إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهيد البطل :عصام براهمه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهيد البطل :عصام براهمه

    الشهيد القائد عصام براهمة




    سلطت الأضواء القوية على المنزل من كل الجهات وبدأت مكبرات الصوت لجنود الاحتلال تدعو المجاهد عصام لتسليم نفسه وكان جواب المجاهد صحية "الله اكبر" على لحن من الرصاص الذي انهال على المحتلين ليكون عنواناً أعظم للرفض وشوقاً للمقاومة والاستشهاد، وهنا بدأت القوات الاسرائيلية بقصف المنزل من كل الجهات ، أما المجاهد عصام الذي تلقى تدريبه العسكري (في اكثر من مكان والذي كسب تجربة عسكرية غنية في المواجهات مع المحتلين هناك)، قد صنع من المنزل خندقاً؛ كلما فتحت الصواريخ الغادرة فتحة ففيه أطل عليهم برصاص كثيف موقعاً منهم القتلى والجرحى.. وبدأت سيارات الإسعاف العسكرية تنقل ما تستطيع سبحه من أرض المعركة إلى المستشفيات ، (حيث إن الشهيد امتلك في تلك الأثناء ثلاث قطع رشاشة وعدة قنابل يدوية ومسدسا وكمية كبيرة من الذخيرة والعتاد) وقد تم إحضار طائرات عمودية شاركت في القصف والإغارة حتى انتصف الليل تقريباً كان المنزل قد أصابه الدمار شبه الكالم.

    فساد الصمت وتقدم قائد هذه القوات مع جنوب كثيرين لتفقد المنزل ظانين أن المجاهد عصام من المستحيل أن يكون على قيد الحياة من شدة ما قصف وأطلق باتجاهه النار.. دخل الجنود مع قائدهم فإذا بصيحة "الله اكبر" تجلجل من تحت الانقاض عاشق الشهادة مبتور القدم مثخن بالجراح.. الدم يلف جسده إلا أن رمقه الأخير لازال يزخر بالجهاد وصليات من الرصاص على الجنود المحتلين سقط قائدهم وتبعه أربعة منهم وجرح الكثيرون وفر الباقون فزعاً.

    موعد مع الشهادة

    بعدها أخذت الطائرات العمودية تقصف المنزل بشدة حتى سوته مع الأرض وعصام النجيب المقاوم يلفح لا يتوانى عن إطلاق النار على مراكز تجمع الجنود، حتى لاح الفجر ذلك الموعد مع الشهادة..طائرة عمودية تطلق صاروخاً على صدره فيسقط عصام عاشقاً كما أحب ومكرماً من الله كما صدق.

    على وقع هذه الصورة الحية كانت الذكرى السنوية الثانية حيث استشهد يوم 10/12/1992 لرحيل الشهيد عصام براهمة حيث دعت حركة الجهاد الإسلامي في منطقة جنين لإقامة حفل تأبيني للشهيد في مسقط رأسه قرية عنزا مساء يوم السبت العاشر من شهر كانون أول عام 1994 في مدرسة بنات قرية عنزا وقد بدأ الحفل الذي حضره جموع من المواطنين بآيات من القرآن الكريم تلاها أحد الإخوة ثم تقدم عريف الحفل الذي رحب بالحضور وحيا الذكرى وقدم أحد الإخوة ليقرأ كلمة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والتي جاء فيها:

    إننا نقف اليوم لتأبين قائد جهادي فذ فماذا نقول لمثل هؤلاء الأفذاذ الميامين وكل التعابير ممجوجة وكل الكلمات تتقزم أمام كبرياء هؤلاء وأن السبيل الأمثل لتكريمهم هو السير على دربهم. وأضاف البيان مخاطباً الشهيد الحي.. ماذا نقول فيك وأنت العاشق المعشوق ستبقى نبراساً يهتدى به وأنت تنضم إلى نخبة الجنة أمثال حسن البنا وصالح سرية وسيد قطب وخالد الإسلامبولي ومصباح الصوري وهاني عابد لتتكامل حبات اللؤلؤ في العقد الجهادي الفريد.

    وأضاف أن الأمة ملزمة بقول كلمتها وإعلاء صوتها الرافض للارتماء في حضن قوى الاستكبار والطغيان وأن الطرح السياسي الحالي هو طرح أشباه الرجال وأشباه السياسيين وأنه بوعد الله زائل أمام تقدم هذه المشاعل الجهادية المنيرة حتى تستنهض الأمة قواها ومقوماتها ليكتمل المشروع الإسلامي الأعظم في بناء الإسلام العزيز على كل الأرض الإسلامية.

    وقد اختتمت الكلمة بمعاهدة الشهيد على حفظ أمانيه في السير قدما على درب الجهاد والاستشهاد.

    ثم تقدمت فرقة الإنشاد الإسلامي في أنشودة "شوقي حرب".

    صورة حياة من الشهيد عصام براهمة

    بعدها تحدث شقيق الشهيد عن مناقبه ومواقفه وأنه صدق الله فصدقه الله ، واستعرض سيرة حياته ولطف معاملته مع ابناء شعبه وإيثاره وتضحياته تطبيقاً للقرآن الكريم .. ثم قرأ بعض المقولات الجهادية التي كان يرددها الشهيد منها أقوال للشهيد خالد الإسلامبولي ، ثم تقدمت والدة الشهيد التي تتصف بالصبر ورباطة الجأش فقرأت لروح ولدها قصيدة ارتجالية قصيرة لهذه الذكرى.

