فارس جديد يتقدم... ليذيب الجليد في «إيلات»
الشهيد الفارس/ محمد فيصل نعيم السكسك
منفذ العملية الإستشهادية في مدينة أم الرشراش (إيلات)
(استشهد يوم الإثنين 10 محرم 1428هـ، الموافق 29/1/2007 م)
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد/ محمد فيصل نعيم السكسك (أبو همام) في منطقة التوام شمال مدينة غزة الباسلة في 7/11/1986م، لتنتقل الأسرة للعيش فيما بعد في منطقة السلاطين غرب مدينة بيت لاهيا.
تربى الشهيد محمد في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، وكما كل أحرار فلسطين لم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي مدينة «يافا» المحتلة.
تتكون أسرته من والديه وأحد عشر فرداً، أربعة من الأخوة ذكور وخمس من الأخوات إناث، وكان ترتيب شهيدنا محمد الثالث بين إخوته، وتزوج شهيدنا البطل محمد من رفيقة دربه قبل عام ونصف وأنجب منها طفلة أسماها «رويدا»، وقد توفيت طفلته قبل نحو شهر بسبب المرض الذي ألم بها وكانت تبلغ حينها من العمر ثلاثة أشهر.
درس الشهيد محمد السكسك المرحلة الإبتدائية في مدرسة الأيوبية في مخيم جباليا، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق بسوق العمل ليعمل في مجال البناء والطوبار.
صفاته وعلاقاته بالآخرين
كان شهيدنا المجاهد «أبو همام» حريصاً على الصلوات الخمس في مسجد الخنساء القريب من منزله، وخاصة المداومة على صلاة الفجر.
عرف عن الشهيد بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً.
إرتبط شهيدنا الفارس محمد السكسك بعلاقات طيبة مع الجميع، فمنذ صغره اتصف بالأخلاق الحميدة وصفات الشباب المسلم، فكان مثال الشاب المتواضع، الهادئ الصبور والمتسامح.
كان شهيدنا المجاهد محمد السكسك يكره الظلم والإنجرار وراء المشاكل.
ارتبط الشهيد بصداقة حميمة بعدد كبير من الشهداء، عُرف منهم الشهيد «نادر أبو العمرين»، فكانت علاقات أخوة ومحبة وتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
كان الشهيد الفارس يحرص دوماً على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار.
كان الشهيد الفارس تغمره الفرحة والبهجة ويعمل على توزيع الحلوى على الناس عند سماعه نبأ وقوع عملية استشهادية في قلب الكيان الصهيوني.
خلال الأيام الأخيرة كان الشهيد محمد السكسك داوم على زيارة المساجد وقراءة القرآن.
مشواره الجهادي
منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته، فتربى الشهيد المجاهد محمد السكسك على درب الإيمان والوعي والثورة، والتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي قبل نحو خمس سنوات.
ونظراً لحب شهيدنا الفارس محمد السكسك للمقاومة والجهاد التحق في صفوف سرايا القدس، في العام 2001م، فكان مثالاً للجندي المجهول، وكان يعمل بلا كلل أو ملل.
كان شهيدنا المجاهد تواقاً للشهادة ويبحث عنها في كل الميادين، ويردد دائماً دعاء: (اللهم إجعلني من أصحاب الفردوس الأعلى).
شارك الشهيد الفارس مع إخوانه المجاهدين في العديد من عمليات الرصد والاستطلاع لتنفيذ العمليات الجهادية.
كان الشهيد المجاهد دائم المشاركة في التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمدننا وقرانا، وتشهد له بذلك أراضي بيت حانون وجباليا، ومنطقة العطاطرة والعمودي في بيت لاهيا.
أصيب الشهيد محمد السكسك بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامه بإطلاق صاروخ على قوات الاحتلال خلال اجتياحها الأخير لبلدة بيت لاهيا.
