إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيخ يوسف العارف يدفع ضريبة الوطن أعواما تكمل عقده الستين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيخ يوسف العارف يدفع ضريبة الوطن أعواما تكمل عقده الستين

    بينما تسرد النيابة العامة ما تعتقده إثباتا جديدا لمواصلة اعتقاله يجلس" ابو مالك" في الزاوية البعيدة في المحكمة لا يملك إلا الدعاء إلى الله بزوال هذا الكرب...النيابة العامة"المخابرات" تقول :" الحديث يدور عن نشيط كبير في الجهاد الإسلامي و أيضا في فترة اعتقاله هو يستمر في نشاطاته في الجهاد الإسلامي ... و هناك مواد سرية فالمعتقل لا يزال يشكل خطرا على المنطقة في حالة الإفراج عنه ويمكن أن يعود إلى نشاطاته"...



    فيضحك ابو مالك الشيخ الستيني :" منذ اعتقالي و أنا اسمع هذه الكلمات والله فقط يعلم ما هي هذه المواد السرية".



    ممثل الشاباك يعتقد أن لديه ما يضيفه لمسببات اعتقال الشيخ:"المعتقل ضالع بنشاطات خطيرة في الجهاد الإسلامي و الإفراج عنه يشكل خطرا على امن إسرائيل"وهذه أيضا بحاجة لمنجم لمعرفة معنى" النشاطات الخطيرة"، و تتم المصادقة على قرار التثبيت للمرة السادسة على التوالي.



    الكلمات التي تحدد مصيره لأشهر ستة او أربعة قادمة أصبحت مملة له فمع كل تثبيت حكم إداري جديد يضطر الشيخ يوسف العارف" ابو مالك" لسماع هذه الكلمات حتى بات يحفظها عن ظهر قلب، والتي لا تشكل لديه سببا كافيا لاعتقاله.



    أبو مالك في العقد السادس من عمره يدَرس مادة اللغة العربية، له من المؤلفات الفكرية الكثير فهو العالم المفكر، كل هذا والحكم الإداري يجعله يشعر بحاله مهولة من الظلم يقع عليه:"أشكل حالة متميزة من الظلم الذي يقع على الإداري لا نريد أخباركم مدى المعاناة عند نقلنا في البوسطة إلى المحكمة والتي ينتج بعدها بالضرورة مرض وتعب ........." قال في رسالة وجهها لعائلته.



    اعتقل ابو مالك في 12102004 تنقل في سجون الاحتلال إداريا وفي كل مرة يكون الملف السري مبررا لتمديده مرة أخرى، بعد اعتقال ابنه الأصغر حمزة أصبح الحديث يدور عن مساعدة الشيخ لابنه حمزة والذي اعتقل في 2912006، أي بعد قرابة العام ونصف على اعتقال الأب.



    ابو مالك موجود في عزل أيالون العسكري منذ ما يزيد عن عام في محاولة لكسر إرادته ، هذا ويقبع حمزة العارف نجل القائد يوسف العارف في سجن مجدو وترفض إدارة السجن زيارة حمزة لوالده أو حتى اجتماعهما علماً بأن قوانين السجن المعمول بها تسمح بذلك.



    وتقول زوجته الصابرة أم مالك عن وصيته لها بالقول: لقد طلب مني أن اصبر لكي احصل على حسن الجزاء وحسن العمل، واخذ يوصيني بأن اهتم بنفسي ويقول لي: إنني اخترتك لمثل هذه الأيام فكوني عند حسن ظني بك" حينها شعرت بأن لحظة الابتلاء قد حانت واقتربت.



    في مقابلة خاصة تضيف زوجته:"هم لا يفرقون بين احد فالعائلة كلها مستهدفة فقبل استشهاد عاصم كان محروما من السفر..و أنا الآن محرومة من زيارته وحتى من السفر إلى الخارج فقط لأنني زوجة الشيخ ابو مالك، وابني حمزة".