    وبعدها تقدمت إحدى قريبات الشهيد بكلمة جاء فيها أن عصام الشهيد الحي، يحرك فينا عشق الشهادة وأنه سطر في معجم الجهاد التاريخي خطاً مضيئاً للأجيال ثم قرأت مقطوعة نثرية بينت فيها عشق الشهيد للجهاد والمقاومة وللشهادة.

    ثم تحدث أحد الإخوة عن الجماعة الإسلامية في الجامعات والمعاهد وحيا الذكرى والقائد المجاهد (عصام براهمة) المعلم والباني بروحه ودمه مشعلا في أوج الفعل النضالي الانتفاضي وبروز خلايا مسلحة في منطقة جنين أميال "مجموعات الفهد الأسود" والنسر الأحمر والحركات المسلحة السرية الأخرى ، كانت هذه العناصر التي تحصل بشق الأنفس على قطعة من السلاح يقدر ثمنها بأرواح الشهداء رغم تواضعها ، فقد كانت هذه العناصر تلجأ لذلك المجاهد عصام براهمة في تلال قريته عنزا ليستعينوا بخبرته العسكرية ويستمعوا لتوجيهاته وتعليماته بالنسبة للسلاح واستخدامه ويصلح لهم ما يجدون من سلاح قديم ليصبح فاعلاً، ولم يبخل على أحد في تقديم المشورة والنصيحة لكل تلك الخلايا المسلحة وأحياناً كانوا يحتكمون إليه لشعورهم بحكمته ورجاحة عقله وبعد نظره في عدة قضايا تهم المطاردين.

    شديد التدين حذر له حس جهادي عميق

    حدث أحدهم، أن المجاهد عصام براهمة كان شديد التدين ، يكثر من تلاوة القرآن ، حذر ، له حس جهادي عميق ، نظيف في تعامله مع أبناء شعبه حتى مع الذين حاولوا التضييق عليه ، خوفاً من لمعان سيرته واحترامه بين الناس وتأثيره عليهم ، خاصة الفتية والنشء من أبناء قريته والقرى المجاورة.

    ذات يوم وصلت أنباء عن انتشار عسكري ومراقبة وحواجز عسكرية بالقرب من مسقط رأس المجاهد (براهمة) فتعاون بعض الأخوة وبطريقة سرية على تأمين مكان آمن بعيداً عن المكان للحفاظ على حياة ذلك المجاهد الطاقة والذي يحتاج إليه الجميع.. فتم نقله مع المساء إلى الجبال المحيطة ومن ثم واكبه أحد الأخوة إلى مكان يبعد عن قريته مسافة 6كم تقريباً، وفي أحد الأودية الوعرة ، أوقف المجاهد عصام السيارة التي كانت تقله ونزل وطلب منهم العودة، وهمس في أذن أحدهم أنه سيبيت هنا في هذا الوادي عدة ليال ، وطلب منه مرافقته ليعلم مكان اختبائه وليوصل له الطعام بعد ثلاثة أيام، فسار معه ذلك الشاب ووقفا معاً أمام صخرة كبيرة، فطلب عصام من الشاب مساعدته لإزالتها فوافق الشاب باستغراب شديد، وبعد عناء أزيحت الصخرة فإذا هي بوابة لكهف عميق قديم، دخل عصام إلى داخل الكهف وأضاء شمعة كانت بحوزته ، فأضاءت بعض جوانب الكهف وأخرج من جيبه بعض قطع الخبز وكمية من الماء وكمية من الطعام المتواضع وأنزل عن عاتقه رشاشته المعبأ بالرصاص وحمل بيمنه القرآن وطالب رفيق دربه أن يغلق الكهف بتلك الصخرة وألا يعود إلا بعد 3 أيام وألا يخبر أحداً، وقال : كان يقرأ القرآن ويتقرب من الله بالإكثار من الصلاة والذكر ففعل رفيق دربه وعاد حائراً إلى قريبته وبعد ثلاثة ايام ركب دابته قاصداً ذلك الوادي بغرض التحطيب الظاهري للتمويه ووصل مع المساء وربط الدابة بعيداً عن المكان وتقدم خلسة خوفاً من أ، يراه أحد ، اقترب من الصخرة التي تشكل باب الكهف فنادى بصوت منخفض، (عصام.. عصام) واقترب أكثر وأصغى لصوت عصام وهو يرتل القرآن من كتاب الله بصوت جميل ، فأزاح الصخرة بعناء ودخل إليه بالطعام فرآه ساجداً بيده كتاب الله وأمامه الشمعة المشتعلة على يمينه ، هالة من السكينة والوقار وغشاوة من الخضوع والخشوع للعلي القدير.

    تلك هي صورت من أيام عاشق الشهادة وتلك هي صفحة شفافة من عمق الإيمان.

    نحن عشاق الشهاده منا الجند ومنا القاده ودفاعا حتى الشهاده .

  • #2
    رحم الله شهدائنا الأبرار

    جزاك الله كل خير أخي
    القناعة كنز لا يفنى

    تعليق


    • #3
      نحن عشاق الشهاده منا الجند ومنا القاده ودفاعا حتى الشهاده .
      بارك الله فيك أخي الكريم اللهم أجمعنا مع الشهداء في جنانك

      تعليق


      • #4
        رحم الله الشهيد
        د
        http://www.21za.com/pic/flower001_files/4.gif

        تعليق


        • #5
          رحم الله شهدائنا الابرار واسكنهم فسيح جناته

          جزاك الله كل خير

          دمت بحفظ الرحمن
          إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
          نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
          جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

          تعليق

          يعمل...
          X