إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عروس حيفا(الاستشهادية هنادي جرادات)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عروس حيفا(الاستشهادية هنادي جرادات)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين محمدبن عبدالله النبي الامي الامين وعلى من سار على دربه من الاستشهاديين الى يوم الدين.
    الشهداء تاج على رؤوسنا فهم عزتنا والرقم الصعب في معركتنا فكيف يطالبوننا بتخلي عنهم . نحن ان عشنا فحياتنا لهم وان متنا فلكي نلتقي بهم . كيف ننسى من اذاقت المحتل علقم المرارة ومعنى الموت في وقت تقزم العرب امام الاحتلال وتكالب العالم على هذا الشعب المسكين بتهمة الارهاب . نعم يا هنادي ارهبيهم وافزعيهم وازرعي الموت الزئام في حنايا قلوبهم هذه هي عروس حيفا ودرة الجهاد بنت رفضت الخضوع وجعلت من اشلاءها بركانا ينفجر في وجه الاعداء فعلى دربها سيروا وعلى الله اتكلوا يا اخوة الايمان.

    النشأة
    ولدت الشهيدة هنادي تيسير جرادات بتاريخ 22-9-1975 بمدينة جنين شمال الضفة الغربية ،درست المرحلتين الابتدائية و الاعدادية بمدرسة ' فاطمة خاتون ' ، و الثانوية بمدرسة ' الزهراء ' والتحقت بجامعة جرش الأردنية عام 1994 في كلية الحقوق و تخرجت عام 1999 وقبل عامين انتظمت في التدرب على أعمال مهنة المحاماة ، لكنها استشهدت و هي علي وشك الانتهاء من فترة التدريب ، حيث كانت تخطط لافتتاح مكتب محاماة خاص بها ونالت أعلى شهادة في القانون حيث سطرت المعنى الحقيقي لمهنة المحاماة والمتجسد في الدفاع عن حقوق المظلومين والتصدي للظالمين وهي فعلاً دافعت عن حق شعبها وتصدت للظالم المحتل فجاهدت بنفسها قبل المال والقلم .

    عائلة الشهداء

    هنادي من عائلة استشهاديين أحبهم الله، فاختارت أن تكون من ضمن هؤلاء، فلقد استشهد أخوها فادي 20 عاماً أمام أعين أهلها، في 14/يونيو/2003 أي أربعة أشهر من الآن، فلقد اقتحمت القوات الاسرائليلة منزل عائلتها التي لم تكن فيه وقتها، وقاموا بتصفية أخوها الذي يصغرها فادي، الذي كان يجلس بجانب شقيقته وقتلوا بكل دمٍ بارد، وقاموا بتصفية ابن عمها صالح جرادات ذو الـ 30 عاماً،
    حيث تركت هاتين التصفيتين ظلال الأسى والألم على عائلتها ،ولم تكن هنادي موجودة حينها، وعندما علمت بالخبر و زارت المشتشفى الذي به جثة اخيها، تفاجأت أنهم أخرجوا لها جسد أخوها الطاهر من الثلاجة، وعندما شاهدت الجثة صدمت بما رأت، ومن وقتها أصبحت هنادي هنادي أخرى . ولم يتوقف الاستشهاديين في عائلتها، ففي عام 1996 استشهد ابن عمها الثاني عبدالرحيم جرادات وأصدقاء له عند حاجز الجلمة شمال جنين، فقامت قوات الاحتلال بتصفيتهم، وهم الشهداء عبد الرحيم جرادات وطارق منصور وعلان أبو عرة، وكان قد سبق كل هؤلاء ابن عمها الثالث الشهيد محمد جرادات خلال الانتفاضة الاولى 1997.

