تهل الذكريات من جديد.. وما أكثر الذكريات في فلسطين.. فكل يوم تتجدد ذكريات الشهداء.. ومع كل ذكرى نحيى من جديد ذكريات قادة ومجاهدين ارتقوا لعلياء السماء.. وتتجدد ذكرى قائد ومجاهد لطالما تشوقت نفسه أن يكون شهيداً.. "فلسطين اليوم" تسلط الضوء من جديد على أحد ابرز قادة العمل الجهادي المقاوم في فلسطين، الشهيد القائد خالد الدحدوح "أبو الوليد"، الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في الأول من آذار/ مارس من العام الماضي 2006.
من هو أبو الوليد ؟
قائد مهمات سرايا القدس في غزة وأبرز المطلوبين لدى اسرائيل
برز خالد الدحدوح الشهير بأبي الوليد كأحد أبرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة خلال الانتفاضة الحالية .
ولمع اسم ابو الوليد وهو في العقد الرابع من عمره بتصدره لقائمة مطلوبي الجناح العسكري للجهاد في غزة من قبل إسرائيل خاصة بعد عمليات الاغتيال التي طالت قادة السرايا ومن أبرزهم محمود الزطمة ومقلد حميد ومحمود جودة وخليل الدبش ومحمد الشيخ خليل .
وبحسب قائد في سرايا القدس أكد ان الدحدوح يترأس وحدة التصنيع التابعة للسرايا في غزة كما يقود الوحدة التقنية في السرايا والتي فقدت مؤخرا اثنين من أبرز نشطائها في عملية اغتيال اسرائيلية في حي الزيتون بغزة .
وأضاف القائد في السرايا أن ابو الوليد وقف خلف العديد من العمليات العسكرية التي نفذها الجناح العسكري ضد الاهداف الاسرائيلية في قطاع غزة خلال الانتفاضة الحالية وخاصة عمليات اطلاق الصواريخ واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات اليهودية قبل الانسحاب الاسرائيلي .
ووصف القيادي في السرايا فقدان الدحدوح وقد غلبت عليه مشاعر التأثر والحزن بأنه " مصاب جلل وعظيم " .
وعلى الرغم من أنه من أبرز المطلوبين لدى إسرائيل فان سكان قطاع غزة اعتادوا على تحرك الدحدوح العلني وعدم اختفائه عن الانظار حيث شوهد في أكثر من مناسبة حاضرا غير آبه بالتهديدات الاسرائيلية والتي كادت ان تنال منه في السادس من فبراير عندما نجا بأعجوبة من قصف اسرائيلي استهدف عددا من قادة السرايا في حي الزيتون بغزة مما أدى في حينه الى استشهاد اثنين منهم .
وقد توعد الدحدوح ذو اللحية التي يغلب عليها الشيب عقب تلك العملية اسرائيل برد مزلزل وقوي في عمق الكيان الصهيوني.
ويتمتع أبو الوليد بابتسامة وروح مرحه ميزته عن الكثير من القادة العسكريين الذين دوما تغلب عليهم روح الجدية والعصبية .
توعدت سرايا القدس، بالرد على جرائم الاحتلال الصهيوني، وقال أبو احمد إن الرد سيكون في عمق الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن الدحدوح نجا عدة مرات من الاغتيال.
واعتبر الناطق باسم سرايا القدس اغتيال الشهيد الدحدوح بالحماقة الصهيونية، وتوعد برد مزلزل على جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن الرد لن يكون إلا بحجم الاغتيال الجبان.
وأوضح أن الدحدوح هو من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال، ومسؤول عن عدة عمليات استشهادية في قطاع غزة والضفة الغربية ضد العدو الصهيوني، مؤكداً أن الدحدوح قد اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال والسلطة
وأشار الناطق باسم سرايا القدس إلى أن الدحدوح مسؤول عن عمليات اطلاق الصواريخ على مغتصبات العدو وخاصة مغتصبة "سيديروت
كلمة الأمين العام د. رمضان شلّح في وداع أبي الوليد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، إمام المجاهدين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين، أما بعد..
