الشهيد البطل صالح سليمان إبراهيم حسن جرادات
يا كبرياء الجرح.. لو متنا لحاربت المقابر...
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الاسم: صالح سليمان إبراهيم حسن جرادات
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العمر: 31 عاماً
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الحالة الإجتماعية: متزوج وله ولدان
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
السكن: سيلة الحارثية، جنين
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
تاريخ الاستشهاد: 12/06/2003.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كيفية الاستشهاد: عملية اغتيال صهيونية نفذتها الوحدات الخاصة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يا قائد المجاهدين يا صالح مرّ يوم موحش من عمر حركة الجهاد بدونك.. مرت ليلة مظلمة بات فيها محرابُ جهادِك يتيماً يا صالح.. القتلة المجرمون.. ما دلّهم عليك أيها القائد سوى عظمتك وسجلك الحافل بالبطولة والمجد.. يا ابن الجهاد.. يا ابن فلسطين.. يا ابن الإسلام العظيم.. يا ابن جنين البطولة والمجد..».. كان إخوانك في السرايا يخافون عليك من الموت يا صالح، وكنت تخاف علينا من الخوف أن يسكن قلوبنا ويحولها إلى حجارة أو أشد قسوة..
كنت فتياً في خطاك، فطبيعي أن تصعد اليوم بهياً في عُلاك لتلقى كل الأحبة من الشهداء الأطهار..
نشأته وانتماؤه
الشهيد صالح سليمان إبراهيم حسن جرادات من مواليد بلدة السيلة الحارثية ـ جنين، ولد بتاريخ (23/10/1972م).
نشأ وتربى في أسرة محافظة مؤمنة مكونة من 6 أخوة و7 أخوات، والشهيد صالح أصغر إخوته سناًًًً، تزوج الشهيد عام 1998م ورزقه الله بمولود يبلغ من العمر عامان ونصف العام "مجد" وكانت زوجته حاملا عند استشهاده بتاريخ (12/6/2003م).
تربى الشهيد الشهيد صالح جرادات على أيدي مشايخ مسجد بلال بن رباح الواقع في حي الجرادات.. عرف الأيمان منذ الصغر.. منذ السابعة من عمره وهو يصلي ويصوم ويلازم والده في صلاة المسجد.
تعددت هوايات الشهيد فأحب الرياضة خاصة الكراتيه كما أحب كثيراً ركوب السيارات وسماع الأشرطة الدينية والقرآن الكريم والمطالعة كان لها نصيب من هوايات الشهيد، وفي آخر فترة أحب السلاح والاحتفاظ به وكان يهوى تركيب قطع السلاح.
التحق بمدارس بلدته في السيلة الحارثية وأنهى الثانوية وفي عام (1991م) خرج إلى العراق ليلتحق بالدراسة ولم يكمل دراسته فعاد إلى بلدته ثم تزوج.
للبطولة وقفات:
بعد عام 1983م حيث كان عمره قد تجاوز (12 عاماً) كان الشهيد صالح عضوا في كتائب الشهيد سعيد صالح حيث عمل بها على صعيد بلدة السيلة الحارثية.
شارك في عدة عمليات على معسكر الجيش قرب بلدة السيلة في الانتفاضة الأولى شارك في أنشطة فاعلة في إحداث اجتياح المخيم في شهر (4/2001م) وله دور في نقل الذخيرة وتوفير المواد التموينية وإسعاف الجرحى.
شارك في زرع العبوات الناسفة على الشارع الرئيسي لبلدة قباطية أمام دبابات العدو.
أثناء رجوعه من تعليمه في العراق تم سجنه بعد اعتقاله عند الجسر والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وتنقل بين عدة سجون لعام ونصف وتم الإفراج عنه من سجن النقب وذلك في الانتفاضة الأولى عام 1994م.
في الفترة الأخيرة من حياة الشهيد من حياة الشهيد صالح جرادات وقبل استشهاده بعام ونصف بات الشهيد صالح مطلوبا للأجهزة الصهيونية حيث كان له نشاطاته العسكرية الفاعلة في المخيم والدفاع عنه واشترك في عدة عمليات اشتباك مسلح وفي يوم الخميس (12/6/2003م) ليلة الجمعة وبعد صلاة العشاء مباشرة حيث جلس في شرفة منزل الشهيد فادي جرادات ذلك المنزل الواقع في حي المراح ـ الدبوس بعيدا عن الأنظار ويشرف على الوادي توقفت سيارة بيضاء اللون أمام المنزل وترجل منها أفراد الوحدات الخاصة بزي مدني وأمطروا الشهيد بزخات الرصاص فاستشهد على الفور ثم استشهد الشهيد فادي صاحب المنزل الذي أوى الشهيد صالح جرادات، وقامت وحدة القوات الخاصة بنقل جثتي الشهيدين إلى منطقة الإسكان في شارع الجلمة وتركوهما هناك.
