إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشهيد القائد محمود عبيد ... مهندس العبوات الناسفة وصديق الاستشهايين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشهيد القائد محمود عبيد ... مهندس العبوات الناسفة وصديق الاستشهايين

    انه مخيم جنين ثانية.. يصر على حمل راية الجهاد الإسلامي خفاقة، يغرسها بعنفوان في مقلة الاحتلال الصهيوني . بسواعد أبناء سرايا القدس يصنع هذا المكان العجيب أسطورة جديدة وبطلا آخر يقذف الله به الرعب في قلوب جنود الاحتلال الصهيوني .. فكما لمع نجم المجاهدين طوالبة والسعدي وصوالحة وحردان ممن اتخذوا مخيم جنين ميدانا أصر محمود عبيد على تصدر صفوف المقاومين في مخيم جنين ليغدو على صغر سنه مهندس العبوات الناسفة .

    تصنيع العبوات

    على مدخل البيت ترفرف رايات الجهاد الإسلامي وداخل بيته البسيط تستقبلنا صور الشهيد المجاهد حسام جرادات الذي حاول محمود مرارا استضافته في بيته ولكن حسام رحمه الله ظل يرفض ذلك لوجود روضة أطفال تديرها والده محمود وخوفه على وقوع مكروه لهم خلال ملاحقته من قبل سلطات الاحتلال الصهيونية

    كان المجاهد محمود إبراهيم قاسم عبيد المولود في مخيم جنين دمث الخلق طلق الوجه لا تفارقه ابتسامته . يحبه الأطفال الذي كان يرفق بهم ويلاعبهم لا يخرج يوما من بيته إلا بعد سماع رضا والديه عليه . تقدم محمود عبيد والمعروف بابو الجحيم لامتحان شهادة الثانوية العامة في العام 2003 ولم يوفق في الحصول عليها بسبب انشغاله في تصنيع " الاكواع" وهي عبوات ناسفة تم تصنيعها للمرة الأولى في مخيم جنين في محددة الشيخ المجاهد علي الصفوري احد ابرز قادة الجهاد الإسلامي في جنين وقد كانت سلاحا فعالا خلال اجتياح مخيم جنين في العام 2002 ،تعلم محمود التصنيع من قادة سرايا القدس في المخيم وبرع فيها حتى لقب بمهندس العبوات .لم يكن احد من ذويه يعلم انخراطه في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي اذ لم يخطر ببالهم ان ابنهم الذي يذهب يوميا للمدرسة كأي طالب كان يتابع تحصيله في العبوات اكثر من تحصيله العلمي حتى تمكن من تفجير عبوة تزن عشرات الكيلوغرامات في مستعمرة جانيم قرب جنين في العام 2003. الأمر الذي جعل قوات الاحتلال الصهيوني تداهم منزله للبحث عنه ليغدو من وقتها مطاردا .

    محمود وهو الابن الرابع في أسرته البسيطة الحال ظل ملازما لقادة سرايا القدس في مخيم جنين خاصة القائد الشهيد حسام جرادات وكانت تربطه علاقة وثيقة بالشهيدين اشرف السعدي ومحمد ابو ناعسة الذين استشهدا منذ ايام ثلاث فقط بتاريخ 28/2/2007 في عملية اغتيال جبانة .

    بيتي في الجنة

    بحرقة وألم تسرد ام شادي والدة محمود محطات مضيئة في حياة ابنها القصيرة فتقول:" هو أكثر أبنائي حنوا علي ، ولا اذكر انه أغضبني مرة في حياته .. كان يدخل فجرا بين فترة وأخرى يقرع الباب ويوقظنا ..يسأل عن صحتي وعن صحة ابيه ويعانق اخوته ثم يغيب عن ناظرنا ويعود فجأة في يوم لاحق " وتضيف:" بات غيابه المستمر عن البيت ولأربع سنوات متوالية حرقة في قلوبنا وجرحا لا يندمل وظل بيتي محطة شبه يومية لقوات الاحتلال الصهيونية التي كانت تمارس وحشيتها ضدنا جميعا وتعيث فسادا في البيت"

    منذ شهور ثلاثة أصبح بيت عبيد شبيه بثكنة عسكرية لتوالي الاقتحامات مما حدا بأسرة محمود بمحاولة إقناع ابنهم بتسليم نفسه خاصة بعد لعبة المخابرات الصهيونية التي تحدثت عنها ام شادي بلوعة حقيقية فقالت:" شهر كامل مر علينا بأيامه الثلاثين يدخل فيه الجيش الصهيوني المنزل ويخرجنا نساءً ورجالاً واطفالاً في البرد القارس والمطر ويجبروننا على الجلوس في الوحل تتربص بنا كلابهم البوليسية المرعبة دون ذرة رحمة ببكاء أحفادي او مرض زوجي ويكيلون لنا الشتائم ويتهددوننا تارة ويرغبوننا تارة اخرى " وتضيف:" كان ترغيبهم يتبع خطة ماكرة لإلقاء القبض على محمود فقد طلب مني الضابط الصهيوني بتصنع المرض والاتصال بمحمود للحضور للبيت وعندها اتصل به ليقبض عليه " وأضافت:" نظر ذلك الضابط الصهيوني الماكر ملنا في عيوننا وقال " والله والله والله لن نقتل محمود فهو يعمل في العبوات وهذا غير خطير واما وليد عبيدي ابو القسام فنريده ميتا لانه ارسل " ارهابيين" الى اسرائيل"..تضيف ام شادي.. ظل إلحاحهم اليومي هذا يرن في آذاننا وفعلا طلبت من محمود التخلي عن العمل العسكري وتسليم نفسه ولكنه رد علي بكل كبرياء قائلا:" والله يا امي لو استطعت ان ألبي لك أي طلب سأفعل الا ان تطلبي مني التخلي عن الجهاد وعن المقاومة فهذا مستحيل وان كنت تحبينني لا تعاودي مثل هذا الطلب مني" فاقول له :" سأزوجك! سابني لك بيتا قربي فيرد –رحمه الله- بيتي فوق في جنات النعيم فلا تتعبي نفسك" .