استشهاده
في صباح يوم السبت الموافق (27/1/2007م)، غادر شهيدنا الفارس محمد السكسك «أبو همام» منزله بعد أن ودّع والدته وقال لها: «بدي أطلع أدعي لي يا أمي»، فقامت والدته بوداعه والدعاء له بالتوفيق، وقال لشقيقه محمد عبارته الأخيرة: «أتمنى من الله أن يحتسبني من الشهداء وليس مثل من يقتلون بعضهم البعض من أبناء الشعب الفلسطيني الواحد»، وتوجّه بعدها إلى أحد المطاعم في مدينة غزة وتناول طعام الإفطار ثم ودع أصدقائه بقوله: «لقائنا المقبل إن شاء الله في الجنة».
وفي إطار التنسيق والتعاون المشترك بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، وخلال عملية نوعية ومعقدة للغاية توجّه الشهيد المجاهد «محمد السكسك» من سرايا القدس إلى مكان تنفيذ العملية في (مدينة أم الرشراش ـ إيلات المحتلة)، وبعد أن وصل إلى المكان يوم الإثنين الموافق (29/1/2007م) أوقف سيارة إسرائيلية لتقله إلى الهدف المحدد له، وحسب رواية أحد الضباط الصهاينة والذي أقلَّ الإستشهادي محمد السكسك إلى مكان تنفيذ العملية ويدعى المُقدم «يوسي فلتينسكي»: يقول: أنه خرج من منزله الساعة التاسعة صباحاً في طريقه لفندق «سبورت» حيث يعمل وأخذ يبحث كعادته عن عمال الفنادق الذين تخلفوا عن السيارة التي تقلهم إلى العمل وبعد عشر دقائق أوقف سيارته وأقلَّ شاباً يرتدي معطفاً أحمر اللون ويعتمر قبعة حمراء ويحمل حقيبة ظهر وحين سأله عن المكان الذي يقصده اكتفى الشاب بإشارة من يده فهم منها الضابط أنه يطلب الوصول إلى مركز المدينة.
ويضيف الضابط قائلاً: أنه وبعد أن اشتبه بتصرفات الشاب وسلك طريقاً يلتف حول مدينة إيلات لتجنب الدخول في أماكن مأهولة إلا أن الشاب لاحظ ذلك وظهرت عليه علامات التوتر فما كان من الضابط إلا أن أوقف سيارته وطلب منه مغادرتها فوراً وقال أسلك هذا الطريق حتى تصل إلى مركز المدينة وقصد الضابط بذلك تضليل المسافر غير المرغوب فيه ووجّهه إلى طريق خالية من السكان.
وبعد أن ترجل الشاب من السيارة سارع الضابط إلى الاتصال بالشرطة الصهيونية وأبلغهم بتفاصيل ما حدث معه ونقل لهم تفاصيل الشاب ووصفه دون أن يغفل تعقبه في سيارته إلا أن الشاب جنح عن الطريق الرئيسي وشرع في الركض، وما أن وصل الشهيد المجاهد محمد السكسك إلى «حي إيزيدور» في مدينة إيلات دخل أحد المخابر الصهيونية وقام بتفجير جسده الطاهر وسط جموع الصهاينة الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة العديد منهم بجراح متفاوتة.
(فإلى جنات الخلد يا شهيدنا البطل)
***
قالوا عن الشهيد
ـ [كان دائماً يتمنى الشهادة في سبيل الله، وطلب منى أن أدعو له بأن يستشهد في سبيل الله].
(والد الشهيد)
ـ [إن استشهاده قد يوصل رسالة للإخوة المتقاتلين من فتح وحماس بأن يكفوا عن صراعهم ويتحدوا لتوجيه سلاحهم باتجاه الاحتلال الإسرائيلي].
(والدة الشهيد)
ـ [كان الشهيد دائماً محافظاً على الصلوات الخمس وخاصة صلاة الفجر، وكان دائماً يتمنى أن يكون أحد إستشهاديي سرايا القدس].
(أخ الشهيد)
ـ [أنا فخورة بشقيقي محمد فقد مات ميتة شريفة ورفض أن يكون ضحية لرصاص الأخوة واختار الشهادة بين أعدائه ونفذ عملية بطولية ولأول مرة في إيلات المحتلة].