للمواقف الإنسانية وقفات:
عندما كان الشهيد صالح مطلوبا لأجهزة الأمن الصهيونية كثيراً ما كان ينام بين أشجار الزيتون وفي إحدى المرات سمع صوت امرأة تصرخ فهرع مباشرة يسألها ما الأمر فأجابت أن زوجة ابنها مريضة جدا ولا احد هنا يعالجها، فأصر على إيصالها بنفسه رغم انه بعيد عن الأنظار ومطلوب ولكن ما دام قد وجد من يطلب مساعدته فعليه آن يلبي.
وشقيقته الكبرى التي تبكي للذكرى تتذكر لصالح مواقفه عندما كانت تحدث تلك المواقف والخلافات في البلدة، فكان حل خلافات الناس يعود الفضل الكبير فيه للشهيد صالح.
والد الشهيد يضيف انه كان يعرض نفسه وحياته للخطر لحل أية مشكلة عائلية أو عشائرية أو تقديم أية مساعدة.
إحدى شقيقاته تضيف أن صالح جاء ليلة ونام عندها وعند منتصف الليل وإذا بالجنود يطرقون الباب الخارجي فهرعت لتوقظ صالح وإذا بالمكان خال وصالح ليس به وقد فر دون أن يلبس حذاءه، وبعد خروج الجنود رجع صالح و قدماه تسيلان دما حيث خرج من الباب الخلفي، فهذا الباب يذكرها بهذا الموقف.
وكان يقيم في مدينة جنين في الفترة الأخيرة من حياته فكان يأتي صدفة إلى السيلة ليزور والديه وشقيقاته المتزوجات زيارة لا تتجاوز ربع ساعة، وعندما أراد وداع شقيقته قال لها: إذا بتحبيني تمني لي الشهادة.
صلة الرحم احتفظ بها حتى وهو مطلوب و لم يقطع زيارته لمحارمه.
كلما رأى والده المسن الذي يتجاوز السبعين من العمر تعباً أو مريضاً أسرع الشهيد صالح بإحضار سيارة ونقله مباشرة للطبيب.
وبعد زواجه بأربع سنوات رزقه الله بمولود أسماه "مجد" ولحبه وصلة رحمه لأبيه وأمه وإخوانه أخذهم إلى جنين إلى مطعم الأقصى ليحتفل معهم بمناسبة مولوده "مجد".
وليلة استشهاده أكل مع بعض إخوانه بعضا من العسل ثم قال: هذا عسل الدنيا أكلت منه فهل سآكل من عسل الآخرة ؟ "طيب" معقول عسل الآخرة مثل الدنيا؟ أجابه صاحبه: بل أطيب.
وقبل استشهاده بعشرين يوما التقت به إحدى شقيقاته فقالت له: عليك أن تختفي عن الأنظار. فقال لها: أنا أؤمن بالقضاء والقدر فكم مرة هربت ونجوت من بينهم ولم تكتب لي الشهادة.
يرد كثيراً على من حوله عندما يطلبون منه أن لا يتنقل كثيراً فيجيب: تمنوا لي الشهادة، هذه البلاد لا استقرار ولا أمان، من لا يتمنى الشهادة.
وفي عام 1989م كان عمر الشهيد صالح جرادات 16 عاما عندما أفرجت سجون الاحتلال عن شقيقه الأكبر وبعد ثلاثة أيام عادت لاعتقاله مرة أخرى فغضب صالح كثيراً وتشاجر وتجادل مع كابتن الكتيبة.
وللشهيد أقوال نقف عندها:
«يا كبرياء الجرح.. لو متنا لحاربت المقابر»
«فلسطين الحبيبة كيف أنام وفي عيني أطياف العذاب ؟»
وقال:
«الوحش يقتل ثائراً.. والأرض تنبت ألف ثائر»
وقال:
«إذا رأيت المعركة جبانها يشجع وشجاعها يجبن تنحى جانباً وقف على صخرة وقل إن في الأمر خيانة»
ونختم بكلمة والد الشهيد:
صالح خير ولد بار.. نتمنى أن يتقبله الله من الشهداء.. نطلب له الرحمة من رب العالمين وأن يجمعنا به.
أخته: حنون، حتى دقائق، يزورنا، لو تخيرت لفدائه لفديته بروحي.
نعتز به لجهاده، لبطولاته وشهامته.
10/7/2003
***
التفاصيل الكاملة لجريمة الاغتيال:
امام اسرتهما وطفل الشهيد صالح
الوحدات السرية الخاصة قتلت الشهيدين جرادات بدم بارد
أخت الشهيد جرادات: كان بإمكان الوحدات اعتقالهما ولكنهم أطلقوا النار بهدف التصفية...