    كل العائلة ممنوعة من زيارة الابن حمزة والاب الشيخ، وكان مالك الابن الأكبر قد تعرض فيما سبق أيضا لاعتقالات متتالية، في حين عانى عاصم من منعه من إكمال دراسته في الخارج بسبب منعه من الزيارة لأسباب أمنية كما تقول المخابرات.



    وقد شكلت وفاه عاصم صدمة اخرى، تجلى ظلم السجن والسجان فقد كان عاصم قد اصيب بمرض عضال، حذرت التقارير الطبية منذ البداية من خطورته واحتمالية موته كانت عالية الا ان كل ذلك لم يكن كافيا لادارة مصلحة السجون الرفق بشيخ يحلم بسماع صوت ابنه قبل موته، ولا بمريض على سرير الشفاء يتمنى سماع صوت ابيه :" الطلب الوحيد الذي طلبه عاصم أثناء مرضه هو الحديث إلى والده وبالرغم من تقديمنا كافة التقارير الطبية التي تثبت خطورة مرضه إلا ان إدارة المعتقل رفضت السماح له بالاتصال بابيه او زيارته"، تقول أم مالك.



    وبعد موت عاصم لم تبلغ ادارة السجن الشيخ بالنبأ الا بعد يوم غاب بعد ذلك بحزن خلف ورائة مرض السكري والضغط في جسده الضعيف:" عاصم وحمزة اكثر ابنائي قربا لابيهم كان موته وهو بعيد عنه فاجعة للشيخ كان ذلك واضحا في اول زيارة لي بعد وفاه عاصم" تقول الوالدة .

    "لم انظر الى عينيه وهو ايضا كلانا كنا نبكي سألني عن تفاصيل موته كلن يريد ان يعرف كل شئ عنه في ايامه الاخيرة...كانت اللحظة الاسوء منذ اعتقاله وموت عاصم يومها شعرت انني فقدت الكثير". قالت الوالدة.



    رغم ذلك ترى الوالدة ان عاصم اختاره الله بقربه ليريحه من ظلم الاحتلال:"أحيانا أقول هنيئا لك يا عاصم استرحت من ظلم الاحتلال الذي لن يتركنا نعيش بأمان".تقول الوالدة.



    ام مالك ممنوعة من الزيارة وكافة أبناءها إلا أنها وبعد صراع طويل استطاعت من خلال متابعتها المتتالية للمؤسسات الحقوقية أن تحظى بتصريح زيارة لمرة واحدة كل ستة أشهر:" عانيت كثيرا من الرفض الأمني ففي كل محاولة لاستصدار تصريح زيارة للشيخ او لابني حمزة كانوا يقولون لس ممنوعة لأسباب أمنية من المخابرات، الا انني لم أيأس وحاولت الكثير اتصلت مع مؤسسة هموكيد الى ان استطاعت في النهاية استصدار تصريح زيارة لي كل سته اشهر والحمد لله افضل من عدم الزيارة نهائيا".



    شخصية ام مالك تذكر السامع لها بالصحابيات فهي تتحدث عن كل ذلك بصبر وعزم " هذه الضريبة علينا" تردد مع كل حادثة تسردها " الحمد لله ماذا عسانا ان نفعل سوى الصمود" تتابع.

    تقول ام مالك ان هذه الارادة جزء من وصية الشيخ لها:" قال لي اصبري فإنا اخترتك لهذه الأيام الشدائد"...الا ان كل ذلك لم يمنع السامع ايضا ان يشعر بطعم مراراة سيدة فقدت ابنها ولا يزال في العشرين وزوجا وراء القضبان...

  • #2
    كان الله في عونه والهمه الصبح
    ونسال الله له الفرج العاجل له
    وجزاك الله خيرا بارك الله فيك

    أبتاهُ فَقْدُكَ مُوْجِعٌ ، أعياني
    وأقضَّ جَفْني ، والأسَى يَغْشَاني
    واذاق قلبي من كؤوس مرارة
    في بحر حزن من بكاي رماني !

    تعليق

    يعمل...
    X