إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيخ القائد المجاهد عز الدين القسام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيخ القائد المجاهد عز الدين القسام

    .

    يعبد … كلمة سر الموعد … يعبد …خفقات القلب المتمرد ، يعبد فرسان الغاب المتوحد … قد صدق

    الواعد والموعود … فهاتوا الطلق مع البارود … وجوبوا القمة مع الاخدود … يعبد يعبد … صخر

    ورصاص … وخطى قناص … في ليل اسود … ونهار اربد … يعبد … صمت محموم … وسهاد نجوم

    وظلال تمتد … في أقصى المشهد …


    الوقت : صباح الأربعاء الثالث والعشرين من شعبان عام الف وثلاثمائة وأربع وخمسون للهجرة ،

    الموافق للعشرين من تشرين الثاني من عام الف وتسعمائة وخمس وثلاثون للميلاد .


    المكان : أحراش يعبد بين أشجار البلوط في منطقةجنين ، الحدث : معركة حامية الوطيس يشارك

    فيها مئات الجنود البريطانيين مجهزون بآليات إضافة إلى طائرة استكشاف في مواجهة مجموعة

    صغيرة من المجاهدين لا يزيد عددهم عن العشرة ، سلاحهم البنادق و المسدسات ، يقودهم

    شيخ جليل قد جاوز الستين من عمره، ذو وجه ابيض مستدير، و لحية بيضاء مهيبة ، عرفه أهل

    حيفا بالشيخ (عز الدين القسام) أمام مسجد الاستقلال في المدينة ،و رئيس جمعية الشبان

    المسلمين ومأذون شرعي للمدينة ، قوات الاحتلال البريطاني تقدم للمواجهة في الصفوف

    الأولى رجال الشرطة العرب ، فيرفض القسام إطلاق النار عليهم ، رغم إلحاح رجاله حتى اشتدت

    المواجهة ، وأحكم الحصار حول أحراش يعبد ، فكان قرار الشيخ لرجاله : موتوا شهداء وسقط

    القسام شهيدا بصحبة رفاقه الثلاثة ( يوسف عبد الله الزيباوي ، حنفي عطيفة المصري ، محمد

    أبو القاسم خلف ) فيما اصيب المجاهد نمر السعدي إصابة خطيرة أدت لاحقا إلى استشهاده ،

    فكان استشهاد القسام الشرارة التي أشعلت الثورة الكبرى عام 1936 م وإضراب الستة شهور

    الذي انتهى بتدخل الزعماء العرب لوقفه ، معركة لم تستمر تاريخيا اكثر من ساعات ، غير ان

    قائدها القسام حظي بإجماع لا مثيل له في تاريخ فلسطين . وهو الرجل الذي ما سعى يوما

    لقيادة ولا مارس سياسة الزعامة ، وأساليب الأحزاب السياسية ، وكانت جنازته اضخم جنازة

    عرفتها حيفا ، عبر تاريخها الطويل ، وفي جيبه وجد مصحف شريف كان يمثل للشيخ الهوية

    والجنسية والطريق ، ولد عز الدين بن الشيخ عبد القادر مصطفى القسام عام 1871 م في جبلة

    في محافظة اللاذقية شمال سورية من أسرة كريمة معروفة ، وقد ذاق في طفولته عذاب الفقر

    والحرمان وكان يميل للتفكير والتأمل وتلقى تعليمه في الأزهر حيث تتلمذ لمحمد عبده " وجمعته

    علاقات طيبة برشيد رضا وكان يقرأ للأفغاني رحمه الله ، وكان دائم الصلة بالفقه والشريعة

    والأصول ، لا يكتفي بالوعظ ، بل يقرن الإرشاد بالعمل ، والعمل بالدراسة حتى وصفه العلامة

    ( محب الدين الخطيب ) بأنه من العلماء المعدودين حيث نزل الطليان شواطئ ليبيا عام 1911 م

    طاف قريته يجمع التبرعات لنصرة المسلمين وتوجه بصحبة عشرات المتطوعين إلى الاسكندرونة

    للجهاد في ليبيا ، وعندما منعوه عاد إلى جبله وبنى بأموال التبرعات مدرسة لمحو الأمية ، اشرف

    عليها بنفسه وحين اجتاحت فرنسا الشام عام 1918 م ، باع القسام بيته واشترى (24) بندقية

