إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رؤيا نبوية عظيمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رؤيا نبوية عظيمة

    رؤيا نبوية عظيمة

    حدث سمرة بن جُنْدُبٍ أن رسول اللَّهِ قَالَ ذَاتَ ‏‏غَدَاةٍ: ((‏إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ، وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي، وَإِنَّهُمَا قَالا لِي: انْطَلِقْ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ فَيَثْلَغُ رَأْسَهُ، فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ فَيَأْخُذُهُ فَلا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ لهما: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا هَذَانِ؟! ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، ـ قَالَ: ـ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاهُ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِكَلُّوبٍ‏ مِنْ حَدِيدٍ، وَإِذَا هُوَ يَأْتِي أَحَدَ شِقَّيْ وَجْهِهِ فَيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرَهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنَهُ إِلَى قَفَاهُ، ـ قَالَ: ـ ثُمَّ يَتَحَوَّلُ إِلَى الْجَانِبِ الآخَرِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ بِالْجَانِبِ الأَوَّلِ، فما يَفْرُغُ مِنْ ذَلِكَ الْجَانِبِ حَتَّى يَصِحَّ ذَلِكَ الْجَانِبُ كَمَا كَانَ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، مَا هَذَانِ؟! ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ‏ التَّنُّورِ، أَعْلاهُ ضَيِّق وَأَسْفَله وَاسِع، يُوقَد تَحْتَهُ نَارًا، ‏فَإِذَا فِيهِ ‏‏لَغَطٌ ‏وَأَصْوَاتٌ، ـ قَالَ: ـ فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ، فَإِذَا أتَاهُمْ اللَّهَبُ ‏ضَوْضَوْا، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَؤُلاءِ؟ ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، ـ قَالَ: ـ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ أَحْمَرَ مِثْلِ الدَّمِ، وَإِذَا فِي النَّهَرِ رَجُلٌ سَابِحٌ يَسْبَحُ، وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ حِجَارَةً كَثِيرَةً، وَإِذَا ذَلِكَ السَّابِحُ يَسْبَحُ مَا يَسْبَحُ ثُمَّ يَأْتِي ذَلِكَ الَّذِي قَدْ جَمَعَ عِنْدَهُ الْحِجَارَةَ فَيَفْغَرُ لَهُ فَاهُ فَيُلْقِمُهُ حَجَرًا، فَيَنْطَلِقُ يَسْبَح ثمَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِ كُلَّمَا رَجَعَ إِلَيْهِ ‏فَغَرَ ‏لَهُ فَاهُ فَأَلْقَمَهُ حَجَرًا، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَانِ؟! ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، ـ قَالَ: ـ فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ كَرِيهِ الْمَرْآةِ كَأَكْرَهِ مَا أَنْتَ رَاَء رجُلاً مَرْآةً، وَإِذَا عِنْدَهُ نَارٌ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟! ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، فَانْطَلَقْنَا فَأَتَيْنَا عَلَى رَوْضَةٍ مُعْتَمةٍ فِيهَا مِنْ كُلِّ لَوْنِ الرَّبِيعِ، وَإِذَا بَيْنَ ظَهْري الرَّوْضَةِ رَجُلٌ طَوِيلٌ لا أَكَادُ أَرَى رَأْسَهُ طُولاً فِي السَّمَاءِ، وَإِذَا حَوْلَ الرَّجُلِ مِنْ أَكْثَرِ وِلْدَانٍ رَأَيْتُهُمْ قَطُّ، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ لَهُمَا: مَا هَذَا؟! مَا هَؤُلاءِ؟! ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: انْطَلِقْ انْطَلِقْ، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ عَظِيمَةٍ لَمْ أَرَ رَوْضَةً قَطُّ أَعْظَمَ مِنْهَا وَلا أَحْسَنَ، ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: ارْقَ فِيهَا، ـ قَالَ: ـ ‏فَارْتَقَيْنَا فِيهَا، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَدِينَةٍ مَبْنِيَّةٍ بِلَبِنِ ذَهَبٍ وَلَبِنِ فِضَّةٍ، فَأَتَيْنَا باب المَدِينَةِ فَاسْتَفْتَحْنَا فَفُتِحَ لَنَا، فَدَخَلْنَاهَا فَتَلَقَّانَا فِيهَا رِجَالٌ شَطْرٌ مِنْ خَلْقِهِمْ كَأَحْسَنِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، وَشَطْرٌ‏ كَأَقْبَحِ مَا أَنْتَ رَاءٍ، ـ قَالَ: ـ قَالا لَهُمْ: اذْهَبُوا فَقَعُوا فِي ذَلِكَ النَّهَر، ـ قَال: ـ وإذَا نَهَرٌ مُعْتَرِضٌ يَجْرِي كَأَنَّ مَاءَهُ الْمَحْضُ فِي الْبَيَاضِ، فَذَهَبُوا فَوَقَعُوا فِيهِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَيْنَا قَدْ ذَهَبَ ذَلِكَ السُّوءُ عَنْهُمْ، فَصَارُوا فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ، ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: هَذِهِ جَنَّةُ عَدْنٍ وَهَذَاكَ مَنْزلك، ـ قَالَ: ـ فَسَمَا بَصَرِي صُعُدًا، فَإِذَا قَصْرٌ مِثْلُ الرَّبَابَةِ الْبَيْضَاءِ، ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: هَذَاكَ مَنْزِلُكَ، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ لَهُمَا: بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمَا، ذَرَانِي فَأَدْخُلَهُ، قَالا: أَمَّا الآنَ فَلا وَأَنْتَ دَاخِلهُ، ـ قَالَ: ـ قُلْتُ لَهما: فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ عَجَبًا، فَمَا هَذَا الَّذِي رَأَيْتُ؟! ـ قَالَ: ـ قَالا لِي: أَمَا إِنَّا سَنُخْبِرُكَ، أَمَّا الرَّجُلُ الأَوَّلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَأْخُذُ الْقُرْآنََ فيرْفُضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكذب الكذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ، وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّور فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ وَيُلْقَمُ الحجر فإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا، وَأَمَّا الرَّجُلُ الْكَرِيهُ الْمَرْآةِ الَّذِي عِنْدَ النَّارِ يَحُشُّهَا وَيَسْعَى حَوْلَهَا فَإِنَّهُ مَالِكٌ خَازِنُ جَهَنَّمَ، وَأَمَّا الرَّجُلُ الطَّوِيلُ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ فَإِنَّهُ إِبْرَاهِيمُ ، وَأَمَّا الْوِلْدَانُ الَّذِينَ حَوْلَهُ فَكُلُّ مَوْلُودٍ مَاتَ عَلَى الْفِطْرَةِ))، قالَ: فَقَالَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ؟ فَقَالَ: ((‏وَأَوْلادُ الْمُشْرِكِينَ، وَأَمَّا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَانُوا شَطْرٌ مِنْهُمْ حَسَنًا وَشَطْرٌ قَبِيحًا فَإِنَّهُمْ قَوْمٌ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ)) ‏رواه البخاري في صحيحه.

