تويت
مروان البرغوثي قائد عربي فلسطيني ولد حاملا همّ قضيته وبلاده، فمنذ نشأته تمتع مروان بصفات القائد المعطاء صاحب العقلية الفريدة في البناء والابتكار لأسباب النجاح والاستمرار لحركته، حركة فتح.
رجل لم يكن الاعتقال واقعاً جديداً عليه أو حدثاً فريداً في حياته فقد اعتادت عليه جدران الزنازين ولم ينل من عزمه جبروت وظلم السجان، فكل تجربة اعتقال في حياة مروان البرغوثي كانت تزيده عنادا وإصرارا على الالتزام بواجبه الوطني فهو رجل أرهق عدوه في البحث عن سبل لإيقاف عزمه واندفاعه اتجاه قضايا شعبه حتى تمنى العدو قتله على أسره، وهذا لم يخفه قادة العدو في عملية الاختطاف الأخيرة التي نفذها الاحتلال بحق القائد مروان عندما أقدمت قوات الاحتلال في عملية جبانة على خطفه من أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية في خرق فاضح للاتفاقات والقانون الدولي. تميز مروان بحسه الوطني العالي فانخرط باكرا في صفوف الحركة بعد خروجه من اعتقال لم يثنه عن متابعة دراسته والحصول على الثانوية العامة من داخل السجون ومتابعة مسيرته داخل جامعة بيرزيت والبدء في التأسيس لقواعد الشبيبة الطلابية، والعمل على التأطير والتنظير للحركة حتى اندلاع الانتفاضة الأولى التي شارك فيها مروان مع رفاقه في عمل خلاق ومؤثر إلى أن تم إبعاده، وعمل ضمن إطار القيادة الموحدة للانتفاضة حتى عودته إلى ارض الوطن في العام 94 بعد اتفاق اوسلو. وتميز مروان بنظرة واقعية ومعمقة لقراءة التراكيب المتشابكة والمحيطة بالواقع الفلسطيني ومحاولة طرح بدائل مقبولة داخليا وعالميا، إلا أن إيمانه بالسلام لم يمنعه من الدفاع عن وطنه وأبناء شعبه في الانتفاضة الثانية عندما استشعر صلف وعدم جدية الاحتلال في التعاطي مع الملف الفلسطيني، ورغم تعرض مروان لأكثر من محاولة اغتيال على يد قوات الاحتلال إلا أن هذا الأمر لم يرهبه ويثنه عن عزمه في الاستمرار في طريق النضال والمقاومة، واعتبر مروان أن نضال الشعب الفلسطيني حق مشروع كفلته كافة المواثيق والشرائع الدولية الأمر الذي ترجمه أبان الانتفاضة الثانية وهذا ما جهر به أثناء محاكمته غير الشرعية داخل المحكمة وأمام ما يسمى قضاة الاحتلال معلنا فخره بما قام به معتبرا ذلك واجباً أخلاقياً وإنسانياً اتجاه مقاومة الاحتلال اللااخلاقي، فقد وقف مروان أمام القضاء ليحاكم من حاكموه معتبرا القضاء الإسرائيلي شريكاً كاملاً في الجرائم لما يوفره هذا النظام من غطاء قانوني لجرائم الاحتلال. مروان كذلك تميز بحس ورؤية مستقبلية عندما نادى بتطبيق مبدأ سيادة القانون واحترامه وكأنه يقرأ واقع ما يعيشه الوطن اليوم إذ كان يؤمن إيمانا كاملا بأنه يجب تكريس مفهوم احترام القانون وسيادته وعمل كل ما يلزم لتطبيق هذه المفاهيم فمروان كان من أكثر المنادين من أجل مجتمع فلسطيني يحيى في ظل نظام قانوني متساوي في الواجبات والحقوق ورغم تعرضه إلى التعذيب الجسدي والنفسي بالتهديد والترويع في خرق واضح لاتفاقات ومعاهدات حقوق الإنسان والقانون الإسرائيلي ذاته إلا أن هذا الأمر لم يمنعه من تحويل اعتقاله إلى عمل مقاوم يخدم القضية الفلسطينية فان سفير الأسرى الذي ترافع أمام القضاء الإسرائيلي معلنا عدم شرعية محاكمتهم له أو لأي أسير فلسطيني معتبرا عملهم عمل لااخلاقي وانه يعتبرهم مشاركين في جريمة قائمة وهي احتلال شعب آخر بالقوة، معلنا عدة خيارات للشعب الإسرائيلي لإنهاء الصراع منها الاستمرار في المقاومة حتى التحرير، وان قضبان الزنازين لم تمنع مروان القائد من مشاركة شعبه همومه وقضاياه المرحلية فقام ورفاقه بإخراج وثيقة الوفاق الوطني إلى النور لتشكل حجر الأساس لوضع حد لحالة الاقتتال التي شهدتها الأراضي الفلسطينية وتترجم فيما بعد إلى حكومة الوحدة الوطنية بعد اتفاق مكة التاريخي... يتبع,,
بقلم/ ثائر ابن الفتح
تعليق