تويت
ما أعظم جنود الله المجهولين ، الذين باعوا أنفسهم رخيصة في سبيله نذروا أنفسهم وحياتهم وكل لحظة من لحظات عمرهم لله رب العالمين، فالجهاد في سبيل الله يسرى في عروقهم والدعوة هدفهم وسبيلهم ، أرواحهم سمت إلى العلياء فلا الأرض تشتد إليها لكي تجتمع مع الصديقين والنبيين في حواصل طير حضر عند مليك مقتدر ، ولا الدنيا تغريهم بمفاتنها،هم المجاهدون التي لا تكسر لهم إرادتهم ، ولا تلين لهم قناة .
هكذا كان شهيدنا المجاهد على حسن محمد بدوان أحد جنود سرايا القدس المجهولين في مدينة دير البلح ، كان جندياً خفياً نذر نفسه وحياته ووقته كله في سبيل الله ، الذي استشهد عندما تقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمدينة دير البلح 13/7/2006م وأطلقت طائرة استطلاع علية بثلاث صواريخ عندما كان مرابطاً على مدخل المدينة الشرقي.
الميلاد والنشأة
ولد الشهيد على حسن محمد بدوان في التاسع والعشرين من يوليو عام 1983 في معسكر دير البلح وسط قطاع غزة فكان أخ لسبعة من الأخوة والأخوات،وتربي على في أسرة محافظة يعود أصلوها إلي قرية السوافير حيث هاجر أهلة عام 1948 على يدي عصابات الكيان الصهيوني مثل باقي الأسر الفلسطينية التي استقرت بمدينة دير البلح لتعيش الأسرة حياة مليئة بالألم والمعاناة كما كل الأسر المهاجرة التي سلب الصهاينة أراضيها .
درس الشهيد علي في مدارس دير البلح وتلقي تعليمه الابتدائي والإعدادي كما حصل على الثانوية العامة بمدرسة المنفلوطي الثانوية للبنين ليلتحق بالمرحلة الجامعية حيث درس بكلية فلسطيني التقنية بدير البلح تخصص إدارة الأعمال .
صفاته
تميز الشهيد علي بحسن خلقه وأدبه تواضعه حيث كان دائم الابتسامة محبوب جداً وكان نشيطاً في كل المجالات وتميز أيضاً بالطاعة والصدق التام ، متفانياً في عملة خدوماً جداً بدرجة لا تتصور ، كان دائماً ملتزم بمداومته بالصلاة في المسجد ولا سيما مسجد الأبرار بشكل مستمر حيث كان والدة مؤذن المسجد.
كان علي ذو علاقة أسريه طيبة، حيث كان مطيعاً لوالديه وكان يعطف على إخوته محباً لهم ،حيث كان الحب الجو السائد بالبيت وكان دائماً يقوم بزيارة لرحمة وزيارة أهالي الشهداء والأسري للاطمئنان عليهم ومساعدتهم .
تميز علي بعلاقته الطيبة مع أصدقائه حيث كانت تربطه بهم علاقة الود والحنان العلاقة الاجتماعية الطيبة المتماسكة،وكان محبوباً بينهم وكان يشاطرهم أفراحهم وأحزانهم وكان دائم الابتسامة لهم وحنون معهم .
كان دائماً يتميز علي حسن بدوان بالتدين الشديد حيث كان ملتزما جداً وذو أخلاق كريمة وكان معطاء محباً للأطفال ومداوماً على الصلوات الخمس بالمسجد وكان يعرف عنه بأنه قليل الكلام كثير الصمت وكان غيور جداً على الإسلام ويكره كل شيئي فيه أساءه للإسلام .
مشوار جهادي
أنضم علي إلى حركة الجهاد الإسلامي وشارك بفعالية وبشكل ملحوظ مع بداية انتفاضة الاقصى عام 2000 وعمل ضمن لجانها الميدانية وكان عضو نشيطاً في كافة الميادين وكان أكثر التزاماً وتدينناً .
شارك علي في كثير من المناسبات التي أقامتها الجهاد وكذلك مشاركته في الزيارات الاجتماعية للحركة .
بعد هذا النشاط الملحوظ للشهيد علي والالتزام الصادق التحق بصفوف مقاتلي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وأصبح عضواً فعالاً في المجال العسكري وعمل ضمن هذا الجهاز في مجموعات الرصد والمتابعة وأثم عقد دورات عسكرية على يد الشهيد القائد محمود جودة .
قام بالمشاركة في عمليات المرابطة على الثغور ليلاً لصد الاجتياحات الصهيونية على مدننا كما شارك في العروض العسكرية التي كانت تقيمها في المناسبات وتأبين الشهداء .
قام بالاشتراك مع الشهيد محمد عقل من مخيم البريج بزرع عبوة ناسفة تزن 50كجم بالقرب ما كان يعرف بمغتصبة كفاردراوم وتم تفجير العبوة في دورية راجلة للعدو الصهيوني تواجدت بالمكان .
تميزت العائلة بتاريخها الجهادي فقد كان ابن عمة علي أحد مجاهدي سرايا القدس خلال اشتباك مسلح، وهو جمال بدوان الذي استشهد مع مواجهة لقوات الاحتلال بخانيونس خلال الانتفاضة الأولي .
الشهادة
في صبيحة يوم الأربعاء 12/7/2006م كان الشهيد علي مع قدرة المكتوب له الذي أنتظره كثيراً وذلك بعد مشوار قضاه في الجهاد والمقاومة، حيث تقدمت قوات الاحتلال الصهيوني إلي منطقة دير البلح حيث تجهز شهيدنا المجاهد للاستعداد للمرابطة وصد العدوان الغاشم عن أبناء شعبنا حيث خرج في صبيحة يوم الخميس 13/7 الساعة الواحدة ليلاً وهو ومجموعة من إخوانه المجاهدين في سرايا القدس متجهين إلي منطقة الاجتياح ، حيث تم تقسيم الأخوة إلي ثلاث مجموعات ، توزعت كل مجموعة على عدة محاور لصد هذا الاجتياح والوقوف بالمرصاد لهذا العدو الصهيوني وإذ بطائرات الاستطلاع الصهيوني تفاجأ مجموعة الشهيد على بدوان بثلاث صواريخ مما أدي إلي استشهاد المجاهد علي وليرتقي بعدها الارتقاء الأجمل والأظهر ليلتحق بركب الشهداء الأطهار ليلتحق بمن سبقوه من أصدقائه طارق وحمزة ومحمد عقل إلي الجنان مع الأنبياء والصديقين
تعليق