إلى أهلنا الصامدين الصابرين في فلسطين الحبيبة.. في غزة الجهاد والمقاومة.. وفي حي الزيتون البطل، حي الصمود والملاحم.. إلى آل الدحدوح الكرام منجبي القادة والأبطال.. وإلى أبناء الجهاد والمقاومة البواسل.. إلى فرسان سرايا القدس وكل الكتائب وسائر الأجنحة العسكرية لقوى شعبنا، أقول: عظّم الله أجركم، وبارك لكم بشهادة القائد البطل، علم الجهاد ونورها الساطع، فارس سرايا القدس المغوار، الشهيد القائد أبو الوليد خالد الدحدوح..
أخي أبا الوليد.. كل الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك أصغر منك.. أصغر من قامتك الفارعة.. ومن هامتك التي لم تنحنِ إلا لله عز وجل. فباسم أمتك الثكلى وشعبك المجروح.. باسم أهلك وإخوانك ورفاق دربك وكل الذين عرفوك فأحبوك ومازالوا يبكونك دمعة في عيونهم، وجمرة في قلوبهم.. باسم هؤلاء جميعاً لا نملك أمام فاجعة رحيلك إلا أن نقول "إنا لله وإنا إليه راجعون".
راجعٌ أنت أبا الوليد.. راجعٌ إلى نبع الحياة الأول.. راجعٌ إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر.. راجع لتطل علينا من منتهى عروجك.. ومن عليائك وشموخك لا لتستقيل من موقعك في قيادة سراياك، سرايا القدس، بل لتكون أكثر حضوراً، وأكثر شموخاً، وأكثر عطاء وأكثر إشراقاً.. لتكون شمس الجهاد الساطعة في قلب كل مقاتل في سرايا القدس، وفي قلب كل شبل في جيش القدس، وفي قلب كل مجاهد في الكتائب وفي لجان المقاومة.. وفي ضمير كل حر وشريف في هذا الشعب العظيم الذي أحبك فخرج عن بكرة أبيه في وداعك بالأمس، لأنك أحببت فلسطين، وسلكت طريق الجهاد من أجل تحريرها، لا لمغنم، ولا لدنيا، ولا منصب ولا جاه، بل لنصرة الحق، تحت راية الإسلام، راية التوحيد، راية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكنت قائد سراياه وسرايا مسراه، سرايا القدس، في غزة هاشم البطلة.
أخي أبا الوليد، لقد ظنوا أنهم باغتيالك يغتالون الجهاد والمقاومة.. ظنوا أنهم بتصفيتك يصفّون الجهاد ويكسرون شوكته.. لكنهم، بغبائهم وعمى بصيرتهم، لم يتعلموا الدرس، ولم يفهموا بعد هذا التاريخ الطويل من الصراع، سر هذا الشعب العظيم.. الشعب الذي تطهره نار المقاومة، ويستنهضه الدم؛ فيعطي بلا حدود.. لم يفهموا سر حركة الجهاد وقصتها مع الدم والشهادة!!
إن حركة يستشهد مؤسسها وأمينها العام الأول، وتقدم كل يوم على مذبح الفداء والشهادة خيرة أبنائها وقادتها وفلذات أكبادها، فوجاً بعد فوج، لا يمكن أن تنكسر، ولا يمكن أن تركع أو تنحني لغير الله عز وجل..
قد يجفُ أو ينضبُ نهر لكن نهرٌ الجهاد لا ينضب!
قد تتعب خيلٌ في كل الأرض لكن خيول فلسطين لا تتعب!
فيا أبناء فلسطين الأحرار.. يا أبناء الجهاد البواسل.. يا أبناء سرايا القدس الأبطال..
نعم، إن مصابنا في أبي الوليد كبير، لكن عزاءنا ورجاءنا في شعبنا المعطاء أكبر..
وصيتي التي أسطرها لكم بدم القائد أبي الوليد، أن تكونوا جميعاً أبا الوليد..