(داليا الشقيقة الصغرى للشهيد)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصية الشهيد المجاهد
محمد فيصل السكسك «أبو همام»
الحمد لله رب العالمين القائل «انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»...
أمي الغالية.. أهلي وأحبابي.. يا عشاق الشهادة والخلود:
أي فضل كفضل الشهادة والله جل جلاله يقول «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»..
وصدق قائد المجاهدين حين قال: «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها»، والقائل: «إن للشهيد عند الله خصالاً: أن يغفر له من أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة ويحلى بحلية الإيمان، ويزوّج باثنين وسبعين من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا، ويشفع في سبعين من أقاربه».
أمي الغالية:
سامحيني يا حبيبتي ومهجة قلبي، وأماه لا تحزني علي بل افرحي أماه، إن رضى رب العالمين علي مرهون برضاك وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان، ولن تكمل أمنيتي وأنا أزف عريساً إلى الحور العين دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيداً في سبيله ومن أجل رفع رايته وأن أكون بجوارك أنت وأبي إن شاء الحنان المنان، وصيتي لك أرجو منك عند سماع نبأ استشهادي أن تقومي بالحمد والشكر لله والاسترجاع.. «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (*) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ»..
وأن توزّعي الحلوى والشراب على روحي، وأرجو منك أن لا تنسيني من دعائك ولا تبكي علي ولكن زغردي فهذا عرس ابنك..
أما أنتم يا أخوتي ويا أخواتي:
سامحوني عمّا فعلت معكم، فلكم في جسدي موضع القلب أقول لكم لا تحزنوا على فراقي فنعم الفراق إذا كان بجوار عرش الرحمن، أرجو منكم أن تكونوا عوناً لأمي ولا تقصروا فيها وكونوا من الصابرين المحتسبين واثبتوا وليشد بعضكم أزر بعض ولتتمسكوا بدين الله وحبله المتين.. وصيتي أن ترشدوا أولادي إلى المسجد وحلقات دروس حفظ القرآن، وأن تعلموهم حب الله ورسوله وحب الجهاد والاستشهاد.
يا أصدقائي وأحبائي:
وخاصة شيوخ وشباب وأشبال مسجد الخنساء، والله لا طعم للحياة بدون جهاد ولا فوز إلا بالثبات والمراجعة «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ». يا إخوتي يا من أبيتم إلا أن تسيروا على درب العزة والكرامة أحبائي حافظوا على عهدكم واثبتوا على طريقكم ولا تأبهوا بمن خذلكم، لا تتركوا علم الجهاد، فما تركت أمة الجهاد إلا ذلت.
رسالة إلى أبناء شعبي:
أوصيكم بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة وأن تكونوا على قلب رجل واحد وأن توجّهوا رصاصكم نحو العدو فلا يقتل بعضكم بعضاً.. إلى أخوتي في سرايا القدس وكتائب الأقصى وكتائب القسام وجّهوا بنادقكم نحو العدو «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»..
وفي الختام لا أقول لكم وداعاً ولكن أقول لكم إلى الملتقى بإذن الله في الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم المحب لكم
الشهيد الحي بإذن الله
محمد فيصل السكسك «أبو همام»
***
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾
المقاومة الفلسطينية تبدأ عملية ذوبان الجليد
سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى (جيش المؤمنين) تتبنى عملية إيلات الاستشهادية
يا جماهير شعبنا المجاهد.. يا أهلنا الصامدين في قطاع غزة والضفة الفلسطينية الباسلة.. يا كل أحرار فلسطين.. في الوقت الذي يستمر فيه العدو الصهيوني بارتكاب أبشع جرائمه بحق مجاهدينا وكوادرنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، كان لزاماً علينا أن نكون السباقين بالرد على الاعتداءات والخروقات الصهيونية التي تتواصل بشكل يومي.