    أيها المؤمنون،

    في هذا الحديث الجليل قصَّ النبي على أصحابه خبر هذه الرؤيا العجيبة العظيمة، وفيها من العبر والتأملات ما ينبغي أن يقف معه كل مسلم وينظر في شأنه وحاله، ويتأمل ما ورد ذكره من عقوبات بعض الكبائر التي انتشرت في هذا الزمان.

    1-فذاك الهاجر للقرآن التارك للعمل به الذي يسمع آيات الله تتلى عليه صباح مساء ثم يصر مستكبرًا كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقرًا، ذاك المعرض عن القرآن لا يتعلمه ولا يعمل به، ذاك الذي أنعم الله عليه فحفظ القرآن أو جزءا منه ثم أهمله فتركه ونسيه، هؤلاء جميعًا متوعدون بذلك العذاب المذكور في الحديث.

    أيها المؤمنون،

    وينال هذا النوعَ من العذاب صنف آخر وهم كثر في هذه الأيام، وهم الذين يتعمدون النوم عن الصلاة المكتوبة، وتلك كبيرة من أعظم الكبائر، وكم نسمع عمن ينام عن صلاة الفجر ولا يستيقظ إلا لوقت عمله فيصليها حينئذٍ، وكم نسمع عمن يأتي بيته بعد انتهاء دوامه فينام عن صلاة العصر وربما نام عن غيرِها ولا يستيقظ إلا عند العشاء، وإنك لترى في هؤلاء من الجلد والنشاط والاهتمام بشأن دنياهم ما لا تراه منهم في شأن الصلاة، فلو كان لأحدهم عمل يستدعي منه الاستيقاظ قبل الفجر لاستيقظ، بل لربما لم ينم ليلته تلك خشية أن يفوته ذلك العمل.

    أيها الإخوة،

    إن من تعمد تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها بدون عذر فإنها لا تصح منه ولو صلاها ألف مرة لأن الله تعالى يقول:( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [النساء:103] أي: لها وقت محدد،
    قال الفقهاء: وكما لا يصح أداؤها قبل وقتها فلا يصح أداؤها بعده، وقد قال النبي : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، والذي يؤخر الصلاة عن وقتها عمدًا بلا عذر قد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودًا عليه.