    وخرج مع صحبه معلنا الجهاد العام ضد المستعمر إلى أن أخمدت الثورة التي قادها " إبراهيم

    هنانو" حين غدره الإنجليز وسلموه لفرنسا ، واستشهد قائد ميسلون يوسف العظمة عام 1920 ،

    فقرر القسام التوجه إلى فلسطين بعد صدور حكم بإعدامه فاجتاز البحر إلى حيفا .. وتأمل عز

    الدين الجزر يعم البحر ، وتأمل كيف تغوص إلى العمق الأسماك … إن كانت إلا جوله … والمد

    الآن على شاطئ جند فلسطين … فالتحق بالمد هناك … وودع جند الشام … الهجرة كانت سنة

    سيدك المقدام … ما مكة ؟ ما يثرب ؟ ما جبلة ؟ ما حيفا ؟ ما يمناك ما يسراك ؟ الحق بالمد هناك

    … وكفاك وسام … حكم بالإعدام ، واقبل القسام وافدا من شام الجهاد إلى فلسطين الرباط ،

    مولاي الوافد من جبلة ، لا يملك غير عباءته … دميت قدماه من الأشواك …

    لم يشبه من عرفت حيفا …

    من طراق الليل النساك … كانت عيناه كفوهتي نار من تحت عمامته ، وبدت كفاه مقرحتين ،

    وبدأت تتعرف حيفا على القسام كمدرس في مسجد الاستقلال ، حيث التفت حوله جماهير

    المدينة والقرى المجاورة ، ودوت كلماته النارية في جنبات حيفا حتى انه وقف يوما على المنبر

    مشهرا مسدسا وقال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فاليقتن مثل هذا ) .وجاءه شاب لم يبلغ

    العشرين ويشكوا إليه من يصفونه بالتهور والجنون ، فيقول الشيخ : كلهم مجانين وأنت العاقل ،

    هل تريد حقا الجهاد ، فيقول : نعم ، فيبسط القسام يده ويبايعه على ثلاثة شروط : الاخوة ، الجهاد

    حتى الشهادة ، السمع والطاعة ، لقد نادى القسام بعودة الاسلام … إسلام الفاتحين والرجوع

    إلى الصلاة ، صلاة المجاهدين ، فاهتز الإنجليز لأنهم اصبحوا يواجهون إسلاما غير إسلام

    الدروشة والتخدير ، كان الأئمة والوعاظ تشغلهم أحكام الطهارة والحيض والنفاس والطلاق ، أما

    القسام فاشتغل بذلك كله وأضاف إليه قضايا الأمة ، فالإنجليز يحتلون فلسطين ويمكنون لليهود

    الهجرة والسلاح وشراء الأراضي والاستيطان ، وكانت معظم القوى الوطنية تعادي الصهاينة ،

    غير أنها تنظر للإنجليز حلفاء الأمس ضد تركيا كأصدقاء ، وغلب النشاط السياسي من مظاهرات

    وبيانات ووفود إلى لندن للتأثير على الرأي العام على نشاطات الأحزاب الوطنية ، لم تكن هناك

    أي قوة مسلحة منظمة يمكنها مقاومة بريطانيا والصهاينة ، فكان تحديد القسام للبريطانيين كعدد

    وضعا للأمور في نصابها ، فلولاهم لما بنى اليهود في فلسطين مستوطنة واحدة واختار الجهاد

    طريقا للمقاومة ، تاركا للأحزاب الأخرى أساليبها التقليدية ، وبدأ العمل المنظم والإعداد الجيد

    للثورة ، فكان القسام يعقد اجتماعات سرية لرجاله ، ولا يقبل الا من كان مؤمنا مستعدا للموت ،

    وكان معظم رجاله عمال وعلماء ، عرفهم عبر المسجد أو فصول محو الأمية أو جمعية الشبان

    المسلمين ، كما أتاح له عمله كمأذون شرعي التعرف جيدا على المجتمع وكان يزور الفلاحين في

    القرى أسبوعيا ، فكان لأهل حيفا بمثابة المعلم والإمام المأذون والمفتي والصديق ، يوحي لمن

    حوله ان التعلم فرصة كالعبادة … قليل الكلام كتوما ، محبا لتلامذته ، نعمه نعم ، ولاؤه كذلك ، لا