إننا في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكتائب شهداء الأقصى «جيش المؤمنين»، إذ نعلن مسؤوليتنا المشتركة عن العملية الاستشهادية في مدينة إيلات لنؤكد على التالي:
1- من حق المقاومة الفلسطينية الرد على كافة الخروقات الصهيونية بحق مجاهدي وكوادر شعبنا المجاهد الذي قدم عشرات آلاف الشهداء على مدار مئات السنين.
2- إن هذه العملية البطولية تأتي في إطار الرد الطبيعي على عمليات الاغتيال التي طالت العشرات من كوادر سرايا القدس وكتائب الأقصى في الضفة الغربية وعمليات الاجتياح المتواصلة في قطاع غزة.
3- إننا في سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى «جيش المؤمنين» لنحذر العدو الصهيوني من مغبة الاستمرار في اعتداءاته بحق أبناء شعبنا ونؤكد على أن أي حماقات سيرتكبها العدو ستواجه بشتى سبل المقاومة.
4- نحذر العدو الصهيوني من أي مساس بالمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي تطاله عمليات حفر مستمرة من قبل المستوطنين.
5- نطالب كافة فصائل المقاومة الفلسطينية الشريفة بوقف الاقتتال الداخلي وتوجيه البنادق التي لطالما واجهت الاحتلال الصهيوني.
إننا ونحن نزف بشري بدء عملية «ذوبان الجليد» لأبناء شعبنا والتي ستتضمن عمليات استشهادية نوعية لنزف للحور العين الاستشهادي الأول في كتيبة الاستشهاديين المجاهد:
محمد فيصل السكسك (21عاماً) من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة
ولنعاهد أبناء شعبنا على أن تبقى دماء شهدائنا هي جسر العبور نحو المسجد الأقصى المبارك.
جهادنا مستمر.. عملياتنا متواصلة
﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾
المجد والخلود لشهدائنا الأبطال... والشفاء العاجل للجرحى
كتائب شهداء الأقصى
جيش المؤمنين
سـرايا القـدس
الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي
الاثنين 10 محرم 1428هـ، الموافق 29/1/2007م
الشهيد الفارس/ محمد فيصل نعيم السكسك
منفذ العملية الإستشهادية في مدينة أم الرشراش (إيلات)
(استشهد يوم الإثنين 10 محرم 1428هـ، الموافق 29/1/2007 م)
الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد/ محمد فيصل نعيم السكسك (أبو همام) في منطقة التوام شمال مدينة غزة الباسلة في 7/11/1986م، لتنتقل الأسرة للعيش فيما بعد في منطقة السلاطين غرب مدينة بيت لاهيا.
تربى الشهيد محمد في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، وكما كل أحرار فلسطين لم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي مدينة «يافا» المحتلة.
تتكون أسرته من والديه وأحد عشر فرداً، أربعة من الأخوة ذكور وخمس من الأخوات إناث، وكان ترتيب شهيدنا محمد الثالث بين إخوته، وتزوج شهيدنا البطل محمد من رفيقة دربه قبل عام ونصف وأنجب منها طفلة أسماها «رويدا»، وقد توفيت طفلته قبل نحو شهر بسبب المرض الذي ألم بها وكانت تبلغ حينها من العمر ثلاثة أشهر.
درس الشهيد محمد السكسك المرحلة الإبتدائية في مدرسة الأيوبية في مخيم جباليا، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق بسوق العمل ليعمل في مجال البناء والطوبار.
صفاته وعلاقاته بالآخرين
كان شهيدنا المجاهد «أبو همام» حريصاً على الصلوات الخمس في مسجد الخنساء القريب من منزله، وخاصة المداومة على صلاة الفجر.
عرف عن الشهيد بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً.
إرتبط شهيدنا الفارس محمد السكسك بعلاقات طيبة مع الجميع، فمنذ صغره اتصف بالأخلاق الحميدة وصفات الشباب المسلم، فكان مثال الشاب المتواضع، الهادئ الصبور والمتسامح.
كان شهيدنا المجاهد محمد السكسك يكره الظلم والإنجرار وراء المشاكل.