قتلوه لأنه قائدٌ علم في سرايا القدس، فالرد الأوجب والأوجع والأبلغ أن يكون كل واحد منكم قائداً في السرايا.. لتملأوا مكانه الكبير؛ كي تستمر المسيرة وتمضي القافلة، قافلة الجهاد والمقاومة، حاديها صوت الرصاص وانفجارات الاستشهاديين الأبطال.. وهاديها ومناراتها في ليل الهزيمة الدامس دم الشهداء الأطهار..
دم فتحي الشقاقي، ودم أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ودم أبو عمار وأبو جهاد وأبو علي مصطفى.. دم يحيى عياش، ومحمود طوالبة، وعماد عقل، وإياد صوالحة، ومحمد سدر، وهبة دراغمة، وهنادي جرادات، دم لؤي السعدي، ونضال أبو سعده، وأحمد رداد، ومقلد حميد، وبشير الدبش، ومحمد الشيخ خليل، ومحمود جودة، وعزيز الشامي، وشادي مهنا، وعدنان بستان، وجهاد السوافيري، دم أيمن الدحدوح، وأمين الدحدوح الذي عانق في ذكرى استشهادهم دم القائد أبي الوليد ليجتمع شمل الفرسان في جنة الخلد بإذن الله..
العهد العهد للشهداء الأبرار أن نسير على خطاهم، ونحافظ من بعدهم على ما استشهدوا من أجله.. فلن نساوم على قطرة من دمائهم، ولا على حبة من تراب فلسطين.. ومهما كانت التحديات والمغريات، فلن نبدل ولن نغير طريقنا، طريق الجهاد والمقاومة حتى النصر والتحرير بإذن الله..
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ أبو عبد الله
في رحاب المجد
في رحاب المجد سطر حروفها الدامية.. وامتشق من رحيقها أساطير البطولة والفداء.. غاب في ضياء عينيها في لحظاته الأخيرة كي يرتوي من عشقها المنثور في صحارى قلبه الدامي رحيق الشوق .
أبت الشهادة أن تتخطاك أبا الوليد لأنك جدير بها.. زفت مدامعنا زفراتك الأخيرة وأنت تغمض عينيك عن تلك الحياة الفانية.. لكأنها رحلة الشهداء القصيرة يا أبا الوليد.. شاخت عقول ساستنا وهم يبحثون في أيامنا هذه عن ظل الفيافي للركون.. لكنك أشرقت شمساً حارقة تمتد بنورها لتجتاز كل العقول والقلوب النابضة بحب الأوطان.. امتدت يدك "أبا الوليد" إلى سيف خالد في اليرموك وقد تحطمت في يديه سبعة منها.. وكأنك تلملم فتاتها لتعيدها إلى صليلها العازف.. ثارت غبار خيلك الجامحة لترتل أهازيج النصر من جديد..
آه يا زمن الفراق وقد ولى كل الأحبة إلى عالمهم البعيد، آه يا دفء القلوب، وهي ترسل رعشة الموت الأخيرة لتزرع الحياة فينا.. من دمك كتبنا لحظة الانتصار.. ومن روحك اقتبسنا ملاحم البطولة، ومن سواعدكم انتصبنا بهذا المجد كالأحرار.. ومن ثورتكم العارمة تذوقنا معنى الانتصار.
هذي تراتيل الكون تنشد على مسامعنا ملاحم البطولة.. والطير يحلق بجناحيه على ضفاف اوجاعنا.. ليبعث في ثناياه تباشير الفجر الجديد.
من ذا الذي أباح دمك الثائر لينفجر بركاناً في وجههم القبيح.. من ذا الذي اجتاز بحقده كل السدود لينال من روحك الطاهرة.. هو لا يدري أي بركان هذا الذي سيتفجر.. هو لا يدري أي ثورة تلك التي ستثأر.. هو لا يدري أي أسود تل التي ستزأر لتنتقم لدمك النازف.
