إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهيدالقائد ثائر حلمي رمضان ( ابو عصام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهيدالقائد ثائر حلمي رمضان ( ابو عصام)

    سلامٌ من الله عليك أيها الشهيد

    ارتقى الشهيد القائد ثائر حلمي رمضان إلى العلا ليلة الرابع من تموز 2004م ، وكان يُعرف بين أقاربه وإخوانه وأصدقائه بكنتين :( أبو إسلام) ،( وأبو عصام ) ، و معارفه كثيرون في فلسطين ، حيث تعددت الساحات التي عمل فيها الشهيد ، في قريته - تل القريبة من نابلس - ، وفي مدينته نابلس ، وفي مخيماتها ، وفي جامعتها حيث تلقي العلم ، وفي السجون المختلفة التي سجن فيها ، وفي المدارس التي درس فيها طالباً ودرَّس فيها معلماً .

    ولما كانت الكنية تسمية يختارها الإنسان بمحض إرادته لتكون علماً عليه وعلى أكبر ولده ، فإن اختيار شهيدنا لكنيته الأولى يكشف عن جانب مشرق من نفسية وذهنية ثائر ، فهو طالب للعلم الشرعي ، حيث درس أصول الدين في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية بنابلس وتخرج منها سنة 1997م ، وثائر كما عرفه مخالطوه يرى ضرورة العودة إلى الإسلام ، الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من رب العالمين ، وطبقه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه ، فانتصر الإسلام على كل الأديان ، وساد به المسلمون كل الأمم ، ولذا اتخذ ثائر لنفسه هذه الكنية ليعبر عن ذلك الشعور .

    أما اكتناء ثائر بأبي عصام ، فهو كذلك يدلنا على جانب مهم من نفسيته ، فثائر كان مليء القلب إعجاباً غير مكتوم بالشهيد القائد عصام براهمة – صاحب المشوار الجهادي المشرف ، ومؤسس مجموعات عشاق الشهادة التابعة لحركة الجهاد الإسلامي ، وخائض الاشتباك التاريخي المشرف مع اليهود حيث استشهد فيه بعد أن قتل منهم وجرح ... كان الشهيد البطل ثائر رمضان يرى في الشهيد عصام مثالاًُ جديراً بالاحتذاء ، وكتعبير عن ذلك كنى نفسه بأبي عصام عندما رزقه الله منذ عام ونصف بتوأمين - ذكر وأنثى - ، وكان قبلها قد رزق بابنته الكبرى ، والتي تبلغ من العمر أربع سنين .

    نشأ شهيدنا البطل في قرية تل ، وهي قرية قريبة من مدينة نابلس ، بلغتها دعوة أبي إبراهيم منذ بدايتها وذلك عن طريق بعض الطلاب الجامعيين من القرية الذي التقوا بالشهيد الشقاقي ، فالتحق ثائر بالدعوة وآمن بالفكرة ، وأيقن أن الانفصام بين ما هو وطني وإسلامي ما هو إلا أمر مفتعل ، يرفضه الإسلام بفقهه ، ولا تقبل به الوطنية بمصالحها وأهدافها ، آمن ثائر بدعوة الجهاد الإسلامي عندما بلغته في أواسط الثمانينيات والتحق بالحركة من يومها ، وقضى معظم عمره عضواً في صفوفها ، وقائداً لإخوانه فيها وذلك في عدد من ميادين العمل التنظيمي الجهادي الذي مارسته حركة الجهاد الإسلامي .

    إذا فثائر ممن عرف الحق فآمن به واعتنقه ، فعمل به .. ، وكان أسلوبه في سيرته و عمله أسلوب القصد ، دون تهور أو فتور ، وأعانته على ذلك عقلية متزنة ، وقلب متقد بالإيمان ، خالص من علل القلوب القاتلة ، كحب السمعة والرئاسة والمال والجاه ..