    تفارق البسمة وجهه وكذلك الهيئة والوقار ، يرفض التنعم بمظاهر الحياة ، وكان بيته غرفتان فقط

    ، كان تركيزه على بناء قاعدة ، وبنية سرية للثورة ، ولعل هذا ما دفعه إلى عدم المشاركة في

    المؤتمرات الإسلامية التي عقدت في المسجد الأقصى عام 1928 م و1931 م ، كان يعمل على

    شكل خلايا ولا يزيد أفراد إحداها عن الخمسة ، على نمط حلقات الأرقم بن أبى الأرقم وكان لكل

    خلية نقيب مسؤول عن القيادة والتوجيه ، وحدد مهمات كل منهم في جمع السلاح ، التدريب ،

    جمع المعلومات ، والدعوة ، والاتصالات ، كان في سنواته الأخيرة حائرا لا يستقر له قرار ، لا

    يستسيغ طعاما ، ولا يعرف للراحة طعما ، وعندما تحاول ابنته " ميمنة " تهدئته وإقناعه أن العمل

    السلمي خير طريق لمواجهة الإنجليز واليهود يصيح بصوته الجهوري " اصمتي يا ميمنة ، لا

    يسلم الشرف الرفيع من الأذى _ متى ما يراق على جوانبه الدم ، لقد اخذ القسام قراره :

    سنقاتل مهما عز النصر … سنقاتل فرضا وجهادا … فإذا سئلت عين مبصرة من صاحبها يوم

    الحشر … لم تنطق : كان جبانا قوادا … سنقاتل كي ترث الأولاد … رايات تورثها الأحفاد سنقاتل

    في الحق عنادا ، نلبسهم في الفرس حدادا ، سنقاتل من اجل الشهداء !! ويقدر عدد من نظمهم

    القسام بقرابة المائة فيما ارتفع العدد ممن ينتسبون إلى القسام خلال سنوات الثورة إلى اكثر

    من ثماني مائة ، بعضهم سمع خطاباته في المسجد أو تعلم عنده ، أو تأثر بشخصه وفكره ،

    وكانت أول عملية إلقاء قنابل على مستوطنة "نحلال" في مرج بن عامر ، قتل فيها مدير سجن

    حيفا الصهيوني وابنه واصيب آخران ، فيما أعلنت بريطانيا عن مكافأة ( 500) جنيه لمن يدلي

    بمعلومات ، ونموذج آخر لعملياته كانت كمينا على طريق الناصرة قتل فيه (11) صهيونيا ، وأراد

    القسام الاطمئنان على موقف السكان وتأييدهم المعنوي والمادي خرج بمجموعة من

    المجاهدين ليكونوا نواة الثورة إلى أحراش يعبد وفي الطريق اصطدموا بدورية تطارد مجموعة

    لصوص فقتلوا قائدها اليهودي في سهل بيسان واطلقوا سراح مرافقيه العربيين ، فبدأت القوات

    البريطانية بمحاصرة الموقع لتدور هناك أول معركة ضد الإنجليز في فلسطين ، كانت نتائجها

    المتواضعة قتل واصابة عددا من جنود الإنجليز ، غير أن دلالاتها مثلت نقطة تحول وانطلاق في

    تاريخ الشعب الفلسطيني ، فيما اسر من المجاهدين القساميين " معروف الحاج جابر " من

    يعبد " ونمر السعدي " من شفا عمرو " واسعد المفلح " من ام الفحم " وحسن الباير " من

    برقين " واحمد عبد الرحمن جابر " من عنبتا " وعربي البدوي " من قبلان " ومحمد يوسف " من

    سبسطية ونلاحظ ان كل منهم من قرية ومدينة مختلفة مما يشير إلى مدى نجاح هذا المجاهدين

    في كسب الرجال وتجنيدهم للثورة ، ولعل بساطته وتواضعه من أسباب هذا النجاح لدرجة انه

    زوج ابنته فرانا بسيطا مؤمنا ، وعرف رجاله في السجن كطليعة للأسرى يقول الصحفي " كنعان

    أبو خضرة " الذي اعتقله الإنجليز في سجن القدس ، فالتقى القسامي عربي البدوي الذي كان

    يمضي عامه السابع في السجن فقال كنعان : لم يكن الضابط الإنجليزي هو مدير السجن ، بل