    كانت العبوات التي كانت تنفجر يوميا على تخوم وضواحي مخيم جنين توقع خسائر في صفوف قوات الاحتلال الصهيوني فلا ينسى أهالي مخيم جنين العبوة الضخمة التي انفجرت في احد الجيبات وأحرقته في الجابريات ورددت أجواء مخيم جنين صراخ الجنود الصهاينة المحترقين قبل ان تجليهم سيارات الإسعاف ولا ينسى أهالي عرابة العبوة التي نسفت جيب آخر قربها وأوقع جرحى .

    منذ مطلع شهر شباط 2007 زادت الضغوطات على أسرة عبيد فاعتقلت قوات الاحتلال الصهيونية اخوته الثلاث شادي 25 عاما وعلاء 17 عاما وعبد الله 18 عاما ووالده الستيني المريض وعمه محمد في يوم واحد واستجوبتهم قبل ان تفرج عنهم في وقت لاحق بعد التنكيل بهم وما يزال عبد الله قيد الاعتقال حتى اليوم .

    قبل الرحيل

    يوم واحد قبل الرحيل الى الجنان ..محمود يتسلل الى البيت في الحادية عشرة صباحا يقبل يدي والديه ويرفع نظره الى السماء متفكرا قبل ان يقول :" طائرات الاستكشاف هذه جاءت من اجلي منذ أمس ولن ترحل قبل ان تقتلني " سقطت كلماته على الجميع كفؤوس حادة قبل ان تهلع امه قائلة :"أرجوك يا محمود احترس وكفّ عن تصنيع العبوات ولو مؤقتا ". تقول ام شادي :" نظرت لمحمود ساعة دخوله علي في ذلك اليوم وكانت آخر مرة تكتحل عيني برؤيته قبل رحيله فرأيته يشع نورا وبهاءً بعصبة سوداء مزينة بعبارة سرايا القدس وسلاحه بيده والرصاص يزين صدره وجعبته.. فأحسست انه يترسب من بين يدي" .

    في اليوم التالي قبل بزوغ الفجر كانت طائرات الاستكشاف تحوم في السماء بشكل حثيث مثير للشكوك ولكن محمود ترك مكمنه والذي اختاره في ليلته الأخيرة في الدنيا ليكون مستشفى الدكتور خليل سليمان في جنين وتناول فطوره وركب سيارته عقب اتصال هاتفي من شخص لم يتم الكشف عنه حتى الآن وعلى دوار الشهيد يحيى عياش في جنين بالقرب من وسط المدينة اعترضت سيارة بلوحة تسجيل عربية طريقه فاضطر لإيقاف سيارته قبل ان تمطره قوة من المستعربين الصهاينة برصاصها الحاقد فترديه قتيلا . وتنسحب من المدينة بعد تطلق النار عشوائيا في الهواء .

    حالة من الغضب العارم اجتاحت أهالي جنين ومخيمها عقب انتشار خبر استشهاد محمود الذي يشيعه الى مثواه الأخير في مقبرة شهداء مخيم جنين آلاف الموطنين يتقدمهم المقاومين والمسلحين من مختلف التنظيمات وتوعد قادة سرايا القدس من رفاق دربه وعلى رأسهم اشرف السعدي رحمه الله ووليد عبيدي الاحتلال بدفع الثمن غاليا وان الرد على استهداف المقاومين والمجاهدين سيكون مؤلما ومزلزلا.

    اسبوع من الآلام

    تتحدث ام شادي بمرارة عن لقائها بالقائد اشرف السعدي ومحمد ابو ناعسة أصدقاء محمود المقربين فتقول:" أسبوع واحد فقط كان الفارق بين رحيل محمود ورحيل أصدقائه الذي حضروا لتعزيتي ومواساتي وتضيف والدموع تمور في عينيها:" عندما نظرت اليهم رأيت فيهم صورة محمود ولكن الحقد الصهيوني اغتالهم ليحكم طعنته في صميم جرحنا النازف " لم استطع إيقاف ام شادي عن النشيج والبكاء المرير وهي تودع محمود مرتين في أسبوع واحد . فجراح الفراق انفتقت برحيل اشرف السعدي ومحمد ابو ناعسة جيرانه وزملاءه ورفاق دربه في الجهاد الإسلامي .

  • #2
    خسرتك الارض وربحتك السماء هنيئا لك الشهادة يامحمود

    تعليق


    • #3
      جزااااااااك الله كل خير أخ محمد على سرد سيرة هذا الفارس المغوار
      القناعة كنز لا يفنى

      تعليق


      • #4
        رحمك الغفور يا محمود و أسكنك الجنة مع الحور

        تعليق


        • #5
          رحمه الله وبعث لنا مثله الكثير
          http://www.21za.com/pic/flower001_files/4.gif

          تعليق


          • #6
            عوضنا الله بمن يحمل هم الدين والدعوة والجهاد
            http://www.21za.com/pic/flower001_files/4.gif

            تعليق


            • #7
              رحم الله شهدائنا الابرار واسكنهم فسيح جناته

              جزاك الله كل خير

              دمت بحفظ الرحمن
              إن لله عباداً فطنا .. طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
              نظروا فيها فلما علموا .. أنها ليست لحييٍ وطنا
              جعلوها لجةً واتخذوا .. صالح الأعمال فيها سفنا

              تعليق

              يعمل...
              X