للحظة واحدة لم تتوقف فادية عن البكاء فلا زالت دموعها تنهمر بغزارة من عينيها فهي كما تقول دموع الحزن والقهر لانها لم تتمكن من إنقاذ شقيقها وقريبها بعدما حاصرهما رصاص الوحدات السرية الخاصة يوم الخميس الماضي أمام منزلهم الواقع في حارة الدبوس في شرق مدينة جنين. ومنذ جريمة الاغتيال الجديدة التي طالت شقيقها الشهيد فادي تيسير جرادات وابن عمه المجاهد البطل صالح جرادات لم تتوقف فادية عن البكاء والعويل وصور الجريمة البشعة تمر أمامها وترافقها لتزيد من حزنها وحسرتها فأخي تقول: كان أمامي ينزف أمسكت بيده والدماء تغمر جسده كان يطلب مني مساعدته وإنقاذه ولكنهم هاجموني والقوني أرضاً ونزعوا يدي من يده واقتادوه مع صالح لعدة أمتار وأطلقوا عليهما النار حتى استشهدا أمام أعيننا .
لم تكن فادية الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من رحيل زوجها .
بداية العملية
لم تكن رواية التفاصيل سهلة بالنسبة لفادية التي تربطها بشقيقها الأكبر علاقة مميزة خاصة وانه المعيل الوحيد للأسرة فوالدها يعاني من مرض خطير ولدى وقوع الجريمة كان متواجدا في الأردن مع زوجته يتلقى العلاج , والى جانب فادية كان يوجد في البيت شقيقاتها وصالح ابن عمها وفادي يعيشون لحظات حزن وترقب بسبب قلقهم على مصير الوالد الذي تدهورت حالته الصحية.
مساء يوم الخميس حضرت زوجة المجاهد صالح جرادات التي تسكن قرية السيله الحارثية مسقط رأسه للاطمئنان عليه ومشاهدته فقد مر عليهما زمن طويل لم تشاهده وطفلها الوحيد فالاحتلال تقول فادية يطارد زوجها ويلاحقه منذ فترة طويلة ويتهمه انه قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وتضيف يوميا كان يتعرض منزلهم للمداهمة وتلقت عائلته عشرات التهديدات بتصفيته مما حرمه ابسط حقوقه في الحياة وحتى طفله الوحيد لم يشاهده سوى مرات محدودة فحياتهم كانت صعبة .
التفاصيل
في ذلك اليوم الأسود تتابع فادية وهي تحاول التغلب على دموعها «حضر صالح للاطمئنان على زوجته وطفله ووالدي فجلسنا على بوابة المنزل بشكل طبيعي , وما كاد يداعب طفله ويقبله وبينما كنا نشرب القهوة تقدمت نحونا سيارة تحمل لوحة ترخيص عربية كانت تسير بشكل طبيعي لذلك لم نهتم واعتقدنا انه احد أصدقاء صالح» .
وتتذكر فادية «الظلام دامس وكنا نجلس ونتحدث وفجأة توقفت السيارة بيضاء اللون فكرت انه صديق صالح ولكن ولم تكد تصلنا حتى خرج منها شخصان وأطلقوا النار فورا على صالح وبلمح البصر حضرت سيارة أخرى وهي أيضاً عربية وانضمت لإطلاق النار ارتمينا أرضاً وحملت زوجة صالح الطفل وهربت للبيت أما أخي فادي فوقع أرضاً شاهدته ينزف فأمسكت بيده وبدأت اسحبه خلف الكنبة التي كنا نجلس عليها لنتقي الرصاص وبدأت اصرخ فادي صالح , سمعت فادي يتحدث بصعوبة ساعديني أنقذيني», وتضيف «بعدما توقفت ربع ساعة لان الدموع خنقت كلماتها واصلت سحبه فإذا بأحد المسلحين منهم يهاجمني القاني أرضاً وانتزع فادي مني وقال لي ادخلي البيت وإلا سأقتلك...».
رفضت فادية الانصياع لأوامرهم وتضيف «صرخت بهم اتركوني أريد إنقاذ أخي انه ينزف فهاجموني كان صالح ممدد دون حراك ويبدو أنهم أصابوه برأسه أما فادي فلا زال يتحرك...
ولكن ثلاثة منهم كانوا يتحدثون العربية بطلاقة هاجموني وسألوني أين سلاحه فقلت لا اعرف ولا يوجد سلاح الله اكبر عليكم سيموت ».
قتلوهما بدم برد
صرخات ودموع فادية لم تشفع لها أمام أفراد الوحدات الذين غادروا سياراتهم وانتشروا في كل مكان وتقول «اجبروني على النوم على وجهي وقال لي أحدهم يا كلبة يا إرهابية سنقتلك معهم , وضعوا سلاحهم في راسي ثم قال احدهم لمجموعه أخرى اسحبهم وكومهم فثارت أعصابي ولم أتحمل فقلت انتم إرهابية كلاب اتركوهم فألقوني أرضا وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجددا وقتلوهما بدم بارد» .
