السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برز الشيخ عبد الكريم القوقا الشهير بأبي يوسف كأحد أشهر الأسماء التي لمع صيتها خلال انتفاضة الأقصى المباركة في مجال المقاومة والاستهداف الإسرائيلي .
وعلى الرغم من سيرة حياته النضالية الطويلة والتي بدأها في صفوف مناضلي حركة فتح والثورة الفلسطينية فان القوقا الذي ولد في عام 1962م لأسرة لاجئة من بلدة حمامة داخل فلسطين المحتلة برز كقائد عسكري في لجان المقاومة الشعبية لتحرير فلسطين الذي يعد أحد أبرز مؤسسيها والرجل الثاني فيها بعد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " الأمين العام المؤسس للجان .
وقد عاد القوقا وهو متزوج وله ثمانية من الأبناء إلى قطاع غزة مع عودة السلطة الفلسطينية عام 1994م بعد أن تنتقل مع صفوف المطاردين الفتحاويين والثورة الفلسطينية في عدة دول عربية كان آخرها لبيبا .
وبدأ عمله كضابط في جهاز امني في السلطة الفلسطينية لكن علاقة القوقا بالجهاز لم يحالفها الأجواء الطيبة والدفء حيث يقول مقربيه إن رفضه لسياسة الجهاز وتحديدا المتعلقة بحملة الاعتقالات عام 1996م والاستهداف للفصائل الإسلامية وخصوصا حركتي حماس والجهاد الإسلامي شكلت أزمة بينه وبين قيادة الجهاز التي أمرت باعتقاله في ذلك العام .
ولعل هذه العلاقة شكلت الدافع الأول لعبد الكريم القوقا الشخصية المحنكة عسكريا ذو القامة القصيرة لاستثمار أول فرصة له يعيد فيها ذكرياته كعسكري ويبدأ مرحلة جديدة من النضال حيث شكل مع بداية الانتفاضة مع عدد من القيادات العسكرية ومعظمها من المحسوبين على الأجهزة الأمنية المنتمين لحركة فتح تشكيلا عسكريا حمل اسم لجان المقاومة الشعبية .
وجمعت لجان المقاومة الشعبية والتي كونت جناحا عسكريا أطلقت عليه ألوية الناصر صلاح الدين عناصر ونشطاء من فصائل مختلفة جلهم كان من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي ممن يؤمنون بالعمل المقاوم حلا للقضية الفلسطينية بعيدا عن الحلول السياسية .
وقد أوكلت لجان المقاومة الشعبية قيادة جناحها العسكري الى أبو يوسف الذي يعرف بأنه أكثر ميلا للمقاومة على حساب العمل السياسي وهذا ما يفسر قلة ظهوره الاعلامي .
ومثل العامين الأولين للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الإسرائيلية الشهيرة " الميركافاه " حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الإسرائيليين الأمر الذي وضع قادة اللجان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي المتواصل .
وبحسب أحد المقربين للقوقا فان أبو يوسف كان أحد أبرز مهندسي عمليات الميركافاه والشخص الذي أشرف شخصيا على هذه العمليات المتتالية .
ومع تطور العمل العسكري للمقاومة وصعوبة الاستهداف للدبابات الإسرائيلية وزيادة التحصينات فقد دخلت الفصائل الفلسطينية في مرحلة تصنيع الصواريخ .
وكان للجان نصيب في هذا المجال عبر تصنيعها لصواريخ الناصر بمراحله الثلاث المختلفة حيث يؤكد قادة اللجان ان أبو يوسف الذي يرغب كثيرا في لبس الزى العسكري كان له الفضل في تصنيع صاروخ" ناصر ثلاثة "الذي لم تنفك لجان المقاومة الشعبية من إطلاقه على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية .
وعلى الرغم من خلفيته الفتحاوية فان القوقا بدا من خلال عمله المقاوم يميل بشكل ملحوظ وكبير نحو حركة حماس كبرى الحركات الإسلامية الفلسطينية حتى اعتبر أحد اقوى الحلفاء للحركة وجناحها العسكري كتائب القسام .
