إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاستشهادي البطل راغب جرادات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاستشهادي البطل راغب جرادات

    الاستشهادي البطل راغب جرادات





    بينما كان المقاتلون الفلسطينيون في مخيم جنين يخوضون اعنف المعارك مع وحدات جيش شارون المختارة التي كانت تشن هجمات وحشية على المخيم الذي افشل الحسابات والخطط الصهيونية ورغم عمليات القصف للطائرات والدبابات التي اوقعت عدد من الشهداء والجرحى الذين نزفوا حتى الموت بعد منع قوات الاحتلال طواقم الاسعاف والصليب الاحمر من الوصول اليهم ونجدتهم ,وبينما كان العالم يقف صامتا على مجازر جزار صبرا الجديدة في

    مخيم جنين تحدى استشهادي فلسطيني من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي كل الاجراءات الصهيوني ,وخرق اسوار شارون الواقية وكل احتياطاته العسكرية ونفذ عمليته النوعيه في قلب العمق الصهيوني ليؤكد ان ارادة الفلسطيني واستعداده للتضحية والفداء اكبر واقوى من كل الارهاب الصهيوني .

    ففي الوقت الذي كان فيه قادة الاجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية الصهيونية يحاولون طمانة الشارع الصهيوني بانتهاء العمليات التخريبية في الداخل لان مخيم جنين يخضع لحصار مشدد والجيش يقوم بضرب وتصفية قواعد المخربين الذين يرسلون الإستشهاديين كان استشهادي فلسطيني يقتحم كل الحدود ويتحدى اجهزة الامن الصهيونية ويفجر نفسه في حافلة صهيونية ,وبقدر ما هز الانفجار العمق الصهيوني فانه اثار حالة من الفرح ونشوة

    الانتصار في الشارع الفلسطيني الذي اعتبر العملية رد على العدوان والمجزرة وتاكيداً على قوة وارادة الشعب المجاهد ,ورغم ظروفهم الصعبة فان المقاتلين في مخيم جنين احتفلوا بالعملية التي اعتبروها هدية خاصة وتعزيز لصمودهم ودعم لمعركتهم .

    وبدا الجميع يبحث عن اسم الاسطورة الجديدة في سفر النضال والمقاومة , والتي اعادت للمقاومة عنفوانها وقوتها , ولكن حجم الفرحة والاحتفاء بالعملية اتخذ بعدا اكثر اهمية بعدما تبين ان منفذ العملية الاستشهادية خرج من منطقة جنين انه ابن سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي راغب احمد عزت جرادات الذي اهدى عمليته الى المجاهدون على ارض فلسطين وفي مخيم جنين الصابر الصامد …والذي هزته صور الدمار والقصف والاخبار التي تسربت من المخيم عن ارتكاب العدو للمجازر البشعه فلم يتاخر عن تلبية نداء الواجب والجهاد ففجر جسده الطاهر في حافلة صهيونية بعدما ترك وصية اصبح الكبار والصغار في مخيم جنين يحفظونها عن ظهر قلب …

    واستهل الاستشهادي جرادات وصيته بالقول ( يا ابناء الاسلام المفدى وابناء فلسطين الذبيحة في الوقت الذي يتصاعد فيه الاجرام الصهيوني في كل مكان مستهدفا كل ما هو جميل في حياتنا وفي الوقت الذي يعلن العالم المستكبروالجبان بصمته الانحياز لهذا الاجرام وفي الوقت الذي تصر به الحكومات العربية والاسلامية ان تبقى احذية في اقدام الصهاينة وامريكا المجرمة وفي الوقت الذب تغط به الشعوب العربية والاسلامية في سباتها العميق وترفض ان تبصق الدم في وجه حكامها وسفارات القتله على ارضها في هذا الوقت يقف المجاهدون على ارض فلسطين وفي مخيم جنين الصامد الصابر مخيم النصر القادم لامحالة يقف المجاهدون يستمدون القوة من الله العزيز الجبار ويرفضون الخضوع امام شراسة الهجمة ووحشيتها ويعلنون للعالم اجمع ان المقاومة ستستمر يمكنهم ان يقتلوا الشيوخ والنساء والقادة ويمكنهم ان ينشروا الدمار والخراب ويمكنهم ان يجرفوا الارض ويقتلعوا الزرع لكن المقاومة ستستمر وحتما ستنتصر باذن الله وسيعلم المجرم شارون وحكومة جنرالاته وجيشه القذر ان الدم بالدم وان النار بالنار وان المجزرة في مخيم جنين لن تمر دون عقاب وسيدفع الصهاينة المجرمون الثمن غاليا باذن الله وليطمئن كل المخلصين المجاهدين وكل الشرفاء والاحرار ان الجهاد والمقاومة ستستمر حتى رحيل الصهاينة القتله من كل ذرة من فلسطين الطهور .