    كان عربي البدوي يستشار في كل شيء وكلمته مطاعة محترمة من الجميع ، بمن فيهم أنا ، إن

    القسام لم يبدع فكرا ثوريا ومبادئ جديدة بل أبدع ممارسة والتزاما يوميا بمبادئه وأفكاره

    الجهادية الثورية صحيح انه لم يربح الحرب في يعبد ولكنه ربح الشعب ، ومن وصف ثورته بأنها

    مجابهة انتحارية قبل الأوان فقد اخطأ ، " لقد اشعل القسام فتيل ثورته قبل فوات الأوان " انك يا

    شيخي زيت القنديل … جراحك ان سالت لا تعقدها بالمنديل … فبعض الجرح هتاف ، فاضرب ،

    هذا زمن الحق الشاهر سيفا … لأخير إذا لم يشهر حق سيفا واطعن يمين التنين الزاحف نحو

    الأقصى … يا أقصى ، يا معراج رسول الله إلى الملا الأعلى … أعطيك وفي … في مصباحك

    للساهر فوق صحائفه … يتلوا آيات النور … بيانا مثل الصبح … وبشرى مثل الفتح … يا أقصى يا

    علمي … أفسح لي في صحنك يوم الجمعة موطئ قدم … ها أنا جئت إليك … تسابق روحي

    قدمي … ويسابق سيفي قلمي … ها أنا جئت إليك … أفسح لي في صدرك مأوى يحضنني أو

    مثوى يدفنني !!


    لقد استشهد القسام ورفاقه في يعبد ، غير انه بشهادته اشعل ثورة ، لقد كانت رسالة القسام

    لشعبه وأمته عبر فوهة البندقية : لا تصدقوا وعود الإنجليز وأكاذيبهم ولو كان اليوم بيننا لقال

    لأصحابه أوسلو ذات الكلمة : لا تصدقوا وعود الأمريكان وأكاذيبهم ، وقد أجهضت الثورة حينها

    عندما وثق زعماء الإضراب بوعود بريطانيا وتطمينات الزعماء العرب ، كما أجهضت انتفاضة شعبنا

    حين وثق زعماء منظمة التحرير بوعود أمريكا والدول العربية ، فهل يعود شعبنا ليسمع كلمة

    القسام وما اصدقها من كلمة .

    لقد أدى القسام شهادته على شعبه وأمته وزفته الجماهير إلى مقبرة حيفا في اضخم جنازة

    تشهدها المدينة عبر تاريخها ، فكان خطابه في الجماهير بعد استشهاده أقوى من كل خطاباته

    عبر منبر المسجد مضى ورفاقه المجاهدين إلى جنان الخلد وبقيت ذكراهم في وجدان وذاكرة

    الأمة ، يشيرون بدمائهم نحو طريق العزة والكرامة والتحرير ويرددون : نحن الشهداء … صلى

    مولانا الشيخ علينا منذ أخذنا العهد ، ضقنا عينا بالشمس وبالخبز اليومي … وفتحناها في قدس

    النور الكلي ، فمرحى للفتح والنصر ولا أسفا لو نستشهد " ما نحن بأحجار تلقى في غير قرار …

    أنا نصعد … أرواحا لم تثاقل للارض ،أرواحا تشبه عود الند … نحن الشهداء … خيل القمة خيل

    يعرفها أهلها … خيل الصبح وتعرفها حطين … يعرفها المعتصم المنجد … في زمن الصحة قبل

    قرون … هذا زمن الصيحة يتجدد … هذا المنجد … هذي خيل المعتصم تحمحم في يعبد .

    فإلى جنات الخلد يا شيخنا وقائدنا أبا محمد .

    والسلام على روحك الطاهرة ، وذكراك العطرة .

    في سبيل الله قمنا 00نبتغي رفع اللواء
    لالأرضٍ قد عملنا00لا لحزب قد سعينا
    نحن للدين الفداء

  • #2
    رحمك الله ايها المجاهد فى سبيل الله

    الاسير الجهادى يسري عطية المصري
    فك الله اسره

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك أخوي وجزاك الله كل خير
      القناعة كنز لا يفنى

      تعليق


      • #4
        رحم الله الشهيد الشيخ

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك

          تعليق

          يعمل...
          X