نم قرير العين أبا الوليد برفقة إخوانك الميامين، محمد الشيخ خليل ومقلد حميد وبشير الدبش ومحمود جودة وأبا جندل وكل الشهداء.. فرحيق دمك سيملأ المكان ويعبق في أرجاء الوطن ليزلزل القلوب الراجفة ويوقد العيون الناعسة.. فنم قرير العين أبا الوليد
من هو أبو الوليد ؟
قائد مهمات سرايا القدس في غزة وأبرز المطلوبين لدى اسرائيل
برز خالد الدحدوح الشهير بأبي الوليد كأحد أبرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة خلال الانتفاضة الحالية .
ولمع اسم ابو الوليد وهو في العقد الرابع من عمره بتصدره لقائمة مطلوبي الجناح العسكري للجهاد في غزة من قبل إسرائيل خاصة بعد عمليات الاغتيال التي طالت قادة السرايا ومن أبرزهم محمود الزطمة ومقلد حميد ومحمود جودة وخليل الدبش ومحمد الشيخ خليل .
وبحسب قائد في سرايا القدس أكد ان الدحدوح يترأس وحدة التصنيع التابعة للسرايا في غزة كما يقود الوحدة التقنية في السرايا والتي فقدت مؤخرا اثنين من أبرز نشطائها في عملية اغتيال اسرائيلية في حي الزيتون بغزة .
وأضاف القائد في السرايا أن ابو الوليد وقف خلف العديد من العمليات العسكرية التي نفذها الجناح العسكري ضد الاهداف الاسرائيلية في قطاع غزة خلال الانتفاضة الحالية وخاصة عمليات اطلاق الصواريخ واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات اليهودية قبل الانسحاب الاسرائيلي .
ووصف القيادي في السرايا فقدان الدحدوح وقد غلبت عليه مشاعر التأثر والحزن بأنه " مصاب جلل وعظيم " .
وعلى الرغم من أنه من أبرز المطلوبين لدى إسرائيل فان سكان قطاع غزة اعتادوا على تحرك الدحدوح العلني وعدم اختفائه عن الانظار حيث شوهد في أكثر من مناسبة حاضرا غير آبه بالتهديدات الاسرائيلية والتي كادت ان تنال منه في السادس من فبراير عندما نجا بأعجوبة من قصف اسرائيلي استهدف عددا من قادة السرايا في حي الزيتون بغزة مما أدى في حينه الى استشهاد اثنين منهم .
وقد توعد الدحدوح ذو اللحية التي يغلب عليها الشيب عقب تلك العملية اسرائيل برد مزلزل وقوي في عمق الكيان الصهيوني.
ويتمتع أبو الوليد بابتسامة وروح مرحه ميزته عن الكثير من القادة العسكريين الذين دوما تغلب عليهم روح الجدية والعصبية .
توعدت سرايا القدس، بالرد على جرائم الاحتلال الصهيوني، وقال أبو احمد إن الرد سيكون في عمق الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن الدحدوح نجا عدة مرات من الاغتيال.
واعتبر الناطق باسم سرايا القدس اغتيال الشهيد الدحدوح بالحماقة الصهيونية، وتوعد برد مزلزل على جرائم الاحتلال، مشيراً إلى أن الرد لن يكون إلا بحجم الاغتيال الجبان.
وأوضح أن الدحدوح هو من أبرز المطلوبين لقوات الاحتلال، ومسؤول عن عدة عمليات استشهادية في قطاع غزة والضفة الغربية ضد العدو الصهيوني، مؤكداً أن الدحدوح قد اعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال والسلطة
وأشار الناطق باسم سرايا القدس إلى أن الدحدوح مسؤول عن عمليات اطلاق الصواريخ على مغتصبات العدو وخاصة مغتصبة "سيديروت
كلمة الأمين العام د. رمضان شلّح في وداع أبي الوليد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق والمرسلين، إمام المجاهدين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين، أما بعد..