    وختم الاستشهادي جرادات وصيته مخاطبا ابناء دينه وشعبه واصدقائه واخوته قائلا (ها هو المجرم الشفاح شارون والقذر موفاز يمنعون في اخوتنا في مخيم جنين قتلا ودمارا قتلوا الشيوخ والاطفال والنساء هدموا البيوت ونشروا الفساد وانه لمن العار ان نرضى بهذا الذل وان نبقى صامتين ننتظر دورنا للذبح بسكين العبري ايها العقلاء ايها الاحرار ايها الشرفاء تقدموا واشعلوا الارض من تحتهم …تقدموا بكل ما تملكون بالعبوات والقنابل بالرصاص بالسكين بالدم بالاشلاء فلا وقت الا للعمل المقدس والا فلا تلوموا الا انفسكم .

    وصية بالدم

    ووقع راغب وصيته بالدم ونفذ وصيته وامنية حياته كما يقول رفاقه وفجر حافلة صهيونية في وسط حيفا ليلتحق برفاقه الشهداء من ابناء سرايا القدس الذين استشهدوا قبله فالشهادة هي الكلمة الوحيدة التي كان يرددها في الاونة الاخيرة وكلما سمع نبأ وقوع عملية كان اول المحتفلين بها يوزع الحلوى ويدعوا الله ان يمنحه هذا الشرف العظيم وافاد احد اصدقاءه انه بمقدار فرحة بالعمليات كان يبكي لانه لم يكن الشهيد الذي نال هذا الشرف .

    صفحات من حياة الشهيد

    ينحدر الاستشهادي جرادات من بلدة السيلة الحارثية التي خرجت قوافل من الاستشهاديين قبيل الانتفاضه الراهنه وخلالها وغالبيتهم من اصدقاءه وقد ولد في عام 1985 لاسرة فلسطينية مناضلة تتكون من خمسة افراد ووالده يمتلك صيدلية في مدينة جنين وحرص على تربية ابناءه تربية اسلامية صالحة وزرع روح الانتماء الصادق للوطن ومنذ صغره عرف الطريق للمسجد ونشأ على طاعة الله وحفظ اجزاء كثيرة من القران الكريم فتلقى تعليمه في مدارس السيلة التي عرفته طالبا مجدا ومجتهدا فكان يحصل على المرتبة الاولى دوما ويتفاخر به معلميه كما اسرته لحسن سلوكه واخلاقه وتفوقه فكان طيب المعشر لا يتوانى عن فعل الخير والتعاون مع الصغير والكبير في قريته حتى حظي بمكانة خاصة ومميزة لدى الجميع .

    وبعد دراسة واعية لقضية شعبه انخرط الشهيد في صفوف الجماعة الاسلامية الطلابية فساهم في نشر رسالة الايمان والجهاد والمقاومة وشارك في كافة الانشطة الطلابية والاجتماعية والوطنية وقاد المسيبرات والتظاهرات بفعاليه وتاثر بشكل بالغ بعد استشهاد ابن قريته الشهيد سليمان طحاينة الاستشهادي الاول الذي نفذ عمليه جريئه في القدس مع الاستشهادي يوسف الصغير في 6-22-89 بل ان راغب قاد المسيرة التي نظمت للشهيد طحاينة والقى فيها كلمة دعا فيها كل فلسطيني لحمل رايه صالح والجهاد لمحاربة العملاء ومقاومة الاحتلال ومما قاله في تابينه ( دم صالح يبلغنا بان الدم هو الطريق نحو النصر وكل الحلول الاستسلاميه ستسقط ودم سليمان سيبقى شاهدا ومنار .

    ويقول رفاقه ان راغب انتمى الى لحركة الجهاد الاسلامي وبسرعة قياسية اصبح من انشط عناصرها الذي كرس لحظة في حياته للجهاد والجهاد في سبيل الشهاده ,وقال احد زملاءه في المدرسة كان شعلة عطاء ونشاط لا يتعب او يياس يعمل ليل نهار روح الايمان والجهاد تتجسد في كل كلمة وخطوة فهو شهيد مع سبق الاصرار ومع اندلاع انتفاضة الاقصى تغير راغب كثيرا واصبح اكثر عطاءا وعنفوانا فتوجه للقائد محمود طوالبة عدة مرات وطلب منه

    مساعدته لتنفيذ عملية فتقرب منه واصبح تلميذا مخلصا لطوالبة فتاثر به كثيرا وعندما جاء نبا استشهاده في معركة مخيم جنين لم ينتظر وفي نفس اليوم الذي انتشر فيه الخبر توجه لحيفا وابى الا ان يثأر لاستشهاد معلمه محمود طوالبة ولمجزرة مخيم جنين .