وبرز ذلك واضحا من خلاله علاقاته القوية والتنسيق العالي ومواقفه العلنية حيث يشير المقربين إلى أن الأقرب إلى قلبه والشخص الذي جمعته معه مراحل المقاومة خلال الانتفاضة هو عدنان الغول أحد أبرز مهندسي كتائب القسام والذي قتل قبل عامين في قصف إسرائيلي .
ويقطن أبو يوسف القوقا في معسكر الشاطىء للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة غير بعيد عن منزل الشيخ إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي والقائد البارز في حركة حماس .
وعلى الرغم من بروزها الواسع في مجال المقاومة فان أحداثا مختلفة كانت مثار جدل بين اوساط فلسطينية مختلفة عسكت أجواءها بشكل سلبي على لجان المقاومة الشعبية ذو الوجه العسكري الممزوج بأطياف مختلفة .
وقد تعرض القوقا خلال الانتفاضة لثلاث محاولات اغتيال كادت أن تنال منه بدأت باستهداف سيارته في حي الزيتون شرق مدينة غزة ثم باستهداف منزله مرتين على التوالي من خلال طائرات الاباتشي والزوارق الحربية ونجا من جميعها كما أن اسمه برز في معظم قوائم المطلوبين الفلسطينيين في قطاع غزة .
وشكلت كل هذه الأحداث والاستهداف الواضح دافعا قويا لدى أبو يوسف باتخاذ إجراءات أمنية خاصة حيث ضاعفها في الآونة الأخيرة مع تزايد حملة الاستهداف الإسرائيلية ضد نشطاء اطلاق الصواريخ والتي تعد اللجان أحد أقطابها غير أن إسرائيل نجحت في أن تصل إلى ابو يوسف عبر سيارة مفخخة على غرار عملية استهداف رفيقه أبو الوليد الدحدوح قائد سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حيث انفجرت سيارة مفخخة أثناء سير أبو يوسف متجها لمسجد مرج لزهور بالقرب من جامعة القدس المفتوحة وسط مدينة غزة قبل وقت قصير من صلاة الجمعة .
رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جناته ... وانا لله وانا اليه راجعون
برز الشيخ عبد الكريم القوقا الشهير بأبي يوسف كأحد أشهر الأسماء التي لمع صيتها خلال انتفاضة الأقصى المباركة في مجال المقاومة والاستهداف الإسرائيلي .
وعلى الرغم من سيرة حياته النضالية الطويلة والتي بدأها في صفوف مناضلي حركة فتح والثورة الفلسطينية فان القوقا الذي ولد في عام 1962م لأسرة لاجئة من بلدة حمامة داخل فلسطين المحتلة برز كقائد عسكري في لجان المقاومة الشعبية لتحرير فلسطين الذي يعد أحد أبرز مؤسسيها والرجل الثاني فيها بعد جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " الأمين العام المؤسس للجان .
وقد عاد القوقا وهو متزوج وله ثمانية من الأبناء إلى قطاع غزة مع عودة السلطة الفلسطينية عام 1994م بعد أن تنتقل مع صفوف المطاردين الفتحاويين والثورة الفلسطينية في عدة دول عربية كان آخرها لبيبا .
وبدأ عمله كضابط في جهاز امني في السلطة الفلسطينية لكن علاقة القوقا بالجهاز لم يحالفها الأجواء الطيبة والدفء حيث يقول مقربيه إن رفضه لسياسة الجهاز وتحديدا المتعلقة بحملة الاعتقالات عام 1996م والاستهداف للفصائل الإسلامية وخصوصا حركتي حماس والجهاد الإسلامي شكلت أزمة بينه وبين قيادة الجهاز التي أمرت باعتقاله في ذلك العام .
ولعل هذه العلاقة شكلت الدافع الأول لعبد الكريم القوقا الشخصية المحنكة عسكريا ذو القامة القصيرة لاستثمار أول فرصة له يعيد فيها ذكرياته كعسكري ويبدأ مرحلة جديدة من النضال حيث شكل مع بداية الانتفاضة مع عدد من القيادات العسكرية ومعظمها من المحسوبين على الأجهزة الأمنية المنتمين لحركة فتح تشكيلا عسكريا حمل اسم لجان المقاومة الشعبية .