إلى أهلنا الصامدين الصابرين في فلسطين الحبيبة.. في غزة الجهاد والمقاومة.. وفي حي الزيتون البطل، حي الصمود والملاحم.. إلى آل الدحدوح الكرام منجبي القادة والأبطال.. وإلى أبناء الجهاد والمقاومة البواسل.. إلى فرسان سرايا القدس وكل الكتائب وسائر الأجنحة العسكرية لقوى شعبنا، أقول: عظّم الله أجركم، وبارك لكم بشهادة القائد البطل، علم الجهاد ونورها الساطع، فارس سرايا القدس المغوار، الشهيد القائد أبو الوليد خالد الدحدوح..
أخي أبا الوليد.. كل الكلمات التي يمكن أن تقال في وداعك أصغر منك.. أصغر من قامتك الفارعة.. ومن هامتك التي لم تنحنِ إلا لله عز وجل. فباسم أمتك الثكلى وشعبك المجروح.. باسم أهلك وإخوانك ورفاق دربك وكل الذين عرفوك فأحبوك ومازالوا يبكونك دمعة في عيونهم، وجمرة في قلوبهم.. باسم هؤلاء جميعاً لا نملك أمام فاجعة رحيلك إلا أن نقول "إنا لله وإنا إليه راجعون".
راجعٌ أنت أبا الوليد.. راجعٌ إلى نبع الحياة الأول.. راجعٌ إلى مقعد صدق عند مليك مقتدر.. راجع لتطل علينا من منتهى عروجك.. ومن عليائك وشموخك لا لتستقيل من موقعك في قيادة سراياك، سرايا القدس، بل لتكون أكثر حضوراً، وأكثر شموخاً، وأكثر عطاء وأكثر إشراقاً.. لتكون شمس الجهاد الساطعة في قلب كل مقاتل في سرايا القدس، وفي قلب كل شبل في جيش القدس، وفي قلب كل مجاهد في الكتائب وفي لجان المقاومة.. وفي ضمير كل حر وشريف في هذا الشعب العظيم الذي أحبك فخرج عن بكرة أبيه في وداعك بالأمس، لأنك أحببت فلسطين، وسلكت طريق الجهاد من أجل تحريرها، لا لمغنم، ولا لدنيا، ولا منصب ولا جاه، بل لنصرة الحق، تحت راية الإسلام، راية التوحيد، راية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فكنت قائد سراياه وسرايا مسراه، سرايا القدس، في غزة هاشم البطلة.
أخي أبا الوليد، لقد ظنوا أنهم باغتيالك يغتالون الجهاد والمقاومة.. ظنوا أنهم بتصفيتك يصفّون الجهاد ويكسرون شوكته.. لكنهم، بغبائهم وعمى بصيرتهم، لم يتعلموا الدرس، ولم يفهموا بعد هذا التاريخ الطويل من الصراع، سر هذا الشعب العظيم.. الشعب الذي تطهره نار المقاومة، ويستنهضه الدم؛ فيعطي بلا حدود.. لم يفهموا سر حركة الجهاد وقصتها مع الدم والشهادة!!
إن حركة يستشهد مؤسسها وأمينها العام الأول، وتقدم كل يوم على مذبح الفداء والشهادة خيرة أبنائها وقادتها وفلذات أكبادها، فوجاً بعد فوج، لا يمكن أن تنكسر، ولا يمكن أن تركع أو تنحني لغير الله عز وجل..
قد يجفُ أو ينضبُ نهر لكن نهرٌ الجهاد لا ينضب!
قد تتعب خيلٌ في كل الأرض لكن خيول فلسطين لا تتعب!
فيا أبناء فلسطين الأحرار.. يا أبناء الجهاد البواسل.. يا أبناء سرايا القدس الأبطال..
نعم، إن مصابنا في أبي الوليد كبير، لكن عزاءنا ورجاءنا في شعبنا المعطاء أكبر..
وصيتي التي أسطرها لكم بدم القائد أبي الوليد، أن تكونوا جميعاً أبا الوليد..
قتلوه لأنه قائدٌ علم في سرايا القدس، فالرد الأوجب والأوجع والأبلغ أن يكون كل واحد منكم قائداً في السرايا.. لتملأوا مكانه الكبير؛ كي تستمر المسيرة وتمضي القافلة، قافلة الجهاد والمقاومة، حاديها صوت الرصاص وانفجارات الاستشهاديين الأبطال.. وهاديها ومناراتها في ليل الهزيمة الدامس دم الشهداء الأطهار..