ارتبط الشهيد بصداقة حميمة بعدد كبير من الشهداء، عُرف منهم الشهيد «نادر أبو العمرين»، فكانت علاقات أخوة ومحبة وتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
كان الشهيد الفارس يحرص دوماً على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار.
كان الشهيد الفارس تغمره الفرحة والبهجة ويعمل على توزيع الحلوى على الناس عند سماعه نبأ وقوع عملية استشهادية في قلب الكيان الصهيوني.
خلال الأيام الأخيرة كان الشهيد محمد السكسك داوم على زيارة المساجد وقراءة القرآن.
مشواره الجهادي
منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته، فتربى الشهيد المجاهد محمد السكسك على درب الإيمان والوعي والثورة، والتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي قبل نحو خمس سنوات.
ونظراً لحب شهيدنا الفارس محمد السكسك للمقاومة والجهاد التحق في صفوف سرايا القدس، في العام 2001م، فكان مثالاً للجندي المجهول، وكان يعمل بلا كلل أو ملل.
كان شهيدنا المجاهد تواقاً للشهادة ويبحث عنها في كل الميادين، ويردد دائماً دعاء: (اللهم إجعلني من أصحاب الفردوس الأعلى).
شارك الشهيد الفارس مع إخوانه المجاهدين في العديد من عمليات الرصد والاستطلاع لتنفيذ العمليات الجهادية.
كان الشهيد المجاهد دائم المشاركة في التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمدننا وقرانا، وتشهد له بذلك أراضي بيت حانون وجباليا، ومنطقة العطاطرة والعمودي في بيت لاهيا.
أصيب الشهيد محمد السكسك بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامه بإطلاق صاروخ على قوات الاحتلال خلال اجتياحها الأخير لبلدة بيت لاهيا.
استشهاده
في صباح يوم السبت الموافق (27/1/2007م)، غادر شهيدنا الفارس محمد السكسك «أبو همام» منزله بعد أن ودّع والدته وقال لها: «بدي أطلع أدعي لي يا أمي»، فقامت والدته بوداعه والدعاء له بالتوفيق، وقال لشقيقه محمد عبارته الأخيرة: «أتمنى من الله أن يحتسبني من الشهداء وليس مثل من يقتلون بعضهم البعض من أبناء الشعب الفلسطيني الواحد»، وتوجّه بعدها إلى أحد المطاعم في مدينة غزة وتناول طعام الإفطار ثم ودع أصدقائه بقوله: «لقائنا المقبل إن شاء الله في الجنة».
وفي إطار التنسيق والتعاون المشترك بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، وخلال عملية نوعية ومعقدة للغاية توجّه الشهيد المجاهد «محمد السكسك» من سرايا القدس إلى مكان تنفيذ العملية في (مدينة أم الرشراش ـ إيلات المحتلة)، وبعد أن وصل إلى المكان يوم الإثنين الموافق (29/1/2007م) أوقف سيارة إسرائيلية لتقله إلى الهدف المحدد له، وحسب رواية أحد الضباط الصهاينة والذي أقلَّ الإستشهادي محمد السكسك إلى مكان تنفيذ العملية ويدعى المُقدم «يوسي فلتينسكي»: يقول: أنه خرج من منزله الساعة التاسعة صباحاً في طريقه لفندق «سبورت» حيث يعمل وأخذ يبحث كعادته عن عمال الفنادق الذين تخلفوا عن السيارة التي تقلهم إلى العمل وبعد عشر دقائق أوقف سيارته وأقلَّ شاباً يرتدي معطفاً أحمر اللون ويعتمر قبعة حمراء ويحمل حقيبة ظهر وحين سأله عن المكان الذي يقصده اكتفى الشاب بإشارة من يده فهم منها الضابط أنه يطلب الوصول إلى مركز المدينة.
ويضيف الضابط قائلاً: أنه وبعد أن اشتبه بتصرفات الشاب وسلك طريقاً يلتف حول مدينة إيلات لتجنب الدخول في أماكن مأهولة إلا أن الشاب لاحظ ذلك وظهرت عليه علامات التوتر فما كان من الضابط إلا أن أوقف سيارته وطلب منه مغادرتها فوراً وقال أسلك هذا الطريق حتى تصل إلى مركز المدينة وقصد الضابط بذلك تضليل المسافر غير المرغوب فيه ووجّهه إلى طريق خالية من السكان.