    تقول فادية شقيقة هنادي:

    "شجاعة هنادي غير المعهودة في الفتيات كانت من أكثر صفاتها بروزاً، حيث أنها كانت لا تخشى شيئاً، وشخصيتها قوية زيادة على اللزوم، ولا أحد يستطيع أن يغيّر قراراتها". وتضيف: "كانت اجتماعية جداً وتحب الناس، والكل يحبونها جداً جداً، وكان معروف عنها ميلها لحب الخير، فحينما كانت ترى فقيراً تطلب منا أن نطعمه، وتقول لنا: " سوف يكتب لكم ربكم ثواباً وأجراً كبيراً،ويجب أن تحسنوا إليه وحتى لو أساء إليكم".
    "كانت فادية متدينة وخصوصاً بعد عودتها من الأردن، حيث التزمت بالصلاة، و أن قربها من الله ازداد بعد استشهاد أخي فادي، وابتعدت بالأخص عن سماع الأغاني والموسيقى، وكانت تقول عنها أنها حرام".
    لا أريد ان أقاطع الأخت فادية ولكن وجب عليّ أن أقول
    ليتنا نعتبر ونفهم شر الأغاني يا هنادي ، فجزاك الله خيراً يا هنادي على ما علمتيه لأهلك .. و لأدع الأخت فادية أن تكمل لنا ما جرى في الليلة الأخيرة من استشهادها رحمها الله.
    الليلة الأخيرة..

    تقول فادية: "ليلة أمس (ليلة الاستشهاد) كنا جالسات نتحدث عن زفاف شقيقتي المتوقع بعد عشرة أيام، وكانت هنادي تقول لها: إفرحي و (انبسطي) انت عروس، واعزمي من تريدين، الله يهنيك، ويسعدك، وظللنا طوال الليل نمزح ونضحك" .. " وبعدها أصبح أبي يقول لها : يا هنادي قومي نامي، فتقول له: سأنام فقط بعد أن أختم الجزء الأخير من القرآن الكريم للمرة السابعة في حياتي، وظلت طول الليل، تقرأ القرآن، وتصلي وتدعو وتبتهل إلى الله تعالى" .. وتنهي فادية والدموع غلبت عينيها "الحمد لله الذي جعل لنا أختاً مثل هنادي رفعت رسنا"
    نعم إن هنادي رفعت رؤوسنا كلنا عالياً، فليغفر الله لنا ما قدمنا وأخرنا، فكم من مرة ختمنا القرآن ولم نتعلم، فقط سبع ختمات في حياتها أنهتها بعملية استشهادية سمع بها كل من في الأرض و هزت العالم بأسره..
    اللهم اجمعنا بهنادي و صحبها في الجنة و الحمد لله رب العالمين ..

    لقد رفعت رأسنا
    بهذه العبارة بادرت شقيقتها فادية بعد أن حمدت الله تعالى على هذا الشرف العظيم .. هذا شئ يرفع الرأس ، لا يوجد شئ سهل ، لكن هذا فخر لنا لقد رفعت رأسنا و شفت غليلنا و غليل فادي .. الحمد لله فادي لم يذهب دمه هدرا ' . وعن طباع وشخصية الشهيدة قالت شقيقتها فادية ان هنادي كانت تتميز بشخصيتها القوية ، و انها كانت حنونة جدا علي اخوتها نظرا لكونها شقيقتهم الكبرى و تؤكد فادية ان هنادي تأثرت جدا باستشهاد شقيقها ' فادي ' اكثر من أي فرد آخر بالعائلة خاصة انها لم تكن موجودة في البيت وقتها فتملكتها رغبة في الثأر لشقيقها الاصغر ، و من وقتها لم تستطع نسيان هذه الصورة ' . و تضيف ' من يوم استشهاد اخي فادي اختلفت طباعها تماما ، اصبحت تجلس لوحدها كثيرا ، تحب العزلة ، تستمع للاشرطة الدينية كثيرا ، زاد قربها من الله تعالى ، تقرأ القرآن ، منذ استشهاد فادي اصبحت حتى لا تجلس كثيرا مع الناس و لا تضحك كما كانت سابقا ' لأنها كما يبدو كانت تفكر في كيفية الإنتقام خاصةً انها تدرك حساسية ذلك وصعوبته على العنصر النسائي في مجتمعنا ولكن الإصرار تعزز بسبب حجم المعاناة والقهر المفروض على شعبنا ، إذ لم يعد هناك مجال أمام الفلسطيني رجلاً كان أم امرأة إلا أن يتحول الى قنبلة موقوتة ' جاهزة للإنفجار في أي لحظة.
    التعديل الأخير تم بواسطة عاشق الحوراء; الساعة 04-01-2007, 02:34 PM. سبب آخر: تعديل
    الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


    " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"
يعمل...
X