اشتباكات وإصابات
خلال ذلك ومع بداية الهجوم كانت أكثر من 10 آليات عسكرية اقتحمت جنين مع مختلف المحاور وانطلقت مسرعة نحو منطقه الدبوس , ويقول مراسلنا الدوريات اقتحمت المنطقة لتوفر الغطاء للوحدات الخاصة وحاصرت الحي بأكمله بعضها أغلق محاور الطرق والبعض الآخر توجه لموقع العملية رغم الاشتباكات العنيفة التي اندلعت , ففور انتشار نبأ الهجوم اندلعت مواجهات عنيفة في جميع أرجاء المدينة واشتبك رجال المقاومة مع جنود الاحتلال الذين قصفوا المنازل والأحياء بالرشاشات الثقيلة مما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفله برصاص الاحتلال .
تصفيه متعمدة:
وتؤكد فادية أن العملية كانت تستهدف تصفيه المجاهد صلاح وفادي ابن عمه وتقول كان بامكانهما اعتقالهما لأنهم فاجئونا بكل شيء وحاصروا المنزل ولم يكن من الممكن لأحدنا أن يتحرك أو يهرب ومما يؤكد استهدافية القتل أن أفراد الوحدات الذين كانوا يرتدون الزي الفلسطيني ويتحدثون العربية ومنذ اللحظة الأولى شرعوا بإطلاق النار وحتى بعد إصابة فادي كان من الممكن اعتقاله ولكنهم واصلوا إطلاق النار عليه ليتاكدوا من تصفيته .
لم تنته الجريمة
جريمة القتل لم تكن كافية فالقوات التي حضرت للموقع تقول فادية احتجزتني وانتشرت حول المنزل وقامت بتفتيشه ثم صادرت الجثمانين, ولدى تسليمهما تبين أنهما تعرضا لإطلاق نار في سائر أنحاء جسدهما .
إرادة وتحدي
وقع الخبر كان قاسيا على تيسير جرادات والد الشهيد فادي الذي أمضى حياته في تربية أسرته وقبل ان يحقق حلمه وفرحته بزفاف فادي قبل رحيله لان المرض تمكن منه وجعله عاجزا عن الكلام والسير بشكل طبيعي ومع ذلك اصر على ترك العلاج والمستشفى وعاد من الأردن ليتقدم مسيرة نجله ويقول انه يفتخر بكون ولده شهيدا ومجاهدا في حركة الجهاد الإسلامي وأضاف حزنت على رحيله ولكن هناك هدف اكبر وأسمى وأعظم انه الوطن المغتصب وفلسطين الأسيرة وبكل فخر واعتزاز أزف ابني شهيدا لفلسطين التي باعها الحكام الخونة وأضاف ليتني كنت فداءا لفادي، فجريمة الاحتلال دمرت أسرتي فهو المعيل الوحيد لها خاصة وان المرض نال مني ويهدد حياتي فانا مريض بالسرطان وولدي كان يتولى رعاية شقيقاته واليوم يتضاعف همي وانا معرض للموت في كل لحظة قلق ومضطرب على مصير عائلتي التي ليس لها معيل أي قانون يجيز هذه الأعمال والممارسات والجرائم وأضاف وهو يبكي بشدة أموت كل لحظة ألف مرة قلقا على مصير أسرتي التي تحطمت برحيل فادي.
أما فادية فتغلبت على حالة الحزن وأطلقت زغرودة في وداع شقيقها وقالت لمراسلنا دم فادي لن يذهب هدرا وسيدفع القاتل الثمن ولن نبكي وحدنا فسحقا لكل العالم ان لم يعش شعبنا بحرية وكرامة ونحقق حلم وأهداف الشهداء .
ولم تتمكن زوجة الشهيد المجاه صالح جرادات من التفوه بكلمه واحدة فلا زالت تعيش أجواء الصدمة الرهيبة وتعانق بطفلها بحرارة لتخفف عنه صورة المنظر المروع فقد قتل والده أمامه ويقول أقاربها أن الصدمة كانت شديدة جدا عليها فقد نزف زوجها أمامها وعلى بعد أمتار منها ومن طفلها ولم تتمكن من إنقاذه ومساعدته .
وتزين بيت عزاء الشهيدين في جنين والسيله رايات الجهاد الإسلامي وصور الشهيدين وبيان سرايا القدس الذي يعلن ان صالح كان ابرز قادة السرايا أما فادي فكان من مجاهدي حركة الجهاد ونشطائها حتى استشهاده.
