تويت
المجاهدة هدى العارضة ارادة وصبر قهرت المرض وقيود السجن
ارادة تقهر المرض والسجن, وتهز اركان الظلم والقهر التي يفرضها سجان انتزع من قلبه الرحمة والرأفة, المجاهدة هدى عبد الله العارضة, قاومت الالم وصبرت حتى اشرقت شمس حريتها, ولكن بالها ظل خلف تلك القضبان يخيم فوق عشرات الاسيرات, منهن كبيرات السن والمريضات والامهات اللواتي حرمن العطف على ابنائهن وحرمن لمسة الشوق الغالية.
حديثنا معها بقي يجانب الذاتية فهي تفضل الحديث عن اخواتها اللواتي بقين في وضع اقل ما قالت فيه إن اللسان يعجز عن وصفه, وتروي المجاهدة هدى العارضة لـ "نداء القدس" جوانب من حياة الاسر, لا يبرحها الالم والمعاناة والقهر.
وضع صعب وادارة تنقض على الحقوق
تقول العارضة إن إدارة سجن تلموند الصهيوني الذي امضت ثلاث سنوات ونصف في غياهبه, تسعى منذ بضعة شهور لانتزاع كل الحقوق التي حصلت عليها الاسيرات بعد نضال مرير وطويل, وترى أن من ابرز خطوات ادارة السجن على هذا الصعيد حرمان الاسيرات من ادخال الملابس, بعد ان كان يسمح لهن بادخالها مرة كل شهر, اما اليوم فلا يسمح بادخال الملابس سوى كل 3 شهور وبكميات قليلة ومحكومة بشروط تفرضها ادارة السجن, كما اصبح السماح بادخال حذاء للاسيرة مرة كل 6 شهور بدلاً من 3 شهور.
وفيما يتعلق بالفسحة "الفورة" فقد فرضت الادارة شروطاً جديدة لها, حيث يحظر على الاسيرات الخروج اليها مرة واحدة (جميع الاقسام) بل على دفعات متفرقة, واذا ما ارادت الاسيرات الخروج جميعاً تطلب هذا الامر تنسيقاً مع الادارة والحصول على تصريح خاص بذلك.
وأكدت العارضة أن المعاناة تطال كل جانب من جوانب حياة الاسيرات من معيشة ونوم واكل وشرب وتحركاتهن داخل السجن جميعها فيها صعوبة ومرار.
ارادة تصنع المستحيل
وتتحدى الاسيرات في تلموند السجن والعزلة عن العالم, فأقمن "صفا دراسياً" يتعلمن فيها مختلف انواع العلوم, وما هذا الصف سوى غرفة مخصصة لوضع الملابس وتخزين احتياجات الاسيرات, ولضيقها يشترط أن يكون عدد الاسيرات متلقيات التعليم 15 اسيرة فقط.
ولا تترك ادارة السجن الامر على علاته, بل تقايض الاسيرات بين الدرس والخروج الى الفورة, ولكن كما تؤكد الاسيرة هدى العارضة فان الاسيرات يخترن الدراسة, وتقوم متخصصات وذوات خبرة من بين الاسيرات بتقديم الدروس في مجالات عدة منها: القران الكريم والتفسير والحديث وتعلم اللغات كاللغة العبرية الضرورية للتعامل مع السجانين وادارة السجن, وغير ذلك من انواع التعليم.
وقالت العارضة "المهم ان نتعلم ونخرج بشيء مفيد من سجننا نخدم به انفسنا ومجتمعنا بعد خروجنا من السجن.
امهات ومريضات يعانين داخل السجن
ويوجد في سجن تلموند عدد كبير من الاسيرات الامهات وكذلك المريضات اللواتي بحاجة ماسة للعلاج, تذكر منهن العارضة: قاهرة السعدي المحكومة بالسجن المؤبد 3 مرات, ومها العارضة, وعطاف عليان, وسمر صبيح, وندى الجيوسي, وشرين مسالمة, وفاطمة الزمر, وروضة حبيب, وايرينا سراحنة, وزهور حمدان المحكومة 8 سنوات, وشفاء القدسي, وفتنة الكخن, ووضحة الفقهاء.