وبعد أن ترجل الشاب من السيارة سارع الضابط إلى الاتصال بالشرطة الصهيونية وأبلغهم بتفاصيل ما حدث معه ونقل لهم تفاصيل الشاب ووصفه دون أن يغفل تعقبه في سيارته إلا أن الشاب جنح عن الطريق الرئيسي وشرع في الركض، وما أن وصل الشهيد المجاهد محمد السكسك إلى «حي إيزيدور» في مدينة إيلات دخل أحد المخابر الصهيونية وقام بتفجير جسده الطاهر وسط جموع الصهاينة الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة العديد منهم بجراح متفاوتة.
(فإلى جنات الخلد يا شهيدنا البطل)
***
قالوا عن الشهيد
ـ [كان دائماً يتمنى الشهادة في سبيل الله، وطلب منى أن أدعو له بأن يستشهد في سبيل الله].
(والد الشهيد)
ـ [إن استشهاده قد يوصل رسالة للإخوة المتقاتلين من فتح وحماس بأن يكفوا عن صراعهم ويتحدوا لتوجيه سلاحهم باتجاه الاحتلال الإسرائيلي].
(والدة الشهيد)
ـ [كان الشهيد دائماً محافظاً على الصلوات الخمس وخاصة صلاة الفجر، وكان دائماً يتمنى أن يكون أحد إستشهاديي سرايا القدس].
(أخ الشهيد)
ـ [أنا فخورة بشقيقي محمد فقد مات ميتة شريفة ورفض أن يكون ضحية لرصاص الأخوة واختار الشهادة بين أعدائه ونفذ عملية بطولية ولأول مرة في إيلات المحتلة].
(داليا الشقيقة الصغرى للشهيد)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصية الشهيد المجاهد
محمد فيصل السكسك «أبو همام»
الحمد لله رب العالمين القائل «انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ»...
أمي الغالية.. أهلي وأحبابي.. يا عشاق الشهادة والخلود:
أي فضل كفضل الشهادة والله جل جلاله يقول «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ»..
وصدق قائد المجاهدين حين قال: «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها»، والقائل: «إن للشهيد عند الله خصالاً: أن يغفر له من أول دفقة من دمه، ويرى مقعده من الجنة ويحلى بحلية الإيمان، ويزوّج باثنين وسبعين من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا، ويشفع في سبعين من أقاربه».
أمي الغالية:
سامحيني يا حبيبتي ومهجة قلبي، وأماه لا تحزني علي بل افرحي أماه، إن رضى رب العالمين علي مرهون برضاك وإن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان، ولن تكمل أمنيتي وأنا أزف عريساً إلى الحور العين دون صبرك واحتسابك لي عند الله شهيداً في سبيله ومن أجل رفع رايته وأن أكون بجوارك أنت وأبي إن شاء الحنان المنان، وصيتي لك أرجو منك عند سماع نبأ استشهادي أن تقومي بالحمد والشكر لله والاسترجاع.. «الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (*) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ»..
وأن توزّعي الحلوى والشراب على روحي، وأرجو منك أن لا تنسيني من دعائك ولا تبكي علي ولكن زغردي فهذا عرس ابنك..
أما أنتم يا أخوتي ويا أخواتي:
سامحوني عمّا فعلت معكم، فلكم في جسدي موضع القلب أقول لكم لا تحزنوا على فراقي فنعم الفراق إذا كان بجوار عرش الرحمن، أرجو منكم أن تكونوا عوناً لأمي ولا تقصروا فيها وكونوا من الصابرين المحتسبين واثبتوا وليشد بعضكم أزر بعض ولتتمسكوا بدين الله وحبله المتين.. وصيتي أن ترشدوا أولادي إلى المسجد وحلقات دروس حفظ القرآن، وأن تعلموهم حب الله ورسوله وحب الجهاد والاستشهاد.