وجمعت لجان المقاومة الشعبية والتي كونت جناحا عسكريا أطلقت عليه ألوية الناصر صلاح الدين عناصر ونشطاء من فصائل مختلفة جلهم كان من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي ممن يؤمنون بالعمل المقاوم حلا للقضية الفلسطينية بعيدا عن الحلول السياسية .
وقد أوكلت لجان المقاومة الشعبية قيادة جناحها العسكري الى أبو يوسف الذي يعرف بأنه أكثر ميلا للمقاومة على حساب العمل السياسي وهذا ما يفسر قلة ظهوره الاعلامي .
ومثل العامين الأولين للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الإسرائيلية الشهيرة " الميركافاه " حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الإسرائيليين الأمر الذي وضع قادة اللجان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي المتواصل .
وبحسب أحد المقربين للقوقا فان أبو يوسف كان أحد أبرز مهندسي عمليات الميركافاه والشخص الذي أشرف شخصيا على هذه العمليات المتتالية .
ومع تطور العمل العسكري للمقاومة وصعوبة الاستهداف للدبابات الإسرائيلية وزيادة التحصينات فقد دخلت الفصائل الفلسطينية في مرحلة تصنيع الصواريخ .
وكان للجان نصيب في هذا المجال عبر تصنيعها لصواريخ الناصر بمراحله الثلاث المختلفة حيث يؤكد قادة اللجان ان أبو يوسف الذي يرغب كثيرا في لبس الزى العسكري كان له الفضل في تصنيع صاروخ" ناصر ثلاثة "الذي لم تنفك لجان المقاومة الشعبية من إطلاقه على البلدات والمستوطنات الإسرائيلية .
وعلى الرغم من خلفيته الفتحاوية فان القوقا بدا من خلال عمله المقاوم يميل بشكل ملحوظ وكبير نحو حركة حماس كبرى الحركات الإسلامية الفلسطينية حتى اعتبر أحد اقوى الحلفاء للحركة وجناحها العسكري كتائب القسام .
وبرز ذلك واضحا من خلاله علاقاته القوية والتنسيق العالي ومواقفه العلنية حيث يشير المقربين إلى أن الأقرب إلى قلبه والشخص الذي جمعته معه مراحل المقاومة خلال الانتفاضة هو عدنان الغول أحد أبرز مهندسي كتائب القسام والذي قتل قبل عامين في قصف إسرائيلي .
ويقطن أبو يوسف القوقا في معسكر الشاطىء للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة غير بعيد عن منزل الشيخ إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي والقائد البارز في حركة حماس .
وعلى الرغم من بروزها الواسع في مجال المقاومة فان أحداثا مختلفة كانت مثار جدل بين اوساط فلسطينية مختلفة عسكت أجواءها بشكل سلبي على لجان المقاومة الشعبية ذو الوجه العسكري الممزوج بأطياف مختلفة .
وقد تعرض القوقا خلال الانتفاضة لثلاث محاولات اغتيال كادت أن تنال منه بدأت باستهداف سيارته في حي الزيتون شرق مدينة غزة ثم باستهداف منزله مرتين على التوالي من خلال طائرات الاباتشي والزوارق الحربية ونجا من جميعها كما أن اسمه برز في معظم قوائم المطلوبين الفلسطينيين في قطاع غزة .
وشكلت كل هذه الأحداث والاستهداف الواضح دافعا قويا لدى أبو يوسف باتخاذ إجراءات أمنية خاصة حيث ضاعفها في الآونة الأخيرة مع تزايد حملة الاستهداف الإسرائيلية ضد نشطاء اطلاق الصواريخ والتي تعد اللجان أحد أقطابها غير أن إسرائيل نجحت في أن تصل إلى ابو يوسف عبر سيارة مفخخة على غرار عملية استهداف رفيقه أبو الوليد الدحدوح قائد سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي حيث انفجرت سيارة مفخخة أثناء سير أبو يوسف متجها لمسجد مرج لزهور بالقرب من جامعة القدس المفتوحة وسط مدينة غزة قبل وقت قصير من صلاة الجمعة .
رحم الله الشهيد واسكنه فسيح جناته ... وانا لله وانا اليه راجعون
تعليق