أما من بين الاسيرات المريضات فتذكر ريما ضراغمة المحكومة بالسجن 25 عاما, التي تعاني من انتفاخ في جسدها, ومكثت 6 شهور قبل ان تتجاوب ادارة السجن مع مطالبها بنقلها الى المستشفى لاجراء فحوصات, ولكن بعد عام من تلك الفحوصات ترفض الادارة ان تخبرها بنتائج الفحوصات, بينما يشتد الالم يوما بعد يوم في معدتها وخواصرها وتزداد حالتها الصحية تدهوراً.
وكذلك الاسيرة منال سباعنة التي اصيبت بالتهاب في احد اسنانها, ادى الى حدوث تقيح في فمها, وبعد استغاثات ومعاناة طويلة احضرت الادارة طبيبة قالت لها بعد الفحص" انا لا استطيع عمل شيء, يلزمك طبيب متخصص من قبل الاهل", ولكن ادارة السجن ترفض طلب الاهل ارسال طبيب لعلاج ابنتهم, وهذا الحال ينساق على الاسيرة وردة البكراوي التي تساقطت اسنانها, وفاطة الحاج محمد التي اصيبت بالسكري وزهور حمدان التي تعاني من امراض واوجاع في الارجل.
رسالة من الاسيرات لخاطفي الجندي
ونقلت الاسيرة المحررة هدى العارضة رسالة مقتضبة من الاسيرات لخاطفي الجندي الصهيوني جلعاد شاليت قلن فيها " أعراضكم بايدي الصهاينة", مؤكدة ان الاسيرات يطالبن بتفعيل قضيتهن على كافة المستويات لما لها من خصوصية وحساسية بالغة, مذكرة القادة العرب والمسلمين بنخوة المعتصم عندما نادته امراة "وا معتصماه" فجر الجيوش حتى فك أسرها.
صدمة بعد فشل صفقة التبادل
وتقول الاسيرة المحررة هدى العارضة إن الاسيرات تعرضن لصدمة قوية عندما فشلت صفقة تبادل الاسرى التي كانت مقررة في عيد الاضحى, وبعد أن جهزت الاسيرات انفسن للافراج وساد الفرح بينهن, وقعت الاحداث المؤسفة في القطاع, واحبطت صفقة التبادل, لتنتكس عندها آمال الاسيرات بنيل الحرية والافراج, ويعدن الى واقعهن الصعب الذي ازاد صعوبة في ظل ما تشهده الساحة الفلسطينية من انقسام وانشقاق.
رحلة الاعتقال والمرض
اعتقلت قوات العدو الصهيوني المجاهدة هدى عبد الله العارضة ( 33 عاما) من بيتها في بلدة عرابة قرب جنين شمال الضفة الغربية, قبل ثلاث سنوات ونصف بتهمة "التخطيط لتنفيذ عملية استشهادية" والانتماء لحركة الجهاد الاسلامي.
ونقلت قوات الاحتلال المجاهدة العارضة الى مركز تحقيق الجلمة, ومارست عليها ضغوطاً نفسية هائلة لمدة شهر كامل لتلصق بها التهمة, التي قاومت كثيراً لتبرأ منها وتنجو من حكم بالسجن المؤبد, ولكن الصهاينة استخدموا اساليب تحقيق ادت الى اصابتها بالمرض, فقد مكثت 3 أيام في زنزانة "مبردة" تصل درجة حرارتها حوالي 20 درجة تحت الصفر. وتلخض تلك اللحظات القاسية بالقول "بالارادة القوية والصمود والصبر استطعت تخطي هذه المرحلة العصيبة".
وعانت المجاهدة العارضة خلال فترة سجنها من الم شديد سببه التهاب المرارة, وكانت تطلب العلاج, الا ان ادارة السجن بقيت تماطل في علاجها مكتفية ببعض الادوية المخدرة للالم, حتى خرجت من السجن, لتبدأ علاجها واستئصال المرارة التي طالما سببت لها الما شديدا ادى في مرات عدة الى غيابها عن الوعي.
عائلة مجاهدة
ولم تكن فرحة أسرة المجاهدة هدى العارضة مكتملة بسبب بقاء 3 من اشقائها خلف القضبان وهم: احمد ( 34 عاما) محكوم بالسجن 20 عاماً امضى منها 16 عاماً, ومحمود ( 32 عاما) محكوم بالسجن المؤبد و15 عاما امضى منها 11 عاما, ورداد ( 30 عاما) محكوم بالسجن 20 عاماً امضى منها 10 اعوام, وجميعهم من مجاهدي وفرسان حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.
المصدر : خاص نداء القدس
تعليق