يا أصدقائي وأحبائي:
وخاصة شيوخ وشباب وأشبال مسجد الخنساء، والله لا طعم للحياة بدون جهاد ولا فوز إلا بالثبات والمراجعة «أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ». يا إخوتي يا من أبيتم إلا أن تسيروا على درب العزة والكرامة أحبائي حافظوا على عهدكم واثبتوا على طريقكم ولا تأبهوا بمن خذلكم، لا تتركوا علم الجهاد، فما تركت أمة الجهاد إلا ذلت.
رسالة إلى أبناء شعبي:
أوصيكم بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة وأن تكونوا على قلب رجل واحد وأن توجّهوا رصاصكم نحو العدو فلا يقتل بعضكم بعضاً.. إلى أخوتي في سرايا القدس وكتائب الأقصى وكتائب القسام وجّهوا بنادقكم نحو العدو «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا»..
وفي الختام لا أقول لكم وداعاً ولكن أقول لكم إلى الملتقى بإذن الله في الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
أخوكم المحب لكم
الشهيد الحي بإذن الله
محمد فيصل السكسك «أبو همام»
***
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا﴾
المقاومة الفلسطينية تبدأ عملية ذوبان الجليد
سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى (جيش المؤمنين) تتبنى عملية إيلات الاستشهادية
يا جماهير شعبنا المجاهد.. يا أهلنا الصامدين في قطاع غزة والضفة الفلسطينية الباسلة.. يا كل أحرار فلسطين.. في الوقت الذي يستمر فيه العدو الصهيوني بارتكاب أبشع جرائمه بحق مجاهدينا وكوادرنا في الضفة الغربية وقطاع غزة، كان لزاماً علينا أن نكون السباقين بالرد على الاعتداءات والخروقات الصهيونية التي تتواصل بشكل يومي.
إننا في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكتائب شهداء الأقصى «جيش المؤمنين»، إذ نعلن مسؤوليتنا المشتركة عن العملية الاستشهادية في مدينة إيلات لنؤكد على التالي:
1- من حق المقاومة الفلسطينية الرد على كافة الخروقات الصهيونية بحق مجاهدي وكوادر شعبنا المجاهد الذي قدم عشرات آلاف الشهداء على مدار مئات السنين.
2- إن هذه العملية البطولية تأتي في إطار الرد الطبيعي على عمليات الاغتيال التي طالت العشرات من كوادر سرايا القدس وكتائب الأقصى في الضفة الغربية وعمليات الاجتياح المتواصلة في قطاع غزة.
3- إننا في سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى «جيش المؤمنين» لنحذر العدو الصهيوني من مغبة الاستمرار في اعتداءاته بحق أبناء شعبنا ونؤكد على أن أي حماقات سيرتكبها العدو ستواجه بشتى سبل المقاومة.
4- نحذر العدو الصهيوني من أي مساس بالمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى الذي تطاله عمليات حفر مستمرة من قبل المستوطنين.
5- نطالب كافة فصائل المقاومة الفلسطينية الشريفة بوقف الاقتتال الداخلي وتوجيه البنادق التي لطالما واجهت الاحتلال الصهيوني.
إننا ونحن نزف بشري بدء عملية «ذوبان الجليد» لأبناء شعبنا والتي ستتضمن عمليات استشهادية نوعية لنزف للحور العين الاستشهادي الأول في كتيبة الاستشهاديين المجاهد:
محمد فيصل السكسك (21عاماً) من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة
ولنعاهد أبناء شعبنا على أن تبقى دماء شهدائنا هي جسر العبور نحو المسجد الأقصى المبارك.
جهادنا مستمر.. عملياتنا متواصلة
﴿وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون﴾
المجد والخلود لشهدائنا الأبطال... والشفاء العاجل للجرحى
كتائب شهداء الأقصى
جيش المؤمنين
سـرايا القـدس
الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي
الاثنين 10 محرم 1428هـ، الموافق 29/1/2007م
تعليق