دم فتحي الشقاقي، ودم أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، ودم أبو عمار وأبو جهاد وأبو علي مصطفى.. دم يحيى عياش، ومحمود طوالبة، وعماد عقل، وإياد صوالحة، ومحمد سدر، وهبة دراغمة، وهنادي جرادات، دم لؤي السعدي، ونضال أبو سعده، وأحمد رداد، ومقلد حميد، وبشير الدبش، ومحمد الشيخ خليل، ومحمود جودة، وعزيز الشامي، وشادي مهنا، وعدنان بستان، وجهاد السوافيري، دم أيمن الدحدوح، وأمين الدحدوح الذي عانق في ذكرى استشهادهم دم القائد أبي الوليد ليجتمع شمل الفرسان في جنة الخلد بإذن الله..
العهد العهد للشهداء الأبرار أن نسير على خطاهم، ونحافظ من بعدهم على ما استشهدوا من أجله.. فلن نساوم على قطرة من دمائهم، ولا على حبة من تراب فلسطين.. ومهما كانت التحديات والمغريات، فلن نبدل ولن نغير طريقنا، طريق الجهاد والمقاومة حتى النصر والتحرير بإذن الله..
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم/ أبو عبد الله
في رحاب المجد
في رحاب المجد سطر حروفها الدامية.. وامتشق من رحيقها أساطير البطولة والفداء.. غاب في ضياء عينيها في لحظاته الأخيرة كي يرتوي من عشقها المنثور في صحارى قلبه الدامي رحيق الشوق .
أبت الشهادة أن تتخطاك أبا الوليد لأنك جدير بها.. زفت مدامعنا زفراتك الأخيرة وأنت تغمض عينيك عن تلك الحياة الفانية.. لكأنها رحلة الشهداء القصيرة يا أبا الوليد.. شاخت عقول ساستنا وهم يبحثون في أيامنا هذه عن ظل الفيافي للركون.. لكنك أشرقت شمساً حارقة تمتد بنورها لتجتاز كل العقول والقلوب النابضة بحب الأوطان.. امتدت يدك "أبا الوليد" إلى سيف خالد في اليرموك وقد تحطمت في يديه سبعة منها.. وكأنك تلملم فتاتها لتعيدها إلى صليلها العازف.. ثارت غبار خيلك الجامحة لترتل أهازيج النصر من جديد..
آه يا زمن الفراق وقد ولى كل الأحبة إلى عالمهم البعيد، آه يا دفء القلوب، وهي ترسل رعشة الموت الأخيرة لتزرع الحياة فينا.. من دمك كتبنا لحظة الانتصار.. ومن روحك اقتبسنا ملاحم البطولة، ومن سواعدكم انتصبنا بهذا المجد كالأحرار.. ومن ثورتكم العارمة تذوقنا معنى الانتصار.
هذي تراتيل الكون تنشد على مسامعنا ملاحم البطولة.. والطير يحلق بجناحيه على ضفاف اوجاعنا.. ليبعث في ثناياه تباشير الفجر الجديد.
من ذا الذي أباح دمك الثائر لينفجر بركاناً في وجههم القبيح.. من ذا الذي اجتاز بحقده كل السدود لينال من روحك الطاهرة.. هو لا يدري أي بركان هذا الذي سيتفجر.. هو لا يدري أي ثورة تلك التي ستثأر.. هو لا يدري أي أسود تل التي ستزأر لتنتقم لدمك النازف.
نم قرير العين أبا الوليد برفقة إخوانك الميامين، محمد الشيخ خليل ومقلد حميد وبشير الدبش ومحمود جودة وأبا جندل وكل الشهداء.. فرحيق دمك سيملأ المكان ويعبق في أرجاء الوطن ليزلزل القلوب الراجفة ويوقد العيون الناعسة.. فنم قرير العين أبا الوليد
تعليق