16/06/2003
يا كبرياء الجرح.. لو متنا لحاربت المقابر...
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الاسم: صالح سليمان إبراهيم حسن جرادات
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
العمر: 31 عاماً
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
الحالة الإجتماعية: متزوج وله ولدان
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
السكن: سيلة الحارثية، جنين
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
تاريخ الاستشهاد: 12/06/2003.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
كيفية الاستشهاد: عملية اغتيال صهيونية نفذتها الوحدات الخاصة
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
يا قائد المجاهدين يا صالح مرّ يوم موحش من عمر حركة الجهاد بدونك.. مرت ليلة مظلمة بات فيها محرابُ جهادِك يتيماً يا صالح.. القتلة المجرمون.. ما دلّهم عليك أيها القائد سوى عظمتك وسجلك الحافل بالبطولة والمجد.. يا ابن الجهاد.. يا ابن فلسطين.. يا ابن الإسلام العظيم.. يا ابن جنين البطولة والمجد..».. كان إخوانك في السرايا يخافون عليك من الموت يا صالح، وكنت تخاف علينا من الخوف أن يسكن قلوبنا ويحولها إلى حجارة أو أشد قسوة..
كنت فتياً في خطاك، فطبيعي أن تصعد اليوم بهياً في عُلاك لتلقى كل الأحبة من الشهداء الأطهار..
نشأته وانتماؤه
الشهيد صالح سليمان إبراهيم حسن جرادات من مواليد بلدة السيلة الحارثية ـ جنين، ولد بتاريخ (23/10/1972م).
نشأ وتربى في أسرة محافظة مؤمنة مكونة من 6 أخوة و7 أخوات، والشهيد صالح أصغر إخوته سناًًًً، تزوج الشهيد عام 1998م ورزقه الله بمولود يبلغ من العمر عامان ونصف العام "مجد" وكانت زوجته حاملا عند استشهاده بتاريخ (12/6/2003م).
تربى الشهيد الشهيد صالح جرادات على أيدي مشايخ مسجد بلال بن رباح الواقع في حي الجرادات.. عرف الأيمان منذ الصغر.. منذ السابعة من عمره وهو يصلي ويصوم ويلازم والده في صلاة المسجد.
تعددت هوايات الشهيد فأحب الرياضة خاصة الكراتيه كما أحب كثيراً ركوب السيارات وسماع الأشرطة الدينية والقرآن الكريم والمطالعة كان لها نصيب من هوايات الشهيد، وفي آخر فترة أحب السلاح والاحتفاظ به وكان يهوى تركيب قطع السلاح.
التحق بمدارس بلدته في السيلة الحارثية وأنهى الثانوية وفي عام (1991م) خرج إلى العراق ليلتحق بالدراسة ولم يكمل دراسته فعاد إلى بلدته ثم تزوج.
للبطولة وقفات:
بعد عام 1983م حيث كان عمره قد تجاوز (12 عاماً) كان الشهيد صالح عضوا في كتائب الشهيد سعيد صالح حيث عمل بها على صعيد بلدة السيلة الحارثية.
شارك في عدة عمليات على معسكر الجيش قرب بلدة السيلة في الانتفاضة الأولى شارك في أنشطة فاعلة في إحداث اجتياح المخيم في شهر (4/2001م) وله دور في نقل الذخيرة وتوفير المواد التموينية وإسعاف الجرحى.
شارك في زرع العبوات الناسفة على الشارع الرئيسي لبلدة قباطية أمام دبابات العدو.
أثناء رجوعه من تعليمه في العراق تم سجنه بعد اعتقاله عند الجسر والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات وتنقل بين عدة سجون لعام ونصف وتم الإفراج عنه من سجن النقب وذلك في الانتفاضة الأولى عام 1994م.
في الفترة الأخيرة من حياة الشهيد من حياة الشهيد صالح جرادات وقبل استشهاده بعام ونصف بات الشهيد صالح مطلوبا للأجهزة الصهيونية حيث كان له نشاطاته العسكرية الفاعلة في المخيم والدفاع عنه واشترك في عدة عمليات اشتباك مسلح وفي يوم الخميس (12/6/2003م) ليلة الجمعة وبعد صلاة العشاء مباشرة حيث جلس في شرفة منزل الشهيد فادي جرادات ذلك المنزل الواقع في حي المراح ـ الدبوس بعيدا عن الأنظار ويشرف على الوادي توقفت سيارة بيضاء اللون أمام المنزل وترجل منها أفراد الوحدات الخاصة بزي مدني وأمطروا الشهيد بزخات الرصاص فاستشهد على الفور ثم استشهد الشهيد فادي صاحب المنزل الذي أوى الشهيد صالح جرادات، وقامت وحدة القوات الخاصة بنقل جثتي الشهيدين إلى منطقة الإسكان في شارع الجلمة وتركوهما هناك.