    وكلما سار ثائر في سيرته تلك أكثر ترسخت عنه أكثر صورة جمعية في أذهان إخوانه ومخالطيه فيها الكثير من معاني السمو الروحي والإشراق الإيماني ، فمن يسأل عن حال ثائر ربما يجاب بأنه مؤدب وخلوق بشواهد كثيرة ، أو يقال : إن ما يميز ثائر نظافة اليد وعفة اللسان ، أو يقال : ثائر طيب القلب حسن الطوية يُؤمَن جانبه ... ، بيد أن هناك وصفاً جامعأً لشخصية ثائر يعد بحق البوابة الصحيحة لفهم ثائر الإنسان ، ذلك الوصف كان تعريفاً بثائر في معرض الحديث عن أحد مواقفه البطولية ، والوصف هو : "وحدث ذلك بشهادة أحد أتقياء نابلس " ، نعم فالتقوى وهي خير لباس ، تفسر مجمل مواقف ثائر وأفعاله ، والله أعلم بمن اتقى والناس شهود الله في أرضه .

    وكان آخر تلك المواقف وواسطة عقدها ما كان فيه استشهاده ، ذلك أن ثائر المقاتل البطل ، كشف للجميع في وصيته أن صور الشهداء كانت لا تزايله في منامه ، صور : شقيقه مصطفى الذي استشهد في بدء انتفاضة الأقصى وكانا كالتوأمين في التلازم والمحبة ، وذكر أيضاً صورة الشهيد القائد أنو حمران ، أخاه وزميله في مشوار الجهاد والعمل في إطار حركة الجهاد الإسلامي ، والشهيد البطل نصر الدين عصيده ، ابن قريته ، وأخيراً وليس آخر الشهيد فادي البهتي المعروف بالشيخ إبراهيم ، أحد قادة سرايا القدس والذي أستشهد قبل استشهاد ثائر بثمانية أيام ، وجمع بينهما حبل المودة المتين .

    لم تزل تلك الصور تراوده في منامه وأحلامه ، فيتقلب هو بينها ، فيسامر أولئك الشهداء ويسامرونه ثم يصحو من نومه فلا يجدهم معه ، وكان وهو معهم سعيداً فرحاً ، فإذا صحا اشتعل القلب شوقاً إليهم ، وكيف لا يشتعل قلب المؤمن شوقاً إلى حيث يكون الشهداء ؟! ، ويبقى شهيدنا كذلك حتى إذا بلغ ذلك الحنين أشده ، وزادت شعلته عن الاحتمال ، حملته هي إلى حيث أكرمه الله بأن رفعه، إلى مقام الشهادة ..

    كان سلاح الأعداء الحديد ، والأرض تأكل الحديد فيما تأكل ، أما سلاح ثائر فهو إيمان راسخ بالله و ثقة غير محدودة به سبحانه ، ورجاء خالص فيه عز وجل ، وهذه الأشياء تنفي عن قلب المؤمن كل حب للدنيا أو تعلق بها ، فلا يبقى خوف ، وهل الخوف إلا حب للبقاء في هذه الفانية ، وإيثار لها على الآخرة الباقية بالتعلق بالملذات والشهوات ؟ ! .

    وهذا ما تسام عنه شهيدنا أبو عصام ، وعندها اعتنق رشاشه ، وجهز نفسه بجهازها ، وكتب وصيته ، وتوكل على الله قاصداً مستوطنة – هاربراخا – وذلك في ليلة الرابع من تموز ، فاقتحم تلك المستوطنة مطلقاً على المغتصبين فيها زخات من رشاشه ، وكان يعلم أنه سيتلقى الرد ، وجاء ردهم الحاقد بعشرات الطلقات التي اخترقت رأسه وصدره ، ليرتقي بعدها للعلا شهيداً ً.

    اليهود يرون أنهم قتلوه ، ومن يؤمن بالغيب لا يرى أنه مات وكيف يكون قد مات والله يقول :

    {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

    الآية (169) آل عمران

    اللهم اجعل ثائراً في زمرة الشهداء السعداء الأحياء برحمتك يا رب العالمين .
    الملفات المرفقة

  • #2
    رحمه الله تعالى ..

    شكرا أخي .

    تعليق


    • #3
      رحمه الله الشهيد
      #################
      اذا تكرر نفس التوقيع سيتم طردك من المنتدى المرة القادمة
      الادارة

      تعليق

      يعمل...
      X