    ويقول احد قادة الجهاد الاسلامي في السيلة ان الحديث عن راغب يذكرنا براغب حرب القائد في حزب الله الذي استشهد في قرية جبشيت اللبنانية في لبنان فالشهيد حمل حبا كبيرا لمقاتلي حزب الله الذين كانوا قدوته فكان يحفظ اسماء الشهداء من المقاومة الاسلامية واغانيهم ووصاياهم ويدعوا الله ان يمنحه قدرتهم وقوتهم وعنفوانهم وبطولتهم وكان دوما يردد (ان الرصاصه جميلة في مخزن البندقية ولكنها في صدر الاعداء اجمل )ومن كلماته التي ترددها الالسن في السيلة ( ان الدم بالدم والدم قانون المرحله والطريق للجنه والنصر فقط من خلال الجهاد والاستشهاد ).

    رفيق الشهداء

    وارتبط الشهيد بعلاقه صداقة حميمه مع الاستشهادي سامر شواهنة ابن سرايا القدس الذي نفذ عملية في الخضيرة في 29-11-2001 ,كما ارتبط بعلاقة مميزة مع الاستشهادي عبد الكريم طحاينة ابن سرايا القدس الذي ثأر لشهداء جنين خلال اجتياح شهر 3 الماضي عندما تسلل الى مدينة العفولة ونفذ عمليته , وقد اقسم راغب في المسيرة التكريمية لرفيق دربه انه سيثأر ويمضي على دربه حتى النصر .

    يوزع الحلوى

    و حرص الشهيد على تجسيد القول بالفعل ومثلما كان يوزع الحلوى لدى وقوع أي عملية اضافه لطبع صور الشهداء وتوزيعها وهو يتبشر باللحاق بهم فانه اوصى عائلته بعدم الحزن والبكاء ورفض استقبال المعزين وافتتاح بيت لتقبل التهاني باستشهاده .

    عائلة الشهيد

    ولبت عائلة الشهيد وصيته ورفضت استقبال المعزين وعبرت والدته الحاجه ام الصادق عن اعتزازها بشهيدها وقالت الحمد لله الذي رزقني بطلا يحمل راية الاقصى وفلسطين انني اشمخ وارفع راسي عاليا به فولدي تحرك لنصرة ابطال الانتفاضة في مخيم جنين وعندما سمع صرخة وين الملايين لم يتنتظر جيوش العرب وسمعه رفاقه يقول اثناء سماعه انباء ما يجري في مخيم جنين 0يجب على كل شريف في فلسطين ان يصنع من نفسه ساترا بشريا امام الدبابات لوقف المجزرة ومساعده المقاتلين وتعزيز صمودهم .

    وتقول والدته انه كان على علاقة جيدة مع افراد اسرتنا فهو ابن بار ومتدين وفي صغره تحدث لوالده عن امنيته بدراسة الهندسة ولكنه تغير في الفترة الاخيرة وكلماته القليله التي يرددها عن الشهاده والسهداء وفلسطين .

    ويقول احد اقاربه ان راغب وبعد مشاهدة الدمار والعدوان في المخيم وايمانه العميق بدينه وقضية شعبه وحركته وشعبه قرر الثأر وتوجيه ضربة قوية للعدو الغاصب .

    ورغم حبه الشديد لوالديه الا انه لم يخاطبهم بوصيته بل ركز على هموم شعبه ومعركة المواجهه وكانه يقول لرفاقه وصيتي الاولى والاخيرة لكم فلسطين.

    لحظات الوداع

    بعد وقوع العمليه ادرك اهالي السيلة واصدقاء راغب انه خلال جولته الاخيرة عليهم كانت لوداعهم فلم يبقى صديق له الا وقابله وصافحه دون ان يلاحظ احد أي علامات غريبة عليه ,وعندما نفذ راغب العملية تغلب رفاقه على حزنهم واحتفلوا بالعملية ليقوموا بنفس الدور الذي قام به راغب قبل فترة وجيزة فوزعوا الحلوى والسنتهم وقلوبهم تضرع لله العلي القدير ان يتقبل شهادته وثبتهم على دربه .

    عملية نوعيه

    ومع اشراقة الشمس كان راغب يتسسلل الى حيفا حاملا كل الحب والانتماء لفلسطين وليلبي نداء رافاقه في مخيم جنين حيث فجر حافله صهيونية فاستشهد وقتل 23 صهيونياً واصيب العشرات من الصهاينة بجروح منهم عقيد في لجيش يعمل مديرا في سجن مجدو و4 ضباط تحقيق في سجن الجلمه برتبة ميجر .

    وانه لجهاد نصر او استشهاد

    حركه الجهاد الاسلامي
    سرايا القدس
يعمل...
X