للمواقف الإنسانية وقفات:
عندما كان الشهيد صالح مطلوبا لأجهزة الأمن الصهيونية كثيراً ما كان ينام بين أشجار الزيتون وفي إحدى المرات سمع صوت امرأة تصرخ فهرع مباشرة يسألها ما الأمر فأجابت أن زوجة ابنها مريضة جدا ولا احد هنا يعالجها، فأصر على إيصالها بنفسه رغم انه بعيد عن الأنظار ومطلوب ولكن ما دام قد وجد من يطلب مساعدته فعليه آن يلبي.
وشقيقته الكبرى التي تبكي للذكرى تتذكر لصالح مواقفه عندما كانت تحدث تلك المواقف والخلافات في البلدة، فكان حل خلافات الناس يعود الفضل الكبير فيه للشهيد صالح.
والد الشهيد يضيف انه كان يعرض نفسه وحياته للخطر لحل أية مشكلة عائلية أو عشائرية أو تقديم أية مساعدة.
إحدى شقيقاته تضيف أن صالح جاء ليلة ونام عندها وعند منتصف الليل وإذا بالجنود يطرقون الباب الخارجي فهرعت لتوقظ صالح وإذا بالمكان خال وصالح ليس به وقد فر دون أن يلبس حذاءه، وبعد خروج الجنود رجع صالح و قدماه تسيلان دما حيث خرج من الباب الخلفي، فهذا الباب يذكرها بهذا الموقف.
وكان يقيم في مدينة جنين في الفترة الأخيرة من حياته فكان يأتي صدفة إلى السيلة ليزور والديه وشقيقاته المتزوجات زيارة لا تتجاوز ربع ساعة، وعندما أراد وداع شقيقته قال لها: إذا بتحبيني تمني لي الشهادة.
صلة الرحم احتفظ بها حتى وهو مطلوب و لم يقطع زيارته لمحارمه.
كلما رأى والده المسن الذي يتجاوز السبعين من العمر تعباً أو مريضاً أسرع الشهيد صالح بإحضار سيارة ونقله مباشرة للطبيب.
وبعد زواجه بأربع سنوات رزقه الله بمولود أسماه "مجد" ولحبه وصلة رحمه لأبيه وأمه وإخوانه أخذهم إلى جنين إلى مطعم الأقصى ليحتفل معهم بمناسبة مولوده "مجد".
وليلة استشهاده أكل مع بعض إخوانه بعضا من العسل ثم قال: هذا عسل الدنيا أكلت منه فهل سآكل من عسل الآخرة ؟ "طيب" معقول عسل الآخرة مثل الدنيا؟ أجابه صاحبه: بل أطيب.
وقبل استشهاده بعشرين يوما التقت به إحدى شقيقاته فقالت له: عليك أن تختفي عن الأنظار. فقال لها: أنا أؤمن بالقضاء والقدر فكم مرة هربت ونجوت من بينهم ولم تكتب لي الشهادة.
يرد كثيراً على من حوله عندما يطلبون منه أن لا يتنقل كثيراً فيجيب: تمنوا لي الشهادة، هذه البلاد لا استقرار ولا أمان، من لا يتمنى الشهادة.
وفي عام 1989م كان عمر الشهيد صالح جرادات 16 عاما عندما أفرجت سجون الاحتلال عن شقيقه الأكبر وبعد ثلاثة أيام عادت لاعتقاله مرة أخرى فغضب صالح كثيراً وتشاجر وتجادل مع كابتن الكتيبة.
وللشهيد أقوال نقف عندها:
«يا كبرياء الجرح.. لو متنا لحاربت المقابر»
«فلسطين الحبيبة كيف أنام وفي عيني أطياف العذاب ؟»
وقال:
«الوحش يقتل ثائراً.. والأرض تنبت ألف ثائر»
وقال:
«إذا رأيت المعركة جبانها يشجع وشجاعها يجبن تنحى جانباً وقف على صخرة وقل إن في الأمر خيانة»
ونختم بكلمة والد الشهيد:
صالح خير ولد بار.. نتمنى أن يتقبله الله من الشهداء.. نطلب له الرحمة من رب العالمين وأن يجمعنا به.
أخته: حنون، حتى دقائق، يزورنا، لو تخيرت لفدائه لفديته بروحي.
نعتز به لجهاده، لبطولاته وشهامته.
10/7/2003
***
التفاصيل الكاملة لجريمة الاغتيال:
امام اسرتهما وطفل الشهيد صالح
الوحدات السرية الخاصة قتلت الشهيدين جرادات بدم بارد
أخت الشهيد جرادات: كان بإمكان الوحدات اعتقالهما ولكنهم أطلقوا النار بهدف التصفية...
