة وابراج المراقبة التي تحيط بالمعتقل بشكل دائري وحركة الحراس المستمرة . فالسجن محاط احاطة السوار بالمعصم ولا يرى المعتقل الفلسطيني سوى اللون الاصفر ( لون السواتر الرملية )
استنفار ورعب لدى الجنود الصهاينة
تحدث الاسرى الذين التقى بهم موقع "فلسطين اليوم" عن هبة وانتفاضة للمعتقلين اطلق عليها الاسرى اسم استنفار ، رشق فيها المعتقلون الجنود بالمعلبات والصابون و حفروا الارض لكي يستخرجوا منها الحجارة ، وقد اصيب اكثر من 60 معتقلا واستمر لمدة اربع ساعات واطلق الجنود خلاله الاف القنابل من الغاز المسيل للدموع والاعيرة المطاطية ، مما ادى الى اصابتهم برضوض شديدة واختناقات خطيرة وحالات اغماء شديد .
ويصف الاسرى الاستنفار بأنه معركة حقيقية غير متكافئة ، وقد اضطرت ادارة السجن الى الطلب من المعتقلين عبر مكبرات الصوت التابعة للمعتقل بانهاء حالة الاستنفار .. ولارهاب المعتقلين تلجأ الادارة الى اجراء تدريبات مستمرة بين الاقسام يشاهد فيها جنود الاحتلال وهم مدججون بالسلاح ويستمر هذا التدريب مدة نصف ساعة يعلم بها الجنود من خلال صافرة انذار تدوي في ارجاء المعتقل.. وقد انذر مدير السجن احد المعتقلين المكلفين بالحديث مع الادارة ( والتكليف يقع من المعتقلين وليس للادارة أي حق في اختياره ) فقال له : ان أي محاولة هرب من أي معتقل ستنتهي الى قتل الهارب حيث ان الجنود يحيطون بالسجن تماما والجنود لديهم اوامر باطلاق النار على من يحاول الهرب..
العدد - التفقد - ومشاهد الذل
ومن مشاهد الذل التي يتعرض لها كافة المعتقلين بشكل يومي من قبل ادارة السجن (العدد) حيث يجبر المعتقلون الجلوس على الارض ثلاث مرات يوميا في الصباح ووقت الظهيرة وفي المساء وبعد الجلوس يأتي جنود الاحتلال لعدهم بطريقة مذلة دون مراعاة للظروف الجوية القاسية وخصوصا وقت الظهر عندما تكون الشمس حارقة ، ويشبه المعتقلون ظاهرة العدد بأنها هي السجن الحقيقي لان المعتقل يشعر بالذل ثلاث مرات يوميا ويعتبر الصهاينة العدد مقدساً لديهم ..
انتهى الموضوع ولم تنته المشاهد الأليمة التي يعيشها شعبنا ساعة بساعة ويوما بيوم على ايدي الصهاينة المجرمين .
تعليق