    وسئل الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله عمن يضع توقيت الساعة لموعد الدوام الرسمي ويصلي الفجر في هذا الوقت سواء السابعة أو السادسة والنصف هل هو آثم في ذلك؟ وما حكم صلاته؟
    فأجاب رحمه الله بقوله: هو آثم في ذلك بلا شك، وهو ممن آثر الدنيا على الآخرة، وقد أنكر الله ذلك في قوله تعالى:( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [الأعلى:16، 17]، وصلاته هذه ليست مقبولة منه ولا تبرأ بها ذمته، وسوف يحاسب عنها يوم القيامة، وعليه أن يتوب إلى الله وأن يصليها مع المسلمين ثم ينام بعد ذلك إلى وقت الدوام إن شاء، ويجب على المسلم أن يقوم بعبادة الله على الوجه الذي يرضي الله عز وجل؛ لأنه في هذه الحياة الدنيا إنما خلق لعبادة الله ولا يدري متى يفجؤه الموت فينتقل إلى عالم الآخرة إلى دار الجزاء التي ليس فيها عمل كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم : ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).

    أيها الإخوة المؤمنون

    ،2- ومن الكبائر التي ورد ذكر عقوبتها في هذا الحديث الكذب الذي يذاع فينشر في الناس فيبلغ الآفاق، ولعل من أوضح ما يندرج في ذلك تلك الأخبار المكذوبة التي تشيعها بعض وسائل الإعلام لتوهين عزائم المسلمين وإضعاف قوتهم وتضخيم قوة أعدائهم، ناهيك عما تسطره أقلام بعض الصحفيين وكتاب الأعمدة في الصحف من الكذب والافتراء على العلماء والصالحين والسعي لاستعداء المجتمع عليهم بقصص باطلة ومستهجنة يُهدف من ورائها إلى زعزعة ثقة المجتمع في أهل الخير والدعاة وإسقاط منزلتهم في المجتمع، وإنك حين تقلب صفحات كثير من الصحف والمجلات فلن تخطئ عينيك مقالات وأخبارًا لا تساوي قيمة المداد الذي كتبت به، إضافة إلى ما تهدف إليه مما أشرت إليه آنفًا.


    3- فمن الكبائر التي جاء التحذير منها في هذا الحديث وبيان شيءٍ من عقوبتها في الآخرة فاحشة الزنا، إنه قرينٌ لأعظم موبقتين: الشرك بالله وقتل النفس،
    (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا* إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإنَّه يَتُوبُ إَِلى اللهِ مَتَاَباَ ) [الفرقان:68 الآيةإلى71]، قال الإمام أحمد: "لا أعلم بعد القتل ذنبًا أعظمُ من الزنا". والله سبحانه قد نهى في محكم تنزيله عن قربه والدنو منه مما يعني البعد عن بواعثه ومقدماته ودواعيه ومثيراته، قال سبحانه: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً )[الإسراء:32].

    أيها الإخوة،

    إن الإسلام يقف من هذه الجريمة موقف حزم وحسمٍ وصراحةٍ وصرامة، إنه يمتدح الشهمَ الكريمَ الذي يغار على نفسه وحرماته، ويندد بالديوث الذميم الذي يقر الخبث في أهله، فتبقى الأعراض مصونة والشرف موفورًا عزيزًا.

    والإسلام يكبح هذه الجريمة ويضيق دائرتها بأحكامه وآدابه وعقائده بدءًا من الإيمان بالله وخشيته وتقواه ثم تنقية المجتمع من بواعث الفتن ومواطن الريب، فالتزامُ الملابس السابغة المحتشمة التي تكرم ابن آدم وتحميه:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب:بالآية59]، وغض البصر وكف العيون الخائنة من البحث عن العورات:( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) [النور:الآية30،و بالآية 31]، وتحريم الخلوة بين الرجل والمرأة غير ذات المحرم طهارة لقلوبهم وقلوبهن:( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) [الأحزاب:53بالآية]، ((ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما))، ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر إلا مع زوج أو ذي محرم))، والمباعدة بين مجالس الرجال ومجالس النساء حتى في المساجد دور العبادة، فللرجال صفوفهم وللنساء صفوفهن، ومنع الاختلاط المحرم في التعليم والعمل وكل مجال يقود إلى الفتنة، وتيسير سبل الزواج: (وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) [النور:بالآية 32]، والتزام الاستئذان والاستئناس حتى لا تقع العين على عورات أو تلتقي بمفاتن.

    ومن أعظم الآداب في هذا الباب الكف عن إشاعة الفاحشة بين المؤمنين ومحبة ذلك والرغبة فيه عياذًا بالله، خلافا لما تفعله كثيرٌ من وسائل الإعلام في الناس والنفوس والذين يصدق فيهم قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ )[النور:19].

  • #2
    برك الله فى الموضوعك الجيد والممتاز

    تعليق


    • #3
      شكرا لك علي الدخول

      تعليق

      يعمل...
      X