للحظة واحدة لم تتوقف فادية عن البكاء فلا زالت دموعها تنهمر بغزارة من عينيها فهي كما تقول دموع الحزن والقهر لانها لم تتمكن من إنقاذ شقيقها وقريبها بعدما حاصرهما رصاص الوحدات السرية الخاصة يوم الخميس الماضي أمام منزلهم الواقع في حارة الدبوس في شرق مدينة جنين. ومنذ جريمة الاغتيال الجديدة التي طالت شقيقها الشهيد فادي تيسير جرادات وابن عمه المجاهد البطل صالح جرادات لم تتوقف فادية عن البكاء والعويل وصور الجريمة البشعة تمر أمامها وترافقها لتزيد من حزنها وحسرتها فأخي تقول: كان أمامي ينزف أمسكت بيده والدماء تغمر جسده كان يطلب مني مساعدته وإنقاذه ولكنهم هاجموني والقوني أرضاً ونزعوا يدي من يده واقتادوه مع صالح لعدة أمتار وأطلقوا عليهما النار حتى استشهدا أمام أعيننا .
لم تكن فادية الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من رحيل زوجها .
بداية العملية
لم تكن رواية التفاصيل سهلة بالنسبة لفادية التي تربطها بشقيقها الأكبر علاقة مميزة خاصة وانه المعيل الوحيد للأسرة فوالدها يعاني من مرض خطير ولدى وقوع الجريمة كان متواجدا في الأردن مع زوجته يتلقى العلاج , والى جانب فادية كان يوجد في البيت شقيقاتها وصالح ابن عمها وفادي يعيشون لحظات حزن وترقب بسبب قلقهم على مصير الوالد الذي تدهورت حالته الصحية.
مساء يوم الخميس حضرت زوجة المجاهد صالح جرادات التي تسكن قرية السيله الحارثية مسقط رأسه للاطمئنان عليه ومشاهدته فقد مر عليهما زمن طويل لم تشاهده وطفلها الوحيد فالاحتلال تقول فادية يطارد زوجها ويلاحقه منذ فترة طويلة ويتهمه انه قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وتضيف يوميا كان يتعرض منزلهم للمداهمة وتلقت عائلته عشرات التهديدات بتصفيته مما حرمه ابسط حقوقه في الحياة وحتى طفله الوحيد لم يشاهده سوى مرات محدودة فحياتهم كانت صعبة .
التفاصيل
في ذلك اليوم الأسود تتابع فادية وهي تحاول التغلب على دموعها «حضر صالح للاطمئنان على زوجته وطفله ووالدي فجلسنا على بوابة المنزل بشكل طبيعي , وما كاد يداعب طفله ويقبله وبينما كنا نشرب القهوة تقدمت نحونا سيارة تحمل لوحة ترخيص عربية كانت تسير بشكل طبيعي لذلك لم نهتم واعتقدنا انه احد أصدقاء صالح» .
وتتذكر فادية «الظلام دامس وكنا نجلس ونتحدث وفجأة توقفت السيارة بيضاء اللون فكرت انه صديق صالح ولكن ولم تكد تصلنا حتى خرج منها شخصان وأطلقوا النار فورا على صالح وبلمح البصر حضرت سيارة أخرى وهي أيضاً عربية وانضمت لإطلاق النار ارتمينا أرضاً وحملت زوجة صالح الطفل وهربت للبيت أما أخي فادي فوقع أرضاً شاهدته ينزف فأمسكت بيده وبدأت اسحبه خلف الكنبة التي كنا نجلس عليها لنتقي الرصاص وبدأت اصرخ فادي صالح , سمعت فادي يتحدث بصعوبة ساعديني أنقذيني», وتضيف «بعدما توقفت ربع ساعة لان الدموع خنقت كلماتها واصلت سحبه فإذا بأحد المسلحين منهم يهاجمني القاني أرضاً وانتزع فادي مني وقال لي ادخلي البيت وإلا سأقتلك...».
رفضت فادية الانصياع لأوامرهم وتضيف «صرخت بهم اتركوني أريد إنقاذ أخي انه ينزف فهاجموني كان صالح ممدد دون حراك ويبدو أنهم أصابوه برأسه أما فادي فلا زال يتحرك...
ولكن ثلاثة منهم كانوا يتحدثون العربية بطلاقة هاجموني وسألوني أين سلاحه فقلت لا اعرف ولا يوجد سلاح الله اكبر عليكم سيموت ».
قتلوهما بدم برد
صرخات ودموع فادية لم تشفع لها أمام أفراد الوحدات الذين غادروا سياراتهم وانتشروا في كل مكان وتقول «اجبروني على النوم على وجهي وقال لي أحدهم يا كلبة يا إرهابية سنقتلك معهم , وضعوا سلاحهم في راسي ثم قال احدهم لمجموعه أخرى اسحبهم وكومهم فثارت أعصابي ولم أتحمل فقلت انتم إرهابية كلاب اتركوهم فألقوني أرضا وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجددا وقتلوهما بدم بارد» .
اشتباكات وإصابات
خلال ذلك ومع بداية الهجوم كانت أكثر من 10 آليات عسكرية اقتحمت جنين مع مختلف المحاور وانطلقت مسرعة نحو منطقه الدبوس , ويقول مراسلنا الدوريات اقتحمت المنطقة لتوفر الغطاء للوحدات الخاصة وحاصرت الحي بأكمله بعضها أغلق محاور الطرق والبعض الآخر توجه لموقع العملية رغم الاشتباكات العنيفة التي اندلعت , ففور انتشار نبأ الهجوم اندلعت مواجهات عنيفة في جميع أرجاء المدينة واشتبك رجال المقاومة مع جنود الاحتلال الذين قصفوا المنازل والأحياء بالرشاشات الثقيلة مما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفله برصاص الاحتلال .
تصفيه متعمدة:
وتؤكد فادية أن العملية كانت تستهدف تصفيه المجاهد صلاح وفادي ابن عمه وتقول كان بامكانهما اعتقالهما لأنهم فاجئونا بكل شيء وحاصروا المنزل ولم يكن من الممكن لأحدنا أن يتحرك أو يهرب ومما يؤكد استهدافية القتل أن أفراد الوحدات الذين كانوا يرتدون الزي الفلسطيني ويتحدثون العربية ومنذ اللحظة الأولى شرعوا بإطلاق النار وحتى بعد إصابة فادي كان من الممكن اعتقاله ولكنهم واصلوا إطلاق النار عليه ليتاكدوا من تصفيته .
لم تنته الجريمة
جريمة القتل لم تكن كافية فالقوات التي حضرت للموقع تقول فادية احتجزتني وانتشرت حول المنزل وقامت بتفتيشه ثم صادرت الجثمانين, ولدى تسليمهما تبين أنهما تعرضا لإطلاق نار في سائر أنحاء جسدهما .
إرادة وتحدي
وقع الخبر كان قاسيا على تيسير جرادات والد الشهيد فادي الذي أمضى حياته في تربية أسرته وقبل ان يحقق حلمه وفرحته بزفاف فادي قبل رحيله لان المرض تمكن منه وجعله عاجزا عن الكلام والسير بشكل طبيعي ومع ذلك اصر على ترك العلاج والمستشفى وعاد من الأردن ليتقدم مسيرة نجله ويقول انه يفتخر بكون ولده شهيدا ومجاهدا في حركة الجهاد الإسلامي وأضاف حزنت على رحيله ولكن هناك هدف اكبر وأسمى وأعظم انه الوطن المغتصب وفلسطين الأسيرة وبكل فخر واعتزاز أزف ابني شهيدا لفلسطين التي باعها الحكام الخونة وأضاف ليتني كنت فداءا لفادي، فجريمة الاحتلال دمرت أسرتي فهو المعيل الوحيد لها خاصة وان المرض نال مني ويهدد حياتي فانا مريض بالسرطان وولدي كان يتولى رعاية شقيقاته واليوم يتضاعف همي وانا معرض للموت في كل لحظة قلق ومضطرب على مصير عائلتي التي ليس لها معيل أي قانون يجيز هذه الأعمال والممارسات والجرائم وأضاف وهو يبكي بشدة أموت كل لحظة ألف مرة قلقا على مصير أسرتي التي تحطمت برحيل فادي.
أما فادية فتغلبت على حالة الحزن وأطلقت زغرودة في وداع شقيقها وقالت لمراسلنا دم فادي لن يذهب هدرا وسيدفع القاتل الثمن ولن نبكي وحدنا فسحقا لكل العالم ان لم يعش شعبنا بحرية وكرامة ونحقق حلم وأهداف الشهداء .
ولم تتمكن زوجة الشهيد المجاه صالح جرادات من التفوه بكلمه واحدة فلا زالت تعيش أجواء الصدمة الرهيبة وتعانق بطفلها بحرارة لتخفف عنه صورة المنظر المروع فقد قتل والده أمامه ويقول أقاربها أن الصدمة كانت شديدة جدا عليها فقد نزف زوجها أمامها وعلى بعد أمتار منها ومن طفلها ولم تتمكن من إنقاذه ومساعدته .
وتزين بيت عزاء الشهيدين في جنين والسيله رايات الجهاد الإسلامي وصور الشهيدين وبيان سرايا القدس الذي يعلن ان صالح كان ابرز قادة السرايا أما فادي فكان من مجاهدي حركة الجهاد ونشطائها حتى استشهاده.
16/06/2003
تعليق